الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأخرج ابو نعيم عَن عُثْمَان بن ابي سُلَيْمَان بن جُبَير بن مطعم قَالَ كَانَ كَاتب الصَّحِيفَة مَنْصُور بن عِكْرِمَة الْعَبدَرِي فشلت يَده حَتَّى يَبِسَتْ فَمَا كَانَ ينْتَفع بهَا فَكَانَت قُرَيْش تَقول بَينهَا إِن الَّذِي صنعنَا إِلَى بني هَاشم لظلم أنظروا مَا أصَاب مَنْصُور بن عِكْرِمَة
بَاب خصوصيته صلى الله عليه وسلم بالإسراء وَمَا رأى من آيَات ربه الْكُبْرَى
قَالَ الله تَعَالَى {سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى الَّذِي باركنا حوله لنريه من آيَاتنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْبَصِير}
أعلم ان الاسراء ورد مطولا ومختصرا من حَدِيث أنس وَأبي بن كَعْب وَبُرَيْدَة وَجَابِر بن عبد الله وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَسمرَة بن جُنْدُب وَسَهل بن سعد وَشَدَّاد بن أَوْس وصهيب وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَابْن عَمْرو وَابْن مَسْعُود وَعبد الله بن اِسْعَدْ بن زُرَارَة وَعبد الرَّحْمَن بن قرط وَعلي بن أبي طَالب وَعمر بن الْخطاب وَمَالك بن صعصعة وَأبي امامة وَأبي ايوب الانصاري وَأبي حَبَّة وَأبي الْحَمْرَاء وَأبي ذَر وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَأبي سُفْيَان بن حَرْب وَأبي ليلى الْأنْصَارِيّ وَأبي هُرَيْرَة وعاشئة واسماء بِنْتي أبي بكر وَأم هَانِيء وَأم سَلمَة رضي الله عنهم وَهَا أَنا أسوق أَحَادِيثهم على التَّرْتِيب الْمَذْكُور
حَدِيث انس رضي الله عنه
اخْرُج مُسلم من طَرِيق ثَابت عَن أنس ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أتيت بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّة أَبيض طَوِيل فَوق الْحمار دون الْبَغْل يضع حَافره عِنْد مُنْتَهى طرفه فركبته حَتَّى أتيت بَيت الْمُقَدّس فربطته بالحلقة الَّتِي ترْبط بهَا الْأَنْبِيَاء ثمَّ دخلت الْمَسْجِد فَصليت رَكْعَتَيْنِ ثمَّ خرجت فجَاء جبرئيل بِإِنَاء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللَّبن فَقَالَ جبرئيل اخْتَرْت الْفطْرَة ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل فَقيل من
أَنْت قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا أَنا بِآدَم فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل فَقيل من أَنْت قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بِابْني الْخَالَة عِيسَى بن مَرْيَم وَيحيى بن زَكَرِيَّا فرحبا بِي ودعوا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل فَقيل من أَنْت قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث اليه قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بِيُوسُف وَإِذا هُوَ قد أعطي شطر الْحسن فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بِإِدْرِيس فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بهَارُون فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا انا بمُوسَى فَرَحَّبَ بِي ودعا لي بِخَير ثمَّ عرج بِنَا إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ جبرئيل قيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ قد بعث إِلَيْهِ فَفتح لنا فَإِذا أَنا بإبراهيم مُسْندًا ظَهره إِلَى الْبَيْت