المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الثالث) الصلوات غير المشروعة - الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق - جـ ٦

[السبكي، محمود خطاب]

الفصل: ‌(الثالث) الصلوات غير المشروعة

(الخامسة) اختلف فى قضاء سجدة الشكر إذا قامت، والصحيح أنها لا تقضى، لأنه لا يتطوع بها ابتداء على الصحيح، فلا تقضى كصلاة الكسوف. إلى هنا تم الكلام على الصلوات المشروعة مفروضة وواجبة ومسنونة، وما يتبعها، وإتماما للفائدة نبين غير المشروع منها فنقول:

(الثالث) الصلوات غير المشروعة

روت عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. أخرجه الشيخان وأبو داود (1){71}

وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، أى مردود وباطل لا يعتد به وفى هذه الرواية رد على من فعل فعل سوء قائلا إنه لم يحدث ما فعله بل سبقه به غيره وفيها بيان أن كل ما هو مخالف لأمر الشرع ففاعله آثم لقوله صلى الله عليه وسلم: فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. أخرجه أحمد وأبو داود والترمذى وحسنة وصححه عن العرباض بن سارية (2)

(ومع) كثرة الصلوات المشروعة الثابتة بالطرق الصحيحة، نرى أن الشيطان سؤل للجاهلين الضالين الخروج عن الجادَّة، وحسّن لهم عدم الاكتفاء بالمشروع، فاخترعوا صلوات مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان. ولرغبتهم فى ترويج باطلهم، اخترعوا له أحاديث موضوعة مكذوبة على المعصوم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله.

هذا. والصلوات المبتدعة كثيرة المذكور منها هنا إجمالا إحدى وعشرون وتفصيلا ثمان وأربعون.

(1) انظر ص 25 ج 1 تيسير الوصول (الاستمساك بالكتاب والسنة)

(2)

انظر ص 188 ج 1 - الفتح الربانى وص 24 ج 1 تيسير الوصول (الاستمساك بالكتاب والسنة)

ص: 100

1 -

الموضوع فى الرواتب:

تقدم ما ثبت منها بالأحاديث الصحيحة والحسنة. وقد قيل فيها ما لم يثبت من ذلك.

1 -

من لم يداوم على أربع قبل الظهر لم تنله شفاعتى، قال النووى: لا أصل له.

2 -

من صلى ركعتين بعد ركعتى المغرب بفاتحة الكتاب والإخلاص خمس عشرة مرة، فله كذا، قال ابن حجر: هذا متن موضوع.

3 -

وركعتان بعد المغرب، فى الأولى الإخلاص خمساً وعشرين مرة، وفى الثانية إحدى وثلاثين مرة، فيه سليمان بن سلمة متهم.

4 -

وركعتان بعد العشاء بالإخلاص عشرين مرة، فيه أبو سليمان يكذب.

5 -

الوتر فى أول الليل مسخطة للشيطان، وأكل السحور مرضاة للرحمن. وضعه أبان بن جعفر البصرى، وقد وضع أبى حنيفة أكثر من ثلثمائة حديث مما لم يحدث به أبو حنيفة، ذكره العلامة محمد طاهر بن على الهندى فى تذكرة الموضوعات.

2 -

صلاة ليلة الجمعة ويومها:

قيل فى ذلك ما لم يثبت وهو:

(أ) عن طاوس عن ابن عباس رفعه: من صلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ فى كل واحدة منهما بفاتحة الكتاب مرة، وإذا زلزلت خمس عشرة مرة، هوَّن

ص: 101

الله عليه سكرات الموت، ويسر الله له الجواز على الصراط يوم القيامة (قال) السيوطى فى اللآلئ: أورده الحافظ بن حجر فى أماليه وقال: غريب، وسنده ضعيف، فيه من لا يعرف (1)

(وقال) العلامة محمد طاهر الهندى فى تذكرة الموضوعات: لا يصح فى صلاة الأسبوع شئ، وفى ليلة الجمعة اثنتا عشرة ركعة بالإخلاص عشر مرات باطل لا أصل له (وكذا) عشر ركعات بالإخلاص والمعوذتين مرة مرة باطل، (وكذا) ركعتان بإذا زلزلت الأرض خمس عشرة مرة، وفى رواية خمسين مرة والكل منكر باطل أهـ.

(ب) وعن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا: من صلى يوم الجمعة ما بين الظهر والعصر ركعتين يقرأ فى أول ركعة بفاتحة الكتاب وآية الكرسى مرة واحدة وخمساً وعشرين مرة قل أعوذ برب الفلق، وفى الركعة الثانية يقرأ بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الناس خمسا وعشرين مرة، فإذا سلم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم خمسين مرة، فلا يخرج من الدنيا حتى يرى ربه عز وجل فى المنام، ويرى مكانه فى الجنة أو يرى له (قال) السيوطى: موضوع وفيه مجاهيل (2)

وفى التذكرة: يوم الجمعة ركعتان والأربع والثمان والاثنتا عشرة لا أصل له، وقبل الجمعة أربع ركعات بالإخلاص خمسين مرة لا اصل له ومن صلى يوم الجمعة أربع ركعات يقرأ فى كل ركعة قل هو الله احد مائة مرة، فقد أدى حق الجمعة كما أدت حملة العرش من حق العرش، فيه مروان ابن محمد ذاهب الحديث أهـ (3)

(1) انظر ص 38 ج 2 - اللالى المصنوعة، وص 46 - الفوائد المجموعة للشوكانى.

