المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(باب الملح والمجون) - الحماسة البصرية - جـ ٢

[صدر الدين البصري]

الفصل: ‌(باب الملح والمجون)

(بَاب الْملح والمجون)

1 -

وَقَالَ مُحَمَّد بن حَمْزَة العقيلى

(باتت تشجعنى عرسى فَقلت لَهَا

إِن الشجَاعَة مقرون بهَا العطب)

(يَا هِنْد لَا والذى حج الحجيج لَهُ

مَا يشتهى الْمَوْت عندى من لَهُ أرب)

(للحرب قوم أضاع الله سَعْيهمْ

إِذا دعتهم إِلَى أهوالها وَثبُوا)

(فلست مِنْهُم وَلَا أَهْوى فعالهم

لَا الْجد يعجبنى مِنْهَا وَلَا اللّعب)

2 -

وَقَالَ أَبُو دلامة

(إنى أعوذ بِروح أَن يقدمنى

إِلَى الْقِتَال فتخزى بى بَنو أَسد)

(إِن البرَاز إِلَى الأقران تعرفه

مِمَّا يفرق بَين الرّوح والجسد)

ص: 364

(إِن الْمُهلب حب الْمَوْت أورثكم

وَمَا ورثت اخْتِيَار الْمَوْت عَن أحد)

(لَو أَن لى مهجة أُخْرَى سمحت بهَا

لَكِنَّهَا خلقت فَردا فَلم أجد)

3 -

وَقَالَ الْأَعْوَر الشنى وَقيل لحبيب بن عَوْف

(يَقُول لى الْأَمِير بِغَيْر علم

تقدّم حِين جد بِنَا المراس)

(وَمَا لى إِن أطعتك من حَيَاة

ومالى بعد هَذَا الرَّأْس رَأس)

4 -

وَقَالَ على بن جبلة العكوك

(مالى وَمَالك قد كلفتنى شططا

حمل السِّلَاح وَقَول الدارعين قف)

(أَمن رجال المنايا خلتنى رجلا

أَمْسَى وَأصْبح مشتاقا إِلَى التّلف)

(أرى المنايا على غيرى فأكرهها

فَكيف أمشى إِلَيْهَا بارز الكتفْ)

ص: 365

5 -

وَقَالَ ابو دلامة

(إنى استجرتُك أَن أقدم فى الوغى

لتطاعُن وتنازل وضراب)

(فَهَب السيوف رَأَيْتهَا مَشْهُورَة

فتركتها ومضيتُ فى الهرّاب)

(مَا حيلتى فِيمَا يجِئ وَلَا يُرى

من بادرات الْمَوْت فى النَشَّاب)

6 -

وَقَالَ آخر

(إنى وَإِن كنت صَغِير السن

وَكَانَ فى الْعين نُبوُّ عَنى)

(فان شيطانى أَمِير الجّن

يذهب بى فى الشّعْر كل فن)

(حَتَّى يردّ عَنى التظنّنى

فَامْضِ على رسلك واعزب عَنى)

7 -

وَقَالَ آخر

(أَلا فَتى عِنْده خفان يحملنى

عَلَيْهِمَا إننى شيخ على سفر)

ص: 366

8 -

وَقَالَ الرّبيع بن ضبع الفزارى

(من بعد مَا قُوَّة أسر بهَا

أَصبَحت شَيخا أعالج الكبرا)

(أَصبَحت لَا أحمل السِّلَاح وَلَا

أملك رَأس الْبَعِير إِن نَفرا)

(وَالذِّئْب أخشاه إِن مَرَرْت بِهِ

وحدى وأخشى الرِّيَاح والمطرا)

9 -

وَقَالَ آخر

(وَكَانَ قد تزوج امْرَأَة مَاتَ عَنْهَا خَمْسَة رجال يعْنى أزواجها وَمَات عِنْده أَربع نسْوَة وَكَانَ كل وَاحِد مهما يتوعد صَاحبه بِأَنَّهُ يَمُوت قبْلَة فَلم تلبث يَسِيرا حَتَّى مَاتَت فَقَالَ لَهَا لما دخل بهَا

(بويزل أَعْوَام أذاعت بِخَمْسَة

وتعتدنى إِن لم يق الله ساديا)

