الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَهُ عمي عبد الله هُوَ وَالله أعز مَا كَانَ وَأَعلاهُ امرا فَسكت أبان وَلم يسبه كَمَا كَانَ يسبه ثمَّ صنع طَعَاما وَأرْسل إِلَى سراة بني أُميَّة فَقَالَ لَهُم إِنِّي كنت بقرية فَرَأَيْت بهَا رَاهِبًا يُقَال لَهُ بكا لم ينزل إِلَى الأَرْض اربعين سنة فَنزل يَوْمًا فَاجْتمعُوا ينظرُونَ إِلَيْهِ فَجئْت فَقلت إِن لي حَاجَة فَخَلا بِي فَقلت إِنِّي من قُرَيْش وَأَن رجلا منا خرج يزْعم ان الله أرْسلهُ قَالَ مَا اسْمه قلت مُحَمَّد قَالَ مُنْذُ كم خرج قلت عشْرين سنة قَالَ أَلا اصفه لَك قلت بلَى فوصفه فَمَا أَخطَأ من صفته شَيْئا ثمَّ قَالَ لي هُوَ وَالله نَبِي هَذِه الْأمة وَالله لَيظْهرَن ثمَّ دخل صومعته وَقَالَ لي اقْرَأ عليه السلام وَكَانَ ذَلِك فِي زمن الْحُدَيْبِيَة
قصَّة إِسْلَام خَالِد بن الْوَلِيد رضي الله عنه
وَأخرج ابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ عَن خَالِد بن الْوَلِيد قَالَ لما أَرَادَ الله عز وجل مَا أَرَادَ من الْخَيْر قذف فِي قلبِي الاسلام وحضرني رشدي وَقلت قد شهِدت هَذِه المواطن كلهَا على مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فَلَيْسَ موطن أشهده إِلَّا أنصرف وَأَنا أرى فِي نَفسِي أَنِّي مَوضِع فِي غير شَيْء وَأَن مُحَمَّدًا سَيظْهر فَلَمَّا خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُدَيْبِيَة خرجت فِي خيل الْمُشْركين فَلَقِيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي أَصْحَابه بعسفان فَقُمْت بإزائه وتعرضت لَهُ فصلى بِأَصْحَابِهِ الظّهْر امامنا فهممنا ان نغير عَلَيْهِ ثمَّ لم يعزم لنا وَكَانَت فِيهِ خيرة فَأطلع على مَا فِي انفسنا من الهموم بِهِ فصلى أَصْحَابه صَلَاة الْعَصْر صَلَاة الْخَوْف فَوَقع ذَلِك منا موقعا وَقلت الرجل مَمْنُوع فافترقنا وَعدل عَن سنَن خَيْلنَا وَأخذت ذَات الْيَمين فَلَمَّا صَالح قُريْشًا بِالْحُدَيْبِية ودافعه قُرَيْش بِالرَّاحِ قلت فِي نَفسِي أَي شَيْء بَقِي أَيْن الْمَذْهَب الى النَّجَاشِيّ فقد اتبع مُحَمَّدًا وَأَصْحَابه عِنْده آمنون فَأخْرج إِلَى هِرقل فَاخْرُج من ديني الى نَصْرَانِيَّة اَوْ يَهُودِيَّة فأقيم مَعَ عجم تَابعا لَهُم مَعَ عيب ذَلِك عَليّ اَوْ أقيم فِي دَاري فِيمَن بَقِي فَأَنا على ذَلِك إِذْ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي عمْرَة الْقَضِيَّة فطلبني فَلم يجدني وَكتب إِلَيّ
كتابا فَإِذا فِيهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم اما بعد فَإِنِّي لم أر أعجب من ذهَاب رَأْيك عَن الاسلام وعقلك عقلك وَمثل الْإِسْلَام يجهله اُحْدُ قد سَأَلَني عَنْك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ايْنَ خَالِد فَقلت يَأْتِي الله بِهِ فَقَالَ مَا مثله جهل الْإِسْلَام وَلَو كَانَ يَجْعَل نكايته وَحده مَعَ الْمُسلمين على الْمُشْركين كَانَ خيرا لَهُ ولقدمناه على غَيره فاستدرك يَا أخي مَا قد فاتك وَلَقَد فاتتك مَوَاطِن صَالِحَة فَلَمَّا جَاءَنِي كِتَابه نشطت لِلْخُرُوجِ وَزَادَنِي رَغْبَة فِي الْإِسْلَام وسرني مقَالَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأرى فِي الْمَنَام كَأَنِّي فِي بِلَاد ضيقَة جدبة فَخرجت إِلَى بِلَاد خضراء وَاسِعَة قلت إِن هَذِه لرؤيا فَلَمَّا قدمنَا الْمَدِينَة قلت لأذكرنها لأبي بكر فَذَكرتهَا لَهُ فَقَالَ هُوَ مخرجك الَّذِي هداك الله للاسلام والضيق الَّذِي كنت فِيهِ الشّرك فَلَمَّا أَجمعت الْخُرُوج إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قلت من أصَاحب إِلَى مُحَمَّد فَلَقِيت صَفْوَان بن أُميَّة فَقلت يَا ابا وهب اما لرأي إِلَى مَا نَحن فِيهِ إِنَّمَا نَحن كأضراس وَقد ظهر مُحَمَّد على الْعَرَب والعجم فَلَو قدمنَا على مُحَمَّد فاتبعناه فان شرف مُحَمَّد لنا شرف فَأبى أَشد الإباء وَقَالَ لَو لم يبْق غَيْرِي مَا اتبعته ابدا فافترقنا وَقلت هَذَا رجل قتل اخوه وَأَبوهُ ببدر فَلَقِيت عِكْرِمَة بن أبي جهل فَقلت لَهُ مثل مَا قلت لِصَفْوَان بن امية فَقَالَ لي مثل مَا قَالَ صَفْوَان فَقلت فاكتم ذكر مَا قلت لَك قَالَ لَا اذكره قَالَ فَخرجت إِلَى منزلي فَأمرت براحلتي تخرج إِلَى أَن القى عُثْمَان بن طَلْحَة فَقلت إِن هَذَا لي صديق فَلَو ذكرت لَهُ مَا أَرْجُو ثمَّ ذكرت من قتل آبَائِهِ فَكرِهت ان اذكره فَقلت وَمَا عَليّ وَأَنا راحل من سَاعَتِي فَذكرت لَهُ مَا صَار الْأَمر إِلَيْهِ فَقلت إِنَّمَا نَحن بِمَنْزِلَة ثَعْلَب فِي جُحر لَو صوب فِيهِ ذنُوب من مَاء خرج وَقلت لَهُ نَحوا مِمَّا قلت لصاحبي فأسرع الاجابة وَقَالَ إِنِّي عدوت الْيَوْم وَأَنا اريد ان اغدو وَهَذِه رَاحِلَتي بفج مناخة قَالَ فاتعدت أَنا وَهُوَ بيأجج إِن سبقني أَقَامَ وَإِن سبقته أَقمت عَلَيْهِ قَالَ فادلجنا سحرًا فَلم يطلع الفجو حَتَّى الْتَقَيْنَا بيأجج
فغدونا حَتَّى انتهينا إِلَى الهدة فنجد عَمْرو بن الْعَاصِ بهَا فَقَالَ مرْحَبًا بالقوم فَقُلْنَا وَبِك قَالَ ايْنَ مسيركم قُلْنَا مَا اخرجك فَقَالَ مَا أخرجكم قُلْنَا الدُّخُول فِي الاسلام وَاتِّبَاع مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم قَالَ وَذَلِكَ الَّذِي أقدمني قَالَ فاصطحبنا جَمِيعًا حَتَّى دَخَلنَا الْمَدِينَة فأنحنا بِظهْر الْحرَّة رِكَابنَا فَأخْبرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فسر بِنَا فَلبِست من صَالح ثِيَابِي ثمَّ عَمَدت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فلقيني أخي فَقَالَ أسْرع فَإِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بك فسر بقدومكم وَهُوَ ينتظركم فأسرعنا الْمَشْي فأطلعت عَلَيْهِ فَمَا زَالَ يتبسم إِلَيّ حَتَّى وقفت عَلَيْهِ فَسلمت عَلَيْهِ بِالنُّبُوَّةِ فَرد عَليّ السَّلَام بِوَجْه طلق فَقلت إِنِّي أشهد ان لَا إِلَه إِلَّا الله وانك رَسُول الله فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي هداك قد كنت أرى لَك عقلا رَجَوْت ان لَا يسلمك إِلَّا إِلَى خير قلت يَا رَسُول الله قد رَأَيْت مَا كنت اشْهَدْ من تِلْكَ المواطن عَلَيْك فَادع الله يغفرها لي فَقَالَ صلى الله عليه وسلم الاسلام يجب مَا كَانَ قبله
وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي عزاة فلقي الْمُشْركين بعسفان فَلَمَّا صلى الظّهْر فراوه يرجع وَيسْجد هُوَ وَأَصْحَابه قَالَ بَعضهم لبَعض كَانَ هَذِه فرْصَة لكم لَو أَغَرْتُم مَا علمُوا بكم حَتَّى تُوَاقِعُوهُمْ فَقَالَ قَائِل مِنْهُم فان لَهُم صَلَاة أُخْرَى هِيَ أحب اليهم من أهلهم وَأَمْوَالهمْ فَاسْتَعدوا حَتَّى تغيرُوا عَلَيْهِم فَأنْزل الله وَإِذا كنت فهيم فأقمت لَهُم الصَّلَاة الْآيَة وأعلمه مَا ائتمر بِهِ الْمُشْركُونَ فَلَمَّا صلى الْعَصْر وَكَانُوا قبالته فِي الْقبْلَة جعل الْمُسلمين خلفة صفّين وَصلى صَلَاة الْخَوْف فَلَمَّا نظر اليهم الْمُشْركُونَ يسْجد بَعضهم وَيقوم بَعضهم ينظر إِلَيْهِم قَالُوا لقد اخبروا بِمَا أردنَا بهم
وَأخرج الخرائطي فِي الهواتف عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما توجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُرِيد مَكَّة عَام الْحُدَيْبِيَة صرخَ صارخ من اعلى جبل أبي قبيس لَيْلَة أَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَصْحَابه بِالْمَسِيرِ بِصَوْت اسْمَع اهل مَكَّة
(هبوا فساحركم منا صحابته
…
سِيرُوا إِلَيْهِ وَكُونُوا معشرا كرما)
(بعد الطّواف وَبعد السَّعْي فِي مهل
…
وان يجوزهم من مَكَّة الحرما)
(شَاهَت وُجُوهكُم من معشر نكل
…
لَا تنْصرُونَ إِذا مَا حَاربُوا صنما)
فَاجْتمع الْمُشْركُونَ وتعاقدوا ان لَا يدْخل عَلَيْهِم بِمَكَّة فِي عَامهمْ هَذَا فَبلغ ذَلِك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ هَذَا الْهَاتِف سلفع شَيْطَان الْأَصْنَام يُوشك ان يقْتله الله إِن شَاءَ الله فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ سمعُوا من أَعلَى الْجَبَل صَوتا وَهُوَ يَقُول
(شَاهَت وُجُوه رجال حالفوا صنما
…
وخاب سَعْيهمْ مَا أقصر الهمما)
(إِنِّي قتلت عَدو الله سلفعة
…
شَيْطَان أوثانكم سحقا لمن ظلما)
(وَقد أَتَاكُم رَسُول الله فِي نفر
…
وَكلهمْ محرم لَا يسفكون دَمًا)
بَاب مَا وَقع فِي عزوة ذِي قرد من الْآيَات والمعجزات
أخرج مُسلم عَن سَلمَة بن الاكوع قَالَ اخذت لقاح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّهُم يقرونَ الْآن بِأَرْض غطفان فجَاء رجل من غطفان فَقَالَ مروا على فلَان الْغَطَفَانِي فَنحر لَهُم جزورا
وَأخرج مُسلم عَن عمرَان بن حُصَيْن قَالَ إِن الْمُشْركين أَغَارُوا على سرح الْمَدِينَة فَذَهَبُوا وَكَانَت العضباء فِي ذَلِك السَّرْح وأسروا امْرَأَة من الْمُسلمين فَقَامَتْ الْمَرْأَة ذَات لَيْلَة بَعْدَمَا نَامُوا وَكَانَت كلما وضعت يَدهَا على بعير رغا حَتَّى أَتَت على العضباء فَأَتَت على نَاقَة ذَلُول فركبتها ثمَّ وجهتها قبل الْمَدِينَة فَقدمت
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عبد الله بن أبي قَتَادَة أَن أَبَا قَتَادَة اشْترى فرسا من دَوَاب دخلت الْمَدِينَة فَلَقِيَهُ مسْعدَة الْفَزارِيّ فَقَالَ يَا أَبَا قَتَادَة مَا هَذَا الْفرس فَقَالَ أَبُو قَتَادَة فرس أردْت ان أربطها مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ مَا أَهْون قتلكم
