المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1 - نسخ الكتاب الخطية والمطبوعة: - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - المقدمة

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌الفصل الأول التعريف بالكتاب

- ‌1 - عنوان الكتاب وتوثيق نسبته إلى المؤلف:

- ‌2 - تاريخ تأليفه:

- ‌3 - بناء الكتاب وعرض إجمالي لبعض مباحثه المهمة:

- ‌4 - أهمية الكتاب ونقول العلماء منه واعتمادهم عليه:

- ‌5 - منهج المؤلف في الكتاب:

- ‌6 - موارد الكتاب:

- ‌الفصل الثاني الشروح والتعليقات على الكتاب - عرض وتقويم

- ‌1 - الشروح والتعليقات المخطوطة والمطبوعة:

- ‌2 - شرح الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن -عرض وتقويم

- ‌3 - شرح الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى -عرض وتقويم

- ‌4 - شرح الشيخ محمد خليل هراس -عرض وتقويم

- ‌الفصل الثالثموقف أهل البدع من الكتاب

- ‌1 - تقي الدين السبكي

- ‌2 - محمد زاهد بن الحسن الكوثري

- ‌3 - السيف الصقيل وتوثيق نسبته للمؤلف:

- ‌4 - موقف السبكي والكوثري من خلال: "السيف الصقيل وتكملته

- ‌الفصل الرابع الموازنة بين النونية وغيرها من المنظومات

- ‌1 - عرض مجمل لمنظومات عقدية على منهج السلف:

- ‌2 - عرض مجمل لمنظومات عقدية مخالفة لمنهج السلف:

- ‌3 - الموازنة بين النونية وغيرها من المنظومات:

- ‌الفصل الخامس نسخ الكتاب ومنهج التحقيق والتعليق

- ‌1 - نسخ الكتاب الخطية والمطبوعة:

- ‌2 - منهج التحقيق والتعليق:

- ‌الرموز المستعملة في الحواشي

الفصل: ‌1 - نسخ الكتاب الخطية والمطبوعة:

‌الفصل الخامس نسخ الكتاب ومنهج التحقيق والتعليق

‌1 - نسخ الكتاب الخطية والمطبوعة:

أولًا: النسخ الخطية:

قد اعتمدنا في إخراج هذا الكتاب على سبع نسخ خطية منه، وفيما يلي وصفها:

النسخة الأولى (الأصل):

هذه النسخة محفوظة في دار الكتب الظاهرية بدمشق في مجموع برقم 2943 عام، يضمّ هذا الكتاب وكتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" لابن القيم. المجموع ليس بين أيدينا، فنرجع إلى فهرس المجاميع من مخطوطات الظاهرية الذي جاء فيه أن عدد أوراق المجموع 191 ورقة. وكتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" في 79 ورقة (1 - 79) وتليه "النونية" في 111 ورقة (81 - 191). وإذا كنا لا نملك التثبت مما ذكر عن أوراق الكتاب الأول، فإننا نستطيع أن نصحح ما قيل عن أوراق النونية، فهي في 122 ورقة، لا 111 ورقة. وقد أخطأ من رقم أوراق المجموع حينما وصل إلى ق 174 فكتب في الورقة التالية: 165، بدلًا من 175، فنقص العدد. والترقيم المذكور ترقيم حديث. ونسخة "النونية" في أصلها مقسّمة إلى كراريس، وجاءت في 12 كراسًا، وعدد الأسطر في كل صفحة 25 سطرًا.

ص: 199

وذكر في الفهرس أن أطراف الأوراق العلوية الأولى من المجموع مخرومة، وكذلك بعض الأوراق الأخيرة منه، يعني أطرافها. وهي في ثلاث ورقات من النونية (ق 120 - 122)، فذهبت أجزاء من أسطرها الخمسة الأولى. أما بعد ذلك فالنسخة كاملة لا نقص فيها، إلاّ اضطرابًا في ترتيب الأوراق 15 - 18 لكون الورقة 16 قد وضعت خطأ بعد ق 13، فرددناها إلى مكانها في مصورتنا.

وذكر في الفهرس أيضًا أنّ على المجموع وقف أحمد بن يحيى النجدي، ومكانه المدرسة العمرية في الصالحية. أما الواقف فهو أحمد بن يحيى بن عطوة بن زيد التميمي النجدي المتوفى سنة 948 هـ. وقد ترجم له صاحب "السحب الوابلة". فذكر أنه ولد في العيينة، ونشأ بها فقرأ على فقهائها، ثم رحل إلى دمشق لطلب العلم، فأقام فيها مدّة، وقرأ على أجلاء مشايخها. منهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله العسكري شيخ الشيخ موسى الحجّاوي، وتخرّج به وانتفع، وقرأ على غيره كالجمال يوسف بن عبد الهادي، والعلاء المرداوي، وتفقه ومهر في الفقه فأجازه مشايخه وأثنوا عليه، فرجع إلى بلده فصار المرجوع إليه في قطر نجد، والمشار إليه في مذهب الإمام أحمد. من مؤلفاته "الروضة" و"التحفة". وله تحقيقات نفيسة وتدقيقات لطيفة

(1)

.

أما المدرسة العمرية فكانت من المدارس الحنبلية المشهورة

(1)

السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة 1/ 274 - 275.

