الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْبُرَاقِ فَحَمله عَلَيْهِ بَين يَدَيْهِ ثمَّ جعل يسير بِهِ فَإِذا بلغ مَكَانا مطأطئا طَالَتْ يَدَاهُ وَقصرت رِجْلَاهُ حَتَّى يَسْتَوِي بِهِ وَإِذا بلغ مَكَانا مرتفعا قصرت يَدَاهُ وطالت رِجْلَاهُ حَتَّى يَسْتَوِي بِهِ ثمَّ عرض لَهُ رجل عَن يَمِين الطَّرِيق فَجعل يُنَادِيه يَا مُحَمَّد إِلَى الطَّرِيق مرَّتَيْنِ فَقَالَ لَهُ جبرئيل امْضِ وَلَا تكلم أحدا ثمَّ عرض لَهُ رجل عَن يسَار الطَّرِيق فَقَالَ لَهُ إِلَى الطَّرِيق يَا مُحَمَّد فَقَالَ لَهُ جبرئيل امْضِ وَلَا تكلم أحدا ثمَّ عرضت لَهُ امْرَأَة حسناء جملاء فَقَالَ لَهُ جبرئيل أَتَدْرِي من الرجل الَّذِي دعَاك عَن يَمِين الطَّرِيق قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الْيَهُود دعتك إِلَى دينهم ثمَّ قَالَ لَهُ تَدْرِي من الرجل الَّذِي دعَاك عَن يسَار الطَّرِيق قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ النَّصَارَى دعتك إِلَى دينهم ثمَّ قَالَ تَدْرِي من الْمَرْأَة الْحَسْنَاء الجملاء قَالَ لَا قَالَ تِلْكَ الدُّنْيَا تدعوك إِلَى نَفسهَا ثمَّ انْطَلقَا حَتَّى أَتَيَا بَيت الْمُقَدّس فَإِذا هم بِنَفر جُلُوس فَقَالُوا مرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الْأُمِّي وَإِذا فِي النَّفر شيخ قَالَ وَمن هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا أَبوك ابراهيم وَهَذَا مُوسَى وَهَذَا عِيسَى ثمَّ أُقِيمَت الصَّلَاة فتدافعوا حَتَّى قدمُوا مُحَمَّدًا ثمَّ أَتَوا بأشربة فَاخْتَارَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم اللَّبن فَقَالَ لَهُ جبرئيل أصبت الْفطْرَة ثمَّ قيل لَهُ قُم إِلَى رَبك فَقَامَ فَدخل ثمَّ جَاءَ فَقيل لَهُ مَاذَا صنعت قَالَ فرضت على أمتِي خَمْسُونَ صَلَاة فَقَالَ لَهُ مُوسَى ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف لأمتك فان امتك لَا تطِيق هَذَا فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ مُوسَى مَاذَا صنعت قَالَ ردهَا إِلَى خمس وَعشْرين صَلَاة قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ ردهَا إِلَى اثْنَي عشر فَقَالَ مُوسَى ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع ثمَّ جَاءَ فَقَالَ ردهَا إِلَى خمس فَقَالَ مُوسَى ارْجع فسله التَّخْفِيف قَالَ قد استحييت من رَبِّي مِمَّا أراجعه وَقد قَالَ لي رَبِّي أَن لَك بِكُل ردة رَددتهَا مَسْأَلَة أعطيكها
حَدِيث أبي هُرَيْرَة
اخْرُج ابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي الْعَالِيَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ جبرئيل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ مِيكَائِيل فَقَالَ
جبرئيل لميكائيل ائْتِنِي بطست من مَاء زَمْزَم كَيْمَا أطهر قلبه وأشرح صَدره فشق عَن بَطْنه فَغسله ثَلَاث مَرَّات وَاخْتلف إِلَيْهِ مِيكَائِيل بِثَلَاث طساس من مَاء زَمْزَم فشرح صَدره وَنزع مَا كَانَ فِيهِ من غل وملأه حلما وعلما وإيمانا ويقينا وإسلاما وَختم بَين كَتفيهِ بِخَاتم النُّبُوَّة ثمَّ أَتَاهُ بفرس فَحمل عَلَيْهِ كَانَ خطْوَة مِنْهُ مُنْتَهى بَصَره فَسَار وَسَار مَعَه جبرئيل فَأتى على قوم يزرعون فِي يَوْم ويحصدون فِي يَوْم كلما حصدوا عَاد كَمَا كَانَ فَقَالَ النَّبِي يَا جبرئيل مَا هَذَا قَالَ هَؤُلَاءِ المجاهدون فِي سَبِيل الله تضَاعف لَهُم الْحَسَنَة بسبعمائة ضعف وَمَا أَنْفقُوا من شَيْء فَهُوَ يخلفه ثمَّ أَتَى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عَادَتْ كَمَا كَانَت وَلَا يفتر عَنْهُم من ذَلِك شَيْء فَقَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين تتثاقل رؤوسهم عَن الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة ثمَّ أَتَى على قوم على أقبالهم رقاع وعَلى أدبارهم رقاع يسرحون كَمَا تسرح الْإِبِل وَالنعَم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جَهَنَّم وحجارتها قَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذين لَا يؤدون صدقَات أَمْوَالهم وَمَا ظلمهم الله شَيْئا ثمَّ أَتَى على قوم بَين أَيْديهم لحم نضيج فِي قدر وَلحم آخر ني خَبِيث فَجعلُوا يَأْكُلُون من الني الْخَبيث وَيدعونَ النضيج الطّيب قَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الرجل من امتك تكون عِنْده الْمَرْأَة الْحَلَال الطّيب فَيَأْتِي إمرأة خبيثة فيبيت عِنْدهَا حَتَّى يصبح وَالْمَرْأَة تقوم من عِنْد زَوجهَا حَلَالا طيبا فتأتي رجلا خبيثا فتبيت مَعَه حَتَّى تصبح ثمَّ أَتَى على خَشَبَة على الطَّرِيق لَا يمر بهَا ثوب إِلَّا شقته وَلَا شَيْء إِلَّا خرقته قَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا مثل أَقوام من أمتك يَقْعُدُونَ على الطَّرِيق فيقطعونه ثمَّ أَتَى على رجل قد جمع حزمة عَظِيمَة لَا يَسْتَطِيع حملهَا وَهُوَ يزِيد عَلَيْهَا فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الرجل من أمتك تكون عَلَيْهِ أمانات النَّاس لَا يقدر على أَدَائِهَا وَهُوَ يُرِيد ان يحمل عَلَيْهَا ثمَّ اتى على قوم تقْرض ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من حَدِيد كلما قرضت عَادَتْ كَمَا كَانَت لَا يفتر عَنْهُم من ذَلِك شَيْء قَالَ مَا هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ خطباء الْفِتْنَة ثمَّ أَتَى على حجر صَغِير يخرج مِنْهُ ثَوْر عَظِيم فَجعل الثور يُرِيد ان يرجع من حَيْثُ خرج فَلَا يَسْتَطِيع فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا الرجل يتَكَلَّم بِكَلِمَة عَظِيمَة ثمَّ ينْدَم عَلَيْهَا فَلَا يَسْتَطِيع ان يردهَا ثمَّ أَتَى على وَاد فَوجدَ ريحًا طيبَة بَارِدَة
وريح مسك وَسمع صَوتا فَقَالَ يَا جبرئيل مَا هَذَا قَالَ هَذَا صَوت الْجنَّة تَقول يَا رب إيتني بِمَا وَعَدتنِي فقد كثرت غرفي واستبرقي وحريري وسندسي وعبقريي ولؤلؤي ومرجاني وفضتي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي ومراكبي وعسلي ومائي ولبني وخمري فآتني مَا وَعَدتنِي فَقَالَ لَك كل مُسلم ومسلمة وَمُؤمن ومؤمنة قَالَت رضيت ثمَّ أَتَى على وَاد فَسمع صَوتا مُنْكرا وَوجد ريحًا مُنْتِنَة فَقَالَ مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا صَوت جَهَنَّم تَقول يَا رب آتني مَا وَعَدتنِي فَلَقَد كثرت سلاسلي واغلالي وسعيري وحميمي وضريعي وغساقي وعذابي وَقد بعد قعري وَاشْتَدَّ حري فآتني مَا وَعَدتنِي قَالَ لَك كل مُشْرك ومشركة وَكَافِر وكافرة وكل خَبِيث وخبيثة وكل جَبَّار لَا يُؤمن بِيَوْم الْحساب قَالَت قد رضيت ثمَّ سَار حَتَّى أَتَى بَيت الْمُقَدّس فَنزل فَربط فرسه إِلَى صَخْرَة ثمَّ دخل فصلى مَعَ الْمَلَائِكَة فَلَمَّا قضيت الصَّلَاة قَالُوا يَا جبرئيل من هَذَا مَعَك قَالَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ ثمَّ لَقِي أَرْوَاح الْأَنْبِيَاء فَأَثْنوا على رَبهم فَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَمد لله الَّذِي اتَّخَذَنِي خَلِيلًا وَأَعْطَانِي ملكا عَظِيما وَجَعَلَنِي امة قَانِتًا يؤتم بِي