الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
(بَاب الْأَدَب)
1 -
قَالَ عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه وأرضاه وكرم وَجهه وتروى لحسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ رضي الله عنه
(إِذا اشْتَمَلت على الْيَأْس الْقُلُوب
…
وضاق لما بِهِ الصَّدْر الرحيب)
(وأوطنت المكاره واطمأنت
…
وأرست فِي مكامنها الخطوب)
(وَلم ير لانكشاف الضّر وَجه
…
وَلَا أغْنى بحليته الأريب)
(أَتَاك على قنوط مِنْك غوث
…
يَجِيء بِهِ الْقَرِيب المستجيب)
(وكل الحادثات وَإِن تناهت
…
فموصل بهَا الْفرج الْقَرِيب)
2 -
وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى [أموى الشّعْر]
(وهون عَلَيْك فان الْأُمُور
…
بكف الْإِلَه مقاديرها)
(فَلَيْسَ بآتيك منهيَها
…
وَلَا قَاصِر عَنْك مأمورها)
3 -
وَقَالَ آخر
(لَا تيأسن وَإِن طَالَتْ مُطَالبَة
…
إِذا استعنت بَصِير أَن ترى فرجا)
4 -
وَقَالَ أَبُو طَالب بن عبد الْمطلب بن هَاشم
(لَا تيأسَن إِذا مَا ضقت من فرج
…
يَأْتِي بِهِ الله فِي الروحات والدلج)
(فَمَا تجرع كأس الصَّبْر معتصم
…
بِاللَّه إِلَّا أَتَاهُ الله بالفرج)
5 -
وَقَالَ الأضبط بن قريع أموى الشّعْر
(لكل ضيق من الْأُمُور سَعَة
…
وَالصُّبْح والمسى لَا بَقَاء مَعَه)
(أقنع من الْعَيْش مَا أَتَاك بِهِ
…
من قرَ عينا بعيشه نَفعه)
(قد يجمع المَال غير آكله
…
وَيَأْكُل المَال غير من جمعه)
(فَلَا تهين الْكَرِيم علَك أَن
…
تركع يَوْمًا والدهر قد رَفعه)
(فصل حبال الْبعيد إِن وصل الْحَبل
…
وأقص الْقَرِيب إِن قطعه)
6 -
وَقَالَ دعبل بن رزين الْخُزَاعِيّ
(وَإِن أولى البرايا أَن تواسيه
…
عِنْد المسرة من آساك فِي الْحزن)
(إِن الْكِرَام إِذا مَا أسهلوا ذكرُوا
…
من كَانَ يألفهم فِي الموطن الخشن)
7 -
وَقَالَ أَوْس بن حجر
(وَلَيْسَ أَخُوك الدَّائِم الْعَهْد بالذى
…
يسوءك إِن ولى ويرضيك مُقبلا)
(وَلكنه النائي إِذا كنت آمنا
…
وَصَاحِبك الْأَدْنَى إِذا الْأَمر أعضلا)
8 -
وَقَالَ الْمقنع الكندى
(وَإِذا رزقت من النَّوَافِل ثروة
…
فامنح عشيرتك الْأَقَارِب فَضلهَا)
(واستبقها لدفاع كل مِلَّة
…
وأرفق بناشئها وطلوع كهلها)
(واحلم إِذا جهلت عَلَيْك غواتها
…
حَتَّى ترد بِفضل علمك جهلها)
(وَاعْلَم بأنك لَا تسود الْخَلَائق عشيرة
…
حَتَّى ترى دمث الْخَلَائق سهلها)
9 -
وَقَالَ عبيد الله بن زِيَاد الْحَارِثِيّ
(لَا يبلغ الْمجد أَقوام وَإِن كرموا
…
حَتَّى يذلوا وَإِن عزو الأقوام)
(ويشتموا فترى الألوان مسفرة
…
لَا عَفْو ذل وَلَكِن عَفْو أَحْلَام)
(وَإِن دَعَا الْجَار لبوا عِنْد دَعوته
…
فِي النائبات يَا إسراج وإلجام)
10 -
وَقَالَ الزبير بن عبد الْمطلب
(لقد ترجو فيعسر مَا ترَجى
…
عَلَيْك وينجح الْأَمر العسير)
(وَمَا تدرى أَفِي الْأَمر المرجىَ
…
أم الْأَمر الذى تخشى السرُور)
(لَو أَن الْأَمر مقبله جلى
…
كمدبره لما عمى الْبَصِير)
(إِذا مَا الْعقل لم يعْقد بقلب
…
فَلَيْسَ يجِئ بِالْعقلِ الدهور)
(وَلَيْسَ الْفقر من إقلال مَال
…
وَلَكِن أَحمَق الْقَوْم الْفَقِير)
(صَغِير الْقَوْم فِي التَّأْدِيب يُرْجَى
…
وَلَا يُرْجَى على الْأَدَب الْكَبِير)
(تصيب الْخَيْر فِيمَن تزدريه
…
ويخلف ظَنك الرجل الطرير)
(مَتى تطفى كَبِير الشَّرّ يطفى
…
وَإِن أوقدته كبر الصَّغِير)
(كَمَال الْمَرْء حسن الدّين مِنْهُ
…
ويقتصه وَإِن كمل الْفُجُور)
(إِذا لم تدر مَا الْإِنْسَان فَانْظُر
…
من الخدن المفاوض والوزير)
11 -
وَقَالَ أَبُو الْبِلَاد الطهوى
(وَإِنَّا وجدنَا النَّاس عودين طيبا
…
وعودا خبيثا لَا يبَض على الْعَصْر)
(تزين الْفَتى أخلاقه وتشينه
…
وتذكر أَفعَال الْفَتى وَهُوَ لَا يدرى)
12 -
وَقَالَ آخر
(هِيَ الْمَقَادِير تجرى فِي أعنتها
…
فاصبر فَلَيْسَ لَهَا صَبر على حَال)
(يَوْمًا تريش خسيس الْقَوْم ترفعه
…
دون السَّمَاء وَيَوْما تخْفض العالى)
13 -
وَقَالَ إِيَاس بن الْقَائِف
(يُقيم الرِّجَال الْأَغْنِيَاء بأرضهم
…
وترمى النَّوَى بالمقترين المراميا)
(فَأكْرم أَخَاك الدَّهْر مَا عشتما مَعًا
…
كفى بالممات فرقة وتنائيا)
(إِذا جِئْت أَرضًا بعد طول اجتنابها
…
فقدت صديقي والبلاد كماهيا)
14 -
وَقَالَ معن بن أَوْس وَكَانَ مزوجا بأخت صديق لَهُ فَطلقهَا فأقسم أَن لَا يكلمهُ فَقَالَ معن يستعطفه
(لعمرك مَا أدرى وَإِنِّي لأوجل
…
على أَيّنَا تَغْدُو الْمنية أول)
15 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السلمى
(ترى الرجل النحيف فتزدريه
…
وَفِي أثوابه أسله مزير)
16 -
وَقَالَ رجل من بنى فَزَارَة
(أكنيه حِين أناديه لأكرمه
…
وَلَا ألقيه والسوءة اللقبا)
(كَذَاك ادبت حَتَّى صَار من خلقى
…
إِنِّي وجدت ملاك الشيمة الأدبا)
17 -
وَقَالَ الْقِتَال الكلابى عبد الله بن المضرحى جاهلى
(لَا يَسْتَطِيع جَمِيع النَّاس أَن يَجدوا
…
مثلى وَإِن كَانَ شخصى غير مَشْهُور)
(أبدى خلائق للأعداء طيبَة
…
منى وأفسر نفسى غير مقسور)
(وأترك الْأَمر فِي قلبِي تلهبه
…
حينا وأضحك مِنْهُ غير مسرور)
(حَتَّى أرى فرْصَة مِمَّن أكاشره
…
والحزم أترك أمرا بعد تَقْدِير)
18 -
وَقَالَ مَالك بن النُّعْمَان وتروى لمُحَمد بن عَوْف الأزدى
(وَإِنِّي لأستبقى إِذا الْعسر مسنى
…
بشاشة وجهى حِين تبلى الْمَنَافِع)
(مَخَافَة أَن أقلى إِذا جِئْت زَائِرًا
…
وترجعنى نَحْو الرِّجَال المطامع)
…
0 فَأَسْمع منا أَو أشرف منعما
…
وكل مصادى نعْمَة متواضع)
19 -
وَقَالَ حَاتِم بن عبد الله الطَّائِي
(وعاذلتين هبتا بعد هجعة
…
تلومان متلافا مُفِيدا ملوما)
20 -
وَقَالَ أَيْضا
(وعاذلة هَبت بلَيْل تلومنى
…
وَقد غَابَ عيَوق الثريا فعرَدا)
21 -
وَقَالَ أَيْضا
(وَمَا أهل مشمخر حصونه
…
من الْمَوْت إِلَّا مثل من حل بالصخر)
22 -
وَقَالَ قيس بن الْحطيم
(وَمَا بعض الْإِقَامَة فِي ديار
…
يهان بهَا الْفَتى إِلَّا بلَاء)
(وَبَعض خلائق الأقوام دَاء
…
كداء الْبَطن لَيْسَ لَهُ دَوَاء)
(وَبَعض الدَّاء ملتمس شفَاه
…
وداء النوك لَيْسَ لَهُ شِفَاء)
(فَقل للمتقى غَرَض المنايا
…
توقَّ فَلَيْسَ ينفعك اتقاء)
(فَمَا يعْطى الْحَرِيص غنى بحرص
…
وَقد ينمى على الْجُود الثراء)
(وَلم أر كامرئ يدنو لخسف
…
لَهُ فِي الأَرْض سير وانتواء)
23 -
وَقَالَ الْأَعْشَى عبد الله بن الْمخَارِق الشيباانى
(غنى النَّفس مَا استغنت غنى
…
وفقر النَّفس مَا عمرت شقاء)
(وَلَيْسَ بِنَافِع ذَا الْبُخْل مَال
…
وَلَا مزر بِصَاحِبِهِ السخاء)
(وَمن يَك سالما لم يلق بؤسا
…
ينخ يَوْمًا بعقوته الْبلَاء)
(وكل شَدِيدَة نزلت بِقوم
…
سيأتى بعد شدتها رخاء)
(فَقل للمتقى غَرَض المنايا
…
توقَّ فَلَيْسَ ينفعك اتقاء)
(يعمر ذُو الزمانة وَهُوَ كَلّ
…
على الْأَدْنَى وَلَيْسَ لَهُ غناء)
(ويردى الْمَرْء وَهُوَ عميد قوم
…
وَلَو فادوه مَا قبل الْفِدَاء)
(فَلَا تجْعَل طَعَام اللَّيْل ذخْرا
…
حذار غَد لكل غذَاء)
(وكل جِرَاحَة تؤسى فتبرأ
…
وَلَا يبرا إِذا جرح الهجاء)
24 -
وَقَالَ جميل بن الْمُعَلَّى الفزارى
(وَأعْرض عَن مطاعم قد أَرَاهَا
…
وأتركها وَفِي بطنى انطواء)
(فَلَا وَأَبِيك ماا فِي الْعَيْش خير
…
وَلَا الدُّنْيَا إِذا ذهب الْحيَاء)
(يعِيش الْمَرْء مَا استحيا بِخَير
…
وَيبقى الْعود مَا بَقِي اللحاء)
25 -
وَقَالَ عبد الله بن كريز
(لَيْت شعرى عَن أميرى مَا الذى
…
غاله فِي الْحبّ حَتَّى ودعه)
(لَا تهّنى بعد إكرامك لى
…
فشديد عَادَة منتزعه)
(وَاذْكُر الْبلوى الذى أبليتنى
…
ومقالا قلته فى المجمعه)
(لَا يكن برقك برقا خلبا
…
إِن خير الْبَرْق مَا الْغَيْث مَعَه)
(كم يجود مقرف نَالَ العلى
…
وكريم بخله قد وَضعه)
26 -
وَقَالَ الشنفرى الأزردى
(وَلَوْلَا اجْتِنَاب الذام لم يلف مشرب
…
يعاش بِهِ إِلَّا لدىَّومأكل)
27 -
وَقَالَ بعض بنى نهشل
(نصرت سَوْدَة عَنى أَن رَأَتْ
…
صلع الرَّأْس وَفِي الْجلد وضح)
(قلت يَا سَوْدَة هَذَا والذى
…
يفرج الْكُرْبَة عَنى والكلح)
(هُوَ زين لى فِي الْوَجْه كَمَا
…
زيّن الطّرف تحاسين القزح)
28 -
قَالَ زيد بن عَمْرو بن نفَيْل
(تِلْكَ عرساى تنطقان بهجر
…
وَتَقُولَانِ قَول أشر وعثر)
(تَسْأَلَانِ الطَّلَاق أَن رأتانى
…
قل مالى قد جئتمانى بنكر)
(فلعلى أَن يكثر المَال عندى
…
ويخلى من المغارم ظهرى)
(ويكأن من يكن لَهُ نشب يحبب وَمن يفْتَقر يَعش عَيْش ضرّ)
29 -
أَصله بَيَاض
(ألم تَرَ أَن الْمَرْء من ضيق عيشه
…
يلام على معروفه وَهُوَ محسن)
(وَمَا كَانَ من بخل وَلَا من ضراعة
…
وَلَكِن كَمَا يزفن لَهُ الدَّهْر يزفن)
30 -
