المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(بَاب الأضياف) 1 - قَالَ ابْن عبد الْأَعْلَى العبدى (ومستنبح لهفان يضْربهُ - الحماسة البصرية - جـ ٢

[صدر الدين البصري]

الفصل: ‌ ‌(بَاب الأضياف) 1 - قَالَ ابْن عبد الْأَعْلَى العبدى (ومستنبح لهفان يضْربهُ

(بَاب الأضياف)

1 -

قَالَ ابْن عبد الْأَعْلَى العبدى

(ومستنبح لهفان يضْربهُ الندى

وتسفى عَلَيْهِ شمأل وجنوب)

(وَقد أعشت الظلماء أنجم ليله

وزرّت عَلَيْهِ للغمام جُيُوب)

(طوى السّير عمَرى ليله ونهاره

ففى أخمصيه للدؤوب ندوب)

(يعاوره خوف الأعادى نَهَاره

وَخَوف المنايا اللَّيْل فَهُوَ كئيب)

رفعت لَهُ حَمْرَاء أخرق نورها

قَمِيص الدجى إِذْ طَار فِيهِ لهيب)

(إِذا ألسن النيرَان اُخرسن ضنة

فألسنها مستحضر وخطيب)

(وجاوب عَنْهَا من حَكَاهُ بِصَوْتِهِ

وَلَو لم يجب كَانَ اللهيب يُجيب)

(وَأَقْبل قد ألْقى الحذار وَرَاءه

وَبشر نفسا مَا تكَاد تطيب)

(فحيّيت محبوبا وأخزيت بكرَة

لَهَا تامك عالي الْبناء قتيب)

(عدا السَّيْف فِيهَا طوره فجرانها

زميل بِمَا تَحت الجران خضيب)

(فخّرت وَولى البزل عَنْهَا نوافرا

لَهُنَّ عَلَيْهَا أنّة ونحيب)

(فَبَاتَ لَهُ من كَبِدهَا وسنامها

طعامان كل من يَدَيْهِ قريب)

(وللكلب لما أَن هداه إِلَى الْقرى

نصيب وللنور الدَّلِيل نصيب)

ص: 234

(تشارك فِيهَا الضَّيْف وَالْكَلب وَالصَّلَا

وكل إِلَى قلب الْكَرِيم حبيب)

(وهاتيك عاداتى وعادةْ والدى

وجدى وإنى بعد ذَاك مُصِيب)

2 -

وَقَالَ مرّة بن محكان التيمى وَقيل السعدى

(أَقُول والضيف مخشّى ذمامته

على الْكَرِيم وَحقّ الضَّيْف قد وجبا)

(يَا ربة الْبَيْت قومى غير صاغرة

ضمى إِلَيْك رحال الْقَوْم والقربا)

(فى لَيْلَة من جُمَادَى ذَات أندية

لَا يبصر الْكَلْب من ظلمائها الطنبا)

(لَا ينبح الْكَلْب فِيهَا غير وَاحِدَة

حَتَّى يلف على خيشومه الذنبا)

(مَاذَا تَرين أندنيهم لأرحلنا

فى جَانب الْبَيْت أم نبنى لَهُم قببا)

(لمرمل الزَّاد معنىّ بجاجته

من كَانَ يكره ذما أَو يقى حسبا)

(وَقمت مستبطنا سيفى وَأعْرض لى

مثل المجادل كوم يركت عضبا)

ص: 235

(فصادف السَّيْف مِنْهَا سَاق متلبة

جلس فصادف مِنْهُ سَاقهَا عطبا)

(زيّافة بنت زياف مذكرة

لما نعوها لراعى سرحنا انتحبا)

(أمطيت جازرنا أَعلَى سناسنها

فَصَارَ جازرنا من فَوْقهَا قتبا)

(ينشنش اللَّحْم عَنْهَا وهى باركة

كَمَا تنشنش كفّا قَاتل سلبا)

(نصبت قدرى لَهُم وَالْأَرْض قد لبست

من الصقيع ملاء جدة قشبا)

(حتلا إِذا مَا قضى الأضياف حَاجتهم

لم يجِف غائرها عجما وَلَا عربا)