وانقذني من النَّار وَجعلهَا عَليّ بردا وَسلَامًا ثمَّ أَن مُوسَى اثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي كلمني تكليما وَجعل هِلَال آل فِرْعَوْن وَنَجَاة بني إِسْرَائِيل على يَدي وَجعل من أمتِي قوما يهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِه يعدلُونَ ثمَّ أَن دَاوُد اثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي جعل لي ملكا عَظِيما وَعَلمنِي الزبُور وألان لي الْحَدِيد وسخر لي الْجبَال يسبحْنَ وَالطير وَأَعْطَانِي الْحِكْمَة وَفصل الْخطاب ثمَّ أَن سُلَيْمَان أثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي سخر لي الرِّيَاح وسخر لي الشَّيَاطِين يعْملُونَ مَا شِئْت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات وَعَلمنِي منطق الطير وآتاني من كل شَيْء فضلا وسخر لي جنود الشَّيَاطِين وَالْإِنْس وَالطير وفضلني على كثير من عباده الْمُؤمنِينَ وآتاني ملكا عَظِيما لَا يَنْبَغِي لأحد من بعدِي وَجعل ملكي ملكا طيبا لَيْسَ فِيهِ حِسَاب ثمَّ أَن عِيسَى أثنى على ربه فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي جعلني كَلمته وَجعل مثلي مثل آدم خلقه من تُرَاب ثمَّ قَالَ لَهُ كن فَيكون وَعَلمنِي الْكتاب وَالْحكمَة والتوراة وَالْإِنْجِيل وَجَعَلَنِي أخلق من الطين كَهَيئَةِ الطير فانفخ فِيهِ فَيكون
طيرا بِإِذن الله وَجَعَلَنِي أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الْمَوْتَى بِإِذْنِهِ ورفعني وطهرني وأعاذني وَأمي من الشَّيْطَان الرَّجِيم فَلم يكن للشَّيْطَان علينا سَبِيل ثمَّ ان مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فَقَالَ كلكُمْ اثنى على ربه وَإِنِّي مثن على رَبِّي فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي أَرْسلنِي رَحْمَة للْعَالمين وكافة للنَّاس بشيرا وَنَذِيرا وَأنزل عَليّ الْفرْقَان فِيهِ بَيَان لكل شَيْء وَجعل امتي خير امة أخرجت للنَّاس وَجعل امتي امة وسطا وَجعل امتي هم الْأَوَّلين والآخرين وَشرح لي صَدْرِي وَوضع عني وزري وَرفع لي ذكري وَجَعَلَنِي فاتحا وخاتما فَقَالَ ابراهيم بِهَذَا فَضلكُمْ مُحَمَّد ثمَّ أَتَى بآنية ثَلَاث مغطاة افواهها فَأتى بِإِنَاء مِنْهَا فِيهِ مَاء فَقيل اشرب فَشرب مِنْهُ يَسِيرا ثمَّ دفع إِلَيْهِ إِنَاء آخر فِيهِ لبن فَقيل لَهُ اشرب فَشرب مِنْهُ حَتَّى رُوِيَ ثمَّ رفع إِلَيْهِ إِنَاء آخر فِيهِ خمر فَقيل لَهُ اشرب فَقَالَ لَا اريده قد رويت فَقَالَ لَهُ جبرئيل أما انها ستحرم على امتك وَلَو شربت مِنْهَا لم يتبعك من أمتك إِلَّا قَلِيل ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ مُحَمَّد قَالُوا وَقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل تَامّ الْخلق لم ينقص من خلقه شَيْء كَمَا ينقص من خلق النَّاس على يَمِينه بَاب يخرج مِنْهُ ريح طيبَة وعَلى شِمَاله بَاب يخرج مِنْهُ ريح خبيثة إِذا نظر إِلَى الْبَاب الَّذِي عَن يَمِينه ضحك واستبشر وَإِذا نظر الى الْبَاب الَّذِي عَن يسَاره بَكَى وحزن فَقلت يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ هَذَا ابوك آدم وَهَذَا الْبَاب الَّذِي عَن يَمِينه بَاب الْجنَّة إِذا نظر إِلَى من يدْخلهُ من ذُريَّته ضحك واستبشر وَالْبَاب الَّذِي عَن شِمَاله بَاب جَهَنَّم إِذا نظر إِلَى من يدْخلهُ من ذُريَّته بَكَى وحزن ثمَّ صعد بِهِ جبرئيل الى السَّمَاء الثَّانِيَة فَاسْتَفْتَحَ فَقَالُوا من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن هَذَا مَعَك قَالَ مُحَمَّد