قَالَ يزِيد بن الجهم
(تسائلني هوَازن أَيْن مالى
…
وَهل لى غير مَا أنفقت مَال)
(فَقلت لَهَا هوَازن إنّ مالى
…
أضرّ بِهِ الملمّات الثقال)
(أضرّ بِهِ نعم وَنعم قَدِيما
…
على مَا كَانَ من مَال وبال)
31 -
أَصله بَيَاض
(وإنى لعف عَن زِيَارَة جارتى
…
وإنى لمشنوء إِلَى اغتيابها)
(إِذا غَابَ مِنْهَا بَعْلهَا لم أكن لَهَا
…
زؤورا وَلم يذبح علىّ كلابها)
(وَمَا أَنا بالدارى أَحَادِيث بَيتهَا
…
وَلَا عَالم فِي أَي حوك ثِيَابهَا)
(وَإِن قرَاب الْبَطن يَكْفِيك ملؤه
…
وَيَكْفِيك سوءات الرِّجَال اجتنابها)
33 -
وَقَالَ جؤية بن النَّضر
(قَالَت طَريقَة مَا تبقى دراهمنا
…
وَمَا بِنَا سرف فِيهَا وَلَا خرق)
(إِنَّا إِذا اجْتمعت يَوْمًا دراهمنا
…
ظلت إِلَى طرق الْمَعْرُوف تستبق)
(مَا يألف الدِّرْهَم الصياح صرتنا
…
لَكِن يمر عَلَيْهَا وَهُوَ منطلق)
(حَتَّى يصير إِلَى نذل يخلده
…
يكَاد من صرّه إِيَّاه ينمزق)
33 -
وَقَالَ الفرزدق
(ألم ترنى عَاهَدت ربى وإننى
…
لبين رتاج قَائِم ومقام)
34 -
وَقَالَ تأبط شرا
(عاذلتى إِن بعض اللوم معنفة
…
وَهل مَتَاع وَإِن أبقيته بَاقٍ)
35 -
وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى
(وَإِن قَالَ غاو من تنوخ قصيدة
…
بهَا جرب عدت علىّ بزوبرا)
(وينطقها غيرى وأكلف جرمها
…
فَهَذَا قَضَاء حكمه أَن يغيرا)
(كَذَاك وَإِن غنت بأيك حمامة
…
دعت سَاق حر قبل صَوت ابْن أحمرا)
36 -
وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الأسدى
(وَمَا الْجُود عَن فقر الرِّجَال وَلَا الْغنى
…
وَلكنه خيم الرِّجَال وَخَيرهَا)
(وَقد تخدع الدُّنْيَا فيمسى غنيها
…
فَقِيرا ويغنى بعد عسر فقيرها)
(وَمن يتبع مَا يعجب النَّفس لم يزل
…
مُطيعًا لَهَا فِي كل أَمر يضيرها)
(فنفسك أكْرم عَن أُمُور كَثِيرَة
…
فمالك نفس بعْدهَا تستعيرها)
(وَلَا تقرب الشىء الْحَرَام فانما
…
حلاوته تفنى وَيبقى مريرها)
(وَلَا تهْلك الدُّنْيَا عَن الْحق واعتمل
…
لآخرة لَا بُد أَن ستصيرها)
37 -
وَقَالَ العديل العجلى
(أفى الْحق يعْطى الفرزدق حكمه
…
وَتخرج كفّى من نوالكم صفرا)
(أهم فتثنينى أواصر بَيْننَا
…
وأيد حسان لَا اؤدى لَهَا شكرا)
38 -
وَقَالَ المثقب العبدى
(لَا تقولن إِذا مَا لم ترد
…
أَن تتمّ الْوَعْد فِي شيءٌ نعمٌ)
(حسن قَول نعم من بعد لَا
…
وقبيح قَول لَا بعد نعم)
(إنّ لَا بعد نعم فَاحِشَة
…
فبلا فابدأ إِذا خفت النَّدَم)
39 -
وَقَالَ المتَوَكل الليثى واسْمه عبد الله بن نهشل
(لَا تنه عَن خلق وتأتى مثله
…
عَار عَلَيْك إِذا فعلت عَظِيم)
(وأقم لمن صافيت وَجها وَاحِدًا
…
وخليقة إِن الْكَرِيم قؤوم)
(وَإِذا أهنت أَخَاك أَو أفردته
…
عمدا فَأَنت الواهن المذموم)
(وَإِذا رَأَيْت الْمَرْء يقفو نَفسه
…
وَالْمُحصنَات فَمَا لذاك حَرِيم)
(ومعيري بالفقر قلت لَهُ اتئد
…
إِنِّي أمامك فِي الْأَنَام قديم)
(قد يكثر النكث المقصر همه
…
ويقل مَال الْمَرْء وَهُوَ كريم)
40 -
وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم المنقرى مخضرم
(ألم تَرَ مَا بينى وَبَين ابْن عَامر
…
من الود قد بَالَتْ عَلَيْهِ الثعالب)
(وَأصْبح باقى الود بينى وَبَينه
…
كَأَن لم يكن والدهر فِيهِ الْعَجَائِب)
(فَقلت تعلم إِن وصلك جاهدا
…
وهجرك عندى شقة مُتَقَارب)
(فَمَا أَنا بالباكي عَلَيْك صبَابَة
…
وَلَا بالذى تَأْتِيك منى المثالب)
(إِذا الْمَرْء لم يحببك إِلَّا تكرها
…
بدا لَك من أخلاقه مَا يغالب)
(فَدَعْهُ وصرم الْكل أَهْون حَادث
…
وفى الأَرْض للمرء الجليد مَذَاهِب)
41 -
وَقَالَ كثير بن أَبى جمعه الملحى
(وَمن لَا يغمض عينه عَن صديقه
…
وَعَن بعض مَا فِيهِ يمت وَهُوَ عَاتب)
(وَمن يتتبع جاهدا كل عَثْرَة
…
يجدهَا وَلم يسلم لَهُ الدَّهْر صَاحب)
42 -
وَقَالَ سحيم عبد بنى الحسحاس إسلامى
(وَمَا كنت أخْشَى جندلا أَن يبيعنى
…
بِشَيْء وَإِن أضحت أنامله صفرا)
(أخوكم وَمولى مالكم وربيبكم
…
وَمن قد ثوى فِيكُم وعاشركم دهرا)
(أشوقا وَلما تمض لى غير لَيْلَة
…
فيكيف إِذا سَار المطى بِنَا عشرا)
43 -
وَقَالَ قيس بن خفاف
(أجبيل إِن أَبَاك كارب يَوْمه
…
فَإِذا دعيت إِلَى المكارم فاعجل)
(وَاعْلَم بِأَن الضَّيْف مخبر أَهله
…
بمبيت ليلته وَإِن لم يسئل)
(واترك مَحل السوء لَا تنزل بِهِ
…
وَإِذا نبا بك منزل فتحول)
(وَإِذا افْتَقَرت فَلَا تكن متخشعا
…
ترجو الفواضل عِنْد غير الْمفضل)
(وَإِذا هَمَمْت بِأَمْر شَرّ فاتئد
…
وَإِذا هَمَمْت بِأَمْر خير فافعل)
(وَإِذا تشاجر فى فُؤَادك مرّة
…
أَمْرَانِ فاعمد للأعف الأجمل)
44 -
وَقَالَ المهلهل بن مَالك الكنانى وتروى لمُحَمد بن عِيسَى بن طَلْحَة بن عبيد الله التيمى
(وَلَا تقطع أَخا لَك عِنْد ذَنْب
…
فَإِن الذَّنب يغفره الْكَرِيم)
(وَلَا تعجل على أحد بظُلْم
…
فَإِن الظُّلم مرتعه وخيم)
(وَلَا تفحش وَإِن ملئت غيظا
…
على أحد فَإِن الْفُحْش لوم)
45 -
وَقَالَ يزِيد بن الحكم الثقفى
(ترى الْمَرْء يخْشَى بعض مَا لَا يضيره
…
ويأمل شَيْئا دونه الْمَوْت وَاقع)
(وَمَا المَال والأهلون إِلَّا ودائع
…
وَلَا بُد يَوْمًا أَن ترد الودائع)
(وكل أمانى امْرِئ لَا ينالها
…
كأضغاث أَحْلَام يراهن هاجع)
(وفى الْيَأْس عَن بعض المطامع رَاحَة
…
وَيَا رب خير أَدْرَكته المطامع)
(أَبى الشيب وَالْإِسْلَام أَن أتبع الْهوى
…
وفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء وازع)
46 -
وَقَالَ البخترى ابْن أَبى صفرَة
(وإنى لتنهانى خلائق أَربع
…
عَن الْفُحْش فِيهَا للكريم روادع)
(حَيَاء وَإِسْلَام وشيب وعفة
…
وَمَا الْمَرْء إِلَّا مَا حبته الطبائع)
(فَمَا أَنا مِمَّن تطبيه خريدة
…
وَلَو أَنَّهَا بدر من الْأُفق طالع)
(وَقد كنت فِي عصر الشَّبَاب مجانبا
…
هواى فَأنى الْآن والشيب وازع)
47 -
وَقَالَ مُحَمَّد بن حَازِم ويروى لأبى الْأسود الديلى
(وإنى ليثنينى عَن الْجَهْل والخنا
…
وَعَن شتم أَقوام خلائق أَربع)
(حَيَاء وَإِسْلَام وبقيا وأننى
…
كريم ومثلى قد يضر وينفع)
(فشتان مَا بينى وَبَيْنك إننى
…
على كل حَال أستقيم وتظلع)
زيادات لَطِيفَة 48 - كتب الحكم بن عبد الرَّحْمَن المروانى من الأندلس إِلَى صَاحب مصر يفتخر
(أَلسنا بنى مَرْوَان كَيفَ تبدلت
…
بِنَا الْحَال أَو دارت علينا الدَّوَائِر)
(إِذا ولد الْمَوْلُود مِنْهَا تهللت
…
لَهُ الأَرْض واهتزت إِلَيْهِ المنابر)
وَكتب إِلَيْهِ كتابا يهجوه فِيهِ ويسبه فَكتب لَهُ صَاحب مصر أما بعد فَإنَّك قد عرفتنا فهجوتنا وَلَو عرفناك لأجبناك وَالسَّلَام
49 -
وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلى
(إِذا كَانَت الْأَحْرَار أصلى ومنصبى
…
وأدفع ضيمى حَاتِم وَابْن حَاتِم)
(عطست بأنف شامخ وتناولت
…
يداى الثريا قَاعِدا غير قَائِم)
50 -
وَقَالَ أَيْضا
(وآمرة بالبخل قلت لَهَا أقصرى
…
فَذَلِك شَيْء مَا إِلَيْهِ سَبِيل)
(فَمن خير حالات الْفَتى لَو عَلمته
…
إِذا نَالَ شَيْئا أَن يكون ينيل)
(فانى رَأَيْت الْبُخْل يزرى بأَهْله
…
فأكرمت نَفسِي أَن يُقَال بخيل)
(فعالى فعال المكثرين تكرما
…
ومالى كَمَا قد تعلمين قَلِيل)
(أرى النَّاس خلان الْجواد وَلَا أرى
…
بَخِيلًا لَهُ فِي الْعَالمين خَلِيل)
(وَكَيف أَخَاف الْفقر أَو أخرم الْغنى
…
وَرَأى أَمِير الْمُؤمنِينَ جميل)
51 -
وَقَالَ آخر
(وَمَا كَانَ ظنى أَن ترى لى زلَّة
…
وَلَكِن قَضَاء الله مَا عَنهُ مَذْهَب)
(إِذا اعتذر الجانى محا الْعذر ذَنبه
…
وكل امْرِئ لَا يقبل الْعذر مذنب)
52 -
وَقَالَ آخر
(كفى حزنا أَن الْغنى مُتَعَذر
…
على وأنى بالمكارم مغرم)
(وَمَا قصرت بى فى المكارم همة
…
ولكننى أسعى إِلَيْهَا فَأحْرم)
53 -
وَقَالَ طريح بن إِسْمَاعِيل الثقفى
(وَمَا لى أذاد واقصى حَيْثُ أقصدكم
…
كَمَا توقى من ذى العرة الجرب)
(كأننى لم يكن بينى وَبَيْنكُم
…
إل وَلَا خلة ترعى وَلَا نسب)
(وَلَو كَانَ بالود يدنى مِنْك أزلفنى
…
بقربك الود والإشفاق والحدب)
(وَكنت دون رجال قد جعلتهم
…
دونى إِذا مَا رأونى مُقبلا قطبوا)
(رَأَوْا صدودك عَنى فى اللِّقَاء
…
ترامسوا أَن حُبْلَى مِنْك منقضب)
(فَإِن وصلت فَأهل الْعرف أَنْت وَإِن
…
تدفع يدى فلى بقيا ومنقلب)
(أَيْن الذمامة وَالْحق الذى نزلت
…
بحفظه وبتعظيم لَهُ الْكتب)
(وهزى العيس من أَرض يَمَانِية
…
إِلَيْك خوصا بهَا التَّعْيِين والنقب)
(يقودنى الود وَالْإِخْلَاص مخترمى
…
من أبعد الأَرْض حَتَّى منزلى كثب)
(وحوكى الشّعْر أصفيه وأنظمه
…
نظم القلادة فِيهَا الدّرّ وَالذَّهَب)
(وَكنت جارا وضيفا مِنْك فِي خفر
…
قد أَبْصرت منزلى فى ظلك الْعَرَب)