وَأَشد حركم قَالَ أَبُو قَتَادَة أما أَنِّي أسأَل الله ان القينك وَأَنا عَلَيْهَا قَالَ آمين فَبينا ابو قَتَادَة ذَات يَوْم يعلف فرسه تَمرا فِي طرف بردته إِذْ رفعت رَأسهَا وصرت أذنيها فَقَالَ احْلِف بِاللَّه لقد حست برِيح خيل فَقَالَت لَهُ امهِ وَالله يَا بني مَا كُنَّا بنوام فِي الْجَاهِلِيَّة فَكيف حِين جَاءَ بِمُحَمد صلى الله عليه وسلم ثمَّ رفعت الْفرس أَيْضا رَأسهَا وصرت أذنيها فَقَالَ احْلِف بِاللَّه لقد حست برِيح خيل فأسرجها وَأخذ سلاحه ثمَّ نَهَضَ فَلَقِيَهُ رجل فَقَالَ أخذت اللقَاح وَقد ذهب النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي طلبَهَا وَأَصْحَابه فَسَار فلقي النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ امْضِ يَا أَبَا قَتَادَة صحبك الله قَالَ فَخرجت فَإِذا بالنياق تحادي وهجمت على الْعَسْكَر فرميت بسمهم فِي جبهتي فنزعت قدحه وَأَنا أَظن اني نزعت الحديدة فطلع عَليّ فَارس فاره على وَجهه مغفر فَقَالَ لقد لقانيك الله يَا أَبَا قَتَادَة وكشف عَن وَجهه فَإِذا مسْعدَة الْفَزارِيّ فَقَالَ أَيّمَا احب اليك مجالدة اَوْ مطاعنة اَوْ مصارعة فَقلت ذَاك إِلَيْك فَقَالَ صراع فَنزل عَن دَابَّته وَنزلت عَن دَابَّتي ثمَّ تواثبنا فَإِذا انا على صَدره فَضربت بيَدي إِلَى سَيْفه فَلَمَّا رأى ان السَّيْف قد وَقع بيَدي قَالَ يَا أَبَا قَتَادَة استحيني قلت لَا وَالله قَالَ فَمن للصبية قلت النَّار ثمَّ قتلته وأدرجته فِي بردي ثمَّ أخدت ثِيَابه فلبستها وَأخذت سلاحه ثمَّ استويت على فرسه وَكَانَت فرسي نفرت حِين تعالجنا فَرَجَعت رَاجِعَة إِلَى الْعَسْكَر فعرفوها ثمَّ مضيت فَأَشْرَفت على ابْن اخيه وَهُوَ فِي سَبْعَة عشر فَارِسًا فطعنت ابْن اخيه طعنة دققت صلبه فانكشف من مَعَه وحبست اللقَاح برمحي وَأَقْبل النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه فَلَمَّا انْتَهوا إِلَى مَوضِع الْعَسْكَر إِذا بفرس أبي قَتَادَة وَقد عرقبت فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله عرقبت فرس أبي قَتَادَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَيْح امك رب عَدو لَك فِي الْحَرْب مرَّتَيْنِ ثمَّ اقبل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه حَتَّى انتهو إِلَى الْموضع الَّذِي تعالجنا فِيهِ إِذا هم بِرَجُل مسجى فِي ثِيَاب أبي قَتَادَة فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله اسْتشْهد ابو قَتَادَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله ابا قَتَادَة وَالَّذِي اكرمني بِمَا اكرمني بِهِ إِن أَبَا قَتَادَة على آثَار الْقَوْم يرتجز فَخرج عمر بن الْخطاب وَأَبُو بكر الصّديق يسْعَى حَتَّى كشف الثَّوْب
فَإِذا وَجه مسْعدَة فَقَالَ الله اكبر صدق الله وَرَسُوله وأطلعت احوش اللقَاح فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَفْلح وَجهك أَبَا قَتَادَة سيد الفرسان بَارك الله فِيك وَفِي ولدك وَفِي ولد ولدك مَا هَذَا بِوَجْهِك قلت سهم أصابني فَقَالَ ادن مني فَنزع النصل نزعا رَفِيقًا ثمَّ بزق فِيهِ وَوضع رَاحَته عَلَيْهِ فوالذي اكرمه بِالنُّبُوَّةِ مَا ضرب عَليّ سَاعَة قطّ وَلَا قرح عَليّ
وَأخرج ابْن سعد عَن صَالح بن كيسَان قَالَ قَالَ مُحرز بن نَضْلَة رَأَيْت سَمَاء الدُّنْيَا أفرجت لي حَتَّى دَخَلتهَا حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى السَّمَاء السَّابِعَة ثمَّ انْتَهَيْت إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهى فَقيل لي هَذَا مَنْزِلك فعرضتها على أبي بكر الصّديق رضي الله عنه وَكَانَ أعبر النَّاس فَقَالَ اُبْشُرْ بِالشَّهَادَةِ فَقتل بعد ذَلِك بِيَوْم فِي غَزْوَة ذِي قرد
وَأخرج ابْن سعد من طَرِيق عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه قَالَ أدركني رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم ذِي قرد فَنظر إِلَيّ وَقَالَ اللَّهُمَّ بَارك لَهُ فِي شعره وبشره وَقَالَ افلح وَجهك قتلت مسْعدَة قلت نعم قَالَ فَمَا هَذَا الَّذِي بِوَجْهِك قلت سهم رميت بِهِ قَالَ فادن مني فدنوت مِنْهُ فبصق عَلَيْهِ فَمَا ضرب عَليّ قطّ وَلَا قاح وَمَات ابو قَتَادَة وَهُوَ ابْن سبعين سنة وَكَأَنَّهُ ابْن خَمْسَة عشر سنة
وَأخرج الزبير بن بكار قَالَ حَدثنِي ابراهيم بن حَمْزَة بن ابراهيم بن بسطاس عَن مُحَمَّد بن ابراهيم بن الْحَارِث قَالَ مر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة ذِي قرد على مَاء يُقَال لَهُ بيسان فَسَأَلَ عَنهُ فَقيل اسْمه يَا رَسُول الله بيسان وَهُوَ مالح فَقَالَ بل هُوَ نعْمَان وَهُوَ طيب فَغير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الِاسْم وَغير الله تَعَالَى المَاء فَاشْتَرَاهُ طَلْحَة فَتصدق بِهِ
بَاب مَا وَقع فِي غَزْوَة خَيْبَر من الْآيَات والمعجزات
أخرج الشَّيْخَانِ عَن سَلمَة بن الاكوع قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَر فسرنا لَيْلًا فَقَالَ رجل من الْقَوْم لعامر بن الْأَكْوَع الا تسمعنا من هنيهاتك وَكَانَ عَامر رجلا شَاعِرًا فَنزل يَحْدُو بالقوم يَقُول
(اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْت مَا اهتدينا
…
وَلَا تصدقنا وَلَا صلينَا)
(فَاغْفِر فدَاء لَك مَا اقتفينا
…
وَثَبت الْأَقْدَام إِن لاقينا)
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من هَذَا السَّائِق قَالُوا عَامر قَالَ يرحمه الله قَالَ رجل من الْقَوْم وَجَبت يَا رَسُول الله هلا امتعتنا بِهِ قَالَ فَلَمَّا تصاف الْقَوْم تنَاول عَامر سَيْفه ليضْرب بِهِ سَاق يَهُودِيّ وَيرجع ذُبَاب سَيْفه فَأصَاب ركبته فَمَاتَ مِنْهُ
وَأخرجه مُسلم من وَجه آخر وَفِيه فَقَالَ من هَذَا الْقَائِل قَالُوا عَامر قَالَ غفر لَك رَبك قَالَ وَمَا خص رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قطّ أحدا إِلَّا اسْتشْهد فَقَالَ عمر لَوْلَا متعتنا بعامر وَفِي لفظ وَمَا اسْتغْفر لانسان يَخُصُّهُ قطّ إِلَّا اسْتشْهد
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن سهل بن سعد ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْم خَيْبَر لَأُعْطيَن هَذِه الرَّايَة غَدا رجلا يفتح الله على يَدَيْهِ فَلَمَّا أصبح قَالَ أَيْن عَليّ بن أبي طَالب قَالُوا يشتكي عَيْنَيْهِ قَالَ فارسلوا إِلَيْهِ فَأتي بِهِ فبصق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي عَيْنَيْهِ ودعا لَهُ فبرأ حَتَّى كَأَن لم يكن بِهِ وجع
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن سَلمَة بن الاكوع قَالَ كَانَ عَليّ تخلف عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَر وَكَانَ رمدا فَقَالَ انا اتخلف عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَخرج فلحق بِهِ فَلَمَّا كَانَ مسَاء اللَّيْلَة الَّتِي فتح الله فِي صباحها قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا
رجلا يُحِبهُ الله وَرَسُوله يفتح الله عَلَيْهِ فَإِذا نَحن بعلي وَمَا نرجوه فَقَالُوا هَذَا عَليّ فَأعْطَاهُ الرَّايَة فَفتح الله عَلَيْهِ
واخرج مُسلم من وَجه آخر عَن سَلمَة وَذكر قَوْله فبصق فِي عَيْنَيْهِ فبرأ
وَأخرجه الْحَارِث وابو نعيم من وَجه آخر عَن سَلمَة وَزَاد فَأخذ الرَّايَة فَخرج بهَا حَتَّى ركزها تَحت الْحصن فَأطلع اليه يَهُودِيّ من رَأس الْحصن فَقَالَ من أَنْت قَالَ عَليّ فَقَالَ الْيَهُودِيّ علوتم وَمَا انْزِلْ على مُوسَى فَمَا رَجَعَ حَتَّى فتح الله على يَدَيْهِ قَالَ أَبُو نعيم فِيهِ دلَالَة على مَا تقدم علم الْيَهُود من كتبهمْ بتوجيه من وَجه إِلَيْهِم وَيكون الْفَتْح على يَدَيْهِ
ووردت الْقِصَّة أَيْضا من حَدِيث ابْن عمر وَابْن عَبَّاس وَسعد بن أبي وَقاص وَأبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد الْخُدْرِيّ وَعمْرَان بن حُصَيْن وَجَابِر وَأبي ليلى الْأنْصَارِيّ أخرجهَا كلهَا أَبُو نعيم وَفِي جَمِيعهَا قصَّة التفل فِي الْعين وبرئها
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وابو نعيم عَن بُرَيْدَة ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي خَيْبَر لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يحب الله وَرَسُوله يَأْخُذهَا عنْوَة وَلَيْسَ ثمَّ عَليّ فتطاولت لَهَا قُرَيْش وَجَاء عَليّ على بعير لَهُ وَهُوَ أرمد قَالَ أدن مني فتفل فِي عَيْنَيْهِ فَمَا وجعها حَتَّى مضى لسبيله ثمَّ اعطاه الرَّايَة
وَأخرج أَحْمد وابو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن عَليّ قَالَ مَا رمدت وَلَا صدعت مُنْذُ تفل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي عَيْني يَوْم خَيْبَر
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَأَبُو نعيم عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ كَانَ عَليّ يلبس فِي الْحر الشَّديد القباء المشحو الثخين وَمَا يُبَالِي بِالْحرِّ ويلبس فِي الْبرد الشَّديد الثَّوْبَيْنِ الخفيفين وَمَا يُبَالِي بالبرد فَسئلَ عَن ذَلِك فَقَالَ ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي خَيْبَر لَأُعْطيَن الرَّايَة غَدا رجلا يحب الله وَرَسُوله يفتح عَلَيْهِ فدعاني فَأَعْطَانِي ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اكفه الْحر وَالْبرد فَمَا وجدت بعد ذَلِك بردا وَلَا حرا
وَأخرج أَبُو نعيم عَن شبْرمَة بن الطُّفَيْل قَالَ رَأَيْت عليا بِذِي قار عَلَيْهِ إِزَار ورداء وَهُوَ يهنأ بَعِيرًا لَهُ فِي يَوْم شَدِيد الْبرد وَأَن جَبهته لترشح عرقا
