الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(بَاب الأنابة والزهد)
1 -
قَالَ قُسّ بن سَاعِدَة الإيادى
(فى الذاهبين الْأَوَّلين
…
من الْقُرُون لنا بصائرُ)
(لما رَأَيْت مواردا
…
للْمَوْت لَيْسَ لَهَا مصَادر)
(وَرَأَيْت قومى نَحْوهَا
…
يمضى الأصاغر والأكابر)
(لَا يرجع الماضى إلىّ
…
وَلَا من البَاقِينَ غابر)
(أيقنتُ أَنى لَا محَالة
…
حَيْثُ صَار الْقَوْم صائر)
2 -
وَقَالَ آخر
(الدَّهْر يَوْمَانِ ليل لَا خَفَاء بِهِ
…
وَذُو حُجول ترى أقرانه جُددا)
(لَا يبليان ويبلى النَّاس بَينهمَا
…
قد أفنيا قبلنَا الْأَمْوَال والولدا)
3 -
وَقَالَ تُبّع بن الْأَقْرَع وتروى لراهب من بحران
(منع الْبَقَاء تقلّب الشَّمْس
…
وطلوعها من حَيْثُ لَا تمسى)
(وطلوعها حَمْرَاء صَافِيَة
…
وغروبها صفراء كالورس)
(تجرى على كبد السَّمَاء كَمَا
…
يجرى حمام الْمَوْت بِالنَّفسِ)
(الْيَوْم نعلم مَا يجِئ بِهِ
…
وَمضى بِفضل قَضَائِهِ أمس)
4 -
وَقَالَ عدى بن زيد العبادى جاهلى وَكَانَ قد مر بمقابر مَعَ النُّعْمَان بن الْمُنْذر فِي ظهر الْحيرَة وشجرات هُنَاكَ تحتهَا نهر فَقَالَ عدى أَيهَا الْملك أتعلم مَا تَقول هَذِه الشجرات؟ قَالَ لَا قَالَ تَقول أَيهَا الْملك
(من رآنا فليحدث نَفسه
…
أَنه موف على قرب الزَّوَال)
(وصروف الدَّهْر لَا يبْقى لَهَا
…
وَلما تأتى بِهِ صم الْجبَال)
(رب ركب قد أناخوا حولنا
…
يمزجون الْخمر بِالْمَاءِ الزلَال)
(والأباريق عَلَيْهَا فُدُم
…
وجياد الْخَيل تعدو فِي الْجلَال)
(عمّروا دهرا بعيش نضر
…
آمنى دهرهم غير عِجَال)
(ثمَّ أضحوا عَصَفَ الدَّهْر بهم
…
وكذاك الدَّهْر يودى بِالرِّجَالِ)
(وكذاك الدَّهْر يرْمى بالفتى
…
فِي طلاب الْعَيْش حَالا بعد حَال)
5 -
وَقَالَ أَيْضا
(أَرْوَاح مودّع أم بكور
…
أَنْت فَانْظُر لأى أَمر تصير)
(أَيهَا الشامت المعيّر بالدهر
…
أَأَنْت المبرأ الموفور)
(أم لديك الْعَهْد الوثيق من الْأَيَّام
…
بل أَنْت جَاهِل مغرور)
(من رَأَيْت الْمنون خلّدن أم من
…
ذَا عَلَيْهِ من أَن يضام خفير)
(أَيْن كسْرَى كسْرَى الْمُلُوك أنوشر
…
وان أم أَيْن قبله سَابُور)
(وَبَنُو الْأَصْفَر الْمُلُوك مُلُوك الرّوم
…
لم يبْق مِنْهُم مَذْكُور)
(واخو الْحَضَر إِذْ بناه وَإِذ
…
دِجلة تجبى إِلَيْهِ والخابور)
(شاده مرمرّا وجلله كلسا
…
فللطّير فِي ذراه وكور)
(وتذكر رب الخورنَق إِذْ
…
أشرف يَوْمًا وللهُدى تفكير)
(سرّه مالُه وَكَثْرَة مَا يملك