(وَكَانَ مَنعك لى كالنار فى علم
…
فَرد يشب سناها الرّيح والحطب)
(وَقد أَتَاك بقول آثم كذب
…
قوم بغوفى فنالوا فى مَا طلبُوا)
(وَمَا عهدتك فِيمَا زل تقطع ذَا
…
قربى وَلَا تقطع الْحق الذى يجب)
(فقد تقربت جهدى فى رضاك بِمَا
…
كَانَت تنَال بِهِ من مثلك الْقرب)
(فَلَا أرانى باخلاصى وتنقيتى
…
لَك الثَّنَاء وقربى مِنْك أقترب)
(قد كنت أحسبنى غير الْغَرِيب فقد
…
أَصبَحت اعلن أَنى الْيَوْم مغترب)
(أمشمت أَنْت أَقْوَامًا صُدُورهمْ
…
على فِيك على الأذقان تلتهب)
(فاحفظ ذِمَامك وَاعْلَم أَن صنعك بى
…
بمسمع من عداة ضغنهم ذرب)
(إِن يعلمُوا الْخَيْر يخفوه وَإِن علمُوا
…
شرا أذاعوا وَإِن لم يعلمُوا كذبُوا)
54 -
وَقَالَ عِصَام بن عُبَيْدَة الزمانى
(أبلغ أَبَا مسمع عَنى مغلغلة
…
وفى العتاب حَيَاة بَين أَقوام)
55 -
وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى
(يَا أم عقبَة إنى أَيّمَا رجل
…
إِذا النُّفُوس ادرعن الرعب والرهبا)
(لَا أمدح الْمَرْء أبغى فضل نائلة
…
وَلَا أظل أداجيه إِذا غَضبا)
(وَلَا ترينى على بَاب أراقبه
…
أبغى الدُّخُول إِذا مَا بَابه حجبا)
56 -
وَقَالَ آخر
(أَبيت ويأبى الْيَأْس لي أَن يذلنى
…
وقُوف بِبَاب صدنى عَنهُ حَاجِب)
(أأوجب حَقًا لامرئ غير مُوجب
…
لحقى لقد ضَاقَتْ على الْمذَاهب)
57 -
وَقَالَ مَسْعُود بن شَيبَان المرى
(مَا بَال حاجبنا يعتام بزتنا
…
وَلَيْسَ للحسب الزاكى بمعتام)
(يَدْعُو أمامى رجَالًا لَا يعد لَهُم
…
جد كجدى وَلَا عَم كأعمامى)
(مَتى رَأَيْت الصقور الجدل يقدمهَا
…
خلطان من رخم قرع وَمن هام)
(لَو كَانَ يدعى على الأحساب قدمنى
…
مجد تليد وجد رَاجِح نامى)
58 -
وَقَالَ أَبُو المياح العبدى
(إِذا خفت عَن دَار هوانا فولها
…
سواك وَعَن دَار الْأَذَى فتحول)
(وَلَا تَكُ مِمَّن يغلق الْهم بَابه
…
عَلَيْهِ بمغلاق من الْعَجز مقفل)
(وَمَا الْمَرْء إِلَّا حَيْثُ يَجْعَل نَفسه
…
ففى صَالح الْأَعْمَال نَفسك فَاجْعَلْ)
59 -
وَقَالَ كَعْب بن زُهَيْر بن أَبى سلمى
(لَو كنت أعجب من شئ لأعجبنى
…
سعى الْفَتى وَهُوَ مخبوء لَهُ الْقدر)
(يسْعَى الْفَتى لأمور لَيْسَ يُدْرِكهَا
…
فَالنَّفْس وَاحِدَة والهم منتشر)
(والمرء مَا عَاشَ مَمْدُود لَهُ أمل
…
لَا ينتهى الْعين حَتَّى ينتهى الْأَثر)
60 -
وَقَالَ الْحَارِث بن خَالِد بن الْعَاصِ المخزومى
(على لإخوانى رَقِيب من الصَّفَا
…
تبيد الليالى وَهُوَ لَيْسَ يبيد)
(يذكرنيهم فِي مغيب ومشهد
…
فسيان عندى غيب وشهود)
(وإنى لأستحى أخى أَن أبره
…
قَرِيبا وأجفو والمزار بعيد)
61 -
وَقَالَ أنس بن زنيم لما طَال مقَامه بِبَاب عمر بن عبد الله التيمى
(لقد كنت أسعى فِي هَوَاك وأبتغى
…
رضاك وأعصى أسرتى والأدانيا)
(حفاظا وإشفاقا لما كَانَ بَيْننَا
…
لتجزينى يَوْمًا فَمَا كنت جازيا)
(أرانى إِذا مَا شمت مِنْك سَحَابَة
…
لتمطرنى عَادَتْ عجاجا وسافيا)
(إِذا قلت نالتنى سماؤك يَا منت
…
شآبيبها واثعنجرت عَن شماليا)
(وأدليت دلوى فى دلاء كَثِيرَة
…
فَابْن ملاء غير دلوى كَمَا هيا)
(أأقصى ويدنى من يقصر رَأسه
…
وَمن لَيْسَ يغنى عَنْك مثل غنائيا)
62 -
وَقَالَ الْحجَّاج كُلَيْب بن يُوسُف الثقفى وَكتب بهَا إِلَى عبد الْملك
(إِذا أَنا لم أطلب رضاك وَأتقى
…
أذاك فيومى لَا توارى كواكبه)
(أسالم من سالمت من ذى هوادة
…
وَمن لم تسالمه فانى محاربه)
(إِذا قارف الْحجَّاج فِيك خطيتة
…
فَقَامَتْ عَلَيْهِ فِي الصياح نوادبه)
(إِذا أَنا لم أدن الشفيق لنصحه
…
وأقص الذى تسرى إِلَى عقاربه)
(وَأعْطِ المواسى فى الْبلَاء عَطِيَّة
…
يرد الذى ضَاقَتْ عَلَيْهِ مذاهبه)
(فَمن يتقى يومى ويرعى مودتى
…
ويخشى غدى والدهر جم عجائبه)
(وَإِلَّا فذرنى والأمور فإننى
…
شفيق رَفِيق أحكمته تجاربه)
63 -
وَقَالَ الْحَارِث بن خَالِد بن الْعَاصِ بن هِشَام بن الْمُغيرَة المخزومى لما أَقَامَ بِبَاب عبد الْملك وَلم يصل إِلَيْهِ فكر رَاجعا
(صحبتك إِذْ عينى عَلَيْهَا غشاوة
…
فَلَمَّا انجلت قطعت نفسى الومها)
(وَمَا بى إِن أقصيتنى من ضراعة
…
وَلَا افْتَقَرت نفسى إِلَى من يضيمها)
(عطفت عَلَيْك النَّفس حَتَّى كَأَنَّمَا
…
يَكْفِيك بؤسى أَو إِلَيْك نعيمها)
64 -
بعث الْوَلِيد بن يزِيد إِلَى هِشَام يَقُول
(أَلَيْسَ عَظِيما أَن أرى كل وَارِد
…
حياضك يَوْمًا صادرا بالنوافل)
(وأرجع مجذوذ الرَّجَاء مصرعا
…
بتحلئة عَن ورد تِلْكَ المناهل)
(فَأَصْبَحت مِمَّا كنت آمل مِنْكُم
…
وَلَيْسَ بلاق من رجا كل آمل)
(كمقتبض يَوْمًا على عرض هبوة
…
يشد عَلَيْهَا كَفه بالأنامل)
65 -
وَقَالَ آخر
(أرى دولا هَذَا الزَّمَان بأَهْله
…
وَبينهمْ فِيهِ تكون النوائب)
(فَلَا تمنعن ذَا حَاجَة جَاءَ طَالبا
…
فَإنَّك لَا تدرى مَتى أَنْت طَالب)
(وَإِن قلت فى شئ نعم فأتمه
…
فَإِن نعم حق على الْحر وَاجِب)
(وَإِلَّا فَقل لَا تسترح وترح بهَا
…
لكيلا يَقُول النَّاس إِنَّك كَاذِب)
66 -
وَقَالَ ثَابت قطنة العتكى من شعراء بنى أُميَّة
(أَصبَحت لَا المَال فِي الدُّنْيَا يطاوعنى
…
لكنه كَيفَ مَا قلبت يعصينى)
(وَكم طمعت فَمَا حصلت من طمعى
…
غير العناء وقولى لَيْسَ يرضينى)
(لَا خير فِي طمع يَدْعُو إِلَى طبع
…
وبلغة من قوام الْعَيْش تكفينى)
(وَمَا اشْتريت بمالى قطّ محمدة
…
إِلَّا تيقنت أَنى غير مغبون)
(وَمَا دعيت إِلَى مجد ومكرمة
…
إِلَّا أجبْت إِلَيْهِ من ينادينى)
(كم من عَدو رمانى لَو قصدت لَهُ
…
لم يَأْخُذ النّصْف منى حِين يرمينى)
67 -
مثله قَول الْمَجْنُون
(أيا قلب قد أعذرت فِي طلب الصبى
…
فَهَل أَنْت عَنهُ لَا أَبَا لَك نَازع)
(طمعت بليلى أَن تريغ
…
وَإِنَّمَا تقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع)
68 -
وَقَالَت امْرَأَة من بنى سليم
(هلا سَأَلت خَبِير قوم عَنْهُم
…
وشفاء علمك حائرا أَن تسألى)
(يبدى لَك الْعلم الجلى بفهمه
…
فيلوح قبل تفكر وَتَأمل)
69 -
وَقَالَ آخر
(استخبر النَّاس عَمَّا أَنْت جاهله
…
من الْأُمُور فقد يجلو الْعَمى الْخَبَر)
(فَإِن أَقمت على أَن لَا مسايلة
…
فلست تعرف مَا تأتى وَمَا تذر)
70 -
وَقَالَ حَاتِم الطائى جاهلى
(وإنى لتهوانى الضيوف إِذا رَأَتْ
…
بعلياء نارى آخر اللَّيْل توقد)
(وَلَا أشترى مَالا بغدر عَلمته
…
أَلا كل مَال خالط الْغدر أنكد)
71 -
وَقَالَ عبد الله بن سَلام العبدى
(إِذا غَدَوْت فَلَا أغدو على حذر
…
من خيفة الشَّمْس أخشاها وَلَا زحل)
(الله يمضى الذى يقْضى على فَلم
…
أخش البوائق من ثَوْر وَمن حمل)
72 -
وَقَالَ القطامى عُمَيْر بن شيمم التغلبى
(أرى النَّاس أدنى للرشاد وَإِنَّمَا
…
دنا الغى للْإنْسَان من حَيْثُ يطْمع)
(فدع أَكثر الأطماع عَنْك فَإِنَّمَا
…
تضر وَإِن الْيَأْس مَا زَالَ ينفع)
73 -
وَقَالَ كَعْب بن بِلَال فى مَعْنَاهُ
(وَلما رَأَيْت الود لَيْسَ بنافعى
…
لَدَيْهِ وَلَا يرثى لحَاجَة موجعى)
(زجرت الْهوى إنى امْرُؤ لَا يقدونى
…
هواى وَلَا رأى إِلَى غير مطمع)
74 -
وَقَالَ كثير عزة
(أود لكم خيرا وتطرحوننى
…
أكعب بن عَمْرو لاخْتِلَاف الصَّنَائِع)
(وَكَيف لكم صدرى سليم وَأَنْتُم
…
على حسك الشحناء حنو الأضالع)
(إِذا قل مالى زَاد عرضى كَرَامَة
…
على وَلم أتبع دقاق المطامع)
75 -
وَقَالَ المرار بن سعيد
(إِذا شِئْت يَوْمًا أَن تسود عشيرة
…
فبالحلم سد لَا بالتسرع والشتم)
(وللحلم خير فاعلمن مغبة
…
من الْجَهْل إِلَّا أَن تشمس بالظلم)
76 -
وَقَالَ الحكم بن عبدل اموى الشّعْر وأنشدها النَّضر بن سميل لما سَأَلَهُ الْمَأْمُون عَن اقنع بَيت للْعَرَب
(أطلب مَا يطْلب الْكَرِيم من الرزق بنفسى وأجمل الطلبا)
77 -
وَقَالَ آخر
(وَلَا يرهب ابْن الْعم مَا عِشْت سطوتى
…
وَلَا أختشى من سطوة المتهدد)
(وإنى وَإِن أوعدته أَو وعدته
…
لمخلف إيعادى ومنجز موعدى)
78 -
وَقَالَ الْمقنع الكندى مُحَمَّد بن عُمَيْر
(يعاتبنى فِي الدّين قومى وإيما
…
ديونى فى أَشْيَاء تكسبهم حمدا)
(أَسد بِهِ مَا قد أخلوا وضيعوا
…
ثغور حُقُوق مَا أطاقوا لَهَا سدا)
(فَمَا زادنى الإقتار إِلَّا تقربا
…
وَمَا زادنى فضل الْغنى مِنْهُم بعدا)
(وفى جَفْنَة مَا يغلق الْبَاب دونهَا
…
مكللة لَحْمًا مدفقة ثردا)
(وفى فرس نهد عَتيق جعلته
…
حِجَابا لبيتى ثمَّ أخدمته عبدا)
(وَإِن الذى بينى وَبَين بنى أَبى
…
وَبَين بنى عمى لمختلف جدا)
(أَرَاهُم إِلَى نصرى بطاء وَإِن هم
…
دعونى إِلَى نصر أتيتهم شدا)
(فَإِن أكلُوا لحمى وفرت لحومهم
…
وَإِن هدموا مجدى بنيت لَهُم مجدا)
(وَإِن ضيعوا غيبى حفظت غيوبهم
…
وَإِن هم هووا غيي هويت لَهُم رشدا)