(كِلَانَا مطّل مشرف لغنيمة

يَرَاهَا وَيقْضى الله مَا كَانَ قَاضِيا)

ص: 367

(وَمن قبلهَا غيبت فِي الترب أَرْبعا

وخامسة أعتدها فِي رجائيا)

10 -

وَقَالَ آخر

(لَيْسَ الرزية فِي بكر شربت بِهِ

فِي الْقَوْم يخلفه كسبى وليّانى)

(بل الرزية أَن تسْعَى مشمرة

أَمَام نعشى وَقد ألبست أكفانى)

(أما القداح فانى لست تاركها

وَالْمَال بينى وَبَين الْخمر نِصْفَانِ)

11 -

وَقَالَ الأقيشر الأسدى

(تَقول يَا شيخ أما تستحى

من شربك الْخمر على المكبر)

(فَقلت لَو باكرت مشمولة

حَمْرَاء مثل الْفرس الْأَشْقَر)

(رحتِ وَفِي رجليك عقّالة

وَقد بدا هنك من المئزر)

12 -

وَقَالَ عقيبة الأسدى فِي هِنْد بنت أَسمَاء بن خَارِجَة لما تزوج بهَا الْحجَّاج

(جَزَاك الله يَا أَسمَاء خيرا

كَمَا أرضيت فيشلة الْأَمِير)

ص: 368

(بصدع قد يفوح الْمسك مِنْهُ

عَلَيْهِ مثل كِركِرة الْبَعِير)

(إِذا أُخذ الْأَمِير بمنكبيها

سَمِعت لَهَا زئير كالصرير)

(إِذا لهجت بِأَزْوَاج ترَاهَا

تجيد الرهز من فَوق السرير)

13 -

وَقَالَ الأشيب بن رميلة النهشلى

(وَأَنت رويبة قد تعلمين

فضلت النِّسَاء بِضيق وحرُ)

(ويعجبنى مِنْك عِنْد النِّكَاح

حَيَاة الْكَلَام وَمَوْت النظرُ)

14 -

وَقَالَ آخر وتروى لعمر بن أَبى ربيعَة

(خبروها بأننى قد تزوجت فظلّت تكاتم الغيظ سرّا)

15 -

وَقَالَ آخر

(قَالَت وَقد راعها مشيبى

كنتّ ابْن عَم فصرتَ عَمَّا)

ص: 369

(فَقلت هَذَا وَأَنت أَيْضا

قد كنت أُخْتا فصرت أما)

16 -

وَقَالَ جميل بن معمر

(تَقول بثينة لما رَأَتْ

قنوّا من الشّعْر الْأَحْمَر)

(جميل كَبرت وأودى الشَّبَاب

فَقلت بثين أَلا فاقصرى)

(أأنسيت أيامنا باللوى

وأيامنا بذُوَى الأجفر)

(وَأَنت كلؤلؤ الْمَرْزُبَان

بِمَاء شبابك لم يعصر)

(صغيران مَربعنا وَاحِد

فَكيف كَبرت وَلم تكبر)

17 -

وَقَالَ آخر

(أَبى الْقلب إِلَّا أم عَمْرو وحبّها

عجوزا وَمن يحبب عجوزا يفنّد)

(كبرديمان قد تقادم عَهده

ورقعته مَا شِئْت فِي الْعين وَالْيَد)

18 -

وَقَالَ آخر

(إِذا فاتك الْبيض الكواعب فانتقل

برحلك فاخلطها برحل عَجُوز)

(عَجُوز لَهَا مَال تعيش بفضله

وألوان وشىٍ فاخر وخزوز)

ص: 370

19 -

وَقَالَ آخر

(أَلا لَا أُرِيد الْبيض حَتَّى يردننى

ويتضع الْأَمر الذى كَانَ غَالِبا)

(وَحَتَّى تَقول الخود سرّا لأَهْلهَا

أَلا ليته قد جَاءَ إِن كَانَ جائيا)

20 -

وَقَالَ سحيم عبد بنى الحسحاس

(فان تضحكى منى فيا رب لَيْلَة

تركتك فِيهَا كالقباء المفرّج)

(رفعت برجليها وصوبت رَأسهَا

وأولجت فِيهَا كالعمود المدملج)