(2)

انظر ص 38 ج 2 - اللالى المصنوعة، وص 46 - الفوائد المجموعة للشوكانى.

(3)

انظر ص 38 ج 2 - اللالى المصنوعة، وص 46 - الفوائد المجموعة للشوكانى.

ص: 102

3 -

صلاة ليلة السبت ويومه

قيل فى ذلك ما لم يثبت وهو:

(أ) عن أحمد بن عبد الله بن خالد النهروانى عن بشر بن السرى عن الهيثم عن يزيد الرقاشى عن أنس مرفوعا: من صلى ليلة السبت أربع ركعات يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمسا وعشرين، حرم الله جسده على النار، قال السيوطى: موضوع، غالب روانه مجهولون، ويزيد ضعيف، والهيثم متروك ن وبشر لا تحل الرواية عنه، وأحمد بن عبد الله هو الجويبارى الوضاع (1)

(ب) وقال: وبهذا الإسناد عن أنس مرفوعا: من صلى يوم السبت عند الضحى أربع ركعات يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة، أعطاه الله بكل ركعة ألف قصر من ذهب مكللة بالدر والياقوت، وذكر أنواعا من هذا القبيل ما عليها من دليل.

(وأورد) فى هذا حديثا آخر قال: إنه موضوع، فيه جماعة مجهولون (2)

وفى التذكرة: وليلة السبت أربع ركعات بآية الكرسى ثلاثا لمغفرة الوالدين، فيه أبات متهم

4 -

صلاة ليلة الأحد ويومه:

قيل فى ذلك ما لم يثبت أيضا وهو:

(أ) عن أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو الحسن أحمد بن يونس، حدثنا ابو اسحاق إبراهيم بن شاذوية، حدثنا محمد بن ابى على، حدثنا أبو نعيم حدثنا سلمة بن وردان عن أنس مرفوعا: من صلى ليلة الأحد أربع ركعات

(1) انظر ص 26 ج 2 - اللالى المصنوعة، وص 44 - الفوائد المجموعة.

(2)

انظر ص 26 ج 2 - اللالى المصنوعة، وص 44 - الفوائد المجموعة.

ص: 103

يقرا فى كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد، أعطاه الله يوم القيامة ثواب من قرأ القرآن عشر مرات. وذكر أنواعا من الثواب ليس عليها أثاره صدق. قال السيوطى: موضوع مظلم الإسناد عامة من فيه مجهول. وسلمة بن وردان ليس بشئ، وأحمد بن محمد بن عمر كذاب أهـ وذكر فى هذا حديثا آخر موضوعا (1).

(ب) وعن سعيد المقبرى عن أبى هريرة مرفوعا: من صلى يوم الأحد أربع ركعات بتسليمة واحدة يقرأ فى كل ركعة الحمد مرة، وآمن الرسول إلى آخرها مرة، كتب الله تعالى له بكل نصرانى ونصرانية الف حجة، وألف عمرة، وألف غزوة، وبكل ركعة الف صلاة، وجعل بينه وبين النار الف خندق. وفتح له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء وقضى حوائجه يوم القيامة. قال السيوطى: موضوع فيه مجاهيل ص 27 جـ 2 - اللآلئ المصنوعة وص 45 - الفوائد المجموعة.

5 -

صلاة ليلة الاثنين ويومه:

قيل فى هذا ما لم يثبت وهو:

(أ) عن يزيد الرقاشى عن أنس مرفوعا: من صلى ليلة الأثنين ست ركعات يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وعشرين مرة قل هو الله احد، ويستغفر بعد ذلك سبع مرات، أعطاه الله يوم القيامة ثواب الف

صِدِّيق وألف عابد الخ ما قال من اختلاق. قال السيوطى: موضوع (2).

(ب) حديث من صلى يوم الأثنين اربع ركعات يقرأ فى كل ركعة فاتحة

(1) انظر ص 44 - الفوائد المجموعة، وص 26 - اللالى المصنوعة.

(2)

انظر ص 45 - الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة.