ص: 200

بالصالحية. بناها ووقفها الشيخ أبو عمر الكبير محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي (528 - 607 هـ)

(1)

. وكان بها خزانة كتب لا نظير لها، فلعبت بها أيدي المختلسين، ونقل ما بقي إلى خزانة الكتب في قبة الملك الظاهر في مدرسته

(2)

. وكان ذلك سنة 1295 هـ

(3)

. فكانت هذه النسخة أيضًا من الكتب التي آلت إلى دار الكتب الظاهرية بعد ما استقرت في المدرسة العمرية أكثر من 350 سنة.

كتب على وجه الورقة الأولى من نسخة النونية عنوان الكتاب واسم المؤلف على هذا الوجه:

"كتاب الشافية الكافية في الانتصار للفرقة الناجية نظم الشيخ الإمام العالم العلامة العامل الأكمل الورع الزاهد المحقق شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ الصالح أبي بكر بن أيوب السلمي الزرعي الحنبلي الشهير ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له وللمسلمين".

وقد ورد مثل هذه العبارة مع الزيادة في الألقاب في آخر النسخة. والعبارتان تثيران إشكالين: إشكالًا في عنوان الكتاب، وقد سبقت مناقشته في فصل التعريف بالكتاب. والإشكال الآخر في نسبة "السلمي" التي انفردت بها هذه النسخة، فلم يذكر هذه النسبة أحد

(1)

انظر الدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/ 100 - 102.

(2)

منادمة الأطلال ص 244.

(3)

المرجع السابق ص 120.

ص: 201

ممن ترجم لابن القيم.

كتبت هذه النسخة بخط نسخي واضح، ولكن الناسخ لم يذكر اسمه ولا تاريخ كتابة النسخة

(1)

. غير أنه قال في خاتمتها:

"نقلتُ غالب هذه النسخة من نسخة عليها طبقة صورتها: سمعتها على ناظمها بقراءة والدي

(2)

في مجالس عدّة، وهو مقابل معنا بأصله رضي الله عنه. وآخر المجالس يوم الأربعاء ثالث عشرين محرم سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بالجوزية بدمشق. كتب عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن بن محمد الحنبلي عفا الله عنه. مات الشيخ شمس الدين بن القيم ناظمها في شهر رجب سنة إحدى وخمسين وسبعمائة

(3)

".

الحافظ ابن رجب من تلامذة ابن القيم، وقد ذكر في ترجمة شيخه أنه لازم مجالسه قبل موته أزيد من سنة، وسمع عليه قصيدته النونية في السُّنّة وأشياء من تصانيفه وغيرها

(4)

. ولد ابن رجب في بغداد سنة

(1)

في فهرس دار الكتب الظاهرية أن ناسخ المجموع عبد الرحمن بن أحمد الحنبلي، وأنه نسخ الكتاب الأول -وهو اجتماع الجيوش الإسلامية- سنة 760 هـ، والنونية سنة 761 هـ. لم أجد شيئًا من هذا في مصورة النونية. وعبد الرحمن بن أحمد الحنبلي هو الحافظ ابن رجب، وليس هو كاتب النسخة كما سترى.

(2)

في المخطوطة: "ولدي" وهو خطأ.

(3)

لم تتضح الكلمتان "سنة" و"سبعمائة" في الصورة.

(4)

الذيل على طبقات الحنابلة 2/ 448.

ص: 202

736 هـ، وتوفي ابن القيم في شهر رجب من سنة 751 هـ، فحينما سمع ابن رجب النونية عليه كان عمره 15 سنة.

وقد دلت خاتمة هذه النسخة على أن الأصل الذي نقلت عنه سمعه الحافظ ابن رجب على الناظم بقراءة والده

(1)

، والناظم ممسك بأصله يقابل، وتمت القراءة في 23 محرم أي قبل وفاة الناظم بستة أشهر. فالنسخة التي بين أيدينا نسخة عالية نفيسة.

وقد ينقص من قيمتها تصريح الناسخ بأنه نقل "غالب هذه النسخة" من ذلك الأصل. فلم ينقلها منه كاملة، ثمَّ لم يحدّد هذا الغالب. ولكن الذي تدارك هذا النقص أنها قوبلت على الأصل، يشهد بذلك بلاغات كثيرة وتصحيحات دونت في طرر النسخة، ومنها:

- ق 41/ أ: "بلغ إلى هنا مقابلة بأصل الشيخ".

- وفي 19/ أ:

إلَّا لمن قام الكلام به فذا

ك كلامه المعقول في الأذهان

وكتب في الحاشية: "للإنسان"، وتحته:"صح"، وفوقه:"نسخة الشيخ" وذلك يدلّ على أن الناظم غيّر القافية في هذا البيت لأنها سبقت قبل بيت واحد. ومثله في ق 103/ أ.

والظاهر أن المقصود بأصل الشيخ أو نسخته: النسخة التي قرئت على الشيخ، كما في المواضع الآتية:

(1)

انظر ترجمته في الدرر الكامنة 1/ 130.

ص: 203

- ق 74/ 3: "بلغ إلى هنا مقابلة [على] نسخة الشيخ المقروءة عليه".

- ق 99/ ب: "بلغ مقابلة على نسخة عليها طبقة سماع وقرئت على الشيخ".

- ق 100/ أ: "بلغ إلى هنا مقابلة في نسخة قرئت على الشيخ".

ومن خلال عبارات هذه المقابلة يمكن أن نعرف زيادات الناظم في نسخته الأخيرة. ومن أمثلة ذلك أن البيت الآتي (ق 83/أ):

وتمام هذا قولهم إنَّ النبو

ة ليس وصفًا قام بالإنسان

كتب بإزائه في الحاشية: "من هنا زائد من نسخة الشيخ" ثمَّ في ق 84/أ كتب: "إلى هنا من نسخة الشيخ زائد" وذلك بإزاء البيت:

هذي بضاعتكم فمن يستامها

فقد ارتضى بالجهل والخسرانِ

ودلّت الحاشيتان على أن 14 بيتًا زادها الناظم أخيرًا. وكذلك في ق 86/ ب حاشية حدد فيها عدد الأبيات الزائدة: "من هنا زيادة من نسخة الشيخ 41 بيتًا". وانظر 84/ أ، 85/ أ، 85/ ب، 86/ أ.

هذه الأبيات الزائدة موجودة في النسخ الأخرى أيضًا، ولكنها تشتمل أيضًا على الأبيات المنسوخة التي خلت عنها هذه النسخة والنسخة الآتية.

ويظهر أن النسخة قوبلت على نسخة أخرى غير الأصل أيضًا، فورد بيت في ق 81/ أهكذا:

ص: 204

وعداكم أجران أجر الصدق وَالْـ

إيمان حتى فاتكم حظّان

وفي حاشيته: "نسخة: وعدمتم حظين حظ الصدق والإيمان". وانظر ق 2/ ب، 55/ أ، 86/ أ، 89/ ب، 99/ أ، 117/ ب، 119/ أ.

وبجانب بلاغات المقابلة توجد في النسخة بلاغات القراءة، فقلما تخلو ورقة من "بلغ قراءة" أو "بلغ قراءة إلى هنا".

وكتب في الصفحة الأخيرة بجانب الخاتمة طولًا: "وعدة

(1)

أبياتها على ما حسبته - والله أعلم - 5870 خمسة آلاف وثمانمائة وسبعون". ولعله أخطأ في العدّ، فإنّ أبياتها في نشرتنا هذه التي شملت الأبيات المنسوخة الواردة في النسخ الأخرى أيضًا لم يتجاوز عددها 5843 بيتًا.

قد سبق أن النسخة كتبت بخط نسخي واضح. واهتم الناسخ أحيانًا بضبط النص. ويضبط السين المهملة بوضع ثلاث نقط تحتها، ومن أمثلته ضبط السين في الكلمات:"تجسيمًا، جسمًا، جسر، استواء، محبوسون، السجان، الجسم، التجسيم" وكلها في صفحة واحدة (ق 80/ أ). وقد يهمل نقط حرف المضارع، وتاء التأنيث لا ينقطها عمومًا. ويضطرب قلمه أحيانًا، فلا يتضح رسم الكلمة، أو خطئ في كتابتها، فيحاول تصحيحها، فتختلط الحروف، فيكتبها في الحاشية بصورة واضحة تحت كلمة "بيان" أو مسبوقة بها. ومن أمثلته أنه كتب كلمة في المتن (22/ أ):"بالضليين" كذا، فكتب بإزائه في الحاشية:"الضدين"

(1)

في المخطوطة: "عدت" بالتاء المفتوحة.

ص: 205

وفوقها: "بيان صح". وانظر بيانات أخرى في ق 5/ ب، 24/ أ، 54/ ب، 58/ ب، 70/ أ، 82/ ب، 92/ أ، 92/ ب، 104/ ب.

والأخطاء والتصحيفات في هذه النسخة قليلة، إلَّا خطأ واحدًا كثر في القوافي، وهو أنّ الكلمات التي لا ياء فيها كتبت بالياء، ومن الأمثلة على ذلك -وهي كثيرة جدًا- محذوراني، ذي برهاني (42/ أ)، في الأعياني، من هذه الخلجاني، الميزاني، الأكواني (43/ أ)، يا أولي النقصاني، من الديداني، بلا عدواني (43/ ب). وأحيانًا نجد العكس، نحو:"الحاجز الوسطانِ"(66/ أ) وصوابه: الوسطاني. و"فمن يلحانِ"(68/ أ) وصوابه يلحاني. وكذلك "عاليه مع التحتان"(70/ ب)، "الحافظ الطبران"(73/ أ)"أحمد الشيبانِ"(103/ أ). ولم تصحح هذه الأخطاء في المقابلة والتصحيح لأن أمرها كان سهلًا، فلا يخفى الغلط فيها على القارئ إلَّا قليلًا. ومن الأخطاء الشائعة في النسخة كتابة "لدى" في صورة "لذي". ويكتب الضاد أحيانًا ظاءً.

ويظهر أن بعض الأخطاء التي وقعت في النسخة انتقلت إليها من الأصل، والدليل على ذلك أنها موجودة في نسخة ف الآتية وغيرها أيضًا.

النسخة الثانية (ف):

هذه النسخة من مخطوطات مكتبة الرياض السعودية بدار الإفتاء بالرياض. ورقمها فيها 347/ 86. وقد سجلت فيها بتاريخ 14/ 4/ 1392 هـ، كما يظهر من ختم المكتبة عليها. وعليها ختم آخر كتب فيه: "وقف الشيخ محمد بن إبراهيم" وتاريخه سنة 1391 هـ.