21 -

وَقَالَ بشار بن برد العقيلى

(وَمَرَّتْ فَقَالَت مَتى نلتقى

فهشّ اشتياقا اليها الْخَبيث)

(وَكَاد يمزق سرباله

فَقَالَت إِلَيْك يساق الحَدِيث)

22 -

من غير الرِّوَايَة

(أشارت إلىّ بسبابة

مخضبة من دم الأفئده)

(فَقَالَت مَتى الْوَصْل يَا سيدى

فَقلت مَتى الْوَصْل يَا سَيّده)

23 -

وَقَالَ الآقيشر الأسدى

(وَلَقَد غَدَوْت بمشرف يَافُوخه

عسر المكّرة مَاؤُهُ يتفصد)

ص: 371

24 -

وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة المخزومى

(وناهدت الثديين قلت لَهَا اتّكى

على الرمل فِي ديمومة لم توسّد)

25 -

وَقَالَ خَوّات بن جُبَير الأنصارى

(وَأم عِيَال واثقين بكسبها

خلجت لَهَا جَار استها خلجات)

(فَأَخْرَجته رَيَّان ينظف رَأسه

من الرامك المدموم بالنقرات)

(شغلت يَديهَا إِذْ أردْت خلاطها

بنحيين من سمن ذوى عجرات)

(فَكَانَ لَهَا الويلات من ترك نحيها

وويل لَهَا من شدَّة الفتكات)

(فشدت على النحبيين كفا شحيحة

على سمنها والفتك من فعلاتى)

ص: 372

26 -

وَقَالَ عمرَان بن حطَّان

(يَا حمز على مَا كَانَ من خلقى

مثن بخلات صدق كلهَا فِيك)

(الله يعلم أَنى لم أقل كذبا

فِيمَا علمت وأنى لَا أبكيك)

27 -

وَقَالَ بشار بن برد العقيلى

(يَا أَبَا الْفضل لَا تنم

وَقع الذِّئْب فِي الْغنم)

(إِن حَمَّاد عجرد

إِن رأى غَفلَة هجم)

(بَين فخديه حَرْبَة

فِي غلاف من الْأدم)

(إِن خلا الْبَيْت سَاعَة

مجمع الْمِيم بالقلم)

28 -

وَقَالَ أَبُو على الْبَصِير

(دهتك بعلة الحمّام خشف

ومالت فِي الطَّرِيق إِلَى سعيد)

(أرى أَخْبَار بَيْتك عَنْك تخفى

فَكيف وليت ديوَان الْبَرِيد)

ص: 373

29 -

وَقَالَ آخر

(إِذا كنت ذَا عرس تضَنّ بوصلها

فَلَا تخرجنها تبتغى لَيْلَة الْقدر)

(وَلَا تدخل الْحمام عرسك أننى

أَخَاف من الْحمام قاصمة الظّهْر)

30 -

وَقَالَ أعرابى دخل الْحمام فَسقط فشج رَأسه

(وَقَالُوا تطهر إِنَّه يَوْم جُمُعَة

فرحت من الْحمام غير مطهر)

(تزودت مِنْهُ شجة فَوق مفرقى

بفلسين إنى بئس مَا كَانَ مَتُجرى)

(وَمَا تحسبن الْأَعْرَاب فِي السُّوق مشْيَة

فَكيف بِبَيْت من رُخَام ومرمر)

31 -

وَقَالَ آخر فِي وصف حمام

(أدخلت فِي بَيت لَهُم محندس

قد مرّده بالرخام الأملس)

(فَقلت فِي نفسى بالتوسوس

أدخلت فِي النَّار وَلما أرمس)

32 -

وَقَالَ الْحسن بن هَانِئ الحكمى

(إِذا أَنْت أنكحت الْكَرِيمَة كفؤها

فأنكح حبيشا رَاحَة ابْنة ساعد)

ص: 374

(وَقل بالرفا مَا نلْت من وصل حرَّة

لَهَا ساحة حفت بِخمْس ولائد)

33 -

وَقَالَ آخر

(لَا بَارك الرَّحْمَن فِي الأحراح

فان فِيهَا كَثْرَة اللقَاح)

(لَا خير فِي السفاح وَالنِّكَاح

إِلَّا مُنَاجَاة بطُون الراح)