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن سُوَيْد بن غَفلَة قَالَ لَقينَا عليا وَعَلِيهِ ثَوْبَان فِي الشتَاء فَقُلْنَا لَا تغتر فأرضنا هَذِه مقرة لَيست مثل أَرْضك قَالَ فَإِنِّي كنت مقرورا فَلَمَّا بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَر قلت إِنِّي ارمد فتفل فِي عَيْني فَمَا وجدت حرا وَلَا بردا وَلَا رمدت عَيْنَايَ
وَأخرج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ خرج مرحب من حصن خَيْبَر وَقَالَ من يبارزنا فَقَالَ مُحَمَّد بن مسلمة أَنا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قُم إِلَيْهِ اللَّهُمَّ اعنه عَلَيْهِ فبرز إِلَيْهِ فَقتله
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق مُوسَى بن عقبَة وَمن طَرِيق عُرْوَة قَالَ جَاءَ عبد حبشِي اسود من اهل خَيْبَر كَانَ فِي غنم لسَيِّده فَقَالَ ان اسلمت مَاذَا لي قَالَ الْجنَّة فَأسلم ثمَّ قَالَ يَا نَبِي الله إِن هَذِه الْغنم عِنْدِي أَمَانَة قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اخرجها من عسكرنا ثمَّ صَحَّ بهَا وارمها بالحصباء فان الله سيؤدي عَنْك أمانتك فَفعل فَرَجَعت الْغنم إِلَى سَيِّدهَا فَعرف الْيَهُودِيّ ان غُلَامه أسلم وَقتل العَبْد الاسود فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لقد اكرم الله هَذَا العَبْد وَسَاقه إِلَى خير قد كَانَ الاسلام من نَفسه حَقًا وَقد رَأَيْت عِنْد رَأسه اثْنَتَيْنِ من الْحور الْعين
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر عَن جَابر بن عبد الله قَالَ خرجت سَرِيَّة فِي غَزْوَة خَيْبَر فَأخذُوا انسانا مَعَه غنم يرعاها فجاؤوا بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي قد آمَنت بك وَبِمَا جِئْت بِهِ فَكيف بالغنم فانها أَمَانَة وَهِي للنَّاس الشَّاة والشاتان واكثر من ذَلِك قَالَ احصب وجوهها ترجع إِلَى أَهلهَا فَأخذ قَبْضَة من حَصْبَاء فَرمى بهَا وجوهها فَخرجت تشتد حَتَّى دخلت كل شَاة أَهلهَا ثمَّ تقدم إِلَى الصَّفّ فَأَصَابَهُ سهم فَقتله وَلم يصل لله سَجْدَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن عِنْده لزوجتين لَهُ من الْحور الْعين
وَأخرج الْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن شَدَّاد بن الْهَاد أَن رجلا من الْأَعْرَاب آمن وَهَاجَر فَلَمَّا كَانَت غَزْوَة خَيْبَر غنم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَيْئا فَقَسمهُ فَأعْطَاهُ نصِيبه فَقَالَ مَا على هَذَا اتبعتك وَلَكِن اتبعتك على ان أرمي هَهُنَا وَأَشَارَ إِلَى حلقه بِسَهْم فأموت فَأدْخل الْجنَّة فَقَالَ ان تصدق الله يصدقك ثمَّ نهضوا الى قتال الْعَدو فَأَصَابَهُ سهم حَيْثُ أَشَارَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم صدق الله فَصدقهُ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ابْن اسحاق حَدثنِي عبد الله بن ابي بكر بن حزم عَن بعض من اسْلَمْ انهم اتوا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِخَيْبَر فَقَالُوا لقد جهدنا وَمَا أبدينا شَيْء فَقَالَ اللَّهُمَّ انك قد علمت حَالهم وَلَيْسَت لَهُم قُوَّة وَلَيْسَ بيَدي مَا أعطيهم إِيَّاه فافتح عَلَيْهِم أعظم حصن بهَا عَنى اكثر طَعَاما وودكا فغدا النَّاس فَفتح الله عَلَيْهِم حصن الصعب بن معَاذ وَمَا بِخَيْبَر حصن أَكثر طَعَاما وودكا مِنْهُ
وَأخرج ابْن قَانِع وَالْبَغوِيّ وَأَبُو نعيم فِي الصَّحَابَة عَن سعيد بن شييم أحد بني سهم بن مرّة أَن أَبَاهُ حَدثهُ انه كَانَ فِي جَيش عُيَيْنَة بن حصن لما جَاءَ يمد يهود خَيْبَر قَالَ فسمعنا صَوتا فِي عَسْكَر عيينه يَقُول أَيهَا النَّاس أهلكم خولفتم إِلَيْهِم قَالَ فَرَجَعُوا لَا يتناظرون فَلم نر لذَلِك نبأ وَمَا نرَاهُ كَانَ إِلَّا من السَّمَاء
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُوسَى بن عمر الْحَارِثِيّ عَن أبي سُفْيَان مُحَمَّد بن سهل بن أبي حثْمَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما قَاتل أهل الشق بِخَيْبَر وَبِه حصون ذَوَات عدد وتحصنوا بحصن النزار وامتنعوا فِيهِ أَشد الِامْتِنَاع حَتَّى اصاب النبل ثِيَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كفا من حَصْبَاء فحصب بِهِ حصنهمْ فَرَجَفَ الْحصن بهم ثمَّ ساخ فِي الأَرْض حَتَّى جَاءَ الْمُسلمُونَ فَأخذُوا اهله أخذا اخرجه الْبَيْهَقِيّ
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن انس ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صلى الصُّبْح بِغَلَس ثمَّ ركب فَقَالَ الله اكبر خربَتْ خَيْبَر إِنَّا إِذا نزلنَا بِسَاحَة قوم فسَاء صباح الْمُنْذرين
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ رأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِعَين صَفِيَّة خضرَة فَقَالَ مَا هَذِه الخضرة قَالَت كَانَ رَأْسِي فِي حجر ابْن أبي الْحقيق وَأَنا نَائِمَة
فَرَأَيْت كَأَن قمرا وَقع فِي حجري فَأَخْبَرته بذلك فلطمني وَقَالَ تتمنين ملك يثرب
وَأخرج ابْن سعد عَن حميد بن هِلَال قَالَ قَالَت صَفِيَّة رَأَيْت كَأَنِّي وَهَذَا الَّذِي يزْعم ان الله أرْسلهُ وَملك يسترنا بجناحه فَردُّوا عَلَيْهَا رؤياها وَقَالُوا لَهَا فِي ذَلِك قولا شَدِيدا
وَأخرج ابو يعلى عَن حميد بن هِلَال أَن صَفِيَّة قَالَت انْتَهَيْت إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَمَا بَين النَّاس أحد اكره إِلَيّ مِنْهُ فَقَالَ إِن قَوْمك صَنَعُوا كَذَا وَكَذَا فَمَا قُمْت من مقعدي وَمَا من النَّاس أحد احب إِلَيّ مِنْهُ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق عَاصِم الْأَحول عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ أَو عَن أبي قلَابَة قَالَ لما قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَر قدم وَالتَّمْر خضرَة فأسرع النَّاس فِيهَا فحموا فشكوا ذَلِك إِلَيْهِ فَأَمرهمْ ان يقرسوا المَاء فِي الشنان ثمَّ يحدرون عَلَيْهِم بَين اذاني الْفجْر ويذكرون اسْم الله عَلَيْهِ فَفَعَلُوا فَكَأَنَّمَا نشطوا من عقل
قَالَ الْبَيْهَقِيّ روينَاهُ عَن عبد الرَّحْمَن بن المرقع عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَوْصُولا
قلت أخرجه ابو نعيم فِي الْمعرفَة عَن عبد الرَّحْمَن بن المرقع قَالَ لما افتتحت خَيْبَر وَهِي مخضرة من الْفَوَاكِه وَاقع النَّاس الْفَاكِهَة فغشيتهم الْحمى فشكوها إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ بردوا لَهَا المَاء فِي الشنان صبوا عَلَيْكُم بَين الصَّلَاتَيْنِ فَفَعَلُوا فَذَهَبت عَنْهُم الْحمى
وَأخرج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن عبد الله بن انيس قَالَ خرجت إِلَى خَيْبَر وَمَعِي زَوْجَتي وَهِي حُبْلَى فنفست فِي الطَّرِيق فَأخْبرت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ انقع لَهَا تَمرا فَإِذا انْعمْ بله فتشربه فَفعلت فَمَا رَأَتْ شَيْئا تكرههُ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق الْوَاقِدِيّ عَن شُيُوخه قَالُوا كَانَ أَبُو شتيم الْمُزنِيّ قد أسلم فَحسن إِسْلَامه فَحدث قَالَ لما نفرنا إِلَى أهلنا مَعَ عُيَيْنَة بن حصن رَجَعَ بِنَا عُيَيْنَة فَلَمَّا كَانَ دون خَيْبَر عرسنا من اللَّيْل ففزعنا فَقَالَ عُيَيْنَة أَبْشِرُوا إِنِّي ارى اللَّيْلَة فِي النّوم ان اعطيت ذَا الرَّقَبَة جبلا بِخَيْبَر قد وَالله اخذت بِرَقَبَة مُحَمَّد قَالَ فَلَمَّا قدمنَا خَيْبَر قدم عيينه فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد فتح خَيْبَر فَقَالَ عيينه يَا مُحَمَّد أَعْطِنِي مَا غنمت من حلفائي فَإِنِّي انصرفت عَنْك وَعَن قتالك قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كذبت وَلَكِن الصياح الَّذِي سَمِعت أنفرك إِلَى أهلك قَالَ أجدني يَا مُحَمَّد قَالَ لَك ذُو الرَّقَبَة قَالَ عُيَيْنَة مَا ذُو الرَّقَبَة قَالَ الْجَبَل الَّذِي رَأَيْت فِي النّوم أَنَّك أَخَذته فَانْصَرف عُيَيْنَة إِلَى اهله فَجَاءَهُ الْحَارِث بن عَوْف فَقَالَ لَهُ ألم أقل لَك انك تُوضَع فِي غير شَيْء وَالله لَيظْهرَن مُحَمَّد على مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب يهود كَانُوا يخبروننا بِهَذَا أشهد لسمعت أَبَا رَافع سَلام بن أبي الْحقيق يَقُول أَنا نحسد مُحَمَّدًا على النُّبُوَّة حَيْثُ خرجت من بني هَارُون هُوَ نَبِي مُرْسل ويهود لَا تطاوعني على هَذَا وَلنَا مِنْهُ ذبحان وَاحِد بِيَثْرِب وَآخر بخيابر قَالَ الْحَارِث قلت لسلام يملك الأَرْض جَمِيعًا قَالَ نعم والتوراة
وَأخرج ابو نعيم من طَرِيق عَلْقَمَة عَن ابْن مَسْعُود قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة خَيْبَر فَأَرَادَ ان يتبرز فَقَالَ يَا عبد الله انْظُر هَل ترى شَيْئا فَنَظَرت فَإِذا شَجَرَة وَاحِدَة فَأَخْبَرته فَقَالَ لي انْظُر هَل ترى شَيْئا فَنَظَرت شَجَرَة اخرى متباعدة من صاحبتها فَأَخْبَرته فَقَالَ قل لَهما ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما ان تجتمعا فَقلت لَهما فاجتمعا ثمَّ اتاهما فاستتر بهما ثمَّ قَامَ فَانْطَلَقت كل وَاحِدَة مِنْهُمَا إِلَى مَكَانهَا
وَأخرج ابْن سعد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما ظهر النَّبِي صلى الله عليه وسلم على خَيْبَر صَالحهمْ على ان يخرجُوا بِأَنْفسِهِم وأهليهم لَيْسَ لَهُم بَيْضَاء وَلَا صفراء فَأتي بكنانة وَالربيع فَقَالَ لَهما رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَيْن آنيتكما الَّتِي كُنْتُم تعيرونها اهل مَكَّة قَالَا هربنا فَلم نزل تضعنا أَرض وترفعنا أُخْرَى فأنفقنا كل شَيْء فَقَالَ لَهما إنَّكُمَا إِن كتمتماني شَيْئا