…
وَالْبَحْر معرضًا والسدير)
(فارعَوى قلبُه وَمَا غِبْطَة
…
حى إِلَى الْمَمَات يصير)
(ثمَّ بعد الْفَلاح وَالْملك والإمّة
…
وّراتهم هُنَاكَ الْقُبُور)
(ثمَّ أضحوا كَأَنَّهُمْ ورَق جفّ
…
فألوت بِهِ الصِّبَا وَالدبور)
(إِن يصبنى بعض الهنات فَلَا وانٍ
…
ضَعِيف فَلَا أكبّ عثور)
(غير أَن الْأَيَّام يغدرن بِالْمَرْءِ
…
وفيهَا الميسور والمعسور)
(فأصبر النَّفس للخطوب فان الدّهر
…
يدجو حينا وحينا ينير)
6 -
وَقَالَ أَيْضا
(يَا لُبَيْنَى أوقدى النارا
…
إِن من تهوين قد حارا)
(رب نَار بتُّ أرمقها
…
تقضم الهندى والغارا)
(عِنْدهَا ظبى يؤججها
…
عَاقد فِي الْجيد تِقصارا)
(أبلغ الفتيان مألكُة
…
نصحة منى وأخبارا)
(أننى رمت الخطوب فَتى
…
فَوجدت الْعَيْش أطوارا)
(لَيْسَ يغنى عيشه أحد
…
لَا يلاقى فِيهِ أمعارا)
(من خطوب تستمر بِهِ
…
فتُريه العُرف إنكارا)
7 -
وَقَالَ أَيْضا
(أَيْن أهل الديار من قوم نوح
…
ثمَّ عَاد من بعدهمْ وَثَمُود)
(بَيْنَمَا هم على الأسرة وَالْأَنْمَاط
…
أفضت إِلَى التُّرَاب الخدود)
(ثمَّ لم ينْقض الحَدِيث وَلَكِن
…
بعد ذَا الْوَعْد كُله والوعيد)
(وصحيح أضحى يعود مَرِيضا
…
وَهُوَ أدنى للْمَوْت مِمَّن يعود)
8 -
وَقَالَ مضاض بن عَمْرو بن الْحَارِث الجرهمى
(كَأَن لم يكن بَين الجحون إِلَى الصَّفَا
…
أنيس وَلم يسمر بِمَكَّة سامر)
(بلَى نَحن كُنَّا أَهلهَا فأبادنا
…
صروف الليالى والجدود العواثر)
(فصرنا أحاديثا وَكُنَّا بغبطة
…
كَذَلِك عضتنا السنون الغوابر)
9 -
وَقَالَ زِيَاد العذرى
(وَمَا الدَّهْر وَالْأَيَّام إِلَّا كَمَا ترى
…
رزيئة مَال أَو فِرَاق حبيب)
(وَإِن امْرأ قد جرب الدَّهْر لم يخف
…
تقلّب عصرية لغير لَبِيب)
10 -
وَقَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت
(إِن آيَات رَبنَا بَيِّنَات
…
لَا يمارى فِيهِنَّ إِلَّا الكفور)
(خلق اللَّيْل وَالنَّهَار فَكل
…
مستنير حسابه مَقْدُور)
(ثمَّ يجلو النَّهَار رب رَحِيم
…
بمهاة شعاعها منشور)
(كل دين يَوْم الْقِيَامَة عِنْد الله
…
إِلَّا دين الحنيفة بور)
11 -
وَقَالَ الْأسود بن يعفر ويكنى أَبَا الْجراح وَكَانَ أعمى
(مَاذَا أُؤَمِّل بعد آل محرّق
…
درست مَنَازِلهمْ وَبعد إياد)
(أهل الخورنق والسدير وبارق
…
وَالْقصر ذى الشرفات من سنداد)
(جرت الرِّيَاح على مَحل دِيَارهمْ
…
فَكَأَنَّمَا كَانُوا على ميعاد)
(وَلَقَد غنوا فِيهَا بأطيب عيشة
…
فى ظلّ ملك ثَابت الْأَوْتَاد)
