الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بيان معنى التدبر
1 - التدبُّر في اللغة:
التَّدَبُّر: مصدر (تَدَبَّر)، وأصل هذه المادة:(د ب ر) يدل على آخر الشيء وخَلْفِه (1)؛
يقال: دَبَر السهمُ الهدفَ: سقط خلفه، ودَبَر فَلانٌ القوم: صار خلفهم (2).
وقد اشتقوا من (الدُّبُر) فعلًا، فقالوا: تَدَبَّر: إذا نظر في دُبُر الأمر؛ أي: في غائبه أو عاقبته (3).
فهو من الأفعال التي اشتُقَّت من الأسماء الجامدة (4).
ودُبُر كل شيء: عَقِبُه ومُؤَخَّرُه.
ومنه (الدُّبُر) خلاف القُبُل، وفي الحديث:«لا تدابروا» (5)؛ وذلك أن يترك كلُّ واحد منهما الإقبالَ على صاحبه بوجهه (6)؛ أي: لا يُوَلِّ بعضكم بعضًا دبره (7).
قال أبو عُبيد: «التدابر: المُصَارَمة والهجران؛ مأخوذ من أن يُوَلِّي الرجلُ صاحبَه دُبُرَه وقفاه، ويُعْرِض عنه بوجهه» (8).
(1) ينظر: مقاييس اللغة (مادة: دبر)، (2/ 324).
(2)
ينظر: المفردات ص: 164 (مادة: دبر).
(3)
ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 82)، تفسير البغوي (1/ 566)، تفسير الكشاف (1/ 546).
(4)
ينظر: التحرير والتنوير لابن عاشور (5/ 137).
(5)
رواه البخاري (6065، 6076)، ومسلم (2558، 2559)؛ من حديث أنس رضي الله عنه، وجاء أيضًا من حديث أبي هريرة وأبي بكر رضي الله عنهما.
(6)
ينظر: مقاييس اللغة (مادة: دبر)، (2/ 324).
(7)
ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 82)، تفسير القرطبي (5/ 290).
(8)
غريب الحديث لأبي عبيد (2/ 232).
ويُقال: أدبر القوم: مضى أمرهم إلى آخره (1).
ودَبَر القومُ يَدْبُرون دَبارًا: إذا هلكوا (2).
ودَبِرَ البعير دَبَرًا، فهو أدبر: صار بِقَرْحِه دَبِرًا؛ أي: متأخرًا (3).
ومنه: دُبُر الشهر: آخره.
ودابر الشيء: آخره.
ودُبُر الأمر: آخره.
والدَّبَار: الهلاك الذي يقطع دابرتهم (4).
ويُقال: فلان ما يدري قِبَالَ الأمر من دِبَارِه؛ أي: أوَّلَه من آخره.
ومن ذلك: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} (ق: 40)؛ أي: أواخر الصلوات (5).
ومنه قيل للنحل: (الدَّبْر)؛ لأنه يُعْقِب ما يُنتفع به (6)، أو لأن سلاحها في أدبارها (7).
وهكذا قيل للمال الكثير: (الدِّبْر)؛ لأنه يبقى للأعقاب (8).
(1) ينظر: تفسير القرطبي (5/ 290).
(2)
ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 82).
(3)
ينظر: المفردات ص: 165 (مادة: دبر).
(4)
ينظر: السابق ص: 165. (مادة: دبر).
(5)
ينظر: السابق ص: 164. (مادة: دبر).
(6)
ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 82).
(7)
ينظر: المفردات ص: 165 (مادة: دبر).
(8)
ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 82).
ويُقال: دَبَّر الأمر وتَدَبَّره؛ أي: نظر وتَفَكَّر في عاقِبَتِهِ (1).
ويُقال: اسْتَدْبَرَه؛ أي: رأى في عاقبته ما لم يره في صدره (2).
ويُقال: عرف الأمر تَدَبُّرًا؛ أي: بأَخَرَة.
ومنه قول جرير:
ولا تَتَّقُونَ الشَّرَّ حتّى يُصيبَكُم
…
ولا تعرفونَ الأمرَ إلا تَدَبُّرَا (3)
قال أَكْثَمُ بنُ صَيفيٍّ لبنيه: «يا بَنِيَّ، لا تَتَدَبَّروا أعجاز أمور قد ولّت صُدُورُها» (4).
والتدبير في الأمر: أن تنظر إلى ما تؤول إليه عاقبته (5)، فهو بمعنى التفكير في دُبُر الأمور (6)، وذلك بأن يُدَبِّر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته (7).
ولذا قيل: هو النظر في العواقب بمعرفة الخير، أو إجراء الأمور على علم العواقب (8).
(1) ينظر: معاني القرآن للزجاج (2/ 82)، الكشاف (1/ 284)، تفسير القرطبي (5/ 290)، تفسير الخازن (1/ 563)، نظم الدرر للبقاعي (5/ 340).
(2)
ينظر: تاج العروس، (فصل الدال من باب الراء) (مادة: دبر)، (11/ 266).
(3)
ديوان جرير ص: 479.
(4)
ينظر: تفسير الرازي (10/ 196)، تفسير النيسابوري (2/ 455)، اللسان (4/ 273)، تاج العروس (11/ 265).
(5)
ينظر: (اللسان 4/ 273)(مادة: دبر)، تاج العروس (11/ 265).
(6)
ينظر: المفردات ص: 165.
(7)
ينظر: فتح القدير (1/ 781).
(8)
ينظر: التعريفات ص: 56.