الْمَعْمُور وَإِذا هُوَ يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف ملك لَا يعودون إِلَيْهِ ثمَّ ذهب بِي إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَإِذا وَرقهَا كآذان الفيلة وَإِذا ثَمَرهَا كالقلال فَلَمَّا غشيها من امْر الله مَا غشي تَغَيَّرت فَمَا أحد من خلق الله يَسْتَطِيع ان ينعتها من حسنها فَأوحى الله إِلَى مَا أوحى فَفرض عَليّ خمسين صَلَاة فِي كل يَوْم وَلَيْلَة فَنزلت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى مُوسَى فَقَالَ لي مَا فرض رَبك عَلَيْك وعَلى أمتك قلت خمسين صَلَاة قَالَ ارْجع الى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف فَإِن أمتك لَا تطِيق ذَلِك فَإِنِّي قد بلوت بني إِسْرَائِيل وخبرتهم فَرَجَعت إِلَى رَبِّي فَقلت يَا رب خفف عَن أمتِي فحط عني خمْسا فَرَجَعت إِلَى مُوسَى فَقلت حط عني خمْسا قَالَ إِن أمتك لَا يُطِيقُونَ ذَلِك فَارْجِع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيف
قَالَ فَلم ازل ارْجع بَين رَبِّي وَبَين مُوسَى حَتَّى قَالَ يَا مُحَمَّد إنَّهُنَّ خمس صلوَات لكل يَوْم وَلَيْلَة فَكل صَلَاة عشر فَتلك خَمْسُونَ صَلَاة وَمن هم بحسنة فَلم يعملها كتبت لَهُ حَسَنَة فان عَملهَا كتبت لَهُ عشرا وَمن هم بسيئة فَلم يعملها لم تكْتب لَهُ شَيْئا فَإِن عَملهَا كتبت سَيِّئَة وَاحِدَة فَنزلت حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى مُوسَى فَأَخْبَرته فَقَالَ إرجع إِلَى رَبك فاساله التَّخْفِيف فَقلت قد رجعت إِلَى رَبِّي حَتَّى استحييت مِنْهُ
وَأخرج البُخَارِيّ وَابْن جرير من طَرِيق شريك بن عبد الله بن أبي نمر عَن أنس قَالَ لَيْلَة أسرِي برَسُول الله صلى الله عليه وسلم من مَسْجِد الْكَعْبَة جَاءَهُ ثَلَاثَة نفر قبل ان يُوحى اليه وَهُوَ نَائِم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فَقَالَ أَوَّلهمْ أَيهمْ هُوَ فَقَالَ أوسطهم هُوَ خَيرهمْ وَقَالَ أحدهم خُذُوا خَيرهمْ فَكَانَت تِلْكَ اللَّيْلَة فَلم يرهم حَتَّى أَتَوْهُ لَيْلَة أُخْرَى فِيمَا يرى قلبه وتنام عَيناهُ وَلَا ينَام قلبه وَكَذَلِكَ الانبياء تنام أَعينهم وَلَا تنام قُلُوبهم فَلم يكلموه حَتَّى احتملوه فوضعوه عِنْد بِئْر زَمْزَم فتولاه مِنْهُم جبرئيل فشق جبرئيل مَا بَين نَحره إِلَى لبته حَتَّى فرغ من صَدره وجوفه فَغسله من مَاء زَمْزَم بِيَدِهِ حَتَّى انقى جَوْفه ثمَّ أَتَى بطست من ذهب محشوا إِيمَانًا وَحِكْمَة فحشي بِهِ صَدره ولغاديده يَعْنِي عروق حلقه ثمَّ أطبقه ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَضرب بَابا من أَبْوَابهَا فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا مرْحَبًا بِهِ وَأهلا وَوجد فِي السَّمَاء الدُّنْيَا آدم فَقَالَ لَهُ جبرئيل هَذَا ابوك آدم فَسلم عَلَيْهِ ورد عَلَيْهِ آدم وَقَالَ مرْحَبًا وَأهلا بِابْني نعم الإبن أَنْت فَإِذا هُوَ فِي السَّمَاء الدُّنْيَا بنهرين يطردان فَقَالَ مَا هَذَانِ النهران يَا جبرئيل قَالَ هَذَانِ النّيل والفرات عنصرهما ثمَّ مضى بِهِ فِي السَّمَاء فَإِذا هُوَ بنهر آخر عَلَيْهِ قصر من لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد فَضرب بِيَدِهِ فَإِذا هُوَ مسك أذفر فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الْكَوْثَر الدي خبأ لَك رَبك ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قيل وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا مرْحَبًا وَأهلا ثمَّ عرج بِهِ