(وَقلت لما غدوا أوصى قعيدتنا

غدّى بنيك فَلَنْ تلقيهم حقبا)

(لَا تعذلينى على إيتاه مكرمَة

ناهبتها إِذْ رَأَيْت الْحَمد منتهبا)

(فى عقر نَاب وَلَا مَال أَجود بِهِ

وَالْحَمْد خير لمن ينتابه عقبا)

3 -

وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم المنقرى اسلامى مخضرمى وَاسم الْأَهْتَم سِنَان بن سمُىّ

(ومستنبح بعد الهدوء دَعوته

وَقد حَان من نجم الشتَاء خفوق)

ص: 236

(يعالج عرنينا من اللَّيْل بَارِدًا

تلف ريَاح ثَوْبه وبروق)

(تألق فى عين من المزن وادق

لَهُ هيدب جم السجال دفوق)

(أضفت فَلم أفحش عَلَيْهِ وَلم أقل

لأحرمه إِن الْمَكَان مضيق)

(وَقلت لَهُ أَهلا وسهلا ومرحبا

فَهَذَا مبيت صَالح وصديق)

(وضاحكته من قبل عرفانى اسْمه

ليأنس بى إِن الْكَرِيم رَفِيق)

(وَقمت إِلَى الكوم الهواجدْ فاتقت

مقاحيد كوم كالمجادل روق)

(باِدماء مرباع النِّتَاج كَأَنَّهَا

إِذا اعترضت دون العشار فنيق)

(وَقَامَ إِلَيْهَا الجازران فأوقدا

يطيران عَنْهَا الْجلد وهى تفوق)

(بضربة سَاق أَو بنجلاء ثرة

لَهَا من أَمَام الْمَنْكِبَيْنِ فتيق)

(فَبَاتَ لَهَا مِنْهَا وللضيف موهنا

شواء سمين زاهق وغبوق)

(وَبَات لنا دون الصِّبَا وهى قُرَّة

لِحَاف ومصقول الكساء رَقِيق)

(وكل كريم يتقى الذَّم بالقرى

وللحمد بَين الصَّالِحين طَرِيق)

(ذرينى فاِن الشُّح يَا أم هَيْثَم

لصالح أَخْلَاق الرِّجَال سروق)

(لعمرك مَا ضَاقَتْ بِلَاد بِأَهْلِهَا

وَلَكِن أَخْلَاق الرِّجَال تضيق)

ص: 237

4 -

وَقَالَ حَاتِم الطائى وتروى لقيس بن عَاصِم المنقرى

(أيا ابْنة عبد الله وَابْنَة مَالك

وَابْنَة ذى البردين وَالْفرس الْورْد)

(إِذا مَا صنعت الزَّاد فالتمسى لَهُ

أكيلا فاِنى لست آكله وحدى)

5 -

وَقَالَ ابْن حَكِيم الليثى

(ومستنبح والجون أهدب ماطر

على طمرة وَاللَّيْل أسود مظلم)

(فَلَا علم فى الأَرْض يُعلم قَصده

بِذَاكَ وَلَا يهديه فى الجو أنجم)

(هدته لنا وردية اللَّوْن طيّرت

شرارا رِدَاء الْأُفق مِنْهُنَّ معلم)

(فعانقه كلى وَكَاد مَسَرَّة

يكلمهُ لَو أَنه يتَكَلَّم)

(وحاذرن عاداتى القلاص فأجفلت

عوارف إِن السَّيْف فِيهِنَّ يلحم)

6 -

وَقَالَ إِسْحَاق بن حسان الخريمى

(أضاحك ضيفى قبل إِنْزَال رَحْله

ويخصب عندى وَالْمَكَان جديب)

ص: 238

(وَمَا الخصب للأضياف أَن يكثر الْقرى

ولكنما وَجه الْكَرِيم خصيب)

7 -

وَقَالَ آخر

(لحا الله من يمسى بطينا وجاره

من الْجُوع مخىّ الضلوع خميص)

(لعمرك مَا ضيفى علىّ بهّين

وإنى على مَا سره لحريص)

8 -

وَقَالَ آخر

(والضيف فأكرُم مَا اسْتَطَعْت تعّلة

وتلّقه بتودد وتهلل)

