الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(بَاب النسيب والغزل)
1 -
قَالَ ابو دَاوُد عدى بن الرّقاع أموى الشّعْر وَهُوَ عدى ابْن زيد بن مَالك بن عدى بن الرّقاع
(لَوْلَا الْحيَاء وَأَن رأسى قد عسا
…
فِيهِ المشيب لزرت أم الْقَاسِم)
(فَكَأَنَّهَا بَين النِّسَاء أعارها
…
عَيْنَيْهِ أحور من جآذر جاسم)
(وَسنَان أقصده النعاس فرنقت
…
فى عينه سنة وَلَيْسَ بنائم)
(يصطاد يقظان الرِّجَال حَدِيثهَا
…
وَتَطير لذته بِروح النَّائِم)
(وَمن الضَّلَالَة بعد مَا ذهب الصِّبَا
…
نظرى إِلَى حور الْعُيُون نواعم)
2 -
وَقَالَ قيس بن الخطيم أموى الشّعْر
(تبدت لنا كَالشَّمْسِ تَحت غمامة
…
بدا حَاجِب مِنْهَا وضنت بحاجب)
(وَلم أرها إِلَّا ثَلَاثًا على منى
…
وَأحسن بهَا عذراء ذَات ذوائب)
(ديار الَّتِى كَادَت وَنحن على منى
…
تحل بِنَا لَوْلَا نجاء الركائب)
3 -
وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى أموى الشّعْر
(وخبرك الواشون أَن لَا أحبكم
…
بلَى وستور الله ذَات الْمَحَارِم)
(أصد وَمَا الصد الذى تعلمينه
…
عزاء بِنَا إِلَّا ابتلاع العلاقم)
(حَيَاء وبقيا أَن تشيع نميمة
…
بِنَا وبكم أُفٍّ لأهل النمائم)
(وَإِن دَمًا لَو تعلمين جنيته
…
على الحى جانى مثله غير سَالم)
(أما إِنَّه لَو كَانَ غَيْرك أرقلت
…
إِلَيْهِ القنا بالراعفات اللهاذم)
(وَلَكِن لعمر الله مَا طل مُسلما
…
كغر الثنايا واضحات الملاغم)
(إِذا هن ساقطن الْأَحَادِيث للفتى
…
سقاط حَصى المرجان من كف ناظم)
(رمين فأنفذن الْقُلُوب وَلَا ترى
…
دَمًا مائرا إِلَّا جوى فى الحيازم)
4 -
وَقَالَ مَالك بن أَسمَاء
(وَحَدِيث ألذه فَهُوَ مِمَّا
…
تشتهيه النُّفُوس يُوزن وزنا)
(منطق صاب وتلحن أَحْيَانًا
…
وَخير الحَدِيث مَا كَانَ لحنا)
(وَإِذا الدّرّ زَان وَجه وُجُوه
…
كَانَ للدر حسن وَجهك زينا)
5 -
وَقَالَ آخر وتروى لذى الرمة
(وإنى ليجرى بَيْننَا حِين نلتقى
…
حَدِيث لَهُ وشئ كوشى المطارف)
(حَدِيث كوقع الْقطر فى الْمحل يشتفى
…
بِهِ من جوى فى دَاخل الْقلب شاغف)
6 -
وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى رضى الله عَنهُ
(يَا لقومى هَل يقتل الْمَرْء مثلى
…
واهن الْبَطْش وَالْعِظَام سؤوم)
7 -
وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى اموى الشّعْر
(إِن الْعُيُون الَّتِي فى طرفها حور
…
قتلننا ثمَّ لم يحيين قَتْلَانَا)
8 -
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر الكندى جاهلى
(كَأَن المدام وَصوب الْغَمَام
…
وريح الخزامى وَنشر الْقطر)
(يعل بِهِ برد أنيابها
…
إِذا غرد الطَّائِر المستحر)
9 -
وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى
(لقد طَال كتمانى أُمَامَة حبها
…
فَهَذَا أَوَان الْحبّ تبدو شواكله)
10 -
وَقَالَ جميل بن عبد الله بن قميئة العذرى
(إنى لأحفظ غيبكم ويسرنى
…
لَو تعلمين بِصَالح أَن تذكرى)
(وَيكون يَوْم لَا أرى لَك مُرْسلا
…
أَو نلتقى فِيهِ على كأشهر)
(وَكَأن طارقها على علل الْكرَى
…
والنجم وَهنا قد دنا لتغور)
(يستاف ريح مدامة معلولة
…
برضاب مسك فى ذكى العتبر)
(يَا ليتنى ألْقى الْمنية بَغْتَة
…
إِن كَانَ يَوْم لقائكم لم يقدر)
(مَا أَنْت والوعد الذى تعديننى
…
إِلَّا كبرق سَحَابَة لم تمطر)
11 -
وَقَالَ أَيْضا
(نصد إِذا مَا النَّاس بالْقَوْل أَكْثرُوا
…
علينا وتجرى بالصفاء الرسائل)
(فان غفل الواشون عدنا لوصلنا
…
وَعَاد التصافى بَيْننَا والتراسل)
(فيا حسنها إِذْ يغسل الدمع كحلها
…
وَإِذ هى تذرى الدمع مِنْهَا الأنامل)
(عَشِيَّة قَالَت فى العتاب قتلتنى
…
وقتلى بِمَا قَالَت هُنَاكَ تحاول)
(أَلا رب لَاحَ لَو بِلَا الْحبّ لم يلم
…
وَلكنه من سُورَة الْحبّ جَاهِل)
12 -
وَقَالَ قيس بن الملوح
(وَلم أر ليلى بعد موقف سَاعَة
…
بخيف منى ترمى جمار المحصب)
(ويبدى الْحَصَا مِنْهَا إِذا قذفت بِهِ
…
من الْبرد أَطْرَاف البنان المخضب)
(فَأَصْبَحت من ليلى الْغَدَاة كناظر
…
مَعَ الصُّبْح فى أعقاب نجم مغرب)
(أَلا إِنَّمَا غادرت يَا أم مَالك
…
صدى أَيْنَمَا تذْهب بِهِ الرّيح يذهب)
13 -
وَقَالَ الْكُمَيْت بن مَعْرُوف الأسدى أموى الشّعْر
(يَمْشين مَشى قطا البطاح تأودا
…
قب الْبُطُون رواجح الأكفال)
(وَإِذا أردن زِيَارَة فَكَأَنَّمَا
…
ينقلن أرجلهن من أوحال)
(من كل آنسة الحَدِيث حيية
…
لَيست بِفَاحِشَة وَلَا متفال)
(وَتَكون ريقتها إِذا نبهتها
…
كالشهد أَو كسلافة الجريال)
(أقْصَى مذاهبها إِذا لاقيتها
…
فى الشَّهْر بَين أسنة وحجال)
14 -
وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون بن قيس من قيس بنى ثَعْلَبَة جاهلى
(غراء فراء مصقول عوارضها
…
تمشى الهوينى كَمَا يمشى الوجى الوحل)
(كَأَن مشيتهَا من بَيت جارتها
…
مر السحابة لَا ريث وَلَا عجل)
15 -
وَقَالَ ابْن أَبى بن مقبل
(يَمْشين هيل النقا مَالَتْ جوانبه
…
ينهال حينا وينهاه الندى حينا)
(يهززن للمشى أعطافا منعمة
…
هز الْجنُوب ضحى عيدَان يبرينا)
(أَو كاهتزاز ردينى تجاذبه
…
أيدى الكماة فزادت مَتنه لينًا)
(بيض يجردن من ألحاظهن لنا
…
بيضًا ويغمدن مَا جردنه فِينَا)
(إِذا نطقن رَأَيْت الدّرّ منتثرا
…
وَإِن صمتن رَأَيْت الدّرّ مكنونا)
16 -
وَقَالَ آخر
(أَبَت الروادف والثدى لقمصها
…
مس الْبُطُون وَأَن تمس ظهورا)
(وَإِذا الرِّيَاح تناوحت بنسيمها
…
نبهن حاسدة وهجن غيورا)
17 -
وَقَالَ رجل من بنى أَبى بكر بن كلاب
(أَلا يَا سنا برق علا قلل الْحمى
…
لهنك من برق على كريم)
(لمعت اقْتِدَاء الطير وَالْقَوْم هجع
…
فهيجت أحزانا وَأَنت سليم)
(فَبت بِحَدّ الْمرْفقين أشيمه
…
كأنى لبرق بالستار حميم)
(فَهَل من معير طرف عين جلية
…
فانسان عين العامرى كليم)
(رمى قلبه الْبَرْق الملألى رمية
…
بِذكر الْحمى وَهنا فكاد يهيم)
18 -
وَقَالَ أعرابى من بنى طئ
(خليلى بِاللَّه اقعدا فتبينا
…
وميضا أرى الظلماء عَنهُ تقدد)
(يكْشف أَعْرَاض السَّحَاب كَأَنَّهُ
…
صفيحة هندى تسل وتغمد)
(فَبت على الأجيال لَيْلًا أشيمه
…
أقوم لَهُ حَتَّى الصَّباح وأقعد)
19 -
وَقَالَ آخر
(صبا الْبَرْق نجديا فهاج صبابتى
…
كأنى لنجدى البروق نسيب)
(بدا كانصداع اللَّيْل عَن وَجه صبحه
…
وتطرده بَين الْأَرَاك جنوب)
(فطورا ترَاهُ ضَاحِكا فى ابتسامه
…
وطورا ترَاهُ قد علاهُ قطوب)
(إِذا هاج برق الْغَوْر غور تهَامَة
…
تهيج من شوقى على ضروب)
20 -
وَقَالَ سحيم بن المخرم
(أَلا أَيهَا الْبَرْق الَّذِي بَات يرتقى
…
ويجلو دجى الظلماء أذكرتنى نجدا)
(وهيجتنى من أَذْرُعَات وَلَا أرى
…
بِنَجْد على ذى حَاجَة طرب بعدا)
(الم تَرَ أَن اللَّيْل يقصر طوله
…
بِنَجْد وتزداد الرِّيَاح بِهِ بردا)
(فَأشْهد لَوْلَا أَنْت قد تعلمينه
…
وحبيك مَا باليت أَن لَا أرى نجدا)
21 -
وَقَالَ آخر
(فوا كبدى مِمَّا أحس من الْهوى
…
إِذا مَا بدا برق من اللَّيْل يلمح)
(لَئِن كَانَ هَذَا الدَّهْر تأيا وغربة
…
عَن الْأَهْل والأوطان فالموت أروح)
22 -
وَقَالَ جَامع الكلابى
(أعنى على برق أريك وميضه
…
يضئ دجنات الظلام لوامعه)
(إِذا اكتحلت عينا محب بضوئه
…
تجافت بِهِ حَتَّى الصَّباح مضاجعه)
(فَبَاتَ وسادى ساعد قل لَحْمه
…
عَن الْعظم حَتَّى كَاد يَبْدُو أشاجعه)
~ 23 - وَقَالَ أعرابى قدم ليضْرب عُنُقه
(تألق الْبَرْق نجديا فَقلت لَهُ
…
يَا أَيهَا الْبَرْق إنى عَنْك مَشْغُول)
(أَلَيْسَ يَكْفِيك هَذَا ثَائِر حنق
…
فى كَفه صارم كالملح مسلول)
24 -
وَقَالَ جميل بن معمر
(أَلا إِن نَارا دونهَا رمل عالج
…
وهضب النقا من منظر لبعيد)
(تبدت كَمَا يَبْدُو السها غير أَنَّهَا
…
أنارت ببيض عيشهن رغيد)
(يمنيننا وصلا بَعيدا قَرِيبه
…
وَأكْثر وصل الغانيات صدود)
25 -
وَقَالَ قيس بن الملوح العذرى
(وإنى لنار دونهَا رمل عالج
…
على مَا بعينى من قذى لبصير)
(كَأَن نسيم الرّيح حِين ينيرها
…
كنجم خفى فى الظلام ينير)
(مَتى تذكرى للقلب ينْهض بروعة
…
جنَاح الْهوى حَتَّى يكَاد يطير)
26 -
وَقَالَ الشماخ بن ضرار وتروى لِأَخِيهِ مزرد
(لليلى بالعنيزة ضوء نَار
…
تلوح كَأَنَّهَا الشعرى العبور)
(إِذا مَا قلت قد خمدت زهاها
…
سَواد اللَّيْل وَالرِّيح الدبور)
27 -
وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة الخزاعى
(نظرت وأصحابى بأيلة موهنا
…
وَقد حَان من نجم الثريا تصوب)
(لعزة نَارا مَا تبوخ كَأَنَّهَا
…
إِذا مَا رمقناها من الْبعد كَوْكَب)
(إِذا مَا خبت من آخر اللَّيْل خبوة
…
أُعِيد لَهَا بالمندلى فتثقب)
28 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(أَلا أَيهَا الركب الَّذين دليلهم
…
سُهَيْل أما مِنْكُم على دَلِيل)
(ألموا بِأَهْل الأبرقين فَسَلمُوا
…
وَذَاكَ لأهل الأبرقين قَلِيل)
29 -
وَقَالَ أَيْضا
(إِذا مَا سُهَيْل أبرزته غمامة
…
على منْكب من جَانب الطّور يلمح)
(دَعَا بَعْضنَا بَعْضًا فبتنا كأننا
…
رَأينَا حبيبا كَانَ ينأى وينزح)
(وَذَلِكَ أَنا واثقون بقربكم
…
وَأَن النَّوَى عَمَّا قَلِيل تزحزح)
30 -
وَقَالَ عبد الله بن شبيب
(هوى صاحبى ريح الشمَال إِذا جرت
…
وأهوى لنفسى أَن تهب جنوب)
(يَقُولُونَ لَو عزيت قَلْبك لَا رعوى
…
فَقلت وَهل للعاشقين قُلُوب)
31 -
وَقَالَ الْأَقْرَع بِمَ معَاذ العامرى ويكنى أَبَا جوثه
(إِذا رَاح ركب مصعدون فقلبه
…
مَعَ الرائحين بالمصعدين جنيب)
(وَإِن هَب علوى الرِّيَاح وجدتنى
…
كأنى لعلو ياتهن نسيب)
32 -
وَقَالَ قيس بن الملوح العامرى
(أيا جبلى نعْمَان بِاللَّه خليا
…
طَرِيق الصِّبَا يخلص إِلَى نسيمها)
(أجد بردهَا أَو تشف منى صبَابَة
…
على كبد لم يبْق إِلَّا صميمها)
(فان الصِّبَا ريح إِذا مَا تنسمت
…
على نفس مهموم تجلت همومها)
(أَلا إِن أهوائى بليلى قديمَة
…
وأقتل أهواء الرِّجَال قديمها)
33 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(أَلا يَا صبا نجد مَتى هجت من نجد
…
لقد زادنى مسراك وجدا على وجد)
34 -
وَقَالَ الْقِتَال الكلابى
(إِذا هبت الْأَرْوَاح كَانَ أحبها
…
إِلَى الَّتِى من نَحْو نجد هبوبها)
(إنى ليدعونى إِلَى طَاعَة الْهوى
…
كواعب أتراب مراض قلوبها)
…
0 كَأَن شفَاه الحو مِنْهُنَّ حملت
…
درى بردا ينهل مِنْهَا غُرُوبهَا)
(بِهن من الدَّاء الذى أَنا عَارِف
…
وَمَا يعرف الأدواء إِلَّا طبيبها)
35 -
وَقَالَ جحدر العكلى
(رَأَيْت بذى المجازة ضوء نَار
…
تلألأ وهى نازحة الْمَكَان)
(فَشبه صاحباى بهَا سهيلا
…
فَقلت تَبينا مَا تنظران)
(أنار أوقدت لتنوارها
…
بَدَت لَكمَا أم الْبَرْق اليمانى)
(وَكَيف ودونها هضبات سلع
…
وأعلام الأبارق تعلمان)
(كَأَن الرّيح ترفع من سناها
…
بنائق حلَّة من أرجوان)
(وَمِمَّا هاجنى فازددت شوقا
…
بكاء حَمَامَتَيْنِ تجاوبان)
(تجاوبتا بلحن أعجمى
…
على غُصْنَيْنِ من غرب وَبَان)
(فَكَانَ البان أَن بَانَتْ سليمى
…
وَفِي الغرب اغتراب غير دَان)
(أَلَيْسَ اللَّيْل يجمع أم عَمْرو
…
وَإِيَّاك فَذَاك لنا تدان)
(نعم وَترى الْهلَال كَمَا أرَاهُ
…
ويعلوها النَّهَار كَمَا علانى)
36 -
وَقَالَ آخر فِي مَعْنَاهُ
(رَأَيْت غرابا سَاقِطا فَوق قضبة
…
من القضب لم ينْبت لَهَا ورق نضر)
(فَقلت غراب لاغتراب وقضبة
…
لقضب النَّوَى هذى العيافة والزجر)
37 -
وَقَالَ أَبُو صَخْر الهذلى
(بيد الذى شغف الْفُؤَاد بكم
…
تفريج مَا ألْقى من الْهم)
38 -
وَقَالَ جميل بن معمر العذرى
(وإنى لراض من بثينة بالذى
…
لَو استيقن الواشى لقرت بلابله)
(بِلَا وَبِأَن لَا أَسْتَطِيع وبالمنى
…
وبالأمل المرجو قد خَابَ آمله)
(وبالنظرة العجلى وبالحول تنقضى
…
أواخره لَا تلتقى وأوائله)
39 -
وَقَالَ قيس بن الخطيم
(رد الخليط الْجمال فانصرفوا
…
مَاذَا عَلَيْهِم لَو أَنهم وقفُوا)
40 -
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى
(وَإِن حَدِيثا مِنْك لَو تبذلينه
…
حَتَّى النَّحْل فِي ألبان عوذ مطافل)
41 -
وَقَالَ ذُو الرمة
(وقفنا فَقُلْنَا إيه عَن أم سَالم
…
وَمَا بَال تكليم الديار البلاقع)
42 -
وَقَالَ أَيْضا
(وَمَا يرجع الوجد الزَّمَان الذى مضى
…
وَمَا للفتى عَن دمنة الحى مرجع)
43 -
وَقَالَ أَبُو صَخْر الهذلى
(أَلا أَيهَا الركب المخبون هَل لكم
…
بساكن أجراع الْحمى بَعدنَا خبر)
44 -
وَقَالَ قيس بن ذريح
(أَلا يَا غراب الْبَين مَا لَك كلما
…
تذكرت لبنى طرت لى عَن شماليا)
(أعندك علم الْغَيْب أم / أَنْت مخبرى
…
عَن الحى إِلَّا بالذى قد بدا ليا)
(فَلَا حملت رجلاك عشا لبيضة
…
وَلَا زَالَ عظم من جناحك واهيا)
(أحب من الْأَسْمَاء مَا وَافق اسْمهَا
…
وأشبهه أَو كَانَ مِنْهُ مدانيا)
(وَمَا ذكرت عندى لَهَا من سميَّة
…
من النَّاس إِلَّا بل دمعى ردائيا)
(سلى النَّاس هَل خيرت سرك مِنْهُم
…
أَخا ثِقَة أَو ظَاهر الْغِشّ باديا)
(وَأخرج من بَين الْبيُوت لعلنى
…
أحدث عَنْك النَّفس فِي السِّرّ خَالِيا)
(وإنى لآستغشى وَمَا بى نعسة
…
لَعَلَّ خيالا مِنْك يلقى خياليا)
(أَقُول إِذا نفسى من الوجد أصعدت
…
بهَا زفرَة يعتادها وهى ماهيا)
(أشوقا وَلما يمض لى غير لَيْلَة
…
رويد الْهوى حَتَّى يغب لياليا)
(تمر الليالى والشهور وَلَا أرى
…
غرامى بكم يزْدَاد إِلَّا تماديا)
(فقد يجمع الله الشتيتين بعد مَا
…
يظنان كل الظَّن أَن لَا تلاقيا)
(تساقط نفسى حِين أَلْقَاك أنفسا
…
يردن فَمَا يصدرن إِلَّا صواديا)
(فان أحى أَو أهلك فلست بزائل
…
لكم حَافظ مَا بلّ ريق لسانيا)
45 -
وَقَالَ أَيْضا
(فأقسم مَا عمش الْعُيُون شوارف
…
روائم بوّ حائمات على سقب)
(بأوجد منى يَوْم ولت حمولها
…
وَقد طلعت أولى الركاب من النقب)
(وكل ملمات الزَّمَان وَجدتهَا
…
سوى فرقة الأحباب هينة الْخطب)
(وَقلت لقلبى حِين لج بى الْهوى
…
وكلفنى مَا لَا يُطيق من الْحبّ)
(أَلا أَيهَا الْقلب الذى قَادَهُ الْهوى
…
أفق لَا أقرّ الله عَيْنك عَن قلب)
46 -
وَقَالَ مُضرس بن قرط المزنى
(أذود سوام الطّرف عَنْك وَمَا لَهُ
…
إِلَى أحد إِلَّا إِلَيْك طَرِيق)
(وَلَو تعلمين الْغَيْب أيقنت أننى
…
وَرب البرايا المشعرات صَدُوق)
(تتوق إِلَيْك النَّفس ثمَّ أردهَا
…
حَيَاء ومثلى بِالْحَيَاءِ خليق)
(سلى هَل قلانى من عشير صحبته
…
وَهل ذمّ رحلى فِي الرّحال رَفِيق)
(سعى الدَّهْر والواشون بينى وَبَينهَا
…
فَقطع حَبل الْوَصْل وَهُوَ وثيق)
(تكَاد بِلَاد الله يَا أم معمر
…
بِمَا رَحبَتْ يَوْمًا علىّ تضيق)
(وهيجنى للوصل أيامنا الألى
…
مررن علينا وَالزَّمَان وريق)
(أتجمع قلبا بالعراق فريقه
…
وَمِنْه بأظلال الْأَرَاك فريق)
(فَكيف بهَا لَا الدَّار جَامِعَة الْهوى
…
وَلَا أَنْت يَوْمًا عَن هَوَاك تفيق)
(صبوحى إِذا مَا ذرت الشَّمْس ذكركُمْ
…
ولى ذكركُمْ عِنْد الْمسَاء غبوق)
(وخبرتنى يَا قلب أَنَّك صابر
…
على الْبعد من سعدى فَسَوف تذوق)
(فمت كمدا أَو عش وحيدا فانما
…
تكلفنى مَا لَا أَرَاك تطِيق)
47 -
وَقَالَ ابْن ميادة فِي بعض الرِّوَايَات
(ترى إِن حجَجنَا نلتقى أم مَالك
…
وتجمعنا والنخلتين طَرِيق)
.. 0 وتصطك أَعْنَاق المطى وبيننا
…
حَدِيث وسر لم يذعه صديق)
48 -
وَقَالَ المضرب عقبَة بن كَعْب بن زُهَيْر
(وَلما قضينا من منى كل حَاجَة
…
ومسّح بالأركان من هُوَ ماسح)
(وشدت على حدب المطايا رحالنا
…
وَلَا ينظر الغادى الذى هُوَ رائح)
(أَخذنَا بأطراف الْأَحَادِيث بَيْننَا
…
وسالت بأعناق المطى الأباطح)
49 -
وَقَالَ آخر
