الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس، والسادس، والسابع: في هجرته وخصائصه وفي شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة:
قال أبو عمر: وهاجر هو وزوجته أم جميل فاطمة بنت الخطاب.
في خصائصه:
لم ينقل له من الخصائص غير ما ثبت لأبيه، فإنه لم ينقل في فضل أحد من آباء العشرة ما نقل في فضل زيد بن عمرو، كما تقدم.
في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالجنة
تقدمت أحاديث هذا الفصل في نظيره من باب العشرة.
الفصل الثامن: في ذكر نبذ من فضائله
قال أبو عمر وغيره: شهد سعيد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدرًا.
قال الواقدي: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة إلى الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا فقدما إلى المدينة يوم وقعة بدر. وقد تقدم الحديث في فصل فضائل طلحة؛ فلذلك كانا معدودين من البدريين.
قال البغوي في معجمه: فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه، قال: وأجري? قال: "وأجرك" وأخرجه ابن الضحاك أيضًا.
وكانت له بنت عند الحسن بن الحسن بن علي، ذكره الطائي.
ذكر شهادة النبي صلى الله عليه وسلم له بالشهادة:
عن عبد الله بن سالم عن سعيد بن زيد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرا فقال: "اثبت حرا؛ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد" قيل: ومن هم? قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة
والزبير وسعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف؛ قال: قيل: فمن العاشر? فقال: أنا. أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح، وقد تقدم الحديث مختصرًا في باب العشرة.
وسيأتي في ذكر وفاته أنه مات بالمدينة على فراشه، فوجه شهادته ما تقدم في نظيره من مناقب عبد الرحمن بن عوف، فإن سعدًا وسعيدًا وعبد الرحمن ماتوا على فرشهم بمقبرة المدينة، فحكمهم واحد.
ذكر أنه ذو دعوة مجابة:
عن سعيد بن زيد أن أروى خاصمته في بعض داره فقال: دعوها وإياها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من أخذ شبرًا من الأرض بغير حق طوقه في سبع أرضين يوم القيامة" اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واجعل قبرها في دارها. قال محمد بن زيد: فرأيتها عمياء تلتمس الجدر، وتقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد؛ فبينما هي تمشي في الدار إذ مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها. أخرجه مسلم، وأخرجه أبو عمر وقال: اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئر.
ذكر زهده:
روي أن عمر أرسل إلى أبي عبيدة يقول: أخبرني عن حال الناس، وأخبرني عن خالد بن الوليد أي رجل هو، وأخبرني عن يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص كيف هما وحالهما ونصيحتهما للمسلمين؛ فقال: خالد خير رجل وأنصحه للمسلمين وأشده على عدوهم، وعمرو ويزيد نصحهما وجدهما كما تحب؛ قال: عن أخويك سعد بن يزيد ومعاذ بن جبل? قال: كما عهدت، إلا أن السواد زادهما في الدنيا زهدًا وفي الآخرة رغبة. أخرجه أبو حذيفة وإسحاق بن بشر في فتوح الشام.
وأخرج أيضًا أن أبا عبيدة ولى سعيدًا دمشق، ثم خرج حتى أتى الأردن فنزلها فعسكر، وبعث عليهم خالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان، فلما بلغ ذلك سعيد بن زيد كتب إلى أبي عبيدة:"سلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فإني ما كنت لأوثرك وأصحابك بالجهاد على نفسي وعلى ما يدنيني من مرضاة ربي، فإذا أتاك كتابي هذا فابعث إلى عملك من هو أرغب إليه مني، فإني قادم عليك وشيكا إن شاء الله تعالى. والسلام عليك" فلما بلغ الكتاب أبا عبيدة قال: ليتركنها، ثم دعا يزيد بن أبي سفيان فقال: اكفني دمشق.
"شرح" وشيكا: سريعا، تقول منه: وشك بالضم يوشك وشكا أي: يسرع.
ذكر احترام الولاة له، ووصية أم المؤمنين حين وفاتها أن يصلي عليها:
عن ابن سعيد بن زيد قال: كتب معاوية بن أبي سفيان إلى مروان بن الحكم بالمدينة يبايع الناس لابنه يزيد، فقال رجل من الشام: ما يحبسك? قال: حتى يجيء سعيد بن زيد فيبايع، فإنه سيد أهل البلد؛ فإذا بايع بايع الناس. قال: أفلا أذهب آتيك به? فجاء الشامي وأنا مع أبي في الدار، فقال: انطلق فبايع، فقال: انطلق، فسأجيء فأبايع؛ فقال: تنطلق أو لأضربن عنقك؛ قال: أتضرب عنقي? والله إنك لتدعوني إلى أقوام أنا قاتلتهم على الإسلام. قال: فرجع إلى مروان وأخبره، فقال له مروان: اسكت. قال: فماتت أم المؤمنين أظنها زينب، فأوصت أن يصلي عليها سعيد بن زيد، فقال الشامي لمروان: ما يحبسك أن تصلي على أم المؤمنين? قال: أنتظر الرجل الذي أردت أن تضرب عنقه، فإنها أوصت أن يصلي عليها، فقال الشامي: أستغفر الله. أخرجه البغوي في معجمه والفضائلي؛ وخرج ابن الضحاك منه قصة البيعة، وقال: سأل أهل المدينة
…
إلخ ولم يذكر قصة الصلاة على الجنازة.