34 -

وَقَالَ آخر

(لَيْسَ يغنى الْهوى من الْجُوع شَيْئا

حِين يفنى فِي الخان زَاد الْغَرِيب)

(إِن للجوع صولة تذْهب الوجد

وتنسى الْمُحب ذكر الحبيب)

35 -

وَقَالَ أعشى طرود وهم حلفاء بنى سليم

(ترك الصَّلَاة لأكلب يسْعَى لَهَا

طلب الهراش مَعَ الغواة الرجّس)

ص: 375

(فليأتينك غدْوَة بِصَحِيفَة

يسْعَى بهَا كصحيفة المتلمس)

(فاذا هممتّ بضربة فبدرّة

وَإِذا بلغت إِلَى ثَلَاث فاحبس)

(وَاعْلَم بأنك مَا أتيت فنفسه

مَعَ مَا يجرّعنى أعز الْأَنْفس)

36 -

وَقَالَ آخر

(وَالله للنوم بوادى ذى الغضا

مختلط بِهِ النعام والقطا)

(وَقد جرت فِي دوحة ريح الصِّبَا

وانحل فِي قيعانه خيط السما)

(أشهى إِلَى قلبى من وادى الْقرى)

37 -

وَقَالَ آخر

(يحبوننا بالورد كل عَشِيَّة

وللشيخ أذكى بالعشى من الْورْد)

(وَلَا سِيمَا إِن كَانَ من شيح تلعة

بوادى شبيب جاده صيّب الرَّعْد)

ص: 376

38 -

وَقَالَ آخر

(فليت لنا بالجوز واللوز كمأة

جناها لنا من بطن نَخْلَة جابى)

(وليت لنا بالديك صَوت حمامة

على فنن من بطن بيشة دانى)

39 -

وَقَالَ صَخْر بن الْجَعْد

(أما راب مَكْحُولًا سماحى وَلم أكن

إِذا بلغ البيع المِكاس أسامح)

(وقولى وَلم أبلغ رضاى وَلَا دنا

رضيت وَهَذَا من شرى النَّاس صَالح)

(سَيعْلَمُ مَكْحُول إِذا ضم رقْعَة

بهَا خطط أى الْفَرِيقَيْنِ رابح)

40 -

وَقَالَ وبر بن مُعَاوِيَة الأسدى

(أَعدَدْت للْغُرَمَاء سَيْفا صَارِمًا

عندى وَفضل هراوة من أرزن)

(عجراء ظَاهِرَة الحيود متينة

أعددتها لتجار أهل الْمَعْدن)

41 -

وَقَالَ أَيْضا

(إنى وجَدِّك لاأقضى الْغَرِيم إِذا

حَان الْقَضَاء وَلَا تأوى لَهُ كبدى)

(إِلَّا عَصا أرزن طارت بُرايتها

تنوء ضربتها بالكف والعضد)

ص: 377

42 -

وَقَالَ الأحيمر السعدى وتروى للسمهورى

(وإنى لأَسْتَحي من الله أننى

أجرّر حبلا لَيْسَ فِيهِ بعير)

(وَأَن أسأَل النكس الدنئ بعيره

وبعران ربى فِي الْبِلَاد كثير)

43 -

وَقَالَ عقيل بن علفة

(خُذُوا مَال التُّجَّار وَمَا طلوهم

إِلَى أجل فانهم لئام)

(بمطل لَا يكون لَهُ وَفَاء

ووعد لَا يكون لَهُ تَمام)

(فَلَيْسَ عليكمُ فِي ذَاك إِثْم

لِأَن جَمِيع مَا جمعُوا حرَام)

44 -

وَقَالَ الاحيمر السعدى

(قل للصوص بنى اللخناء يحتسبوا

بزّ الْعرَاق وينسوا طرفَة الْيمن)

ص: 378

(ويتركوا الْخَزّ والديباج يلْبسهُ

حرص الغوانى ذوى السراة والعكن)

(أَشْكُو إِلَى الله صبرى عَن زواملهم

وَمَا ألاقى إِذا مرتْ من الْحزن)

(فَرب ثوب كريم كنت آخذه

من القطار بِلَا نقد وَلَا ثمن)