(نزلُوا بأنقرة يسيل عَلَيْهِم
…
مَاء الْفُرَات يجِئ من أطواد)
(فاذا النَّعيم وكل مَا يلهى بِهِ
…
يَوْمًا يصير إِلَى بلَى ونفاد)
(إِن الْمنية والحتوف كِلَاهُمَا
…
يُوفى المخارم يرقبان سَواد)
(وَمن النوائب لَا أَبَا لَك أننى
…
ضربت علىّ الأَرْض بالأسداد)
(لَا أهتدى فِيهَا لموْضِع تلعة
…
بَين العُذيب وَبَين أَرض مُرَاد)
12 -
وَقَالَ النَّابِغَة الجعدى
(وَكم من أخى عيلة مقتر
…
تأتى لَهُ المَال حَتَّى انجبر)
(وَآخر قد كَانَ جم الْغناء
…
رمته الْحَوَادِث حَتَّى افْتقر)
(وَكم غَائِب كَانَ يخْشَى الردى
…
فآب وأودى الذى فِي الْحَضَر)
(وَمَا البغى إِلَّا على أَهله
…
وَمَا النَّاس إِلَّا كهذى الشّجر)
(ترى الْغُصْن فِي عنفوان الشَّبَاب
…
يَهْتَز فِي بهجة قد نضر)
(زَمَانا من الدَّهْر ثمَّ التوى
…
فَعَاد إِلَى صغوه فانكسر)
13 -
وَقَالَ آخر
(رب مأمول وراج أملا
…
قد ثناه الدَّهْر عَن ذَاك الأمل)
(كَيفَ يَرْجُو الْمَرْء فوتا للردى
…
وَهُوَ فى الْأَسْبَاب رهن مختبل)
(كلما خلّف يَوْمًا فَمضى
…
زَاده ذَلِك قربا للأجل)
(فوّق الدَّهْر إِلَيْنَا نبله
…
عللا بقصدنا بعد نهل)
(فَهُوَ يرمينا وَلَا نبصره
…
فعل رام رام صيدا فجتل)
(وكذاك الدَّهْر مَأْمُور بِنَا
…
فَهُوَ لَا يغْفل إِن شئ غفل)
14 -
وَقَالَ حَاتِم الطائى
(وَمَا هى إِلَّا لَيْلَة ثمَّ يَوْمهَا
…
وحول إِلَى حول وَشهر إِلَى شهر)
(مطايا يُقربن الصَّحِيح إِلَى بلَى
…
ويدنين أشلاء الْهمام إِلَى الْقَبْر)
(ويتركن أَزوَاج الغيور لغيره
…
ويقسمن مَا يحوى الشحيح من الوفر)
15 -
وَقَالَ مهلهل بن مَالك الكنانى
(وَلَا تعجل على أحد بظُلْم
…
فان الظُّلم مرتعه وخيم)
(وَلَا تفحش وَإِن مُلّئت غيظا
…
على أحد فان الْفُحْش لؤم)
(وَلَا تقطع أَخا لَك عِنْد ذَنْب
…
فان الذَّنب يغفره الْكَرِيم)
(فَمَا جزع بمغن عَنْك شَيْئا
…
وَلَا مَا فَاتَ ترجعه الهموم)
16 -
آخر
(وكل شَدِيدَة نزلت بِقوم
…
سيأتى بعد شدتها رخاء)
(فَقل للمتقى غَرَض المنايا
…
توقّ فَلَيْسَ ينفعك اتقاء)
(فَمَا يعْطى الْحَرِيص غنى يحرص
…
وَقد ينمى لذى الْجُود الثراء)
(يُرِيد الْمَرْء أَن يعْطى مناه
…
ويأبى الله إِلَّا مَا يَشَاء)
17 -
وَقَالَ عبد الله بن محارق
(إِذا مَا لَيْلَة مرت وَيَوْم
…
إِلَى يَوْم وَلَيْلَته جَدِيد)
(أبادا تبعا وأبدن طسما
…
وعادا مثل مَا هَلَكت ثَمُود)
18 -
آخر
(وَكم قد رَأينَا من مُلُوك وسوقة
…