(وَلما قضينا من منى كل حَاجَة
…
وَلم يبْق إِلَّا أَن تزم الركائب)
(وقفنا فسلمنا سَلام مودّع
…
فَردَّتْ علينا أعين وحواجب)
50 -
وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة
(رمتنى على بعد بثينة بعد مَا
…
تولى شبابى وارجحن شبابها)
(بِعَين نجلاوين لَو رقرقتهما
…
لنوء الثريا لاستهل سحابها)
(ولكنما ترمين نفسا كَرِيمَة
…
لعزة مِنْهَا صفوها ولبابها)
51 -
وَقَالَ سوَادَة بن كلاب القشيرى
(أَلا حبذا الوادى الذى قَابل النقا
…
وَيَا حبذا من أجل ظمياء حاضره)
(إِذا ابتسمت ظمياء وَاللَّيْل مسدف
…
تجلى ظلام اللَّيْل حَتَّى تباشره)
(ألمت بأصحاب الركاب فنبهت
…
بنفحة مسك أرق الركب تاجره)
(وَلَو سَأَلت للنَّاس يَوْمًا بوجهها
…
سَحَاب الثريا لاستهلت مواطره)
52 -
وَقَالَ الرماح بن ميادة
(وَمَا اختلجت عيناى إِلَّا رَأَيْتهَا
…
على رغم واشيها وغيظ المكاشح)
(فيا لَيْت عينى طَال مِنْهَا اختلاجها
…
فكم يَوْم لهوٍ لى بذلك صَالح)
53 -
وَقَالَ الأقيشر
(أيا صاحبى أبشر بزورتنا الْحمى
…
وَأهل الْحمى من مبغض وودود)
(قد اختلجت عينى فَدلَّ اختلاجها
…
على حسن وصل بعد قبح صدود)
54 -
وَقَالَ أَيْضا
(وَمَا خدرت رجلاى إِلَّا ذكرتكم
…
فَيذْهب عَن رجلاى مَا تجدان)
(وَمَا اختلجت عيناى إِلَّا تبادرت
…
دموعها بالسح والهملان)
(سُرُورًا بِمَا جربته من لقائكم
…
إِذا اختلجت عيناى كل أَوَان)
55 -
وَقَالَ جميل بن معمر المعذرى
(أَلا لَيْت أَيَّام الصفاء جَدِيد
…
ودهرا تولى يَا بثين يعود)
(علقت الْهوى مِنْهَا وليدا فَلم يزل
…
إِلَى الْيَوْم ينمى حبها وَيزِيد)
(وأفنيت عمرى بانتظار نوالها
…
وأفنت بِذَاكَ الدَّهْر وَهُوَ جَدِيد)
(فَلَا أَنا مَرْدُود بِمَا جِئْت طَالبا
…
وَلَا حبّها فِيمَا يبيد يبيد)
(إِذا قلت مَا بى يَا بثينة قاتلى
…
من الْحبّ قَالَت ثَابت وَيزِيد)
(وَإِن قلت ردى بعض عقلى أعش بِهِ
…
مَعَ النَّاس قَالَ ذَاك مِنْك بعيد)
(يَمُوت الْهوى منى إِذا مَا لقيتها
…
وَيحيى إِذا فارقتها وَيعود)
(وَمَا أنس م الْأَشْيَاء لَا أنس قَوْلهَا
…
وَقد قربت نضوى أمصر تُرِيدُ)
(وَلَا قَوْلهَا لَوْلَا الْعُيُون الَّتِى ترى
…
لزرتك فاعذرنى فدتك جدود)
(خليلىّ مَا أخْفى من الوجد ظَاهر
…
ودمعى بِمَا قلت الْغَدَاة شَهِيد)
(لكل حَدِيث بَينهُنَّ بشاشة
…
وكل قَتِيل بَينهُنَّ شَهِيد)
(أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة
…
بوادى الْقرى إنى إِذا لسَعِيد)
(وَهل ألقين سعدى من الدَّهْر لقبة
…
وَمَا رثّ من حَبل الْوِصَال جَدِيد)
(فقد تلقى الْأَهْوَاء بعد تفَاوت
…
وَقد تطلب الْحَاجَات وهى بعيد)
56 -
وَقَالَ آخر
(وَلما شَكَوْت الْوَصْل قَالَت أما ترى
…
منَاط الثرياوهى مِنْك بعيد)
(فَقلت لَهَا إِن الثريا وَإِن نأت
…
يصوب مرَارًا ونوءها فيجود)
57 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(قفى يَا أميم الْقلب نَقْرَأ تَحِيَّة
…
ونشكو الْهوى ثمَّ افعلى مَا بدا لَك)
(سلى البانة الغنّاء بالأجرع الذى
…
بِهِ البان هَل حيّيت أطلال دَارك)
(وَهل قُمْت فِي أظلالهن عَشِيَّة
…
مقَام أخى البأساء واخترت ذَلِك)
(وَهل هملت عيناى فِي الدَّار غدْوَة
…
بدمع كنظم اللُّؤْلُؤ المتهالك)
(وَيَا بانة الوادى أَلَيْسَ مُصِيبَة
…
من الله أَن تحمى على ظّلالك)
(أرى النَّاس يرجون الرّبيع وَإِنَّمَا
…
ربيعى الذى أَرْجُو جدى من نوالك)
(أرى النَّاس يَخْشونَ السنين وَإِنَّمَا
…
سنى الَّتِى أخْشَى صروف احتمالك)
(تعاللت كى أشجى وَمَا بك عِلّة
…
تريدين قَتْلَى قد ظَفرت بذلك)
(وقولك للعواد كَيفَ تَرَوْنَهُ
…
فَقَالُوا قَتِيلا قلت أَهْون هَالك)
(فَمَا ساءنى ذكر السوى بمساءة
…
وَلَا سرنى إِلَّا خطرت ببالك)
(عدمتك من نفس فَأَنت سقيتنى
…
بكأس الْهوى من حب من لم يبالك)
(ومنيتى لقيان من لست لاقيا
…
نهارى وَلَا ليلى وَلَا بَين ذَلِك)
(لِيَهنك إمساكى بكفى على الحشا
…
ورقراق دمعى رهبة من زيالك)
(فَلَو قلت طأ فِي النَّار أعلم أَنه
…
رضَا لَك أَو مدنٍ لنا من وصالك)
(لقدمت رجلى نَحْوهَا فوطئتها
…
هدى مِنْك لى أوضلة من ضلالك)
(فوَاللَّه مَا منيتنا مِنْك محرما
…
ولكنما أطعمتنا فِي حلالك)
58 -
وَقَالَ أَيْضا
(أيا رب أَدْعُوك العشية مخلصا
…
لتعفو عَن نفس كثير ذنوبها)
(قضيت لَهَا بالحب ثمَّ ابتليتها
…
بحب الغوانى ثمَّ أَنْت حسيبها)
(خليلىّ مَا من حوبة تعلمانها
…
بحسمى إِلَّا أم عَمْرو طيبها)
(وَقد زَعَمُوا أَن الرِّيَاح إِذا جرت
…
يَمَانِية يشفى الْمُحب دبيبها)
(وَقد كذبُوا لَا بل تزيد صبَابَة
…
إِذا كَانَ من نَحْو الحبيب هبوبها)
(أهم بجذ الْحَبل ثمَّ يردنى
…
من الْقَصْد ريا أم عَمْرو وطيبها)
59 -
وَقَالَ تَوْبَة بن الحميّر
(وأغبظ من ليلى بِمَا لَا أناله
…
أَلا كل مَا قرت بِهِ الْعين صَالح)
(فَلَو أَن ليلى الأخيلية سلمت
…
على ودونى جندل وصفائح)
(لسلمت تَسْلِيم البشاشة أوزقا
…
إِلَيْهَا صدى من جَانب الترب صائح)
(وَلَو أَن ليلى فِي السَّمَاء لصعدت
…
بطرفى إِلَى ليلى الْعُيُون الطوامح)
(فَهَل فِي غَد إِن كَانَ فِي الْيَوْم عِلّة
…
شِفَاء لما تلقى النُّفُوس الشحائح)
(وَهل تبكنى ليلى إِذا مت قبلهَا
…
وَقَامَ على قبرى النِّسَاء النوائح)
(كَمَا أصَاب الْمَوْت ليلى بكيتها
…
وجاد لَهَا جَار من الدمع سافح)
60 -
وَقَالَ معقل بن جناب وتروى لجعدة ابْن مُعَاوِيَة العقيلى
(أَقُول لصاحبى والعيس تهوى
…
بِنَا بَين المنيفة فالضمار)
61 -
وَقَالَ شَيبَان بن الْحَارِث القفطانى
(تصدت بِأَسْبَاب الْمَوَدَّة والهوى
…
فَلَمَّا حوت قلبى ثنت بصدود)
(فَلَو شِئْت يَا ذَا الْعَرْش حِين خلقتنى
…
شقيا بِمن أهواه غير سعيد)
(عطفت علىّ الْقلب مِنْهَا برحمة
…
وَلَو كَانَ أقسى من صفا وحديد)
62 -
وَقَالَ الرماح بن ميادة أموى الشّعْر
(يمنوننى مِنْك اللِّقَاء وإننى
…
لأعْلم مَا أَلْقَاك من دون قَابل)
(وَلم يبْق مِمَّا كَانَ بينى وَبَينهَا
…
من الود إِلَّا مخفيات الرسائل)
(فَمَا أنس مل أَشْيَاء لَا أنس قَوْلهَا
…
وأدمعها يذرين حَشْو المكاحل)
(تمتّع بذا الْيَوْم الْقصير فانه
…
رهين بأيام الشُّهُور الأطاول)
(وعطلت قَوس اللَّهْو من شرعاتها
…
وعادت سهامى بَين رث وفاصل)
63 -
وَقَالَ أَيْضا
(وكواعب قد قُلْنَ يَوْم تواعد
…
قَول المجدّ وَهن كالمزّاح)
(يَا ليتنا من غير أَمر نائر
…
طلعت علينا العيس بِالرِّمَاحِ)
(بَينا كَذَاك رأيتنى متعصبا
…
بالبرد فَوق جلالة سرادح)
(فِيهِنَّ صفراء الترائب طفلة
…
بَيْضَاء مثل غريضة التفاح)
(فنظرن من خلل الستور بأعين
…
مرضى يخالطها السقام صِحَاح)
(وارتشن حِين أردن أَن يرمننا
…
نبْلًا مقذذة بِغَيْر قداح)
64 -
وَقَالَ أَيْضا
(وإنى لأخشى أَن ألاقى من الْهوى
…
وَمن زفرات الْحبّ حِين تَزُول)
(كَمَا كَانَ لَاقَى فِي الزَّمَان الذى مضى
…
عرية من شحط النَّوَى وَجَمِيل)
65 -
تَتِمَّة على الْهَامِش وَيُمكن أَن يكون تبعا لهذين الْبَيْتَيْنِ
(وإنى لأهوى والحياة شهية
…
وفائى إِذا قيل الحبيب يَزُول)
(وتختص من دونى بِهِ غربَة النَّوَى
…
ويضمره بعد الدنو رحيل)
(فان سبقت قبل البعاد منيتى
…
فانى وأرباب الغرام نبيل)
66 -
وَقَالَ أَيْضا
(أَلا لَيْت شعرى هَل إِلَى أم جحدر
…
سَبِيل فَأَما الصَّبْر عَنْهَا فَلَا صبرا)
(تميل بِنَا شحط النَّوَى ثمَّ نلتقى
…
عداد الثريا صادفت لَيْلَة بَدْرًا)
(وإنى لأستثنى الحَدِيث من أجلهَا
…
لأسْمع مِنْهَا وهى نازحة ذكرا)
(فبهرا لقومى إِذْ يَبْغُونَ مهجتى
…
بغانية بهرا لَهُم بعْدهَا بهرا)
67 -
وَقَالَ عُرْوَة بن اذينة القرشى
(بيض نواعم مَا هممن بريبة
…
كظباء مَكَّة صيدهن حرَام)
(يَحسبن من لين الْكَلَام زوانيا
…
ويصدهن عَن الْخَنَا الْإِسْلَام)
68 -
وَقَالَ اسماعيل بن يسَار من مخضرمى الدولتين
(أوفى بِمَا قلت وَلَا تندمى
…
إِن الوفى القَوْل لَا ينْدَم)
(إيه بِمَا جِئْت على رَقَبَة
…
بعد الْكرَى والحى قد هوّموا)
(حَتَّى دخلت الْبَيْت فاستذرفت
…
من شفق عَيْنَاك لى تسجم)
(ثمَّ انجلى الْحزن وروعاته
…
وغُيب الْكَاشِح والمبرم)
(وَلَيْسَ إِلَّا الله لى صَاحب
…
إِلَيْكُم والصارم اللهذم)
(فَبت فِيمَا شِئْت من غِبْطَة
…
يمنحها نحرها والفم)
(حَتَّى إِذا الصُّبْح بدا ضوؤه
…
وَغَابَتْ الجوزاء والمرزم)
(خرجت وَالْوَطْء خفى كَمَا
…
ينساب من مكمنه الأرقم)
69 -
وَقَالَ وضاح الْيمن
(قَالَت لقد أعييتنا حجَّة
…
فأت إِذا مَا هجع السامر)
(واسقط علينا كسقوط الندى
…
لَيْلَة لَا ناه وَلَا آمُر)
70 -
وَقَالَ عمر بن أبي ربيعَة القرشى
(حَتَّى إِذا مَا اللَّيْل جن ظلامه
…
وَنظرت غَفلَة كاشح أَن يغفلا)
(واستنكح النّوم الَّذين نخافهم
…
وَسَقَى الْكرَى بوابهم فاستثقلا)
(خرجت تأطّر فِي الثِّيَاب كَأَنَّهَا
…
أيم يسيب على كثيب أهيلا)
71 -
وَقَالَ أَيْضا
(أَمن آل نعم أَنْت غاد فمبكر
…
غَدَاة غَد أم رائح فمهجّر)
72 -
وَقَالَ عبيد بن أَوْس الطائى فِي أُخْت عدى بن أَوْس الطائى
(قَالَت وعيش اخى وَحُرْمَة والدى
…
لأنبهن الحى إِن لم تخرج)
(فَخرجت خوف يَمِينهَا فتبسمت
…
فَعلمت أَن يَمِينهَا لم تحرج)
(فتناولت رأسى لتعرف مَسّه
…
بمخضب الْأَطْرَاف غير مشنّج)
(فلثمت فاها آخِذا بقرونها
…
شرب النزيف يبرد مَاء الحشرج)
73 -
وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة
(أألحق إِن دَار الربَاب تَبَاعَدت
…
أَو انبتّ حَبل إِن قَلْبك طَائِر)
74 -
وَقَالَ النجاشى الحارثى أموى الشّعْر
(وكذبت طرفى فيكِ والطرف صَادِق
…
وأسمعت أذنى عَنْك مَا لَيْسَ تسمع)
(وَلم أسكن الأَرْض الَّتِى تسكنينها
…
لِئَلَّا يَقُولُوا صابر لَيْسَ يجزع)
(فَلَا كمدى يفنى وَلَا لَك رقة
…
وَلَا عَنْك إقْصَار وَلَا فِيك مطمع)
75 -
وَقَالَ قيس بن ذريح
(فان تكن الدُّنْيَا بلُبنى تقلبت
…
فللدهر وَالدُّنْيَا بطُون وَأظْهر)
(لقد كَانَ فِيهَا للأمانة مَوضِع
…
وللكف مرتاد وللعين منظر)
(وللحائم الصديان رى بقربها
…
وللمرح الذَّيَّال طيب ومسكر)
76 -
وَقَالَ قيس بن معَاذ وتروى لنصيب بن رَبَاح وَالْأول أَكثر
(كَأَن الْقلب لَيْلَة قيل يغدى
…
بليلى العامرية أَو يراح)
(قطاة عزها شرك فبائت
…
تجاذبه وَقد علق الْجنَاح)
77 -
وَقَالَ عجلَان النهدى
(حجازى الْهوى غلق بِنَجْد
…
ضمين لَا يعِيش وَلَا يَمُوت)
(تخال فُؤَاده كفّى طريد
…
كَأَنَّهُمَا بشاطى الْبَحْر حوت)
78 -
وَقَالَ بشار بن برد
(أَقُول وليلتى تزداد طولا
…
أما اللّيل بعدهمْ نَهَار)
(جَفتْ عينى عَن التغميض حَتَّى
…
كَأَن جفونها عَنْهَا قصار)
(كَأَن جفونها كحلت بشوك
…
فَلَيْسَ لَو سنة فِيهَا قَرَار)
(تخال فُؤَاده كرة تنزّى
…
حذار الْبَين لَو نفع الحذار)
(يروعه السرَار بِكُل شىء
…
مَخَافَة أَن يكون بِهِ السرَار)
79 -
وَقَالَ المؤمل بن أميل المحاربى من شعراء الْمَنْصُور
(شفت المؤمل يَوْم الْحيرَة النّظر
…
لَيْت المؤمل لم يخلق لَهُ بصر)
(صف للأحبة مَا لاقيت من سهر
…
إِن الْأَحِبَّة لَا يَدْرُونَ مَا السهر)
(إِن كنت جاهلة بالحب فانطلقى
…
إِلَى الْقُبُور فَفِي من حلهَا العبر)
(أمسيت أحسن خلق الله كلهم
…
فخبرينا أشمس أَنْت أم قمر)
(لَا تحسبينى غَنِيا من محبتكم
…
إنى إِلَيْك وَإِن أَيسَرت مفتقر)
(إِن الحبيب يُرِيد السّير فِي صفر
…
لَيْت الشُّهُور هوى من بَينهَا صفر)
(حسب الخليلتين فِي الدُّنْيَا عذابهما
…
وَالله لَا عذبتهم بعْدهَا سقر)
(لما رمت مهجتى قَالَت لجارتها
…
إنى قتلت قَتِيلا مَا لَهُ خطر)
(قتلت شَاعِر هَذَا الحى من مُضر
…
وَالله يعلم مَا ترْضى بذا مُضر)
(شَكَوْت مَا بى إِلَى هِنْد فَمَا اكترثت
…
مَا قَلبهَا أحديد أَنْت أم حجر)
(أَحْبَبْت من أجلهَا قوما ذوى إحن
…
بينى وَبينهمْ النيرَان تستعر)
80 -
وَقَالَ عبد الله بن عَمْرو العرجي أموى الشّعْر
(محجوبة سَمِعت صوتى فأرّقها
…
من آخر اللَّيْل لما مَسهَا السحر)
(تثنى على جيدها ثنينى معصفرة
…
والحلى مِنْهَا على لبانها خصر)
(لم يحجب الصَّوْت أَجْرَاس وَلَا حلق
…
فدمعها لطروق الصَّوْت منحدر)
(فِي لَيْلَة النّصْف لَا يدرى مضاجعها
…
أوجهها عِنْده أبهى أم الْقَمَر)
(لَو خليت لمشت نحوى على قدم
…
تكَاد من رقة للمشى تنفطر)
81 -
وَقَالَ آخر وَمِنْهُم من ينسبها إِلَى يزِيد بن مُعَاوِيَة
(وسرب نسَاء من عقيل وجدننى
…
وَرَاء بيُوت الحى مرتجزا أشدو)
(وفيهن هِنْد وهى خود غريرة
…
ومنية قلبى دون أترابها هِنْد)
(فسددن أخصاص الْبيُوت بأعين
…
حكت قضبا فِي كل قلب لَهَا غمد)
(وقلن أَلا من أَيْن أقبل ذَا الْفَتى
…
ومنشأه إِمَّا تهَامَة أَو نجد)
(وَفِي لَفظه علوِيَّة من فصاحة
…
وَقد كَاد من أعطافه يقطر الْمجد)
83 -
وَقَالَ أَيْضا
(وسرب كعين الرمل ميل إِلَى الصِّبَا
…
روادع بالجادى حور المدامع)
(إِذا مَا تنازعن الحَدِيث عَن الصِّبَا
…
تبسمن إيماض البروق اللوامع)
(سمعن غنائى بعد مَا نمن نومَة
…
من اللَّيْل قاقلولين فَوق الْمضَاجِع)
(قنعن بطيف من خيال بعثته
…
وَكنت بوصل مِنْهُم غير قَانِع)
(إِذا رمت من ليلى على الْبعد نظرة
…
لتطفى جوى بَين الحشا والأضالع)
(يَقُول رجال الحى تطمع أَن ترى
…
محَاسِن ليلى مت بداء المطامع)
(وتلتذ مِنْهَا بِالْحَدِيثِ وَقد جرى
…
حَدِيث سواهَا فِي خروتْ المسامع)
(وَكَيف ترى ليلى بِعَين ترى بهَا
…
سواهَا وَمَا طهرتها بالمدامع)
(أَجلك يَا ليلى عَن الْعين إِنَّمَا
…
أَرَاك بقلب خاشع لَك خاضع)
83 -
وَقَالَ جميل بن معمر العذرى
(إِذا مَا تراجعنا الذى كَانَ بَيْننَا
…
جرى الدمع من عينى بثينة بالكحل)
(كِلَانَا بَكَى أَو كَاد يبكى صبَابَة
…
إِلَى إلفه واستعجلت عِبْرَة قبلى)
(فَلَو تركت عقلى معى مَا طلبتها
…
وَلَكِن طلابيها لما فَاتَ من عقلى)
(فيا وَيْح نفسى حسب نفسى الذى بهَا
…
وَيَا وَيْح أهلى مَا أُصِيب بِهِ أهلى)
(خليلى فِيمَا عشتما هَل رَأَيْتُمَا
…
قَتِيلا بَكَى من حب قَاتله قبلى)
(تداعين واستعجلن مشيا بذى الغضا
…
ديب القطا الكدرى فِي الدمث السهل)
84 -
وَقَالَ أَيْضا
(أَلا يَا خَلِيل النَّفس هَل أَنْت قَائِل
…
لبثينة سرا هَل إِلَيْك سَبِيل)
(فان هى قَالَت لَا سَبِيل فَقل لَهَا
…
عناء الْفَتى العذرى مِنْك طَوِيل)
85 -
وَقَالَ آخر
(وَلَيْسَ المعنّى بالذى لَا يهجيه
…
إِلَى الشوق إِلَّا الهاتفات السواجع)
(وَلَا بالذى أَن بَان يَوْمًا خَلِيله
…
يَقُول وبيدى الصَّبْر إنى جازع)
(لكنه سقم الْهوى ومطاله
…
وَطول الجوى ثمَّ الشؤون الدوامع)
(رشاشا وتوكافا ووبلا وديمة
…
فَذَلِك يبدى مَا تجن الأضالع)
86 -
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس بن حجر
(أَمن أجل نبهانية حل أَهلهَا
…
يجزع الملا عَيْنَاك تبتدران)
(فدمعهما سح وسكب وديمة
…
ووبل وتوكاف وتنهملان)
87 -
وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى
(نظرت كأنى من وَرَاء زجاجة
…
إِلَى الدَّار من مَاء الصبابة أنظر)
(فعيناى طورا تغرقان من البكا
…
فأغشى وطورا تحسران فأبصر)
88 -
وَقَالَ جميل بن معمر العذرى
(وَمِمَّا شجانى أَنَّهَا يَوْم ودعت
…
تولت وَمَاء الْعين فِي الجفن حائر)
(فَلَمَّا أعادت من بعيد بنظرة
…
إلىّ التفاتا أسلمتنى المحاجر)
89 -
وَقَالَ آخر
(وَكنت مَتى أرْسلت طرفك رائدا
…
لقلبك يَوْمًا أتعبتك المناظر)
(رَأَيْت الذى لَا كُله أَنْت قَادر
…
عَلَيْهِ وَلَا عَن بعضه أَنْت صابر)
90 -