الى السَّمَاء الثَّالِثَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ الى السَّمَاء الرَّابِعَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ الى السَّمَاء السَّادِسَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ عرج بِهِ إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَقَالُوا لَهُ مثل ذَلِك كل سَمَاء فِيهَا أَنْبيَاء قد سماهم ثمَّ علا بِهِ فَوق ذَلِك بِمَا لَا يُعلمهُ إِلَّا الله حَتَّى جَاءَ سِدْرَة الْمُنْتَهى ثمَّ ذكر نَحْو مَا تقدم فِي فرض الصَّلَوَات
وَأخرج النَّسَائِيّ من طَرِيق يزِيد بن مَالك عَن انس ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أتيت بِدَابَّة فَوق الْحمار وَدون الْبَغْل خطوها عِنْد مُنْتَهى طرفها فركبت وَمَعِي جبرئيل فسرت فَقَالَ انْزِلْ فصل فَفعلت فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْن صليت صليت بِطيبَة وإليها المُهَاجر ثمَّ قَالَ انْزِلْ فصل فَفعلت فَقَالَ اتدري ايْنَ صليت صليت بطور سيناء حَيْثُ كلم الله مُوسَى ثمَّ قَالَ انْزِلْ فصل فَفعلت فَقَالَ أَتَدْرِي أَيْن صليت صليت بِبَيْت لحم حَيْثُ ولد عِيسَى ثمَّ دخلت بَيت الْمُقَدّس فَجمع لي الْأَنْبِيَاء فَقَدَّمَنِي جبرئيل حَتَّى أممتهم ثمَّ صعد بِي الى السَّمَاء الدُّنْيَا فَإِذا فِيهَا آدم ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء الثَّانِيَة فاذا فِيهَا إبنا الْخَالَة عِيسَى وَيحيى ثمَّ صعد بِي الى السَّمَاء الثَّالِثَة فاذا فِيهَا يُوسُف ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَإِذا فِيهَا مُوسَى ثمَّ صعد بِي إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَإِذا فِيهَا إِبْرَاهِيم عليه السلام ثمَّ صعد بِي فَوق سبع سموات وأتيت سِدْرَة الْمُنْتَهى فغشيتني ضَبَابَة خَرَرْت سَاجِدا فَقيل لي اني يَوْم خلقت السَّمَوَات وَالْأَرْض فرضت عَلَيْك وعَلى امتك خمسين صَلَاة فَقُمْ بهَا أَنْت وَأمتك فَرَجَعت الى مُوسَى عليه السلام فَقَالَ مَا فرض رَبك عَلَيْك وعَلى امتك قلت خمسين صَلَاة قَالَ انك لَا تَسْتَطِيع ان تقوم بهَا أَنْت وَلَا أمتك فَإِنَّهُ فرض على بني اسرائيل صَلَاتَيْنِ فَمَا قَامُوا بهما فَارْجِع إِلَى رَبك فاساله التَّخْفِيف فَرَجَعت فَخفف عني عشرا ثمَّ عشرا حَتَّى قَالَ هن خمس بِخَمْسِينَ فَعرفت انها من الله تبارك وتعالى صرى أَي حتم فَلم أرجع
وَأخرج ابْن ابي حَاتِم من وَجه آخر عَن يزِيد بن ابي مَالك عَن انس قَالَ لما كَانَ لَيْلَة أسرِي برَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ جبرئيل عليه السلام بِدَابَّة فَوق الْحمار وَدون الْبَغْل حمله جبرئيل عَلَيْهَا يَنْتَهِي خفها حَيْثُ يَنْتَهِي طرفها فَلَمَّا بلغ بَيت الْمُقَدّس أَتَى إِلَى