45 -

وَقَالَ أَبُو النشاش العقيلى وَكَانَ قد داينه سيار بن الحكم فَغَاب عَنهُ مُدَّة ثمَّ وجده فطالبه بِمحضر جمَاعَة فَقَالَ صيروا معى إِلَى شَارِع بنى فلَان فان لى جلبا فَفَعَلُوا فَلَمَّا تمكن من الْهَرَب سبقهمْ محضرا وفرّ فَرَجَعُوا خائبين فَقَالَ

(أَهْون علىّ بسيار وصحبته

إِذا جعلت عرارا دون سيار)

(التابعى ناشرا عمدا صَحِيفَته

فِي السُّوق وسط شُيُوخ غير أبرار)

(قد ضيعوا كل شئ من تِجَارَتهمْ

إِلَّا ابتغائى كأنى وَسطهمْ شارى)

(يولون بِاللَّه جهدا لَا أزايلهم

مَا دَامَ يطلبنى مِنْهُم بِدِينَار)

(لما أَبُو سفها إِلَّا ملازمتى

أزمعت مكرا بهم من غير إِنْكَار)

ص: 379

(وَقلت إنى سيأتى غَدا جلبى

وَإِن مَوْعدكُمْ دَار ابْن هبارْ)

(وَمَا أواعدهم إِلَّا مخادعة

منى ليفلتنى نقضى وإمرارى)

(حَتَّى إِذا اسْتَمْكَنت رجلاى من هرب

لم آل شدا بتعداء وتحضار)

(لما رأونى وَقد فتُّ النَّجَاء بهم

سعيا يقصّر عَنهُ كل طيار)

(قَالُوا لصَاحِبِهِمْ هَيْهَات تلْحقهُ

فَارْجِع بِنَا ودع الْأَعْرَاب فِي النَّار)

(إِن الْقَضَاء سيأتى دونه أمد

فاطو الصَّحِيفَة واحفظا من الْغَار)

46 -

وَقَالَ الرّبيع بن ضبع الفزارى

(أَلا أبلغ نبىَّ بني قريع

فأشرار الْبَنِينَ لَهُم فدَاء)

(إِذا كانْ الشتَاء فادفئونى

فان الشَّيْخ يهدمه الشتَاء)

(وَأما حِين يذهب كل قرّ

فسربال خَفِيف أَو رِدَاء)

ص: 380

(إِذا عَاشَ الْفَتى مِائَتَيْنِ عَاما

فقد ذهب المسرة والفتاء)

47 -

وَقَالَت تماضر العبيدية بنت مَكْتُوم وَكَانَت قد دخلت الْحَضَر فاعتلّت فعادها جِيرَانهَا

(تحاشد جيرانى فجئن عوائدا

قصار الخطا نجل الْعُيُون حواليا)

(وجئن برمان وتين يعدننى

وبقل بساتين ليشفين مَا بيا)

(وَلَو أَن مَا أهدين لى كَانَ شربة

بِبَطن اللوى من وطب رَاع شفانيا)

48 -

وَقَالَت رامة بنت الْحصين وَقد وَردت الْحَضَر فَلم تستطبه

(يَا لَيْت شعرى وليتٌ أَصبَحت غصصا

هَل أهبطنْ قَرْيَة لَيست بهَا دور)

(لقد تبدلت من نجد وساكنه

أَرضًا بهَا الديك يزقو والسنانير)

49 -

وَقَالَ أعرابى احْتضرَ فبشره أَصْحَابه بِالْجنَّةِ

(قد بشرونى بالجنان وروحها

ولكِسر بيتى عِنْد نفسى أطيب)

(يَا لَيْت حظى بالذى بُشرته

بَيت بصحراء الغبيط مطّنب)

50 -

وَقَالَ أعرابى قد اشْتَدَّ بِهِ الْبرد

(أيا رب هَذَا الْبرد قد جَاءَ كالحا

وَأَنت بحالى عَالم لَا تُعلّم)

ص: 381

(لَئِن كنتّ يَوْمًا مَا جَهَنَّم مدخلى

ففى مثل هَذَا الْيَوْم طابت جَهَنَّم)