ص: 206

وفي أعلى صفحة العنوان: "وقف الإمام عبد الله بن فيصل". وهو الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود من أئمة الدولة السعودية الثانية، وقد توفي بالرياض سنة 1307 هـ

(1)

. والشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ هو المفتي الأول للبلاد العربية السعودية، ولد سنة 1311 هـ في الرياض، وتوفي فيها سنة 1389 هـ، وهو الذي أنشأ المكتبة السعودية سنة 1373 هـ

(2)

فكانت هذه النسخة عند الإمام عبد الله بن فيصل، ثمَّ انتقلت إلى الشيخ محمد بن إبراهيم، ودخلت بعد وفاته بثلاث سنوات في المكتبة السعودية. ومخطوطات هذه المكتبة توجد الآن في مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض.

عدد أوراق هذه النسخة 125 ورقة، وفي كل صفحة 25 سطرًا، وفي أولها خرم قدره ورقتان، وسدّ الخرم بخط متأخر، والناسخ الذي كتب الورقتين لم يشر إلى النسخة التي نقل منها. وأثبت عنوان الكتاب على الصفحة الأولى:"هذا كتاب الكافية الشافية للفرقة الناجية" كذا، مع أن العنوان الصحيح ثابت في خاتمة النسخة. وفي النسخة خرم آخر وهو سقوط الورقة 119 منها.

لم يذكر كاتب النسخة اسمه، ولكنه ذكر أنه أنجز نسخها في 8 ربيع الآخر سنة 782 هـ بالقاهرة، فجاء في خاتمتها:

"نجزت الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية من نظم شيخ

(1)

انظر ترجمته في الأعلام للزركلي 4/ 113.

(2)

المرجع السابق 5/ 306 - 307.

ص: 207

الإسلام أبي عبد الله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية في ثامن ربيع الآخر سنة اثنين (كذا) وثمانين وسبعمائة بالقاهرة المعزية. علقتها من نسخة بخط الإمام العالم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم

(1)

بن أمين الدولة الحلبي الحنبلي، وكتب بآخرها في الهامش ما صورته:(انتهت مقابلة ثانية بنسخة مقابلة بنسخة المؤلف التي حرّرها أخيرًا، وكلّ ما ترى عليه النسخة أو ما صورته خ أو الأخيرة فالمراد به هذه النسخة الأخيرة) فتبعتُ رسمَه وضبطَه في هذه النسخة، ولله الحمد أولًا وآخرًا. . .".

دلّت هذه الخاتمة على أمور، أولها: أن هذه النسخة نقلت من نسخة بخط زين الدين أبي حفص ابن أمين الدولة الحلبي الحنبلي (710 - 771 هـ)، وقد ترجم له الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة، فقال:"باشر ديوان الإنشاء مدّة، ثمَّ أعرض عنه. وقال ابن حبيب: تعلّق بمذهب أحمد، ولازم التواضع، واشتغل بالكتابة والأدب والحديث وقدم دمشق ومصر، ورجع إلى حلب فمات بها"

(2)

.

ولعلّ ابن أمين الدولة نسخ نسخته من النونية في دمشق، وحملها معه إلى مصر. ثمَّ رجع إلى حلب ولكن نسخته بقيت في القاهرة حتى نقلت منها هذه النسخة هناك سنة 782 هـ أي بعد خمس سنوات من وفاة ابن أمين الدولة في حلب.

(1)

في ترجمته في الدرر الكامنة 3/ 148: "عبد المؤمن" مكان "عبد المنعم".

(2)

الدرر الكامنة: 3/ 148.

ص: 208

والأمر الثاني أن نسخة ابن أمين الدولة قد قوبلت مرتين على نسخة مقابلة بنسخة المؤلف الأخيرة.

والأمر الثالث أن كاتب نسختنا تبع في رسم الكلمات وضبطها أصله المكتوب بخط ابن أمين الدولة.

هذه الأمور الثلاثة -ولا سيما الأمر الأول- قد رفعت درجة هذه النسخة، ورشحتها لوضعها بجانب النسخة السابقة.

ولما كانت النسختان كلتاهما تنتميان إلى نسخة المؤلف الأخيرة: الأولى لكونها نقلت من نسخة قرئت على المؤلف قبل ستة أشهر من وفاته، والثانية لكونها منقولة من نسخة قوبلت مرتين بنسخة مقابلة بأصل المؤلف الذي حرّره أخيرًا = تشابهت النسختان في عدد الأبيات وترتيبها، ورسم الكلمات وضبطها، وبعض الأخطاء أيضًا.

وقد كتبت هذه النسخة بخط نسخي متقن جميل. وقوبلت على أصلها، تدلّ على ذلك البلاغات الموجودة في مواضع مختلفة منها نحو ق 9/ ب، 19/ ب، 20/ ب، 34/ ب، 62/ أ، 92/ أ. وكذلك التصحيحات والاستدراكات التي أدّت إليها المقابلة، كما في ق 21/ أ، 47/ ب، 50/ أ، 58/ ب.

وتوجد في النسخة تعليقات منقولة من أصلها. ومنها: "إلى هنا حرّر على حكم النسخة الجديدة"(91/ ب). ولم يصرّح الناسخ بأن هذه الحاشية من حواشي الأصل، وقد صرّح بذلك في ق 98/ أ:"إلى هنا حرر على النسخة الأخيرة، كذا كتب في الأصل".