الْحجر الَّذِي ثمَّة فغمزه جبرئيل عليه السلام بإصبعه فثقبه ثمَّ ربطها ثمَّ صعد فَلَمَّا اسْتَويَا فِي صرحة الْمَسْجِد قَالَ جبرئيل عليه السلام يَا مُحَمَّد هَل سَأَلت رَبك ان يُرِيك الْحور الْعين قَالَ نعم قَالَ فَانْطَلق إِلَى أُولَئِكَ النسْوَة فَسلم عَلَيْهِنَّ وَهن جُلُوس عَن يسَار الصَّخْرَة فأتيتهن فَسلمت عَلَيْهِنَّ فرددن عَليّ السَّلَام فَقلت من أنتن فَقُلْنَ خيرات حسان نسَاء قوم أبرار نقوا فَلم يدرنوا وَأَقَامُوا فَلم يظعنوا وخلدوا فَلم يموتوا ثمَّ انصرفت فَلم البث إِلَّا يَسِيرا حَتَّى اجْتمع نَاس كثير ثمَّ أذن مُؤذن وأقيمت الصَّلَاة فقمنا صُفُوفا نَنْتَظِر من يؤمنا فاخذ بيَدي جبرئيل فَقَدَّمَنِي فَصليت بهم فَلَمَّا انصرفت قَالَ جبرئيل عليه السلام يَا مُحَمَّد أَتَدْرِي من صلى خَلفك قلت لَا قَالَ صلى خَلفك كل نَبِي بَعثه الله تَعَالَى ثمَّ أَخذ بيَدي فَصَعدَ بِي إِلَى السَّمَاء فَلَمَّا انتهينا الى الْبَاب استفتح قَالُوا من أَنْت قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا وَقد بعث إِلَيْهِ قَالَ نعم ففتحوا لَهُ وَقَالُوا مرْحَبًا بك وبمن مَعَك فَلَمَّا اسْتَوَى على ظهرهَا إِذا فِيهَا آدم عليه السلام فَقَالَ لي جبرئيل أَلا تسلم على ابيك آدم قلت بلَى فَأَتَيْته فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ وَقَالَ مرْحَبًا بِابْني وَالنَّبِيّ الصَّالح ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فَإِذا فِيهَا عِيسَى وَيحيى ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا يُوسُف ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا إِدْرِيس ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا هَارُون ثمَّ عرج بِي الى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فاذا فِيهَا مُوسَى ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا مثل ذَلِك فَإِذا فِيهَا ابراهيم ثمَّ انْطلق بِي على ظهر السَّمَاء السَّابِعَة حَتَّى انْتهى الى نهر عَلَيْهِ خيام الْيَاقُوت واللؤلؤ والزبرجد وَعَلِيهِ طير خضر أنعم طير رَأَيْت فَقلت يَا جبرئيل إِن هَذَا الطير لناعم قَالَ يَا مُحَمَّد آكله أنعم مِنْهُ ثمَّ قَالَ اتدري أَي نهر هَذَا قلت لَا قَالَ الْكَوْثَر الَّذِي اعطاك الله إِيَّاه فَإِذا فِيهِ آنِية الذَّهَب وَالْفِضَّة يجْرِي على رَضْرَاض من الْيَاقُوت والزمرد مَاؤُهُ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن فَأخذت من آنيته
فاغترفت من ذَلِك المَاء فَشَرِبت فَإِذا هُوَ أحلى من الْعَسَل وَأَشد رَائِحَة من الْمسك ثمَّ انْطلق بِي حَتَّى انْتهى الى الشَّجَرَة فغشيتني سَحَابَة فِيهَا من كل لون فرفضني جبرئيل وخررت سَاجِدا لله فَقَالَ لي يَا مُحَمَّد إِنِّي يَوْم خلقت السَّمَوَات وَالْأَرْض فرضت عَلَيْك وعَلى أمتك خمسين صَلَاة فَقُمْ بهَا أَنْت وَأمتك ثمَّ انجلت عني السحابة واخذ بيَدي جبرئيل فَانْصَرَفت سَرِيعا فَأتيت على ابراهيم فَلم يقل لي شَيْئا ثمَّ اتيت على مُوسَى فَقَالَ مَا صنعت يَا مُحَمَّد قلت فرض رَبِّي عَليّ وعَلى امتي خمسين صَلَاة قَالَ فَلَنْ تستطيعها انت وَلَا أمتك فَارْجِع الى رَبك فَاسْأَلْهُ ان يُخَفف عَنْك فَرَجَعت سَرِيعا حَتَّى انْتَهَيْت الى الشَّجَرَة فغشيتني السحابة وخررت سَاجِدا وَقلت رب خفف عَنَّا قَالَ قد وضعت عَنْكُم عشر ثمَّ انجلت عني السحابة وَرجعت إِلَى مُوسَى فَقلت وضع عني عشرا قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ ان يُخَفف عَنْكُم فَذكر الحَدِيث إِلَى ان قَالَ هن خمس بِخَمْسِينَ ثمَّ انحدر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لجبرئيل