51 -

وَقَالَ يزِيد بن الطئرية وَكَانَ أَخُوهُ قد حلق رَأسه

(أَقُول لثور وَهُوَ يحلق لمتى

بعقفاء مَرْدُود عَلَيْهَا نصابها)

(ترفق بهَا يَا ثَوْر لَيْسَ ثَوَابهَا

بِهَذَا وَلَكِن غير هَذَا ثَوَابهَا)

(أَلا رُبمَا يَا ثَوْر باتت تنوشها

أنامل رَخصات جَدِيد خضابها)

(فراح بهَا ثَوْر ترفّ كَأَنَّهَا

سلاسل برق لينها وانسكابها)

(ورُحت بِرَأْس كالصخيرة أشرفت

عَلَيْهَا عِقَاب ثمَّ طارت عقابها)

52 -

وَقَالَ آخر

(فان تمنعوا منا السيوف فعندنا

سلَاح لنا لَا يشترى بِالدَّرَاهِمِ)

ص: 382

(جنادل أملا الأكفّ كَأَنَّهَا

رُؤُوس رجال حلّقت بالمواسم)

53 -

وَقَالَ آخر

(أتيت مُهَاجِرين فعلمونى

ثَلَاثَة أسطر مُتَتَابِعَات)

(كتاب الله فِي رَقّ جَدِيد

وآيات الْقُرْآن مفصلات)

(وخطوا لى أباجاد وَقَالُوا

تعلم سعفصا وقرّيشات)

(فمالى وَالْكِتَابَة والتهجى

وَمَا حَظّ الْبَنِينَ من الْبَنَات)

54 -

وَقَالَ آخر

(أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة

وَلَيْسَ لبرغوث علىّ سَبِيل)

(يؤرقنى حُدب صغَار أَذِلَّة

وَإِن الذى يؤذينه لذليل)

(إِذا جُلت بعض اللَّيْل فِيهِنَّ جَوْلَة

تعلقن بى أوجلن حَيْثُ أجول)

55 -

وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون بن قيس

(ألم تنه نَفسك عَمَّا بهَا

بلَى عادها بعض أطرابها)

ص: 383

56 -

وَقَالَ شبْرمَة بن الطُّفَيْل ونسبها الجاحظ إِلَى يزِيد بن الطثرية

(وَيَوْم كظل الرمْح قصر طوله

دم الزق عَنَّا واصطفاق المزاهر)

57 -

وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة الخطفى

(وَيَوْم كابهام القطاة محبّب

إلىّ هَوَاهُ غَالب لىّ باطله)

58 -

وَقَالَ إِيَاس بن الارت الطائى

(أعاذل لَو شربت الراح حَتَّى

يظل لكل أُنْمُلَة دَبِيب)

(إِذا لعذرتنى وَعلمت أَنى

بِمَا أتلفت من مالى مُصِيب)

ص: 384

59 -

وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة بن النُّعْمَان

(وَمن تعرض للغربان يزجرها

على سَلَامَته لَا بُد مشؤم)

60 -

وَقَالَ أَبُو الهندى

(سيغنى أَبَا الهندى عَن وطب سَالم

أَبَارِيق لم يعلق بهَا وضَر الزّبد)

(مفدّمة قزّا كَأَن رقابها

رِقَاب بَنَات المَاء تفزع للرعد)

61 -

وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلى

(كَأَن أَبَارِيق المدام لديهم

ظباء بِأَعْلَى الرقمتين قيام)

(وَقد ثَمِلُوا حَتَّى كَأَن رقابهم

من اللين لم يخلق لَهُنَّ عِظَام)

ص: 385

62 -

وَقَالَ أَبُو الهندى

(لما سَمِعت الديك صَاح بُسحرة

وتوسّط النسران بطن الْعَقْرَب)

(وَتَتَابَعَتْ عُصَب النُّجُوم كَأَنَّهَا

عفر الظباء على فروع المرقب)

(وبدا سُهَيْل فِي السَّمَاء كَأَنَّهُ

ثَوْر تعارضه هجان الربرب)

(نبّهت ندمانى فَقلت لَهُ اصطبح

يَا ابْن الْكِرَام من الشَّرَاب الأصهب)

(صفراء تنزو فى الإثاء كَأَنَّهَا

حدّق الجرداة أَو لعاب الجندب)