(وَإِن زجروا طيرا بنحس تمر بى
…
زجرت لَهُم طيرا تمر بهم سَعْدا)
(وَلَا أحمل الحقد الْقَدِيم عَلَيْهِم
…
وَلَيْسَ رَئِيس الْقَوْم من يحمل الحقدا)
(لَهُم جلّ مالى إِن تتَابع لى غنى
…
وَإِن قل مالى لم أكلفهم رفدا)
(وإنى لعبد الضَّيْف مَا دَامَ ثاويا
…
وَمَا شِيمَة لى غَيرهَا تشبه العبدا)
(على أَن قومى مَا ترى عين نَاظر
…
كشيبهم شيبا وَلَا مردهم مردا)
(بِفضل وأحلام وجود وسودد
…
وقومى ربيع فى الزَّمَان إِذا شدا)
79 -
وَقَالَ القطامى
(والعيش لَا عَيْش إِلَّا مَا تقربه
…
عين وَلَا حَالَة إِلَّا ستنتقل)
80 -
وَقَالَ مُحَمَّد بن أُميَّة
(وَمن دَعَا النَّاس إِلَى ذمَّة
…
ذموه بِالْحَقِّ وبالباطل)
(مقَالَة السوء إِلَى أَهلهَا
…
أسْرع من منحدر سَائل)
81 -
وَقَالَ عبد الْأَعْلَى القرشى إسلامى وأنشدها عبد الْملك بن مَرْوَان عِنْد وَفَاته لِبَنِيهِ
(انفوا الضغائن والتخاذل عَنْكُم
…
عِنْد المغيب وَفِي الْحُضُور الشهد)
(بصلاح ذَات الْبَين طول بقاءكم
…
إِن مد فى عمرى وَإِن لم يمدد)
(إِن القداح إِذا جمعن فرامها
…
بِالْكَسْرِ ذُو حنق وبطش أيد)
(عزت فَلم تكسر وَإِن هى فرقت
…
فالوهن والتكسير للمتبدد)
(فبمثل هَذَا الدَّهْر ألف بَيْننَا
…
بتواصل وتراحم وتودد)
82 -
وَقَالَ آخر
(كَأَن الْغدر لم يخلق لحر
…
فلست ترَاهُ إِلَّا فى لئيم)
(يُمَيّز بَين أَقوام فيبدى
…
صميم الْقَوْم من غير الصميم)
(فَهَذَا لَيْسَ يُوجد فى لئيم
…
وَهَذَا لَيْسَ يُوجد فى كريم)
83 -
وَقَالَ آخر
(مَتى تَرَ مَوْصُوفا من النَّاس غَائِبا
…
ترَاهُ عيَانًا دون مَا قَالَ واصف)
(وَمَا الْمَرْء فى الْأَخْلَاق إِلَّا كإلفه
…
وأخدانه فَانْظُر من الْمَرْء آلف)
(وَيَا رب كره جَاءَ من حَيْثُ لم يخف
…
وميسور أَمر فى الذى أَنْت خَائِف)
84 -
وَقَالَ المرقش الْأَصْغَر ربيعَة بن شعْبَان
(مَتى مَا يَشَأْ ذُو الود يصرم خَلِيله
…
ويعبد عَلَيْهِ لَا محَالة ظَالِما)
(فَمن يلق خيرا يحمد النَّاس أمره
…
وَمن يغو لَا يعْدم على الغى لائما)
(ألم تَرَ أَن الْمَرْء يجذم كَفه
…
ويجشم من لوم الصّديق العظائما)
85 -
وَقَالَ النمر بن تواب العكلى
(قَامَت لتعذلنى من اللَّيْل اسْمَع
…
سفها تبيتك الْمَلَامَة فاهجعى)
(لَا تعجلى لغد فَأمر غَد لَهُ
…
أتعجلين الشَّرّ مَا لم تمنعى)
(قَامَت تبكى أَن سبأت لفتية
…
زقا وخابية بِعُود مقطع)
(لَا تجزعى إِن منفسا أهلكته
…
وَإِذا هَلَكت فَعِنْدَ ذَلِك فاجزعى)
(وَإِذا أتانى إخوتى فذريهم
…
يتعللوا فى الْعَيْش أَو يلهوا معى)
(لَا تطرديهم عَن فراشى إِنَّه
…
لَا بُد يَوْمًا أَن سيخلو مضجعى)
86 -
وَقَالَ عُمَيْر بن مِقْدَام الأسدى
(مضى مَا مضى من حُلْو عَيْش ومره
…
كَأَن لم يكن إِلَّا كأحلام رَاقِد)
(وَمَا الدَّهْر إِلَّا لَيْلَة مثل لَيْلَة
…
وَيَوْم كَيَوْم صادر مثل وَارِد)
87 -
وَقَالَ آخر
(إِذا أَنْت لم تسْتَقْبل الْأَمر لم تَجِد
…
لكفك فى إدباره مُتَعَلقا)
(فَإِن أَنْت لم تتْرك أَخَاك وزلة
…
إِذا زلها أوشكتما أَن تفَرقا)
(إِذا كدرت أَخْلَاق مَوْلَاك فاقتصر
…
على مَا صفا مِنْهُ ودع مَا ترنقا)
88 -
وَقَالَ بشار بن برد العقيلى
(أَخُوك الذى إِن تَدعه لملمة
…
يجبك وَإِن عاتبته لَان جَانِبه)
(إِذا كنت فى كل الْأُمُور معاتبا
…
صديقك لم تلق الذى لَا تعاتبه)
(فعش وَاحِدًا أَو صل أَخَاك فَإِنَّهُ
…
مقارف ذَنْب تَارَة ومجانبه)
(إِذا أَنْت لم تشرب مرَارًا على القذى
…
ظمئت وأى النَّاس تصفو مشاربه)
(إِذا كَانَ ذواقا أَخُوك من السرى
…
موجهة فى كل فج ركائبه)
(فَخَل لَهُ وَجه الطَّرِيق وَلم تكن
…
مَطِيَّة رحال كثير مذاهبه)
(وَمَا النَّاس إِلَّا حَافظ ومضيع
…
وَمَا الْعَيْش إِلَّا مَا تطيب عواقبه)
89 -
وَقَالَ مِسْكين الدارمى ربيعَة بن عَامر
(إِذا مَا خليلى خاننى وائتمنته
…
وَيَكْفِيك من قبح الْأُمُور استماعها)
(نبذت إِلَيْهِ وده وَتركته
…
مُطلقَة لَا يُسْتَطَاع ارتجاعها)
(وفتيان صدق لست مطلع بَعضهم
…
على سر بعض غير أَنى جِمَاعهَا)
(يظلون شَتَّى فى الْبِلَاد وسرهم
…
إِلَى صَخْرَة أعيا الرِّجَال انصداعها)
(لكل امْرِئ شعب من الْقلب فارغ
…
وَمَوْضِع نجوى لَا يرام اطلاعها)
90 -
وَقَالَت امْرَأَة كَانَ زَوجهَا فى بعث عمر بن الْخطاب رضى الله عَنهُ
(تطاول هَذَا اللَّيْل وازور جَانِبه
…
وَلَيْسَ إِلَى جنبى حبيب ألاعبه)
(فوَاللَّه لَوْلَا الله لَا شئ غَيره
…
لزعزع من هَذَا السرير جوانبه)
(مَخَافَة ربى وَالْحيَاء يصوننى
…
وَأكْرم زوجى أَن تنَال مراكبه)
91 -
وَقَالَ الأخنع بن حَابِس
(أصد صدود امْرِئ مُجمل
…
إِذا حَال ذُو الود عَن حَاله)
(وَلست بمستعتب صاحبا
…
إِذا جعل الهجر من باله)
(ولكننى قَاطع حبله
…
وَذَلِكَ فعلى بأمثاله)
(وإنى على كل حَاله لَهُ
…
من إدبار ود وإقباله)
(لراع لأحسن مَا بَيْننَا
…
بِحِفْظ الإخاء وإجلاله)
92 -
وَقَالَ معن بن أَوْس المزنى
(وذى رحم قلت أظفار ضغنه
…
بحلى عَنهُ وَهُوَ لَيْسَ لَهُ حلم)
93 -
وَقَالَ نهشل بن حرى
(وَمولى عصانى واستبد بِرَأْيهِ
…
كَمَا لم يطع بالبقتين قصير)
(فَلَمَّا رأى مَا غب أمرى وَأمره
…
وناءت بأعجاز الْأُمُور صُدُور)
(تمنى نئيشا أَن يكون أطاعنى
…
وَقد حدثت بعد الْأُمُور أُمُور)
يُقَال مَا فعلت ذَلِك نئيشا أى أخيرا وانتصابه على الظّرْف والتناؤش بِالْهَمْزَةِ التأطر والتباعد انْتهى 94 - وَقَالَ الْأَحْوَص عبد الله بن مُحَمَّد الأوسى
(أرانى إِذا عاديت قوما ركنتم
…
إِلَيْهِم فآيستم من النَّصْر مطمعى)
(وَكم نزلت بى من أُمُور ممضة
…
خذلتم عَلَيْهَا ثمَّ لم أتخشع)
(فَأَدْبَرَ عَنى كربها لم أباله
…
وَلم أدعكم فى هولها المتطلع)
(أُؤَمِّل فِيكُم أَن تروا غير رَأْيكُمْ
…
وشيكا وكيما تنزعوا غير منزع)
(وَقد أبقت الْحَرْب الْعوَان وعضها
…
على خذلكم منى فَتى غير مقْمَع)
95 -
وَقَالَ عَمْرو بن أُميَّة وتروى للغطمش الضبى
(وإنى لأستبقى ابْن عمى وَاتَّقَى
…
سعاداته حَتَّى يريع ويعقلا)
(وَألبسهُ من فضل حلمى خَلِيقَة
…
تكون لذى رأى من الْجَهْل موئلا)
(أعدّ لَهُ مالى إِذا اعتلّ مَاله
…
رُجُوعا عَلَيْهِ بالندى وتفضلا)
(ليعتب يَوْمًا أَو يُرَاجع عقله
…
فَيُصْبِح مَا فِي نَفسه قد تبدلا)
(وآخذ أقْصَى حَقه من عدوه
…
لَهُ وأداجيه وَإِن كَانَ موغلا)
(وَلَا طول إِلَّا لامرئ صان عرضه
…
وحاول بِالْمَعْرُوفِ أَن يتطولا)
96 -
وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبناء التميمى
(إِذا مَا رفيقى لم يكن حلف ناقتى
…
لَهُ مركب فضل فَلَا حملت رحلى)
(وَلم يَك من زادى لَهُ نصف مزودى
…
فَلَا كنت ذَا زَاد وَلَا كنت ذَا رَحل)
(شَرِيكَيْنِ فِيمَا نَحن فِيهِ وَقد رأى
…
علىّ لَهُ فضلا بِمَا نَالَ من فضلى)
97 -
وَقَالَ حَاتِم الطائى
(إِذا كنت ريا للقلوص فَلَا تدع
…
رفيقك يمشى خلفهَا غير رَاكب)
98 -
وَقَالَ عمَارَة بن عقيل
(تجرّمت لى فِي غير جرم علمتُه
…
سوى أَن يكون الدَّهْر بى قد تغيرا)
(فَأقبل بالأعداء من كل جَانب
…
علىّ وولىّ بِالصديقِ فَأَدْبَرَا)
(وَقد كنت لى عونا على الدَّهْر ناصرا
…
عَزِيزًا وغيثا كلما شِئْت أمطرا)
(وَمَا كنت غدرا كفورا فَلَا تكن
…
بصاحبك الوافى أعق وأغدرا)
(فَمَا أَنْت إِلَّا من زَمَانك إِنَّه
…
زمَان جَفتْ خلاّنه وتنكرا)
99 -
وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث
(أبنى أُميَّة إِن أخذت كثيركم
…
دون الْأَنَام فَمَا أَخَذْتُم أَكثر)
(أبنى أُميَّة لى مدائح فِيكُم
…
تنسون إِن طَال الزَّمَان وتذكر)
100 -
وَقَالَ معن بن أَوْس المزنى
(لعمرك مَا أهويتُ كفى لريبة
…
وَلَا حملتنى نَحْو فَاحِشَة رجلى)
101 -
وَقَالَ عَاصِم بن هِلَال النمرى
(أَلم تعلمى أَنى لكل ملمة
…
تحّيف أَمْوَال الرِّجَال رؤوم)
(وَأَن الندى مولى طريفى وتالدى
…
وأنى قريب للعفاة حميم)
(أصون ببذل المَال عرضا تكشفت
…
صروف الليالى عَنهُ وَهُوَ سليم)
102 -
وَقَالَ صَالح بن عبد القدوس الأزدى من شعراء الدولة العباسية
(رَأَيْت صَغِير الْأَمر تنمى شؤنه
…
فيكبر حَتَّى لَا يجذّ ويعظم)
(وَإِن عناء أَن تفهّم جَاهِلا
…
ويحسب جهلا أَنه مِنْك أفهم)
(مَتى يبلغ الْبُنيان يَوْمًا تَمَامه
…
إِذا كنت تبنيه وَغَيْرك يهدم)
103 -
وَقَالَ أَيْضا
(مَا يبلغ الْأَعْدَاء من جَاهِل
…
مَا يبلغ الْجَاهِل من نَفسه)
(وَالشَّيْخ لَا يتْرك أخلاقه
…
حَتَّى يوارى فِي ثرى رمسه)
(إِذا ارعوى عَاد إِلَى جَهله
…
كذى الضى عَاد إِلَى نكسه)
(وَإِن من أدبته فِي الصِّبَا
…
كالعود يسقى المَاء فِي غرسه)
(حَتَّى ترَاهُ مورقا ناضرا
…
بعد الذى أَبْصرت من يبسه)