فاطلعت عَلَيْهِ استحللت بِهِ دماءكما وذراريكما قَالَا نعم فَدَعَا رجلا من الْأَنْصَار فَقَالَ اذْهَبْ إِلَى قراح كَذَا وَكَذَا ثمَّ ائْتِ النّخل فَانْظُر نَخْلَة عَن يَمِينك اَوْ عَن يسارك فَانْظُر نَخْلَة مَرْفُوعَة فأتني بِمَا فِيهَا فَانْطَلق فَجَاءَهُ بالآنية وَالْأَمْوَال فَضرب اعناقهما وسبى أهليهما
وَأخرج الْحَارِث بن أبي أُسَامَة عَن أبي أُمَامَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة خَيْبَر من كَانَ مضعفا اَوْ مصعبا فَليرْجع وَأمر مناديا فَنَادَى بذلك فَرجع نَاس وَفِي الْقَوْم رجل على بكر صَعب فَمر من اللَّيْل على سَواد فنفر بِهِ فصرعه فَلَمَّا جيئ بِهِ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا شَأْن صَاحبكُم فأخبروه قَالَ يَا بِلَال مَا كنت أَذِنت فِي النَّاس من كَانَ مضعفا اَوْ مصعبا فَليرْجع قَالَ بلَى فَأبى ان يصلى عَلَيْهِ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ثَوْبَان ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي مسير لَهُ إِنَّا مدلجون اللَّيْلَة إِن شَاءَ الله فَلَا يرحلن مَعنا مضعف وَلَا مُصعب فارتحل رجل على نَاقَة لَهُ صعبة فَسقط فاندقت فَخذه فَمَاتَ فَأمر بِلَالًا فَنَادَى ان الْجنَّة لَا تحل لعاص ثَلَاثًا
وَأخرج ابْن سعد عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم قَالَ كتب إِلَيّ عمر ابْن عبد الْعَزِيز فِي خِلَافَته أَن افحص لي عَن الكثيبة اكانت خمس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من خَيْبَر ام كَانَت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَاصَّة فَسَأَلت عمْرَة بنت عبد الرَّحْمَن فَقَالَت إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما صَالح ابْن أبي الْحقيق جزأ النطاة والشق خَمْسَة أَجزَاء فَكَانَت الكثيبة جزأ مِنْهَا ثمَّ جعل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خمس بعرات وَاعْلَم ان فِي بَعرَة مِنْهَا لله مَكْتُوبًا ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اجْعَل سهمك فِي الكثيبة فَكَانَ أول مَا خرج السهْم الَّذِي مَكْتُوب فِيهِ لله على الكثيبة فَكَانَت الكثيبة خمس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَكَانَت السهْمَان إغفالا لَيْسَ فِيهَا عَلَامَات فَكَانَت فوضى للْمُسلمين على ثَمَانِيَة عشر سَهْما قَالَ أَبُو بكر فَكتبت إِلَى عمر بن عبد الْعَزِيز بذلك
وَأخرج البُخَارِيّ عَن يزِيد بن ابي عبيد قَالَ رَأَيْت أثر ضَرْبَة فِي سَاق سَلمَة ابْن الْأَكْوَع فَقلت مَا هَذِه الضَّرْبَة قَالَ ضَرْبَة أصابتني يَوْم خَيْبَر فَقَالَ النَّاس أُصِيب سَلمَة فَأتيت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فنفث فِيهِ ثَلَاث نفثات فَمَا اشتكيت مِنْهَا حَتَّى السَّاعَة
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن سهل بن سعد ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم التقى هُوَ الْمُشْركُونَ فِي بعض مغازيه فَاقْتَتلُوا فَمَال كل قوم إِلَى عَسْكَرهمْ وَفِي الْمُسلمين رجل لَا يدع للْمُشْرِكين شَاذَّة وَلَا فاذة إِلَّا أتبعهَا يضْربهَا بِسَيْفِهِ فَقيل يَا رَسُول الله مَا اجزأ اُحْدُ الْيَوْم مَا احزأ فلَان فَقَالَ اما انه من اهل النَّار فأعظم الْقَوْم ذَلِك فَقَالُوا أَيّنَا من أهل الْجنَّة إِن كَانَ فلَان من اهل النَّار فَقَالَ رجل وَالله لَا يَمُوت على هَذِه الْحَالة أبدا فَاتبعهُ كلما اسرع اسرع وَإِذا أَبْطَأَ أَبْطَأَ مَعَه حَتَّى جرح فاشتدت جراحته واستعجل الْمَوْت فَوضع سَيْفه بالارض وذبابه بَين ثدييه ثمَّ تحامل عَلَيْهِ فَقتل نَفسه فجَاء الرجل فَقَالَ اشْهَدْ انك رَسُول الله قَالَ وَمَا ذَاك فَأخْبرهُ بِالَّذِي كَانَ من أمره
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ شَهِدنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَيْبَر فَقَالَ لرجل مِمَّن يَدعِي الاسلام هَذَا من اهل النَّار فَلَمَّا حضر الْقِتَال قَاتل الرجل اشد الْقِتَال حَتَّى كثر بِهِ الْجراح فأثبتته فَقيل يَا رَسُول الله أَرَأَيْت الرجل الَّذِي ذكرت انه من اهل النَّار قد وَالله قَاتل فِي سَبِيل الله أَشد الْقِتَال وَكَثُرت بِهِ الْجراح قَالَ أما انه من أهل النَّار فكاد بعض النَّاس يرتاب فَبينا هُوَ على ذَلِك وجد الرجل ألم الْجراح فَأَهوى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَته فاستخرج مِنْهَا سَهْما فانتحر بهَا فَقَالُوا يَا رَسُول الله قد صدق الله حَدِيثك
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ ان رجلا من اصحاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم توفّي يَوْم خَيْبَر فَقَالَ صلوا على صَاحبكُم فتغيرت وُجُوه النَّاس لذَلِك فَقَالَ إِن صَاحبكُم عل فِي سَبِيل الله ففتشنا مَتَاعه فَوَجَدنَا خرزا من خرز الْيَهُود لَا تَسَاوِي دِرْهَمَيْنِ
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَر فَلم نغنم فضَّة وَلَا ذَهَبا إِلَّا الثِّيَاب وَالْمَتَاع وَالْأَمْوَال فَوجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَحْو وَادي الْقرى وَقد أهدي لَهُ عبد أسود يُقَال لَهُ مدعم فَبَيْنَمَا هُوَ يحط رَحل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ سهم فَقتله فَقَالَ النَّاس هَنِيئًا لَهُ الْجنَّة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كلا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِن الشملة الَّتِي اخذها يَوْم خَيْبَر من الْمَغَانِم لم تصبها المقاسم لتشتعل عَلَيْهِ نَارا
وَأخرج البُخَارِيّ عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ لما فتحت خيبرا اهديت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَاة فِيهَا سم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اجْمَعُوا من كَانَ هَهُنَا من الْيَهُود فَجمعُوا لَهُ فَقَالَ لَهُم اني سَائِلكُمْ عَن شَيْء فَهَل أَنْتُم صادقي قَالُوا نعم قَالَ من أبوكم قَالُوا فلَان قَالَ كَذبْتُمْ بل أبوكم فلَان قَالُوا صدقت وبررت قَالَ اجعلتم فِي هَذِه الشَّاة سما قَالُوا نعم قَالَ فَمَا حملكم على ذَلِك قَالُوا اردنا إِن كنت كَاذِبًا اسْتَرَحْنَا مِنْك وَإِن كنت نَبيا لم يَضرك
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وابو نعيم عَن أبي هُرَيْرَة أَن إمرأة من الْيَهُود أَهْدَت الى النَّبِي صلى الله عليه وسلم شَاة مَسْمُومَة فَقَالَ لأَصْحَابه امسكوا فَإِنَّهَا مَسْمُومَة فَقَالَ مَا حملك على مَا صنعت قَالَت اردت ان اعْلَم إِن كنت نَبيا فسيطلعك الله عَلَيْهِ وَإِن كنت كَاذِبًا اريح النَّاس مِنْك فَمَا عرض لَهَا
واخرج الشَّيْخَانِ عَن أنس ان يَهُودِيَّة أَتَت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِشَاة مَسْمُومَة فَأكل مِنْهَا فجيء بهَا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهَا عَن ذَلِك قَالَت أردْت لأقتلك قَالَ مَا كَانَ الله ليسلطها على ذَلِك
وَأخرج احْمَد وَابْن سعد وابو نعيم عَن ابْن عَبَّاس ان امْرَأَة من الْيَهُود اهدت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَاة مَسْمُومَة فَأرْسل إِلَيْهَا فَقَالَ مَا حملك على مَا صنعت قَالَت أردْت إِن كنت نَبيا فَإِن الله سيطلعك عَلَيْهِ وَإِن لم تكن نَبيا أُرِيح النَّاس مِنْك
وَأخرج الدَّارمِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن جَابر بن عهد الله أَن يَهُودِيَّة من أهل خَيْبَر أَهْدَت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَاة مَسْمُومَة فَأخذ الذِّرَاع فَأكل مِنْهَا وَأكل رَهْط من اصحابه فَقَالَ ارْفَعُوا ايديكم ودعا الْيَهُودِيَّة فَقَالَ اسممت هَذِه الشَّاة قَالَت من أخْبرك قَالَ أَخْبَرتنِي هَذِه فِي يَدي الذِّرَاع قَالَت نعم قَالَ فَمَا أردْت إِلَى ذَلِك قَالَت قلت إِن كَانَ نَبيا فَلَا يضرّهُ وَإِن لم يكن نَبيا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ فَعَفَا عَنْهَا وَلم يُعَاقِبهَا
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من وَجه آخر عَن جَابر وَفِيه قَالَ امسكوا فَإِن عضوا من اعضائها يُخْبِرنِي أَنَّهَا مَسْمُومَة
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب بن مَالك ان يَهُودِيَّة أَهْدَت للنَّبِي صلى الله عليه وسلم شَاة مَسْمُومَة بِخَيْبَر فَأكل مِنْهَا وَأكل اصحابه ثمَّ قَالَ امسكوا ثمَّ قَالَ للْمَرْأَة هَل سممت هَذِه الشَّاة قَالَت من اخبرك قَالَ هَذَا الْعظم لساقها وَهُوَ فِي يَده قَالَت نعم
قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا مُرْسل وَيحْتَمل ان يكون عبد الرَّحْمَن حمله عَن جَابر
قلت أخرجه الطَّبَرَانِيّ مَوْصُولا عَن كَعْب بن مَالك
واخرج الْبَزَّار وَالْحَاكِم وَصَححهُ ابو نعيم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن يَهُودِيَّة اهدت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم شَاة سميطا فَلَمَّا بسط الْقَوْم أَيْديهم قَالَ كفوا أَيْدِيكُم فَإِن عضوا لَهَا يُخْبِرنِي انها مَسْمُومَة وَأرْسل إِلَى صاحبتها سممت طَعَامك هَذَا قَالَت نعم أردْت إِن كنت كَاذِبًا ان أُرِيح النَّاس مِنْك وَإِن كنت صَادِقا علمت ان الله سيطلعك عَلَيْهِ فَقَالَ اذْكروا اسْم الله وكلوا فَلم يضر أحدا منا شَيْئا