ص: 209

وجاء في ق 111/ ب بيت انفردت به هذه النسخة:

أتظنها محلوبةً من باقر

أو ناقةٍ أو ماعزٍ أو ضانِ

وعليه حاشية: "هذا البيت أسقط من النسخة الأخيرة".

ومنها ما علّق به على الأبيات الآتية:

فهناك هنّأ نفسه متذكرًا

ما قاله المشتاق منذ زمان

والمستهام على المحبة لم يزل

حاشا لذكراكم من النسيان

لو قيل ما تهوى لقال مبادرًا

أهوى زيارتكم على الأجفان

تالله إن سمح الزمان بقربكم

وحللتُ منكم بالمحل الداني

لأعفرنّ الخدّ شكرا في الثرى

ولأكحلنّ بتربكم أجفاني

التعليق على البيت الثالث (لو قيل ما تهوى

): "هذا البيت والذي قبله من النسخة الأخيرة، وكأنهما بدل عن البيتين بعدهما"(ق 92/ أ).

الأبيات الأربعة الأخيرة للصرصري الذي أشار إليه الناظم بلفظة "المشتاق" في البيت الأول، وضمّن أبياته مع تصرّف في البيت الرابع

(1)

. وأفادتنا هذه الحاشية المنقولة من الأصل بأن الناظم ضمّن أوّلًا بيتين فقط وهما الثالث والرابع، ثمَّ أضاف إليهما بيتين آخرين أيضًا. وكان بيت الصرصري الرابع قبل تصرف الناظم:

(1)

انظر فوات الوفيات 4/ 304 - 305.

ص: 210

لأقبلّنّ لأجلكم ذاك الثرى

وأعفّر الخدّين بالصّوّانِ

وقد غيّره كما رأينا، فأصبحت قافيته بعد التغيير:"أجفاني"، فلما زاد في النسخة الأخيرة البيتين الأولين، وجاءت في البيت الثاني قافية "الأجفان" تكررت القافية، ولاحظ كاتب الأصل هذا التكرار، فذهب في تعليقه إلى أن البيتين الأولين كأنهما بدل من البيتين الأخيرين.

هذه الحواشي والحواشي الأخرى التي رمزها خـ -وكلّها تشير إلى نسخة المؤلف الأخيرة- تصدّق ما ورد في النسخة الأولى المنقولة من نسخة الحافظ ابن رجب. وفي النسخة حواش أخرى تدلّ على مقابلتها بنسخة أو نسخ أخرى، وكتب الناسخ عليها حرف خ أيضًا ولكن بصورة غير صورة رمز النسخة الأخيرة. انظر مثلًا الأوراق 21/ ب، 34/ ب، 43/ ب، 44/ أ، 49/ أ، 50/ أ.

وناسخ هذه النسخة أيضًا إذا أخطأ في كتابة كلمة فصارت غامضة أعاد كتابتها في الحاشية تحت كلمة "بيان". وكثرت البيانات في هذه النسخة، وأعجبها بيان في ق 4/ ب، إذ وردت كلمة "نمقوه" في مقدمة المؤلف، وتصحفت في النسخ الأخرى إلى "تمموه"، وكذا كانت في النسخة الأولى، فصححت في المقابلة على الأصل. فضبط ناسخ ف الكلمة ثمَّ كتب في الحاشية تحت لفظ "بيان": وَنَ مَّ قُ وْ هُ. وانظر البيانات الأخرى في ق 8/ أ، 9/ ب، 12/ أ، 13/ ب، 15/ ب، 17/ ب، 19/ ب، 26/ ب وغيرها. وفي ق 107/ ب لم يكتب كلمة "بيان" كاملة بل اكتفى بحرف "ب".

هذا، وفي النسخة تصحيحات وتعليقات كثيرة بخط متأخر جدًا،

ص: 211

كتبها بعض من قرأها وقابلها بنسخة بل بأكثر من نسخة، كما قال في تعليقه على كلمة "غدا" في ق 30/ أ:"في عدد نسخ: عدا". وعلّق على "رأس الملأ" في ق 63/ ب: "خ عدد: روس". وعلّق على "غرور ثاني" في ق 90/ أ: "أمان في جملة نسخ".

وقد صحح هذا القارئ أخطاء النسخة، ولكنه أساء إليها بعض الأحيان إساءة بالغة، حينما لم يقتصر على تصحيح الخطأ في الحاشية، بل حاول إصلاحه في المتن،، فتعدّى على النص وشوهه تشويهًا. ثمَّ ما زعمه خطأ قد يكون صوابًا محضًا أو هو الوارد في الأصل. ومن أمثلة ذلك أن كلمة "البهتان" في البيت الآتي:

والتاركين لأجلها آراء من

آراؤهم ضرب من البهتان

ضرب عليها هذا المصحح عدة مرات، ثمَّ كتب في الحاشية:"الهذيان صح"(ق 56/ أ)، مع أن كلمة البهتان هي الواردة في نسخة الظاهرية المنقولة عن نسخة ابن رجب أيضًا. فاتفقت عليها النسختان العاليتان.