63 -

وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث

(أناخوا فجرّوا شاصيات كَأَنَّهَا

رجال من السودَان لم يتسربلوا) 5 64 - وَقَالَ الأخطل أَيْضا

(وشارب مربح بالكأس نادمنى

لَا بالحصور وَلَا فِيهَا بسوّار)

65 -

وَقَالَ آخر

(وَلَقَد أكون من الفتاة بمنزل

فأبيت لَا حرج وَلَا محروم)

ص: 386

(وَلَقَد تباكرنى على لذاتها

صهباء عَارِية القذى خرطوم)

(مِمَّا تغالاه التّجار غَرِيبَة

وَلها بعانة والفرات كروم)

(وَإِذا تعاورت الأكف زجاجها

نفحت فنال رياحها المزكوم)

66 -

وَقَالَ أَبُو محجن الثقفى رضى الله عَنهُ

(إِن كَانَت الْخمر قد عزّت وَقد منعت

وَحَال من دونهَا الْإِسْلَام والحرج)

(فقد أباكرها صرفا وأمزجها

ريّا وأطرب أَحْيَانًا وأمتزج)

67 -

وَقَالَ أَبُو الهندى

(فَمَا حرم الرَّحْمَن من تمر عَجْوَة

وَلَا مَا سقانا من ركيته سعد)

(إِذا طرحا فِي الدن أخرج مِنْهُمَا

شراب يروق الْعين منظره ورد)

(نباكر أَخذ الكأس حَتَّى كأننا

نرى فِي الضُّحَى أطناب خيمتنا تعدو)

68 -

وَقَالَ أَيْضا

(رَضِيع مدام فَارق الراح روجه

فظل عَلَيْهَا مستهل المدامع)

(أديرا علىّ الكأس إنى فقدتها

كَمَا فقد المفطوم در الْمُرْضع)

ص: 387

69 -

وَقَالَ آخر

(إِذا مَا نديمى علّنى ثمَّ علّنى

ثَلَاث زجاجات لَهُنَّ هدير)

(خرجت أجرّالذيل تيها كأننى

عَلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ أَمِير)

70 -

وَقَالَ أَفْعَى بن حباب

(وَلَقَد شربت الْخمر حَتَّى خلتّنى

لما خرجت أجرّ فضل المئزر)

(قَابُوس أَو عَمْرو بن هِنْد ماثلا

يجبى لَهُ مَا دون دارة قَيْصر)

71 -

وَقَالَ بعض أَوْلَاد الزبير بن الْعَوام رضى الله عَنهُ

(إِذا تمزّزتُ صراحية

كَمثل ريح الْمسك أَو أطيب)

ص: 388

(ثمَّ تغنّى لى بأهزاجه

زيد أَخُو الْأَنْصَار أَو أشعب)

(حسبتُ أَنى مِلك جَالس

حفّت بِهِ الْأَمْلَاك والموكب)

(فَمَا أبالى وإله الورى

أشرّق الْعَالم أَو غرّبوا)

72 -

وَقَالَ أَبُو محجن الثقفى رضى الله عَنهُ

(إِذا مت فادفنىّ إِلَى جنب كرمة

تروّى عظامى بعد موتى عروقها)

73 -

وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى رضى الله عَنهُ

(كَأَن سبيئة من بَيت رَأس

يكون مزاجها عسل وَمَاء)

ص: 389

74 -

وَقَالَ النُّعْمَان بن عدى بن نَضْلَة بن عبد الْعُزَّى القرشى

(يسْعَى علىّ بكأسها متمنطق

فيعلّنى مِنْهَا وَإِن لم أنهل)

(إِن الَّتِى ناولتنى فرددتُها

قتلتُ قتلت فهاتها لم تقتل)

(كلتاهما حلب الْعصير فعاطنى

بزجاجة أرخاهما للمفصل)

(بزجاجة رقصت بِمَا فِي قعرها

رقص القلوص بِرَاكِب مستعجل)

75 -

وَقَالَ النُّعْمَان بن عدى الْمَذْكُور

(أَلا أبلغ الصَّهْبَاء أَن حَلِيلهَا

بِمَيْسَان يسقى فِي زجاج وَحَنْتَم)