رَسُول الله قَالُوا أوقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل قد فضل على النَّاس فِي الْحسن كَمَا فضل الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر على سَائِر الْكَوَاكِب قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا اخوك يُوسُف ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء الثَّالِثَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا مَعَك يَا جبرئيل قَالَ هَذَا مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من أَخ وَمن خَليفَة
فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِابْني الْخَالَة عِيسَى بن مَرْيَم وَيحيى بن زَكَرِيَّا قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ عِيسَى وَيحيى ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء الرَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذَا إِدْرِيس رَفعه اد مَكَانا عليا ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء الْخَامِسَة فَاسْتَفْتَحَ قَالُوا من هَذَا قَالَ جبرئيل قَالُوا وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من اخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ ثمَّ دخل فَإِذا هوبرجل جَالس وَحَوله قوم يقص عَلَيْهِم قَالَ من هَذَا يَا جبرئيل وَمن هَؤُلَاءِ الَّذين حوله قَالَ هَذَا هَارُون المحبب وَهَؤُلَاء بَنو اسرائيل ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء السَّادِسَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل لَهُ من هَذَا قَالَ جبرئيل قالو وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا أَو قد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من أَخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَإِذا هُوَ بِرَجُل جَالس فجاوزه فَبكى الرجل قَالَ يَا جبرئيل من هَذَا قَالَ مُوسَى قَالَ فَمَا لَهُ يبكي قَالَ يزْعم بَنو اسرائيل أَنِّي اكرم بني آدم على الله وَهَذَا رجل من بني آدم قد خلفني فِي الدُّنْيَا وَأَنا فِي أُخْرَى فَلَو انه بِنَفسِهِ لم أبال وَلَكِن مَعَ كل نَبِي أمته ثمَّ صعد بِهِ إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَاسْتَفْتَحَ فَقيل من هَذَا قَالَ جبرئيل قيل وَمن مَعَك قَالَ مُحَمَّد قَالُوا وَقد أرسل إِلَيْهِ قَالَ نعم قَالُوا حَيَّاهُ الله من اخ وَمن خَليفَة فَنعم الْأَخ وَنعم الْخَلِيفَة وَنعم الْمَجِيء جَاءَ فَدخل فَإِذا هُوَ بِرَجُل أشمط جَالس عِنْد بَاب الْجنَّة على كرْسِي وَعِنْده قوم جُلُوس بيض الْوُجُوه امثال الْقَرَاطِيس وَقوم فِي ألوانهم شَيْء فَقَامَ هَؤُلَاءِ الَّذين فِي ألوانهم شَيْء فَدَخَلُوا نَهرا فاعتسلوا فِيهِ فَخَرجُوا وَقد خلص من ألوانهم شَيْء ثمَّ دخلُوا نَهرا آخر فاغتسلوا فِيهِ فَخَرجُوا وَقد خلص من ألوانهم شَيْء ثمَّ دخلُوا نَهرا آخر فاغتسلوا فِيهِ فَخَرجُوا وَقد خلص من ألوانهم شَيْء فَصَارَت ألوانهم مثل ألوان أَصْحَابهم
فجاؤوا فجلسوا إِلَى أَصْحَابهم فَقَالَ يَا جبرئيل من هَذَا الرجل الأشمط وَمن هَؤُلَاءِ الْبيض الْوُجُوه وَمن هَؤُلَاءِ الَّذين فِي ألوانهم شَيْء وَمَا هَذِه الْأَنْهَار الَّتِي دخلُوا قَالَ هَذَا أَبوك إِبْرَاهِيم أول من شمط على الأَرْض وَأما هَؤُلَاءِ الْبيض الْوُجُوه فقوم لم يلبسوا إِيمَانهم بظُلْم وَأما هَؤُلَاءِ الَّذين فِي ألوانهم شَيْء فقوم خلطوا عملا صَالحا وَآخر سَيِّئًا فتابوا فَتَابَ الله عَلَيْهِم وَأما الْأَنْهَار فأولها رَحْمَة الله وَالثَّانِي