وعيش أنيق للعيون أنيق)
(مضوا وَكَأن لم تغن بالْأَمْس أهلهم
…
وكل جَدِيد صائر لخلوق)
19 -
وَقَالَ عَمْرو بن الْأَهْتَم
(يطاوحنى يَوْم جَدِيد وَلَيْلَة
…
هما أبليا جسمى وكل فَتى بَال)
(إِذا مَا سلحت الشَّهْر أَهلَلْت بعده
…
كفى قَاتلا سلخى الشُّهُور وإهلالى)
20 -
وَقَالَ فَرْوَة بن مُسيك رضى الله عَنهُ بن الْحَارِث بن سَلمَة مخضرم وتروى لذى الْأصْبع العدوانى واسْمه حرثان بن محرث
(إِذا مَا الدَّهْر جرّ على أنَاس
…
كلا كُله أَنَاخَ بآخرينا)
(فَقل للشامتين بِنَا أفيقوا
…
سَيلقَى الشامتون كَمَا لَقينَا)
(وَمَا إِن طبّنا جبن وَلَكِن
…
منايانا ودولة آخرينا)
(كَذَاك الدَّهْر دولته سِجَال
…
تكرّصروفه حينا فحينا)
(وَمن يغرر بريب الدَّهْر يَوْمًا
…
يجد ريب الزَّمَان لَهُ خؤونا)
21 -
وَقَالَ الشماخ بن خليف العبدى
(ذاق الْمنية آبائى فقد ذَهَبُوا
…
وَقد رأى بعدهمْ أَنى ملاقيها)
(وَمَا تُؤخر من نفس وَإِن حرصت
…
على الْحَيَاة إِذا مَا جَاءَ داعيها)
22 -
وَقَالَ لبيد بن ربيعَة العامرى
(أَلا تَسْأَلَانِ الْمَرْء مَاذَا يحاول
…
أنحب فَيقْضى أم ضلال وباطل)
23 -
وَله أَيْضا
(واكذب النَّفس إِذا حدثتها
…
إنّ صدق النَّفس يزرى بالأمل)
24 -
وَقَالَ حضرمى بن عَامر بن مجمع بن همام الأسدى رضى الله عَنهُ
(أَلا عجبت عميرَة أمس لمّا
…
رَأَتْ شيب الذؤابة قد علانى)
(تَقول أرى أَبى قد شَاب بعدى
…
وأقصر عَن مُطَالبَة الغوانى)
(وكل قرينَة قرنت بِأُخْرَى
…
وَلَو ضنّت بهَا ستفرّقان)
(وكل أَخ مُفَارقَة أَخُوهُ
…
لعمر أَبِيك إِلَّا الفرقدان)
25 -
وَقَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت
(كل شئ وَإِن تطاول دهر
…
صائر مرّة إِلَى أَن يزولا)
(اجْعَل الْمَوْت نُصب عَيْنك وَاحْذَرْ
…
صولة الدَّهْر إِن للدهر غولا)
26 -
وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث
(وَالنَّاس همّهم الْحَيَاة وَلَا أرى
…
طول الْحَيَاة يزِيد غير خبال)
(وَإِذا افْتَقَرت إِلَى الذَّخَائِر لم تَجِد
…
ذخْرا يكون كصالح الْأَعْمَال)
27 -
وَقَالَ أُميَّة بن أَبى الصَّلْت
(اقْترب الْوَعْد والقلوب إِلَى
…
اللَّهْو وَحب الْحَيَاة سائقها)
(مَا رغبت النَّفس فِي الْحَيَاة فان
…
تحيىّقليلا فالموت لاحقها)
(قد أنبئت أَنَّهَا تعود كَمَا
…
كَانَ يَرَاهَا بالْأَمْس خَالِقهَا)
(وَإِن مَا جمعت وأعجبها
…
من عيشها مرّة مفارقها)
(من لم يمت عبطة يمت هرما
…
للْمَوْت كأس والمرء ذائقها)