وَقَالَ كثير بن عبد الرَّحْمَن الخزاعى أموى الشّعْر وفيهَا أَبْيَات تروى لجميل
(إِلَى الله أَشْكُو لَا إِلَى النَّاس حبها
…
وَلَا بُد من شكوى حبيب يودع)
(إِذا قلت هَذَا حِين أسلو ذكرتها
…
فظلت لَهَا نفسى تتوق وتنزع)
(أَلا تتقين الله فِي حب عاشق
…
لَهُ كبد حرى عَلَيْك تصدع)
(غَرِيب مشوق مولع بادّكاركم
…
وكل غَرِيب الدَّار بالشوق مولع)
(وجدت غَدَاة الْبَين إِذْ بنت زفرَة
…
فكادتْ لَهَا نفسى عَلَيْك تقطع)
(وأصبحت مِمَّا أحدث الدَّهْر خَاشِعًا
…
وَكنت لريب الدَّهْر لَا أتضعضع)
(فَمَا فِي حَيَاة بعد موتك رَغْبَة
…
وَلَا فِي وصال بعد هجرك مطمع)
(وَمَا للهوى وَالْحب بعْدك لَذَّة
…
وَمَات الْهوى وَالْحب بعْدك أجمع)
(فَإِن يَك جثمانى بِأَرْض سواكم
…
فَإِن فؤادى عنْدك الدَّهْر أجمع)
(إِذا قلت هَذَا حِين أسلو وأجترى
…
على هجرها ظلت النَّفس تشفع)
(وَإِن رُمت نفسى كَيفَ آتى لهجرها
…
ورمت صدودا ظلت الْعين تَدْمَع)
(فيا قلب خبرنى وَلست بفاعل
…
إِذا لم تنَلْ واستأثرت كَيفَ تصنع)
(وَقد قرع الواشون مِنْهَا لَك الْعَصَا
…
وَإِن الْعَصَا كَانَت لذى الْحلم تقرع)
(وأعجبنى يَا عز مِنْك خلائق
…
كرام إِذا عد الْخَلَائق أَربع)
(دنوك حَتَّى يرفع الْجَاهِل الصِّبَا
…
ورفعك أَسبَاب الْهوى حِين يطْمع)
(فيا رب حبينى إِلَيْهَا وأعطنى الْمَوَدَّة مِنْهَا أَنْت تُعْطى وتمنع)
91 -
وَقَالَ أَيْضا
(حيتك عزة يَوْم الْبَين وانصرفت
…
فحى وَيحك من حياك يَا جمل)
(لَو كنت حييتها مَا زلت ذَا مقة
…
عندى ومامسك الإدلاج وَالْعَمَل)
(لَيْت التَّحِيَّة كَانَت لى فأشكرها
…
مَكَان يَا جملا حيييت يَا رجل)
…
0 فحن من جزع إِذْ قلت ذَاك لَهُ
…
ورام تكليمها لَو تنطق الْإِبِل)
92 -
وَقَالَ أَيْضا
(خليلى هَذَا ربع عزة فاعقلا
…
قلوصيكما ثمَّ انظرا حَيْثُ حلت)
(وَمَا كنت أدرى قبل عزة مَا البكا
…
وَلَا موجعات الْبَين حَتَّى تولت)
(وَكَانَت لقطع الْحَبل بينى وَبَينهَا
…
كناذرة نذرا فأوفت وحلت)
(فَقلت لَهَا يَا عز كل مُصِيبَة
…
إِذا وطنت يَوْمًا لَهَا النَّفس ذلت)
(كأنى أنادى صَخْرَة حِين أَعرَضت
…
من الصم لَو تمشى بهَا العصم زلت)
(فليت قلوصى عِنْد عزة قيدت
…
بِحَبل ضَعِيف حل مِنْهَا فضلت)
(وغودر فِي الحى المقيمين رَحلهَا
…
وَكَانَ لَهَا بَاغ سواى فبلت)
(وَكنت كذى رجلَيْنِ رجل صَحِيحَة
…
وَرجل رمى فِيهَا الزَّمَان فشلت)
(وَكنت كذات الضلع لماْ تحاملت
…
على ظلعها بعد العثار اسْتَقَلت)
(هَنِيئًا مريئا غير دَاء مخامر
…
لعزة من أعراضنا مَا استحلت)
(فوَاللَّه مَا قاربت إِلَّا تَبَاعَدت
…
بِصرْم وَلَا استكثرت إِلَّا أقلت)
(فان تكن العتبى فأهلا ومرحبا
…
وحقت لَهَا العتبى علينا وَقلت)
(فَأن تكن الْأُخْرَى فان وَرَاءَنَا
…
منادح لَو سَارَتْ بهَا العيس كلت)
(أسيئسى بِنَا أَو أحسنى لَا ملومة
…
لدينا وَلَا مقلية إِن تقلت)
(فَلَا يحْسب الواشون أَن صباتى
…
بعزة كَانَت غمرة فتجلت)
(فوَاللَّه ثمَّ الله مَا حل قبلهَا
…
وَلَا بعْدهَا من خلة حَيْثُ حلت)
(فيا عجبا للقلب كَيفَ اصطباره
…
وللنفس لما وطنت حَيْثُ ذلت)
(وإنى وتهيامى بعزة بعد مَا
…
تخليت مِمَّا بَيْننَا وتخلت)
(لكالمرتجى ظلّ الغمامة كلما
…
تبوأ مِنْهَا للمقيل اضمحلت)
(كأنى وَإِيَّاهَا سَحَابَة ممحل
…
رجاها فَلَمَّا جاوزته استهلت)
93 -
وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة الْقرشِي
(فَلَمَّا توافقنا وسلمت أَعرَضت
…
وُجُوه زهاها الْحسن أَن تقنعنا)
94 -
وَقَالَ أَيْضا
(نظرت إِلَيْهَا بالمحصب من منى
…
ولى نظر لَوْلَا التحرج عَارِم)
95 -
وَقَالَ حَازِم بن مرداس
(إِلَى الله أَشْكُو طول شوقى وإننى
…
أهيم بِقَيْد فِي الكبول أَسِير)
(أسيرٌ أبىَ إِلَّا الصبابة والهوى
…
لَهُ عبرات نحوكم وزفير)
(إِذا رام بَاب السجْن ارتج دونه
…
وسد بأغلاق لَهُنَّ صرير)
(وَإِن رام مِنْهُ مطلعا رد شأوه
…
أمينان فِي السَّاقَيْن فَهُوَ حَصِير)
(فيا لَيْت إِن الرّيح عِنْد هبوبها
…
مسخرة لى حَيْثُ شِئْت تسير)
(فتبلغنى النكباء عَنْكُم رِسَالَة
…
وتبلغكم منى السَّلَام دبور)
96 -
وَقَالَت ريا العقيلية وتروى لضاحية الْهِلَالِيَّة
(فَمَا وجد مغلول بتيماء موثق
…
بساقية من ضرب القيون كبول)
(قَلِيل الموالى مُسلم بجريرة
…
لَهُ بعد نومات الْعُيُون عويل)
(يَقُول لَهُ البواب أَنْت معذّب
…
غَدَاة غَد أَو ملم فقتيل)
(بِأَكْثَرَ منى لوعة يَوْم بَان لى
…
فِرَاق حبيب مَا إِلَيْهِ سَبِيل)
(عَشِيَّة أمشى الْقَصْد ثمَّ يردنى
…
عَن الْقَصْد روعات الْهوى فأميل)
97 -
وَقَالَ جَعْفَر بن علبة الحارثى
(هواى مَعَ الركب اليمانين مصعد
…
جنيب وجثمانى بِمَكَّة موثق)
98 -
وَقَالَ مُحَمَّد بن صَالح العلوى مُتَأَخّر
(وبدا لَهُ من بعد مَا اندمل الْهوى
…
برق تألق موهنا لمعانه)
(يَبْدُو كحاشة الرِّدَاء ودونه
…
صَعب الذرى متمنع أَرْكَانه)
(ودنا لينْظر أَيْن لَاحَ فَلم يطق
…
نظرا إِلَيْهِ ورده سجّانه)
(فَالنَّار مَا اشْتَمَلت عَلَيْهِ ضلوعه
…
وَالْمَاء مَا سمحت بِهِ أجفانه)
99 -
وَقَالَ سحيم عبد بنى الحساس إسلامى
(عميرَة ودع إِن تجهزت غاديا
…
كفى الشيب وَالْإِسْلَام للمرء ناهيا)
100 -
وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الموصلى
(حى طيفا من الْأَحِبَّة زارا
…
بعد مَا صرع الْكرَى السّمارا)
(طَارِقًا فِي الظلام تَحت دجى اللَّيْل
…
بَخِيلًا بِأَن يزور نَهَارا)
(قلت مَا بالنا جُفينا وَكُنَّا
…
قيل ذَاك الأسماع والأبصارا)
(قَالَ إِنَّا كَمَا عهِدت وَلَكِن
…
شغل الحلى أَهله أَن يعارا)
101 -
وَقَالَ مُحَمَّد بن بشير من الْأَنْصَار من بنى خَارِجَة وتروى لأبى دهبل الجمحى
(يَا أحسن النَّاس إِلَّا أَن نائلها
…
قدما لمن يبتغى معروفها عسر)
(هَل تذكرين كَمَا لم أنس عهدكم
…
وَقد تدوم وصل الْخلَّة الذّكر)
(قولى وركبك قد مَالَتْ عمائمهم
…
وَقد سقى الْقَوْم كأس النعسة السهر)
(يَا لَيْت إنى بأثوابى وراحلتى
…
عبد لأهْلك طول الدَّهْر مؤتجر)
(جنيّه أَولهَا جن يعلمهَا
…
رمى الْقُلُوب بقوس مَا لَهَا وتر)
(وَقد نظرت فَمَا ألأفيت من أحد
…
يعتاده الشوق إِلَّا بدؤه النّظر)
(تقتضين فىّ وَلَا أقضى عَلَيْك كَمَا
…
يقْضى المليك على الْمَمْلُوك يقتسر)
(إِن كَانَ ذَا قدرْ يعطيك نَافِلَة
…
منا ويحرمنا مَا أنصف الْقدر)
103 -
وَقَالَ آخر
(لعمرك إنى يَوْم بانوا فَلم أمت
…
خُفاتا على آثَارهم لصبور)
(غَدَاة المنقى إِذْ رميت بنظرة
…
وَنحن على متن الطَّرِيق نسير)
(فَقَالَت دموع الْعين حَتَّى كَأَنَّهَا
…
لناظرها غُصْن يراح مطير)
…
0 فَقلت لقلبى حِين خف بِهِ الْهوى
…
وَكَاد من الوجد المبير يطير)
(فَهَذَا وَلما تمض لى غير لَيْلَة
…
فَكيف إِذا مرت عَلَيْهِ شهور)
(وَأصْبح أَعْلَام الْأَحِبَّة دونهَا
…
من الأَرْض غول نازح ومسير)
…
0 وأصبحت نجدىّ الْهوى مِنْهُم النَّوَى
…
أَزِيد اشتياقا أَن يحن بعير)
(عَسى الله بعد النأى أَن يصقب النَّوَى
…
وَيجمع شَمل بعْدهَا وسرور)
103 -
وَقَالَ كثير عزة
(وَقد زعمت أَنى تَغَيَّرت بعْدهَا
…
وَمن ذَا الذى يَا عز لَا يتَغَيَّر)
(تغير جسمى والخليقة كالتى
…
عهِدت وَلم يخبر بسرك مُخَيّر)
104 -
وَقَالَ آخر
(تعطلن إِلَّا من محَاسِن أوجه
…
فهن حوال فِي الصِّفَات عواطل)
(كواس عوار صامتات نواطق
…
بعف الْكَلَام باذلات بواحل)
(برزن عفافا واحتجبن تسترا
…
وشيب بقول الْحق مِنْهُنَّ بَاطِل)
(فذروا الْحلم مرتاب وَذُو الْجَهْل طامع
…
وَهن عَن الْفَحْشَاء حيد نواكل)
105 -
وَقَالَ آخر
(أَلا هَل إِلَى أجبال سلمى بذى اللوى
…
لوى الرمل من قبل الْمَمَات معاد)
(بِلَاد بهَا كُنَّا وَنحن نحبّها
…
إِذْ النَّاس نَاس والبلاد بِلَاد)
106 -
وَقَالَ كثير عزة
(وأدنيتنى حَتَّى إِذا مَا ملكتنى
…
بقول يحل العصم سهل الأباطح)
107 -
وَقَالَ آخر
(أحب بِلَاد الله مَا بَين منعج
…
إِلَى وسلمى أَن يصوب سحابها)
(بِلَاد بهَا نيطت علىّ تمائمى
…
وَأول أَرض مس جلدى ترابها)
108 -
وَقَالَ آخر
(أحن إِلَى أَرض الْحجاز لِأَنَّهَا
…
منَازِل أحبابى وَأهل مودتى)
(بِلَاد بهَا نيطت علىّ تمائمى
…
وَأول أَرض ترابها مس جلدتى)
109 -
وَقَالَ آخر
(ذكرت بلادى فاستهلّت مدامعى
…
لشوق إِلَى عهد الصِّبَا المتقادم)
(حننت إِلَى أَرض بهَا اخضّر شاربى
…
وَقطع عَنى قبل عقد التمائم)
110 -
وَقَالَ مَنْظُور بن عبيد بن مزِيد وتروى لِابْنِ ميادة
(أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة
…
بحرة ليلى حَيْثُ ربتنى أهلى)
(بِلَاد بهَا نيطت علىّ تمائمى
…
وقطعن عَنى حِين أدركنى عقلى)
(فان كنت عَن تِلْكَ المواقف حابسى
…
فأفش علىّ الرزق واجمع إِذا شملى)
111 -
وَقَالَ بِلَال بن حمامة
(أَلا لَيْت شعرى هَل أبيتن لَيْلَة
…
بفخ وحولى إذخر وجليل)
(وَهل أردنْ يَوْمًا مياه مجنّة
…
وَهل يبدونْ لى شامة وطفيل)
112 -
وَقَالَ سوار بن المضرب السعدى
(سقى الله الْيَمَامَة من بِلَاد
…
نوافحها كأرواح الغوانى)
(بهَا سقت الشَّبَاب إِلَى مشيبى
…
ففتّح عِنْده حسن الزَّمَان)
(وجوّ زَاهِر للريح فِيهِ
…
نسيم لَا يروع الترب وانى)
113 -
وَقَالَ أَبُو عدى العبلى أموى الشّعْر
(أحن إِلَى وادى الْأَرَاك صبَابَة
…
لعهد الصِّبَا فِيهَا وتذكار أول)
(كَأَن نسيم الرّيح فِي جنباته
…
نسيم حبيب أَو لِقَاء مُؤَمل)
(وَللَّه من أَرض بهَا ذَر شارق
…
حَيَاة لذى هلك وخصب لممحل)
114 -
وَقَالَ آخر
(أيا حبذا نجد وَطيب ثرى بِهِ
…
تصافحه أيدى الرِّيَاح الغرائب)
(وعهد صبا فِيهِ ينازعك الْهوى
…
بِهِ لَك أتراب عَذَاب المشارب)
(تنَال الرضى مِنْهُنَّ فِي كل مطلب
…
عَذَاب الثنايا واردات الذوائب)
115 -
وَقَالَ بشار بن برد
(مَتى تعرف الدَّار الَّتِى بَان أَهلهَا
…
بسعدى فان الْعَهْد مِنْك الْقَرِيب)
(تذكّرك الْأَهْوَاء إِذْ أَنْت يافع
…
لَدَيْهَا فمغناها إِلَيْك حبيب)
116 -
وَقَالَ مرار بن هباش الطائى وتروى للصمة القشيرى
(سقى الله أطلالا بأكثبة الْحمى
…
وَإِن كن قد أبدين للنَّاس دائيا)
(منَازِل لَو مرت بِهن جنازتى
…
لقَالَ الصدى يَا حاملى اربعا بيا)
117 -
وَقَالَ أَبُو قطيفة
(أَلا لَيْت شعرى هَل تغير بَعدنَا
…
بَقِيع الْمصلى أم كعهدى الْقَرَائِن)
(وَهل أدؤر حول البلاط عوامر
…
كَمَا كن أم هَل بِالْمَدِينَةِ سَاكن)
(أحن إِلَى تِلْكَ الديار وَأَهْلهَا
…
كأنى أَسِير فِي السلَاسِل رَاهن)
(بِلَاد بهَا أهلى ولهوى ومولدى
…
جرت لى طيور السعد فِيهَا الأيامن)
(إِذا برقتْ نَحْو الْحجاز غمامة
…
دَعَا الشوق منى برقها المتيامن)
(وَمَا إِن خرجنَا رَغْبَة عَن بِلَادنَا
…
وَلكنه مَا قدر الله كَائِن)
(لَعَلَّ قُريْشًا أَن تثوب حلومها
…
فتعمر بالساداتْ مِنْهَا المواطن)
118 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(ردا مَاء حزوى فانشحا نضوتيكما
…
على حِين يخلى مَاء حزوى رقيبها)
(وسوفا الثرى حَتَّى يحلئ عنكما
…
غليل الصدى برد الْحِيَاض وطيبها)
(فان على المَاء الذى تردانه
…
مفلجة الأنياب دُرم كعوبها)
(فَمَا مزنة بَين السماكين أَوْمَضْت
…
من الْغَوْر ثمَّ استعرضتها جنوبها)
(بِأَحْسَن مِنْهَا يَوْم قَالَت وحولنا
…
من النَّاس أوشاب يخَاف شغوبها)
(تغانيت واستغنيت عَنَّا بغيرنا
…
هَنِيئًا لمن فِي السِّرّ أَنْت حبيبها)
(فَقلت لَهَا أَنْت الحبيبة فاعلمى
…
إِلَى يَوْم يلقى كل نفس حسيبها)
(وددت بِلَا مقت من الله أَنَّهَا
…
نصيبى من الدُّنْيَا وأنى نصِيبهَا)
119 -
وَقَالَ ثَعْلَبَة بن أَوْس الكلابى
(يقر بعينى أَن أرى من مَكَانَهُ
…
ذرى عقدات الأرجع المتقاود)
(وَأَن أَرَادَ المَاء الذى وَردت بِهِ
…
سليمى وَقد مل السرى كل واخد)
(وألصق أحشائى بِبرد ترابه
…
وَإِن كَانَ مخلوطا بِسم الأساود)
120 -
وَقَالَ عُرْوَة بن جائى العجلانى
(أحنّ إِلَى أَرض الْحجاز وحاجتى
…
بِنَجْد بِلَاد دونهَا الطّرف يقصر)
(وَمَا نظرى من نَحْو نجد بنافعى
…
أجل لَا ولكنى على ذَاك أنظر)
(أفى كل يَوْم نظرة ثمَّ عِبْرَة
…
لعينيك حَتَّى مَاؤُهَا يتحدر)
(مَتى يستريح الْقلب إِمَّا مجاورْ
…
حَزِين وَإِمَّا نازح يتفكر)
121 -
وَقَالَت علية بنت المهدى
(ومغترب بالمرج يبكى لشجوه
…
وَقد غَابَ عَنهُ المسعدون على الْحبّ)
(إِذا مَا أَتَاهُ الركب من نَحْو أرضه
…
تَنْشَق يستشفى برائحة الركب)
122 -
وَقَالَت أَيْضا
(إِذا كنت لَا يسليك عَمَّن تحبه
…
تناو وَلَا يشفيك طول تلاق)
(فَمَا أَنْت إِلَّا مستعير حشاشة
…
لمهجة نفس آذَنت بِفِرَاق)
123 -
وَقَالَ يحيى بن طَالب الحنفى من مخضرمى الدولتين
(أحقا عباد الله أَن لست نَاظرا
…
إِلَى قرقرى يَوْمًا وأعلامها الغبر)
(كَأَن فؤادى كلما مر رَاكب
…
جنَاح غراب رام نهضا إِلَى وكر)
(إِذا ارتحلت نَحْو الْيَمَامَة رفْقَة
…
دعَاك الْهوى وارتاح قَلْبك للذّكر)
(فيا رَاكب الوجناء أَبَت مُسلما
…
وَلَا زلت من ريب الْحَوَادِث فى ستر)
(إِذا مَا أتيت الْعرض فاهتف بجوه
…
سقيت على شحط النَّوَى سبل الْقطر)
(فانك من وَاد إِلَى مرجب
…
وَإِن كنت لَا تزدار إِلَّا على عقر)
(فَقَالَ لقد يشفى الْبكاء من الجوى
…
وَلَا شئ أجدى من عزاء وَمن صَبر)
124 -
وَقَالَ آخر طَلْحَة بن ابى الصفى الفقعسى
(سقى الله أَيَّامًا لنا لسنا رجعا
…
وسقيا لعصر العامرية من عصر)
(ليالى أَعْطَيْت البطالة مقودى
…
تمر الليالى والشهور وَلَا أدرى)
125 -
وَقَالَ سُوَيْد بن كرَاع العكلى
(خليلى قوما فى عطالة فانظرا
…
أنارا ترى من ذى ابانين أم برقا)
(وحطا على الأطلال رحلى فانها
…
لأوّل أطلال عرفت بهَا العشقا)
126 -
وَقَالَ الصمَّة القشيرى
(سقى الله أَيَّامًا لنا ولياليا
…
لَهُنَّ بِأَكْنَافِ الشَّبَاب ملاعب)
(إِذْ الْعَيْش غض وَالزَّمَان بغبطة
…
وَشَاهد آفَات المحبين غَائِب)
127 -
وَقَالَ أَيْضا
(حننت إِلَى ريا ونفسك باعدت
…
مزارك من ريا وشعبا كَمَا مَعًا)
(فَمَا حسن أَن تأتى الْأَمر طَائِعا
…
وتجزع إِن داعى الصبابة أسمعا)
(قفا ودعا نجدا من حل بالحمى
…
وَقل لنجد عندنَا أَن يودعا)
(وَلما رَأَيْت الْبشر أعرض دُوننَا
…
وحالت بَنَات الشوق يحنن نزعا)
(تلفت نَحْو الحى حَتَّى وجدتنى
…
وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا)
(بَكت عينى الْيُمْنَى فَلَمَّا زجرتها
…
عَن الْجَهْل بعد الْحلم أسبلتا مَعًا)
(وأذكر أَيَّام الْحمى ثمَّ أنثنى
…
على كبدى من خشيَة أَن تصدعا)
(فَلَيْسَتْ عشيات الْحمى برواجع
…
عَلَيْك وَلَكِن خل عَيْنَيْك تدمعا)
(وَلم أر مثل العامرية قبلهَا
…
وَلَا بعْدهَا يَوْم ارتحلنا مودعا)
(تريك غَدَاة الْبَين مقلة شادن
…
وحيد غزال فى القلائد أتلعا)
(فليت جمال الحى حِين ترحلوا
…
بذى سلم أضحت مزاحيف ظلعا)
(كَأَنَّك بدع لم تَرَ الْبَين قبلهَا
…
وَلم تَكُ بالألاف قبل مفجعا)
128 -
وَقَالَ قيس بن الحدادية الخزاعى
(بَكت من حَدِيث نمه وأشاعه
…
ولفقه واش من الْقَوْم راضع)
(وَقَالَت وعيناها تفيضان بالبكا
…
من الوجد خبرنى مَتى أَنْت رَاجع)
(فَقلت لَهَا تالله يدرى مُسَافر
…
إِذا أضمرته الأَرْض مَا الله صانع)
(فَلَا يسمعن سرى وسرك ثَالِث
…
فَكل حَدِيث جَاوز اثْنَيْنِ شَائِع)
(وَكَيف يشيع السِّرّ منى ودونه
…
حجاب وَمن دون الْحجاب الأضالع)
129 -
وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الأزدى وتروى لرجل من بنى كلاب
(وَلما قضينا غُصَّة من حديثنا
…