نعْمَة الله وَالثَّالِث سقاهم رَبهم شرابًا طهُورا ثمَّ انْتهى الى السِّدْرَة قيل لَهُ هَذِه السِّدْرَة يَنْتَهِي إِلَيْهَا كل أحد خلا من أمتك على سنتك فَإِذا هِيَ شَجَرَة تخرج من أَصْلهَا انهار من مَاء غير آسن وأنهار من لبن لم يتَغَيَّر طعمه وأنهار من خمر لَذَّة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وَهِي شَجَرَة يسير الرَّاكِب فِي ظلها سبعين عَاما لَا يقطعهَا والورقة مِنْهَا مغطية للْأمة كلهَا فغشيها نور الخلاق عز وجل وغشيتها الْمَلَائِكَة أَمْثَال الْغرْبَان حِين تقع على الشَّجَرَة فَكَلمهُ الله تَعَالَى عِنْد ذَلِك فَقَالَ لَهُ سل فَقَالَ اتَّخذت إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وأعطيته ملكا عَظِيما وَكلمت مُوسَى تكليما وَأعْطيت دَاوُد ملكا عَظِيما وألنت لَهُ الْحَدِيد وسخرت لَهُ الْجبَال وَأعْطيت سُلَيْمَان ملكا لَا يَنْبَغِي لَاحَدَّ من بعده وَعلمت عِيسَى التَّوْرَاة والانجيل وَجَعَلته يُبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الْمَوْتَى بإذنك وأعذته وَأمه من الشَّيْطَان فَلم يكن للشَّيْطَان عَلَيْهِمَا سَبِيل فَقَالَ لَهُ ربه وَقد اتخذتك خَلِيلًا وحبيبا وَهُوَ مَكْتُوب فِي التَّوْرَاة حبيب الرَّحْمَن وأرسلتك إِلَى النَّاس كَافَّة بشيرا وَنَذِيرا وشرحت لَك صدرك وَوضعت عَنْك وزرك وَرفعت لَك ذكرك فَلَا أذكر إِلَّا ذكرت معي وَجعلت أمتك خير أمة أخرجت للنَّاس وَجعلت أمتك أمة وسطا وَجعلت أمتك هم الْأَوَّلين والآخرين وَجعلت أمتك لَا تجوز لَهُم خَطِيئَة حَتَّى يشْهدُوا انك عَبدِي ورسولي وَجعلت من امتك اقواما قُلُوبهم أَنَاجِيلهمْ وجعلتك اول النَّبِيين خلقا وَآخرهمْ بعثا وأولهم يقْضى لَهُ وأعطيتك سبعا من المثاني لم أعْطهَا نَبيا قبلك وأعطيتك خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة من كنز تَحت الْعَرْش لم أعْطهَا نَبيا قبلك وأعطيتك الْكَوْثَر وأعطيتك ثَمَانِيَة أسْهم الْإِسْلَام وَالْهجْرَة وَالْجهَاد وَالصَّلَاة وَالصَّدَََقَة وَصَوْم رَمَضَان والامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وجعلتك فاتحا وخاتما قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فضلني رَبِّي أَرْسلنِي رَحْمَة للْعَالمين وكافة للنَّاس بشيرا وَنَذِيرا وَألقى فِي قلب عدوي
الرعب مني مسيرَة شهر واحل لي الْغَنَائِم وَلم تحل لأحد قبلي وَجعلت لي الأَرْض كلهَا مَسْجِدا وَطهُورًا وَأعْطيت فواتح الْكَلم وخواتمه وجوامعه وَعرضت على أمتِي فَلم يخف عَليّ التَّابِع والمتبوع ورأيتهم أَتَوا على قوم ينتعلون الشّعْر ورأيتهم أَتَوا على قوم عراض الْوَجْه صغَار الْأَعْين كَأَنَّمَا خرمت أَعينهم بالمخيط فَلم يخف على مَا هم لاقون من بعدِي وَأمرت بِخَمْسِينَ صَلَاة فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى مُوسَى قَالَ بِمَا أمرت قَالَ بِخَمْسِينَ صَلَاة قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فسله التَّخْفِيف فَإِن امتك أَضْعَف الْأُمَم فقد لقِيت من بني اسرائيل شدَّة فَرجع النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى ربه فَسَأَلَهُ التَّخْفِيف فَوضع عَنهُ عشرا ثمَّ رَجَعَ الى مُوسَى فَقَالَ بكم أمرت قَالَ بِأَرْبَعِينَ قَالَ ارْجع الى رَبك فسله التَّخْفِيف فَرجع فَوضع عَنهُ عشرا إِلَى أَن جعلهَا خمْسا قَالَ ارْجع الى رَبك فسله التَّخْفِيف قَالَ قد رجعت إِلَى رَبِّي حَتَّى استحييت فَمَا أَنا رَاجع إِلَيْهِ فَقَالَ لَهُ اما إِنَّك كَمَا صبرت نَفسك على خمس صلوَات فانهن يجزين عَنْك خمسين صَلَاة فَإِن كل حَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا فَرضِي مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم كل الرضى قَالَ وَكَانَ مُوسَى من أَشَّدهم عَلَيْهِ حِين مر بِهِ وَخَيرهمْ لَهُ حِين رَجَعَ إِلَيْهِ