(يُوشك من فر من منيته
…
فى بعض غراته يُوَافِقهَا)
28 -
وَقَالَ أَيْضا
(حَيا وَمَيتًا لَا أَبَا لَك إِنَّمَا
…
طول الْحَيَاة كزاد غاد ينْفد)
(والشهر بَين هلاله ومحاقه
…
أجل لعلم النَّاس كَيفَ يعدد)
(لَا نقص فِيهِ غير أَن خبيئه
…
قمرو ساهور يسلّ ويغمد)
(خرق يهيم كهاجع فى نَومه
…
لم يقْض ريب نعاسه فيهجد)
(فاذا مرته ليلتان وَرَاءه
…
فَقضى سراه أَو كراه يساد)
(لمواعد تجرى النُّجُوم أَمَامه
…
ومعمم بحذائهن مسود)
(مستخفيا وَبَنَات نعش حوله
…
وَعَن الْيَمين إِذا يغيب الفرقد)
(حَال الدارارى دونه فتجنه
…
لَا أَن يرَاهُ كل من يتلدد)
(وَالشَّمْس تطلع كل آخر لَيْلَة
…
حَمْرَاء يصبح لَوْنهَا يتورد)
(لَيست بطالعة لَهُم فى رسلها
…
إِلَّا معذبة وَإِلَّا تجلد)
(لَا تَسْتَطِيع بِأَن تقصر سَاعَة
…
وبذاك تدأب يَوْمهَا وتشرّد)
(ولسوف ينسى مَا أَقُول معاشر
…
ولسوف يذكرهُ الذى لَا يزهد)
(فَاغْفِر لعبد إِن أول ذَنبه
…
شرب وأيسار يشاركها دَد)
29 -
وَقَالَ آخر
(أرى الْمَرْء فِي الدُّنْيَا حَدِيثا لغيره
…
إِذا هُوَ أَمْسَى لَا يُجيب المناديا)
(فَكُن كالذى تهوى حَدِيثا وَلَا تكن
…
كَمثل الذى يهواه فِيك الأعاديا) 5 30 - وَقَالَ الأخطل
(نحّ عَن نَفسك الْقَبِيح وصنها
…
وتوق الدُّنْيَا وَلَا تأمنها)
(وسيبقى الحَدِيث بعْدك فَانْظُر
…
أىّأحدوثة تحب فكنها)
31 -
وَقَالَ أحيحة بن الجلاح
(لم أر مثل الأقوام فِي غبن الأيّام ينسون مَا عواقبها)
(يرَوْنَ إخْوَانهمْ ومصرعهم
…
وَكَيف تعتاقهم مخلبها)
(فَمَا ترجى النُّفُوس من طلب الْخَيْر
…
وَحب الْحَيَاة كاذبها)
32 -
وَقَالَ إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم أَبُو الْعَتَاهِيَة
(أما وَالله إِن الظُّلم لؤم
…
وَمَا زَالَ المسئ هُوَ الظلوم)
33 -
وَقَالَ عُمَيْر بن مِقْدَام الأسدى
(مضى مَا مضى من حُلْو عَيْش ومره
…
كَأَن لم يكن إِلَّا كالأحلام رَاقِد)
(وَمَا الدَّهْر إِلَّا لَيْلَة مثل لَيْلَة
…
وَيَوْم كَيَوْم صادر مثل وَارِد)
34 -
وَقَالَ لبيد
(هذى منَازِل أَقوام عهدتهم
…
يُوفونَ بالعهد مذ كَانُوا وبالذمم)
(تبكى عَلَيْهِم ديار كَانَ يُطربها
…
ترّنم الْمجد بَين الْحلم وَالْكَرم)
35 -
وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة
(أيا عجب كَيفَ يعْصى الْإِلَه
…
أم كَيفَ يجحده الجاحد)
(وفى كل شئ لَهُ آيَة
…
تدل على أَنه وَاحِد)
36 -
وَقَالَ آخر
(وَأرى الليالى مَا طوت من شرّتى