ص: 104

الكتاب مرة، وآية الكرسى مرة وقل هو الله أحد مرة، وقل أعوذ برب الفلق مرة وقل أعوذ برب الناس مرة، كفرت ذنوبه كلها وأعطاه الله قصرا فى الجنة من درة بيضاء، فى جوف القصر سبعة أبيات الخ ما فيه من الاختلاق وهو من وضع الحسين بن إبراهيم كذاب، يروى عن محمد بن طاهر. وضع من هذا الضرب فى سائر أيام الأسبوع ولياليه. وذكرنا منه ما تقدم، ليعرف به أن هذه ليست أحاديث، بل هى من المجازفات القبيحة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (1)

(جـ) وعن سالم بن عبد الله بن عمر مرفوعا: من صلى يوم الاثنين أربع ركعات يقرا فى كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسى مرة، وقل هو الله أحد مرة، وقل أعوذ برب الفلق مرة، وقل أعوذ برب الناس مرة وإذا سلم استغفر الله عشر مرات، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم عشر مرات، غفرت ذنوبه كلها وأعطاه الله قصرا فى الجنة. وذكر أنواعا من الجزاء ما أنزل الله بها من سلطان. قال السيوطى: موضوع بلا شك، والمتهم به الجوزقانى، لأن رجال الإسناد كلهم ثقات. وهو الذى قد وضع هذا وعمل هذه الصلاة كلها، وصلاة ليلة الثلاثاء ويوم الثلاثاء وليلة الأربعاء وليلة الخميس ويوم الخميس وليلة الجمعة ص 27 ج 2 - اللالى.

(وقال) الإمام محمد طاهر بن على الهندى فى تذكرة الموضوعات: وفى اللآلئ وفى يوم الاثنين أربع ركعات بآمن الرسول وثلاث قلاقل (2) مرة مرة، موضوع. والمتهم به الجوزقانى. وهو الذى وضع هذه الصلاة كلها، وصلاة الأسبوع، ولقد كان له حظ من علم الحديث فسبحان من يطمس على القلوب وفى ليلة الاثنين ست ركعات بالإخلاص عشرين مرة موضوع أهـ.

(1) انظر ص 45 - الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة.

(2)

المراد بالقلاقل: قل هو الله احد والمعوذتان.

ص: 105

6 -

صلاة ليلة الثلاثاء ويومه:

قال فى التذكرة: وفى ليلة الثلاثاء ركعتان بالإخلاص والمعوذتين خمس عشرة مرة، وروى أربع ركعات. والكل باطل ص 45 - الفوائد.

وفى يومه عشر ركعات بآية الكرسى مرة، والإخلاص ثلاثا موضوع ص 46 - الفوائد.

7 -

صلاة ليلة الأربعاء ويومه:

قال فى التذكرة: وفى ليلة الأربعاء ست ركعات بقل اللهم (1) ضعيف جداً. وروى أربع وثلاثون ركعة والكل باطل.

وفى يومه اثنتا عشرة ركعة بآية الكرسى مرة، والإخلاص والمعوذتين ثلاثا ثلاثا، فى سنده كذاب، وقال فى الفوائد: موضوع ص 46.

8 -

صلاة ليلة الخميس ويومه:

قال فى التذكرة: وليلة الخميس ركعتان بآية الكرسى والإخلاص والمعوذتين خمساً خمساً، ضعيف جداً، وقال فى الفوائد: موضوع ص 46.

وفى يومه ركعتان بآية الكرسى مائة فى الأولى والإخلاص مائة فى الثانية، ضعيف، وقال فى الفوائد: موضوع ص 46.

وفى الذيل: ركعتان ليلة الخميس بين المغرب والعشاء بآية الكرسى والإخلاص والكافرون والمعوذتين كل خمس مرات، تؤديان حق الوالدين وإن لم يبرهما، فيه عاصم بن مضرس متروك أهـ ملخصا

(1) أى آية: قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير ن إنك على كل شئ قدير. و (ضعيف) قال فى الفوائد: موضوع ص 46.

ص: 106

9 -

صلاة الأوابين:

وهى عشرون ركعة بعد المغرب، وقد تقدم فى بحث الرواتب الترغيب فى التنفل بين المغرب والعشاء فى عدة أحاديث (1) وأما التحديد بعشرين ركعة وترتيب ثواب خاص عليها فقد قيل به، ولكنه لم يثبت.

(أ) عن يعقوب بن الوليد المدائنى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا: من صلى بعد المغرب عشرين ركعة بنى الله له بيتا فى الجنة. أخرجة ابن ماجه والترمذى. قال المنذرى فى الترغيب: ويعقوب كذبه أحمد وغيره (2)(وقال) الذهبى فى الميزان: كذبة ابو حاتم ويحيى. وقال أحمد: كان من الكذابين الكبار يضع الحديث أهـ.

(ب) وعن أبان عن أنس مرفوعا: من صلى عشرين ركعة بعد المغرب يقرأ فى كل ركعة قل هو الله أحد أربعين مرة، صافحتُه يوم القيامة. ومن صافحته يوم القيامة أمن الصراط والحساب. أخرجه ابن شاهين. قال السيوطى: لا يصح فيه مجاهيل، وأبان ليس بشئ، ص 28 جـ 2 - اللآلى

10 -

صلاة الغفلة:

قد قيل فيها ما لم يثبت، أخرج ابن شاهين عن أبى عثمان النهدى عن سلمان الفارسى مرفوعا: يا سلمان ما من عبد يقوم فى ظلمة وغفلة الناس فيستاك ويتوضأ ويمشط رأسه ولحيته ويصلى ركعتين يقرأ فى أول ركعة بفاتحة الكتاب وقل يأيها الكافرون، والثانية بفاتحة الكتاب. وقل هو الله أحد ويتشهد ويسلم، ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو

(1) انظر ص 306 ج 2 دين (راتبه المغرب البعدية غير المؤكدة).