وَقد فاض من بعد الحَدِيث المدامع)
(جرى بَيْننَا منا رسيس يزيدنا
…
سقاما إِذا مَا استيقنته المسامع)
(فَهَل مثل أَيَّام تسلفن بالحمى
…
عوائد أَو غيث الستارين وَاقع)
(وَإِن نسيم الرّيح من مدرج الصِّبَا
…
لأوراب قلب شفه الْحبّ نَافِع)
130 -
وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة الخثعمى
(إِذا قيل هَذَا بَيت عزة قادنى
…
إِلَيْهِ الْهوى واستعجلنى البوادر)
(عجبت لصونى الود فى مُضْمر الحشى
…
لمن هُوَ فِيمَا قد خلا لى واتر)
(أَلا لَيْت حظى مِنْك يَا عز أَنه
…
إِذا بنت بَاعَ الصَّبْر لى عَنْك تَاجر)
(وَأَنت الَّتِى حييت كل قَصِيرَة
…
إِلَى وَلم تشعر بِذَاكَ القصائر)
(عنيت قصيرات الحجال وَلم أرد
…
قصار الخطا شَرّ النِّسَاء البحاتر)
131 -
وَقَالَ آخر
(يَا صاحبى فدت نفسى نفوسكما
…
وحيثما كنتما لقيتما رشدا)
(أَن تحملا حَاجَة لى خف محملها
…
تستوجبا نعْمَة منى بهَا ويدا)
(أَن تقرآن على أَسمَاء ويحكما
…
منى السَّلَام وَأَن لَا تخبرا أحدا)
132 -
وَقَالَ الفرزدق بن همام
(هَل تذكرين إِذا الركاب مناخة
…
برحالها لرواح أهل الْمَوْسِم)
133 -
وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة المخزومى
(أشارت بِطرف الْعين خيفة أَهلهَا
…
إِشَارَة مذعور وَلم تَتَكَلَّم)
134 -
وَقَالَ آخر
(إِذا مَا الْتَقَيْنَا والوشاة بِمَجْلِس
…
فألسننا حَرْب وأعيننا سلم)
(وَتَحْت مجارى الصَّدْر منا مَوَدَّة
…
تطلع سرا حَيْثُ لَا يذهب الْوَهم)
135 -
وَقَالَ ابو دهبل الجمحى وتروى لِابْنِ أَبى ربيعَة
(على أَنَّهَا ناحت وَلم تذر عِبْرَة
…
وَتَحْت وأسراب الدُّمُوع سفوح)
(وناحت وفرخاها بِحَيْثُ تراهما
…
وَمن دون أفراخى مهامه فيح)
(عَسى جود عبد الله أَن يعكس النَّوَى
…
فتضحى عصى التيسار وهى طريح)
136 -
وَقَالَ عدى بن الرّقاع وتروى لنصيب بن رَبَاح
(وَنبهَ شوقى بَعْدَمَا كنت نَائِما
…
هتوف الضُّحَى مشغوفة بالترنم)
(بَكت شجوها تَحت الدجى فتساجمت
…
إِلَيْهَا غرُوب الدمع من كل مسجم)
(فَلَو قبل مبكاها بَكَيْت صبَابَة
…
بسعدى شفيت النَّفس قبل التندم)
(وَلَكِن بَكت قبلى فهيج لى البكا
…
بكاها فَقلت الْفضل للمتقدم)
137 -
وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم
(تغنى أَنْت فى ذممى وعهدى
…
وَذمَّة والدى أَن لَا تضارى)
(وبيتك فأصلحيه وَلَا تخافى
…
على زغب مصعرة صغَار)
(فانك كلما غنيت صَوتا
…
ذكرت أحبتى وَذكرت دارى)
(وَإِمَّا يَقْتُلُوك طلبت ثأرا
…
لَهُ نبأ لِأَنَّك فى جوارى)
- وَقَالَ طَارق بن نابى وفيهَا أَبْيَات تروى لِابْنِ الدمينة وَهِي وَمَا وجد أعرابية وطارق كَانَ فى زمن الرشيد
(أَلا قَاتل الله الْحَمَامَة غدْوَة
…
على الْغُصْن مَاذَا هيجت حِين غنت)
(تغنت بِصَوْت أعجمى وهيجت
…
جواى الذى كَانَت ضلوعى أحنت)
(فيا منتشر الْمَوْتَى أعنى على الَّتِى
…
بهَا نهلت نفسى سقاما وعلت)
(لقد بخلت حَتَّى لَو أَنى سَأَلتهَا
…
قذى الْعين من سافىْ التُّرَاب لضنت)
(حَلَفت لَهَا بِاللَّه مَا أم وَاحِد
…
إِذا ذكرته آخر اللَّيْل حنت)
(وَمَا وجد أعرابية قذفت بهَا
…
صروف النَّوَى من حَيْثُ لم تَكُ ظنت)
(تمنت أحاليب الرعاء وخيمة
…
بِنَجْد فَلم يقدر لَهَا مَا تمنت)
(إِذا ذكرت مَاء العضاه وطيبه
…
وَبرد الْحَصَى من بطن خبت أرنت)
(بأعظم منى لوعة غير أننى
…
اجمجم أحشائى على مَا أجنت)
(وَكَانَت ريَاح تحمل الْحَاج بَيْننَا
…
فقد بخلت تِلْكَ الرِّيَاح وضنت)
139 -
وَقَالَ آخر
(أحقا يَا حمامة بطن وَج
…
بِهَذَا النوح أَنَّك تصدقينا)
(فانى مثل مَا تجدين وجدى
…
ولكنى أسر وتعلنينا)
(غلبتك بالبكاء بِأَن ليلى
…
أواصله وَأَنَّك تهجعينا)
(وإنى أشتكى فَأَقُول حَقًا
…
وَإنَّك تشتكين فتكذبينا)
140 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(أَلَيْسَ عَظِيما أَن نَكُون ببلدة
…
كِلَانَا بهَا ثاو وَلَا نتكلم)
(أمنا أُنَاسًا فى الْمَوَدَّة بَيْننَا
…
فزادوا علينا فى الحَدِيث وأوهموا)
(وَقَالُوا لنا مَا لم نقل ثمَّ أَكْثرُوا
…
علينا وباحوا بالذى كنت أكتم)
(وَقد منحت عينى القذى لفراقكم
…
وَعَاد لَهَا تهتانها فهى تسجم)
(منعمة لَو دب ذَر بجلدها
…
لَكَانَ دَبِيب النَّمْل بِالْجلدِ يكلم)
141 -
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن هرمة
(تَقول والعيس قد شدت بأرجلنا
…
الْحق إِنَّك منا الْيَوْم منطلق)
(قلت نعم فاكظمى قَالَت وَمَا جلدى
…
وَمَا أَظن اجتماعا حِين نفترق)
(فارقتها لَا فؤادى من تذكرها
…
سالى الهموم وَلَا حُبْلَى لَهَا خلق)
(فاضت على إثرهم عَيْنَاك دمعهما
…
كَمَا تتَابع يجرى اللُّؤْلُؤ النسق)
(فَاسْتَبق عَيْنك لَا يودى الْبكاء بهَا
…
واكفف مدامع من عَيْنَيْك تستبق)
(لَيْسَ الشؤون وَإِن جَادَتْ بباقية
…
وَلَا الجفون على هَذَا وَلَا الحدق)
142 -
وَقَالَ آخر يزِيد
(أَقُول لعينى حِين جَادَتْ بِمَائِهَا
…
وإنسانها فى لجة الدمع يغرق)
(خذى بِنَصِيب من محَاسِن وَجههَا
…
دعى الدمع لليوم الذى نتفرق)
143 -
وَقَالَ عَمْرو بن شأس
(إِذا نَحن أدلجنا وَأَنت أمامنا
…
كفى لمطايانا برياك هاديا)
(أَلَيْسَ يزِيد العيس خفَّة أَذْرع
…
وَإِن كن حسرى أَن تكونى أماميا)
(ذكرتك بالديرين يَوْمًا فَأَشْرَفت
…
بَنَات الْهوى حَتَّى بلغن التراقيا)
(أعد الليالى لَيْلَة بعد لَيْلَة
…
وَقد عِشْت دهرا لَا أعد اللياليا)
(إِذا مَا طواك الدَّهْر يَا أم مَالك
…
فشأن المنايا القاضيات وشأنيا)
(فَمَا مس جلدي الأَرْض إِلَّا ذكرتها
…
وَإِلَّا وجدت طيبها فى ثيابيا)
144 -
وَقَالَ الْوَلِيد بن يزِيد الأموى
(لَا أسأَل الله تغييرا لما صنعت
…
نَامَتْ وَإِن سهرت عيناى عَيناهَا)
(فالليل أطول شئ حِين أفقدها
…
وَاللَّيْل أقصر شئ حِين أَلْقَاهَا)
145 -
وَقَالَ يزِيد بن عبد الْملك لما وقف على قبر حبابة
(وكل خَلِيل راءنى فَهُوَ قَائِل
…
من أَجلك هَذَا هَامة الْيَوْم أَو غَد)
(فِان تسل عَنْك النَّفس أَو تدع الصِّبَا
…
فباليأس تسلو عَنْك لَا بالتجلد)
146 -
وَقَالَ آخر
(أيا رب إِن الْمَالِكِيَّة حاجنى
…
وَأَنت على أَن تجمع الشمل قَادر)
(وَلم أرها إِلَّا بنعمان مرّة
…
وَقد عطرت مِنْهَا الثرى والضفائر)
(يَقُولُونَ لى زر حاجرا واقض حَقّهَا
…
وَإِن لم تزرها قيل إِنَّك غادر)
(وَمَا حاجر إِلَّا بليلى وَأَهْلهَا
…
إِذا لم تكن ليلى فَلَا كَانَ حاجر)
147 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(أَلا يَا حمامات اللوى عدن عودة
…
فإنى إِلَى أصواتكن حَزِين)
(فعدن فَلَمَّا عدن كدن يمتننى
…
وكدت بأسرارى لَهُنَّ أبين)
(وعدن بقرقار الهدير كَأَنَّمَا
…
شربن حميا أَو بِهن جُنُون)
(فَلم ترعينى قبلهن جمائما
…
بكين وَلم تَدْمَع لَهُنَّ عُيُون)
(وإنى لأهوى النّوم من غير نعسة
…
لَعَلَّ لِقَاء فى الْمَنَام يكون)
(تحدثنى الأحلام أَنى أَرَاكُم
…
فيا لَيْت أَحْلَام الْمَنَام يَقِين)
(شهِدت بأنى لم أحل عَن مَوَدَّة
…
وأنى بكم لَو تعلمين ضنين)
(وَأَن فؤادى لَا يلين إِلَى هوى
…
سواك وَإِن قَالُوا بلَى سيلين)
148 -
وَقَالَ أَيْضا
(وَإِذا عتبت على بت كأننى
…
بِاللَّيْلِ مختلس الْفُؤَاد سليم)
(وَلَقَد أردْت الصَّبْر عَنْك فعاقنى
…
علق بقلبى من هَوَاك قديم)
(يبْقى على حدث الزَّمَان وريبة
…
وعَلى جفائك إِنَّه لكريم)
149 -
وَقَالَت وجيهة بنت أَوْس الضبية
(وعاذلة هبت بلَيْل تلومنى
…
على الشوق لم تمح الصبابة من قلبى)
(فَمَا لى إِن أَحْبَبْت أَرض عشيرتى
…
وأحببت طرفاء القصبية من ذَنْب)
(فَلَو أَن ريحًا بلغت وحى مُرْسل
…
حفى لناجيت الْجنُوب على النقب)
(وَقلت لَهَا أدّى إِلَيْهِم تحيتى
…
وَلَا تخلطيها طَال سعدك بالترب)
(فِانى إِذا هبت شمالا سَأَلتهَا
…
هَل ازْدَادَ صداح النميرة من قرب)
150 -
وَقَالَ عُرْوَة بن أذينة القرشى
(إِن الَّتِى زعمت فُؤَادك ملهّا
…
خلقت هَوَاك كَمَا خلقت هوى لَهَا)
(فِيك الذى زعمت بهَا وكلاكما
…
أبدى لصَاحبه الصبابة كلهَا)
(بَيْضَاء باكرها النَّعيم فصاغها
…
بلباقة فأدقها وأجلهّا)
(لما عرضت مسلمّا فى حَاجَة
…
أَرْجُو معونتها وأخشى ذلها)
(حجبت تحيتها فَقلت لصاحبى
…
مَا كَانَ أَكْثَرهَا لنا وأقلها)
(وَإِذا وجدت لَهَا وساوس سلوة
…
شفع الضَّمِير إِلَى الْفُؤَاد فسلهّا)
(ويبيت بَين جوانحى حب لَهَا
…
لَو كَانَ تَحت فراشها لأقلها)
(ولعمرها لَو كَانَ حبك فَوْقهَا
…
يَوْمًا وَقد ضحيت إِذا لأظللهًا)
151 -
وَقَالَ ابو الشص الخزاعى
(وقف الْهوى بى حَيْثُ أَنْت فَلَيْسَ لى
…
مأخر عَنهُ وَلَا مُتَقَدم)
152 -
وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى
(وَمَا هاج هَذَا الشوق إِلَّا حمامة
…
دعت سَاق حر فى حمام ترنما)
153 -
وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد الأموى
(أشاقك برق أم شجتك حمامة
…
لَهَا فَوق أَغْصَان الْأَرَاك نئيم)
(أضَاف إِلَيْهَا الْهم فقدان آلف
…
وليل يسد الْخَافِقين بهيم)
(أنافت على سَاق بلَيْل فرجّعت
…
وللوجد مِنْهَا مقْعد ومقيم)
(تميد إِذا مَا الْغُصْن مادت متونه
…
كَمَا ماد من رِىَ المدام نديم)
(فباتت تناديه وأنى يجيبها
…
مَنُوط بأطراف الرماح سهيم)
(أتيح لَهُ رام بصفراء نبعة
…
على عجسها ماضى الشباة ضميم)
(رَمَاه فأصماه فطار وَلم يطر
…
فظل لَهَا ظلّ عَلَيْهِ يحوم)
(فراحت بهم لَو تضمن مثله
…
حَشا آدمى رَاح وَهُوَ رَمِيم)
(وظلت بأجراع الغدير نَهَارهَا
…
مولعة كل المرام تروم)
(وللبرق إيماض وللدمع واكف
…
وللريح من نَحْو الْعرَاق نسيم)
(فطورا أَشْيَم الْبَرْق أَيْن مصابه
…
وطورا إِلَى إعوال تِلْكَ أهيم)
(فَمن دون ذَا يشتاق من كَانَ ذَا هوى
…
ويعزب عَنهُ الْحلم وَهُوَ حيلم)
154 -
وَقَالَ البخترى بن عذافر الحرشى
(أأن هَتَفت يَوْمًا بواد حمامة
…
بَكَيْت وَلم يعذرك بِالْجَهْلِ عاذر)
(دعت سَاق حر بعد مَا علت الضُّحَى
…
فهاجت لَك الأحزان أَن ناح طَائِر)
(تغنى الضُّحَى وَالصُّبْح فى مرجحنة
…
كناف الأعالى تحتهَا المَاء خائر)
(كَأَن لم يكن بالغيل أَو بطن وجرة
…
أَو الْجزع من أهل الأشاءة حَاضر)
(وإنى وَإِن غال التقادم حاجتى
…
ملم على أوطان ليلى فناظر)
155 -
وَقَالَ رزين بن على الخزاعى أَخُو دعبل
(فوا حسرتا لم أقض مِنْكُم لبانة
…
وَلم أتمتع بالجوار وبالقرب)
(يَقُولُونَ هَذَا آخر العهدمنوم
…
فَقلت وَهَذَا آخر الْعَهْد من قلبى)
(أَلا يَا حمام الشّعب شعب مرهق
…
سقتك الغوادى من حمام وَمن شعب)
156 -
وَقَالَ قيس بن الملوح وتروى لنصيب الْأَكْبَر مولى بنى مَرْوَان
(لقد هَتَفت فى جنح ليل حمامة
…
على فنن غض وإنى لنائم)
(فَقلت اعتذارا عِنْد ذَاك وإننى
…
لنفسى مِمَّا قد رَأَيْت للائم)
(أأزعم أَنى عاشق ذُو صبَابَة
…
بسعدى وَلَا أبكى وتبكى الْبَهَائِم)
(كذبت وَبَيت الله لَو كنت عَاشِقًا
…
لما سبقتنى بالبكاء الحمائم)
157 -
وَقَالَ شَقِيق بن السليك العامرى من بنى أَسد
(لقد هيجت منى حمامة أيكة
…
من الوجد وجدا كنت أكتمه جهدى)
(تنادى هديلا فَوق أَخْضَر ناعم
…
عداة ربيع باكر فى ثرى جعد)
(فَقلت هلمى نبك من ذكر مَا خلا
…
ونظهر مِنْهُ مَا نسر وَمَا نبدى)
(فِان تسعدينى نجر عبرتنا مَعًا
…
وَإِلَّا فِانى سَوف أسفحها وحدى)
(فِان رِدَاء الشيب مردْ فأقبلى
…
على ذَاك منى يَا أُمَامَة أَو صُدى)
(وإنى لَا أَنْفك فى غير رِيبَة
…
أهيم بكم حَتَّى أوسّد فى لحدى)
(وإنى لَا أَنْفك أتبع قائدى
…
إِلَيْك فَأرْخى من وثاقى أَو شُدى)
(وَقلت لواش جد فِيك يلومنى
…
تنكْب فَلَا غي عَلَيْك وَلَا رشدى)
(أَلا أَيهَا الرَّاكِب المكلون هَل لكم
…
بأخت بنى نهد أُمَامَة من عهد)
(أألقت عصاها واستقرت بهَا النَّوَى
…
بِأَرْض بنى قَابُوس أم ظعنت بعدى)
(سَقَاهَا من الوسمى كل مجليجل
…
سكوب العزالى صَادِق الْبَرْق والرعد)
158 -
وَقَالَ أَبُو كَبِير الهذلى
(أَلا يَا حمام الأيك إلفك حَاضر
…
وغصنك مياد فَفِيمَ تنوح)
(أفق لَا تَنَح فى غير شئ فِاننى
…
بَكَيْت زَمَانا والفؤاد صَحِيح)
(ولوعا فشطت غربَة دَار زَيْنَب
…
فها أَنا أبكى والفؤاد قريح)
159 -
وَقَالَ عَوْف بن محلم الشيبانى
(أفى كل عَام غربَة ونزوح
…
أما للنوى من وَنِيَّة فتريح)
(لقد طلح الْبَين المشتّ ركائبى
…
فَهَل أرين الْبَين وَهُوَ طليح)
(وأرّقنى بالرى صَوت حمامة
…
فنحت وَذُو الشجو الْغَرِيب ينوح)
160 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(ذكرتك والنجم اليمانى كَأَنَّهُ
…
وَقد عَارض الشعرى قرين هجان)
(فَقلت لأصحابى ولاحت غمامة
…
بِنَجْد أَلا لله مَا تريان)
(قفا لَا نرى برقا تقطع دونه
…
من الطّرف أبصار لَهُنَّ روان)
(أفى كل يَوْم أَنْت رام بلادها
…
بعينين إنْسَانا هما غرقان)
(فعينى يَا عينا حتام أَنْتُمَا
…
بهجران أم الْغمر تختلجان)
(أما أَنْتُمَا إِلَّا علىّ طَلِيعَة
…
على قرب أعدائى وَبعد مَكَان)
(إِذا اغرورقت عيناى قَالَت صحابتى
…
إِلَى كم ترى عَيْنَاك تبتدران)
(عذرتك يَا عينى الصَّحِيحَة بالبكا
…
فمالك يَا عوراء والهملان)
(أَلا فاحملانى بارْك الله فيكما
…
إِلَى حَاضر المَاء الذى تردان)
(فِان على المَاء الذى تردانه
…
غريما لوانى الدّين مُنْذُ زمَان)
(لطيف الحشى عذب اللمى طيب الثنا
…
لَهُ علل لَا تنقضى لِأَوَانِ)
161 -
وَقَالَت أم المثلم الهذلية وتروى لكريمة بنت أَسد وتروى للصمة القشيرى
(وحنت قلوصى بعد هدء صبَابَة
…
فيا روعة مَا رَاع قلبى جَنِينهَا)
(حنت فى عقاليها وشب لعينها
…
سنا بارق يسرى فجن جنونها)
(فَقلت لَهَا صبرا فَكل قرينَة
…
مفارقها لَا بُد يَوْمًا قرينها)
(وَمَا بَرحت حَتَّى ارعوينا لصوتها
…
وَحَتَّى انبرى منا معِين يعينها)
(فَقلت لَهَا حَنى رويدا فِاننى
…
وَإِيَّاك نبدى عولة سنبينها)
162 -
وَقَالَت سَالِمَة الْكَلْبِيَّة
(أَلا لَا تلومانى على الشوق وانظرا
…
إِلَى الْعَجم يبدين الصبابة من قبلى)
(لقد هاج لى شوقا وغال صبَابَة
…
حنين قلوصى حَيْثُ حنت بذى الأثل)
163 -
وَقَالَ الشماخ بن ضرار
(مَاذَا يهيجك من ذكر ابْنة الراق
…
إِذْ لَا تزَال على هول وإشفاق)
(قَامَت تريك أثيث النبت منسدلا
…
مثل الأوساد فد مسّحن بالقاق)
(حرف صموت السرى أَلا تلفتها
…
فى اللَّيْل فى خرس مِنْهَا وإطراق)
(حنت على سكَّة السارى فجاوبها
…
صليبة من حمام ذَات أطواق)
(كَادَت تساقطنى والرحل إِن نطقت
…
حمامة فدعَتْ ساقا على سَاق)
164 -
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولى
(ظلت تشّوقنى برجع حنينها
…
وأزيدها شوقا برجع حنينى)
(نضوين مغتربين بَين مهامةٍ
…
طويا الضلوع على هوى مكتون)
(وَلَو سُئِلت عَنَّا القلوص لأخبرت
…
عَن مُسْتَقر صبَابَة المحزون)
165 -
وَقَالَ مَالك بن عَمْرو الهذلى
(فِاما تعرضن اميم عَنى
…
وينزعك الوشاة اولو النياطْ)
166 -
وَقَالَ آخر
(أترحل عَن حَبِيبك ثمَّ تبكى
…
عَلَيْهِ فَمَا دعَاك إِلَى الْفِرَاق)
(كَأَنَّك لم تذق للبين طعما
…
فتعلم أَنه مر المذاق)
167 -
وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة القرشى
(نزلُوا ثَلَاث مِنى بمنزل غِبْطَة
…
وهم على عجل لعمرك مَا هم)
(متجاورين بِغَيْر دَار إِقَامَة
…
لَو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا)
(ولهن بِالْبَيْتِ الْعَتِيق لبُانة
…
وَالْبَيْت يعرفهن لَو يتَكَلَّم)
(لَو كَانَ حيّا قبلهن ظعائنا
…
حيّا الْحطيم وجوههن وزمزم)
168 -
وَقَالَ أَيْضا