…
ردته فِي عظتى وفى إفهامى)
(وَعلمت أَن الْمَرْء من سنَن الردى
…
حَيْثُ الرَّمية من سِهَام الرامى)
37 -
وَقَالَ سُلَيْمَان بن يزِيد الْعَدْوى هَذِه الأبيات
(والمرء مثل هِلَال حِين تبصره
…
يَبْدُو ضئيلا لطيفا ثمَّ يتسق)
(يزْدَاد حَتَّى إِذا مَا تمّ أعقبه
…
كرّ الجديدين نقصا ثمَّ ينمحق)
(كَانَ الشَّبَاب رِدَاء قد بهحت بِهِ
…
فقد تطاير مِنْهُ لليلى خرق)
(وَكَانَ منشمرا يَحْدُو المشيب بِهِ
…
كالليل ينْهض فى أعجازه الفلق)
38 -
وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميرى
(أَلا حىِّ من أجل الحبيب المغانيا
…
لبسن البلى مِمَّا لبسن اللياليا)
(فان أك ودّعت الشَّبَاب فَلم أكن
…
عَلَيْهِ معَاذ الله زاربا)
(حنتنى الليالى بعد مَا كنت مرّة
…
قويم الْعَصَا لَو كن تيقين بَاقِيا)
(إِذا مَا تقاضى الْمَرْء يَوْم وَلَيْلَة
…
تقاضاه شئ لَا يمل التقاضيا)
(وإنى لينهانى عَن الْجَهْل أننى
…
أرى وضحا من لمتى قد بدا ليا)
(وَطول تجاريب الْأُمُور وَلَا أرى
…
لذى نهية مثل التجاريب ناهيا)
39 -
وَقَالَ عبد الله بن الْمخَارِق
(وَلست أرى السَّعَادَة جمع مَال
…
وَلَكِن التقىّ هُوَ السعيد)
(وتقوى الله خيرا الزَّاد ذخْرا
…
وَعند الله للأتقى مزِيد)
40 -
وَقَالَ أَيْضا
(اسْتمع يَا بنى من وعظ شيخ
…
عجم الدَّهْر فِي السنين الخوالى)
(اتَّقِ الله مَا اسْتَطَعْت وَأحسن
…
إِن تقوى الْإِلَه خير الْخلال)
41 -
وَقَالَ ورقة بن نَوْفَل
(لقد نصحت لأقوام وَقلت لَهُم
…
أَنا النذير فَلَا يغرركم أحد)
(لَا تعبدن إِلَهًا غير خالقكم
…
فان دعوكم فَقولُوا بَيْننَا جدد)
(سُبْحَانَ ذى الْعَرْش سبحانا يعود لَهُ
…
وَقَبلنَا سبح الجودى واجمد)
(لَا شئ مِمَّا ترى تبقى بشاشته
…
يبْقى الْإِلَه ويودى الْأَهْل وَالْولد)
(وَلَا سُلَيْمَان إِذْ تجرى الرِّيَاح لَهُ
…
وَالْإِنْس وَالْجِنّ فِيمَا بَينهَا ترد)
(أَيْن الْمُلُوك الَّتِى كَانَت لعزتها
…
من كل أَوب إِلَيْهَا وَافد يفد)
(حَوْض هُنَالك مورود بِلَا كذب
…
لابد من ورده يَوْمًا كَمَا وردوا)
42 -
وَقَالَ كُلْثُوم بن عَمْرو العتابى التغلبى من ولد عَمْرو بن كُلْثُوم الشَّاعِر
(مَا غناء الحذار والإشقاق
…
وشآبيب دمعك المهراق)
(غدرات الْأَيَّام منتزعات
…
عنقينا من أنس هَذَا العناق)
(أَيّنَا قدمت صروف الليالى
…
فالذى أخرت سريع اللحاق)
(كم صفّيين متّعا بلقاء
…
ثمَّ صَارا لغربة وافتراق)
(قلت للفرقدين وَاللَّيْل ملق