(فالق أَخا الضغن بايناسه
…
لتدرك الفرصة فِي أنسه)
104 -
وَقَالَ أَيْضا
(إِذا مَا أهنتّ النَّفس لم تلق مكرما
…
لَهَا بعد إِذْ عرّضها لهوان)
(إِذا مَا لقِيت النَّاس بِالْجَهْلِ والخنا
…
فأيقن بذلّ من يَد ولسان)
(لعمرك مَا أدّى امْرُؤ حقّ صَاحب
…
إِذا كَانَ لَا يرعاه فِي الْحدثَان)
(وَلَا أَدْرَاك الْحَاجَات مثل مثابر
…
وَلَا عَاق عَنْهَا النجح مثل توان)
105 -
وَقَالَ صَالح بن جنَاح أموى الشعروهو من نبى لخم أحد الْحُكَمَاء
(أَلا إِنَّمَا الْإِنْسَان غِمد لِقَلْبِهِ
…
وَلَا خير فِي غمد إِذا لم يكن نصل)
(وَإِن تجمع الْآفَات فالبخل شَرها
…
وَشر من الْبُخْل المواعيد والمطل)
(وَلَا خير فِي وعد إِذا كَانَ كَاذِبًا
…
وَلَا خير فِي قَول إِذا لم يكن فعل)
106 -
وَقَالَ محلم بن بشامة
(وربّ ابْن عَم سنّ لى حد سَهْمه
…
ونكّب عمدا عَن مقاتله سهمى)
(رعبتُ الذى لم يرع يبْنى وَبَينه
…
وَعَاد إِلَى مَا دلّ عَن حلمه حلمى)
107 -
وَقَالَ آخر
(هبّتُ تلوم وتلحانى على خلق
…
عُوّتُه عَادَة وَالْخَيْر تعويد)
(قَالَت رَأَيْتُك متلافا لما ملكت
…
مِنْك الْيَمين فَهَلا مِنْك تصريد)
(قلت اتركينى أبع مالى بمكرمة
…
يبْقى ثنائى بهَا مَا أَوْرَق الْعود)
(إِنَّا إِذا مَا أَتَيْنَا فعل مكرمَة
…
قَالَت لنا أنفس محمودة عودوا)
108 -
وَقَالَ أحيحة بن الجلاح جاهلى
(استبق مَالك لَا يغررك ذُو نشب
…
من ابْن عمّ وَلَا عمّ وَلَا خَال)
…
0 فَلَنْ أَزَال على الزَّوْرَاء أعمرها
…
إِن الحبيب على الإخوان ذُو مَال)
(كل النداء إِذا ناديت يخذلنى
…
إِلَّا ندائى إِذا ناديت يَا مالى)
109 -
وَقَالَ أَيْضا
(وَمَا يدرى الْفَقِير مَتى غناهُ
…
وَمَا يدرى الْغنى مَتى يعيل)
(وَمَا تدرى إِذا يمّمت أَرضًا
…
بأىّ الأَرْض يدْرك المقيل)
110 -
وَقَالَ أَبُو داؤود الإيادى
(لَا يخَاف النديم جهلى على الكأ
…
س وَلَا يحذر الصّديق عقوقى)
(أمنع النَّفس لَذَّة المَاء ظمآ
…
ن إِذا لم ينله قبلُ رفيقى)
(وأبيح الصّديق جاهى ومالى
…
إِن عادنى بِظهْر غيب صديقى)
(طامح الطّرف لَا يدنس عرضى
…
طمع عِنْد نَاقص مَرْزُوق)
111 -
وَقَالَ عبد الله بن الْمخَارِق
(تودّ عدوى ثمَّ تزْعم أننى
…
صديقك إِن الرأى مِنْك لعازب)
(وَلَيْسَ أخى من ودّنى بِلِسَانِهِ
…
وَلَكِن أخى من ودُنى وَهُوَ غَائِب)
112 -
وَقَالَ عبد الله بن مُعَاوِيَة الطالبى
(أَنى يكون أَخا أَو ذَا مُحَافظَة
…
من كنت من غيبه مستشعرا وجلا)
(إِذا تغيبت لم تَبْرَح تظن بِهِ
…
ظنا وتسأل عَمَّا قَالَ أَو فعلا)
113 -
وَقَالَ آخر
(إِذا مَا كنت فِي أَرض غَرِيبا
…
تصيد بهَا ضراغمها البغاث)
(فَكُن ذَا بزّة فالمرء يزرى
…
بِهِ فِي الحى أَثوَاب رثاث)
114 -
وَقَالَ مَالك بن حَرِيم الهمدانى وتروى لكعب بن سعد الغنوى
(وذى ندب دامى الأظل قسمته
…
مُحَافظَة يبْنى وَبَين زميلى)
(وَزَاد رفعت الْكَفّ عَنهُ تجملا
…
لأوثر فى زادى على أكيلى)
(وَمَا أَنا بالشئ الذى لَيْسَ نافعي
…
ويغضب مِنْهُ صاحبى بقؤول)
(وَلنْ يلبث الْجُهَّال أَن يتهضموا
…
أَخا الْحلم مَا لم يستعن بجهول)
155 -
وَقَالَ عدى بن الرّقاع
(وفراق ذى حسب وروعة فاجع
…
داويته بتجمل وعزاء)
(ليرى الرِّجَال الكاشحون صلابتى
…
وأكف ذَاك بعفة وحياء)
166 -
وَقَالَ آخر
(وذى لطف عزفت النَّفس عَنهُ
…
حذار الشامتين وَقد شجانى)
(قطعت قرينتى عَنهُ فأغنى
…
غناهُ فَلَنْ أرَاهُ وَلنْ يرانى)
117 -
وَقَالَ آخر
(لعمرك مَا أتلفت مَالا كسبته
…
إِذا كنت معتاضا بإتلافه نبْلًا)
(وَلَا قيل لى وَالْحَمْد لله غادر
…
وَلَا استحسنت نفسى على صَاحب نبْلًا)
(وَلَا نزلت بى للزمان ملمة
…
فأحدثت مِنْهَا حِين تنزل بى ذلا)
(صبرت لريب الدَّهْر يفعل مَا اشْتهى
…
فَلَمَّا رأى صبرى لأفعاله ملا)
118 -
وَقَالَ آخر
(إِذا مت فابكينى بشيئين لَا يقل
…
كذبت وَشر الباكيات كذوبها)
(بعفة نفس حِين يذكر مطمع
…
وعزتها إِن كَانَ أَمر يُرَبِّيهَا)
(فَإِن قلت سمح بالندى لم تكذبى
…
فَأَما تقى نفسى فربى حسيبها)
119 -
وَقَالَ آخر
(أبقى لى الدَّهْر أَقْوَامًا أجاملهم
…
فى شتم عرضى لَا يألون مَا قَدَحُوا)
(تَدْنُو مَوَدَّتهمْ منى إِذا افتقروا
…
يَوْمًا إِلَى وَإِن نالوا الْغنى نزحوا)
120 -
وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى
(وَمن يعْص أَطْرَاف الزّجاج فَإِنَّهُ
…
مُطِيع العوالى ركبت كل لهذم)
121 -
وَقَالَ طرفَة بن العَبْد جاهلى
(ستبدى لَك الْأَيَّام مَا كنت جَاهِلا
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزَود)
122 -
وَقَالَ الْحسن بن عَمْرو الإباضى وتروى لأبى مُحَمَّد التيمى
(إِذا مَا خلوت الدَّهْر يَوْمًا فَلَا تقل
…
خلوت وَلَكِن قل على رَقِيب)
(وَلَا تحسبن الله يغْفل سَاعَة
…
وَلَا أَن مَا يخفى عَلَيْهِ يغيب)
(إِذا كَانَت السبعون سنك لم يكن
…
لدائك إِلَّا أَن تَمُوت طَبِيب)
(وَإِن أمرأ قد سَار سبعين حجَّة
…
إِلَى منهل من ورده لقريب)
(إِذا مَا انْقَضى الْقرن الذى أَنْت مِنْهُم
…
وخلفت فى قرن فَأَنت غَرِيب)
123 -
وَقَالَ آخر
(إِذا قل إنصاف الْفَتى لصديقه
…
على غير مَعْرُوف فَلَا لوم فى الهجر)
(وَمَا النَّاس إِلَّا منصف فى مَوَدَّة
…
وَإِلَّا معِين للصديق على الدَّهْر)
124 -
وَقَالَ آخر
(سأبعد ضَارِبًا فى الأَرْض حَتَّى
…
أفوت الْفقر أَو يفنى الطَّرِيق)
(وَلَا ألفى على الأخوان كلا
…
يملهم غدوى والطروق)
125 -
وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد
(فَإِن الهوينا تخون الرجا
…
ل إِذْ مَا الشدائد لم تركب)
(وَلم أر كَابْن السرى والفلا
…
أسر بعاقبة الْمطلب)
126 -
وَقَالَ الممزق العبدى
(وَلنْ يَسْتَطِيع الدَّهْر تغير طبعه
…
لئيم وَلَا يسطيعه متكرم)
(كَمَا أَن مَاء المزن مَا ذيق سَائِغ
…
زلال وَمَاء الْبَحْر يلفظه الْفَم)
127 -
وَقَالَ عدى بن زيد العبادى جاهلى
(وعاذلة هبت بلَيْل تلومنى
…
فَلَمَّا غلت فى اللوم قلت لَهَا اقصدى)
(أعاذل أَن الْجَهْل من لَذَّة الْفَتى
…
وَأَن المنايا للرِّجَال بِمَرْصَد)
(أعاذل مَا يدْريك أَن منيتى
…
إِلَى سَاعَة فى الْيَوْم أوفى ضحى الْغَد)
(ذرينى ومالى إِن مالى مَا مضى
…
أمامى من مَال إِذا خف عودى)
(وللوارث الباقى من المَال فاتركى
…
عتابى إنى مصلح غير مُفسد)
(كفى زاجرا للمرء أَيَّام دهره
…
تروح لَهُ بالواعظات وتغتدى)
(بليت وأبليت الرِّجَال وأصبحت
…
سنُون طوال قد أَتَت دون مولدى)
(فَمَا أَنا بدع من حوادث تعترى
…
رجَالًا أَتَت من بعد بؤس بِأَسْعَد)
(فنفسك فاحفظها من الغى والخنا
…
مَتى تغوها يغو الذى بك يقْتَدى)
(وَإِن كَانَت النعماء عنْدك لامرئ
…
فمثلا بهَا فاجز المطالب أَو زد)
(إِذا مَا امْرُؤ لم يرج مِنْك هوادة
…
فَلَا ترجها مِنْهُ وَلَا حفظ مشْهد)
(إِذا أَنْت فاكهت الرِّجَال فَلَا تمل
…
وَقل مثل مَا قَالُوا وَلَا تتزيد)
(وَلَا تقصرن عَن سعى من قد ورثته
…
فَمَا اسطعت من خير لنَفسك فازدد)
1280 -
وَقَالَ أَيْضا
(فَلَا تفشين سرا إِلَى غير حرزه
…
وَلَا تكْثر الشكوى إِلَى غير عَائِد)
(فيا رب من يشجى بسرك شامت
…
وَمولى وَإِن قربته متباعد)
(ومعذرة جرت إِلَيْك ملامة
…
وطارف مَال هاج إِتْلَاف تالد)
129 -
وَقَالَ أَوْس بن حجر جاهلى
(وقومك لَا تجْهَل عَلَيْهِم وَلَا تكن
…
بهم هرشا تغتابهم وتقاتل)
(فَمَا ينْهض البازى بِغَيْر جنَاحه
…
وَمَا يحمل الماشين إِلَّا الْحَوَامِل)
(وَلَا قَائِم إِلَّا بساق سليمَة
…
وَلَا باطش مَا لم تعنه الأنامل)
(إِذا أَنْت لم تعرض عَن الْجَهْل والخنا
…
أصبت حَلِيمًا أَو أَصَابَك جَاهِل)
130 -
وَقَالَ سَالم بن وابصة الأسدى
(أحب الْفَتى ينفى الْفَوَاحِش سَمعه
…
كَأَن بِهِ عَن كل فَاحِشَة وقرا)
131 -
وَقَالَ قَتَادَة بن جرير وتروى لعبد الله بن أَبى
(وَلم أر مثل الْحق أنكرهُ امْرُؤ
…
وَلَا الضيم أعطَاهُ امْرُؤ وَهُوَ طائع)
(مَتى مَا يكن مَوْلَاك خصمك جاهدا
…
تذلل ويصرعك الَّذين تصارع)
(وَهل ينْهض البازى بِغَيْر جنَاحه
…
وَإِن جذ يَوْمًا ريشه فَهُوَ وَاقع)
132 -
وَقَالَ نصيب بن رَبَاح
(وَمَا ضرّ أثوابى سوادى وأننى
…
لكالمسك لَا يسلو عَن الْمسك ذائقه)
(وَلَا خير فى ود امْرِئ متكاره
…
عَلَيْك وَلَا فى صَاحب لَا توافقه)
(إِذا الْمَرْء لم يدْرك من الود مثل مَا
…
بذلت لَهُ فَاعْلَم بأنى مفارقه)
133 -
وَقَالَ سحيم عبن بنى الحسحاس
(أشعار عبد بنى الحسحاس قمن لَهُ
…
يَوْم الفخار مقَام الأَصْل وَالْوَرق)
(إِن كنت عبدا فنفسى حرَّة كرما
…
أَو أسود اللَّوْن إنى أَبيض الْخلق)
134 -
وَقَالَ الْأَحْوَص
(وإنى لآتى الْبَيْت مَا إِن أحبه
…