(إِذا وجدت أوار الحبّ فى كبدى
…
أَقبلت نَحْو سقاء الْقَوْم أبترد)
(هبنى بردت بِبرد المَاء ظَاهره
…
فَمن لنار على الأحشاء تتقد)
169 -
وَقَالَ عمر بن أَبى ربيعَة
(قَالَ لى صاحبى ليعلم مَا بى
…
أَتُحِبُّ القتول أُخْت الربَاب)
170 -
وَقَالَ عَبدة بن الطَّبِيب
(خليلى مَا أنصفتما إِذْ وجدتما
…
بذى الأثل دَارا ثمَّ لَا تقفان)
(وَلَو كنتما مثلى إِذا لوقفتما
…
على الرّبع أَو وجدى الذى تجدان)
(فَلَا تقبلن الدَّهْر من ذى خلاخل
…
حَدِيثا وَلَا تؤمن لَهَا بِأَمَان)
171 -
وَقَالَ آخر
(مَا بَال قتلاك لَا تخشين طالبهم
…
لم تضمنى دِيَة مِنْهُم وَلَا قودا)
(إِن الشِّفَاء وَلَو ضنت بنائله
…
فرع البشام الذى تجلو بِهِ البردا)
(هَل أَنْت شافية قلبا يهيم بكم
…
لم يلق عُرْوَة من عفراء مَا وجدا)
(مَا فى فُؤَادك من دَاء يخامره
…
إِلَّا الَّتِى لَو رَآهَا رَاهِب سجدا)
172 -
وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الأسدى
(فيا ليتنى أقرضت جلدا صبابتى
…
وأقرضنى صبرا على الشوق مقرض)
(إِذا أَنا رضت النَّفس فى حب غَيْركُمْ
…
أَتَى حبكم من دونه يتَعَرَّض)
173 -
وَقَالَ كثير عزة
(أَلا إِن عزّة قد أَقبلت
…
تقلب نحوى طرفا غضيضا)
(تَقول مَرضت فَمَا عدتنى
…
فَقلت لَهَا لَا أُطِيق النهوضا)
(كِلَانَا مريضان فى بَلْدَة
…
وَكَيف يعود مَرِيض مَرِيضا)
174 -
وَقَالَ جميل بن معمر
(أتتنى والعوائد مسنداتى
…
فَقَالَت صَحَّ جسمك يَا جميل)
(فَقلت لَهَا وَأَنت جُزيت خيرا
…
فَأَنت الْعَائِد الْحسن الْجَمِيل)
175 -
وَقَالَ رجل من بنى كلاب
(وَمَا عَلَيْك إِذا أخبرتنى دنفا
…
رهن الْمنية يَوْمًا أَن تعودينى)
(وتأخذى نُطْفَة فى الْقَعْب بَارِدَة
…
فتغمسى فَاك فِيهَا ثمَّ تسقينى)
(وتجعلى كفك الريّا على كبدى
…
فان ذَاك وعهد الله يشفينى)
176 -
وَقَالَ النَّابِغَة الذبيانى واسْمه زِيَاد
(أَقُول والنجم قد مَالَتْ أواخره
…
إِلَى الْغُرُوب تَأمل نظرة حَار)
177 -
فى مَعْنَاهُ لأبى العميثل
(وبيضاء مكسال لعوب خريدة
…
لذيذ لَدَى ليلى التَّمام شمامها)
(كَأَن وميض الْبَرْق بينى وَبَينهَا
…
إِذا حَان من بعض الستور ابتسامها)
178 -
وَقَالَ آخر
(من الْبيض حوراء المدامع طفلة
…
يشوب بَيَاض الْكَفّ مِنْهَا خضابها)
(تبدلت لنا من بَين أَسْتَار قبَّة
…
كشمس تبدت حِين زَالَ سحابها)
(فخلت وميض الْبَرْق عِنْد ابتسامها
…
وَقد حَال دون الثغر مِنْهَا نقابها)
179 -
وَقَالَ سلم الخاسر وَقد نَسَبهَا الجاحظ إِلَيْهِ وَلَيْسَت فى ديوانه
(تبدت فَقلت الشَّمْس عِنْد طُلُوعهَا
…
بجلد غنىّ اللَّوْن عَن أثر الورس)
(فَلَمَّا كررت الطّرف قلت لصاحبى
…
على مرية مَا هَهُنَا مطلع الشَّمْس)
180 -
وَقَالَ طرفَة بن العَبْد
(وفى الحى أحوى ينفض المرد شادن
…
مظَاهر سمطى لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد)
181 -
وَقَالَ النَّابِغَة الذبيانى
(تجلو بقادمتى حمامة أيكة
…
بردا أسفّ لثاته بالإثمد)
182 -
وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى
(وأعيد عَن طول السُّرى بَرحت بِهِ
…
أفانين نهّاض على الأين مرجم)
(وإدراج ليل بعد ليل يجوبه
…
بِهِ زَوَال أسفار مَتى يمس يجرم)
(سريت بِهِ حَتَّى إِذا مَا تمزقت
…
توالى الدجى عَن وَاضح اللَّوْن معلم)
(رمته أَنَاة من ربيعَة عَامر
…
نؤوم الضُّحَى فى مأتم أىّ مأتم)
(فجاءْ كخوط البان لَا متتايع
…
وَلَكِن بسيما ذى وقار وميسم)
(فَقُلْنَ لَهَا سرا فَدَيْنَاك لَا يرح
…
صَحِيحا وَإِن لم تقتليه فألمى)
(فَأَلْقَت قناعا دونه الشَّمْس واتقت
…
بِأَحْسَن موصولين كف ومعصم)
(أنحنا فَلَمَّا أفرغت فى فُؤَاده
…
وَعَيْنَيْهِ مِنْهَا السحر قُلْنَ لَهُ قُم)
(فَمَا قَامَ إِلَّا بَين أيد تُقِيمهُ
…
كَمَا عطفت ريح الصِّبَا عود سأسم)
(فودّ بجدع الْأنف لَو أَن صَحبه
…
تنادوا وَقَالُوا فى المناخ لَهُ نم)
183 -
وَقَالَ بشر بن عبد الرَّحْمَن الأنصارى
(وقصيرة الْأَيَّام ودّ جليسها
…
لَو بَاعَ مجلسها بفقد حميم)
(من محذيات أخى الْهوى غصص الجوى
…
بدلال غانية ومقلة ريم)
(صفراء من بقر الجواء كَأَنَّمَا
…
ترك الْحيَاء بهَا رداع سقيم)
184 -
وَقَالَ جران الْعود النميرى
(سقيا لزورك من وزر أَتَاك بِهِ
…
حَدِيث نَفسك عَنهُ وَهُوَ مَشْغُول)
185 -
وَقَالَ المؤمل بن أميل
(أتانى الْكرَى لَيْلًا بشخص أحبه
…
أَضَاءَت لَهُ الْآفَاق وَاللَّيْل مظلم)
(فكلمنى بِالنَّوْمِ غبر مغاضب
…
وعهدى بِهِ غَضْبَان لَا يتَكَلَّم)
186 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف
(خيالك حِين أرقد نصب عينى
…
إِلَى حِين انتباهى لَا يَزُول)
(وَلَيْسَ يزورنى صلَة وَلَكِن
…
حَدِيث النَّفس عَنْك بِهِ الْوُصُول)
187 -
وَقَالَ أَبُو تَمام الطائى أَوْس بن حبيب
(زار الخيال لَهَا لَا بل أزاركه
…
فكر إِذا نَام فكر الْخُلُو لم ينم)
(ظبى تقنصته لما نصبت لَهُ
…
فى آخر اللَّيْل أشراكا من الحُلمُ)
188 -
وَقَالَ آخر
(أيا أم عَمْرو قد أرى لَك والهوى
…
يرينى الذى مَا كُله بجميل)
(خيالك أبقى مِنْك وصلا إِذا سرى
…
إلىّ بِلَا هاد وَلَا بِدَلِيل)
189 -
وَقَالَ قيس بن الخطيم
(أَنى سريت وَكنت غير سروب
…
وتقرب الأحلام غير قريب)
190 -
وَقَالَ قيس بن ثَعْلَبَة
(إِذا كنت ترأين الْجَمِيل إساءة
…
إِلَيْك وَلم تَنْفَع إِلَيْك الْوَسَائِل)
(فَمَا حيلتى فِيمَن يصد تجنيا
…
وَيحكم فِيهِ جَائِر وَهُوَ عَادل)
191 -
وَقَالَ قبيس بن الملوح العامرى
(بعيشك هَل ضممت إِلَيْك ليلى
…
قبيل الصُّبْح أم قبلت فاها)
(وَهل رّفت عَلَيْك ذؤابتاها
…
رفيف الاقحوانه الأقحوانة فى نداها)
192 -
جَوَابه وَلَيْسَ مَكْتُوب عَلَيْهِ لمن
(نعم عانقتها ولثمت خدا
…
يحاكى وردة يحيى شذاها)
(وملت إِلَى اللمى فَشَرِبت خمرًا
…
بهَا داويت روحى من أذاها)
193 -
وَقَالَ العرجى
(باتا بأنعم لَيْلَة حَتَّى بدا
…
صبح تلوّح كالأغر الْأَشْقَر)
(فتلازما عِنْد الْفِرَاق صبَابَة
…
أَخذ الْغَرِيم بِفضل ثوب الْمُعسر)
194 -
وَقَالَ أَبُو الشغب العبسى
(أَلا يَا حمام الأيك مَا لَك باكيا
…
أفارقت إلفا أم جفاك حبيب)
(دعَاك الْهوى والشوق لما ترنمت
…
هتوف الضُّحَى بَين الغصون طروب)
(تجاوب وُرقا قد أذنّ لصوتها
…
فَكل لكل مسعد ومجيب)
195 -
وَقَالَ لزاز الكلابى وتروى لفروة بن حميضة الأسدى
(كَأَن قلوصى تحمل الْأَحول الذى
…
بشرقىّ سلمى يَوْم نعف قسام)
(حذار انبتات الْبَين من أم سَالم
…
وجدّ حبال لم تكن برمام)
196 -
وَقَالَ عُرْوَة بن حزَام
(يَقُول لى الْأَصْحَاب إِذْ يعذلوننى
…
أشوق عراقى وَأَنت يمانى)
(أمامى هوى لَا نوم دون لِقَائِه
…
وخلفى هوى قد شفنى وبرانى)
(فَمن يَك لم يغرض فِانى وناقتى
…
بِحجر إِلَى أهل الْحمى غرضان)
(تَحت فتبدى مَا بهَا من صبَابَة
…
وأخفى الذى لَوْلَا الأسى لقضانى)
(هوى ناقتى خلفى وقدامى الْهوى
…
وإنى وَإِيَّاهَا لمختلفان)
(وَقد تركت عفراء قلبى كَأَنَّهُ
…
جنَاح عِقَاب دَائِم الخفقان)
(أَلا لعن الله الوشاة وَقَوْلهمْ
…
فُلَانُهُ أضحت خلة لفُلَان)
(فيا لَيْت كل اثْنَيْنِ بَينهمَا هوى
…
من النَّاس بعد الْيَأْس يَجْتَمِعَانِ)
(جعلت لعّراف الْيَمَامَة حكمه
…
وعراف نجد إِن هما شفيان)
(فَمَا تركا من رقية يعرفانها
…
وَلَا سلوة إِلَّا وَقد سقيانى)
(فَقَالَا شفاك الله وَالله مَا لنا
…
بِمَا ضمنت مِنْك الضلوع يدان)
(وإنى لأهوى الْحَشْر إِذْ قيل إننى
…
وعفراء يَوْم الْحَشْر ملتقيان)
197 -
وَقَالَ السمهرى بن بشر العكلى
(أَلا ليتنا نحيا جَمِيعًا بغبطة
…
وتبلى عظامى حِين تبلى عظامها)
(نَكُون كَمَا كَانَ المحبون قبلنَا
…
إِذا مَاتَ موتاها تعارف هامها)
(فِان لم تكن ليلى طوتك فِإنه
…
شَبيه بليلى دلها وقوامها)
(كَأَن وميض الْبَرْق بينى وَبَينهَا
…
إِذا حَان من بَين الحَدِيث ابتسامها)
198 -
وَقَالَت امْرَأَة من بنى الصارد
(أَلا رفْقَة من دير بصرى تحملت
…
تؤم الْحمى لقّيت من رفْقَة رشدا)
(إِذا مَا بَلغْتُمْ سَالِمين فبلغوا
…
تَحِيَّة من قد ظن أَن لَا يرى نجدا)
(وَقُولُوا تركنَا الصاردى مكبلا
…
بكبل الْهوى من حبكم مضمرا وجدا)
(فيا لَيْت شعرى هَل أرى جَانب الْحمى
…
وَقد أنبتت أجراعه نفلا جَعدًا)
(وَهل أردن الدَّهْر مَاء وقيعة
…
كَأَن الصِّبَا تسدى على مَتنه بردا)
199 -
وَقَالَ تَمِيم بن أَبى بن مقبل
(خليلى إِن الرأى فرّقه الْهوى
…
أشيرا برأى مِنْكُمَا الْيَوْم ينفع)
(أأهجر ليلى بعد طول صبَابَة
…
أم أَصْرَم حَبل الْوَصْل مِنْهَا فأقطع)
(أم أرْضى بِمَا قد كنت أَسخط مرّة
…
أم أشْرب رنق الْعَيْش أم كَيفَ أصنع)
200 -
وَقَالَ الْحُسَيْن بن مطير الأسدى
(أَيْن أهل القباب بالدهناء
…
أَيْن جيراننا على الأحساء)
(فارقونا وَالْأَرْض ملبسة نوَر
…
الأقاحي تجاد بالأنواء)
(كل يَوْم بأقحوان جَدِيد
…
تضحك الأَرْض من بكاء السَّمَاء)
201 -
وَقَالَ دعبل بن على الخزاعى
(لَا تعجبى يَا سلم من رجل
…
ضحك المشيب بِرَأْسِهِ فَبكى)
(يَا لَيْت شعرى كَيفَ نومكما
…
يَا صاحبى إِذا دمى سفكا)
(لَا تأخذا بظلامتى أحدا
…
قلبى وطرفى فى دمى اشْتَركَا)
202 -
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولى
(تمر الصِّبَا صفحا بساكن ذى الغضا
…
فيصدع قلبى أَن يهب هبوبها)
203 -
وَقَالَ قيس بن الملوح
(حَلَال لليلى شَتمنَا وانتقاصنا
…
هَنِيئًا ومغفور لليلى ذنوبها)
(وَمَا هجرتك النَّفس يَا ليل عَن قلى
…
قلتك وَلَا أَن قل مِنْك نصِيبهَا)
(وَلَكنهُمْ يَا أحسن النَّاس أولعوا
…
بقول إِذا مَا جِئْت هَذَا حبيبها)
(يقر بعينى قربهَا ويزيدنى
…
بهَا كلفا من كَانَ عندى يعيبها)
(وَكم قَائِل قد قَالَ تب فعصيته
…
وَتلك لعمري تَوْبَة لَا أتوبها)
204 -
وَقَالَ أعرابى
(أَلا يَا شِفَاء النَّفس لَيْسَ بعالم
…
بِهِ النَّاس حَتَّى يعلمُوا لَيْلَة الْقدر)
(سوى رجمهم بِالظَّنِّ وَالظَّن مُخطئ
…
مرَارًا وَمِنْهُم من يُصِيب وَلَا يدرى)
205 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف
(قد سحب النَّاس أذيال الظنون بِنَا
…
وفرّق النَّاس فِينَا قَوْلهم فرقا)
(فكاذب قد رمى بِالظَّنِّ غَيْركُمْ
…
وصادق لَيْسَ يدرى أَنه صدقا)
206 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(خليلى هَل من حِيلَة تعلمانها
…
تسكن وجدا أَو تكفكف مدمعا)
(وَهل سلوة تسلى الْمُحب من الْهوى
…
وتترك مِنْهُ ساحة الصَّبْر بلقعا)
(فَقَالَا نعم طى الفيافى ونشرها
…
إِذا اجتذبا حَبل الغرام تقطعا)
(وَلَيْسَ كَمثل الْيَأْس يدْفع صبوة
…
وَلَا كفؤاد الصب صَادف مطمعا)
(إِذا الْقلب لم يطْمع سلا عَن حَبِيبه
…
وَلَو كَانَ من مَاء الصبابة مترعا)
(فجريت مَا قَالُوا فَلم ألق رَاحَة
…
فأيقنت أَن الْقرب مَا زَالَ أنفعا)
(وَقد زعما أَن الْهوى يذهب الْهوى
…
وَمَا صدقا فى القَوْل حِين تنوعا)
(وَلَيْسَ شِفَاء الصب إِلَّا حَبِيبه
…
وَإِن لم يصل كَانَ التجاور أنفعا)
(تجاريب من قاسى الْهوى فى شبابه
…
وَلم يسل عَنهُ أشيب الرَّأْس أنزعا)
207 -
وَقَالَ أَبُو دهبل الجمحى وتروى لقيس بن معَاذ
(أأترك ليلى لَيْسَ بينى وَبَينهَا
…
سوى لَيْلَة إنى إِذا لصبور)
(عَفا الله عَن ليلى الْغَدَاة فِانها
…
إِذا وليت أمرا على تجور)
(هبونى امْرأ مِنْكُم أضلّ بعيره
…
لَهُ ذمَّة إِن الذمام كَبِير)
(وللصاحب المنزول أعظم حرمةٍ
…
على صَاحب من أَن يضل بعير)
208 -
وَقَالَ آخر
(شَكَوْت فَقَالَت كل هَذَا تبرما
…
بحبى أراح الله قَلْبك من حبى)
(فَلَمَّا كتمت الْحبّ قَالَت لشدما
…
صبرت وَمَا هَذَا بِفعل شجى الْقلب)
(فأدنو فتقصينى فأبعد طَالبا
…
رِضَاهَا فَتعْتَد التباعد من ذنبى)
(فشكواى يؤذيها وصبرى يسوؤها
…
وتجزع من بعدى وتنفر من قربى)
(فيا قوم هَل من حِيلَة تعرفونها
…
أَشِيرُوا بهَا واستوجبوا الْأجر من ربى)
(يَقُولُونَ هَذَا آخر الْعَهْد مِنْهُم
…
فَقلت وَهَذَا آخر الْعَهْد من قلبى)
209 -
وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة
(قضى كل ذى دين فوفى غَرِيمه
…
وَعزة ممطول معنىّ غريمها)
(إِذا سمت نفسى هجرها واجتنابها
…
رَأَتْ غَمَرَات الْمَوْت فِيمَا أسومها)
(إِذا بنت بَان الْعرف إِلَّا أَقَله
…
من النَّاس واستعلى الْحَيَاة ذميمها)
(فِان تمس قد شطت بعزة دارها
…
وَلم ينصرم بالعهد منا زعيمها)
(فقد غادرت فى الْقلب منى زمانة
…
وللعين عبرات سريع سجومها)
(وَمن يبتدع مَا لَيْسَ من خيم نَفسه
…
يَدعه ويغلبه على النَّفس خيمها)
210 -
وَقَالَ حبيب بن أَوْس الطائى
(أما إِنَّه لَوْلَا الخليط المودّع
…
وَربع خلا مِنْهُ مصيف ومربع)
211 -
وَقَالَ مَرْوَان بن أَبى حَفْصَة
(مَا يلمع الْبَرْق إِلَّا حنّ مغترب
…
كَأَنَّهُ من دواعى شوقه وصب)
(أَهلا بطيف لأم السمط أرّقنا
…
وَنحن لَا صدد منا وَلَا كثب)
(ودى على مَا عهدتم فى تجدده
…
لَا الْقلب عَنْكُم بطول النأى يَنْقَلِب)
212 -
وَقَالَ آخر
(ولمّا أَبى إِلَّا جماحا فُؤَاده
…
وَلم يسل عَن ليلى بِمَال وَلَا أهل)
(تسلى بِأُخْرَى غَيرهَا فِاذا الَّتِى
…
تسلى بهَا تغرى بليلى وَلَا تسلى)
213 -
وَقَالَ دعبل الخزاعى
(خبرت الْهوى حَتَّى عرفت أُمُوره
…
وجّربته فى السّر مِنْهُ وفى الْجَهْر)
(فَلَا الْبعد يسلينى وَلَا الْقرب نافعى
…
وفى الطمع الأدواء واليأس لَا يبرى)
214 -
وَقَالَ آخر
(سَأَلت المحبين الَّذين تحملوا
…
تباريح هَذَا الْحبّ فى سالف الدَّهْر)
(فَقَالُوا شِفَاء الْحبّ حب يُزِيلهُ
…
لآخر أَو نأى طَوِيل على هجر)
(فجربت مَا قَالُوا قكنت كمن رجا
…
ضلالا وجهلا يخمد الْجَمْر بالجمر)
215 -
وَقَالَ مرّة بن منقذ الخثعمى
(إِذا رام قلبى هجرها حّل دونه
…
شفيعان من قلبى لَهَا وجلان)
(إِذا قلت لَا قَالُوا بلَى ثمَّ أصبحا
…
جَمِيعًا على الرأى الذى يريان)
216 -
وَقَالَ دَاوُد بن بشر الكلابى
(أتبكى على ريا ونجد وَلنْ ترى
…
بِعَيْنَيْك ريا مَا حييت وَلَا نجدا)
(وَلَا مشرفا مَا عِشْت أنقاء وجرة
…
وَلَا واطئا من ثربهن ثرى جَعدًا)
(وَلَا واجدا ريح الخزامى تسوفها
…
ريَاح الصِّبَا تعلو دكادك أَو وهدا)
(تبدلت من ريا وجارات أَهلهَا
…
قرى نبطيّات يسميننى مردا)
217 -
وَقَالَ آخر
(وقالو بعاد الصب يسلى من الْهوى
…
وَلم تَرَ شَيْئا يُثمر الوجد كالقرب)
(فقد سرت شَرق الأَرْض جهدا وغربها
…
ولججت فى ضيق الحزون وفى الرحب)
(فَمَا زادنى التسيار إِلَّا صبَابَة
…
يكَاد غراما أَن يذوب بهَا قلبى)
218 -
وَقَالَ جَابر بن ثَعْلَب التغلبى
(وَقلت لأصحابى هى الشَّمْس ضوؤها
…
قريب وَلَكِن فى تنَاولهَا بعد)
(هَل الْحبّ إِلَّا زفرَة بعد زفرَة
…
وحر على الأحشاء لَيْسَ لَهُ برد)
(وفيض دموع الْعين يَا مىّ كلما
…
بدا علم من أَرْضكُم لم يكن يَبْدُو)
219 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف
(لعمرى لقد جلبت نظرتى
…
إِلَيْك علىّ بكاء طَويلا)
(فيا وَيْح من كلفت نَفسه
…
بِمن لَا يُطيق إِلَيْهِ سَبِيلا)
(هى الشَّمْس مَسْكَنهَا فى السَّمَاء
…
فعز الْفُؤَاد عزاء جميلا)
(فَلَنْ تَسْتَطِيع إِلَيْهَا الصعُود
…
وَلنْ تَسْتَطِيع إِلَيْك النزولا)
220 -
وَقَالَ ذُو الرمة
(أوانس أما من أردن عناءه
…
فعان وَمن أطلقن فَهُوَ طليق)
(دعون الْهوى ثمَّ ارتمين قُلُوبنَا
…
بأسهم أَعدَاء وَهن صديق)
221 -
وَقَالَ تَوْبَة بن الْحمير الخفاجى
(أروح بِتَسْلِيم عَلَيْك وأغتدى
…
وحسبك بِالتَّسْلِيمِ منى تقاضيا)