(2)

انظر ص 204 ج 1 (الترغيب فى الصلاة بين المغرب والعشاء).

ص: 107

حىّ لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، رافعاً بها صوته. ثم يقوم فيصلى ركعتين يقرأ فى أول ركعة بفاتحة الكتاب وقل أعوذ برب الفلق، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وقل أعوذ برب الناس ويتشهد ويسلم ويقول: لا إله إلا الله الخ ما تقدم. وذكر أنواعا من الثواب ليس عليها اثارة من كلام النبوة قال السيوطى: موضوع، فيه مجاهيل ص 28 ج 2 - اللآلئ.

(وقال) فى التذكر: أربع ركعات فى ظلمة الليل بأربع قلاقل، موضوع

11 -

صلاة عاشوراء:

قيل فيها ما لم يثبت، أخرج ابن شاهين عن أبى هريرة مرفوعا. من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربعين ركعة يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة وآية الكرسى عشر مرات، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة والمعوذتين خمس مرات فإذا سلم استغفر سبعين مرة، أعطاه الله فى الفردوس قبة بيضاء، فيها بيت من زمردة خضراء، سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات، وفى ذلك البيت سرير من نور، قوائم السرير من العنبر الأشهب، على ذلك السرير ألفا فراش من الزعفران. وذكر كلاما كثيرا من هذا النوع. قال السيوطى: موضوع ورواته مجاهيل ص 26 جـ 2 - اللآلئ. وص 47 - الفوائد.

12 -

صلاة رجب:

قيل فيها ما لم يثبت.

(أ) أخرج الجوزقانى عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا، من صلى المغرب أول ليلة من رجب ثم صلى بعدها عشرين ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة، ويسلم فيهن عشر تسليمات، حفظه الله وماله وأهله وولده،

ص: 108

وأجير من عذاب القبر وجاز على الصراط كالبرق بغير حساب ولا عذاب، قال السيوطى: موضوع وأكثر رواته مجاهيل ص 29 جـ 2 - اللالئ وص 47 - الفوائد.

(ب) صلاة الرغائب، وهى صلاة ثنتى عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وأنا أنزلناه فى ليلة القدر ثلاث مرات، وقل هو الله أحد ثنتى عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى على النبى صلى الله عليه وسلم سبعين مرة ثم يقول، اللهم صلى على النبى الأمى وعلى آله، ثم يسجد فيقول فى سجوده: سبوح قدوس رب الملائكة والروح وسبعين مرة، ثم يرفع رأسه ثم يقول: رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأعظم سبعين مرة. ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال فى السجدة الأولى، ثم يسال الله تعالى حاجته. ذكره الجوزقانى من طريق على بن عبد الله بن جهضم الصدائى بسنده إلى حميد الطويل عن أنس مرفوعا وفيه: فإنها تقضى، والذى نفسى بيده ما من عبد ولا أمة صلى هذه الصلاة، إلا غفر الله له جميع ذنوبه وإن كان مثل زبد البحر، وذكر انواعا من الثواب ليس عليها اثارة صدق.

(قال) السيوطى: موضوع، اتهموا به ابن جهضم، وسمعت شيخنا عبد الوهاب يقول: رجاله مجهولون، قتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم أهـ ص 30 ج 2 - اللآلى. وص 48 - الفوائد.

(وقال) العلامة الحلبى فى شرح منية المصلى: وقال أبو الفرج بن الجوزى وأبو بكر الطرطوشى: صلاة الرغائب موضوعة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه. وقد ذكروا لكراهتها وجوها (منها) فعلها بالجماعة وهى نافلة ولم يرد به الشرع (ومنها) تخصيص سورة الإخلاص والقدر ولم يرد به

ص: 109

الشرع (ومنها) تخصيص ليلة الجمعة دون غيرها. وقد ورد النهى عن تخصيص يوم الجمعة بصيام وليلته بقيام (ومنها) أن العامة يعتقدونها سنة من سنن النبى صلى الله عليه وسلم فيكون فعلها سببا لكذبهم عليه صلى الله عليه وسلم (قلت) بل كثير من العوام يعتقدونها فرضا، وكثير منهم يتركون الفرائض ولا يتركونها، وهو المعصية العظمى (ومنها) أن فعلها يغرى قاصد وضع الأحاديث بالوضع والافتراء على النبى صلى الله عليه وسلم (ومنها) أن الاشتغال بعدِّ السور مما يخل بالخشوع والتدبر وهو مخالف للسنة.

(ومنها) أن فى صلاة الرغائب مخالفة السنة فى تعجيل الفطر (1).