وَأكْثر هجر الْبَيْت وَهُوَ حبيب)
(وإنى إِذا مَا جِئتُكُمْ متهللا
…
بُد مِنْكُم وَجه على قطوب)
(وأغضى على أَشْيَاء مِنْكُم تربينى
…
وأدعى إِلَى مَا سركم فَأُجِيب)
135 -
وَقَالَ قراد بن أقرم الفزارى أموى الشّعْر
(أَبى الْإِسْلَام لَا أَب لى سواهُ
…
إِذا هتفوا ببكر أَو تَمِيم)
(دعى الْقَوْم ينصر مدعيه
…
فيلحقه بذى النّسَب الصميم)
136 -
وَقَالَ آخر
(وزهدنى فى النَّاس معرفتى بهم
…
وَطول اختبارى صاحبا بعد صَاحب)
(فَلم ترنى الْأَيَّام خلا يسرنى
…
بواديه إِلَّا ساءنى فى العواقب)
(وَلَا قلت أرجوه لدفع ملمة
…
من الدَّهْر إِلَّا كَانَ إِحْدَى النوائب)
137 -
وَقَالَ عقيل بن علفة
(وللدهر أَثوَاب فَكُن فى ثِيَابه
…
كلبسته يَوْمًا أجد وأخلقا)
(وَكن أَكيس الكيسى إِذا كنت فيهم
…
وَإِن كنت فى الحمقى فَكُن أَنْت أحمقا)
138 -
وَقَالَ آخر
(إِلَى كم يكون الْجَهْل مِنْك وأحلم
…
وتظلمنى حقى وَلَا أتظلم)
(وأسكت عَن شكواك وَالْحَال نَاطِق
…
وتعتب أفعالى وَإِن سكت الْفَم)
(وَمَا بى قُصُور لَو علمت عَن الْأَذَى
…
وَلَكِن ثنائى عَن أذاك التكرم)
(فَلَو قد عرفت الْحق لَا كنت عَارِفًا
…
للامك دونى من سجاياك لوم)
139 -
وَقَالَ آخر أَبُو حَكِيم المرى
(يقر بعينى وَهُوَ ينقص مدتى
…
ممر الليالى أَن يشب حَكِيم)
(مَخَافَة أَن يغتالنى الْمَوْت قبله
…
فيغشى بيُوت الحى وَهُوَ يَتِيم)
140 -
وَقَالَ أَبُو الْوَلِيد الكندى
(اسر بمر يَوْم بعد يَوْم
…
وبالحولين وَالْعَام الْجَدِيد)
(وأفرح بالمحاق وبالد آدى
…
يسقن الْبيض فى أكناف سود)
(وفى تكرارهن نفاد عمرى
…
وَلَكِن كى يشب أَبُو الْوَلِيد)
(غُلَام من سراة بنى لوى
…
منافى العمومة والجدود)
(خشَاش يَسْتَحِيل الطّرف مِنْهُ
…
بناظرتى قطامى صيود)
(خليق عَن تَكَامل خمس عشر
…
بانجاز المواعد والوعيد)
141 -
وَقَالَ ابْن الْحمام الأسدى
(كُنَّا نداريها فقد مزقت
…
واتسع الْخرق على الراقع)
(كَالثَّوْبِ إِذْ أنهج فِيهِ البلى
…
أعيا على ذى الْحِيلَة الصَّانِع)
142 -
وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلى
(إِذا قلت أنصفنى وَلَا تظلمنى
…
رمى كل حق ادعيه بباطل)
(فماطلته حَتَّى ارعوى وَهُوَ كَارِه
…
وَقد يرعوى ذُو الشغب بعد التحامل)
(فانك لم تعطف على الْحق ظَالِما
…
بِمثل خصيم عَاقل متجاهل)
143 -
وَقَالَ عُرْوَة بن لَقِيط الأزدى
(فَخير الأيادى مَا شفعن بِمِثْلِهَا
…
وَخير البوادى مَا أتين عوائدا)
(وَلست ترى مَالا على الدَّهْر خَالِدا
…
وَحمد الْفَتى يبْقى على الدَّهْر خَالِدا)
144 -
وَقَالَ مويال بن جهم المذحجى وتروى لبشر بن الْهُذيْل الفزارى
(وإنى لَا أخزى إِذا قيل مملق
…
جواد وأخزى أَن يُقَال بخيل)
(فالا يكن جسمى طَويلا فاننى
…
لَهُ بالخصال الصَّالِحَات وُصُول)
(إِذا كنت فى الْقَوْم الطوَال علوتهم
…
بعارفة حَتَّى يُقَال طَوِيل)
(وَلَا خير فى حسن الجسوم وطولها
…
إِذا لم يزن حسن الجسوم عقول)
(وَكم قد رَأينَا من فروع كَثِيرَة
…
تَمُوت إِذا لم يحيهن أصُول)
(وَلم أر كالمعروف أما مذاقه
…
فحلو وَأما وَجهه فجميل)
145 -
وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبناء التميمى
(أعوذ بِاللَّه من حَال تزين لى
…
لوم الْعَشِيرَة أَو تدنى من النَّار)
(لَا أَدخل الْبَيْت أحبو من مؤخرة
…
وَلَا أكسر فى ابْن الْعم أظفارى)
(إِن يحجب الله أبصارا أراقبها
…
فقد يرى الله حَال المدلج السارى)
146 -
وَقَالَ عبد الله بن مُعَاوِيَة بن جَعْفَر الطالبى من شعراء الدولتين
(وَلست برَاء عيب ذى الود كُله
…
وَلَا بعض مَا فِيهِ إِذا كنت رَاضِيا)
(فعين الرِّضَا عَن كل عيب كليلة
…
وَلَكِن عين السخط تبدى المساويا)
(أَأَنْت أخى مَا لم تكن لى حَاجَة
…
فان عرضت أيقنت أَن لَا أَخا ليا)
(فَلَا ازْدَادَ مَا بينى وَبَيْنك بعد مَا
…
بلوتك فى الْحَالين إِلَّا تماديا)
(كِلَانَا غنى عَن أَخِيه حَيَاته
…
وَنحن إِذا متْنا أَشد تَغَانِيًا)
1470 -
وَقَالَ والبة بن الْحباب
(وَلَيْسَ فَتى الفتيان من رَاح أَو غَدا
…
لشرب صبوح أَو لشرب غبوق)
(وَلَكِن فَتى الفتيان من رَاح أَو غَدا
…
لضر عَدو أَو لنفع صديق)
148 -
وَقَالَ زرافة بن سبيع الأسدى وتروى لخَالِد بن نَضْلَة الحجوانى الأسدى
(لعمرى لرهط الْمَرْء خير بَقِيَّة
…
عَلَيْهِ وَإِن عالوا بِهِ كل مركب)
149 -
وَقَالَ ضابئ بن الْحَارِث بن أَرْطَاة البرجمى إسلامى
(وَمن يَك أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْله
…
فانى وقيار بهَا لغريب)
(وَمَا عاجلات الطير تدنى من الْفَتى
…
نجاحا وَلَا فى ريثهن يخيب)
(وَرب أُمُور لَا تضيرك ضيرة
…
وللقلب من مخشاتهن وجيب)
(وَلَا خير فى لَا يوطن نَفسه
…
على نائبات الدَّهْر حِين تنوب)
(وفى الشَّك تَفْرِيط وفى الْعَزْم قُوَّة
…
ويخطى الْفَتى فى حدسه ويصيب)
150 -
وَقَالَ طرفَة بن العَبْد
(وَقد يبْعَث الْأَمر الْعَظِيم صغيره
…
حَتَّى تظل لَهُ الدِّمَاء تصبب)
151 -
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الْمَنْصُور بِاللَّه
(إِذا كنت ذَا رأى فَكُن ذَا عَزِيمَة
…
فان فَسَاد الرأى أَن تترددا)
(وَلَا تمهل الْأَعْدَاء يَوْمًا لقدرة
…
وبادرهم أَن يملكُوا مثلهَا غَدا)
152 -
وَقَالَ بشار بن برد العقيلى وَقيل هُوَ مولى بنى سدوس
(إِذا بلغ الرأى المشورة فَاسْتَعِنْ
…
برأى لَبِيب أَو مشورة حَازِم)
(وَلَا تحسب الشورى عَلَيْك غَضَاضَة
…
فان الخوافى قُوَّة للقوادم)
(وخل الهوينى للضعيف وَلَا تكن
…
نؤوما فان الحزم لَيْسَ بنائم)
(فانك لَا تستطرد الْهم بالمنى
…
وَلَا تبلغ الْعليا بِغَيْر المكارم)
153 -
وَقَالَ عبد الله بن مُعَاوِيَة بن جَعْفَر الطالبى وَمِنْهُم من نَسَبهَا إِلَى صَالح بن عبد القدوس
(إِن اللبيب يرضى بعيشه
…
لَا من يظل على مَا فَاتَ مكتئبا)
(لَا تحقرن من الأقوام محتقرا
…
كل امْرِئ سَوف يجرى بالذى اكتسبا)
(لَا تفش سرا إِلَى غير اللبيب وَلَا الْخرق المشيع لَهُ يَوْمًا إِذا غَضبا)
(قد يحقر الْمَرْء مَا يهوى فيركبه
…
حَتَّى يكون إِلَى توريطه سَببا)
(شَرّ الاخلاء من كَانَت مودته
…
مَعَ الزَّمَان إِذا مَا خَافَ أَو رغبا)
(إِذا وترت امْرَءًا فاحذر عداوته
…
من يزرع الشوك لَا يحصد بِهِ عنبا)
(إِن الْعَدو وَإِن أبدى مسالمة
…
إِذا رأى مِنْك يَوْمًا فرْصَة وثبا)
154 -
وَقَالَ أَيْضا
(إِذا كنت فى حَاجَة مُرْسلا
…
فَأرْسل حكيما وَلَا توصه)
(وَإِن نَاب أَمر عَلَيْك النَّوَى
…
فَشَاور لبيبا وَلَا تعصه)
(وَإِن نَاصح مِنْك يَوْمًا دنا
…
فَلَا تنأ عَنهُ وَلَا تقصه)
(وَذَا الْحق لَا تنتقص حَقه
…
فان القطيعة فى نَقصه)
(وَلَا تذكر الدَّهْر فى مجْلِس
…
حَدِيثا إِذا أَنْت لم تحصه)
(وَنَصّ الحَدِيث إِلَى أَهله
…
فان الْأَمَانَة فى نَصه)
(فكم من فَتى عَازِب لبه
…
وَقد تعجب الْعين من شخصه)
(وَآخر تحسبه أنوكا
…
ويأتيك بِالْأَمر من فصه)
155 -
وَقَالَ أَبُو الْمنْهَال بقيلة الْأَكْبَر
(وَإِنَّمَا الشّعْر لب الْمَرْء يعرضه
…
على الْمجَالِس إِن كيسا وَإِن حمقا)
(وَإِن أشعر بَيت أَنْت قَائِله
…
بَيت يُقَال إِذا أنشدته صدقا)
(إلبس جديدك إنى لابس خلقى
…
وَلَا جَدِيد لمن لَا يلبس الخلقا)
156 -
وَقَالَ حمارس بن عدى العذرى
(إنى لأسكت عَن علم وَمَعْرِفَة
…
خوف الْجَواب وَمَا فِيهِ من الخطل)
(أخْشَى جَوَاب جهول لَيْسَ ينصفنى
…
وَلَا يهاب الذى يَأْتِيهِ من زلل)
157 -
وَقَالَ قيس بن عَاصِم المنقرى وتروى لمسكين الدرامى
(أَخَاك أَخَاك إِن من لَا أخاله
…
كساع إِلَى الهيجا بِغَيْر سلَاح)
(وَأَن ابْن عَم الْمَرْء فَاعْلَم جنَاحه
…
وَهل ينْهض البازى بِغَيْر جنَاح)
158 -
وَقَالَ عقيل بن هَاشم القينى
(يَا آل عَمْرو أميتوا الضغن بَيْنكُم
…
إِن الضغائن كسر لَيْسَ ينجبر)
(قد كَانَ فى آل مَرْوَان لكم عبر
…
إذهم مُلُوك وَإِذ مَا مثلهم بشر)
(تَحَاسَدُوا بَينهم بالغش فاخترموا
…
فَمَا تحس لَهُم عين وَلَا أثر)
159 -
وَقَالَ الْهَيْثَم بن الْأسود النخعى
(بنى عمنَا إِن الْعَدَاوَة شَرها
…
ضغائن تبقى فى نفوس الْأَقَارِب)
(تكون كداء الْبَطن لَيْسَ بِظَاهِر
…
فَيبرأ وداء الْبَطن من شَرّ صَاحب)
(بنى عمنَا أَن الْجنَاح يشله
…
تنقص شل الرّيح من كل جَانب)
160 -
وَقَالَ يحيى بن زِيَاد الحارثى
(تهادى رجال أَن مَرضت سفاهة
…
بِذَاكَ وأى النَّاس سَالِمَة الدَّهْر)
(وَإِن امْرَءًا بِالْمَوْتِ أصبح شامتا
…
لرهن بِهِ يَوْمًا وَإِن غره الْعُمر)
161 -
وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون
(وَمن يغترب عَن قومه لَا يزل يرى
…
مصَارِع مظلوم مجرا ومسحبا)