(كفى بطلاب الْمَرْء مَا لَا بناله
…
عناء وباليأس المبرح شافيا)
222 -
وَقَالَ عَلْقَمَة بن عَبدة
(هَل مَا علمت وَمَا اسْتوْدعت مَكْتُوم
…
أم حبلها إِذْ نأتك الْيَوْم مصروم)
223 -
وَقَالَ الْأَحْوَص
(إِذا رمت عَنْهَا سلوة قَالَ شَافِع
…
من الْقلب ميعاد السلوّ الْمَقَابِر)
(سَيبقى لَهَا فِي مُضْمر الْقلب والحشى
…
سريرة حب يَوْم تبلى السرائر)
224 -
وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى
(دنت فعل ذى حب فَلَمَّا تبعتها
…
تولّت وردّت حاجتى فِي فؤاديا)
(وحلّت سَواد الْقلب لَا أَنا مبتغ
…
سواهَا وَلَا عَن حبها متراخيا)
(وَقد طَال عهدى بالشباب وظله
…
ولاقيت أَيَّامًا تشيب النواصيا)
(وَلَو دَامَ مِنْهَا وَصلهَا مَا قليتها
…
وَلَكِن كفى بالهجر للحب شافيا)
(وَمَا رابها من رِيبَة غير أَنَّهَا
…
رَأَتْ لِمّتى شابت وشاب لِداتيا)
225 -
وَقَالَ قيس بن الملوح
(ذكرتك والحجيج لَهُم عجيج
…
بِمَكَّة والقلوب لَهَا وجيب)
(فَقلت وَنحن فِي بلد حرَام
…
بِهِ لله أخلصت الْقُلُوب)
(إِلَيْك أَتُوب يَا رَحْمَن مِمَّا
…
جنيت فقد تكاثرت الذُّنُوب)
(وَأما عَن هوى ليلى وتركى
…
زيارتها فانى لَا أَتُوب)
(فَكيف وحبها علق بقلبى
…
أَتُوب إِلَيْك مِنْهَا أَو أونيب)
226 -
وَقَالَ أَبُو حليمة بن رَاشد
(ومستوحش لم يمس فِي دَار غربَة
…
وَلكنه مِمَّن يحب غَرِيب)
(طواه الْهوى واستشعر الْوَصْل غَيره
…
فشطت نَوَاه والمزار قريب)
(سَلام على الدَّار الَّتِى لَا أزورها
…
وَإِن حلّها شخص إلىّ حبيب)
(وَإِن حجبت عَن ناظرى بستورها
…
هوى تحسن الدُّنْيَا بِهِ وتطيب)
(رضيت بسعى الدَّهْر بينى وَبَينه
…
وَإِن لم يكن للعين فِيهِ نصيب)
(ألم تَرَ صمتى حِين بجري حَدِيثه
…
وَقد كنت أدعى باسمه فَأُجِيب)
(أدارى جليسى بالتجلد فِي الْهوى
…
ولى حِين أَخْلو زفرَة ونحيب)
(وَأخْبر عَنْكُم بالذى لَا أحبه
…
ويضحك سنى والفؤاد كئيب)
(مَخَافَة أَن تغرى بِنَا ألسن العدا
…
فيطمع فِينَا كاشح ومعيب)
(كَأَن مجَال الدمع من كل نَاظر
…
على حركات العاشقين رَقِيب)
(وَكم قد أذلّ الْحبّ من متمنع
…
فأضحى وثوب الْعِزّ مِنْهُ سليب)
227 -
وَقَالَ قيس بن الملّوح العامرى
(وأجهشت للتوباذ لما رَأَيْته
…
وَهَلل للرحمن حِين رآنى)
(فَقلت لَهُ أَيْن الَّذين عهدتهم
…
حواليك فِي خفض وَطيب زمَان)
(فَقَالَ مضوا واستبدلوا من دِيَارهمْ
…
وَمن ذَا الذى يبْقى على الْحدثَان)
(وإنى لأبكى الْيَوْم حذرى غَدا
…
فراقك وَالْحَيَّانِ مجتمعان)
(سجالا وتهتانا وَبلا وديمة
…
وسّحا وتسجاما وتنهملان)
228 -
وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة الحطفى
(يَا قلب لَك فِي العزاء فانه
…
قد عيل صبرك والكريم صبور)
229 -
وَقَالَ آخر
(لَئِن كَانَ هَذَا مِنْك حَقًا فاننى
…
مداوى الذى بينى وَبَيْنك بالهجر)
(ومنصرف عَنى انصراف ابْن حرَّة
…
طوى وده والطى أبقى من النشر)
230 -
وَقَالَ بكر بن النطاح وتروى للسمهورى بن الْكُمَيْت بن زيد
(بَيْضَاء تسحب من قيام فرعها
…
وتغيب فِيهِ وَهُوَ جثل أسحم)
(فَكَأَنَّهَا فِيهِ نَهَار سَاطِع
…
وَكَأَنَّهُ ليل عَلَيْهَا مظلم)
231 -
وَقَالَ آخر يزِيد بن الطثرية
(ألهف أَبى لما أدمت لَك الْهوى
…
وأصفيتك الودّ الذى هُوَ ظَاهر)
(وجاهرت فِيك النَّاس حَتَّى أضربى
…
مجاهرتى الْقَوْم الَّذين أجاهر)
(وأنتِ كفى الْغُصْن بَينا يظلنى
…
ويعجبنى إِذْ زعزعته الأعاصر)
(فَصَارَ لغيرى ظلّه وهواؤه
…
ودارت بجسمى بعد ذَاك الهواجر)
232 -
وَقَالَ الرمّاح بن ميادة
(يَقُولُونَ حج الْبَيْت واجتنبت الصِّبَا
…
وصل الضُّحَى والبس طوال القلانس)
(وَكَيف يحجّ الْبَيْت من فى فُؤَاده
…
لحب الغوانى الْبيض أكبر هاجس)
(أحب الغوانى الفاركات بعولها
…
وَإِن كنّ لَا يمنعن رَاحَة لامس)
233 -
وَقَالَ آخر فِي مَعْنَاهُ
(أحب اللواتى فِي صباهن غرَّة
…
وفيهن عَن أَزوَاجهنَّ طماح)
(مسرات حب مظهرات عَدَاوَة
…
تراهن كالمرضى وهنّ صِحَاح)
234 -
وَقَالَ يزِيد بن الطثرية
(بأكنافالحجاز هوى دَفِين
…
يؤرقنى إِذا هدت الْعُيُون)
(فأبكى حِين يهدأ كل خلق
…
بكاء بَين زفرته أَنِين)
(وَمَا جاران مؤتلفان إِلَّا
…
سيفرق بَين جَمعهمَا الْمنون)
235 -
وَقَالَ ابو حكيمة بن رَاشد
(إِذا هاج مثلتك لى المنى
…
فألقاك مَا بينى وَبَيْنك من ستر)
(فديتك لم أَصْبِر ولى فِيك حِيلَة
…
وَلَكِن دعانى الْيَأْس مِنْك إِلَى الصَّبْر)
236 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(وَمَا أحدث النأى المفرّق بَيْننَا
…
سلوّا وَلَا طول اجْتِمَاع تقاليا)
(كَأَن لم يكن إِذا كَانَ بعده
…
تلاق وَلَكِن لَا إخال تلاقيا)
(خليلىّ إِلَّا تبكيا لى ألتمس
…
خَلِيلًا إِذا أنزفت دمعى بكا ليا)
(لقد خفت أَن يلقانى الْمَوْت بَغْتَة
…
وَفِي النَّفس حاجات إِلَيْك كَمَا هيا)
(وددت على حبى الْحَيَاة لَو أَنَّهَا
…
يُزَاد لَهَا فِي عمرها من حياتيا)
237 -
وَقَالَ على بن عَلْقَمَة وَبَعْضهمْ يَجْعَلهَا من قصيدة ورد الجعدى
(إِذا الرّيح من نَحْو الحبيب تنسمت
…
وجدت لمسراها على كبدى بردا)
(على كبد قد كَاد بيدى بهَا الْهوى
…
ندوبا وَبَعض الْقَوْم يحسبنى جلدا)
238 -
وَقَالَ ورد بن ورد الجعدى
(خليلىّ عوجا بَارك الله فيكما
…
وَإِن لم تكن هِنْد لأرضكما قصدا)
(وقولا لَهَا لَيْسَ الضلال أجارنا
…
ولكننا جرنا لنلقاكم عمدا)
(وَإِنَّا على الْعَهْد الذى تعهدينه
…
وَشر عباد الله من نقض العهدا)
(غَدا يكثر الباكون منا ومنكم
…
وتزداد دارى من دِيَاركُمْ بعدا)
(وَقد كَانَ لَوْلَا مَا تجن من الْهوى
…
لنا جَائِزا أَن لَا تراعى لكم ودا)
(تخيرت من نعْمَان عود أراكة
…
لهِنْد وَلَكِن من يبلغهُ هندا)
(فمدت يدا فِي حسن دلّ تناولا
…
إِلَيْهِ وَقَالَت مَا أرى مثل ذَا يهدى)
239 -
وَقَالَ محرّز العقيلى
(قفا يَا صاحبى على الرسوم
…
فَمَا عصر الْمنَازل بالذميم)
(كفى حزنا تفرق قاطنيها
…
وموقفنا على الطلل الْقَدِيم)
(سَلام الله مَا هبّت شمال
…
على ريم بساحتهامقيم)
(وَلَو أَن الدُّمُوع نزحن شوقا
…
نزحن الشوق من قلب سقيم)
(وإنى لَا أَزَال طليح وجد
…
أكفكف حَائِل الدُّمُوع النموم)
(وَإِن الْبَرْق يبْعَث دَاء قلبى
…
وَلَا سِيمَا من أجراع الغميم)
240 -
وَقَالَ أَبُو الْمنْهَال بقيلة الْأَصْغَر جَابر بن عبد الله ابْن عَامر الهلالى
(حَلَفت بربّ مَكَّة والمصلّى
…
وَرب الواقفين غَدَاة جمع)
لأَنْت على التنائى فاعلميه
…
أحبّ إلىّ من بصرى وسمعى)
(لعمرك أننى لأحب سلعا
…
لرؤيتها وَمن أكتاف سلع)
241 -
وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى
(بقيت طلولك يَا أميم على البلى
…
لَا مثل مَا بقيت عَلَيْهِ طلول)
242 -
وَقَالَ الْأَعْشَى نعْمَان بن نجوان التغلبى واسْمه ربيعَة وتروى لعَمْرو بن الْأَيْهَم
(حنت سَلامَة للفراق جمَالهَا
…
كَيْمَا تحب وَمَا أحب زيالها)
(هَذَا النَّهَار بدا لَهَا من همها
…
مَا بالها بِاللَّيْلِ زَالَ زَوَالهَا)
(الْحسن آلفها يبيت ضجيعها
…
وتظل قَاصِرَة عَلَيْهِ ظلالها)
(ظلت تسائل بالمتيم مَاله
…
وهى الَّتِى فعلت بِهِ أفعالها)
243 -
وَقَالَ آخر
(سقى بَلَدا أمست سليمى تحله
…
من المزن مَا يرْوى بِهِ ويسيم)
(وَإِن لم أكن من ساكينيه فانه
…
يحل بِهِ شخص علىّ كريم)
(أَلا حبذا من لَيْسَ يعدل عِنْده
…
لدىّ وَإِن شطّ المزار نعيم)
(وَإِن لامنى فِيهِ حميم وَصَاحب
…
فَرد بغيظ صَاحب وحميم)
244 -
وَقَالَ أحيحة بن الجلاح الأوسي
(يشتاق شوقى إِلَى مليكَة لَو
…
أمست قَرِيبا لمن يطالبها)
(مَا أحسن الْجيد من مليكَة واللبّات إِذْ زانها ترائبها)
(يَا ليتنى لَيْلَة إِذْ هجع النَّاس ونام الْكلاب صَاحبهَا)
(فى لَيْلَة لَا نرىْ بهَا أحدا
…
يسْعَى علينا إِلَّا كواكبها)
(فَمَا ترجى النُّفُوس من طلب الْخَيْر وَحب الْحَيَاة كاذبها)
245 -
وَقَالَ يُوسُف بن يَعْقُوب القرشى
(نظرت وعينى تستهلّ شؤونها
…
وفى الْقلب من خوف الْفِرَاق شؤون)
(إِلَى بارق من دونه الطود مبرق
…
لذى الشوق يخفى تَارَة وَيبين)
(وَكم تَحت ذَاك البارق اللائح الذى
…
تَأَمَّلت من واش علىّ ظنين)
(وَمن ذى هوى حَتَّى هَاجَرت كأننى
…
بهجرانه لخّت علىّ يَمِين)
(كأنى غَدَاة الْبَين من لاعج الْهوى
…
بأسمر مسنون الشباة طعين)
(وَمَا واله مفجوعة بوليدها
…
لَهَا حِين تمسى بالعقال حنين)
(بأوجد منى يَوْم بنت وَقد بدا
…
لعينىّ من بَين الحبيب يَقِين)
(غَدَاة فِرَاق الظاعنين وإننى
…
بِمن لم أودّع مِنْهُم لحزين)
(وَلما تقضى الْحَج وانصرفت بِنَا
…
نوى غربَة عَمَّن نحب شطون)
(رحلنا فشرّقنا وراحوا فغرّبوا
…
فَفَاضَتْ لروعات الْفِرَاق عُيُون)
(فَكيف نرجّى إِن يحّم لقاؤنا
…
وفى كل يَوْم رحلتان تكون)
(فيا عاذلاتىْ إِن أردتنّ سلوتى
…
فَذَلِك شئ مَا أرَاهُ يكون)
(فأمسكن عَنى بالعشى حمائما
…
لَهُنَّ على سوق العضاه رنين)
(أَو أخفين لمع الْبَرْق من نَحْو أرْضهَا
…
إِذا لَاحَ فى دانى البروق هتون)
(أَو اشققن عَن قلبى فأخرجن حبها
…
فقلبى لَهَا مستودع وَأمين)
(أَو اقصرن عَن هَذَا فِان انْصِرَافه
…
إِلَى مُدَّة لَا بُد أَن سَيكون)
246 -
وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى
(بدا حِين سرنا قَاصِدين لأهلنا
…
سنيح فَقَالَ الْقَوْم مرّسنيح)
(وهاب رجال أَن يَسِيرُوا فلجلجوا
…
فَقلت لَهُم قَالَ لدىّ ريح)
(عِقَاب باِعقاب من الدَّار بعد مَا
…
مَضَت نِيَّة لَا تستطاع طريح)
(وَقَالُوا دم دَامَت مَوَدَّة بَيْننَا
…
عْلى رغم واش بالقبيح يبوحْ)
(وَقَالَ صحابى هدهد فَوق بانة
…
هدى وَبَيَان فى الطَّرِيق يلوح)
(وَقَالُوا حمامات فحمّ لقاؤها
…
وطلح فنيلت والمطى طلوح)
(لعيناك يَوْم الْبَين أسْرع واكفا
…
من الفنن الممطور وَهُوَ مروح)
247 -
وَقَالَ جميل بن معمر
(تَعَالَى نبع فى الْعَام يَا بثن ديننَا
…
بدنيا فِانا قَابلا سنتوب)
(فَقَالَت لعّنا يَا جميل نبيعه
…
وآجالنا من دون ذَاك قريب)
248 -
وَقَالَ آخر وَلَعَلَّه لقيس بن الملوح العامرى
(بِمَا نلْت يَا ليلى من الْحسن والبها
…
وَعزة آبَاء كرام جحاجح)
(تَعَالَى نبع دينا بدنيا لذيذة
…
فمتجر أَرْبَاب الْهوى أى رابح)
(ونستغفر الرَّحْمَن من كل مَا جرى
…
وَيرجع منا صَالحا كل صَالح)
249 -
وَقَالَ آخر
(تَعَالَى نبع دينا بدنيا نصِيبهَا
…
ونستغفر الرَّحْمَن فَالْبيع وَاجِب)
(من الدَّهْر يَوْمًا ثمَّ نخلص تَوْبَة
…
نصُوحًا فيعفو رَبنَا أَو يُعَاقب)
(فقد وعد الله التجاوز عَبده
…
إِذا العَبْد لَاقَى ربه وَهُوَ تائب)
250 -
وَقَالَ قيس بن الملوح وتروى لِابْنِ الدمينة
(ونبّئت ليلى أرْسلت بشفاعة
…
إلىّ فَهَلا نفس ليلى شفيعها)
(أأكرم من ليلى علىّ فتبتغى
…
بِهِ الجاه أم كنت امْرأ لَا أطيعها)
251 -
وَقَالَ خَارِجَة
(أشوقا وَلما يسْلك الْبَين مسلكا
…
فَمَا أَنْت إِن شقَّتْ عَصا الْبَين فَاعل)
(هُنَاكَ يحنّ الْقلب حّنة واله
…
ويستنّ مرفضّ من الدمع هاطل)
(وَإِن عّن لى بِاللَّيْلِ ذكرك عّنة
…
هفوت وشاقتنى الرسوم المواحل)
(وأقنع من ليلى باِصقاب دارها
…
وأخدع فِيهَا بالمنى وَهُوَ بَاطِل)
252 -
وَقَالَ جران الْعود واسْمه الْمُسْتَوْرد
(ذكرت الصِّبَا فانهّلت الْعين تذرف
…
وراجعك الشوق الذى كنت تعرف)
253 -
وَقَالَ بشار بن برد
(حَتَّى إِذا بعث الصَّباح فراقنا
…
ورأين من وَجه الظلام صدودا)
(جرت الدُّمُوع وقلن فِيك جلادة
…
عَنَّا ونكره أَن تكون جليدا)
254 -
وَقَالَ آخر
(ليلى المحبين مطوى جوانحه
…
مشمّر الذيل مَنْسُوب إِلَى الْقصر)
(مَا ذَاك إِلَّا لِأَن الصُّبْح يحسدهم
…
فَأطلع الشَّمْس من غيظ على الْقَمَر)
255 -
وَقَالَ ابو الْعَوام بن كَعْب بن زُهَيْر بن أَبى سلمى وَمِنْهُم من ينسبها للحسين بن مطير وَبَعضهَا لكثير وَالْأول أصح
(وخبّرت ليلى بالعراق مَرِيضَة
…
فَأَقْبَلت من مصر إِلَيْهَا أعودها)
(فوَاللَّه مَا أدرى إِذا أَنا جِئْتهَا
…
أأبرئها من دائها أم أزيدها)
(أَلا لَيْت شعرى بَعدنَا هَل تغيّرت
…
ملاحة عينى أم عَمْرو وجيدها)
(لقد كنت جلدا قبل أَن توقد النَّوَى
…
على كبدى نَارا بطيئا حمودها)
(وْلو نزلت نَار الْهوى لتصرمتْ
…
وَلَكِن شوقا كل يَوْم يزيدها)
(وَقد كنت أَرْجُو أَن نموت صبابتى
…
إِذا قدمت أَيَّامهَا وعهودها)
(فقد جعلت فى حَبَّة الْقلب والحشى
…
عهاد الْهوى تولى بشوق يُعِيدهَا)
(بسود نَوَاصِيهَا وحمر أكفهّا
…
وصفر تراقيها وبيض خدودها)
(وَكنت إِذا مَا جِئْت ليلى أزورها
…
أرى الأَرْض تطوى لى وَيَدْنُو بعيدها)
(من الخفرات الْبيض ود جليسها
…
إِذا مَا انْقَضتْ أحدوثة أَن تعيدها)
(مخصّرة الأوساط زانت عقودها
…
بِأَحْسَن مِمَّا زينتها عقودها)
(يمنيننا حَتَّى ترفّ قُلُوبنَا
…
رفيف الخزامى بَات طل يجودها)
(وَتَحْت مجَال الصَّدْر حر بلابل
…
من الشوق لَا يدعى لخطب وليدها)
(حزازات شوق فى الْفُؤَاد وعبرة
…
أظل بأطراف البنان أذودها)
(نظرت إِلَيْهَا نظرة مَا يسرنى
…
بهَا حمر أنعام الْبِلَاد وسودها)
(إِذا جِئْتهَا وسط النِّسَاء منحتها
…
صدودا كَأَن الْقلب لَيْسَ يريدها)
(ولى نظرة بعد الصدود من الجوى
…
كنظرة ثَكْلَى قد أُصِيب وحيدها)
(رفعت عَن الدُّنْيَا المنى غير وَجههَا
…
فَلَا أسأَل الدُّنْيَا وَلَا أستزيدها)
(وَلَو أَن مَا أبقيت منى مُعَلّق
…
بِعُود ثمام مَا تأوّد عودهَا)
256 -
وَقَالَ عبد الله بن الدمينة
(أميم بقلبى من هَوَاك ضمانة
…
وَأَنت لَهَا لَو تعلمين طَبِيب)
(وإنى لتعرونى لذكراك رعدة
…
لَهَا بَين جسمى وَالْعِظَام دَبِيب)
(أحقا عباد الله أَن لست خَارِجا
…
وَلَا والجا إِلَّا علىّ رَقِيب)
(وَلَا زَائِرًا فَردا وَلَا فى جمَاعَة
…
من النَّاس إِلَّا قيل أَنْت مريب)
(وَإِن الْكَثِيب الْفَرد من جَانب الْحمى
…
إلىّ وَإِن لم آته لحبيب)
(وَلَو أَن مَا بى بالحصى فلقّ الْحَصَى
…
وبالريح لم يسمع لَهُنَّ هبوب)
(وَلَو أننى أسْتَغْفر الله كلما
…
ذكرتك لم تكْتب علىّ ذنُوب)
(أما والذى يبلو السرائر كلهَا
…
وَيعلم مَا يَبْدُو بِهِ ويغيب)
(لقد كنت مِمَّا يصطفى النَّاس خلة
…
لَهَا دون خلان الصفاء نصيب)
(يَقُولُونَ من هَذَا الْغَرِيب بأرضنا
…
وأيدى الْهَدَايَا إننى لغريب)
(غَرِيب دَعَاهُ الشوق فاقتاده الْهوى
…
كَمَا قيد عود فى الزِّمَام صَلِيب)
(فَلَا خير فى الدُّنْيَا إِذا أَنْت لم تزر
…
حبيبا وَلم يطرب إِلَيْك حبيب)
(تهيج علىّ الشوق بعد أندماله
…
يَمَانِية علوِيَّة وجنوب)
(بنفسى وأهلى من إِذا عرضوا لَهُ
…
بِبَعْض الْأَذَى لم يدر كَيفَ يُجيب)
(وَلم يعْتَذر عذر البرئ وَلم تزل
…
بِهِ سكتة حَتَّى يُقَال مريب)
(لَك الله إنى وَاصل مَا وصلتنى
…
ومثن بِمَا أوليتنى ومثيب)
257 -
وَقَالَ ذُو الرمة
(وَكنت أرى من وَجه مية لمحة
…
فأبرق مغشيا على مكانيا)
(أصلى فَمَا أدرى إِذا مَا ذكرتها
…
أثنتين صليت العشا أم ثمانيا)
(وَإِن سرت فى الأَرْض الفضاء حسبتنى
…
ادارى رحلى أَن يمِيل حياليا)
(يَمِينا إِذا كَانَت يَمِينا وَإِن تكن
…
شمالا يجاذبنى الْهوى عَن شماليا)
258 -
وَقَالَ آخر
(طرقتنى فى خُفْيَة واكتتام
…
من رَقِيب وحاسد وغيور)
(فأبان الحلى وَالطّيب عَمَّا
…
سترته من أمرنَا المستور)
259 -
وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْأَحْنَف
(قلت الزِّيَارَة قَالَت وهى ضاحكة
…
الله يعلم فِيهَا كنه إضمارى)
(فَكيف أصنع بالواشين لَا سلمُوا
…
والعنبر الْورْد يَأْتِيهم بأخبارى)