وَأخرج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ام عمَارَة قَالَت سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بالجرف وَهُوَ يَقُول لَا تطرقوا النَّاس بعد صَلَاة الْعشَاء فَذهب رجل من الْحَيّ فطرق أَهله فَوجدَ مَا يكرههُ فخلى سَبيله وَلم يهجه وضن بِزَوْجَتِهِ ان يفارقها وَكَانَ لَهُ مِنْهَا
أَوْلَاد وَكَانَ يُحِبهَا فعصى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرَأى مَا يكره
وَأخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين قفل من غَزْوَة خَيْبَر سَار لَيْلَة حَتَّى إِذا أدركنا الْكرَى عرس وَقَالَ لِبلَال أكلأ لنا اللَّيْل فَغلبَتْ بِلَالًا عَيناهُ وَهُوَ مُسْتَند إِلَى رَاحِلَته فَلم يَسْتَيْقِظ وَلَا اُحْدُ من اصحابه حَتَّى ضربتهم الشَّمْس الحَدِيث
وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق مَالك عَن زيد بن أسلم ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي هَذِه الْقِصَّة لأبي بكر إِن الشَّيْطَان أَتَى بِلَالًا وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي فاضجعه فَلم يزل يهدئه كَمَا يهدأ الصَّبِي حَتَّى نَام ثمَّ دَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِلَالًا فَأخْبر بِلَال مثل الَّذِي أخبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَبَا بكر فَقَالَ ابو بكر أشهد أَنَّك رَسُول الله
بَاب مَا وَقع فِي سَرِيَّة عبد الله بن رَوَاحَة
اخْرُج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيق عُرْوَة وَمن طَرِيق مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رَوَاحَة فِي ثَلَاثِينَ رَاكِبًا فيهم عبد الله بن انيس إِلَى يسير بن رزام الْيَهُودِيّ فَضرب يسير وَجه عبد الله بن انيس فَشَجَّهُ مأمومة فقد على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فبصق فِي شجته فَلم تقح وَلم تؤذه حَتَّى مَاتَ
بَاب مَا وَقع فِي عمْرَة الْقَضَاء
اخْرُج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي عمْرَة الْقَضَاء بِالسِّلَاحِ إِلَى بطن يأحج فَجَاءَهُ نفر من قُرَيْش فَقَالُوا يَا مُحَمَّد مَا عرفت صَغِيرا وَلَا كَبِيرا بالغدر تدخل بِالسِّلَاحِ على قَوْمك وَقد شرطت لَهُم ان لَا تدخل إِلَّا بسلاح الْمُسَافِر وَالسُّيُوف فِي الْقرب فَقَالَ إِنِّي لَا أَدخل عَلَيْهِم بِالسِّلَاحِ
وَأخرج احْمَد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه مَكَّة فَقَالَ الْمُشْركُونَ انه يقدم عَلَيْكُم قوم قد وهنتهم حمى يثرب فَأطلع الله نبيه على مَا قَالُوا فَأَمرهمْ ان يرملوا الأشواط الثَّلَاثَة ليرى الْمُشْركُونَ جلدهمْ
واخرج احْمَد وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق أبي الطُّفَيْل عَن ابْن عَبَّاس ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل من الظهْرَان فِي عمرته بلغ أَصْحَابه ان قُريْشًا تَقول مَا يتباعثون من العجف فَقَالَ اصحابه لَو انتحرنا من ظُهُورنَا فاكلنا من لَحْمه وحسونا من مرقه أَصْبَحْنَا غَدا حِين ندخل على الْقَوْم وبنا جمَاعَة قَالَ لَا تَفعلُوا وَلَكِن اجْمَعُوا إِلَيّ من ازوادكم فَجمعُوا لَهُ وبسطوا الانطاع فَأَكَلُوا حَتَّى توَلّوا وحثا كل وَاحِد مِنْهُم فِي جرابه ثمَّ اقبل حَتَّى دخل الْمَسْجِد فَأَمرهمْ بالرمل فَقَالَت قُرَيْش مَا يرضون بِالْمَشْيِ اما انهم لينقزون نقز الظباء
بَاب مَا وَقع فِي سَرِيَّة غَالب اللَّيْثِيّ وَذَلِكَ فِي صفر سنة ثَمَان
اخْرُج ابْن سعد عَن جُنْدُب بن مكيث الْجُهَنِيّ قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم غَالب ابْن عبد الله اللَّيْثِيّ فِي سَرِيَّة فَكنت فيهم وَأمرهمْ ان يشنوا الْغَارة على بني الملوح بالكدية فشننا عَلَيْهِم الْغَارة وَاسْتَقْنَا النعم فَخرج صريخ الْقَوْم فِي قَومهمْ فجَاء مَا لَا قبل لنا بِهِ فخرجنا بهَا نحدوها فَأَدْرَكنَا الْقَوْم حَتَّى نظرُوا إِلَيْنَا مَا بَيْننَا وَبينهمْ إِلَّا الْوَادي وَنحن موجهون فِي نَاحيَة الْوَادي إِذْ جَاءَ الله بالوادي من حَيْثُ شَاءَ يملىء جنبتيه مَاء وَالله مَا رَأينَا يَوْمئِذٍ سحابا وَلَا مَطَرا فجَاء بِمَا لَا يَسْتَطِيع اُحْدُ ان يجوزه فَلَقَد رَأَيْتهمْ وقوفا ينظرُونَ إِلَيْنَا وفتناهم فوتا لَا يقدرُونَ فِيهِ على طلبنا
بَاب مَا وَقع فِي سَرِيَّة أبي مُوسَى
اخْرُج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم اسْتعْمل ابا مُوسَى على سَرِيَّة الْبَحْر فَبينا هِيَ تجْرِي بهم فِي اللَّيْل ناداهم مُنَاد من فَوْقهم أَلا أخْبركُم بِقَضَاء قَضَاهُ الله على نَفسه انه من يعطش لله فِي يَوْم صَائِف فَإِن حَقًا على الله ان يسْقِيه يَوْم الْعَطش
بَاب مَا وَقع فِي سَرِيَّة زيد بن حَارِثَة إِلَى أم قرفة
أخرج ابو نعيم عَن عَائِشَة ان امْرَأَة من بني فَزَارَة يُقَال لَهَا ام قرفة جهزت ثَلَاثِينَ رَاكِبًا من وَلَدهَا وَولد وَلَدهَا إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه فَبلغ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ اللَّهُمَّ اثكلها بِوَلَدِهَا وَبعث اليهم زيد بن حَارِثَة فِي سَرِيَّة فَالْتَقوا فَقتل ام قرفة وَوَلدهَا جَمِيعًا
بَاب آيَة فِي سَرِيَّة اخرى
أخرج احْمَد وَالْبَيْهَقِيّ بِسَنَد صَحِيح عَن انس قَالَ جَاءَت امْرَأَة فَقَالَت يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَنِّي دخلت الْجنَّة فَسمِعت فِيهَا وجبة فَنَظَرت فَإِذا قد جِيءَ بفلان وَفُلَان حَتَّى عدت اثْنَي عشر رجلا وَقد بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَرِيَّة قبل ذَلِك فجيء بهم عَلَيْهِم ثِيَاب طلس تشخب أوداجهم فَقيل اذْهَبُوا بهم الى نهر البيدخ فغمسوا فِيهِ فَخَرجُوا مِنْهُ وُجُوههم كَالْقَمَرِ لَيْلَة الْبَدْر ثمَّ اتوا بكراسي من ذهب فقعدوا عَلَيْهَا واتوا بصحفة من ذهب فِيهَا بسرة فاكلوا مِنْهَا من فَاكِهَة مَا ارادوا واكلت مَعَهم فجَاء البشير من تِلْكَ السّريَّة فَقَالَ يَا رَسُول الله كَانَ من امرنا كَذَا وَكَذَا واصيب فلَان وَفُلَان حَتَّى عد الاثْنَي عشر الَّذين عدتهمْ الْمَرْأَة فَقَالَ
رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَليّ بِالْمَرْأَةِ فَجَاءَت فَقَالَ قصي رُؤْيَاك عَليّ هَذَا فقصت فَقَالَ هُوَ كَمَا قَالَت يَا رَسُول الله
بَاب مَا وَقع فِي غَزْوَة مُؤْتَة من الْآيَات والمعجزات
اخْرُج البُخَارِيّ عَن ابْن عمر قَالَ امْر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَة مُؤْتَة زيد بن حَارِثَة وَقَالَ إِن قتل زيد فجعفر وَإِن قتل جَعْفَر فَابْن رَوَاحَة
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي ربيعَة بن عُثْمَان عَن عمر بن الحكم عَن أَبِيه قَالَ جَاءَ النُّعْمَان بن رهطي الْيَهُودِيّ فَوقف على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَعَ النَّاس فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حَارِثَة أَمِير النَّاس فان قتل زيد فجعفر بن أبي طَالب فان قتل جَعْفَر فعبد الله بن رَوَاحَة فَإِن قتل عبد الله فليرتض الْمُسلمُونَ مِنْهُم رجلا فليجعلوه عَلَيْهِم فَقَالَ النُّعْمَان يَا ابا الْقَاسِم إِن كنت نَبيا فسميت من سميت قَلِيلا اَوْ كثيرا أصيبوا جَمِيعًا إِن الانبياء فِي بني إِسْرَائِيل كَانُوا إِذا استعملوا الرجل على الْقَوْم فَقَالُوا إِن اصيب فلَان ففلان فَلَو سموا مائَة أصيبوا جَمِيعًا ثمَّ جعل الْيَهُودِيّ يَقُول لزيد اعهد فَلَنْ ترجع إِلَى مُحَمَّد أبدا إِن كَانَ نَبيا قَالَ زيد فاشهد انه نَبِي صَادِق بار اخرجه الْبَيْهَقِيّ وابو نعيم
واخرج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ شهِدت مُؤْتَة فَرَأَيْت مَا لَا قبل لأحد بِهِ من الْعدة وَالسِّلَاح والكراع والديباج وَالْحَرِير وَالذَّهَب فَبَرَق بَصرِي فَقَالَ لي ثَابت بن أقرم مَا لَك يَا أَبَا هُرَيْرَة كَأَنَّك ترى جموعا كَثِيرَة قلت نعم قَالَ لم تشهد مَعنا بَدْرًا إِنَّا لم ننصر بِالْكَثْرَةِ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن مُوسَى بن عقبَة عَن ابْن شهَاب قَالَ زَعَمُوا ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مر عَليّ جَعْفَر بن ابي طَالب فِي الْمَلَائِكَة يطير كَمَا يطيرون وَله جَنَاحَانِ وَزَعَمُوا ان يعلى بن منية قدم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِخَبَر أهل مُؤْتَة فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن شِئْت فَأَخْبرنِي وَإِن شِئْت اخبرتك قَالَ اخبرني يَا رَسُول الله
فَأخْبرهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خبرهم كلهم وَوَصفه لَهُم فَقَالَ وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ مَا تركت من حَدِيثه حرفا لم تذكره وان امرهم لَكمَا ذكرت فَقَالَ إِن الله رفع لي الأَرْض حَتَّى رَأَيْت معتركهم
وَأخرج البُخَارِيّ عَن انس ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعث زيدا وجعفر وَابْن رَوَاحَة وَدفع الرَّايَة إِلَى زيد فأصيبا جَمِيعًا فنعاهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى النَّاس قبل ان يَجِيء الْخَبَر فَقَالَ اخذ الرَّايَة زيد فأصيب ثمَّ اخذها جَعْفَر فأصيب ثمَّ اخذها عبد الله بن رَوَاحَة فأصيب ثمَّ اخذها خَالِد بن الْوَلِيد من غير امرة فَفتح عَلَيْهِ