(وَاعْلَم بِأَن الضَّيْف يَوْمًا مخبر

بمبيت ليلته وَإِن لم يسْأَل)

9 -

وَقَالَ مِسْكين الدرامى

(أرى كل ريح سَوف تسكن مرّة

وكل سَمَاء لَا محَالة تُقلع)

(وإنىّ والأضياف فى بردة مَعًا

إِذا مَاتَ نصف الشَّمْس وَالنّصف ينْزع)

(أحدثه إِن الحَدِيث من القرىّ

وتعرف نفسى أَنه سَوف يهجع)

ص: 239

10 -

وَقَالَ الْأَحْوَص

(عوّدت قومى إِذا مَا الضَّيْف نبهنى

عقر العشار على عسرى وإيسارى)

(إنى إِذا خفيت نَار لمرملة

ألفى بأرفع تلّ رَافعا نارى)

(هَذَا وإنى على جارى لذُو حدب

أحنو عَلَيْهِ بِمَا يحنى على الْجَار)

11 -

وَقَالَ آخر

(وقدور على اليفاع يُنَادى

الضَّيْف مِنْهَا نعيط الغليان)

(نُصبت للعفاة فى رَأس نيق

شَاهِق الهضب شامخ الْأَركان)

ص: 240

مَا قيل فى النيرَان الموقدة على اليفاع 12 - قَالَ بعض الْأَعْرَاب

(وشعثاء غبراء الْفُرُوع منيفة

بهَا تُوصَف الْحَسْنَاء بل هى أجمل)

(دَعَوْت بهَا أَبنَاء ليل كَأَنَّهُمْ

وَقد أبصروها معطشون قد أنهلوا)

13 -

وَقَالَ ابْن مطرف

(إِن يكن للسماء غيث سفوح

فلنا هَاشم بن عبد منَاف)

(أوقد النَّار بالغضا حِين لم يرض

نباح الْكلاب للأضياف)

(سيد جَاره غَدا جَار

بَيت الله بَين الصَّفَا وَبَين الطّواف)

14 -

وَقَالَ آخر

(الله جَار بنى الْمُهلب مَا سرى

سَار وَمَا طرد الدجى بصباح)

(أجبال أبّهة غيوث مواهب

أقمار أندية لُيُوث كفاح)

(رفعوا الْوقُود على الْجبَال ترّفعا

أَن يسْتَدلّ عَلَيْهِم بنباح)

15 -

وَقَالَ الفرزدق همام بن غَالب

(ومستنبح طاوى الْمصير كَأَنَّمَا

يخامره من شدَّة الْجُوع أولق)

ص: 241

(دَعَوْت بِحَمْرَاء الْفُرُوع كَأَنَّهَا

ُذرى راية فى جَانب الجو تخفق)

(وإنى سَفِيه النَّار للمبتغى الْقرى

وإنى حَلِيم الْكَلْب للضيف يطْرق)

(إِذا مت فابكينى بِمَا أَنا أَهله

فَكل جميل قلت فىّيصدق)

(وَكم قَائِل مَاتَ الفرزدق والندى

وقائله مَاتَ الندى والفرزدق)

16 -

وَقَالَ مُضرس بن ربعى بن لَقِيط الأسدى وَمِنْهُم من ينسبها إِلَى شبيب بن البرصاء وَقيل إِنَّهَا لعوف بن الْأَحْوَص الكلابى وفيهَا اخْتِلَاف رِوَايَات

(

(ومستنبح يخْشَى القواء ودونه

من اللَّيْل سجفا ظلمَة وستورها)

(رفعت لَهُ نارى فَلَمَّا اهْتَدَى لَهَا

زجرت كلابى أَن يهّر عقورها)

(فَبَاتَ وَإِن أسرى من اللَّيْل عقبَة

بليلة صدق غَابَ عَنْهَا شرورها)

ص: 242

(فَلَا تسألينى واسألى عَن خليقتى

إِذا ردّ عافى القِدر من يستعيرها)

(ترجّى النُّفُوس الشئ لَا تستطيعه

وتخشى من الْأَشْيَاء مَا لَا يضيرها)

(وَلَا خير فى العيدان إِلَّا صلابها

وَلَا ناهضات الطير إِلَّا صقورها)