ومن ذلك أنه ضرب على كلمة "بالقانون" في البيت الآتي (ق 76/ أ):

فتعيّن الإعمال للمعقول والإلغاء

للمنقول بالقانون ذي البرهان

هذا البيت فيه زيادة اختلّ بها وزنه، فأراد المصحح أن يحذف "بالقانون" ليستقيم الوزن، فشطبه عدة مرات، مع أن البيت كذا ورد في النسخة الأولى وغيرها، وحذف الكلمة المذكورة مفسد لمعنى

ص: 212

البيت، أمّا الزيادة أو النقصان في الوزن فلها نظائر متعددة في هذه المنظومة. وانظر أيضًا ق 88/ أ، 102/ أ، 116/ أ.

بالإضافة إلى هذه التصحيحات علّق في حاشية النسخة جميع الأبيات التي وجدها في النسخ الأخرى وخلت منها هذه النسخة، وكتب في آخرها علامة صح، كأنها ساقطة من هذه النسخة، وهي ليست ساقطة، بل الظاهر أن الناظم أسقطها من النسخة الأخيرة.

النسخة الثالثة (ب):

هذه النسخة محفوظة في مكتبة برلين بألمانيا. ولها فُلَيم (ميكروفيلم) بالمكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض برقم 7087. وهي في 17 كرّاسًا و 166 ورقة. تتراوح الأسطر في كل صفحة بين 17 و 20 سطرًا. ومن الورقة 120 بدأ الناسخ يكتب الأبيات في الحاشية اليسرى أيضًا من كل صفحة في طولها. اسم ناسخها: إسماعيل بن حاجي، وهو فقيه شافعي من علماء بغداد، قدم دمشق في حدود السبعين ودرّس في المدرسة العينية وغيرها. وتوفي سنة 792 هـ

(1)

.

وتاريخ نسخها: مستهل ذي القعدة من سنة 770 هـ كما جاءت في خاتمتها:

"نجزت الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية. علّقها لنفسه إسماعيل بن حاجي عفا الله عنه بمنّه وكرمه. وكان الفراغ في مستهل

(1)

انظر ترجمته في الدرر الكامنة 1: 365، وشذرات الذهب 3:323.

ص: 213

ذي القعدة من سنة سبعين وسبعمائة. والحمد لله وحده وصلواته على محمد وآله وسلم تسليمًا كثيرًا".

لم يذكر الناسخ شيئًا عن الأصل الذي نقل منه نسخته، غير أنها نسخة كاملة بخط نسخي واضح. وقوبلت على أصلها كما يعرف من البلاغات والتصحيحات الموجودة في ق 7/ أ، 11/ أ، 12/ أ، 16/ ب، 18/ أ، 44/ أ، 51/ أوغيرها. وفيها إشارات قليلة تدل على أنها قوبلت بنسخة أخرى أيضًا.

النسخة الرابعة (د):

من مخطوطات الخزانة التيمورية، في دار الكتب المصرية والوثائق القومية برقم 170 عقائد تيمور، وهي في 157 ورقة، وعدد الأسطر في كل صفحة 20 سطرًا. كتبها محمد بن أحمد بن الحسين الشافعي بمدرسة ابن الجوزي بدمشق سنة 768 هـ.

النسخة بخط النسخ، ومقابلة على أصلها، وعناوين الفصول مكتوبة بالحمرة ولذلك لم تتضح في التصوير. وقد ضاعت الورقة الأولى منها فاستكملت بخط متأخر. وعلى النسخة آثار البلل في مواضع مختلفة. وختمت النسخة بالعبارة الآتية.

"نجزت الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية بحمد الله وحسن توفيقه يوم الاثنين رابع عشرين رمضان المعظم سنة ثمان وستين وسبعمائة على يد العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد بن أحمد بن الحسين الشافعي بدمشق بمدرسة ابن الجوزي بدمشق المحروسة".

ص: 214

وعليها عبارة تملك نصّها: الحمد لله رب العالمين. ساقته مقادير الملك إلى ملك الفقير زين العابدين بن عبد الكريم الجراعي سنة 1158 في غرة جمادى أول (كذا) " وتحت هذه العبارة ستة أبيات في تقريظ الكتاب.

هذه النسخة كتبت بدمشق بعد وفاة الناظم فيها بسبعة عشر عامًا، ولكنها لم تنقل عن أصل قريب من نسخة المؤلف، بل لم يشر الناسخ البتة إلى النسخة التي نقل منها.

النسخة الخامسة (ظ):

هذه النسخة محفوظة في دار الكتب الظاهرية بدمشق ورقمها 2973/ ن. ويوجد لها مصورة بالمكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم 2993/ ف. وهي في الأصل جزء من "الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري" لأبي الحسن علي بن حسين بن عروة المعروف بابن زكنون (قبل 760 - 838 هـ)

(1)

. وقد ورد في صفحة العنوان من هذه النسخة: "وقف علي ابن زكنون"، كما جاء في آخرها: "آخر المجلد الخمسون (كذا) من الكواكب الدراري والحمد لله رب العالمين. . . يتلوه إن شاء الله تعالى قول الشيخ شمس الدين أيضًا في كتاب الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة

".

وقد وقف ابن زكنون مكتبته بعد موته على المدرسة العمرية

(1)

انظر ترجمته في الضوء اللامع 5/ 214.