(ومنها) أن سجدتيها مكروهتان إذ لم يشرع التقرب بسجدة منفردة بلا ركوع غير سجدة التلاوة عند أبى حنيفة ومالك. وعند غيرهما غيرها وغير سجدة الشكر (ومنها) أن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة المجتهدين لم ينقل عنهم هاتان الصلاتان (2) فلو كانتا مشروعتين لما فاتتا السلف، وإنما حدثتا بعد الأربعمائة (3).

وتقدم فى بحث " بدع المساجد " الكلام على بدعية صلاة الرغائب وافيا كافيا.

(1) يعنى لمن كان صائما، ففى الحديث الموضوع: وما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس فى رجب ثم يصلى ليلة الجمعة ثنتى عشرة ركعة الخ.

(2)

يريد صلاة الرغائب وصلاة ليلة النصف من شعبان (فقد) قال ابو محمد عز الدين ابن عبد السلام المقدسى: لم يكن ببيت المقدس قط صلاة الرغائب فى رجب، ولا صلاة نصف شعبان. حدث فى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، أن قدم علينا رجل من نابلس يعرف بابن أبى الحمراء، وكان حسن التلاوة، فقام يصلى فى المسجد الأقصى ليلة النصف من شعبان الخ ما تقدم بص 292 دين.

(3)

انظر ص 433 غنية المتملى فى شرح منية المصلى (النفل بالجماعة على سبيل التداعى مكروه).

ص: 110

(جـ) صلاة ليلة النصف من رجب - قيل فيها ما لم يثبت. أخرج الجوزقانى عن محمد بن يحيى عن أبيه عن أنس مرفوعا: من صلى ليلة النصف من رجب أربع عشرة ركعة، يقرأ فى كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، وقل أعوذ برب الفلق ثلاث مرات، وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات فإذا فرغ من صلاته صلى علىَّ عشر مرات. ثم يسبح الله بحمده ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بعث الله تعالى إليه ألف ملك يكتبون له الحسنات، ويغرسون له الأشجار فى الفردوس. وذكر أنواعا من العطاء ما أنزل الله بها من سلطان.

(قال) السيوطى: موضوع رواته مجاهيل ص 30 ج 2 - اللالئ وص 50 الفوائد وفيه: وقل هو الله أحد، عشرين.

(د) وأخرج الجوزقانى عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا من صام يوما من رجب وصلى فيه أربع ركعات يقرأ فى أول ركعة مائة مرة آية الكرسى وفى الركعة الثانية مائة مرة قل هو الله احد، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو يرى له. (قال) السيوطى: موضوع أكثر رواته مجاهيل وعثمان متروك ص 47 - الفوائد.

13 -

صلاة نصف شعبان:

قيل فيها ما لم يثبت.

(أ) أخرج الجوزقانى عن مجاهد عن على مرفوعا: يا على من صلى مائة ركعة فى ليلة النصف من

شعبان يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد، عشر مرات. يا على ما من عبد يصلى هذه الصلوات إلا قضى الله عز وجل له كل حاجة طلبها تلك الليلة، ثم ذكر أنواعا من الثواب ليس عليها أثارة صدق ص 30 ج 2 - اللآلئ وص 50 - الفوائد.

(ب) وعن ابن عمر مرفوعا: من قرأ ليلة النصف من شعبان ألف مرة قل هو الله أحد فى مائة ركعة، لم يخرج من الدنيا حتى يبعث الله إليه فى منامه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من النار، وثلاثون

ص: 111

يعصمونه من أن يخطئ، وعشرة يكيدون من عاداه. أخرجه الجوزقانى والديلمى. ص 31 ج 2 - اللآلئ.

(جـ) وعن جعفر بن محمد الباقر عن أبيه مرفوعا: من قرأ ليلة النصف من شعبان قل هو الله أحد ألف مرة فى عشرة ركعات، لم يمت حتى يبعث الله إليه مائة ملك ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من العذاب، وثلاثون يقوّمونه أن يخطئ، وعشرة أملاك يكتبون أعداءه.

(قال) ابن الجوزى: هذا الحديث لا شك أنه موضوع وجمهور رواته فى الطرق الثلاثة مجاهيل، وفيهم ضعفاء أهـ ونحوه للسيوطى ص 31 جـ 2 - اللآلئ.

(وقد) تقدم فى بحث " بدع المساجد " الكلام على صلاة ليلة نصف شعبان بأتم من هذا (1).

(وقد) سئل شيخ الإسلام تقى الدين عن رجل جمع جماعة على نافلة وأمهم من أول رجب إلى آخر رمضان، يصلى بهم بين العشاءين عشرين ركعة بعشر تسليمات، يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد ثلاث مرات ويتخذ ذلك شعارا، ويحتج بأن النبى صلى الله عليه وسلم أمَّ ابن عباس والأنصارى الذى قال له: السيول تحول بينى وبينك (2) فهل هذا موافق الشريعة أم لا؟ وهل يؤجر على ذلك أم لا؟ والحالة هذه.

(1) انظر ص 292 وما بعدها ج 3 دين طبعة ثانية.