(وَقد يأنس الْأَعْدَاء أَن يستفزنى

قيام الأعادى وثبها وزئيرها)

(وَيَوْم من الشعرى كَأَن ظباءها

كواعب مَقْصُور عَلَيْهَا ستتورها)

(تدّلت عَلَيْهِ الشَّمْس حَتَّى كأنماْ

من الْحر يُرمى بِالسَّكِينَةِ نورها)

(سجودا لَدَى الأرطى كَأَن رؤسها

علاها صداع أَو بوال يضورها)

(إِذا احمر آفَاق السَّمَاء وأعصفت

ريَاح الشتَاء واستهلت شهورها)

(ترى أَن قِدرى لَا تزَال كَأَنَّهَا

لذى الْجُوع والمقرور أم يزورها)

(وَكَانُوا قعُودا حولهَا يرقبونها

وَكَانَت فتاة الحى مِمَّن تنيرها)

(وَقد علم الأقوام أَن قراهم

شواء المتالى عندنَا وقديرها)

(وليل يَقُول الْقَوْم فى ظلماته

سَوَاء بصيرات الْعُيُون وُغورها)

(تجاوزته حَتَّى مضى مدلهمة

ولاح من الشَّمْس المضيئة نورها)

(وإنى لترّاك الضغينة قد بدا

ثراها من الْمولى فَلَا أستثيرها)

ص: 243

(مَخَافَة أَن يُجنى علىّ وَإِنَّمَا

يهيج كبيرات الْأُمُور صغيرها)

(وقور إِذا مَا الْجَهْل أعجب أَهله

وَمن خير أَخْلَاق الرِّجَال وقورها)

(إِذا قيلت العوراء ولّيت سَمعهَا

سواىّ وَلم أسأَل بهَا مَا دييرها)

(تناسيتها والحلم منى سجية

وأنبأت نفسى أَنَّهَا لَا يضيرها)

(ألم تَرَ أَنا نور قوم وَإِنَّمَا

يبيّن فِي الظلماء للنَّاس نورها)

0 تبين أعقاب الْأُمُور إِذا مَضَت

وَتقبل أشباها عَلَيْك صدورها)

17 -

وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن هرمة

(وَإِذا تنوّر طَارق مستنبح

نبحت فدلته علىّ كلابى)

(ونبحن يستعجلنه ولقينه

يضربنه بشراشر الأذناب)

(ورجعن عَنهُ وَقد أنسن بِقُرْبِهِ

ويكدن أَن ينطقن بالترحاب)

18 -

وَقَالَ أَيْضا

(ومستنبح تستكشط الريحُ ثَوْبه

ليسقط عَنهُ وَهُوَ بِالثَّوْبِ مُعصم)

ص: 244

19 -

وَقَالَ زِيَاد الآعجم

(أضرمت نارك فِي اليفاع بعرفج

وَالْكَلب قد ملاّ الفلا بنباح)

(فلذاك تبغضك العدى وبحقها

إِذْ لم تدع لَهُم يسيرَ سماح)

20 -

وَقَالَ أَبُو التيار بن الراجز بَحر بن خلف

(أوقدُ فاِن اللَّيْل ليل قرُّ

وَالرِّيح يَا وَاقد ريح صرّ)

(عَسى يرى نارك من يمر

إِن جلبت ضيفا فَأَنت حر)

21 -

وَقَالَ مِسْكين الدرامى

(إنى لأغلاهم بِاللَّحْمِ قد علمُوا

نيّا وأرخصهم لَحْمًا إِذا نضجا)

(لَا تجعلنى كأقوام علمتُهمُ

لم يظلموا لبة يَوْمًا وَلَا ودجا)

(أَدِيم ودّى لمن دَامَت مودته

وأمزج الود أَحْيَانًا لمن مزجا)

(يارب أَمريْن قد فرقتُ بَينهمَا

من بعد مَا اشتبها فِي الصَّدْر واعتلجا)

ص: 245

(وأقطع الْخرق لاهية

إِذا الْكَوَاكِب كَانَت فِي الدجى سرجا)

22 -

وَقَالَ شمر بن الْحَارِث الضبى

(ونار قد حضأتُ بُعيد هدء

بدار لَا أُرِيد بهَا مقَاما)