ص: 215

الشيخية. وذكر صاحب السحب الوابلة أنه في رحلته إلى الشام سنة 1281 هـ رأى كتبًا كثيرةً منها في مدرسة الشيخ أبي عمر، ومنها كتاب الكواكب الدراري مكتوب عليه:"وقف شَيخنا المؤلف في مدرسة شيخ الإسلام أبي عمر رحمه الله"

(1)

. وقد سبق أنّ ما بقي من كتب المدرسة العمرية نقلت سنة 1295 هـ إلى خزانة الكتب في قبة الملك الظاهر.

هذه النسخة في 142 ورقة منها 130 ورقة بخط ناسخ لا نعرف اسمه، غير أنه لم يتم كتابة النسخة، فأتمّها ناسخ آخر وهو إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر الحنبلي في شهر صفر سنة 828 هـ. جاء في خاتمة النسخة:

"وكان الفراغ من تتمته يوم الخميس مستهل شهر صفر سنة ثمان وعشرين وثمان مائة من الهجرة النبوية على يد أفقر عباد الله إلى رحمته ومغفرته ورضوانه إبراهيم بن محمد بن محمود بن بدر الحنبلي غفر الله لمؤلفه ولكاتبه ولقارئه ولمن نظر فيه ولجميع المسلمين وجعله خالصًا لوجهه الكريم

".

الناسخ المذكور ترجم له السخاوي في الضوء اللامع

(2)

. ولد سنة 810 هـ، فكان عمره حين كتابة تتمة هذه النسخة 18 سنة. وقد توفي سنة 900 هـ. قال السخاوي: "واختص بالعلاء ابن زكنون، وقرأ عليه القرآن وغيره، وتزوّج ابنته، ثمَّ فارقه وتحوّل شافعيًّا. . والثناء عليه

(1)

السحب الوابلة 2/ 735.

(2)

الضوء اللامع 1/ 166.

ص: 216

مستفيض، ووصفه الخيضري بأنه شيخ عالم فاضل محدث محرر متقن

". وذكر صاحب السحب الوابلة أنه رأى بخطه جانبًا من الكواكب الدراري مؤرخًا سنة 829، وهو خط حسن"

(1)

.

هذه التتمة التي كتبها إبراهيم بن محمد الحنبلي أوراقها في النسخة في وضعها الراهن 12 ورقة. وبين الأصل والتتمة خرم كبير ذهب بنحو 972 بيتًا مع عناوين الفصول، وهذا يعني أنه فقلت نحو 25 ورقة من النسخة، ولا سبيل إلى معرفة عددها من الأصل أو التتمة بالتحديد. وعدد الأسطر في كل صفحة من الأصل 19 سطرًا، وفي التتمة 23 سطرًا.

والنسخة مكتوبة بخط النسخ، وخط التكملة أحسن من خط الأصل. وقد اضطرب ترتيب الأوراق 2 - 8 منها. وعليها تصحيحات وبيانات وإشارات إلى نسخ أخرى ولكنها قليلة جدًا. والجدير بالذكر أن الإشارات الموجودة في التكملة تدلّ على أنها قوبلت بنسخة مشابهة لنسخة الظاهرية الأولى المنقولة من نسخة ابن رجب. وقد سبق أن مستقرها أيضًا كانت في المدرسة العمرية.

النسخة السادسة (س)

(2)

:

من مخطوطات مكتبة برلين، وتوجد لها مصورة في المكتبة المركزية

(1)

السحب الوابلة 1/ 66.

(2)

هذه النسخة والنسخة التالية لم أطلع عليهما، واعتمدت في وصفهما على ما كتبه الباحثون (ص).

ص: 217

بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض برقم 7101/ ف. وهي في 137 ورقة، وعدد الأسطر في كل صفحة 23 سطرًا.

ناسخها: عبد القادر بن شمس الدين محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي. وقد فرغ من نسخها يوم الخميس لستّ خلت من ربيع الأول سنة 1207 هـ

(1)

.

والنسخة في حالة جيدة، وخطها نسخي مقروء، وعليها تصحيحات، وبآخرها أشعار فيها تضرع ودعاء

(2)

.

(1)

أبوه مسند الشام الحافظ الكبير شمس الدين السفاريني (1114 - 1189 هـ). وقد ذكره صاحب السحب الوابلة في ترجمة الشيخ موسى الكفيري النابلسي فقال: "وتزوج ابنته (؟) الشيخ عبد القادر السفاريني ابن العلامة المشهور" هكذا نقل محقق السحب الوابلة النصّ في حاشيته في ص 840 وعلّق عليه: "والصحيح أنه حفيده".

وهذا خطأ، فالحفيد عبد القادر بن مصطفى بن محمد، وقد ترجم له صاحب السحب الوابلة في ص 585 وذكر أنه ولد بعد 1200 هـ ومات سنة 1257 هـ. أما عبد القادر الابن الذي فرغ من كتابة هذه النسخة من النونية سنة 1207 هـ كما في خاتمتها، فلا يمكن أن يكون ذلك الحفيد الذي ولد بعد 1200 هـ. ومن الغريب أن المحقق أثبت النص في موضعه الأصلي في ص 1143 هكذا:"وتزوج ابنة (؟) الشيخ عبد القادر السفاريني حفيد العلاّمة المشهور" فغيّر في النص ظنًّا، ثمَّ لم يشر إلى ما جاء في الأصل. ولولا حاشيته السابقة لما عرفنا نصّ السحب الوابلة على حقيقته (ص).