260 -
وَقَالَ يزِيد الغوانى العجلى وَهُوَ ابْن سُوَيْد بن حطَّان من بنى بهثة
(سرت عرض ذى قار إِلَيْنَا فصدقت
…
أَحَادِيث للواشى بِهن دَبِيب)
(أَحَادِيث سدّاها شبيب ونارها
…
وَإِن كَانَ لم يسمع بِهن شبيب)
261 -
وَقَالَ عدى بن زيد العبادى
(بكر العاذلون فى وضح الصُّبْح يَقُولُونَ لى أَلا تستفيق)
(ويلومون فِيك يَا ابْنة عبد الله
…
وَالْقلب عنْدكُمْ موثوق)
(لست أدرى إِذْ أَكْثرُوا العذل فِيهَا
…
أعدو يلومنى أم صديق)
(زانها وَجههَا وَفرع عميم
…
وأثيث صلت الجبين أنيق)
(وثنايا مفلجات عِذاب
…
لَا قصار ترى وَلَا هن روق)
(فدعوا بالصبوح يَوْمًا فَجَاءَت
…
فينة فى يَمِينهَا إبريق)
(قَدمته على عقار كعين الديك
…
صفى سلافها الراووق)
(مرّة قبل مزجها فِاذا مَا
…
مزجت لذّ طعمها من يَذُوق)
(وطفا فَوْقهَا فواقع كاليا
…
قوت حمر يزينها التصفيق)
(ثمَّ كَانَ المزاج مَاء غمام
…
غير مَا آجن وَلَا مطروق)
262 -
وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة
(بسطت كفى نحوكم سَائِلًا
…
مَاذَا تردون على السَّائِل)
(إِن لم تنيلوه فقولو لَهُ
…
قولا جميلا بدل النائل)
(أَو كُنْتُم الْآن على عسرة
…
مِنْكُم فمّنوه إِلَى قايل)
263 -
وَقَالَ ابو بكر بن عبد الرَّحْمَن الزهرى
(وَلما نزلنَا منزلا طله الندى
…
أنيقا وبستانا من النُّور حاليا)
(أجدّ لنا طيب الْمَكَان وحسبنه
…
منى فتمنينا فكنتِ الأمانيا)
264 -
وَقَالَ آخر
…
وَلَو قيل لى مَاذَا على الله تشْتَهى
…
لَقلت وَلم أعدل بهَا أحدا ريا)
(أنال الرِّضَا من لثمها وتنيلنى
…
على ظمأ من خمر ريقتها ريا)
265 -
وَقَالَ خُلَيْد مولى الْعَبَّاس بن مُحَمَّد
(أما والراقصات بِذَات عرق
…
وَمن صلىّ بنعمان الْأَرَاك)
266 -
وَقَالَ ماجد بن مُخَارق الغنوى
(فَلَمَّا اسْتَقَلت شرعهم وتحرشت
…
بهَا الرّيح أبديت الذى كنت أكتم)
(سأبكيك بِالْعينِ الَّتِى قادت الْهوى
…
إِلَى الْقلب حَتَّى يعقب الدمعة الدَّم)
267 -
وَقَالَ الْحَارِث بن وابصة الكنانى
(لقد كدت لَوْلَا أننى أملك الأسى
…
وتعترض الأحزان بى ثمَّ أَصْبِر)
(أحن حنين الواله الطَّرب الذى
…
ثنى شجوه بعد الحنين التَّذَكُّر)
268 -
وَقَالَ قيس بن الملوح
(إِلَى الله أَشْكُو نِيَّة شقَّتْ الْعَصَا
…
هى الْيَوْم شَتَّى وهى أمس جَمِيع)
(أيا حرجات الدَّار حَيْثُ تحملوا
…
بذى سلم لَا جادكن ربيع)
(وَلَو لم يهجنى الظاعنون لهاجنى
…
حمائم ورق فى الديار وُقُوع)
(تداعين فاستبكين من كَانَ ذَا هوى
…
نوائح مَا تجرى لَهُنَّ دموع)
(وَإِن انهمال الدمع يَا ليل كلما
…
ذكرتك وحدى خَالِيا لسريع)
(مضى زمن وَالنَّاس يستشفعون بى
…
فَهَل لى ليلى الْغَدَاة شَفِيع)
(نَدِمت على مَا كَانَ منى فقدتنى
…
كَمَا ينْدَم المغبون حِين يَبِيع)
(عدمتك من نفس شُعَاع فِاننى
…
نهيتك عَن هَذَا وَنحن جَمِيع)
(فقربتِ لى غير الْقَرِيب وأشرقت
…
ْثنايا عذابْ مَا لَهُنَّ طُلُوع)
269 -
وَقَالَ كثير عزة
(فَمَا رَوْضَة بالحزن طيبَة الثرى
…
يمج الندى جنجاثها وعرارها)
(بأطيب من أردان عزة موهنا
…
وَقد أوقدت بالمندل الرطب نارها)
(لَهَا أرج بعد الهدوء كَأَنَّمَا
…
تلاقت بهَا عّطارها وتجارها)
(منعمة لم تدر مَا عَيْش شقوة
…
وفى المنصب العالى الرفيع نجارها)
(هى الْعَيْش مَا لاقتك يَوْمًا بودها
…
وَمَوْت إِذا لافاك مِنْهَا ازوارارها)
(وإنى وَإِن شّطت نَوَاهَا لحافظ
…
لَهَا حَيْثُ حلت واستقرّ قَرَارهَا)
270 -
وَقَالَ الْأَعْشَى مَيْمُون
(عهدى بهَا فى الحى قد سربلت
…
بَيْضَاء مثل المهرة الضامر)
271 -
وَقَالَ ذُو الرمة
(خليلى عدّا حاجتى من هواكما
…
ومَن ذَا يواسى النَّفس إِلَّا خليلها)
(ألما بمىّ قبا أَن تطرح النَّوَى
…
بِنَا مطرحا أَو قبل بَين يزيلها)
(وَإِن لم يكن إِلَّا تعلل سَاعَة
…
قَلِيلا فِانى نَافِع لى قليلها)
(لقد اُشربت نفسى لمىّ مَوَدَّة
…
تقضى الليالى وهى بَاقٍ وسيلها)
(كأنى أَخُو جريالة بابلية
…
من الراح دبت فى الْعِظَام شمولها)
272 -
وَقَالَ كثير بن أَبى جُمُعَة
(وَكنت امْرأ بالغور منى لبانة
…
وبالجلس أُخْرَى مَا تعيد وَمَا تبدى)
(فعين تكر الطّرف نَحْو تهَامَة
…
وَعين تكر الطّرف شوقا إِلَى نجد)
(فأبكى على هِنْد إِذا هى فَارَقت
…
وأبكى على دعد إِذا بنت عَن دعد)
(فَلَا تلحيانى إِن جزعت فَمَا أرى
…
على زفرات الْحبّ من أحد جلد)
273 -
وَقَالَ قيس بن ذريح الكنانى
(أَلا يَا غراب الْبَين قد طِرت بالذى
…
أحاذر من ليلى فَمَا أَنْت صانع)
(كَأَن بِلَاد الله مَا لم تكن بهَا
…
وَإِن حل فِيهَا الْخلق وَحش بَلَاقِع)
(لقد كنت أبكى والنوى مطمئنة
…
بِنَا وبكم من علم مَا الْبَين صانع)
(وأهجركم هجر البغيض وحبكم
…
على كبدى مِنْهُ كلوم صوادع)
(أقضى نهارى بِالْحَدِيثِ وبالمنى
…
ويجمعنى والهم بِاللَّيْلِ جَامع)
(نهارى نَهَار النَّاس حَتَّى إِذا بدا
…
لى اللَّيْل هزّتنى إِلَيْك الْمضَاجِع)
(لقد ثبتَتْ فى الْقلب مِنْك محبَّة
…
كَمَا ثبتَتْ فى الراحتين الْأَصَابِع)
(فَمَا كل مَا منّتك نَفسك خَالِيا
…
يلاقى وَمَا كل الْهوى أَنْت تَابع)
(وَلَيْسَ لأمر حاول الله جمعه
…
مُشتّ وَلَا مَا فرّق الله جَامع)
(طمعتَ بليلى أَن تريع وَإِنَّمَا
…
تقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع)
274 -
وَقَالَ جميل بن معمر العذرى
(أَلا ليتنا نحيا جَمِيعًا وَإِن نمت
…
يواف لَدَى الْمَوْتَى ضريحى ضريحها)
(فَمَا أَنا فى طول الْحَيَاة براغب
…
إِذا قيل قد سُوّى عَلَيْهَا صفيحها)
275 -
وَقَالَ تَوْبَة بن الْحمير الخفاجى
(حمامة بطن الواديين ترنمّى
…
سقاك من الغر الغوادى مطيرها)
(أبينى لنا لَا زَالَ ريشك نَاعِمًا
…
وَلَا زلت فى خضراء غض نضيرها)
(وَكنت إِذا مَا جِئْت ليلى تبرقعت
…
فقد رابنى مِنْهَا الْغَدَاة سفورها)
(وَقد رابنى مِنْهَا صدود رَأَيْته
…
وإعراضها عَن حاجتى وبسورها)
(وأشرفت فى القور اليفاع لعلنى
…
أرى نَار ليلى أَو يرانى بصيرها)
(يَقُول أنَاس لَا يضيرك نأيها
…
بلَى كل مَا شف النُّفُوس يضيرها)
(أَلَيْسَ يضير الْعين أَن تكْثر البكا
…
ويُمنع مِنْهَا نومها وسرورها)
(يقر بعينى أَن أرى العيس تعتلى
…
بِنَا نَحْو ليلى وهى تجرى صفورها)
(أرى الْيَوْم يأتى دون ليلى كَأَنَّمَا
…
أَتَت حجج من دونهَا وشهورها)
(لكل لِقَاء نلتقيه بشاشة
…
وَإِن كَانَ حولا كل يَوْم أزورها)
(لقد زعمت ليلى بأنى فَاجر
…
لنفسى تقاها أَو عَلَيْهَا فجورها)
(أمخترمى ريب الْمنون وَلم أزر
…
عذارىّ من هَمدَان بيض نحورها)
(ينؤن بأرداف ثقال وأسوق
…
خدال وأقدام لطاف خصورها)
276 -
وَقَالَ جرير بن الخطفى
(مَتى كَانَ الْخيام بذى طلوح
…
سُقيتِ الْغَيْث أيتها الْخيام)
277 -
وَقَالَ الرماح بن ميادة
(فوَاللَّه مَا أدرى أيغلبنى الْهوى
…
إِذا جدّ الْبَين أم أَنا غالبه)
(فِان أستطع أغلب وَإِن يغلب الْهوى
…
فَمثل الذى لَا قيت يُغلب صَاحبه)
(وأشفق من وَشك الْفِرَاق وإننى
…
أَظن لمحمولُ عَلَيْهِ فراكبه)
278 -
وَقَالَ مُضرس بن قرط
(فأقسم لَوْلَا أَن تَقول عشيرتى
…
صبا بسليمى وَهُوَ أشمط راجف)
(لخفّت إِلَيْهَا من بعيد مطيتى
…
وَلَو ضَاعَ من مالى تليد وطارف)
(ذكرت سليمى ذكرة فَكَأَنَّمَا
…
أصَاب بهَا إِنْسَان عينىّ طارف)
(أَلا إِنَّمَا العينان للقلب رائد
…
فَمَا تألف العينان فالقلب آلف)
279 -
وَقَالَ آخر
(أَلا هَل إِلَى مىّ سَبِيل وَسَاعَة
…
تكلمنى فِيهَا من الدَّهْر خَالِيا)
(فأشفى نفسى من تباريح مَا بهَا
…
فِان كلاميها شِفَاء لما بيا)
280 -
وَقَالَ يحيى بن طَالب الحنفى
(أيا أَثلَاث القاع من بطن وجرة
…
حنينى إِلَى أظلالكن طَوِيل)
(وَيَا أَثلَاث القاع قد ملّ رفقتى
…
مسيرى فَهَل فى ظلكن مقيل)
(وَيَا أَثلَاث البان قلبى موكّل
…
بكن وجدوى خيركن قَلِيل)
(أَلا هَل إِلَى نشر الخزامى ونظرة
…
إِلَى قرقرى قبل الْمَمَات سبيلْ)
(أحدث عَنْك النَّفس أَن لست رَاجعا
…
إِلَيْك فحزنى فى الْفُؤَاد دخيل)
(أُرِيد هبوطا نحوكم فيردنى
…
إِذا رمته دين علىّ ثقيل)
281 -
وَقَالَ ذُو الرمة
(خليلى عوجا من صُدُور الرَّوَاحِل
…
بجمهور حزوى فابكيا فى الْمنَازل)
282 -
وَقَالَ أَيْضا
(إِذا غيّر النأى المحبين لم يكد
…
رسيس الْهوى من حب ميّة يبرح)
283 -
وَقَالَ يزِيد بن الطثرية
(أيا خلة النَّفس الَّتِى لَيْسَ دونهَا
…
لنا من أخلاء الصفاء بديل)
(وَيَا من كتمنا حبه لم يطع بِهِ
…
عذول وَلم يُؤمن عَلَيْهِ دخيل)
(أما من مقَام أشتكى غربَة النَّوَى
…
وَخَوف العدى فِيهِ إِلَيْك سَبِيل)
(فديتك أعدائى كثير وشّقتى
…
بعيد وأنصارى إِلَيْك قَلِيل)
(وَكنت إِذا مَا جِئْت جِئْت بعلة
…
فأفنيت علاتى فَكيف أَقُول)
(فَمَا كل يَوْم لى بأرضك حَاجَة
…
وَلَا كل يَوْم لى إِلَيْك رَسُول)
(فَلَا تحملى ذنبى وَأَنت ضَعِيفَة
…
فَحمل دمى يَوْم الْحساب يطول)
284 -
وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله النميرى
(تضّوع مسكا بطن نعْمَان إِذْ مشت
…
بِهِ زَيْنَب فى نسْوَة عطرات)
(مررن بفخ ثمَّ رحن عَشِيَّة
…
يلبّين للرحمن معتمرات)
(فَلم تَرَ عينى مثل سرب رَأَيْته
…
خرجن من التَّنْعِيم مؤتجرات)
(جلون وُجُوهًا لم تلحها سمائم
…
حرور وَلم يسفعن بالسبرات)
(فَقلت يعافير الظباء تناولت
…
يناع غصون المرد مهتصرات)
(تقنصن لبَىّ يَوْم نعْمَان إننى
…
رَأَيْت فؤادى عادم النظرات)
(وَلما رَأَتْ ركب النميرى راعها
وَكن مَتى يلقينه حذرات)
(دعت نسْوَة شم العرانين بُدّنا
…
نواعم لَا شعث وَلَا غبرات)
(فأرخين حَتَّى جَاوز الركب دونهَا
…
حِجَابا من القسى والحبرات)
(فكدت اشتياقا نَحْوهَا وصبابة
…
تقطع نفسى دونهَا حسرات)
(فراجعت نفسى والحفيظة بعد مَا
…
بللت رِدَاء العصب بالعبرات)
(أعَان الذى فَوق السَّمَاوَات عَرْشه
…
أوانس بالبطحاء مؤتزرات)
(يخمّرن أَطْرَاف البنان من التقى
…
ويخرجن شطر اللَّيْل مُعْتَجِرَات)
285 -
وَقَالَ أَبُو دهبل الجمحى وتروى لعبد الرَّحْمَن بن حسان الأنصارى
(طَال ليلى وبتّ كالمحزون
…
ومللت الثواء فى جيرون)
(ولتلك اغتربت فى الشَّام حَتَّى
…
ظن أهلى مرجّمات الظنون)
(فَبَكَتْ خشيَة التَّفَرُّق جمل
…
كبكاء القرين إِثْر القرين)
(وهى زهراء مثل لؤلؤة الغوّاص
…
صيغت من جَوْهَر مَكْنُون)
(وَإِذا مَا نسبتها لم تجدها
…
فى سناء من المكارم دونى)
(وَلَقَد قلت إِذْ تطاول ليلى
…
وتقلبّت ليلتى فى فنون)
(لَيْت شعرى أَمن هوى طَار نومى
…
أم برانى ربى قصير الجفون)
(ثمَّ خَاصرتهَا إِلَى الْقبَّة الخضراء
…
تمشى فى مرمر مسنون)
(قبَّة من مراجل نصبوها
…
عِنْد حد الشتَاء فى قيطون)
(وقباب قد اشرجت وبيوت
…
ُنْطُقها بالريحان والزرجون)
(تجْعَل الندّ واليلنجوج والمسك
…
صلاء لَهَا على الكانون)
(ثمَّ فارقتها على خير ماكان
…
قرين مفارقا لقرين)
286 -
وَقَالَ قيس بن الملوح
(وُعّلقت ليلى وهى ذَات ذؤابة
…
وَلم يبد للأتراب من ثديها حجم)
(صغيرين نرعى البهم يَا لَيْت أننّا
…
إِلَى الْآن لم نكبَر وَلم يكبر البهم)
287 -
وَقَالَ يزِيد بن الطثرية
(وَلَا بَأْس بالهجر الذى لَيْسَ بالقلى
…
إِذا اشتجرت عِنْد الحبيب شواجره)
(وَلَكِن مثل الْمَوْت هجران ذى الْهوى
…
حذار الأعادى والحبيب يجاوره)
288 -
وَقَالَ آخر
(لعمرك مَا الهجران أَن تبعد النَّوَى
…
باِلفين دهرا ثمَّ يَجْتَمِعَانِ)
(ولكنما الهجران أَن تجمع النَّوَى
…
وَيمْنَع منى من أرى ويرانى)
289 -
وَقَالَ قَائِد بن الْمُنْذر القشيرى
(هَل الوجد إِلَّا أَن قلبى لَو دنا
…
من الْجَمْر قيد الرمْح لاحترق الْجَمْر)
290 -
وَقَالَ آخر
(سقى الْعلم الْفَرد الذى فى ظلاله
…
غزالان مكحولان مؤتلفان)
(أرعتهما صيدا فَلم أستطعهما
…
ورميًا فقاتل وَقد قتلانى)
291 -
وَقَالَ عُرْوَة بن حزَام
(وإنى لتعرونى لذكراك رعدة
…
لَهَا بَين جسمى وَالْعِظَام دَبِيب)
(وَمَا هُوَ إِلَّا أَن أَرَاهَا فجاءة
…
فأبهت حَتَّى لَا أكاد اُجيب)
(وأصدف عَن رأيى الذى كنت أرتئى
…
وأنسى الذى أَعدَدْت حِين تغيب)
(وَيظْهر قلبى عذرها ويعينها
…
علىّ فَمَا لى فى الْفُؤَاد نصيب)
(وَقد علمت نفسى مَكَان شفائها
…
قَرِيبا وَهل مَا لَا ينَال قريب)
(حَلَفت بِرَبّ الراكعين لرَبهم
…
خشوعا وَفَوق الراكعين رَقِيب)
(لَئِن كَانَ برد المَاء حرّان صاديا
…
إلىّ حبيباً إِنَّهَا لحبيب)
292 -
وَقَالَ الرّماح بن ميّادة
(أَبيت أمنى النَّفس من لاعج الْهوى
…
إِذا كَانَ برح الشوق يتلفها وجدا)
(منى إِن تكن حَقًا تكن أحسن المنى
…
وَإِلَّا فقد عِشْنَا بهَا زَمنا رغدا)
(أمانىّ من سعدى عِذابا كَأَنَّمَا
…
سقتنا بهَا سعدى على ظمأ بردا)
(أَلا حبذا سعدى على فرط حبها
…
وإخلافها بعد المطال لنا وَعدا)
293 -
وَقَالَ ابْن الدمينة
(خليلى! زورا بى أُمَيْمَة فاجلوا
…
بهَا بضرى أَو غمرة عَن فؤاديا)
(فقد طَال هجرانى أُمَيْمَة أبتغى
…
رضَا النَّاس لَا ألْقى من النَّاس رَاضِيا)
294 -
وَقَالَت صاحبته محيبة لَهُ
(أيا حسن الْعَينَيْنِ أَنْت قتلتنى
…
وَيَا فَارس الخيلين أَنْت شفائيا)
(ورغبَتنى الظمء الطَّوِيل بِشَربَة
…
على ظمأ لم تشف منى فؤاديا)
295 -
وَقَالَ بشار بن برد
(يَا قرّة الْعين إنى لَا أسميكِ
…
أكنى بِأُخْرَى أسميها وأعنيك)
(أخْشَى عَلَيْك من الْجِيرَان حاسدة
…
أوسهم غيران يرمينى ويرميك)
(يَا أطيب النَّاس ريقا غير مختبر
…
إِلَّا شَهَادَة أَطْرَاف المساويك)
(منيتنا زورة فى النّوم وَاحِدَة
…
فاثنى وَلَا تجعلها بَيْضَة الديك)
(يَا رَحْمَة الله حلى فى مَنَازلنَا
…
حسبى برائحة الفردوس من فِيك)
(إِن الذى رَاح مغبوطا براحته
…
كف تمسك أَو كف تعاطيك)
(أغراك بالبخل قلب لَا يلين لنا
…
يَا ليته مرّة بالجود يغريك)
(قَالَت ملكت وَلم تملك فَقلت لَهَا
…
مَا كل مالكة تزرى بمملوك)
(إِذا بخلت وَلم تعطين من سَعَة
…
فَمن يؤمل مَعْرُوف الصعاليك)
296 -
وَقَالَ مُسلم بن جُنْدُب
(طرقتك زَيْنَب والركاب مناخة
…
بَين المخارم والندى يتصبب)
(بثينة العلمين وَهنا بَعْدَمَا
…
خَفق السماك وجاوزته الْعَقْرَب)
(فتحية وسلامة لخيالها
…
وَمَعَ التَّحِيَّة والسلامة مرحب)
(أنَّى اهتديت وَمن هداك ودوننا
…
أجأٌ فرملة عالج فالمرقب)
(إِن كَانَ أهلك يمنعونك رَغْبَة
…
عَنى فقومى بى أضن وأرغب)
(أَو لَيْسَ لى قرناء إِن أقصيتنى
…
حدبوا علىّ وَفِيهِمْ مستعتب)
(فلئن دَنَوْت لأدنون بعفة
…
وَلَئِن نأيت فَمَا ورائى أرحب)
(يَأْبَى وجّدك أَن أكون مذمما
…
عقل أعيش بِهِ وقلب قُلبّ)
297 -
وَقَالَ جميل بن معمر
(لما دنا الْبَين بَين الحى واقتسموا
…
حَبل النَّوَى فَهُوَ فى أَيْديهم قطع)
(جَادَتْ بأدمعها سلمى وأعجلنى
…
وَشك الْفِرَاق فَمَا أبقى وَمَا أدع)
(يَا قلب وَيحك مَا سلمى بذى سلم
…
وَلَا الزَّمَان الذى قد فَاتَ مرتجع)
(أكلما بْان ركبْ لَا تلائمهم
…
وَلَا يبالون أَن يشتاق من فجعوا)
(علقتنى بهوى مِنْهُم فقد جعلت
…
من الْفِرَاق حَصَاة الْقلب تنصدع)
298 -
وَقَالَ عُرْوَة بن الْورْد الكنانى
(سقى سلمى وَأَيْنَ ديار سلمى
…
إِذا كَانَت مجاورة السرير)
(وَقَالُوا مَا تشَاء فَقلت ألهو
…
إِلَى الإصباح آثر ذى أثير)
(بآنسة الحَدِيث رضاب فِيهَا
…
بعيد النّوم كالعنب الْعصير)
(سقونى النسء ثمَّ تكنفونى
…
عداة الله من كذب وزور)
(فيا للنَّاس كَيفَ خلبت نفسى
…
على شئ ويكرهه ضميرى)
299 -
وَقَالَ كثير عزة
(أَقُول لماء الْعين أمعن لَعَلَّه
…
بِمَا لَا يرى من غَائِب الوجد يشْهد)