(سوى تَحْلِيل رَاحِلَة وَعين

أكالئها مَخَافَة أَن تناما)

(أَتَوا نارى منون أَنْتُم

فَقَالُوا الْجِنّ قلت عِموا ظلاما)

(فَقلت إِلَى الطَّعَام فَقَالَ مِنْهُم

زعيم نحسد الْإِنْس الطعاما)

(لقد فُضلتم بِالْأَكْلِ فِينَا

وَلَكِن ذَاك يُعقبكم سقااما)

23 -

وَقَالَ غربال بن مجمع الحنفى

(أَلا رب ضيف طَارق قد قريتُه

وآنسته قبل الضِّيَافَة بالبشر)

(وجدت لَهُ فضلا علىّ بِقَصْدِهِ

إلىّ يرانى مَوضِع الْحَمد وَالْأَجْر)

ص: 246

(فزودته مَا لَا يقل بَقَاؤُهُ

وزودنى شكرا يَدُوم على الدَّهْر)

(وَقد ربحت عندى تِجَارَة ماجد

يجود فيعتاض انثناء من الوفر)

24 -

وَقَالَ آخر

(وَإِنَّا لمشاؤون بَين رحالنا

إِلَى الضَّيْف منا لاحف ومُنيم)

(فذو الْحلم منا جَاهِل دون ضَيفه

وَذُو الْجَهْل منا عَن أذااه حَلِيم)

25 -

وَقَالَ آخر

(أَبيت غبوقى المَاء والضيف طاعم

لَهُ عندنَا حق من الله وَاجِب)

(إِذا لم يكن بعض الذى يُقتفى بِهِ

فَلَا بُد إنى ضَاحِك وملاعب)

26 -

وَقَالَ عقبَة بن مِسْكين الدارمى

(لِحَافِي لِحَاف الضَّيْف وَالْبَيْت بَيته

وَلم يُلهنى عَنهُ غزال مقّنع)

(أحادثه إِن الحَدِيث من القِرى

وَتعلم نفسى أَنه سَوف يهجع)

ص: 247

27 -

وَقَالَ آخر

(ورد جازرهم حرفا مصرمة

فِي الرَّأْس مِنْهَا وَفِي الأعقاب تمليح)

(إِذا الرِّيَاح غَدَتْ تلقى أجرّتها

وَلَا كريم من الْولدَان مصبوح)

28 -

وَقَالَ تأبط شرّا الفهمى

(وواد كبطن العير جَاوَزت بَطْنه

بِهِ الذِّئْب يعوى كالخليع المعّيل)

29 -

وَقَالَ رجل من بنى عبد شمس فِي ضِيَافَة ذِئْب

(تضيّفنى وَهنا فَقلت أسابقى

إِلَى الزَّاد شلّت من يدى الْأَصَابِع)

(فَلم تلق للسعدى ضيفا بقفزة

من الأَرْض إِلَّا وَهُوَ غرثان جَائِع)

ص: 248

30 -

وَقَالَ المرقش الْأَكْبَر عَمْرو بن سعد بن مَالك الضبعى جاهلى

(ودوّيه غبراء قد طَال عهدها

تهالك فِيهَا الوِرد والمرء ناعس)

(قطعت إِلَى معروفها منكراتها

بعيهمة تنسل وَاللَّيْل دامس)

(فَلَمَّا أَضَاء النَّار عِنْد طعامنا

عرانا عَلَيْهَا أطلس اللَّوْن يائس)

(نبذت إِلَيْهِ جذلان ينفض رَأسه

كَمَا آب بالنهب الكمى المخالس)

31 -

وَقَالَ الفرزدق فِي ذِئْب نزل ضيفا عَلَيْهِ

(وأطلس عسّال وَمَا كَانَ صاحبا

رفعت لنارى مَوهنا فأتانى)

(فَلَمَّا أَتَى قلت ادن دُونك إننى

وَإنَّك فِي زادى لمشتركان)

(فَبت أقدّ الزَّاد بينى وَبَينه

على ضوء نَار مرّة ودخان)

(وَقلت لَهُ لما تكشر ضَاحِكا

وقائم سيفى من يدى بمَكَان)