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن أبي قَتَادَة قَالَ بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جَيش الامراء وَقَالَ عَلَيْكُم زيد بن حَارِثَة فان اصيب زيد فجعفر فَإِن اصيب جَعْفَر فعبد الله بن رَوَاحَة فَانْطَلقُوا فلبثوا مَا شَاءَ الله فَصَعدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْمِنْبَر وَأمر فَنُوديَ بِالصَّلَاةِ جَامِعَة فَاجْتمع النَّاس فَقَالَ اخبركم عَن جيشكم هَذَا انهم انْطَلقُوا فَلَقوا الْعَدو فَقتل زيد شَهِيدا ثمَّ اخذ اللِّوَاء جَعْفَر فَشد على الْقَوْم حَتَّى قتل شَهِيدا ثمَّ أَخذ اللِّوَاء عبد الله بن رَوَاحَة فَاثْبتْ قَدَمَيْهِ حَتَّى قتل شَهِيدا ثمَّ اخذ اللِّوَاء خَالِد بن الْوَلِيد وَهُوَ أَمِير نَفسه ثمَّ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اللَّهُمَّ إِنَّه سيف من سيوفك فانت تنصره فَمن يَوْمئِذٍ سمى خَالِد سيف الله
وَقَالَ الْوَاقِدِيّ حَدثنِي مُحَمَّد بن صَالح التمار عَن عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وحَدثني عبد الْجَبَّار بن عمَارَة بن غزيَّة عَن عبد الله بن ابي بكر بن حزم قَالَا لما التقى النَّاس بمؤتة جلس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الْمِنْبَر وكشف لَهُ مَا بَينه وَبَين الشَّام فَهُوَ ينظر إِلَى معتركهم قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اخذ الرَّايَة زيد فَجَاءَهُ الشَّيْطَان فحبب إِلَيْهِ الْحَيَاة وَكره إِلَيْهِ الْمَوْت وحبب إِلَيْهِ الدُّنْيَا فَقَالَ الْآن حِين استحكم الْإِيمَان فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ تحبب إِلَى الدُّنْيَا فَمضى قدما حَتَّى اسْتشْهد وَقد دخل الْجنَّة وَهُوَ يسْعَى وَأخذ الرَّايَة جَعْفَر فَجَاءَهُ الشَّيْطَان فحبب إِلَيْهِ الْحَيَاة وَكره اليه الْمَوْت ومناه الدُّنْيَا فَقَالَ الْآن حِين استحكم الْإِيمَان فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ تمنيني الدِّينَا ثمَّ مضى قدما حَتَّى اسْتشْهد وَقد دخل الْجنَّة وَهُوَ يطير فِي الْجنَّة بجناحين من
ياقوت حَيْثُ يَشَاء من الْجنَّة ثمَّ اخذ عبد الله بن رَوَاحَة فاستشهد ثمَّ دخل الْجنَّة مُعْتَرضًا فشق ذَلِك على الْأَنْصَار فَقيل يَا رَسُول الله مَا اعتراضه قَالَ لما اصابته الْجراح نكل فعاتب نَفسه فتشجع فاستشهد فَدخل الْجنَّة فسرى عَن قومه اخرجه الْبَيْهَقِيّ
وَأخرج الْوَاقِدِيّ عَن شُيُوخه قَالُوا رفعت الارض لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى نظر الى معترك الْقَوْم فَلَمَّا اخذ خَالِد بن الْوَلِيد اللِّوَاء قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم والآن حمي الْوَطِيس
واخرج ابْن سعد من طَرِيق سَالم بن أبي الْجَعْد عَن أبي الْيُسْر عَن أبي عَامر الصَّحَابِيّ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما جَاءَهُ خبر جَعْفَر وَأَصْحَابه مكث حَزينًا ثمَّ تَبَسم فَقيل لَهُ إِنَّه احزنني قتل اصحابي حَتَّى رَأَيْتهمْ فِي الْجنَّة اخوانا على سرر مُتَقَابلين وَرَأَيْت فِي بَعضهم إعْرَاضًا كَأَنَّهُ كره السَّيْف وَرَأَيْت جَعْفَر ملكا ذَا جناحين مضرجا بالدماء مصبوغ القوادم
واخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جَالس واسماء بنت عُمَيْس قريبَة مِنْهُ إِذْ رد السَّلَام ثمَّ قَالَ يَا اسماء هَذَا جَعْفَر مَعَ جبرئيل وَمِيكَائِيل وإسرافيل سلمُوا علينا فردي عليهم السلام وَقد اخبرني انه لَقِي الْمُشْركين يَوْم كَذَا وَكَذَا فَقَالَ لقِيت الْمُشْركين فَأَصَبْت فِي جَسَدِي من مقادمي ثَلَاثًا وَسبعين بَين رمية وطعنة وضربة ثمَّ اخذت اللِّوَاء بيَدي الْيُمْنَى فَقطعت ثمَّ اخذته باليسرى فَقطعت فعوضني الله من يَدي جناحين أطير بهما مَعَ جبرئيل وَمِيكَائِيل انْزِلْ من الْجنَّة حَيْثُ شِئْت وآكل من ثمارها حَيْثُ شِئْت
وَأخرج ابْن اسحاق وَابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس قَالَت دخل عَليّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ائْتِنِي ببني جَعْفَر فَأَتَيْته بهم فشمهم فَدَمَعَتْ عَيناهُ فَقلت يَا رَسُول الله مَا يبكيك أبلغك عَن جَعْفَر واصحابه قَالَ نعم اصيبوا هَذَا الْيَوْم
واخرج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن عبد الله بن جَعْفَر قَالَ أَنا احفظ حِين دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على امي فنعى لَهَا أبي وَقَالَ أَلا أُبَشِّرك ان الله جعل لجَعْفَر جناحين يطير بهما فِي الْجنَّة وأتانا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَنا أساوم شَاة أَخ لي فَقَالَ اللَّهُمَّ بَارك لَهُ فِي صفقته فَمَا بِعْت شَيْئا وَلَا اشْتريت شَيْئا إِلَّا بورك لي فِيهِ
وَأخرج البُخَارِيّ عَن ابْن عمر ان كَانَ اذا حيى ابْن جَعْفَر قَالَ السَّلَام عَلَيْك يَا ابْن ذِي الجناحين
وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الْجنَّة فَنَظَرت فَإِذا جَعْفَر يطير مَعَ الْمَلَائِكَة وَإِذا حَمْزَة متكيء على سَرِير
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك عَن ابْن عمر قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرفع رَأسه إِلَى السَّمَاء فَقَالَ وَعَلَيْكُم السَّلَام وَرَحْمَة الله فَقَالَ النَّاس يَا رَسُول الله مَا هَذَا قَالَ مر بِي جَعْفَر بن أبي طَالب فِي مَلأ من الْمَلَائِكَة فَسلم عَليّ
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر بِي جَعْفَر بن ابي طَالب اللَّيْلَة فِي مَلأ من الْمَلَائِكَة لَهُ جَنَاحَانِ مضرجان بِالدَّمِ ابيض القوادم
وَأخرج ابْن سعد عَن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَأَيْت جَعْفَر ملكا يطير فِي الْجنَّة تدمى قادمتاه وَرَأَيْت زيدا دون ذَلِك فَقلت مَا كنت اظن ان زيدا دون جَعْفَر فَأَتَاهُ جبرئيل فَقَالَ ان زيدا لَيْسَ بِدُونِ جَعْفَر وَلَكنَّا فضلنَا جَعْفَر لِقَرَابَتِهِ مِنْك
وَأخرج الْحَاكِم عَن ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رَأَيْت كَأَنِّي دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت لجَعْفَر دَرَجَة فَوق دَرَجَة زيد فَقيل لي تَدْرِي بِمَ رفعت دَرَجَة جَعْفَر قلت لَا قيل لقرابة مَا بَيْنك وَبَينه
بَاب مَا وَقع فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل من المعجزات
اخْرُج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ عَن عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ قَالَ كنت فِي غَزْوَة ذَات السلَاسِل فصحبت أَبَا بكر وَعمر فمررت بِقوم وهم على جزور قد نحروها وهم لَا يقدرُونَ على ان يقسموها وَكنت امْرأ جازرا فَقلت لَهُم تعطوني مِنْهَا عشيرا على ان أقسمها بَيْنكُم قَالُوا نعم فجزأتها وَأخذت مِنْهَا عشيرا فَحَملته إِلَى أَصْحَابِي فأطعمنا وأكلنا فَقَالَ ابو بكر وَعمر أَنى لَك هَذَا اللَّحْم يَا عَوْف فأخبرتهما فَقَالَا مَا أَحْسَنت حِين اطعمتنا هَذَا ثمَّ قاما يتقيئان مَا فِي بطونهما مِنْهُ فَلَمَّا قفل النَّاس كنت أول قادم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عَوْف قلت نعم قَالَ صَاحب الْجَزُور وَلم يزدني على ذَلِك شَيْئا واخرج الْوَاقِدِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من طرق اخرى مَوْصُولَة ومرسلة مثله
بَاب مَا وَقع فِي غَزْوَة سيف الْبَحْر من الْآيَات
اخْرُج الشَّيْخَانِ عَن جَابر قَالَ بعثنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي ثَلَاثمِائَة رَاكب اميرنا ابو عُبَيْدَة بن الْجراح أرصد عير القريش فاصبنا جوع شَدِيد حَتَّى أكلنَا الْخبط فَألْقى إِلَيْنَا الْبَحْر دَابَّة يُقَال لَهَا العنبر فأكلنا مِنْهَا نصف شهر وادهنا مِنْهُ حَتَّى ثَابت مِنْهُ اجسادنا وصلحت فَأخذ أَبُو عُبَيْدَة ضلعا من أضلاعه فَنظر إِلَى اطول رجل فِي الْجَيْش وأطول جمل فَحَمله عَلَيْهِ وَمر تَحْتَهُ
وَأخرج مُسلم عَن جَابر قَالَ بعثنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأمر علينا أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح نتلقى عير القريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غَيره فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة يُعْطِينَا تَمْرَة تَمْرَة فَكُنَّا نمصها ثمَّ نشرب عَلَيْهَا المَاء فتكفينا يَوْمنَا إِلَى اللَّيْل فَألْقى إِلَيْنَا الْبَحْر دَابَّة تدعى العنبر فَأَقَمْنَا عَلَيْهَا شهرا حَتَّى سمنا
بَاب مَا وَقع فِي فتح مَكَّة من المعجزات والخصائص
اخْرُج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق ابْن اسحاق حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة بن الزبير عَن مَرْوَان بن الحكم والمسور بن مخرمَة قَالَا كَانَ فِي صلح الْحُدَيْبِيَة أَنه من شَاءَ ان يدْخل فِي عقد مُحَمَّد وَعَهده دخل وَمن شَاءَ ان يدْخل فِي عقد قُرَيْش وَعَهْدهمْ دخل فِيهِ فتواثبت خُزَاعَة فَقَالُوا ندخل فِي عقد مُحَمَّد وَعَهده وتواثبت بَنو بكر فَقَالُوا ندخل فِي عقد قُرَيْش وَعَهْدهمْ فَمَكَثُوا فِي تِلْكَ الْهُدْنَة نَحْو السَّبْعَة اَوْ الثَّمَانِية عشر شهرا ثمَّ ان بني بكر الَّذين كَانُوا دخلُوا فِي عقد قُرَيْش وَعَهْدهمْ وَثبُوا على خُزَاعَة الَّذين دخلُوا فِي عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلًا بِمَاء لَهُم فَقَالَت قُرَيْش مَا يعلم بِنَا مُحَمَّد وَهَذَا اللَّيْل وَمَا يَرَانَا أحد فَأَعَانُوا عَلَيْهِم بِالْكُرَاعِ وَالسِّلَاح فقاتلوهم مَعَهم لِلضِّغْنِ على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَن عَمْرو بن سَالم ركب إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عِنْدَمَا كَانَ من أَمر خُزَاعَة وَبني بكر حَتَّى قدم فَأخْبرهُ الْخَبَر فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نصرت يَا عَمْرو فَمَا برح حَتَّى مرت عنانة فِي السَّمَاء فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن هَذِه السحابة لتستهل بنصر بني كَعْب وَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم النَّاس بالجهاز وكتمهم مخرجه وَسَأَلَ الله ان يعمي على قُرَيْش خَبره حَتَّى يبغتهم فِي بِلَادهمْ