(2)

الذى فى صحيح البخارى أن عتبان بن مالك قال: يا رسول الله قد أنكرت بصرى وأنا أصلى لقومى، فإذا كانت الأمطار سال الوادى الذى بينى وبينهم ولم استطع أن أتى مسجدهم فاصلى بهم ووددت يا رسول الله أنك تأتينى فتصلى فى بيتى فاتخذه مصلى. فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن النبى صلى الله عليه وعلى أله وسلم فأذنت له. فقال: أين تحب أن اصلى من بينك؟ فأشرت إلى ناحية من البيت. فقام النبى صلى الله عليه وعلى ىله وسلم فكبر فقمنا فصففنا فصلى ثم سلم (الحديث){72} انظر ص 350 ج 1 فتح البارى (المساجد فى البيوت).

ص: 112

(فذكر) فى الجواب حكم الجماعة فى التطوع ثم قال: وهذا الذى ذكرناه فى التطوعات المسنونة. فأما إنشاء صلاة بعدد مقدر وقراءة مقدرة فى وقت معيَّن، تصلى جماعة راتبه كهذه الصلوات المسئول عنها. كصلاة الرغائب فى أول جمعة من رجب، والألفية فى أول رجب ونصف شعبان. وليلة سبع وعشرين من شهر رجب، وأمثال ذلك، فهذا غير مشروع باتفاق أئمة الإسلام. وفتح مثل هذا الباب يوجب تغيير شرائع الإسلام وأخذ نصيب من حال الذين شرعوا من الدين ما لم ياذن به الله أهـ.

(وقال) الحافظ أبو حفص عمر الموصلى فى كتابه المغنى: صلاة الرغائب والمعراج والنصف من شعبان وصلاة الإيمان والأسبوع كل يوم وليلة وبر الوالدين ويوم عاشوراء وغير ذلك، لا يصح فى هذا الباب شئ عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهـ.

(وقال) مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازى فى سفر السعادة: وباب صلاة الرغائب، وصلاة نصف شعبان، وصلاة نصف رجب. وصلاة الإيمان، وصلاة ليلة المعراج، وصلاة ليلة القدر، وصلاة كل ليلة من رجب وشعبان ورمضان. هذه الأبواب لم يصح فيها شئ أصلا أهـ.

14 -

صلاة ليلة الفطر ويومه:

قيل فيها ما لم يثبت (أ) أخرج الجوزقانى عن مجاهد عن ابن مسعود مرفوعاً: من صلى ليلة الفطر مائة ركعة، يقرأ فى كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد عشر مرات، ويقول فى ركوعه وسجوده عشر مرات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإذا فرغ من صلاته، استغفر مائة مرة ثم يسجد ثم يقول:

ص: 113

يا حى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، يا أرحم الراحمين، يا إله الأولين والأخرين، اغفر لى ذنوبى، وتقبل صومى وصلاتى، والذى بعثنى بالحق إنه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر الله له ويتقبل منه شهر رمضان، ويتجاوز عن ذنوبه. وذكر انواعا من الثواب تشهد بوضعه. (قال) السيوطى: موضوع، فيه جماعة لا يعرفون. انظر ص 32 ج 2 - اللآلى المصنوعة وص 52 - الفوائد المجموعة.

(ب) وأخرج الجوزقانى عن عبد الله بن محمد حدثنا مالك عن سليمان التميمى عن أبى عثمان النهدى عن سلمان الفارسى مرفوعا: من صلى يوم الفطر - بعدما يصلى العيد - أربع ركعات يقرأ فى أول ركعة بفاتحة الكتاب وسبح اسم ربك الأعلى، وفى الثانية بالشمس وضحاها، وفى الثالثة بالضحى، وفى الرابعة بقل هو الله أحد، فكأنما قرأ كل كتاب نزله الله على أنبيائه، وكأنما أشبع جميع اليتامى ودهنهم ونظفهم، وكان له فى الأجر مثل ما طلعت عليه الشمس ويغفر له ذنوب خمسين سنة (قال) السيوطى: موضوع فيه مجاهيل، وعبد الله ابن محمد قال ابن حبان: لا يحل ذكره فى الكتب. انظر ص 32 ج 2 - اللآلى.

15 -

صلاة يوم عرفة:

قيل فيها ما لم يثبت، أخرج الجوزقانى عن النهاش بن فهم عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابى هريرة مرفوعا: من صلى يوم عرفة بين الظهر والعصر أربع ركعات، يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد خمسين مرة، كتب الله تعالى له ألف الف حسنة، ورفع له بكل حرف درجة فى الجنة، بين كل درجتين مسيرة خمسمائة عام، وذكر أنواعا من الثواب تشهد بكذبه (قال) السيوطى: موضوع فيه ضعفاء ومجاهيل. والنهاشى لا يساوى شيئا.

وذكر حديثا آخر من طريق عبد الرحمن بن أنعم. وقال: لا يصح ابن أنعم ضعفوه. قال ابن حيان: يروى الموضوعات عن الثقات، ويدلس عن محمد بن سعيد المصلوب أهـ ص 33 ج 2 - اللألى. وص 53 - الفوائد.