وَأخرج الشَّيْخَانِ وَابْن جرير من طَرِيق سعيد بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم حِين أسرِي بِهِ لقِيت مُوسَى فنعته فاذا هُوَ رجل مُضْطَرب رجل الرَّأْس كَأَنَّهُ من رجال شنُوءَة وَلَقِيت عِيسَى فنعته ربعَة أَحْمَر كَأَنَّمَا خرج من ديماس يَعْنِي حمام وَرَأَيْت إِبْرَاهِيم وَأَنا أشبه وَلَده بِهِ وأتيت بإنائين فِي أَحدهمَا لبن وَفِي الآخر خمر فَقيل لي خُذ أَيهمَا شِئْت فَأخذت اللَّبن فَشَرِبت فَقيل لي هديت الْفطْرَة أما إِنَّك لَو اخذت الْخمر لغوت أمتك
وَأخرج مُسلم من طَرِيق أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لقد رَأَيْتنِي فِي الْحجر وقريش تَسْأَلنِي عَن مسراي فسألوني عَن أَشْيَاء من بَيت الْمُقَدّس لم أثبتها فكربت كربا مَا كربت مثله قطّ فرفعه الله لي أنظر إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَن شَيْء إِلَّا أنبأتهم بِهِ وَقد رَأَيْتنِي فِي جمَاعَة من الْأَنْبِيَاء وَإِذا مُوسَى قَائِم يُصَلِّي أقرب النَّاس بِهِ شبها عُرْوَة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ وَإِذا ابراهيم قَائِم يُصَلِّي أشبه النَّاس بِهِ صَاحبكُم يَعْنِي
نَفسه فحانت الصَّلَاة فأممتهم فَلَمَّا فرغت قَالَ قَائِل يَا مُحَمَّد هَذَا مَالك صَاحب النَّار فَالْتَفت إِلَيْهِ فبدأني بِالسَّلَامِ
وَأخرج احْمَد وَابْن ماجة وَابْن أبي حَاتِم وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي الصَّلْت عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي لما انتهينا إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة فَنَظَرت فَوق فَإِذا رعد وبرق وصواعق وأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فِيهَا الْحَيَّات ترى من خَارج بطونهم فَقلت من هَؤُلَاءِ يَا جبرئيل قَالَ هَؤُلَاءِ أَكلَة الرِّبَا فَلَمَّا نزلت إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا نظرت أَسْفَل مني فَإِذا أَنا برهج ودخان وأصوات فَقلت مَا هَذَا يَا جبرئيل قَالَ هَذِه الشَّيَاطِين يحومون على أعين بني آدم لَا يتفكرون فِي ملكوت السَّمَوَات وَالْأَرْض وَلَوْلَا ذَلِك لرأوا الْعَجَائِب
وَأخرج احْمَد ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي سَلمَة عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِنِّي لَيْلَة أسرِي بِي وضعت قدمي حَيْثُ تُوضَع أَقْدَام الْأَنْبِيَاء من بَيت الْمُقَدّس وَعرض عَليّ عِيسَى فَإِذا أقرب النَّاس بِهِ شبها عُرْوَة بن مَسْعُود وَعرض عَليّ مُوسَى فاذا رجل جعد ضرب من الرِّجَال وَعرض عَليّ ابراهيم فَإِذا أقرب النَّاس بِهِ شبها صَاحبكُم
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أنس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَاء رَأَيْت مُوسَى يُصَلِّي فِي قَبره
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن سعد وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن مرْدَوَيْه من طَرِيق أبي معشر عَن أبي وهب مولى أبي هُرَيْرَة قَالَ لما رَجَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَة أسرِي بِهِ وَكَانَ بِذِي طوى قَالَ ياجبرئيل إِن قومِي لَا يصدقونني قَالَ يصدقك أَبُو بكر وَهُوَ الصّديق