162 -
وَقَالَ الْأَحْوَص
(وإنى لأستحييكمو أَن يقودنى
…
إِلَى غَيْركُمْ من سَائِر النَّاس مطمع)
(وَأَن اجتدى للنقع غَيْرك مِنْهُم
…
وَأَنت إِمَام للبرية مقنع)
163 -
وَقَالَ حطائط بن يعفر اخو الْأسود بن يعفر النهشلى
(تَقول ابْنة الْعباب رهم حربتنا
…
حطائط لم تتْرك لنَفسك مقْعدا)
164 -
وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى
(أصون عرضى بمالى لَا أدنسه
…
لَا بَارك الله بعد الْعرض فى المَال)
(أحتال لِلْمَالِ إِن أودى فأكسبه
…
وَلست للعرض إِن أودى بمحتال)
165 -
وَقَالَ كُلْثُوم بن عَمْرو التغلبى من شعراء الدولة العباسية
(إِن الْكَرِيم ليخفى عَنْك عسرته
…
حَتَّى ترَاهُ غَنِيا وَهُوَ مجهود)
(وللبخيل على أَمْوَاله علل
…
زرق الْعُيُون عَلَيْهَا أوجه سود)
(إِذا تكرمت عَن بذل الْقَلِيل وَلم
…
تقدر على سَعَة لم يظْهر الْجُود)
(بَث النوال وَلَا تمنعك قلته
…
فَكل مَا سد فقرا فَهُوَ مَحْمُود)
166 -
وَقَالَ قيس بن الخطيم
(إِذا جَاوز الْإِثْنَيْنِ سر فانه
…
بنث وتكثير الحَدِيث قمين)
(وَإِن ضيع الإخوان سرا فاننى
…
كتوم لأسرار العشير أَمِين)
(أَبى الذَّم لى الْآبَاء تنمى جدودهم
…
وفعلى بِفعل الصَّالِحين معِين)
(سلى من جليسى فى الندى ومآلفى
…
وَمن هولى عِنْد الصفاء خدين)
وإنى لأعتام الرِّجَال بخلتى
…
إِلَى الرأى فى الْأَحْدَاث حِين تحين)
(فأبرى بهم صدرى وأصفى مودتى
…
وسرك عندى بعد ذَاك مصون)
(أَمر على الباغى ويغلظ جانبى
…
وَذُو الود أحلولى لَهُ وألين)
167 -
وَقَالَ آخر
(لَا يعلم الْمَرْء لَيْلًا مَا يَصْحَبهُ
…
إِلَّا كواذب مِمَّا يخبر الفال)
(والفال والزجر والكهان كلهم
…
يضللون وَدون الْغَيْب أقفال)
168 -
وَقَالَ جبلة العذرى عبد الْمَسِيح بن بقيلة الغسانى
(استقدر الله خيرا وارضين بِهِ
…
فَبَيْنَمَا الْعسر إِذْ دارت مياسير)
(تأتى أُمُور فَمَا تدرى أعاجلها
…
خير لنَفسك أم مَا فِيهِ تَأْخِير)
(وبينما الْمَرْء فى الْأَحْيَاء مغتبطا
…
إِذْ صَار فى الرمس تعفوه الأعاصير)
(يبكى الْغَرِيب عَلَيْهِ لَيْسَ يعرفهُ
…
وَذُو قرَابَته فى الْحمى مسرور)
(حَتَّى كَأَن لم يكن إِلَّا تذكره
…
والدهر أَيَّة مَا حَال دهارير)
(الْخَيْر وَالشَّر مقرونان فى قرن
…
وَالْخَيْر مُتبع وَالشَّر مَحْذُور)
(وَالنَّاس أَوْلَاد علات فَمن علمُوا
…
أَن قد أقل فمجفو ومحقور)
(وهم بَنو الْأُم اما إِن رَأَوْا نشبا
…
فَذَاك بِالْغَيْبِ مَحْفُوظ ومخفور)
169 -
وَقَالَ النمر بن تولب
(أعاذل إِن يصبح صادى بقفرة
…
بَعيدا نآنى صاحبى وقريبى)
(ترى أَن مَا أبقيت لم أك ربه
…
وَأَن الذى أنفقت كَانَ نصيبى)
(وذى إبل يسْعَى ويحسبها لَهُ
…
أخى نصب فى رعيها دؤوب)
(غَدَتْ وَغدا رب سواهَا يَسُوقهَا
…
وَبدل أحجارا وجال قليب)
170 -
وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلى
(أفنى الشَّبَاب الذى أبليت جدته
…
كرّ الجديدين من آتٍ ومنطلق)
(لم يتركا لى فى طول اخْتِلَافهمَا
…
شَيْئا أَخَاف عَلَيْهِ لذعة الحدق)
171 -
وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء أموى الشّعْر
(كتمت شيبى ليخفى بعد رَوْعَته
…
فلاح مِنْهُ وميض لَيْسَ ينكتم)
(رَاع الغوانى فَمَا يقربن نَاحيَة
…
رأين فِيهَا بروق الشيب تبتسم)
172 -
وَقَالَ الْحَارِث بن كلدة الثقفى وتروى لغيلان بن سَلمَة الثقفى
(أَلا بلغ معاتبتى وقولى
…
بنى عمى فقد حسن العتاب)
(وسل هَل كَانَ لى ذَنْب إِلَيْهِم
…
هم مِنْهُ فأعتبهم غضاب)
(كتبت إِلَيْهِم كتبا مرَارًا
…
فَلم يرجع إِلَى لَهَا جَوَاب)
(فَمَا أدرى أغيرهم تناء
…
وَطول الْعَهْد أم مَال أَصَابُوا)
(فَمن يَك لَا يَدُوم لَهُ وَفَاء
…
وَفِيه حِين يغترب انقلاب)
(فعهدى دَائِم لَهُم وودى
…
على حَال إِذا شهدُوا وغابوا)
173 -
وَقَالَ آخر
(وَإِذا صاحبت فاصحب ماجدا
…
ذَا حَيَاء وعفاف وكرم)
(قَوْله للشئ لَا إِن قلت لَا
…
وَإِذا قلت نعم قَالَ نعم)
174 -
وَقَالَ الحطيئة العبسى
(وَلست أرى السَّعَادَة جمع مَال
…
وَلَكِن التقى هُوَ السعيد)
(وتقوى الله خير الزَّاد ذخْرا
…
وَعند الله للأتقى مزِيد)
(وَمَا لَا بُد أَن يأتى قريب
…
وَلَكِن الذى يمضى بعيد)
175 -
وَقَالَ هدبة بن خشرم أموى الشّعْر
(وَكن معقلا للحلم وَاصْفَحْ عَن الْخَنَا
…
فانك رَاء مَا حييت وسامع)
(وأحبب إِذا أَحْبَبْت حبا مقاربا
…
فانك لَا تدرى مَتى أَنْت نَازع)
(وَأبْغض إِذا أبغضت بغضا مقاربا
…
فانك لَا تدرى مَتى أَنْت رَاجع)
176 -
وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى جهيم بن الْحَارِث من بنى عائذة من شن
(لقد علمت عميرَة أَن جارى
…
إِذا ضن المثمر من عيالى)
(وإنى لَا أضنن على ابْن عمى
…
بنصرى فى الخطوب وَلَا نوالى)
(وَلست بقائل قولا لأحظى
…
بقول لَا يصدقهُ فعالى)
(وَمَا التَّقْصِير قد علمت معد
…
وأخلاق الدنية من خلالى)
(وَأكْرم مَا تكون على نفسى
…
إِذا مَا قل فى اللزبات مالى)
(فتحسن نصرتى واصون عرضى
…
ويجمل عِنْد أهل الرأى حالى)
(وَإِن نلْت الْغنى لم أغل فِيهِ
…
وَلم أخصص بجفوتى الموالى)
(وَقد أَصبَحت لَا أحتاج مِمَّا
…
بلوت من الْأُمُور إِلَى سُؤال)
(وَذَلِكَ أننى أدبت نفسى
…
وَمَا حلت الرِّجَال ذوى الْمحَال)
(إِذا مَا الْمَرْء قصر ثمَّ مرت
…
عَلَيْهِ الْأَرْبَعُونَ من الرِّجَال)
(وَلم يلْحق بصالحهم فَدَعْهُ
…
فَلَيْسَ بلاحق أُخْرَى الليالى)
177 -
وَقَالَ الملتمس واسْمه جرير
(وَأعلم علم حق غير ظن
…
وتقوى الله من خير العتاد)
(لحفظ المَال أيسر من بغاه
…
وَضرب فى الْبِلَاد بِغَيْر زَاد)
(وَإِصْلَاح الْقَلِيل يزِيد فِيهِ
…
وَلَا يبْقى الْكثير على الْفساد)
178 -
وَقَالَ الأفوه الأودى صلاءة بن عَمْرو بن الْحَارِث
(الْبَيْت لَا يبتنى إِلَّا لَهُ عمد
…
وَلَا عماد إِذا لم ترس أوتاد)
(وَإِن تجمع أوتاد وأعمدة
…
وَسَاكن بلغُوا الْأَمر الذى كَادُوا)
(لَا يصلح النَّاس فوضى لَا سراة لَهُم
…
وَلَا سراة إِذا جهالهم سادوا)
(تلفى الْأُمُور بِأَهْل الرأى مَا صلحت
…
فان تولت فبالأشرار تنقاد)
(إِذا تولى سراة الْقَوْم أَمرهم
…
بِمَا على ذَاك أَمر الْقَوْم فازدادوا)
(أَمارَة الغى أَن تلقى الْجَمِيع لَدَى الإبرام لِلْأَمْرِ والأذناب أكتاد)
(كَيفَ الرشاد إِذا مَا كنت من نفر
…
لَهُم عَن الرشد أغلال وأقياد)
(أعْطوا غواتهم جهلا مقادتهم
…
فكلهم فى حبال الغى منقاد)
(حَان الرحيل إِلَى قوم وَإِن بعدوا
…
فيهم صَلَاح لمرتاد وإرشاد)
(فَسَوف أجعَل بعد الأَرْض دونكم
…
وَإِن دنت رحم مِنْكُم وميلاد)
179 -
وَقَالَ الْمُغيرَة بن حبناء
(خُذ من أَخِيك الْعَفو واغفر ذنُوبه
…
وَلَا تَكُ فى كل الْأُمُور تعاتبه)
(فانك لن تلقى أَخَاك مهذبا
…
وأى امْرِئ ينجو من الْعَيْب صَاحبه)
(أَخُوك الذى لَا ينْقض النأى عَهده
…
وَلَا عِنْد صرف الدَّهْر يزور جَانِبه)
(وَلَيْسَ الذى يلقاك بالبشر والرضى
…
وَإِن غبت عَنهُ لسعتك عقاربه)
180 -
وَقَالَ أَيْضا ويروى للجعجاع بن زِيَاد
(إِذا الْمَرْء أولاك الهوان فأوله
…
هوانا وَإِن كَانَت قَرِيبا أواصره)
(فان أَنْت لم تقدر على أَن تهينه
…
فَدَعْهُ إِلَى يَوْم الذى أَنْت قادره)
(وقارب إِذا مَا لم تَجِد لَك حِيلَة
…
وصمم إِذا أيقنت أَنَّك عاقره)
(وإنى لأجزى بالمودة أَهلهَا
…
وبالشر حَتَّى يسأم الشَّرّ حَافره)
(وأغضب للْمولى فأمنع ضيمه
…
وَإِن كَانَ غشا مَا تجن ضمائره)
(وأحلم مَا لم ألق فى الْحلم ذلة
…
وللجاهل العريض عندى زاجره)
181 -
وَقَالَ حَاتِم الطائى
(أماوى قد طَال التجنب والهجر
…
وَقد عذرتنى فى طلابكم الْعذر)
182 -
وَقَالَ عَامر بن عَمْرو بن الْبكاء
(خذى الْعَفو منى تستديمى مودتى
…
وَلَا تنطقى فى سورتى حِين أغضب)
(وَلَا تنقرينى نقرك الدُّف دَائِما
…
فانك لَا تدرين كَيفَ المغيب)
(فانى رَأَيْت الْحبّ فى الْقلب والأذى
…
إِذا اجْتمعَا لم يلبث الْحبّ يذهب)
183 -
وَقَالَ أعرابى من بنى قريع
(مَتى مَا يرى النَّاس الْغنى وجاره
…
فَقير يَقُولُوا عَاجز وجليد)
184 -
وَقَالَ عمار بن جَابر الهلالى
(يَا رب قائلة يَوْمًا لجارتها
…
هَل أَنْت مخبرتى مَا شَأْن عمار)
(قَالَت أرى رجلا عَار أشاجعه
…
كَأَنَّهُ نَاقَة أَو نضو أسفار)
(إِمَّا ترينى لجسمى غير محتشد
…
فاننى حشد للضيف وَالْجَار)
(وَمَا على الْحر أَن تعرى أشاجعه
…
ويلبس الْخلق المرقوع من عَار)
185 -
وَقَالَ آخر
(للْجدّ مَا خلق الْإِنْسَان فالتمسن
…
بالجد حظك لَا باللهو واللعب)
(لَا يلبث الْهزْل أَن تجنى لصَاحبه
…
ذما وَيذْهب عَنهُ بهجة الْأَدَب)
186 -
وَقَالَت مَيْسُونُ الْكلابِيَّة لما تزوج بهَا مُعَاوِيَة