(إِذا شِئْت غنتنى دهاقين قَرْيَة

ورقاصة تجثوا على كل منسم)

(وَإِن كنت ندمانى فَبِالْأَكْبَرِ اسقنى

وَلَا تسقنى بِالْأَصْغَرِ المتثلّم)

ص: 390

(فانْ أَمِير الْمُؤمنِينَ يسوؤه

تَنَادمنَا فِي الْجَوْسَقِ المتهدّم)

76 -

وَقَالَ الأقيشر الْمُغيرَة بن عبد الله الأسدى

(ومُقعدِ قوم قد سعى من شرابنا

وأعمى سقيناه ثَلَاثًا فأبصرا)

(شرابًا كريح العنبر الْورْد نشره

ومسحوق هندى من الْمسك أذفرا)

(إِذا مَا رَآهَا بعد إنقاء غسلهَا

تَدور علينا صَائِم الْقَوْم أفطرا)

(من القربات الغر من أَرض بابل

إِذا صبها الحانىُّ فِي الكأس كبّرا)

77 -

وَقَالَ يزِيد بن مُعَاوِيَة الأموى

(وداع دعانى والنجوم كَأَنَّهَا

قَلَائِص قد أعنقن خلف فنيق)

(فَقَالَ اغتنم من دَهْرنَا غفلانه

فعقد وداد الدَّهْر غير وثيق)

(وناولنى كأسا كَأَن بنانه

مخضبة من لَوْنهَا بخلوق)

(إِذا مَا طفا فِيهَا المزاج حسبتها

كواكب در فِي سَمَاء عقيق)

ص: 391

(وإنى من لذات دهرى لقانع

بحلو حَدِيث أوبمر عَتيق)

(هما مَا هما لم يبْق شىء سواهُمَا

حَدِيث صديق أَو عَتيق رحيق)

78 -

وَقَالَ الرقاشى

(نبّهت ندمانى الموفى بِذِمَّتِهِ

من بعد إتعاب طاسات وأقداح)

(فَقلت خُذ قدحا واشرب وغن لنا

يَا دَار مثواى بالقاعين فالساح)

(فَمَا حسا قدحا أَو بعض ثَانِيَة

حَتَّى اسْتَدَارَ ورد الراح بِالرَّاحِ)

79 -

وَقَالَ أَبُو نواس الْحسن بن هَانِئ الحكمى

(ومستحثّ إِلَى الصَّهْبَاء باكرما

مَعَ رفْقَة كنجوم اللَّيْل حُدّاق)

80 -

وَقَالَ أَيْضا

(قَامَت تريك وَأمر اللَّيْل معتكر

صبحا تولد بَين المَاء وَالْعِنَب)

ص: 392

81 -

وَقَالَ أَيْضا

(وَدَار ندامى عطّلوها وأدلجوا

بهَا أثر مِنْهُم جَدِيد ودارس)

82 -

وَقَالَ أعشى بكر

(إِن الأحامرة الثَّلَاثَة أتلفت

مالى وَكنت بهنّ قدما مُولَعا)

(الْخمر وَاللَّحم السمين وأطلىّ

بالزعفران فَلَا أَزَال مردّعا)

83 -

وَقَالَ آخر

(غَدَوْت بِشَربَة من ذَات عرق

أَبَا الدهماء من حلب الْعصير)

(وَأُخْرَى بالعقنقل ثمَّ رحنا

نرى العصفور أعظم من بعير)

(كَأَن الديك ديك بنى نمير

أَمِير الْمُؤمنِينَ على السرير)

(كَأَن دجاجهم فِي الْبَيْت رُقطا

وُفُود الرّوم فِي قمص الْحَرِير)

(فبتّ أرى الْكَوَاكِب دانيات

ينلن أنامل الرجل الْقصير)

(أدافعهن بالكفين عَنى

وأمسح جبهة الْقَمَر الْمُنِير)

ص: 393

84 -

وَقَالَ الْحسن بن هَانِئ الحكمى

(وَإِذ جَلَست إِلَى المدام وشربها

فَاجْعَلْ حَدِيثك كُله فِي الكأس)

(وَإِذا نزعت عَن الغواية فَلْيَكُن

لله ذَاك النزع لَا للنَّاس)

ص: 394