وَأخرج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ عَن عُرْوَة قَالَ لما اجْمَعْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على الْمسير إِلَى مَكَّة كتب حَاطِب بن ابي بلتعة إِلَى قُرَيْش يُخْبِرهُمْ بِالَّذِي أجمع عَلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الْمسير إِلَيْهِم ثمَّ أعطَاهُ امْرَأَة من مزينة وَجعل لَهَا جعلا على ان تبلغه قُريْشًا فَجَعَلته فِي رَأسهَا ثمَّ فتلت عَلَيْهِ قُرُونهَا وَخرجت بِهِ فَأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْخَبَر من السَّمَاء بِمَا صنع حَاطِب فَبعث عَليّ بن أبي طَالب وَالزُّبَيْر بن الْعَوام فَقَالَ ادركا امْرَأَة قد كتب مَعهَا حَاطِب كتابا إِلَى قُرَيْش يُحَذرهُمْ
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن عَليّ قَالَ بَعَثَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنا وَالزُّبَيْر والمقداد فَقَالَ انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا ظَعِينَة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا قَالَ
فَانْطَلقَا تعادى بِنَا خَيْلنَا حَتَّى أَتَيْنَا الرَّوْضَة فَإِذا نَحن بِالظَّعِينَةِ قُلْنَا لَهَا أَخْرِجِي الْكتاب قَالَت مَا معي كتاب فَقُلْنَا لتخْرجن الْكتاب أَو لنلقين الثِّيَاب قَالَ فَأَخْرَجته من عقاصها فأتينا بِهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَإِذا فِيهِ من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى نَاس بِمَكَّة من الْمُشْركين يُخْبِرهُمْ بِبَعْض أَمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا حَاطِب مَا هَذَا قَالَ يَا رَسُول الله لَا تعجل عَليّ إِنِّي كنت امْرأ مُلْصقًا فِي قُرَيْش يَقُول كنت حليفا وَلم أكن من أَنْفسهَا وَكَانَ من مَعَك من الْمُهَاجِرين لَهُم قَرَابَات يحْمُونَ أَهْليهمْ وَأَمْوَالهمْ فَأَحْبَبْت ان تكون إِذْ فَاتَنِي ذَلِك من النّسَب فيهم أَن اتخذ عِنْدهم يدا يحْمُونَ قَرَابَتي وَلم أَفعلهُ ارْتِدَادًا عَن ديني وَلَا رضى بالْكفْر بعد الاسلام فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أما انه صدقكُم فَقَالَ عمر يَا رَسُول الله دَعْنِي اضْرِب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ انه قد شهد بَدْرًا وَمَا يدْريك لَعَلَّ الله اطلع على من شهد بَدْرًا فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم فَأنْزل الله سُورَة {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء تلقونَ إِلَيْهِم بالمودة} إِلَى قَوْله {فقد ضل سَوَاء السَّبِيل}
وَأخرج ابْن اسحاق وَابْن رَاهَوَيْه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عَبَّاس قَالَ مضى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَام الْفَتْح حَتَّى نزل مر الظهْرَان فِي عشرَة آلَاف من الْمُسلمين وَقد عميت الْأَخْبَار على قُرَيْش فَلَا يَأْتِيهم خبر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلَا يَدْرُونَ مَا هُوَ صانع
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن شهَاب قَالَ يُقَال ان أَبَا بكر قَالَ وَهُوَ سَائِر إِلَى مَكَّة يَا رَسُول الله أَرَانِي فِي الْمَنَام وأراك دنونا من مَكَّة فَخرجت كلبة تهر فَلَمَّا دنونا مِنْهَا استلقت على ظهرهَا فَإِذا هِيَ تشخب لَبَنًا فَقَالَ ذهب كلبهم وَأَقْبل دِرْهَم وهم سائلوكم بأرحامهم وأنكم لاقون بَعضهم فَإِن لَقِيتُم أَبَا سُفْيَان فَلَا تقتلوه فَلَقوا أَبَا سُفْيَان وحكيما بمر
وَأخرج مُسلم وَالطَّيَالِسِي وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَت الانصار يَوْم فتح مَكَّة أما الرجل فَأَدْرَكته رَغْبَة فِي قريته ورأفة بعشيرته وَجَاء الْوَحْي وَكَانَ الْوَحْي إِذا جَاءَ لم يخف علينا فَإِذا جَاءَ فَلَيْسَ أحد يرفع طرفه إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى يَنْقَضِي الْوَحْي فَلَمَّا رفع الْوَحْي قَالَ يَا معشر الْأَنْصَار قُلْتُمْ اما الرجل فَأَدْرَكته رَغْبَة فِي قريته ورأفة بعشيرته كلا فَمَا اسْمِي اذن كلا إِنِّي عبد الله وَرَسُوله الْمحيا محياكم وَالْمَمَات مماتكم فَأَقْبَلُوا يَبْكُونَ وَقَالُوا وَالله مَا قُلْنَا إِلَّا للضن بِاللَّه وَرَسُوله فَقَالَ إِن الله وَرَسُوله يصدقانكم ويعذرانكم
وَأخرج ابْن سعد عَن ابي إِسْحَاق السبيعِي قَالَ قدم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذُو الجوشن الْكلابِي فَقَالَ لَهُ مَا يمنعك من الاسلام قَالَ رَأَيْت قَوْمك كَذبُوك وَأَخْرَجُوك وقاتلوك فَأنْظر فَإِن ظَهرت عَلَيْهِم آمَنت بك واتبعتك وَإِن ظَهَرُوا عَلَيْك لم اتبعك فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا ذُو الجوشن لَعَلَّك إِن بقيت قَلِيلا أَن ترى ظهوري عَلَيْهِم قَالَ فوَاللَّه إِنِّي لبضرية إِذْ قدم علينا رَاكب من قبل مَكَّة فَقُلْنَا مَا الْخَبَر قَالَ ظهر مُحَمَّد على أهل مَكَّة فَكَانَ ذُو الجوشن يتوجع على تَركه الْإِسْلَام حِين دَعَاهُ إِلَيْهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
وَأخرج الْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ من طَرِيق قيس بن أبي حَازِم عَن أبي مَسْعُود أَن رجلا كلم النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم الْفَتْح فَأَخَذته الرعدة فَقَالَ النَّبِي هون عَلَيْك فَإِنَّمَا أَنا ابْن امْرَأَة من قُرَيْش كَانَت تَأْكُل القديد ثمَّ اخرجه الْبَيْهَقِيّ عَن قيس مُرْسلا بِلَفْظ فَإِنِّي لست بِملك انما انا إِلَى آخِره وَقَالَ الْمُرْسل هُوَ الْمَحْفُوظ
واخرج الْبَيْهَقِيّ وابو نعيم من طَرِيق عبد الله بن دِينَار عَن ابْن عمر ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما دخل مَكَّة وجد بهَا ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ صنما فَأَشَارَ إِلَى كل صنم بعصا وَقَالَ {جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا} فَكَانَ لَا يُشِير إِلَى صنم إِلَّا سقط من غير ان يمسهُ بعصا
وَأخرج ابو نعيم من طَرِيق نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ وقف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم فتح مَكَّة وحول الْبَيْت ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ صنما قد ألزقها الشَّيَاطِين بالرصاص والنحاس فَكَانَ كلما دنا مِنْهَا بمخصره تهوى من غير ان يَمَسهَا وَيَقُول {جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل} الْآيَة فتساقط لوجهها
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم من طَرِيق سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم فتح مَكَّة وعَلى الْكَعْبَة ثَلَاثمِائَة صنم فَأخذ قضيبه فَجعل يهوى بِهِ إِلَى صنم صنم وَهُوَ يهوي حَتَّى مر عَلَيْهَا كلهَا
وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي حَدِيث ابْن عمر إِسْنَاده وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَحدث ابْن عَبَّاس يؤكده
وَقد اخْرُج ابْن اسحاق وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم حَدِيث ابْن عَبَّاس من وَجه آخر عَنهُ بِلَفْظ فَمَا يُشِير إِلَى صنم مِنْهَا إِلَّا وَقع لقفاه من غير أَن يمسهُ وَفِي ذَلِك يَقُول تَمِيم بن أَسد الْخُزَاعِيّ
(وَفِي الْأَصْنَام معتبرو علم
…
لمن يَرْجُو الثَّوَاب أَو العقابا)
وَأخرجه ابْن مندة من وَجه ثَالِث عَن ابْن عَبَّاس وَقَالَ حَدِيث غَرِيب تفرد بِهِ يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن عَطاء قَالَ لَا احسبه إِلَّا رَفعه إِلَى ابْن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَة قربه من مَكَّة فِي غَزْوَة الْفَتْح إِن بِمَكَّة لأربعة نفر من قُرَيْش أربأهم عَن الشّرك وأرغب لَهُم فِي الْإِسْلَام قيل وَمن هم يَا رَسُول الله قَالَ عتاب بن أسيد وَجبير بن مطعم وَحَكِيم بن حزَام وَسُهيْل بن عَمْرو
وَأخرج الْحَاكِم عَن عَليّ قَالَ انْطلق بِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى اتى الْكَعْبَة فَقَالَ اجْلِسْ فَجَلَست الى جنب الْكَعْبَة فَصَعدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ثمَّ قَالَ لي انهض فَنَهَضت فَلَمَّا رأى ضعْفي تَحْتَهُ قَالَ لي اجْلِسْ ثمَّ قَالَ يَا عَليّ اصْعَدْ على مَنْكِبي فَفعلت ثمَّ نَهَضَ بِي فَلَمَّا نَهَضَ بِي خيل إِلَيّ لَو شِئْت نلْت أفق السَّمَاء فَصَعدت فَوق
الْكَعْبَة وَتَنَحَّى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لي الق صَنَمهمْ الاكبر صنم قُرَيْش وَكَانَ من نُحَاس موتدا بِأَوْتَادٍ من حَدِيد إِلَى الأَرْض فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عالجه وَيَقُول لي إيه إيه {جَاءَ الْحق وزهق الْبَاطِل إِن الْبَاطِل كَانَ زهوقا} فَلم أزل أعَالجهُ حَتَّى اسْتَمْكَنت مِنْهُ فقذفته فتنكس