(لبيت تخفق الْأَرْوَاح فِيهِ
…
أحب إِلَى من قصر منيف)
(وأصوات الرِّيَاح بِكُل فج
…
أحب إِلَى من نقر الدفوف)
(وكلب يتبع الأظعان صَعب
…
أحب إِلَى من هر أُلُوف)
(وَلبس عباءة وتقر عينى
…
أحب إِلَى من لبس الشفوف)
(وخرق من بنى عمى نجيب
…
أحب إِلَى من علج عنيف)
فَقَالَ مُعَاوِيَة مَا كفاها أَن جعلتنى علجا حَتَّى جعلتنى عنيفا ثمَّ أولدها يزِيد 187 - وَقَالَ آخر
(إنى سأستر مَا ذُو الْعقل ساتره
…
من حَاجَة وأميت السِّرّ كتمانا)
(وحاجة دون أُخْرَى قد سمحت بهَا
…
جَعلتهَا للتى أخفيت عنوانا)
188 -
وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء بن خَارِجَة وتروى لأبى دهبل الجمحى وَالْأول أَكثر وتروى كَذَلِك لحسين بن خريم
(أتانى بهَا يحيى وَقد نمت نومَة
…
وَقد غَابَتْ الجوزاء وَانْحَدَرَ النسْر)
(فَقلت اصطحبها أَو لغيرى فأسقها
…
فَمَا أَنا بعد الشيب ويبك وَالْخمر)
(إِذا الْمَرْء وفى الْأَرْبَعين وَلم يكن
…
لَهُ دون مَا يأتى حَيَاء وَلَا ستر)
(فذره وَلَا تنفس عَلَيْهِ الذى أَتَى
…
وَلَو مد أَسبَاب الْحَيَاة لَهُ الْعُمر)
189 -
وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى
(وبيضاء مثل الريم لَو شِئْت قد صبَّتْ
…
إِلَى وفيهَا للخاتل ملعب)
(تجنبتها إنى امْرُؤ فى شبيبتى
…
وتلعابتى عَن جَانب الْجَار أجنب)
(وصهباء لَا تنفى القذى وهى دونه
…
تصفق فى راووقها ثمَّ تقطب)
(تمززتها والديك يَبْدُو صباحه
…
إِذا مَا بَنو نعش دنوا فتصوبوا)
190 -
وَقَالَ أَبُو الْأسود الدؤلى
(دع الْخمر يشْربهَا الغواة فاننى
…
رَأَيْت أخاها مغنيا بمكانها)
(فالا يكنها أَو تكنه فانه
…
أَخُوهَا غذته أمه بلبانها)
191 -
وَقَالَ حَارِثَة بن بدر
(إِذا مَا شربت الراح أبدت مكارمى
…
وجدت بِمَا حازت ايداى من الوفر)
(وَإِن مسنى جهلا نديمى لم أزل
…
على اشرب هداك الله طيبَة النشر)
(أرى ذَاك حَقًا وَاجِبا لمنادمى
…
إِذا قَالَ لى غير الْجَمِيل من السكر)
192 -
وَقَالَ الأقيشر الْمُغيرَة بن عبد الله بن عبد عَمْرو
(لَا تشربن أبدا رَاحا مسارقة
…
إِلَّا مَعَ الغر أَبنَاء البطاريق)
(أفنى تلادى وَمَا جمعت من نشب
…
قرع القواقير أَفْوَاه الأباريق)
(كأنهن بأيدى الشّرْب معلمة
…
إِذا تلألأن فى أيدى الغرانيق)
(عَلَيْك كل فَتى سمح خلائقه
…
مَحْض الْعُرُوق كريم غير ممذوق)
193 -
وَقَالَ بكر بن النطاح بن أَبى حمَار الحنفى
(إِذا مَا طوى دونى امْرُؤ بطن كَفه
…
طويت يمينى دونه وشماليا)
(يبين لنا ذُو الْحلم من حلمائنا
…
إِذا مَا تعاطينا الزّجاج تعاطيا)
(أرى الكأس تهدى للئيم ملامة
…
وتترك أَخْلَاق الْكَرِيم كَمَا هيا)
(رَأَيْت أقل النَّاس عقلا إِذا انتشى
…
أقلهم عقلا إِذا كَانَ صَاحِيًا)
194 -
وَقَالَ قعنب ابْن ام صَاحب ونسبها ثَعْلَب إِلَى طَيْسَلَة الفزارى
(مهلا أعاذل قد جربت من خلقى
…
أَنى أَجود لأقوام وَإِن ضننوا)
195 -
وَقَالَ آخر
(تعلم فَلَيْسَ الْمَرْء يُولد عَالما
…
وَلَيْسَ أَخُو علم كمن هُوَ جَاهِل)
(وَإِن كَبِير الْقَوْم لَا علم عِنْده
…
صَغِير إِذا الْتفت عَلَيْهِ المحافل)
196 -
وَقَالَ الرّبيع بن أَبى الْحقيق اليهودى
(إِنَّا إِذا مَالَتْ دواعى الْهوى
…
وأنصت السَّامع للقائل)
(واعتلج الْقَوْم بألبابهم
…
نقضى بِحكم عَادل فاصل)
(نكره أَن نسفه أَحْلَامنَا
…
فنخمل الدَّهْر مَعَ الخامل)
(لَا نجْعَل الْبَاطِل حَقًا وَلَا
…
نلظ دون الْحق بِالْبَاطِلِ)
197 -
وَقَالَ آخر
(ألم تعلم جَزَاك الله خيرا
…
بِأَن أَخا المكارم لَا يخون)
(وَحلف الْخَيْر مؤتمن حفوظ
…
وَلَكِن قل فى النَّاس الْأمين)
198 -
وَقَالَ آخر
(سارعى كل مَا اسْتوْدعت جهدى
…
وَقد يرْعَى أَمَانَته الْأمين)
(وَذُو الْخَيْر المؤثل ذُو وَفَاء
…
كريم لَا يمل وَلَا يخون)
199 -
وَقَالَ حنيف بن عُمَيْر اليشكرى وتروى لنهار ابْن أُخْت مُسَيْلمَة الْكذَّاب وهى
(اصبر النَّفس عِنْد كل ملم
…
إِن فى الصَّبْر حِيلَة الْمُحْتَال)
(لَا تضيقن بالأمور فقد تكشف غماؤها بِغَيْر احتيالى)
(رُبمَا تكره النُّفُوس من الْأَمر لَهُ فُرْجَة كحل الْعقل)
200 -
وَقَالَ مَالك بن قُرَّة اموى الشّعْر
(وذى حنق على يود أَنى
…
أَتَى دونى الصفائح وَالتُّرَاب)
(تركت عتابه وصفحت عَنهُ
…
وَيبقى الود مَا بقى العتاب)
201 -
وَقَالَ آخر
(إِن الْكَرِيم إِذا مَا كَانَ ذَا كذب
…
شان التكرم مِنْهُ ذَلِك الْكَذِب)
(والصدق أفضل شئ أَنْت فَاعله
…
لَا شئ كالصدق لَا فَخر وَلَا حسب)
202 -
وَقَالَ الْحجَّاج السلمى
(بخيل يرى فى الْجُود عارا وَإِنَّمَا
…
على الْمَرْء عَار أَن يضن ويبخلا)
(إِذا الْمَرْء أثرى ثمَّ لم يرج نَفعه
…
صديق فلاقته الْمنية أَولا)
203 -
وَقَالَ آخر
(لقل عارا إِذا ضيف تضيفنى
…
مَا كَانَ عندى إِذا أَعْطَيْت مجهودى)
(جهد الْمقل إِذا أعطَاهُ مصطبرا
…
ومكثر من غنى سيان فى الْجُود)
204 -
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى
(إِذا مَا لم تكن إبل فمعزى
…
كَأَن قُرُون جلتها العصى)
205 -
وَقَالَ آخر
(أَجود بمالى دون عرضى وَمن يرد
…
رزية عرضى يعْتَرض دونه الْبُخْل)
(إِذا الْمَرْء أثرى ثمَّ ضن بِمَالِه
…
أَبى النَّاس يَوْمًا أَن يكون لَهُ الْفضل)
206 -
وَقَالَ الحكم بن عبدل الأسدى
(وإنى لأستغنى فَمَا أبطر الْغنى
…
وأبذل ميسورى لمن يبتغى قرضى)
207 -
وَقَالَ آخر
(تعلمنى بالعيش عرسى كَأَنَّمَا
…
تعلمنى الْأَمر الذى أَنا جاهله)
(يعِيش الْفَتى بالفقر يَوْمًا وبالغنى
…
وكل كَأَن لم يلق حِين يزايله)
208 -
وَقَالَ الأقيشر الأسدى
(إِن كنت تبغى الْعلم أَو أَهله
…
أَو شَاهدا يخبر عَن غَائِب)
(فَاعْتبر الأَرْض بأربابها
…
وَاعْتبر الصاحب بالصاحب)
209 -
وَقَالَ عُيَيْنَة بن هُبَيْرَة
(وَمَا صاحبى عِنْد الرخَاء بِصَاحِب
…
إِذا لم يكن عِنْد الْأُمُور الشدائد)
(إِذا مَا رأى وجهى فأهلا ومرحبا
…
ويرمى ورائى بِالسِّهَامِ القواصد)
(إِذا انتقد النَّاس الْكِرَام رَأَيْته
…
يطن طنين الزيف فى كف ناقد)
210 -
وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب
(وَلَيْسَ أَخُوك الدَّائِم الْعَهْد بالذى
…
يذمك إِن ولى ويرضيك مُقبلا)
(وَلَكِن أَخُوك النائى مَا كنت آمنا
…
وَصَاحِبك الْأَدْنَى إِذا الْأَمر أعضلا)
211 -
وَقَالَ عُرْوَة بن أذينة القرشى أموى الشّعْر
(لقد علمت وَمَا الْإِسْرَاف من خلقى
…
أَن الذى هُوَ رزقى سَوف يأتينى)
(أسعى إِلَيْهِ فيعيينى تطلبه
…
وَلَو قعدت أتانى لَا يعنينى)
(لَا أركب الْأَمر تزرى بى عواقبه
…
وَلَا يعاب بِهِ عرضى وَلَا دينى)
(كم من فَقير غنى النَّفس تعرفه
…
وَمن غنى فَقير النَّفس مِسْكين)
(إنى لأنطق فِيمَا كَانَ من أربى
…
وَأكْثر الصمت عَمَّا لَيْسَ يعنينى)
(لَا خير فى طمع يدنى إِلَى طبع
…
وَغير من كفاف الْعَيْش يكفينى)
212 -
وَقَالَ ابو الربيس التغلبى
(أى عَيْش عيشى إِذا كنت فِيهِ
…
بَين حل وَبَين وَشك رحيل)
(كل فج من الْبِلَاد كأنى
…
طَالب بعض أَهله بذحول)
(مَا أرى الْفضل والتكرم إِلَّا
…
تَركك النَّفس عَن طلاب الفضول)
(وبلاء حمل الأيادى وَأَن تسمع منا تُؤْتى بِهِ من منيل)
213 -
وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى
(ألم تَرَ مِفْتَاح الْأُمُور لِسَانه
…
إِذا هُوَ أبدى مَا يَقُول من الْفَم)
(وكائن ترى من صَامت لَك معجب
…
زِيَادَته اَوْ نَقصه فى التَّكَلُّم)
(لِسَان الْفَتى نصف وَنصف فواده
…
فَلم يبْق إِلَّا صُورَة اللَّحْم وَالدَّم)
214 -
وَقَالَ جرير بن الخطفى
(وَكنت إِذا علقت حبال قوم
…
صحبتهم وشيمتى الْوَفَاء)
(فَأحْسن حِين يحسن محسنوهم
…
واجتنب الْإِسَاءَة إِن أساؤا)
(أَشَاء سوى مشيئتهم فآبى
…
مشيئتهم وأترك مَا أَشَاء)
215 -
وَقَالَ فضَالة بن زيد العدوانى وَكَانَ من المعمرين
(إِذا جلّ خطب صلت بِالْمَالِ حَيْثُ مَا
…
تَوَجَّهت من أرْضى فصيح وأعجم)
(وهابك أَقوام وَإِن لم تصبهم
…
بنفع وَمن يسْتَغْن يحمد وَيكرم)
(وفى الْفقر ذل للرقاب وطالما
…
رَأَيْت فَقِيرا غير نكس مذمم)
(يلام وَإِن كَانَ الصَّوَاب بكفه
…
وتحمد آلَاء الْبَخِيل المدرهم)
…
كَذَلِك هَذَا الدَّهْر يرفع ذَا الْغنى
…
بِلَا كرم مِنْهُ وَلَا بتحلم)
216 -
وَقَالَ أَبُو جلدَة
(مَا يسر الله من خير قنعت بِهِ
…
وَلَا أَمُوت على مَا فاتنى جزعا)
(وَلَا أخاتل جارا الْبَيْت غفلته
…
وَلَا أَقُول لشئ فَاتَ مَا صنعا)
217 -
وَقَالَ زُهَيْر
(وَمن لَا يقدم رجله مطمئنة
…
فيثبتها فى مستوى الأَرْض تزلق)
218 -
وَقَالَ عبيد بن الأبرص
(من يسْأَل النَّاس يحرموه
…
وَسَائِل الله لَا يخيب)