ص: 114

16 -

صلاة ليلة النحر ويومه:

قيل فيها ما لم يثبت (أ) أخرج الجوزقانى عن أحمد بن أحمد بن غالب حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد عن القاسم بن عبد الرحمن عن ابى أمامة الباهلى مرفوعا: من صلى ليلة النحر ركعتين يقرأ فى كل ركعة بفاتحة الكتاب خمس عشرة مرة، وقل هو الله أحد خمس عشرة مرة، وقل أعوذ برب الفلق خمس عشرة مرة، وقل أعوذ برب الناس خمس عشرة مرة. فإذا سلم قرأ آية الكرسى ثلاث مرات ويستغفر الله خمس عشرة مرة، جعل الله اسمه فى أصحاب الجنة، وغفر له ذنوب السر والعلانية، وكتب له بكل آية قرأها حجة وعمرة وكأنما أعتق ستين من ولد إسماعيل، فإن مات فيما بينه وبين الجمعة الأخرى مات شهيدا.

(قال) السيوطى: أحمد بن محمد بن غالب هو غلام خليل وضاع ص 33 جـ 2 اللآلى وص 53 - الفوائد.

(وقال) فى ذيل اللآلى: ما من عبد يصلى ليلة العيد ست ركعات إلا شفع فى أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار. فيه إسماعيل كذاب.

(أ) وقال فى تذكرة الموضوعات: قول الثورى: من السنة اثنتا عشرة ركعة بعد عيد الفطر، وست ركعات بعد الأضحى، لا اصل له، وفى الصحيح خلافه وهو أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يصل قبلها ولا بعدها أهـ.

17 -

صلاة رؤية النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

قيل فيها ما لم يثبت (أ) أخرج الجوزقانى عن ابى صالح عن ابن عباس مرفوعا: ما من مؤمن يصلى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ فى كل ركعة فاتحة الكتاب وخمسا وعشرين مرة قل هو الله أحد، ثم يسلم ثم يقول آلف مرة: صلى الله على محمد النبى الأمى فإنه يرانى فى المنام. ومن رآنى غفر الله له ذنوبه.

(قال) السيوطى: لا يصح وفيه مجاهيل، وذكر من طريق محمد بن عكاشة

ص: 115

بسنده إلى ابن شهاب قال: من اغتسل ليلة الجمعة وصلى ركعتين يقرا فيهما بقل هو الله أحد آلف مرة ثم نام، رأى النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(قال) السيوطى: ابن عكاشة كذاب ص 34 ج 2 - اللالى وصدره فى الفوائد ص 59.

18 -

صلاة حفظ القرآن وغيره:

قيل فيها ما لم يثبت (أ) أخرج الطبرانى أنى محمد بن إبراهيم القرشى حدثنا صالح عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال على بن أبى طالب: يا رسول الله إن القرآن تفلت من صدرى فقال: ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمهن؟ قال بلى بأبي أنت وأمى. قال: صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات تقرأ فى الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفى الثانية بفاتحة الكتاب وبحم الدخان، وبالثالثة بفاتحة الكتاب وبالم تنزيل السجدة، وفى الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل. فإذا فرغت من التشهد فاحمد الله وأثن عليه، وصل على النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ثم قل: اللهم ارحمنى بترك المعاصى أبدا ما أبقتنى، وارحمني أن أتكلف مالا يعنينى وارزقنى حسن النظر فيما يرضيك عنى، اللهم بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام والعزة التى لا ترام، اسالك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبى حب كتابك كما علمتنى، وارزقني أن أتلوه على النحو الذى يرضيك عنى، واسالك أن تنوِّر بالكتاب بصرى، وتطلق به لسانى، وتفرح به عن قلبى، وتشرح به صدرى، وتستعمل به بدنى، وتقوينى على ذلك وتعيننى عليه، فإنه لا يعنينى على الخير غيرك، ولا يوفق له إلا أنت فافعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا او سبعا، تحفظ بإذن الله تعالى، وما أخطأ مؤمنا قط، فأتى النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذلك بسبع جمع، فأخبره بحفظه القرآن والحديث فقال النبى صلى الله عليه وسلم: مؤمن ورب الكعبة، يا ابا الحسن (قال) السيوطى: لا يصح، محمد بن إبراهيم مجروح، وأبو صالح إسحاق بن نجيح.

ص: 116

متروك. ثم قال: وأخرجه الحاكم عن ابى النضر الفقيه وأبى الحسن أحمد ابن محمد بن سلمة قال: حدثنا عثمان بن سعيد، حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ابن جريح عن عطاء وعكرمة عن ابن عباس به وقال: صحيح على شرط الشيخين ص 34 ج 2 - اللالى وص 41 - الفوائد.

(ورده) الشوكانى فى تحفة الذاكرين فقال: ولم تركن النفس إلى مثل هذا من الحاكم، فالحديث يقصر عن الحُسن فضلا عن الصحة، وفى الفاظه نكارة وأنا فى نفسى من تحسين هذا الحديث فضلا عن تصحيحه، فإنه منكر غير مطابق للكلام النبوى والتعليم المصطفوى، وقد أصاب ابن الجوزى بذكره فى الموضوعات أهـ.