وَأخرج ابْن سعد من طَرِيق عبد الله بن عَبَّاس عَن أَبِيه الْعَبَّاس قَالَ لما قدم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة فِي الْفَتْح قَالَ لي ايْنَ ابْنا اخيك عتبَة ومعتب ابْني أبي لَهب لأراهما قلت تنحيا فِيمَن تنحى من مُشْركي قُرَيْش قَالَ ايتني بهما فركبت اليهما بعرنة فَأتيت بهما فدعاهما إِلَى الاسلام فَأَسْلمَا وَبَايِعًا ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأخذ بأيديهما وَانْطَلق بهما حَتَّى أَتَى الْمُلْتَزم فَدَعَا سَاعَة ثمَّ انْصَرف وَالسُّرُور يرى فِي وَجهه فَقلت لَهُ سرك الله يَا رَسُول الله اني ارى السرُور فِي وَجهك فَقَالَ اني استوهبت ابْني عمي هذَيْن من رَبِّي فوهبهما لي
وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم الْفَتْح هَذَا مَا وَعَدَني رَبِّي ثمَّ قَرَأَ {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح}
وَأخرج ابو يعلى عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لما فتح النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَكَّة رن إِبْلِيس رنة فاجتمعت اليه ذُريَّته فَقَالَ ايأسوا ان تردوا امة مُحَمَّد إِلَى الشّرك بعد يومكم هَذَا
واخرج الْبَيْهَقِيّ عَن ابْن ابزي قَالَ لما افْتتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة جَاءَت عَجُوز حبشية شَمْطَاء تخمش وَجههَا وَتَدْعُو بِالْوَيْلِ فَقيل يَا رَسُول الله رَأينَا عجوزا حبشية تخمش وَجههَا وَتَدْعُو بِالْوَيْلِ فَقَالَ تِلْكَ نائلة يئست ان تعبد ببلدكم هَذَا أبدا
وَأخرج ابْن سعد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم وَابْن حبَان وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْحَارِث ابْن مَالك سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول يَوْم فتح مَكَّة لَا تغزى بعد هَذَا الْيَوْم أبدا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَرَادَ لَا تغزى على كفر أَهلهَا فَكَانَ كَمَا قَالَ
وَأخرج مُسلم عَن مُطِيع سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول يَوْم فتح مَكَّة لَا يقتل قرشي صبرا بعد هَذَا الْيَوْم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قَالَ الْبَيْهَقِيّ أَرَادَ بِهِ إِسْلَام كل قُرَيْش وَإنَّهُ لَا يقتل على الْكفْر
وَقَالَ ابْن سعد أَنا مُوسَى بن دَاوُد حَدثنَا ابْن لَهِيعَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ يَوْم فتح مَكَّة دُخان وَهُوَ قَول الله {فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين}
وَأخرج ابْن ابي حَاتِم عَن الْأَعْرَج فِي قَوْله تَعَالَى {يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين} قَالَ كَانَ يَوْم فتح مَكَّة
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ لما فتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة بعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى نَخْلَة فَكَانَت بهَا الْعُزَّى فَأَتَاهَا خَالِد وَكَانَت على ثَلَاث سمُرَات فَقطع السَّمُرَات وَهدم الْبَيْت الَّذِي كَانَ عَلَيْهَا ثمَّ أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ ارْجع فَإنَّك لم تصنع شَيْئا فَرجع خَالِد فَلَمَّا نظرت إِلَيْهِ السَّدَنَة وهم حجابها امعنوا فِي الْجَبَل وهم يَقُولُونَ يَا عزى خبليه يَا عزى عوريه وَإِلَّا فموتي برغم قَالَ خَالِد فَإِذا امْرَأَة عُرْيَانَة نَاشِرَة شعرهَا تحثو التُّرَاب على رَأسهَا فعممها خَالِد بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتلهَا ثمَّ رَجَعَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ تِلْكَ الْعُزَّى
وَأخرج ابْن سعد عَن سعيد بن عَمْرو الْهُذلِيّ قَالَ لما فتح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة بَث السَّرَايَا فَبعث خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى الْعُزَّى يَهْدِمهَا فَلَمَّا انْتهى اليها جرد إِلَيْهَا سَيْفه فَخرجت إِلَيْهِ امْرَأَة سَوْدَاء عُرْيَانَة نَاشِرَة الرَّأْس فضربها بِالسَّيْفِ فجز لَهَا بِاثْنَتَيْنِ ثمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأخْبرهُ فَقَالَ نعم تِلْكَ الْعُزَّى قد يئست ان تعبد ببلادكم
وَأخرج ابْن سعد عَن الْوَاقِدِيّ عَن شُيُوخه قَالُوا بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين فتح مَكَّة سعد بن زيد الأشْهَلِي إِلَى مَنَاة وَكَانَت بالمشلل ليهدمها فَخرج فِي عشْرين فَارِسًا حَتَّى انْتهى إِلَيْهَا وَعَلَيْهَا سَادِن فَقَالَ السادن مَا تُرِيدُ قَالَ هدم مَنَاة قَالَ أَنْت وَذَاكَ فَأقبل سعد يمشي إِلَيْهَا وَتخرج إِلَيْهِ امْرَأَة عُرْيَانَة سَوْدَاء ثائرة الرَّأْس تَدْعُو بِالْوَيْلِ وتضرب صدرها فَقَالَ السادن مَنَاة دُونك بعض غضباتك ويضربها سعد فَقَتلهَا وَأَقْبل إِلَى الصَّنَم فهدمه
وَأخرج ابْن سعد وَالْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن أبي اسحاق السبيعِي أَن ابا سُفْيَان ابْن حَرْب بعد فتح مَكَّة كَانَ جَالِسا فَقَالَ فِي نَفسه لَو جمعت لمُحَمد جمعا أَنه ليحدث نَفسه بذلك إِذْ ضرب النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَين كفيه وَقَالَ إِذن يخزيك الله فَرفع رَأسه فَإِذا النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَائِم على رَأسه فَقَالَ مَا ايقنت انك نَبِي حَتَّى السَّاعَة إِن كنت لأحدث نَفسِي بذلك
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق أبي السّفر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ رأى ابو سُفْيَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وَالنَّاس يطئون عقبَة فَقَالَ بَينه وَبَين نَفسه لَو عاودت هَذَا الرجل الْقِتَال فجَاء رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى ضرب بِيَدِهِ فِي صَدره فَقَالَ إِذن يخزيك الله قَالَ أَتُوب إِلَى الله واستغفر الله مِمَّا تفوهت بِهِ
وَأخرجه ابْن سعد عَن أبي السّفر مُرْسلا
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ وابو نعيم وَابْن عَسَاكِر عَن سعيد بن الْمسيب قَالَ لما كَانَ لَيْلَة دخل النَّاس مَكَّة لَيْلَة الْفَتْح لم يزَالُوا فِي تَكْبِير وتهليل وَطواف بِالْبَيْتِ حَتَّى اصبحوا فَقَالَ ابو سُفْيَان لهِنْد أترين هَذَا من الله ثمَّ أصبح فغدا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قلت لهِنْد أترين هَذَا من الله نعم هُوَ من الله فَقَالَ أَبُو سُفْيَان أشهد انك عبد الله وَرَسُوله وَالله مَا سمع قولي هَذَا أحد من النَّاس إِلَّا الله وَهِنْد
وَأخرج الْعقيلِيّ وَابْن عَسَاكِر من طَرِيق وهب بن مُنَبّه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ لَقِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ابا سُفْيَان ابْن حَرْب فِي الطّواف فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَان هَل كَانَ
بَيْنك وَبَين هِنْد كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَبُو سُفْيَان أفشت عَليّ هِنْد سري لَأَفْعَلَنَّ بهَا وَلَأَفْعَلَن فَلَمَّا فرغ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من طَوَافه لحق أَبَا سُفْيَان فَقَالَ يَا أَبَا سُفْيَان لَا تكلم هِنْد فَإِنَّهَا لم تفش من سرك شَيْئا فَقَالَ أَبُو سُفْيَان أشهد انك رَسُول الله
وَأخرج ابْن سعد والْحَارث بن أبي اسامة فِي مُسْنده وَابْن عَسَاكِر عَن عبد الله ابْن أبي بكر بن حزم قَالَ خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَبُو سُفْيَان جَالس فِي الْمَسْجِد فَقَالَ أَبُو سُفْيَان مَا أَدْرِي بِمَا يغلبنا مُحَمَّد فَأتى النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى ضرب فِي صَدره وَقَالَ بِاللَّه يَغْلِبك فَقَالَ ابو سُفْيَان أشهد أَنَّك رَسُول الله
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي شُرَيْح الْعَدوي ان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَامَ يَوْم الْفَتْح فَقَالَ ان مَكَّة حرمهَا الله وَلم يحرمها النَّاس فَلَا يحل لأحد يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر ان يسفك بهَا دَمًا وَلَا يعضد بهَا شَجَرَة فَإِن أحد ترخص بِقِتَال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِيهَا فَقولُوا لَهُ إِن الله قد أذن لرَسُوله وَلم يَأْذَن لكم وَإِنَّمَا أذن لي فِيهَا سَاعَة من نَهَار وَقد عَادَتْ حرمتهَا الْيَوْم كحرمتها بالْأَمْس
وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن ابي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن الله حبس عَن مَكَّة الْفِيل وسلط عَلَيْهَا رَسُوله وَالْمُؤمنِينَ أَلا وَإِنَّهَا لم تحل لأحد قبلي وَلَا تحل لأحد بعدِي وَإِنَّمَا احلت لي سَاعَة من نَهَار
وَأخرج ابْن سعد أَنا الْوَاقِدِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعَبدَرِي عَن أَبِيه قَالَ قَالَ عُثْمَان بن طَلْحَة لَقِيَنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة فدعاني إِلَى الاسلام فَقلت يَا مُحَمَّد الْعجب لَك حَيْثُ تطمع إِن اتبعك وَقد خَالَفت دين قَوْمك وَجئْت بدين مُحدث وَكُنَّا نفتح الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس فَأقبل يَوْمًا يُرِيد ان يدْخل الْكَعْبَة مَعَ النَّاس فغلظت عَلَيْهِ ونلت مِنْهُ وحلم عني ثمَّ قَالَ يَا عُثْمَان لَعَلَّك سترى هَذَا الْمِفْتَاح يَوْمًا بيَدي أَضَعهُ حَيْثُ شِئْت فَقلت لقد هَلَكت قُرَيْش وذلت فَقَالَ بل عمرت يَوْمئِذٍ وعزت وَدخل الْكَعْبَة فَوَقَعت كَلمته مني موقعا ظَنَنْت ان الامر سيصير إِلَى مَا قَالَ فَأَرَدْت الاسلام فَإِذا قومِي يزبرونني زبرا