…
سود أكنافه على الْآفَاق)
(أبقيا مَا بقيتما سَوف يرْمى
…
بَين شخصيكما بِسَهْم الْفِرَاق)
(بَيْنَمَا الْمَرْء فى غضارة عَيْش
…
وَصَلَاح من أمره واتفاق)
(عطفت شدَّة الزَّمَان فأدته
…
إِلَى فاقة وضيق خناق)
(هوّنى مَا عَلَيْك واقنى حَيَاء
…
لست تبقين لى وَلست بباق)
43 -
وَقَالَ آخر
(أَبَا جَعْفَر حانت وفاتك وَانْقَضَت
…
سنوك وَأمر الله لَا شكّ وَاقع)
(فَهَل كَاهِن أعددته أَو منجم
…
أَبَا جَعْفَر عَنْك الْمنية دَافع)
44 -
وَقَالَ أَبُو الْعَتَاهِيَة
(هَل أَنْت مُعْتَبر بِمن خربَتْ
…
مِنْهُ غَدَاة قضى دساكره)
45 -
وَقَالَ أَيْضا
(لدوا للْمَوْت وَابْنُوا للخراب
…
فكلكم يصير إِلَى ذهَاب)
(أَلا يَا موت لم أر مِنْك بدا
…
عدلت فَمَا تجور وَلَا تحابى)
(كَأَنَّك قد هجمت على مشيبى
…
كَمَا هجم المشيب على شبابى)
46 -
وَقَالَ آخر وَمِنْهُم من نَسَبهَا إِلَى على بن الْحُسَيْن رضى الله عَنْهُمَا
(خلت دُورهمْ مِنْهُم وأقوت عراصهم
…
وساقتهم نَحْو المنايا المقادر)
(وأضحوا رميما فِي التُّرَاب وعُطلت
…
مجَالِس مِنْهُم أقفرت ومقاصر)
(وخُلّوا عَن الدُّنْيَا وَمَا جمعُوا لَهَا
…
وضمتهم بعد الْقُصُور الْمَقَابِر)
(وَإِن امْرأ يسْعَى لدنياه دائبا
…
وَيذْهل عَن أخراه لَا شكّ خاسر)
(فجدّ وَلَا تفعل فعيشك زائل
…
وَأَنت إِلَى دَار الْإِقَامَة صائر)
47 -
وَقَالَ عبد الْأَعْلَى القرشى
(نهارك يَا مغرور سَهْو وغفلة
…
وليلك نوم والردى لَك لَازم)
(تسر بِمَا يبْلى وتفرح بالمنى
…
كَمَا غرّباللذات فى النّوم حالم)
(وسعيك فِيمَا سَوف تكره عبّه
…
كَذَلِك فى الدُّنْيَا تعيش الْبَهَائِم)
(فَلَا أَنْت فى الأيقاظ يقظان حَازِم
…
وَلَا أَنْت فِي النوام نَاجٍ فسالم)
48 -
وَقَالَ العتابى كُلْثُوم بن عَمْرو التغلبى
(يغرّالفتى مر الليالى سليمَة
…
وهنّ بِهِ عمّا قَلِيل عواثر)
(فان أعض ريعان الشَّبَاب فطالما
…
أَطَعْت إِلَيْهِ الْجَهْل والحلم وافر)
49 -
وَقَالَ أَبُو نواس الْحسن بن هَانِئ
(أَيَّة نَار قدح القادح
…
وأى جد جرّه المازح)
(لله در الشيب من واعظ
…
وناصح لَو قبل الناصح)
5 -
وَقَالَ عَمْرو بن حلّزة أَخُو الْحَارِث بن حلّزة اليشكرى وَقيل بل هى مصنوعة
(لم يكن إِلَّا الذى كَانَ يكون
…
وخطوب الدَّهْر بِالنَّاسِ فنون)
(رُبمَا قرت عُيُون بشجى
…
مرمض قد سخنت مِنْهُ عُيُون)
(هوّن الْأَمر تعش فى رَاحَة
…
قَلما هونت إِلَّا سيهون)
(لَا يكون الْأَمر سهلا كُله
…