(تعش فاِن عاهدتنى لَا تخوننى

نَكُنْ مثل من يَا ذِئْب يصطحبان)

(وَأَنت امْرُؤ يَا ذِئْب والغدر كنتما

أخيين كَانَا أرضعا بلبان)

ص: 249

(وَلَو غَيرنَا نبهت تلتمس الْقرى

رماك بِسَهْم أَو شباة سِنَان)

32 -

وَقَالَ النجاشى الحارثى مثله

(وَمَاء كلون الغِسل قد عَاد آجنا

قَلِيل بِهِ الْأَصْوَات فِي بلد مَحل)

(وجدت عَلَيْهِ الذِّئْب يعوى كَأَنَّهُ

خليع خلا من كل مَال وَمن أهل)

(فَقلت لَهُ يَا ذِئْب هَل لَك فِي فَتى

يواسى بِلَا منّ عَلَيْك وَلَا بخل)

(فَقَالَ هداك الله للرشد إِنَّمَا

دعوتَ لما لم يَأْته سبع قبلى)

(فلست بآتيه وَلَا أستطيعه

ولاك اسقنى إِن كَانَ ماؤك ذَا فضل)

(فَقلت عَلَيْك الحوضَ إنى تركته

وَفِي ضغوه فضل القلوص من السّجل)

(فطرّب يستعوى ذئابا كَثِيرَة

وعدت وكل من هَوَاهُ على شغل)

مَا قيل فِيمَن أخمد ناره وكعم كَلْبه مَخَافَة أَن يهتدى بِهِ طَارق ليل) 33 - قَالَ الْهُذيْل بن مجاشع اليشكرى

(إِذا كَانَ حلم الْكَلْب زينا فكلبه

سَفِيه وَفِي وَقت السفاه حَلِيم)

ص: 250

(وَإِن اُقدت نَار فَلَيْسَ لناره

وَإِن كَانَ مقرور الْعِظَام جحيم)

(تعلم من جديه كَعُم كلابه

إِذا لَاحَ وَجه للظلام بهيم)

(وَمَا زَالَ لَا زَالَت عَلَيْهِ مصائب

يُصوِّم بخلاّ ضَيفه ويصوم)

34 -

وَقَالَ برد بن حَابِس

(توعّدنى لتقتلنى نمير

مَتى قتلت نمير من هجاها)

(لئام لَا يشرّ لَهُم ضرام

إِذا مَا الناب لم ترأم طلاها)

(كَأَن كلابهم وَاللَّيْل داج

كهول لَا يحبونَ السفاها)

(وَكَيف يسبهم وهم فرَاش

إِذا مَا عاين النَّار اصطلاها)

(وَلَيْسَ تغيظ مخلوقا بظُلْم

وَلَا تغتاظ إِن ظلمٌ عراها)

35 -

وَقَالَ فَقِيه بن مرداس السلمى

(حلماء وَالْحَرب الْعوَان سَفِيهَة

سُفَهَاء عِنْد الضَّيْف وَهُوَ حَلِيم)

(نيرانهم محجوبة وَنِسَاؤُهُمْ

مبذولة وصحيحهم مكلوم)

(يحيى بهم لؤم الورى إِن عمّروا

وَإِذا همَ مَاتُوا يَمُوت اللوم)

ص: 251

(وَالْكَلب يَأْكُل ضيفهم رأد الضُّحَى

لكنه فِي ليله مكعوم)

(لَا يظْلمُونَ وطابهم لضيوفهم

وَالْجَار فِي حجراتهم مظلوم)

(وَإِذا عدمت الْبُخْل عِنْد سواهُم

فالجود بَين بُيُوتهم مَعْدُوم)

36 -

وَقَالَ زِيَاد الْأَعْجَم

(أَلا أقل لكعب الأشقرى بلومكم

علمنَا بِأَن اللوم فِي الأَرْض أشقر)

0 بيوتك أشباه الْبيُوت وَأَهْلهَا

خنازير أَنْبَاط تُعاف وتقذر)

(تواصلوا بِذبح الْكَلْب إِن جرّ صَوته

لَهُم طَارِقًا وَالرِّيح نكباء صَرْصَر)

(فَمَا ترك الْكَلْب النباح مَخَافَة

على زادهم لَكِن على النَّفس يحذر)