(ب) وقال فى التذكرة: قال فى الذيل: يابن عباس ألا أهدى لك هدية علمنيها جبريل للحفظ؟ تكتب على طاس بزعفران فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص وسورة يس وسورة الواقعة والجمعة والملك، ثم تصب عليه ماء زمزم او ماء السماء ثم تشربه على الريق عند السحر بثلاثة مثاقيل من لبان. وعشرة مثاقيل من سكر طبر زد (1) وعشرة مثاقيل عسل، ثم تصلى بعد الشرب ركعتين بمائة مرة قل هو الله أحد فى كل ركعة خمسين مرة، ثم تصبح صائما. يابن عباس فلا يأتى عليك كذا وكذا إلا وتصير حافظا. وهذا لمن دون ستين سنة. قال ابن عباس وجدناه نافعا، هذا كذب بين وأشار إليه فى الفوائد ص 42 وعشرون ركعة بالإخلاص لحفظ المال والنفس والولد والوالدين موضوعات أهـ.

(1) طبرزد، كفر جل معرب وفيه اربع لغات بذال معجمه وبدال مهملة وبنون وبلام وهو السكر الأبيض الصلب. واصله بالفارسية تبرزذ، والتبر الفأس وزذ أوزد الضرب كأنه نحت من جوانبه بفاس لصلابته وعلى هذا فتكون طبر زذ ثفة تابعة لسكر فى الإعراب وقبل الطبرزد هو السكر أو العسل الذى طبخ بمثل عشرة من اللبن الحليب حتى ينعقد ويطلق ايضا على الملح أهـ ملخصا من الصباح وغيره.

ص: 117

19 -

صلاة قضاء الدين:

قال فى التذكرة: علمنى جبريل دعاء فى قضاء الدين فقال: من أصابه دين فليتوضأ وليصل إذا زالت الشمس أربع ركعات، وليقرأ فى كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد وآية الكرسى. فإذا سلم قرأ:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {26} تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} {27} آل عمران.

ثم يقول يا فارج الهم، يا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ارحمنى رحمة تغنينى بها عن رحمة من سواك، اقضى دينى. فإن الله يقضى دينه، وفيها اسم الله الأعظم. من نسخة نبيط ابن شريط الكذاب أهـ ص 59 - الفوائد.

20 -

صلاة الهدية أو الفدية عن الميت:

هى ركعتان تصليان فى أول ليلة بعد دفن الميت. ثم يدعو بهذا الدعاء: اللهم إنى صليت هذه الصلاة وأنت تعلم ما أريد، اللهم ابعث ثوابها إلى قبر فلان ابن فلان ويسمى الميت.

(هذه) الصلاة لا اصل لها ولم يرد بها حديث.

21 -

صلاة الكفاية:

ورد فيها حديث موضوع. وصفتها أن يصلى ركعتين ن يقرا فى كل ركعة الفاتحة وقل هو الله أحد خمس مرات والقدر خمس مرات. ثم يقول فى أخره: يا شديد القوى، يا شديد المحال، ياذا القوة والجلال، ياذا العزة والسلطان، اذللت جميع مخلوقاتك، اكفنى ما أخاف وأحذر، يقولها ثلاث مرات، ثم يتشهد ويسلم.

ص: 118

(قال) الإمام ابن الجزرى فى عدة الحصن: صلاة الكفاية جربت ولا أعلمها وردت عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهـ.

(قال) الشوكانى فى شرحه: وهو حديث مكذوب. والتجربة لا تدل على صحته ولا يخرج بها الفاعل للشئ معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا أهـ ص 144 تحفة الذاكرين.

تتمة فى بعض السجدات المبتدعة

(قال) أبو سعيد فى التتمة: جرت عادة بعض الناس بالسجود بعد الفراغ من الصلاة يدعوة فيها. ولا اصل لتلك السجدة أصلا، ولم ينقل عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن الصحابة وذلك بدعة

(وقال) الغزالى فى الإحياء: قد جرت عادة بعض العوام بالسجود عند قيام المؤذن للإقامة يوم الجمعة، ولا يثبت له اصل فى خبر ولا اثر، لكن الوجه للتحريم أهـ

وفى الصحيحين عن عائشة: كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى إحدى عشرة ركعة، كانت تلك صلاته (يعنى بالليل) فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة (1)] 73 [.

(وعن) القاضى أنه استدل به لجواز التقرب بسجدة فردة لغير التلاوة والشكر. وقد اختلفت الآراء فى جوازه (وفى) الحصن الحصين: والسجود بعد الوتر موضوع، ولكن صح أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلى بعده ركعتين جالسا أهـ من تذكرة الموضوعات.

(1) تقدم رقم 214 ص 184 ج 5 دين (ركعات قيام الليل) وفيه: ويسجد فى سبحته فهو سجود صلاة لا سجود فرد.

ص: 119