مَا لي لم آتٍ أهل سَمَاء إِلَّا رحبوا بِي وَضَحِكُوا إِلَيّ غير رجل وَاحِد فَسلمت عَلَيْهِ فَرد عَليّ السَّلَام ورحب بِي وَلم يضْحك إِلَيّ قَالَ ذَاك مَالك خَازِن جَهَنَّم لم يضْحك مُنْذُ خلقت وَلَو ضحك إِلَى أحد ضحك إِلَيْك قَالَ ثمَّ ركبت منصرفا فَبينا هُوَ فِي بعض طَرِيقه مر بعير لقريش تحمل طَعَاما مِنْهَا جمل عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ غرارة سَوْدَاء وغرارة بَيْضَاء فَلَمَّا حَاذَى العير نفرت مِنْهُ واستدارت وصرع ذَلِك الْبَعِير وانكسر ثمَّ انه مضى فَأصْبح فَأخْبر عَمَّا كَانَ فَلَمَّا سمع الْمُشْركُونَ قَوْله أَتَوا أَبَا بكر فَقَالُوا يَا أَبَا بكر هَل لَك فِي صَاحبك يخبر انه أَتَى فِي ليلته هَذِه مسيرَة شهر ثمَّ رَجَعَ فِي ليلته فَقَالَ أَبُو بكر إِن كَانَ قَالَه فقد صدق وَإِنَّا لنصدقه فِيمَا هُوَ أبعد من هَذَا نصدقه على خبر السَّمَاء فَقَالَ الْمُشْركُونَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا عَلامَة مَا تَقول قَالَ مَرَرْت بعير لقريش وَهِي فِي مَكَان كَذَا أَو كَذَا فنفرت الْإِبِل منا واستدارت وفيهَا بعير عَلَيْهِ غِرَارَتَانِ غرارة سَوْدَاء وغرارة بَيْضَاء فصرع فانكسر فَلَمَّا قدمت العير سألوهم فَأَخْبرُوهُمْ الْخَبَر على مثل مَا حَدثهمْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمن ذَلِك سمي أَبُو بكر الصّديق وسألوه هَل كَانَ فِيمَن حضر مَعَك مُوسَى وَعِيسَى قَالَ نعم قَالُوا فصفهما قَالَ أما مُوسَى فَرجل آدم كَأَنَّهُ من رجال ازد عمان وَأما عِيسَى فَرجل ربعَة سبط يعلوه حمرَة كَأَنَّمَا يتحادر من لحيته الجمان
وَأخرج ابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن هَاشم بن عتبَة عَن أنس قَالَ لما جَاءَ جبرئيل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْبُرَاقِ فَكَأَنَّهَا صرت اذنيها فَقَالَ جبرئيل مَه يَا براق فوَاللَّه مَا ركبك مثله وَسَار رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِذا هُوَ بِعَجُوزٍ على جَانب الطَّرِيق فَقَالَ مَا هَذِه يَا جبرئيل قَالَ سر يَا مُحَمَّد فَسَار مَا شَاءَ الله ان يسير فَإِذا شَيْء يَدعُوهُ متنحيا عَن الطَّرِيق يَقُول هَلُمَّ يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ جبرئيل سر يَا مُحَمَّد فَسَار مَا شَاءَ الله ان يسير فَلَقِيَهُ خلق من خلق الله فَقَالُوا السَّلَام عَلَيْك يَا أول السَّلَام عَلَيْك يَا آخر السَّلَام عَلَيْك يَا حاشر فَقَالَ لَهُ جبرئيل ارْدُدْ السَّلَام فَرد السَّلَام ثمَّ لقِيه الثَّانِيَة فَقَالَ لَهُ مثل ذَلِك ثمَّ الثَّالِثَة كَذَلِك حَتَّى انْتهى الى بَيت الْمُقَدّس عَلَيْهِ المَاء وَالْخمر وَاللَّبن فَتَنَاول رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اللَّبن فَقَالَ لَهُ جبرئيل اصبت الْفطْرَة وَلَو شربت المَاء لغرقت امتك وَلَو شربت الْخمر لغويت امتك ثمَّ بعث لَهُ آدم فَمن دونه من الْأَنْبِيَاء فَأمهمْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ لَهُ جبرئيل أما الْعَجُوز الَّتِي رَأَيْت على جَانب الطَّرِيق فَلم يبْق من الدُّنْيَا إِلَّا مَا بَقِي من عمر تِلْكَ الْعَجُوز وَأما الَّذِي اراد ان تميل اليه فَذَاك عَدو الله إِبْلِيس أَرَادَ ان تميل إِلَيْهِ وَأما الَّذين سلمُوا عَلَيْك فإبراهيم ومُوسَى وَعِيسَى عليهم السلام