37 -

وَقَالَ آخر

(لئيم يغطى النَّار حَتَّى كَأَنَّهَا

عروس عَلَيْهَا الزَّعْفَرَان تخدر)

(يهون عَلَيْهِ أَن يكسّر عرضه

إِذا مَا غَدَتْ رغفانه تتكسر)

38 -

وَقَالَ قرواش بن هانى

(رَأَيْت حَلِيف اللوم برد بن حَابِس

على الضَّيْف يُشلى الْكَلْب كل صباح)

(ويخنقه فِي اللَّيْل إِن هرّ خيفة

من الضَّيْف أَن يهدى لَهُ بنباح)

ص: 252

39 -

وَقَالَ القطامى عَمْرو بن شيم التغلبى

(أخبّرك الأنباء عَن أم منزل

تضيفّتها بَين العُذيب فراسب)

(وَلَا بُد أَن الضَّيْف مخبر أَهله

بِمَا قد رَأَوْهُ أَو مخبر صَاحب)

(تلفعت فِي طلّ وريح تلفنى

وفى طرمساء غير ذَات كواكب)

(إِلَى حيزبون توقد النَّار عِنْدَمَا

تلفعت الظلماء من كل جَانب)

(فَمَا راعها إِلَّا بغام مطيتى

تريح بمحسور من الصَّوْت لاغب)

(تَقول وَقد قربت كورى وناقتى

إِلَيْك فَلَا تذْعَر علىّ ركائبى)

(وجنت جنونا من دلات مناخة

وَمن رجل عارى الأشاجع شاحب)

(سرى فِي جليد اللَّيْل حَتَّى كَأَنَّمَا

تخزم بالأطراف شوك العقارب)

(فَسلمت وَالتَّسْلِيم لَيْسَ يسرها

وَلكنه حق على كل جَانب)

ص: 253

(فَردَّتْ سَلاما كَارِهًا ثمَّ أَعرَضت

كَمَا انْحَازَتْ الأفعى مَخَافَة ضَارب)

(فَقلت لَهَا لَا تفعلى ذَا بِرَاكِب

أَتَاك مُصِيب مَا أصَاب فذاهب)

(وَلما تنازعنا الحَدِيث سَأَلتهَا

مَن الحى قَالَت معشر من محَارب)

(من المشتوين القِدّ مِمَّا تراهم

جياعا وريف النَّاس لَيْسَ بناضب)

(فَلَمَّا بدا حرمانها الضَّيْف لم يكن

علىّ مناخ السوء ضَرْبَة لازب)

(وَقمت إِلَى مهرية قد تعودت

يداها ورجلاها خبيب المواكب)

(تخوّد تخويد النعامة بعد مَا

تصوبت الجوزاء قصد المغارب)

(أَلا إِنَّمَا نيران قيس إِذا شتوا

لطارق ليل مثل نَار الحباحب)

(إِذا مت فانعينى بِمَا أَنا أَهله

لتغلب إِن الْمَوْت لَا بُد غالبى)

40 -

وَقَالَ بهْلُول بن الغطريف المزنى

(بِنَار أَبى الحباحب رُمت فخرا

على قوم لنارهم اسْتعَار)

(إِذا لمعت وسجف اللَّيْل ملقى

أنارت مثل مَا متع النَّهَار)

(ولولفحتك من هضبات نجد

وبيتك دون مطلبه وبار)

ص: 254

(لَكُنْت قُتار جاحمها وأنىّ

لمثلك فِي ضؤولته قتار)

41 -

وَقَالَ آخر وَقد نزل بِقوم فَلم يحمد ضيافتهم

(أعوذ بربى أَن أَبيت بليلة

كليلتنا بالنعف عِنْد بشير)

(فَلَمَّا أتيناه اسْتَشَارَ رماده

بكلب إِلَى جنب الصِلاء عَقور)

(يشقّق أَثوَاب الْغَرِيب بنابه

ويخلط نبحا فَاحِشا بهرير)

(أتيناه نستدعى الْقرى فأحالنا

على شمأل مَضْرُوبَة ودبور)

(يدل على متن الطَّرِيق بلومه

يرى طرده الأضياف غير نَكِير)

ص: 255