(فَلم أدر أَن الْعين قبل فراقها
…
غَدَاة الشبا من لاعج الشوق تجمد)
(وَلم أر مثل الْعين ضنت بِمَائِهَا
…
علىّ وَلَا مثل على الدمع يحْسد)
300 -
وَقَالَ أَبُو هفان المهزمى
(لما ثنت جيد الغزال وأعرضت
…
أَرَاك الْهوى فى لحظها لحظ عَاتب)
(فَلم أدر مَا العتبى وَلَا كنت مذنبا
…
سوى أننى مستشعر ثوب تائب)
(وَمَا لحظتك الْعين منى بنظرة
…
فتقلع إِلَّا عَن دموع سواكب)
(وإنى لأستدعى بك الْحزن والبكا
…
إِذا غاض دمعى عِنْد بعض المصائب)
310 -
وَقَالَ آخر وتروى لذى الرّمة
(وقفت على ربع لمية ناقتى
…
فَمَا زلت أبكى عِنْده وأخاطبه)
(وأسقيه حَتَّى كَاد مِمَّا أبثه
…
تكلمنى أحجاره وملاعبه)
(وَقد حَلَفت بِاللَّه مية مَا الذى
…
أَقُول لَهَا لَا الذى أَنا كاذبه)
(إِذا فرمانى الله من حَيْثُ لَا أرى
…
وَلَا زَالَ فى دارى عَدو أجانبه)
(إِذا رَاجَعتك القَوْل مية أَو بدا
…
لَك الموجه مِنْهَا أَو نضى الدرْع سالبه)
(فيا لَك من خد أسيل ومنطق
…
رخيم وَمن خلق تعلل جادبه)
302 -
وَقَالَ مُزَاحم العقيلى
(أفى كل يَوْم أَنْت من غربَة النَّوَى
…
إِلَى الشم من أَعْلَام ميلاء نَاظر)
(بعمشاء من طول الْبكاء كَأَنَّمَا
…
بهَا خزر أَو طرفها متخازر)
(تمنى المنى حَتَّى إِذا نَالَتْ المنى
…
بدا واكف من دمعها متبادر)
303 -
وَقَالَ الْأَحْوَص
(يَا بَيت عَاتِكَة الَّتِى أتعزل
…
حذر العدى وَبِه الْفُؤَاد موكّل)
(هَل عيشنا بك فى زَمَانك رَاجع
…
فَلَقَد تفاحش بعْدك المتعلل)
(إنى لأمنحك الصدود وإننى
…
قسما إِلَيْك مَعَ الصدود لأميل)
(وأصد عَنْك وَمَا الصدود لبغضة
…
إِلَّا مَخَافَة كاشح لَا يعقل)
(إِن الشَّبَاب وعيشنا العذب الذى
…
كُنَّا بِهِ وَمنا نسر ونجذل)
(ولّت بشاشته وَأصْبح ذكره
…
شجنا يعل بِهِ الْفُؤَاد وينهل)
304 -
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى
(يَا بَيت دهماء الذى أتجنب
…
ذهب الزَّمَان وحبها لَا يذهب)
305 -
وَقَالَ ذُو الرّمة غيلَان
(أَلا يَا اسلمى يَا دَار مىّ على البلى
…
وَلَا زَالَ منهلا بجرعائك الْقطر)
306 -
وَقَالَ الشنفرى الأزدى جاهلى
(أُمَيْمَة لَا يخزى نثاها جليسها
…
إِذا ذكر النسوان عفت وجلت)
307 -
وَقَالَ ذُو الرّمة غيلَان
(أمنزلتى مى سَلام عَلَيْكُمَا
…
هَل الأزمن اللاتى مضين رواجع)
308 -
وَقَالَ الْحَارِث بن خَالِد بن العاصى المخزومى
(أظليم إِن مصابكم رجلا
…
أهْدى السَّلَام تَحِيَّة ظلم)
(أقصيته وَأَرَادَ وصلكم
…
فليهنه إِذْ جَاءَهُ السّلم)
(لفّاء ممكور مخلخلها
…
عجزاءْ لَيْسَ لعظمها حجم)
(وَكَأن غَالِيَة تباشرها
…
تَحت الثِّيَاب إِذا صغا النَّجْم)
309 -
وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى
(دَعَوْت إِلَه الْعَرْش مولى مُحَمَّد
…
ليجمع شعبًا أَو يقرّب نَائِيا)
310 -
وَقَالَ الفرزدق
(ألم تَرَ أَنى يَوْم جوّ سويقة
…
بَكَيْت فنادتنى هنيدة مَا ليا)
311 -
وَقَالَ قيس بن المّلوح وفيهَا أَبْيَات تنْسب إِلَى قيس بن ذريح وَإِلَى جميل بن معمر العذرى
(وخبرتمانى أَن تيماء منزل
…
لليلى إِذا مَا الصَّيف ألْقى المراسيا)
(فهذى شهور الصَّيف عَنَّا قد انْقَضتْ
…
فَمَا للنوى ترمى بليلى المراميا)
(أعد الليالى والشهور وَلَا أرى
…
غرامى بكم يزْدَاد إِلَّا تماديا)
(فيا جبلى نعْمَان إِن آن بعدهمْ
…
فِانى سأكسوك الدُّمُوع الجواريا)
(فَلَو كَانَ واش بِالْيَمَامَةِ دَاره
…
ودارى بِأَعْلَى حَضرمَوْت اهْتَدَى ليا)
(فِان تمنعوا ليلى وَحسن حَدِيثهَا
…
فَلَنْ تمنعوا منى البكا والقوافيا)
(فَهَلا منعتم إِذْ منعتم حَدِيثهَا
…
خيالا يوافينى على النأى شافيا)
(يَقُولُونَ ليلى أهل بَيت عَدَاوَة
…
بنفسى ليلى من عَدو وَمَا ليا)
(وَأَنت الَّتِى مَا من صديق وَلَا عدى
…
يرى نضو مَا أبقيت إِلَّا رثى ليا)
(أَلا أَيهَا الركب اليمانون عرّجوا
…
علينا فقد أَمْسَى هواى يَمَانِيا)
(أسايلكم هَل سَالَ نعْمَان بَعدنَا
…
وَحب إِلَيْنَا بطن نعْمَان وَاديا)
(خليلىّ لَا وَالله لَا أملك البكا
…
إِذا علم من أَرض لَيْلَة بدا ليا)
كَأَن لم يكن بَين إِذا كَانَ بعده
…
تلاق وَلَكِن لَا إخال التلاقيا)
(لقد كنت أعلو حب ليلى فَلم يزل
…
بى النَّقْض والإبرام حَتَّى علانيا)
312 -
وَقَالَ بعض بنى فَزَارَة
(وعود قَلِيل الذَّنب عاودت ضربه
…
إِذا هاج شوقى من معاهدها ذكر)
(وَقلت لَهُ ذلفاء وَيحك سيبت
…
لَك الضَّرْب فاصبر إِن عادتك الصَّبْر)
(وَأعْرض حَتَّى يحْسب النَّاس أَنما
…
بى الهجر لَا وَالله مَا بى لَك الهجر)
(وَلَكِن أروض النَّفس أنظر هَل لَهَا
…
إِذا فَارَقت يَوْمًا أحبتها صَبر)
313 -
وَقَالَ زُهَيْر بن جناب
(إِذا مَا شِئْت أَن تسلو حبيبا
…
فَأكْثر دونه عدد الليالى)
(فَمَا سلّى حَبِيبك مثل نأى
…
وَلَا أبلى جديدك كابتذال)
314 -
جَوَابه وَلَكِن مَا عرف لمن
(لقد أكثرت فى عدد الليالى
…
وخلت بأننى أنسى الحبيبا)
(فَلم تفد النَّوَى غير اشتياق
…
رَأَيْت للفظه معنى عجيبا)
315 -
وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْعَبَّاس الصولى
(لَا يمنعنّك خفض الْعَيْش فى دعة
…
نزوع نفس إِلَى أهل وأوطان)
(تلقى بِكُل بِلَاد إِن حللت بهَا
…
أَهلا بِأَهْل وجيرانا بجيران)
316 -
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب الهذلى
(جمالك أَيهَا الْقلب القريح
…
ستلقى من تحبّ فتستريح)
317 -
وَقَالَ أَيْضا
(أَلا زعمت أَسمَاء أَن لَا احبها
…
فَقلت بلَى لَوْلَا ينازعنى شغلى)
318 -
وَقَالَ مُسلم بن الْوَلِيد
(مَرِيضَة أثْنَاء التهادى كَأَنَّمَا
…
تخَاف على أحشائها أَن تقطعا)
(تسيب انسياب الأيم أخصره الندى
…
فَرفع من أعطافه مَا ترفعا)
(تأملتها مغترة فَكَأَنَّمَا
…
رَأَيْت بهَا من سنة الْبَدْر مطلعا)
(إِذا مَا مَلَأت الْعين مِنْهَا ملأتها
…
من الدمع حَتَّى أنزف الدمع أجمعا)
319 -
وَقَالَ آخر
(فقمن بطيئا مشيهن تأوّدا
…
على قضب قد ضَاقَ مِنْهُ خلاخله)
(كَمَا هزّت المرّان ريح فحركت
…
أعالى مِنْهُ وارجحنّت أسافله)
320 -
وَقَالَ ابو نواس بن هَانِئ الحكمى
(بانوا وَفِيهِمْ شموس دجن
…
تنعل أَقْدَامهَا الْقُرُون)
(تعوم أعجازهن عوما
…
وتنثنى فَوْقهَا الْمُتُون)
321 -
وَقَالَ جَابر بن ثَعْلَبَة الطائى وَقيل الجرمى
(ومستخبر عَن سر ريّا رَددته
…
بعمياء من ريّا بِغَيْر يَقِين)
(يَقُولُونَ خبرنَا فَأَنت أمينها
…
وَمَا أَنا إِن خبرتهم بأمين)
322 -
وَقَالَ آخر
(رعاك ضَمَان الله يَا اُم مَالك
…
وَللَّه أَن يشفيك أغْنى وأوسع)
(يذكرنيك الْخَيْر وَالشَّر والذى
…
أَخَاف وَأَرْجُو والذى أتوقع)
323 -
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس
(تَقول وَقد جردتها عَن ثِيَابهَا
…
كَمَا رعت مَكْحُول المدامع أتلعا)
324 -
وَقَالَ الراعى بن حُصَيْن بن مُعَاوِيَة بن جندل
(صلىّ على عزّة الرَّحْمَن وابنتها
…
ليلى وَصلى على جاراتها الْأُخَر)
(هن الْحَرَائِر لَا ربات أخمرة
…
سود المحاجر لَا يقْرَأن بالسور)
(لَا تعم أعين أَصْحَاب أَقُول لَهُم
…
بالأنبط الْفَرد لما بذمم بصرى)
(هَل تؤنسون بِأَعْلَى جاسم ظعنا
…
وركن فحلين واستقبلن ذَا بقر)
(أتبعث آثَارهم عينا معاودة
…
سبق الْعُيُون إِذا استكرهن بِالنّظرِ)
325 -
وَقَالَت ريّا العقيلية
(جعلت لسانى الرّيح إِن هَب حكمه
…
غَدَاة اللوى حِين استقام هبوبها)
(وللشمس إِن غَابَتْ وَلم يدر كاشح
…
بِأَن سليمى قد أَتَاهَا حبيبها)
326 -
وَقَالَ بخيس بن منيع من بنى بكر
(خليلىّ إنى الْيَوْم شَاك إلَيْكُمَا
…
وَهل تَنْفَع الشكوى إِلَى من يزيدها)
(تفرق ألاّف وجرية عِبْرَة
…
أظل بأطراف البنان أذودها)
327 -
وَقَالَ مُطِيع بن إِيَاس الليثى ويكنى أَبَا سلمى
(أسعدانى يَا نخلتى حلوان
…
وارثيا لي من ريب هَذَا الزَّمَان)
(واعلما إِن بقيتما أَن نحسا
…
سَوف يأتيكما فتفترقان)
(ولعمرى لَو ذقتما ألم الفر
…
قة أبكاكما الذى أبكانى)
(كم رمتنى صروف هذى الليالى
…
بِفِرَاق الأحباب والخلان)
(فجعتنى الْأَيَّام أغبط مَا كنت بصدع للبين غير مدان)
328 -
وَقَالَ حميد بن ثَوْر الهلالى
(أَقُول لعبد الله بينى وَبَينه
…
لَك الْخَيْر خبرنى وَأَنت صديق)
(ترانى إِن عللت نفسى بسرحة
…
من السَّرْح مسدودا علىّ طَرِيق)
(سقى السرحة المحلال بالأجرع الذى
…
بِهِ السَّرْح دجن دَائِم وبروق)
(فيا طيب رياها وَيَا برد ظلها
…
إِذا حَان من شمس النَّهَار وديق)
(حمى ظلها شكس الخليقة خَائفًا
…
عَلَيْهَا عرام الطارقين شفيق)
(أَبى الله إِلَّا أَن سرحة مَالك
…
على كل أفنان العضاه تروق)
(فَلَا الظل مِنْهَا بالضحى تستطيعه
…
وَلَا الفئ مِنْهَا بالعشى تذوقْ)
329 -
زقال جميل بن معمر العذرى وَمِنْهُم من نَسَبهَا إِلَى قيس بن المّلوح
(عرضت على قلبى الْفِرَاق فَقَالَ لى
…
من الْآن فأيس لَا أغرُك من صبرى)
(إِذا بَان من تهوى وَأصْبح نَائِيا
…
فَلَا شئ أجدى من حلولك فى الْقَبْر)
(وداع دَعَا إِذْ نَحن بالخيف من منى
…
فهيج أحزان الْفُؤَاد وَلم يدر)
(دَعَا باسم ليلى غَيرهَا فَكَأَنَّمَا
…
أطار بليلى طائرا كَانَ فى صدرى)
330 -
وَقَالَ الْكُمَيْت بن مَعْرُوف
(هلا سَأَلت منازلا بالأبرق
…
درست وَكَيف سُؤال من لم ينْطق)
(لعبت بِهِ ريحَان ريح عجاجة
…
بالسافيات من التُّرَاب المعنّق)
(والهيف هائجة لَهَا ينتابها
…
طِفْل العشى بذى مآتم يشرق)
(تصل اللقَاح إِلَى النِّتَاج مربّة
…
بخفوق كوكبها وَإِن لم يخْفق)
(قد كنت قبل تتوق من هجرانها
…
فاليومْ إِذْ شحط المزار بهَا تق)
(وَالْحب فِيهِ مرَارَة وحلاوة
…
سايل بذلك من تطعّم أَو ذُقْ)
(مَا ذاق بؤس معيشة وَنَعِيمهَا
…
فِيمَا مضى أحد إِذا لم يعشق)
331 -
وَقَالَ مُزَاحم بن الْحَارِث بن الأعلم العقيلى إسلامى
(وَقَالُوا تعرّفها الْمنَازل من منى
…
وَمَا كل من وافى منى أَنا عَارِف)
(فوجدى بهَا وجد المضل بعيره
…
بِمَكَّة لم تعطف عَلَيْهِ العواطف)
(فَمَا عِنَب جون بِأَعْلَى تبَالَة
…
حصيد أمالته الأكف القواطف)
(بأطيب من فِيهَا وَمَا ذقت طعمه
…
ولكننى بالطير وَالنَّاس عَارِف)
(وَمَا برح الواشون حَتَّى ارتموا بِنَا
…
وَحَتَّى قُلُوب عَن قُلُوب صوادف)
332 -
وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب المجاشعى
(وجون عَلَيْهِ الجص فِيهِ مَرِيضَة
…
تطلّع فِيهِ النَّفس وَالْمَوْت حاضره)
333 -
وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى
(سرت الهموم فبتن غير نيام
…
وأخو الهموم يروم كل مرام)
334 -
وَقَالَ المرقش الْأَكْبَر
(قل لأسماء أنجزى الميعادا
…
وانظرى إِن تزودى مِنْك زادا)
(أَيْنَمَا كنت أَو حللت بِأَرْض
…
أَو بِلَاد أَحْبَبْت تِلْكَ البلادا)
(إِن تكونى تركت ربعك بِالشَّام
…
وجاورت حميرا أَو مرَادا)
(فارتجى أَن أكون مِنْك قَرِيبا
…
واسألى الصادرين والورّادا)
(وَإِذا مَا رَأَيْت ركبا محلين
…
يقودون مقربات جيادا)
(فهم صحبتى على أظهر الميس
…
يزجون أينقا أفرادا)
(وَإِذا مَا سَمِعت من نَحْو أَرض
…
بمحب قد مَاتَ أَو قيل كادا)
(فاعلمى علم غير شكّ بأنى
…
ذَاك وأبكى لمقصد لن يقادا)
335 -
وَقَالَ خَالِد بن يزِيد بن مُعَاوِيَة
(أَلَيْسَ يزِيد السّير فى كل لَيْلَة
…
وفى كل يَوْم من أحبتنا قربا)
(أحن إِلَى بَيت الزبير وَقد علت
…
بِنَا العيس خرقا من تهَامَة أَو نقبا)
(إِذا لم تبلغنى إِلَيْكُم ركائبى
…
فَلَا وَردت مَاء وَلَا رعت العشبا)
(تجول خلاخيل النِّسَاء وَلَا أرى
…
لرملة خلخالا يجول وَلَا قلبا)
(أقلوا علىّ اللوم فِيهَا لأننى
…
تخيرتها مِنْهُم زبيرية قلبا)
(احب بنى العّوام من أجل حبها
…
وَمن أجلهَا أَحْبَبْت أخوالها كَلْبا)
(فاِن تسلمى نسلم وَإِن تتنصّرى
…
يشد رجال بَين أَعينهم صلبا)
336 -
وَقَالَ عَامر بن مَالك الفزارى وتروى للعرجى
(تشّرب قلبى حبها وَمَشى بِهِ
…
تمشّى حميا الكأس فى جسم شَارِب)
(ودّب هَواهَا فى عظامى فشفّها
…
كَمَا دب فى الملسوع سم العقارب)
337 -
وَقَالَ عَمْرو بن ضبيعة الرقاشى
(تضيق جفون الْعين عَن عبراتها
…
فتسفحها بعد التجلدّ وَالصَّبْر)
338 -
وَقَالَ آخر
(باتت رقودا وَسَار الركب مدّلجا
…
وَمَا الأوانس فى بكر لسارينا)
(كَأَن ريقتها مسك على ضرب
…
شيبت بأصهب من بيع الشآمينا)
(يَا رب لَا تسلبنى حبها أبدا
…
وَيرْحَم الله عبدا قَالَ آمينا)
339 -
وَقَالَ جرير بن الخطفى
(يَا أُخْت نَاجِية السَّلَام عَلَيْكُم
…
قبل الرحيل وَقبل لوم العُّذل)
340 -
وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان
(أما والذى حج الملبّون بَيته
…
شلالا وَمولى كل بَاقٍ وهالك)
341 -
وَقَالَ الشماخ معقل بن ضرار الذبيانى
(أَلا مَن لقلب قد أشتّ بلبه
…
دواعى الْهوى من حرَّة اللَّوْن عوهج)
(صبا صبوة من ذى بحار فجاوزت
…
إِلَى آل ليلى بطن غول فمنعج)
(وَقد ينتهى الشوق النزيع ويرعوى
…
فؤاد الْفَتى بالحلم بعد التعوج)
(يمج بمسواك الْأَرَاك بنانها
…
رضاب الندى عَن اقحوان مفلج)
(تخامص من برد الوشاح إِذا مشت
…
تخامص حافى الْخَيل فى الأمعز الوجى)
342 -
وَقَالَ قيس بن الملوح وفيهَا أَبْيَات تروى لجميل
(وبالجزع من أَعلَى الثَّنية منزل
…
رحيب الفضا صدرى بِهِ متضايق)
(وَإِن مرورى لَا أكلم أَهله
…
أَمر من الْمَوْت الذى أَنا ذائق)
(وماذا عَسى الواشون أَن يتحدثوا
…
سوى أَن يَقُولُوا إننى لكِ عاشق)
(أجل صدق الواشون أَنْت حَبِيبَة
…
إلىّ وَإِن لم تصف مِنْك الْخَلَائق)
(يضم علىّ اللَّيْل أَطْرَاف حبها
…
كَمَا ضم أَطْرَاف الْقَمِيص البنائق)
(كَأَن على أنيابها الْخمر شابها
…
بِمَاء الندى من آخر اللَّيْل غابق)
(وَمَا ذقنه إِلَّا بعينى تفرّسا
…
كَمَا شيم فى أَعلَى السحابة بارق)
343 -
وَقَالَ مرّة بن عبد الله النهدى وتروى للعوام بن عقبَة العجلانى
(أإن سجعت يَوْمًا بواد حمامة
…
دعت سَاق حرّ مَاء عَيْنَيْك دافق)
(كَأَنَّك لم تسمع بكاء حمامة
…
بشجو وَلم يحزنك إلْف مفارق)
(وَلم تَرَ مفجوعا بشئ يُحِبهُ
…
سوالك وَلم يعشق كعشقك عاشق)
(بلَى فأفق عَن ذكر ليلى فاِنما
…
أَخُو الصَّبْر من كف الْهوى وَهُوَ تائق)
344 -
وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب
(إِن الْمَلَامَة مثل مَا بكرت بِهِ
…
من تَحت لَيْلَتهَا عَلَيْك نوار)
(قَالَت وَكَيف يمِيل مثلك للصبا
…
وَعَلَيْك من سمة الْحَلِيم وقار)
(والشيب ينْهض فى الشبابْ كَأَنَّهُ
…
ليل يَصِيح بجانبيه نَهَار)
345 -
وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث التغلبى
(كذبتك عَيْنك أم رَأَيْت بواسط
…
غلس الظلام من الربَاب خيالا)
(وتغوّلت لتروعنا جنية
…
والغانيات يرينك الأهوالا)
346 -
وَقَالَ فائد بن الأقرم وتروى لعمر بن أَبى ربيعَة
(أعُلىّ مَا مَاء الْفُرَات وطيبه
…
منى على ظمأ وَبرد شراب)
(بألذ منكِ وَإِن نأيت وقلما
…
يرْعَى النِّسَاء أَمَانَة الغُيّاب)
347 -
وَقَالَ قيس بن ذريح
(تمتّع بهَا مَا ساعفتك وَلَا تكن
…
عَلَيْك شجًا فى الْحلق حِين تبين)
348 -
وَقَالَ مَرْوَان بن حَفْصَة
(إِن الغوانى طَال مَا قتّلننا
…
بعيونهن وَلَا يدين قَتِيلا)
(من كل آنسة كَأَن حجالها
…
ضمن أحور فى الكناس كحيلا)
(أَو دين عُرْوَة والمرقش قبله
…
كل أُصِيب وَمَا أطَاق ذهولا)
(وَلَقَد تركن أَبَا ذُؤَيْب هائما
…
وَلَقَد تبلن كثيّرا وجميلا)
(وتركن لِابْنِ أَبى ربيعَة منطقا
…
فِيهِنَّ أصبح سائرا مَحْمُولا)
(إِلَّا أكن مِمَّن قتلن فاِننى
…
مِمَّن تركن فُؤَاده مخبولا)