وَأخرج احْمَد وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَالتِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم من طَرِيق قَتَادَة عَن انس ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم اتي بِالْبُرَاقِ لَيْلَة أسرِي بِهِ مسرجا مُلجمًا ليركبه فاستصعب عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ جبرئيل أبمحمد تفعل هَذَا فوَاللَّه مَا ركبك خلق قطّ أكْرم على الله مِنْهُ قَالَ فَارْفض عرقا
وَأخرج أَحْمد وابو دَاوُد من طَرِيق عبد الرَّحْمَن بن جُبَير عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما عرج بِي مَرَرْت بِقوم لَهُم أطفار من نُحَاس يخمشون وُجُوههم وصدورهم فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين يَأْكُلُون لُحُوم النَّاس ويقعون فِي أعراضهم
وَأخرج مُسلم عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَرَرْت لَيْلَة اسري بِي على مُوسَى عليه السلام قَائِما يُصَلِّي فِي قَبره
وَأخرج ابو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ عَن انس قَالَ حَدثنِي بعض أَصْحَاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ مر على مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّي فِي قَبره قَالَ وَذكر لي انه حمل على الْبراق قَالَ فأوثقت الْفرس أَو قَالَ الدَّابَّة بالحرابة فَقَالَ أَبُو بكر صفها لي يَا رَسُول الله فَقَالَ هِيَ كذه وذه قَالَ وَكَانَ ابو بكر قد رَآهَا
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق قَتَادَة وَسليمَان التَّيْمِيّ وثمامة وَعلي بن زيد عَن انس ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لَيْلَة اسري بِي مَرَرْت بناس تقْرض شفاههم بمقاريض من نَار كلما قرضت عَادَتْ فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ خطباء امتك يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ
واخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق قَتَادَة عَن انس ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم فرضت عَلَيْهِ الصَّلَاة لَيْلَة اسري بِهِ
واخرج ابْن ماجة والحكيم وَالتِّرْمِذِيّ فِي نَوَادِر الاصول وَابْن ابي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق يزِيد بن أبي مَالك عَن انس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي مَكْتُوبًا على بَاب الْجنَّة الصَّدَقَة بِعشر أَمْثَالهَا وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر فَقلت لجبرئيل مَا بَال الْقَرْض أفضل من الصَّدَقَة قَالَ لِأَن السَّائِل يسال وَعِنْده والمستقرض لَا يستقرض إِلَّا من حَاجَة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق مُحَمَّد عَن أنس ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما انْتهى الى سِدْرَة الْمُنْتَهى رأى فراشا من ذهب يلوذ بهَا
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي هَاشم عَن انس قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أسرِي بِهِ رِيحه ريح عروس وَأطيب من ريح عروس
وَأخرج الْبَزَّار من طَرِيق قَتَادَة عَن أنس أَن مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم رأى ربه عز وَجل