(2)

وهي كثيرة السقط والأخطاء، كما تبيَّن لي من فروق النسخ التي دوّنها =

ص: 218

النسخة السابعة (ح):

صورة منها في المكتبة المركزية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية برقم 6580/ ن وهي بخط الشيخ سليمان بن سحمان (1266 - 1349 هـ) رحمه الله. وتم نسخها يوم الخميس لست خلت من المحرم. وهي في 153 ورقة، وعدد الأسطر في كل صفحة 20 سطرًا. وهي أيضًا في حالة جيدة، وخطها مقروء. وعليها بعض التصحيحات.

ثانيًا: النسخ المطبوعة:

طبعات النونية التي تيسر لنا الاطلاع عليها نذكرها فيما يلي:

(1)

طبعة المتقدم (طت):

هذه الطبعة صدرت في القاهرة سنة 1344 - 1345 هـ، وكان طبعها بمطبعة التقدم العلمية لصاحبها ومديرها السيد محمد عبد الواحد بك الطوبي بجوار الأزهر الشريف. وتولّى تصحيحها الشيخ عبد الرحيم بن يوسف الأزهري الحنفي، كما في خاتمة الطبع. ولم يشر المصحح إلى النسخة التي اعتمد عليها. وهي في 256 صفحة.

(2)

النونية مع شرح ابن عيسى (طع):

صدرت النونية مع شرح الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى (ت 1329 هـ) رحمه الله عن المكتب الإِسلامي في بيروت سنة 1382 هـ، وبين أيدينا الطبعة الثالثة منها التي صدرت سنة 1406 هـ. وقد ذكر

= الباحثون في تعليقاتهم وقد حذفت أكثرها في المراجعة (ص).

ص: 219

الأستاذ زهير الشاويش في مقدمة الناشر أنه "قد كان في النظم بعض الأخطاء استدركناها من نسخة خطية ثانية قدّمها لنا أستاذنا الشيخ محمد بن مانع جزاه الله خيرًا"

(1)

.

وهذا أمر محمود، ولكن في خاتمة الكتاب ذكر آخر نسخة الأصل المخطوطة التي طبع عنها الشرح وجاء في هامشها:"إلى هنا بلغ التصحيح حسب الطاقة والإمكان على نسخة عليها خط المؤلف، والتصحيح المذكور في حلقة التدريس، على يد شيخنا الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري، نسأ الله في أجله، وختم له بصالح عمله، غير أنا لم نتعرض لما فيه من التحريف من جهة الإعراب، وتكسر الأوزان، بل أبقيناه على ما في الأصل"

يهمنا من هذا الهامش آخره، وهو النصّ على عدم التعرض لما فيه من التحريف من جهة الإعراب وتكسّر النظم، وإبقائه على ما في الأصل. أما التحريف من جهة الإعراب فقد يشترك فيه المتن والشرح، ولكن تكسر النظم خاص بالمتن. وإن ما ذكر في الهامش لهو منهج العلماء الأثبات، ومقتضى أداء الأمانة على وجهها، ولكن الناشر -سامحه الله- علّق على ذلك بقوله:

هذا، وقد قمنا بتصحيح ذلك حسب الطاقة والجهد. وعذر الشيخ العنقري رحمه الله واضح، حيث إن النسخة الخطية لا تقع غالبًا -إلا بيد عالم عارف بما فيها من خطأ. وعذرنا أن النسخة المطبوعة تقع في

(1)

شرح ابن عيسى 1/ 5.

ص: 220

كل يدٍ، فلابد من التصحيح. وقد قمنا بإجراء التصحيحات الكثيرة في طبعته الأولى 1382 وفي طبعته الثانية 1383، وفي هذه الطبعة الثالثة مطلع سنة 1406

"

(1)

.

إجراء التصحيحات -مهما كانت كثيرة- يمكن قبوله إذا نبّه على ما في الأصل، لكن المواضع التي نبه الناشر فيها على الخطأ الوارد في النسخة وعلى إصلاحه مواضع قليلة

(2)

. ومن ثم يصعب الاعتماد على متن النونية المصاحب لهذا الشرح. هذا وقد كانت بين يدي الشارح الشيخ ابن عيسى عدة نسخ من النونية كما ذكر في شرحه.

(3)

النونية مع شرح محمد خليل هراس (طه):

من مطبوعات دار الكتب العلمية في بيروت. لم يشر الشارح في مقدمته إلى النسخة الخطية أو المطبوعة التي اعتمد عليها في إثبات متن النونية. وقد اتضح في أثناء المقابلة أنه يعتمد على طبعة التقدم، ولكنه يتصرف أيضًا في المتن لإصلاح ما يراه خطأ. وستأتي الأمثلة في التعليقات.

(4)

طبعة دار ابن خزيمة:

صدرت هذه الطبعة بعناية الأستاذ عبد الله بن محمد العمير عن دار ابن خزيمة بالرياض سنة 1416 هـ. وقد اعتمد على المتن الذي نشر

(1)

شرح ابن عيسى 2/ 621.

(2)

المرجع السابق 1/ 232، 313، 324، 334، 343، 380، 394، 398، 2/ 60.

ص: 221