إِنَّمَا الْأَمر سهول وحزون)
(يلْعَب النَّاس على غراتهم
…
ورحى الْأَيَّام للنَّاس طحون)
(يَأْمَن الْأَيَّام مغتر بهَا
…
مَا رَأينَا قطّ يَوْمًا لَا يخون)
(والملمات فَمَا أعجبها
…
للملمات ظُهُور وبطون)
(تطلب الرَّاحَة فِي دَار العنا
…
خَابَ من يطْلب شَيْئا لَا يكون)
(لَيْسَ كل الظَّن يَخْلُو عَن هدى
…
رُبمَا حيرت النَّاس الظنون)
(وتّقى الْمَرْء لَهُ واقيه
…
مِثْلَمَا واقية الْعين الجفون)
(لَا تكن شَأْن امْرِئ محتقرا
…
رُبمَا كَانَ من الشَّأْن شؤون)
(درج الْخلق فضول بَينهم
…
كل شئ فَلهُ فَوق وَدون)
(سَائل الْأَيَّام عَن أملاكها
…
أىّخلف قطعت عَنهُ الْمنون)
(وكذاك الدَّهْر فى تصريفه
…
رُبمَا يصعب بالدر اللَّبُون)
(يَا مشيد الْحصن يَرْجُو نَفعه
…
قلّما يغنى من الْمَوْت الْحُصُون)
(سيحول الْمَرْء عَن صورته
…
وسبيلى مِنْهُ مَا كَانَ يصون)
51 -
وَقَالَ عبيد بن أَيُّوب العنبرى وَكَانَ لصا
(يَا رب قد حلف الأقوام واجتهدوا
…
أَيْمَانهم أننى من ساكنى النَّار)
(أيحلفون على عمياء ويحهم
…
مَا علمهمْ بعظيم الْعَفو غفار)
52 -
وَقَالَ ذُو الرمة غيلَان
(يَا رب أسرفت فِي ذنبى ومعصيتى
…
وَقد علمت يَقِينا سوء آثارى)
(فَاغْفِر ذنوبى إلهى قد علمت بهَا
…
رب الْعباد وزحزحنى عَن النَّار)
53 -
وَقَالَ أَبُو خرَاش الهذلى
(إِن تغْفر اللَّهُمَّ تغْفر جما
…
وأى عبد لَك لَا ألمّا)
(وإنى إِذا مَا حدث ألمّا
…
أَقُول يَا اللَّهُمَّ يَا اللهما)
54 -
وَقَالَ آخر
(تمتّع من الدُّنْيَا بساعتك الَّتِى
…
بهَا أَنْت مهما لم تعقك الْعَوَائِق)
(فَلَا أمسك الماضى عَلَيْك براجع
…
وَلَا غدك الآنى بِهِ أَنْت واثق)
خَاتِمَة الْكتاب
(يَا من يرى مد البعوض جناحها
…
فى ظلمَة اللَّيْل البهيم الأليل)
(وَيرى نِيَاط عروقها فى نحرها
…
والمخ فى تِلْكَ الْعِظَام النّحل)
(اغْفِر لعبد تَابَ من خطآنه
…
مَا كَانَ مِنْهُ فِي الزَّمَان الأول)
نجزت الحماسة البصرية بعون الله وحمده وَصلَاته على سيدنَا مُحَمَّد نبيّه وَآله وَحزبه بقلم العَبْد الْعَاجِز المفتقر لرحمة الْملك الرَّحِيم الهادى عبد الرَّحْمَن بن المرحوم عبد الله البغدادى وَوَافَقَ الْفَرَاغ مِنْهَا فى أَوَائِل شهر رَجَب الْحَرَام سنة سبع وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وَألف نقلا عَن نُسْخَة محرّرة سنة 654
(وَإِن تَجِد عَيْبا فسدّالخللا
…
فجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا)