المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(باب كان وهي من الشمائل الشريفة) - السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير - جـ ٤

[العزيزي]

الفصل: ‌(باب كان وهي من الشمائل الشريفة)

(طب) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث ضعيف (الكوثر نهر في الجنة حافتاه) أي جانباه (من ذهب) حقيقة أو مثله في النضارة والضياء والنفاسة (ومجراه على الدر والياقوت) لا يعارضه حديث أن طينه مسك لجواز كون المسك تحتها (ترتبه أطيب ريحاً من المسك وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج (حم ت هـ) عن ابن عمر بإسناد حسن (الكوثر نهر إعطائية الله في الجنة) قال المناوي وهو النهر الذي يصب في الحوض فهو مادة الحوض كما في البخاري (ترابه مسك أبيض) أي ماؤه أبيض (من اللبن وأحلى من العسل ترده طائر أعناقها مثل أعناق الجزر) بضمتين جمع جزور (آكلها) بالمدّ (أنعم منها) يحتل أنها منعمة وآكلها أكثر نعيما منها أو بالقصر أي أكل الأكل لها أنعم والذمن رؤيتها والتلذذ بها في غير الأكل (ك) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (الكيس) بالتشديد قال في النهاية أي العاقل المتبصر في الأمور الناظر في العواقب وقد كاس يكيس كيساً والكيس العقل (من دان نفسه) أذلها وحاسبها وقهرها حتى صارت مطيعة منقادة وعمل لما بعد الموت قبل نزوله ليصير على نور من ربه (والعاجز) المقصر في الأمور (من اتبع) بسكون المثناة الفوقية (نفسه هواها) فلم يكفها عن الشهوات (وتمنى على الله؟ ) أي الأماني بالتشديد جمع أمنية أي هو مع تفريطه في طاعة ربه وإتباع شهوانه لا يعتذر بل يتمنى على الله أن بيعفو عنه ويعد نفسه بالكرم قال الغزالي وهذا غاية الجهل والحمق أورده الشيطان في غاية الدين قال الدميري قال العلماء فائدة هذا الحديث فيه تنبيه العبد على التيقظ للموت والاستعداد له بحسن الطاعة والخروج عن المظالم وقضاء الدين والوصية بماله وعليه (حم ت هـ ك) عن شدّاد بن أوس قال الشيخ حديث صحيح (الكيس من عمل لما بعد الموت والعاري) هو (العاري من الدين) بكسر الدال (اللهم لا عيش) يعتبر أو يدوم (إلا عيش الآخرة (هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره

(باب كان وهي من الشمائل الشريفة)

قال المؤلف في شرحه على الشمائل قال الحافظ أبو الفضل بن حجر الأحاديث التي فيها صفة النبي صلى الله عليه وسلم داخلة في قسم المرفوع بالاتفاق مع أنها ليست قولا له صلى الله عليه وسلم فلا فعلا ولا تقدير اهـ قال العلقمي وإلى أشار العلامة شمس الدين الكرماني حيث قال أعلم أن علم الحديث موضوعه هو ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث أنه رسول الله وحده هو علم يعرف به أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله وغايته هو الفوز بسعاد الدارين (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض مليحا مقصدا) بفتح الصاد المشدّدة أي مقتصدا أي ليس بجسيم ولا نحيف ولا طويل ولا قصير كما أن خلقه القصد من الأمور (م ت) في الشمائل النبوّية (عن أبي الطفيل)(كان أبيض كأنما صيغ من فضة) باعتبار ما كان يعلو بياضه من الإضاءة

ص: 37

ولمعان الأنوار فلا تدافع بينه وبين ما بعده من أنه كان مشربا بحمرة (رجل الشعر) بفتح الراء وكسر الجيم وفتحها وسكونها ثلاث لغات أي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة أي خالياً عن التكسر بل بينهما وفسر بما فيه تنن قليل قال القرطبي وكان شعره صلى الله عليه وسلم بأصل الخلقة مسرحا (ت) فيها عن أبي هريرة وإسناده صحيح (كان أبيض مشربا) بالتخفيف (بياضه بجرة) أي يخالط بياضه جرة كأنه سقى بها وكان أسود الحدقة) بالتحريك أي شديد سواد العين (اهدب) بالدال المهملة (الاشغار) جمع شغر بالضم ويفتح حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر أي طويل شعر الأجفان كثيرا (البيهقي في) كتاب (الدلائل عن عليّ)(كان أبيض مشربا) بسكون المعجمة (بجرة ضخم الهامة) بالتخفيف عظيم الرأس والهامة الرأس وعظمه ممدوح لأنه أعون على الإدراكات والكمالات (أغر) أي صبيحا (إبلج) الأبلج الحسن المشرق المضيء (أهدب الأشفار البيهقي) في الدلائل (عن علي) وفي جانبه علامة الصحة (كان أحسن الناس وجها) حتى من يوسف (وأحسنهم خلقا) قال المناوي بالضم فالأوّل إشارة إلى الحسن الحسي والثاني إلى المعنوي وقال العلقمي قال شيخنا قال القاضي ضبطناه هنا بفتح الخاء وسكون اللام لأن المراد صفات جسمه وأما ما في حديث أنس فرويناه بالضم لأنه إثما كان إلى الطول أقرب كما أفاده وصف الطويل بالبائن دون القصير بمقابله قال العلقمي وفي حديث عائشة لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا طالة رسول الله صلى الله عليه وسلم (ق) عن البراء بن عازب (كان أحسن البشر قدما) بفتحتين من الإنسان معروفة (ابن سعد) في طبقاته (عند عبد الله بن بريدة) تصغير بردوة (مرسلا) قال الشيخ حديث حسن (كان أحسن الناس خلقا) بالضم لحيازته جميع المحاسن والمكارم وتكاملها فيه وكمال الخلق ينشأ عن كمال العقل لأنه للذي تقتبس به الفضائل وتجنب الرذائل (م د) عن أنس بن مالك (كان أحسن الناس) صورة وسيرة (وأجود الناس) بكل ما ينفع (وأشجع الناس) قال النووي فيه بيان ما أكرمه الله تعالى به من جميل الصفات وأن هذه صفات كمال (ق ن هـ) عن أنس بن مالك (كان أحسن الناس صفات كمال (ق ن هـ) عن أنس بن مالك (كان أحسن الناس صفة وأجملها كان ربعة إلى الطول ما هو) يحتمل أن ما صلة أو صفة لمصدر محذوف والجار والمجرور متعلق أي هو يميل إلى الطول ميلا قليلا (بعيد) بفتح فكسر (ما بين المنكبين) أي عريض أعلى الظهر ويلزمه عرض الصدر وذلك علامة النجابة (أسيل الخدين) قال الشيخ بكسر المهملة وفي رواية سهل الخدين أي سائلهما ليس فيهما ارتفاع أو أراد أنهما قليلا اللحم رقيقا الجلد (شديد سواد الشعر كحل العينين) قال العلقمي قال في الدر كأصله الكحل بفتحتين سواد في أجفان العين خلقة قال المناوي وربما أشكل بأنه أشكل وسيأتي ردّ هذا

ص: 38

الأشكال (أهدب الأشفار إذا وطئ بقدمه بكلها ليس له اخمص) بفتح الميم أي غير معتدل (إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه سبيكة فضة وإذا ضحك يتلألأ) أي يلمع ويضيء ثغرة قال العلقمي تنبيه قال صاحبنا العلامة محمد بن يوسف الدمشقي ذكر كثير من المدّاح أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى على الصخر غاصت قدماء فيه ولا وجود لذلك في كتب الحديث البتة اهـ (البيهقي) في الدلائل (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن (كان أزهر اللون) قال العلقمي هو الأبيض المستنير المشرق وهو أحسن الألوان أي لبس بالشديد البياض (كان) بالتشديد (عرقه) بالتحريك ما يترشح من جلد الإنسان (اللؤلؤ) في الصفا والبياض (إذا مشى تكفا) بالهمز ودونه قال الأزهري معناه أنه يميل إلى سننه وقصد مشيه وقال في الدر تكفأ أي تمايل إلى قدّام بالتشديد كالسفينة في جريها قال المناوي أي يسرع كأنه يميل تارة إلى يمينه وأخرى إلى شماله (م) عن أنس بن مالك (كان أشدّ حياء) بالمد (من) حياء (العذراء) البكر (في خدرها) في محل الحال أي كائنة في خدرها بالكسر سترها الذي يجعل بجانب البيت والعذراء في الخلوة يشتدّ حياؤها أكثر مما تكون خارجة لكون الخلوة مظنة وقوع الفعل بها قال العلقمي والظاهران أن المراد تقييده بما إذا دخل عليها في خدرها حيث تكون منفردة فيه ومحل الحياء منه صلى الله عليه وسلم في غير حدود الله تعالى ولهذا قال للذي اعترف بالزنا انكتها (حم ق هـ) عن أبي سعيد الخدري (كان أصبر الناس على أقذار الناس) قال العلقمي لعل المراد ما يكون من فعلهم القبيح وفعلهم الشيء (ابن سعد بن إسماعيل ابن عياش) بشدة المثناة التحتية وشدين معجمة (مرسلاً) هو العبسي عالم الشام في عصره قال الشيخ حديث صحيح (كان أفلج الثنيتين) قال في النهاية أفلج بالتحريك فرجة ما بين الثنايا والرباعيات (إذا تكلم رئ) كقيل (كالنور يخرج من بين ثناياه) جمع ثنية وهي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم ثنتان من فوق وثنتان من تحت وحاصله يخرج كلامه من بين الثنايا الأربع شبيها بالنور (ت) في كتاب الشمائل (طب) والبيهقي عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح (كان حسن السبلة) بالتحريك مقدم اللحية وما انحدر منها على الصدر وقيل الشاري (طب) عن العداء قال الشيخ بفتح العين وشدّة الدال المهملتين والمدّ (ابن خالد) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان خاتم النبوّة في ظهره بضعة) بفتح الموحدة قطعة لحم (ناشزة) بمعجمتين أي مرتفعة (ت) فيها عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث صحيح (كان خاتمة غدة حمراء) أي تميل إلى حمرة فلا تدافع بينه وبين رواية أنه كان لون بدنه (مثل بيضة الحمامة) أي قدرا وصورة لا لوناً (ت) عن جابر بن سمرة قال الشيخ حديث صحيح (كان ربعة من القوم) بفتح الراء وسكون الموحدة أي مربوعاً والتأنيث باعتبار النفس (ليس بالطويل البائن) أي المفرط في الطول (ولا بالقصر) زاد البيهقي عن علي وهو إلى

ص: 39

الطول أقرب (أزهر اللون) مشرقة نيره (ليس بالأبيض الأمهق) أي الكريه البياض كالجص بل كان نير البياض ورواية أمهق ليس بأبيض مقلوبة (ولا بالآدم) المدّاى ولا بتشديد السمرة وإنما يخالف بياضه حمرة فالمراد بالسمرة في رواية كان أسمر حمرة يخالطها بياض والعرب قد تطلق على من كان كذلك أسمر (وليس) شعره (بالجعد) بفتح فسكون (القطط) بفتح القاف والطاء الأولى وتكسر أي الشديد الجعودة (ولا بالسبط) بفتح فكسر أو فكون المنبسط المسترسل الذي لا تكسر فيه فهو متوسط بين الجعودة والسبوطة (ق ت) عن أنس (كان شجع الذراعين) قال المناوي بشين معجمة في فموحدة مفتوحة فحاء مهملة عريضها ممتدها (بعيد ما بين المنكبين) المنكب بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر ثالثة مجتمع رأس العضد والكتف وبعيد ما بين المنكبين يدل على سعة الصدر والظهر قال المناوي وفي رواية بعيد ما بين المنكبين يدل على سعة الصدر والظهر قال المناوي وفي رواية بعيد بالتصغير تقليلا للبعد المذكور (أهدب أشفار العينين) أي طويلها وغزيرها (البيهقي) في دلائله (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن (كان شعره جون الجمة) بالضم (وفوق الوفرة) قال العلقمي الجمة من شعر الرأس ما سقط على المنكبين والوفرة شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن اهـ قال ابن حجر في شرحه على الشمائل هذه الرواية باعتبار الرتبة فقوله دون الجمة أي اقصر منها وقوله وفوق الوفرة أي أطول منها وفي رواية فوق الجمة دون الوفرة قال ابن حجر هذه الرواية باعتبار المحل فقوله فوق الجمة أي لم يصل لمحلها وهو المنكبان وقوله ودون الوفرة أي أنزل من محلها وهو شحمة الأذن (ت) في الشمائل (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان شبيه نحو عشرين بن شعرة) قال المناوي تمام الحديث بياضها في مقدمه ولا ينافيه رواية لا يزيد على عشر شعرات لأن المراد في عنفقته والزائد في صدغيه وجمع أيضا باختلاف الأزمان (ت) فيها (هـ) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح (كان ضخم الرأس) أي عظيمة كما في رواية (واليدين) أي الذراعين كما في رواية (والقدمين) قال المناوي يعني ما بين الكعب إلى الركبة اهـ يحتمل أنه سقط من قلمه أي الرجلين قبل يعني (خ) عن أنس بن مالك (كان ضليع الفم) بفتح الضاد المعجمة وبعين مهملة أي عظيمة أو واسعة والعرب تمدح بذلك أس لكونه في الذكر دون الأنثى وقيل ضليع الفم وقابله والمراد ذبول شفتيه ورقتها (أشكل العين) أي في بياض عينيه حمرة قال المناوي وذا يشكل بكونه ادعج ولم يظهر وجه الأشكال إذا لشكله حمرة في بياض العين والدعج شدّو سواد العين مع سعتها ومن المعلوم أن سواد العين لا يكون في بياضها (منهوس العقب) بإعجام السين وإهمالها أي قليل لحم العقب بفتح فكسر مؤخر لقدم (م ت) عن جابر بن سمرة (كان ضخم الهامة) أي كبير الرأس وكبرها يدل على الرزانة والوقار ووفور العقل (عظيم اللحية) أي كثير شعرها (البيهقي) في الدلائل (عن علي) قال الشيخ حديث صحيح (كان فخما) بفتح الفاء وسكون الخاء المعجمة أي عظيماً

ص: 40

في نفسه (مفخما) أي معظماً في الصدور والعيون عند كل من رآه (يتلألأ وجهه تلألأ القمر) أي يشرق ويضيء مأخوذ من اللؤلؤ (ليلة البدر) أي ليلة أربعة عشرة قال المناوي سمى بدر لأنه يسبق طلوعه مغيب الشمس (أطول من المربوع) عند إمعان التأمّل وربعة في بادي النظر فالأوّل بحسب الواقع والثاني بحسب الظاهر (وأقصر من المشذب) بميم مضمومة فشين فذال مشددة معجمتين مفتوحتين فباء موحدة وهو البائن الطول مع نحافة أي نقص في اللحم (عظيم الهامة رجل الشعر أن انفرقت عقيقته) بقافين على المشهور شعر الرأس سمى عقيقته تشيبها بشعر المولود قبل أن يحلق فإذا حلق ونبت ثانيا زال عنه اسم العقيقة وربما يسمى الشعر عقيقة بعد الحلق على الاستعارة ومنه هذا الحديث وروى عقيصة بقاف وصاد مهملة وهي اسم للشعر المعقوص قال العلقمي والمراد أن انفردت عقيقته من ذات نفسها وقال المناوي أي قبلت الفرق بسهولة (فرق) أي جعل شعره نصفين نصفا عن يمينه ونصفا عن يساره (وإلا فلا) أي وإلا تتفرق بنفسها فلا يفرقها بل يتركها (يجاوز شحمة أذنية إذا هو وفره) أي أعفاه من الفرق (أزهر اللون واسع الجبين) ما فوق الصدغ والصدغ ما بين العين إلا الأذن ولكل إنسان جبينان وهما جانبا الجبهة من يمين (ازج الحاجبين) الزحج دقة الحاجبين وسيوغهما إلى محاذاة آخر العين مع تقوس (سوابغ في غير قرن) قال العلقمي القرن بالتحريك اتصال شعر الحاجبين وقال المناوي يعني أن طرفي حاجبيه سبغاً أي طالا حتى كادا يلتقيان (بينهما) أي الحاجبين (عرق) بكسر فسكون (يدره الغضب) بضم أوله وكسر ثانيه وتشديد ثالثه أي يحركه ويظهره كان إذا غضب امتلأ ذلك العرق دما كامتلاء الضرع لبنا إذا أدر فيظهر ويرتفع (اقنى) بقاف ساكنة فنون مفتوحة (العرنين) بكسر العين وسكون الراء المهملتين وكسر النون الألف وقنوه طوله ودقة أرنبته مع ارتفاع في وسطه (له) أي للعرنين أو للنبي (نور يعلوه) يغلبه من حسنه وبهائه (يحسبه) بضم السين وكسرها (من لم يتأمله) يمعن النظر فيه (أسم) بفتح المعجمة وشدة الميم أي مرتفعا قصبة الألف (كث اللحية) بفتح الكاف وثاء مثلثة وكسر اللام أي كثير شعرها مع استدارة فلحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثيرة الشعر مستديرة غير طويلة (سهل الخدين) ليس فيهم نتوء ولا ارتفاع (ضليع الفم اشنب) بشين معجمة فنون فموحدة أي أبيض الأسنان مع بريق وتحديد فيها (مفلج الأسنان) أي مفرج ما بين الثنايا (دقيق) بالدال المهملة وروى بالراء (المسربة) بفتح الميم وسكون المهملة وضم الراء وفتح الباء الموحدة ما دق من شعر الصدر كالخيط سائلا إلى السرة (كان) بالتشديد (عنقه) بضم العين والنون وقد تسكن (جيد) بكسر الجيم وسكون المثناة التحتية أي عنق (دمية) بضم الدال المهملة وإسكان الميم وتحتية مفتوحة الصورة المنقوشة من نحو رخام أوعاج ولما كان هذا التشبيه يوهم أنه تشبيه

ص: 41

لبياضها أيضا رفع ذلك بقوله (في صفاء الفضة) أي نير مشرق مضيء (معتدل الخلق) أي متناسب الأعضاء والأطراف أي لا تكون متباينة في الدقة والغلظ والطول والقصر (بادنا) ضخم البدن ولما كان إطلاق البادن يوهم الإفراط في السمن قال (متماسكا) يمسك بعضه بعضا فليس هو بمسترخ (سواء البطن والصدر) يعني أن بطنه غير خارج فهو مسا ولصدره (عريض الصدر) واسعه (بعيد ما بين المنكبين) وذلك يدل على سعة الصدر والظهر (ضخم الكراديس) قال في النهاية هي رؤس العظام واحدها كردوس وقيل هي ملتفى كل عظمين ضخمين كاركبتين والمنكبين والمرفقين أراد به ضخم الأعضاء (أنور المتجرد) بجيم وراء مشددة مفتوحتين ما كشف عنه الثوب من البدن يعني أنه كان مشرق الجسد نيير اللون فوضع الأنور موضع النير والمراد أن كل جزء كشف من بدنه صلى الله عليه وسلم كان نيرا (موصول ما بين اللبة) بفتح اللام وتشديد الموحدة المفتوحة المنحر وهي المتطامن الذي فوق الصدر وأسفل الحلق الترقوتين وفيه تنحر الإبل (والسرة بشعر يجري) يمتد شبهه يجريان الماء وهو امتداد في سيلانه (كالخط) الطريق المستطيلة الشيء وروى كالخيط والتشبيه بالخط أبلغ (عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك) ليس عليهما شعر سوى المسربة المتقدم ذكرها الذي جعله جاريا كالخط (أشعر) أي كثير شعر (الذراعين) تثنية ذراع ما بين مفصل الكف والمرفق (والمنكبين وأعالي الصدر) أي كان على هذه الثلاثة شعر غزير (طويل الزندين) بفتح الزاي قال العلقمي عظم الذراعين زاد المناوي تثنية زند كفلس وهو ما انحسر عنه اللحم من الذراع (رحب الراحة) قال العلقمي أي واسع الكف وقال في النهاية يكنون ذلك عن السخاء والكرم (سبط) بفتح السين المهملة وسكون الباء وكسرها وحكى الفتح أيضا وبالطاء المهملة (القصب) بقاف فصاد مهملة فموحدة جمع قصبة وهي كل عظم أجوف فيه مخ أي ممتدها أس ليس في ذراعيه وساقيه وفخذيه نتو ولا تعقد (شنن الكفين والقدمين) بشين معجمة فثاء مثلثة فنون هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر ويجد ذلك في الرجال ويذم في النساء (سائل الأطراف) بسين مهملة وآخره لام من السيلان ورواه بعضهم بالنون بدل اللام قال ابن الأنباري وهما بمعنى ورواه بعضهم بالراء من السير أي ممتدها طويلها ليست منعقدة ولا منقبضة (خمصان) قال العلقمي ضبطه بعضهم بضم المعجمة وبعضهم بفتحها (إلا خمصين) بفتح الميم قال في النهاية الأخمص من المقدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء والخصمان المبالغ منه أي أن ذلك الموضع الذي من أسفل قدميه شديد التجافي عن الأرض لكن المراد كما قال ابن الأعرابي أن أخمصه صلى الله عليه وسلم معتدل الخمص (مسيح القدمين) بميم مفتوحة فسين مهملة مسكورة فمثناة تحتية ساكنة فعاء مهملة أملسهما مستويهما لينهما بلا تسكر ولا تشقق جلد بحيث (ينبوعهما الماء

ص: 42

أي يسيل ويمر سريعا عليهما لملاستهما يقال نبا الشيء ينبو ذا إذا تباعد (إذا زال تعلقا) أي إذا ذهب وفارق مكانه رفع رجليه رفعا ثابتا متداركاً أحدهما بالأخرى مشية أهل الجلادة (ويخطو تكفيا) أي يميل إلى قدام (ويمشي هونا) بفتح الهاء وسكون الواو أي في لين ورفق غير مختال ولا معجب (ذريع) كسريع وزنا ومعنى (المشية) بكسر الميم أي سريعها ولا تنافي بينه وبين ما قبله لأن معناه أنه كان مع تثبته في المشي يتابع بين الخطوات ويوسعها فيسبق غيره (إذا مشى كإنما ينحط من صبب) بفتح الصاد المهملة والباء الموحدة الموضع المنحدر من الأرض وذلك دليل على شرعة مشيه (وإذا التفت التفت جميعا) قال العلقمي أي أنه لا يسارق النظر وقيل لا يلوى عنقه يمنة ويسرة إذا نظر إلى الشيء وإنما يفعل ذلك الطائش الخفيف ولكن كان يقبل جميعا ويدبر جميعا قاله في النهاية (خافض الطرف) أي البصر يعني إذا نظر إلى شيء خفض بصره (نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء) قال المناوي لأنع كان دائم المراقبة متواصل الفكر ونظره إليها ربما فرق فكره (جل نظره) بضم الجيم معظمه (الملاحظة) مفاعلة من اللحظ أي النظر بشق العين مما يلي الصدغ (يسوق أصحابه) أي يقدمهم أمامه ويمشي خلفهم كأنه يسوقهم (ويبدأ من لقيه بالسلام) حتى الأطفال (ت) في الشمائل النبوية (طب هب) عن هند بن أبي هالة وكان وصافا لحلية النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده حسن (كان في ساقيه حوشة) الحموشة بفتح الحاء المهملة وشين معجمة الدقة (ت ك) عن جابر بن سمرة وهو حديث حسن (كان في كلامه ترتيل) أي تأن وتمهل مع تبين الحروف والحركات وبحيث يتمكن السامع من عدها (أو ترسيل) عطف تفسير أوشك من الراوي (د) عن جابر بن عبد الله (كان كثير العرق) بالتحريك رشح البدن وكانت أم سليم تجمعه فتجعله في الطيب لطيب ريحه (م) عن أنس (كان كثير شعر اللحية) غزيرها مستديرها (م) عن جابر بن سمرة (كان كلامه كلاما فصلا) أي بينا ظاهرا يفصل بين الحق والباطل قال ابن رسلان والفصيح في اللغة المنطلق اللسان في القول الذي يعرف جيد الكلام من ردئيه ويحتمل أن يكون المعنى فيه أنه كان يفصل في كلامه بين كل حرفين ليبين الحروف أو بين كل كلمتين ليبين الكلام بحيث (يفهمه كل من سمعه) قال المناوي من العرب وغيرهم لظهوره (د) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان وجهه مثل الشمس والقمر) أي مثل الشمس في الإضاءة والقمر في الحسن والملاحة وإنما قال جابر وكان مستديرا ردّا على من قال كان وجهه مثل السيف فأراد أن يزيل ما توهمه القائل من معنى الطول الذي في السيف إلى معنى الاستدارة التي في القمر وصرح بهذا وإن علم بالتشبيه بالقمر لمزيد الرد والتأكيد لئلا يتوهم أن التشبيه بالقمر في الحسن لا في الاستدارة (م) عن جابر بن سمرة (كان أبغض الخلق) بالنصب أي أعمال الخلق (إليه الكذب) لما يترتب عليه من المفاسد فإن خلا عن المفسدة وترتب

ص: 43

عليه مصلحة جاز (هب) عن عائشة بإسناد حسن (كان أحب الألوان إليه) قال المناوي من الثياب وغيرها (الخضرة) لأنها من إلباس الجنة وبه أخذ بعضه ففضل الأخضر على غيره وقال جمع الأبيض أفضل لخبر خير ثيابكم البياض فالأصفر فالأخضر فالا كهب فالأزرق فالأسود (طس) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس وإسناده ضعيف (كان أحب التمر إليه العجوة) قبل عجوة المدينة وقيل مطلقا (أبو نعيم عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الثياب إليه القميص) أي كانت نفسه تميل إلى لبسه أكثر من غيره من نحو رداء أو أزار لأنه استر منهما ولأنهما يحتاجان إلى الربط والإمساك بخلاف القميص لأنه يستر عورته ويباشر جسمه بخلاف ما يلبس فوقه من الدثار (د ت ك) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الثياب إليه الحبرة) قال الطيبي والحبرة خبر كان بوزن عنبة برديماني ذو ألوان من التحبير وهو التزيين والتحسين قال ابن رسلان إنما كانت الحبرة أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ليس فيها كثرة زينة ولأنها أكثر احتمالا للوسخ من غيرها (ق د ن) عن أنس (كان أحب الدين) بالكسر يعني التعبد (إليه ما داوم عليه صاحبه) وإن قل ذلك العمل (خ هـ) عن عائشة (كان أحب الرياحين) جمع ريحان كل نبت طيب الريح (إليه الفاغية) هي نور الحناء (طس هب) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشاة إليه مقدمها) لكونها أقرب إلى المرعى وأبعد عن الأذى وأخف على المعدة وأسرع انهضاما (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (هق) عن مجاهد مرسلا قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشراب إليه الحلو البارد) أي الماء العذب قال الشيخ وفي لفظ الماء البارد (حم ت ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشراب إليه اللبن) لكثرة منافعه ولكونه يجزي عن الطعام والشراب (أبو نعيم في الطب عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الشراب إليه العسل) أي الممزوج بالماء كما قيد به في رواية (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن عائشة)(كان أحب الشهور إليه أن يصومه) المصدر محله نصب على التميز أي أحب الشهور إليه صوما (شعبان) قال المناوي أخذ من هذا الحديث أن أفضل الصوم بعد رمضان شعبان اهـ قال العلقمي وقوله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد رمضان المحرم محمول على التطوع المطلق وكذا قوله أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليلة إنما أريد به تفضيل قيام الليل على التطوع المطلق دون السنن الرواتب قبل الفرض وبعده فكذلك ما كان قبل رمضان أو بعده من شوال تشبيها له بالسنن والرواتب (د) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الصباغ إليه الخل) قال المناوي أي أحب المصبوغ إليه ما صبغ بالخل والخل إذا أضيف إليه نحو نحاس صبغ أخضر أو نحو حديد صبغ أسودا هو قال الشيخ والمراد أحب إلا دام وآثره بذلك لصبغة اللقمة

ص: 44

ويؤيد ما قاله الشيخ كون الحديث مخرجا في كتب الطب (أبو نعيم) في الطب (عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان أحب الصبغ إليه الصفرة) قال الشيخ أي الخضاب بها في الشعر من الرأس وغيره (طب) عن عبد الله (ابن أبي أوفى) قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الطعام إليه الثريد من الخبز) تقدّم الكلام عليه (والثريد من الحيس) الحيس طعام يتخذ من تمر واقط وسمن وقال ابن رسلان وصفته أن يؤخذ التمر أو العجوة فينزع منه النوى ويعجن بالسمن أو نحوه ثم يدلك باليد حتى يبقى كالثريد وربما جعل معه سويق (دك) عن ابن عباس وإسناده صحيح (كان أحب العراق إليه) قال المناوي بضم العين جمع عرق بالسكون العظم إذا أخذ عنه اللحم اهـ وعبارة القاموس العرق العظم بلحمه فإذا أكل لحمه فعراق أو كلاهما لكليهما (ذراع الشاة) بالإفراد وفي نسخة شرح عليها المناوي بالتثنية وذلك لأنها أحسن نضجا وأيسرتنا ولا وأسرع هضما (حم د) وابن السني وأبو نعيم عن ابن مسعود بإسناد صحيح (كان أحب العمل إليه ما داوم عليه وإن قل) لأن المداومة توجب ألفة النفس للعبادة فيدوم الثواب (ق ن) عن عائشة وأم سلمة قال الشيخ حديث صحيح (كان أحب الفاكهة إليه الرطب والبطيخ) بكسر الموحدة وكان يأكل هذا بهذا دفعا لضرر كل منهما واصلا حاله بالآخر (عد) عن عن عائشة النوقاني في كتاب ما جاء في فضل (البطيخ عن أبي هريرة)(كان أحب اللحم إليه الكتف) لما تقدّم في الذراع المتصلة بها (أبو نعيم) في الطب (عن ابن عباس)(كان أحب ما استتر به لحاجته) أي لقضائها (هدف) بفتح الهاء والدال ما ارتفع من الأرض (أو حائش نخل) بحاء مهملة وشين معجمة نخل مجتمع ملتف كانه لالتفاف يحوش بعضه بعضا ولا يشكل على هذا كراهة قضاء الحاجة تحت الشجر الذي من شأنه أن يثمر لأنه فضلانه صلى الله عليه وسلم كانت طاهرة ويحتمل غير ذلك (حم م د هـ) عن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين (كان أخف) قال المناوي لفظ رواية مسلم من أخلف (الناس صلاة) إذا صلى إماما لا منفردا (في تمام) الأركان والسنن (م ت ن) عن أنس (كان أخف الناس صلاة على الناس) يعني المقتدين به (وأطول الناس صلاة لنفسه (حم ن) عن أبي واقد العلقمي بجانبه علامة الصحة (كان إذا أتى مريضا) عائدا له (أو أتى به) إليه قال المناوي شك من الراوي (قال) في دعائه له (اذهب) بفتح الهمزة (البأس) قال المناوي بغير همزة للمؤاخاة واصلة الهمز أي الشدّة أو المرض (رب الناس) وغيرهم (أشف) بحذف المفعول كما في كثير من النسخ وفي نسخة شرح عليها المناوي ذكره فإنه قال والضمير للعليل (وأنت) قال المناوي وفي رواية حذف الواو (الشافي) قال المناوي أخذ منه جواز تسميته تعالى بما ليس في القرآن بشرط أن لا يوهم نقصا (لا شفاء) بالمدّ والفتح والخبر محذوف تقديره لنا أوله (إلا شفاؤك) بالرفع بدل من محل لا شفاء (شفاء) مصدر منصوب بقوله أشف (لا يغادر) بغين معجمة يترك

ص: 45

(سقما) بضم فسكون وبفتحتين وفائدة التقييد بذلك أنه قد يحصل الشفاء من ذبك المرض فيخلفه مرض آخر وكان يدعو له بالشفاء المطلق لا بمطلق الشفاء وقد استشكل الدعاء للمريض بالشفاء مع ما في المرض من كفارة وثاوب كما تظافرت الأحاديث بذلك والجواب أن الدعاء عبادة ولا ينافي الثواب والكفارة لأنهما يحصلان بأوّل المرض وبالصبر عليه والداعي بين حسنين أما إن يحصل له مقصوده أو يعوض عنه بجلب نفع أو دفع ضرر وكل ذلك من فضل الله سبحانه وتعالى (ق هـ) عن عائشة (كان إذا أتى باب قوم) بنحو زيارة (لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه) كراهة أن يقع النظر على ما لا يردا مشفه مما هو داخل البيت (ولكن) يستقبله (من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام عليكم السلام عليكم) قال المناوي أي يكرر ذلك ثلاثا أو مرتين عن يمينه وشماله وذلك لأن الدور يومئذ لم يكن لها ستور (حم د) عن عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة وإسناد حسن (كان إذا أتاه الفئ) بالهمز (قسمه) بين مستحقيه (في يومه) أي يوم وصوله إليه (فأعطى الآهل) بالمدّ أي الذي له أهل زوجة أو زوجات (خطين) نصيبين نصيب له وآخر لزوجته وزوجاته (وأعطى العزب) الذي لا زوجة له ويقال في لغة رديئة أعزب (حظا) واحد الآن المتزوج أكثر حاجة هذا ما في شرح المناوي ويؤخذ من التعليل ما عليه الشافعية من أن كل واحد يعطي قدر كفايته وكفاية من يكون من ولد وزوجة وعبد وخصوا ذلك بمن أرصد للقتال وفيه مبادرة الإمام إلى القسمة ليصل كل واحد إلى حقه ولا يجوز التأخير إلا لعذر (دك) عن عوف بن مالك (كان إذا أتاه رجل فرأى في وجهه بشرا) بكسر فسكون طلاقة وجه وإمارة سرور (أخذ بيده) إيناساً له (ابن سعد) في الطبقات (عن عكرمة مرسلا) قال المناوي هو مولى ابن عباس (كان إذا أتاه الرجل وله اسم لا يحبه حوّله) بالتشديد أي نقله إلى ما يحبه لأنه كان يحب الفال الحسن (ابن منده عن عقبة بن عبد) السلمي (كان إذا أتاه قوم بصدقتهم) أي بزكاة أموالهم (قال) امتثالا لقول ربه له وصل عليهم (اللهم صلى على آل فلان) قال العلقمي في رواية على فلان وفي رواية على آل أبي أوفى يريد أبا أو في نفسه لأن الآل يطلق على ذات الشيء كقوله في قصة أبى موسى لقد أوتى مزمارا من مزامير آل داود وقال المناوي أي زك أموالهم التي بذلوا زكاتها واجعلها لهم طهورا واخلف عليهم (حم ق د ن هـ) عن عبد الله بن أبي وفي علقة بن الحارث (كان إذا أتاه الأمر يسره قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وإذا أتاه الأمر يكرهه قال الحمد لله على كل حال) لأنه لم يأت بالمكره إلا لخير علمه لعبده وأراد له ابن السني في عمل يوم وليلة (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن (كان إذا أتى بطعام) زاد في رواية أحمد من غير أهله (سال عنه) ممن أتى به (لهدية أم صدقة) بالرفع أي أهذا هدية أم صدقة أي عينو إلى أحد الأمرين (فإن قيل) هو (صدقة قال لأصحابه) أي من حضر منهم (كلوا ولم يأكل)

ص: 46

لأن الصدقة حرام عليه (وإن قيل هو هدية ضرب بيده) أي شرع في الأكل مسرعا ومثله ضرب في الأكل إذا أسرع في السير (فأكل معهم) وذلك لأن الهدية يقصد فيها إكرام المهدي إليه والصدقة لم يقصد بها ثواب الآخرة ففيها نوع ذل للآخذ (ق ن) عن أبي هريرة (كان إذا أتى) بالبناء المفعول (بالسبي) النهب (أعطى أهل البيت) المسببين والمراد أعطى أقارب الذين سبوا (جميعا) لمن شاء (كراهة أن يفرق بينهم) لما جبل عليه من الرأفة والشفقة فيستحب للإمام ولكن من ولى أمر السبي وغيره أن يجمع شملهم ولا يفرقهم (حم هـ) عن ابن مسعود بإسناد صحيح (كان إذا أتى بلبن قال بركة) أي هو بركة وكان صلى الله عليه وسلم تارة يشر له صرفاً وتارة يمزجه بماء (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أتى بطعام أكل مما يليه) قال المناوي تعليما لأمته آداب الأكل فالأكل مما يلي الغير مكروه لما فيه من الشره وإيذاء من أكل معه (وإذا أتى بالتمر جالت) بالجيم (يده) أي دارت في جهاته وجوانبه فيتناول منه ما شاء (خط) عن عائشة وهو حديث ضعيف (كان إذا أتى بباكورة التمرة) أي أول ما يصلح للأكل منها (وضعها على عينيه ثم على شفتيه وقال) في دعائه (اللهم كما أريتنا أوله فأرنا آخره) ذكره على إرادة النوع أو الشيء المأكول (ثم يعطيه من يكون عنده من الصبيان) لكونهم أرغب فيه (ابن السني عن أبي هريرة (طب) عن ابن عباس لحكيم) في نوادره (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أتى بمدهن الطيب لعق منه) بكسر العين (ثم أدهن) قال المناوي والمدهن بضم الميم والهاء ما يجعل فيه الدهن والدهن بالضم ما يدهن به نحو زيت لكن المراد هنا الدهن المطيب (ابن عساكر عن سالم) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أحد فقهاء التابعين (والقاسم بن محمد مرسلا) من طريقين قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أتى بأمر قد شهد بدرا) أي غزوة بدر التي أعز الله بها الإسلام (والشجرة) أي والمبايعة التي كانت تحت الشجرة والمراد أتوا به ميتا للصلاة عليه (كبر عليه تسعا) أي افتتح الصلاة عليه بتسع تكبيرات لأن لمن شهد هاتين فضلا على غيره (وإذا أتى به قد شهد بدراً ولم يشهد الشجرة أو شهد الشجرة ولم يشهد بدرا كبر عليه سبعا وإذا أتى به لم يشهد بدرا ولا الشجرة كبر عليه أربعاً) قال المناوي قالوا وذا منسوخ لخبر آخر جنازة صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم كبر أربعا وانعقد عليه الإجماع (ابن عساكر عن جابر) وهو حديث ضعيف (كان إذا اجتلى النساء) قال المناوي أن كسف عنهن لإرادة جماعهن (اقعى وقبل) أي قعد على إليتيه ناصباً فخذيه (ابن سعد عن أبي أسيد الساعدي) قال الشيخ يحتمل أن بعض نساء صلى الله عليه وسلم ذكره له فهو مرسل صحابي (كان إذا اجتهد في اليمين قال لا والذي نفس أبى القاسم) أي ذاته وجملته (بيده) أي بقدرته وتدبيره (حم) عن أبي سعيد وإسناده صحيح (كان إذا أخذ مضجعه) بفتح الميم والجيم أي أراد النوم

ص: 47

في كل ضجوعه أي وضع فيه جنبه بالأرض (جعل يده اليمنى تحت خده الأيمن) وقال الذكر الوارد (طب) عن حفصة أم المؤمنين وإسناد صحيح (كان إذا أخذ ومضجعه من الليل) من للتبعيض أو بمعنى في (وضع يده) يعنى اليمنى (تحت خده) الأيمن (ثم يقول باسمك اللهم) أي يذكر اسمك (أحيا) قال الشيخ بالبناء للفاعل (وباسمك أموت) أي وعليه أموت (وإذا استيقظ) من نومه (قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) أي أيقظنا بعد ما أماتنا (وإليه النشور) من القبور للجزء (حم م ن) عن البراء بن عازب (حم خ 4) عن حذيفة بن اليمان (جم ق) عن أبي ذر الغفاري (كان إذا أخذ مضجعه من الليل قال بسم الله) وفي رواية باسمك اللهم (وضعت جنبي اللهم اغرف لي ذنبي وأخس شيطاني) بوصل الهمزة أي اجعله خاسئا أي مطرود (وفك رهاني) خلصني من عقال ما اقترفت نفسي من الأعمال التي لا ترتضيها بالعفو عنه فالمراد بالرهان نفس الإنسان لأنها مرهونة بعملها (وثقل ميزاني) يوم توزن الأعمال (واجعلن في الندى) بفتح فكسر القوم المجتمعون في مجلس ومنه النادي لمكان الاجتماع أي الملأ (الأعلى) من الملائكة (دك) عن أبي هريرة وإسناده حسن (كان إذا أخذ مضجعه) من الليل (قرأ قل يا أيها الكافرون حتى يختمها) ثم ينام على خاتمها لأنها براءة من الشرك (طب) عن عياد بالفتح والتشديد (أبن اخضر) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان إذا أخذ أهله الوعك) الحمى اوالمها (ثم أمرهم فحسوا) أي فشربوا (وكان يقول أنه ليرتو) بفتح المثناة التحتية وزاء ساكنة فمثناة فوقية أي يشدّ ويقوى (فؤاد الحزين) قلبه (ويسر) قال العلقمي بسين مهملة وراء (عن فؤاد القسيم) أي يكشف عن فؤاده الألم ويزيله (كما تسر أحدا كن الوسخ بالماء عن وجهها) أي تكشفه عن فؤاده الألم ويزيله (كما تسر أحدا كن الوسخ بالماء عن وجهها) أي تكشفه وتزبله وقال ابن القيم هذا ماء الشعير المغلي (ت هـ) عن عائشة بإسناد صحيح (كان إذا أدهن) أي أراد أن يدهن (صب) الدهن (في راحته اليسرة فبدابحا جيبه) فدهنهما (ثم عينيه ثم رأسه) قال المناوي وفي رواية كان إذا دهن لحيته بدا بالعينين (الشيرازي في الألقاب عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره (كان إذا أراد الحاجة) أي القعود لبول أو غائط (لم يرفع ثوبه) أي لم يتم رفعه (حتى يدنو من الأرض) فيندب رفعه سيئا فشيئا محافظة على الستر ما لم يخف تنجس ثوبه وإلا رفعه بقدر حاجته (د ت) عن أنس بن مالك (وعن ابن عمر) بن الخطاب (طس) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أراد الحاجة) بالصحراء وهناك غيره (أبعد) بحيث لا يسمع لخارجه صوت ولا يشم له ريح (هـ) عن بلال بن الحارث المزني (حم ن هـ) عن عبد الرحمن بن أبي فراد بضم الفاء وشدة الراء بضبط المؤلف السلمي وإسناده حسن (كان إذا أراد أن يبول فأتى عزازاً من الأرض) بفتح الغين المهملة والزاي ما صلب واشتد منها (أخذ عود افنكت به في الأرض حتى يثير من التراب ثم يبول فيه ليأمن

ص: 48

عود الرشاش عليه فيندب فعله لمن بال بمحل صلب (د) في مراسيله والحارث بن أبي أسامة (عن طلحة أبي قنان مرسلا) قال الشيخ وفي التقريب قنان بفتح القاف والنون وهو حديث حسن (كان إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه) أي ذكره (وتوضأ للصلاة) أي كوضوئه للصلاة وليس المعنى أنه توضأ لأداء الصلاة وإنما المراد أنه توضأ وضواً شرعياً لا لغوياً (ق د ن) عن عائشة (كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوأه للصلاة وإذا أراد أن يأكل أو يشرب وهو جنب غسل يديه) وورد أنه كان يتوضأ أيضا عند إرادة الأكل وقيس بالأكل الشرب وكالجنب في ذلك الحائض والنفسا إذا نقطع دمهما (ثم يأكل ويشرب) قال المناوي لأن أكل الجنب بدون ذلك يورث الفقر (د ن هـ) عن عائشة وإسناده صحيح (كان إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه وهي حائض أمرها أن تنزر) بتشديد المثناة وفي رواية تأتزر بهمزة ساكنة وهي أفصح أي تستر ما بين سرتها وركبتها بالإزار (ثم يباشرها) أي يضاجعها ويمس بشرتها وتمس بشرته فالمراد بالمباشرة هنا التقاء البشرتين لا الجماع فعل ذلك تشريعاً لأمته فالاستمتاع بما بين سرة لحائض وركبتها بلا حائل حرام على الأصح عند الشافعية (خد) عن ميمونة زوجته صلى الله عليه وسلم (كان إذا أراد من الحائض شيئاً) يعني مباشرة فيما دون الفرج (التي على فرجها ثوباً) ظاهره أن الاستمتاع المحرم إنما هو بالفرج فقط وهو قول للشافعي وهو مذهب الحنابلة (د) عن بعض أمهات المؤمنين (كان إذا أراد سفرا) لنحو غزو (اقرع بين نسائه فآيتهن) بتاء التأنيث وفي رواية فأيهن بغير تاء أي أية امرأة (خرج سهما خرج بها معه) فيه مشروعية القرعة والرد على من منع منها (ت د هـ) عن عائشة (كان إذا أراد أن يحرم يتطيب بأطيب ما يجد) قال العلقمي فيه دلالة على استحباب الطيب عند أرادة الإحرام وأن يكون بأطيب الطيب وأنه لا بأس باستدامته ولا ببقاء وبيض المسك وهو بريقه ولمعانه بعد الإحرام وإنما يحرم ابتداؤه في الإحرام وهذا مذهبنا وبه قال خلائق من الصحابة والتابعين وجماهير المحدثين والفقهاء وقال آخرون بمنعه منهم الزهري ومالك ومحمد بن الحسن وحكى عن جماعة من الصحابة والتابعين (حم) عن عائشة (كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة) بسكون الحاء وقد تفتح قال العلقمي التحفة طرفة الفاكهة وتستعمل في غيرها وقال في المصباح التحفة ما أتحفت به غيرك (سقاه من ماء زمزم) لجموم فضائله وعموم فوائده (حل) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (كان إذا أراد أن يدعو على أحد) وهو في صلاته (أو يدعو لأحد) فيها (قنت) بالقنوت المشهور عنه (بعد الركوع) قال العلقمي تمسك بمفهومه من قال إن القنوت قبل الركوع قال وإنما يكون بعد الركوع عند إرادة الدعاء على قوم أو لقوم وتعقب باحتمال أن مفهومه أن القنوت لم يقع إلا في هذه الحالة ويؤيده ما أخرجه ابن خزيمة بسند صحيح عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا لقوم أودعا على

ص: 49

قوم (خ) عن أبي هريرة (كان إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه) قال المناوي أن انقطع فيه وخلى بنفسه بعد صلاة الصبح لا أن ذلك وقت ابتداء اعتكافه بل كان يعتكف من الغروب ليلة الحادي والعشرين (د ت) عن عائشة وإسناده حسن (كان إذا أراد أن يستودع الجيش قال استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم) استحفظ الله هذه الأمور لأن السفر من شأنه المشقة فيكون سببا لإهمال بعض أمور الدين (دك) عن عبد الله ابن يزيد الخطمى وإسناده صحيح (كان إذا أراد غزوة وارى) بتسهيل الهمزة (بغيرها) أي ستر تلك الغزوة بغيرها وعرض بغزو وغيرها فالتورية أن تطلق لفظا ظاهرا في معنى وتريد به معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ لكن خلاف ظاهره (د) عن كعب بن مالك قال الشيخ حديث صحيح (كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده) وفي رواية رأسه (ثم يقول اللهم قني عذابك) أي أجرني من عذابك من نار جهنم وغيرها (يوم تبعث) وفي رواية تجمع (عبادك) أي من القبور إلى المحشر للحساب يقول ذلك (ثلاث مرات (د) عن حفصة أم المؤمنين قال الشيخ حديث حسن (كان إذا أراد أمرا) أي فعل أمر (قال اللهم خر لي واختر لي) أصلح الأمرين واجعل لي الخيرة فيه (ت) عن أبي بكر وإسناده ضعيف (كان إذا أراد سفرا قال) عند خروجه له (اللهم بك أصول) أي أسطو وأحمل على العدو (وبك أحول) أي أتحول وقيل احتال وقيل ادفع وامنع (وبك أسير) إلى العدوّ فانصرني عليه (حم) هن علي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان إذا أراد أن يزوج امرأة من نسائه) أي من أقاربه (يأتيها من وراء الحجاب فيقول لها يا بنية) بالتصغير (أن فلانا قد خطبك فإن كرهتيه) بإثبات الياء في كثير من النسخ وهو لغة (فقولي لا فإن هلا يستحي أحد أن يقول لا وأن أحببت فإن سكوتك إقرار) زاد في رواية فإن حركت الخدر لم يزوّجها وإلا أنكحها (طب) عن عمر بإسناد حسن (كان إذا أستجدّ ثوبا) أي لبس ثوبا جديدا (سماه باسمه قميصا) أي سواء كان قميصا (أو عمامة أو رداء) رزقني الله هذه العمامة (ثم يقول اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه أسألك من خيره وخير ما صنع له) أي استعماله في طاعة الله وعبادته (وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له) أي استعماله في المعاصي قال العلقمي لفظ الترمذي خيره بإسقاط من التبعيضية وفيه دليل على استحباب افتتاح الدعاء بالحمد لله والثناء عليه (حم د ت ك) عن أبي سعيد وإسناده صحيح (كان إذا استجدّ ثوبا لبسه يوم الجمعة) لكونه أفضل أيام الأسبوع فتعود بركته على الثوب ولبسه (خط) عن أنس بإسناد ضعيف (كان إذ استراث الخبر) أي استبطاه قال في المصباح راث رثيا من باب باع أبطأ (تمثل ببيت طرفة) بن عبد وهو قوله (ويأتيك الأخبار من لم تزود) وأوله ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلا (حم) عن عائشة وإسناده صحيح (كان إذا استسقى) أي طلب الغيث عند الحاجة (قال اللهم اسق عبادك وبهائمك) جمع بهيمة وهي كل ذات أربع (وانشر رحمتك)

ص: 50

أي ابسط بركات غيثك ومنافعه على عبادك (واحي بلدك الميت) يريد بعض البلاد التي لا غيث فيها فسماه ميتًا على الاستعارة (د) عن عمرو بن العاص وإسناده حسن

(كان إذا استسقى قال اللهم أنزل في أرضنا بركتها وزينتها) أي نباتها الذي يزينها (وسكنها) بفتح السين والكاف أي غياث أهلها الذي تسكن إليهم نفوسهم (وارزقنا وأنت خير الرازقين) فيندب قول ذلك في الاستسقاء (أبو عوانة) في صحيحه (طب) عن سمرة قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا استفتح الصلاة قال) بعد التحريمة (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك) الاسم هنا صلة (وتعالى جدك) أي علا جلالك وعظمتك (ولا إله غيرك) ثم يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه وتفحه ونفثه (د ت هـ ك) عن عائشة (ق هـ ك) عن أبي سعيد (طب) عن ابن مسعود وعن وائلة قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا استلم الركن) اليماني (قبله ووضع خده الأيمن عليه) قال المناوي ومن ثم ندب جمع من الأئمة ذلك لكن مذهب الأئمة الأربعة أنه يستلمه ويقبل يده ولا يقبله (هق) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا استن) أي تسوك من السن وهو إمرار شيء فيه خشونة على آخر (أعطى السواك الأكبر) أي ناوله بعد تسوكه به إلى أكبر الحاضرين لأنه توقير له قال الشيخ وهذا يشعر بجواز دفع السواك للغير لكن ينبغي حمله على جواز بكراهة في شأن غير الشارع على أنه كان يفعل مثل ذلك لبيان الجواز فلا ينافي حينئذ كراهة الاستياك بسواك الغير (وإذا شرب أعطى الذي عن يمينه) ولو مفضولاً صغيرًا كما مر (الحكيم) في نوادره (عن عبد الله بن كعب) بن مالك السلمي قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة) أي بصلاة الظهر يعني صلاها في أول وقتها (وإذا اشتد الحر برد بالصلاة) أي دخل بها في البرد بأن يؤخرها إلى أن يصير للحيطان ظل فيه يمشي منه قاصد الجماعة (خ) عن أنس

(كان إذا اشتد الريح الشمأل) بسكون الميم مقابل الجنوب (قال اللهم إني أعوذ بك بشر ما أرسلت فيها) وفي رواية من شر ما أرسلت به لأنها قد تبعث عذابًا على قوم فتعوذ منه ابن السني (طب) عن عثمان بن أبي العاص وإسناده حسن

(كان إذا اشتدت الريح قال اللهم) اجعلها (لقحا) بفتح اللام والقاف أي حاملاً للماء كاللقحة من الإبل (لا عقيمًا) أي ولا تجعلها لا ماء فيها كالعقيم من الحيوان الذي لا ولد له قال تعالى وأرسلنا الرياح لو أقح أي حوامل شبه الريح التي جاءت بخير من إنشاء سحاب ماطر بالحامل كما شبه ما لا يكون كذلك بالعقيم (حب ك) عن سلمة بن الأكوع وإسناده صحيح

(كان إذا اشتكى) أي مرض (نفث) بمثلثة أي أخرج الريح من فمه مع شيء من ريقه (على نفسه بالمعوذات) بشدة الواو أي المعوذتين وسورة الإخلاص ففيه تغليب أي قرأها ونفث الريح على نفسه (ومسح عنه بيده) قال الشيخ أي الأذى أي أزاله وقال المناوي أي مسح عن ذلك النفث بيمينه قال العلقمي قال عياض فائدة النفث التبرك

ص: 51

بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسه الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر وقد يكون على سبيل التفاؤل بزوال ذلك الألم عن المريض كانفصال ذلك عن الراقي (ق د هـ) عن عائشة

(كان إذا اشتكى رقاه جبريل قال بسم الله يبريك من كل داء) متعلق بقوله (يشفيك ومن شر حاسد إذا حسد وشر كل ذي عين) قال المناوي عطف خاص على عام لأن كل عاين حاسد ولا عكس وهي سهام تخرج من نفس الحاسد أو العاين نحو المحسود والمعيون (م) عن عائشة

(كان إذا اشتكى اقتمح) وفي رواية تقمح أي استف (كفا) أي مل كف (من شونيذ) بضم المعجمة الحبة السوداء (وشرب عليه ماء وعسلا) أي ماء ممزوجًا بعسل لأن لذلك سرًا بديعًا في حفظ الصحة (خط) عن أنس قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا اشتكى أحد رأسه) أي وجع رأسه (قال) له (اذهب فاحتجم) أي أمره بالحجامة (وإذا اشتكى رجله) أي وجعها (قال) له (اذهب فاخضبها بالحناء) فإنه بارد نافع من حرق النار والورم الحار (طب) عن سلمى امرأة أبي رافع داية فاطمة الزهرا قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا أشفق من الحاجة ينساها ربط في خنصره) بكسر أوله وثالثه (ولو في خاتمه الخيط) ليتذكرها به (ابن سعد) في تاريخه (والحكيم) في نوادره (عن ابن عمر) بن الخطاب وهو حديث ضعيف

(كان إذا أصابته شدة فدعا) لدفعها (رفع يديه) حال الدعاء (حتى يرى) بالبناء للمفعول (بياض إبطيه) قال المناوي أي لو كان بلا ثوب أو كان كمه واسعًا فيرى بالفعل (ع) عن البراء ابن عازب بإسناد حسن

(كان إذا أصابه رمدًا و) أصاب (أحدًا من أصحابه دعا بهؤلاء الكلمات) يحتمل أن امراد وأمر من أصابه الرمد أن يدعو بها وهي (اللهم متعني ببصري واجعله الوارث مني وأرني في العدو ثأري وانصرني على من ظلمني) أي مع بقاء بصري ابن السني (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا أصابه غم) أي حزن أو كرب أي هم (يقول حسبي الرب من العباد) أي كافيني من شرهم (حسبي الخالق من المخلوقين حسبي الرازق من المرزوقين حسبي الذي هو حسبي حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) الذي ضمني إليه وقربني منه ووعدني بالجميل (ابن أبي الدنيا في) كتاب (الفرج) بعد الشدة (من طريق الخليل بن مرة) قال الشيخ وفي التقريب خليل بن مرة الضبعي بضم المعجمة وفتح الموحدة البصري عن فقيه أهل الأردن بلاغًا أي قال بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا أصبح وإذا أمسى يدعو بهذه الدعوات اللهم إني اسألك من فجاءة الخير) بالضم والمد أي عاجله الآتي بغتة (وأعوذ بك من فجاءة الشر فإن العبد لا يدري ما يفجأة إذا أصبح وإذا أمسى) قال المناوي من جرب هذا الدعاء عرف قدر فضله وهو يمنع وصول أثر العاين ويدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان القائل واستعداده (ع) وابن السني عن بإسناد حسن

• (كان إذا أصبح وإذا أمسى قال أصبحنا على فطرة

ص: 52

الإسلام) بكسر الفاء أي دينه الحق (وكلمة الإخلاص) وهي كلمة الشهادة (ودين نبينا محمد) قال المناوي لعله قال جهرًا ليسمعه غيره فيتعلمه منه (وملة أبينا إبراهيم) الخليل (حنيفًا) أي مائلاً إلى الدين المستقيم مسلمًا وما كان من المشركين (حم) عن عبد الرحمن ابن ابزي الخزاعي وإسناده صحيح

(كان إذا اطلى) بالنورة (بدأ بعورته) أي ما بين سرته وركبته (فطلاها بالنورة) المعروفة (و) طلى (سائر) أي باقي (جسده أهله) بالرفع فاعل طلى أي بعض أهله أي زوجاته (هـ) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا أطلى بالنورة ولى عانته وفرجه بيده) فلا يمكن أحًدا من أهله من مباشرتهما لشدة حيائه (ابن مسعود عن إبراهيم وعن حبيب بن أبي ثابت مرسلاً) وإسناده صحيح

(كان إذا أطلع على أحد من أهل بيته) أي من عياله وحزبه (كذب كذبة) بفتح الكاف وتكسر والذال ساكنة فيهما (لم يزل معرضًا عنه) تأديبًا له وزجرًا (حتى يحدث توبة) من تلك الكذبة الواحدة (حم ك) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان إذا أعتم) أي ألف العمامة على رأسه (سدل عمامته) أي أرخاها (بين كتفيه) من خلفه نحو ذراع فالعذبة كذلك سنة (ن) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا اغتم) بغين معجمة ومثناة فوقية (أخذ لحيته) أي تناولها (بيده ينظر فيها) كان يتفكر أو يسلي بذلك حزنه قال في المصباح غمه الشيء غمًا من باب قتل غطاه ومنه قيل للمحزن غم لأنه يغطي السرور (الشيرازي) في الألقاب (عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا أفطر قال ذهب الظمأ) مهموز الآخر بلا مد أي العطش (وابتلت العروق) لم يقل وذهب الجوع لأن أرض الحجاز حارة فكانوا يصبرون على قلة الطعام لا العطش (وثبت الأجر) أي زال التعب وبقي الأجر (إن شاء الله) ثبوته بأن تقبل الصوم وتولى جزاءه بنفسه كما وعد (د ك) عن ابن عمر بإسناد حسن

(كان إذا أفطر) من صومه (قال اللهم إني لك صمت وعلى رزقك أفطرت) قدم المعمول على العامل دلالة على الاختصاص (د) عن معاذ بن زهرة الضبى (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا أفطر قال اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت فتقبل مني إنك أنت السميع العليم (طب) وابن السنبي عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا أفطر) من صومه (قال الحمد لله الذي أعانني فصمت ورزقي فأفطرت) أي يسر لي ما أفطر عليه فيندب قول ذلك عند الفطر من الصوم فرضًا أو نفلاً (ابن السني) بن زهرة قال الشيخ حديث ضعيف

(كان إذا أفطر عند قوم قال) في دعائه لهم (أفطر عندكم الصائمون) خبر بمعنى الدعاء (وأكل طعامكم الأبرار وتنزلت عليكم الملائكة) ملائكة الرحمة بالبركة والخير (حم هق) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا أفطر عند قوم قال أفطر عندكم الصائمون وصلت عليكم الملائكة) أي استغفرت لكم (طب) عن ابن الزبير بإسناد حسن

(وكان إذا اكتحل اكتحل وترا) ثلاثا في كل عين (وإذا استجمر) تبخر بنحو عود

ص: 53

(استجمر وترًا) قال المناوي وإراد الاستنجاء هنا بعيدة (حم) عن عقبة بن عامر الجهني وإسناده صحيح

(كان إذا أطل طعامًا لعق أصابعه الثلاث) قال المناوي زاد في رواية الحاكم التي أكل بها اهـ قال العلقمي فيه استحباب الأكل بثلاث أصابع ولا يضم إليها الرابعة ولا الخامسة إلا لعذر كان يكون مر قالا يمكن بثلاث (حم م 3) عن أنس بن مالك

(كان إذا أكل لم تعد) بفتح المثناة الفوقية وسكون العين المهملة وضم الدال أي لم تجاوز (أصابعه ما بين يديه) لأن تناوله كأنه تناول تقنع وترفع عن الشره (تخ) عن جعفر بن أبي الحكم) الأوسي (مرسلاً أبو نعيم في) كتاب (المعرفة عنه عن الحكم بن رافع بن سيار) قال الشيخ بفتح السين المهملة وشدة المثناة التحتية آخره راء وقال المناوي كذا هو بخط المؤلف والظاهر أنه سبق قلم وإنما هو سنان بنونين كما ذكره ابن حجر وغيره (طب) عن الحكم بن عمرو الغفاري من بني ثعلبة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان إذا أكل أو شرب قال) عقبه (الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه) أي سهل دخوله في الحلق قال العلقمي قال في النهاية وساغ لشراب في الحلق يسوغ إذا دخل سهلاً وقال في المصباح ساغ يسوغ سوغًا من باب قال سهل مدخله في الحلق وأسغته إساغة جعلته سائغًا ويتعدى بنفسه في لغة وقوله تعالى ولا يكاد يسغيه أي يبتلعه (وجعل له مخرجًا) أي السبيلين (دن حب) عن أبي أيوب الأنصاري بإسناد صحيح

(كان إذا التقى الحتانان) أي تحاذيا فالمراد دخول الحشفة في الفرج إذ بدخولها في الفرج يصير محل ختان الرجل محاذيا لمحل ختان المرأة وليس المراد بالالتقاء أن يتماسا أي كان إذا دخل الحشفة في الفرج (اغتسل) وإن لم ينزل (الطحاوي عن عائشة) وإسناده صحيح

(كان إذا انتسب في آبائه لم يجاوز في نسبته) قال الشيخ بكسر النون وسكون المهملة (معد بن عدنان بن أدد) بضم الهمزة ودال مهملة مفتوحة (ثم يمسك) عما زاد (ويقول كذاب النسابون) أي لرافعون النسب إلى آدم (قال الله تعالى وقرونًا بين ذلك كثيرًا) ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل إنما الخلاف في عدد من بين عدنان وإسماعيل من الآباء وبين إبراهيم وقد أنكر مالك على من رفع نسبه إلى آدم وقال من أخبر به (ابن سعد عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا أنزل عليه الوحي) قال المناي أي حامل الوحي (نكس) بشدة الكاف (رأسه) لما يحصل له من الشدة ولهذا كان يكثر عرقه (ونكس أصحابه رؤسم فإذا قلع عنه) أفاق ورفع رأسه (م) عن عبادة بن الصامت

(كان إذا أنزل عليه الوحي كرب) قال الشيخ بفتح الكاف وضم الراء وقال المناوي بضم الكاف وكسر الراء (لذلك) أي حصل له شدة (وتربد) قال المناوي رواية مسلم وتربد له ولعلها سقطت من قلم المؤلف أو من الناسخ وهو بالراء وشدة الموحدة (وجهه) أي علته ربدة وهي تغيير البياض إلى السواد وذلك لعظم موقع الوحي وهذا حيث لا يأتيه الملك في صورة رجل والأفلا (حم م) عنه أي عن عبادة

• (كان إذا أنزل عليه الوحي

ص: 54

سمع) بالبناء للمفعول (عن وجهه) شيء (كدوى) بفتح الدال المهملة (النحل) أي سمع من جهة صوت خفي كدوى النحل كان الوحي ينكشف لهم انكشافًا غير تام (حم ق) عن عمر

(كان إذا انصرف من صلاته) أي سلم منها (استغفر الله ثلاثًا) زاد في رواية البزار ومسح وجهه بيده اليمنى (ثم قال اللهم أنت السلام) أي المختص بالتنزه عن النقائص والعيوب لا غيرك (ومنك السلام) أي الأمان (تباركت) أي تعاظمت وتمجدت (يا ذا الجلال والإكرام) لا نستعمل هذه الكلمة في غير الله تعالى (حم م 4) عن ثوبان

(كان إذا انصرف) أي من صلاته بالسلام (انحرف) بجانبه بأن يدخل يمينه في المحراب ويساره إلى الناس على ما عليه الحنفية أو عكسه على ما عليه الشافعية فيندب ذلك للإمام إلا إذا كان في مسجد المدينة فالأفضل موافقة الحنفية لئلا يصير مستدبر القبر

• صلى الله عليه وسلم (د) عن يزيد ابن الأسود وإسناده حسن

(كان إذا انكسفت الشمس أو القمر صلى) صلاة الكسوف (حتى تنجلي) أي ينكشف القرص والمعتمد عن الشافعية أن صلاة الكسوف لا تتكرر لبطيء الانجلا لكن لمن صلاها أن يعيدها مع الإمام وقيل تتكرر لظاهر هذا الخبر قال شيخ الإسلام زكريا في شرح البهجة وينبغي الجزم به إن صلاها كسنة الظهر وقال الرملي أجاب الوالد رحمه الله أي عن هذا الخبر بأنه يحتمل إثمًا صلاه بعد الركعتين لم ينوبه الكسوف فإن وقائع الأحوال إذا تطرق إليها الاحتمال كساها ثوب الإجمال وسقط بها الاستدلال (طب) عن النعمان بن بشر وإسناده حسن

(كان إذا اهتم أكثر من مس لحيته) فيعرف بذلك كونه مهمومًا (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن عائشة أبو نعيم عن أبي هريرة) وإسناده حسن

(كان إذا (أهمه الأمر رفع رأسه إلى السماء) مستغيثًا مستعينًا متضرعًا (وقال سبحان الله العظيم وإذا اجتهد في الدعاء قال يا حي يا قوم) وقد اختار بعضهم أنه اسم الله الأعظم (ت) عن أبي هريرة

(كان إذا أوى) بالقصر (إلى فراشه) أي دخل فيه (قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا) دفع عنا شر خلقه (وأوانا) في كن نكن فيه يقينا الحر والبرد (فكم ممن لا كافئ له ولا مؤوى) أي كثير من الخلق لا يكفيهم اله شر إلا شرا ولا يجعل لهم مكانا (حم م 3) عن أنس

(كان إذا أوحى إليه وقذ) بضم الواو وكسر القاف وبذال معجمة أي سكت (لذلك ساعة كهيئة السكران) فإن الطبع لا يناسبه فلذلك يشتد عليه وينحرف له مزاجه (ابن سعد عن عكرمة) مولى ابن عباس (مرسلاً)

(كان إذا بايعه الناس يلقنهم) أي يقول لأحدهم (فيما استطعت) شفقة عليهم لئلا يدخل في البيعة ما لا يطيقونه (حم) عن أنس بإسناد حسن

(كان إذا بعث جيشًا أو سرية بعثهم من أول النهار) أي إذا أراد أن يرسل جيشًا يرسله في غدوة النهار لأنه بورك له ولأمته في البكر (د ت هـ) عن صخر بن وداعة قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا بعث أحدًا من أصحابه في بعض أمره) أي مصالحه (قال بشروا

ص: 55

ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا) أي سهلوا على الناس ولا تنفروهم بالتعسير والتشديد (ده) عن أبي موسى الأشعري بإسناد صحيح

(كان إذا بعث أميرًا) على جيش أو نحو بلدة (قال) فيما يوصيه به (أقصر الخطبة) بضم الخاء (وأقل الكلام فإن من الكلام سحرا) أي نوعًا يستمال به القلوب كما يستمال بالسحر وليس المراد حطبة الجمعة بل ما اعتادوه من تقديهم أمام المقصود خطبة بليغة (طب) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا بلغه عن الرجل الشيء الذي يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا) والظاهر أن المراد بالقول ما يشمل الفعل ولكن يقول منكرًا عليه (ما بال أقوام) أي ما شأنهم (يقولون كذا وكذا) إشارة إلى ما أنكره يعني كان شأنه أن لا يشافه أحدًا معينًا حياء منه ويكنى عما اضطره للكلام مما يكره استقباحًا للتصريح به (د) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان إذا تضور) بفتح المثناة الفوقية والضاد المعجمة وشدة الواو فراء أي تلوى وتقلب في فراشه (من الليل) من تبعيضية أو بمعنى في (قال لا إله إلا الله الواحد القهار رب السموات والأرض وما بينهما العزيز الغفار) فيندب التأسي به في ذلك (ن ك) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان إذا تعار) بفتح المثناة الفوقية والعين المهملة وشدة الراء قال في النهاية أي هب من نومه واستيقظ والتاء زائدة (من الليل قال رب اغفر وارحم واهد للسبيل الأقوم) أي دلني على الطريق الواضح الذي هو أقوم الطرق (محمد بن نصر في) كتاب (الصلاة عن أم سلمة) زوجته صلى الله عليه وسلم قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم) وفي رواية للبخاري لتفهم (عنه وكان إذا أتى على قوم فسلم عليهم) هو من تتميم الشرط سلم عليهم (ثلاثًا) جواب الشرط قال العلقي قال الإسماعيلي يشبه أن يكون ذلك إذا سلم سلام الاستئذان على ما رواه أبو موسى وغيره وإما أن يمر المار مسلمًا إذا المعروف عدم التكرار قال في الفتح قلت وقد فهم البخاري هذا بعينه فأورد هذا الحديث مقرونًا بحديث أبي موسى في قصة عمر لكن يحتمل أن يكون ذلك كان يقع أيضًا منه إذا خشي أن لا يسمع سلامه (حم خ ت) عن أنس

(كان إذا تغدى لم يتعش وإذا تعشى لم يتغد) أي لا يأكل في يوم مرتين تنزهًا عن الدنيا وتقويًا على العبادة وتقديمًا للمحتاج على نفسه فنفى قلة الأكل فوائد منها رقة القلب وقوة الفهم والإدراك وصحة البدن ودفع الأمراض فإن سببها كثرة الأكل ومنها خفة المؤنة فإن من تعود قلة الأكل كفاه من المال قدر يسير ومنها التمكن من التصدق بما فضل من الأطعمة على الفقراء والمساكين وليس للعبد من ماله إلا ما تصدق فأبقى أو أكل فأفنى (حل) عن أبي سعيد بإسناد ضعيف

(كان إذا تهجد) أي صلى ليلاً بعد استيقاظه من النوم (يسلم بين كل ركعتين ابن نصر عن أبي أيوب) بإسناد حسن

(كان إذا توضأ) أي فرغ من الوضوء (أخذ كفًا من ماء فنضح) أي رش (به فرجه) دفعًا للوسوسة وتعليمًا للأمة ولينقطع البول لأن البارد يقطعه (حم د ن هـ ك) عن الحكم بن سفيان قال الشيخ

ص: 56

حديث صحيح

(كان إذا توضأ فضل ماء) من ماء الوضوء (حتى يسيله) قال الشيخ بفتح السين وشدة المثناة (على موضع سجوده) قال المناوي أي من الأرض ويحتمل أن المراد جبهته (طب) عن الحسن بن علي (ع) عن الحسين بن علي وإسناده حسن

(كان إذا توضأ حرك خاتمه) عند غسل اليد التي هو فيها ليصل الماء إلى ما تحته يقينًا فيندب ذلك فإن لم يصل الماء إلى ما تحته لشدة ضيقه وجب نزعه (هـ) عن أبي رافع مولى المصطفى واسمه أسلم أو إبراهيم أو صالح أو ثابت قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا توضأ أدار الماء على مرفقيه) تثنية مرفق بكسر ففتح سمي به لأنه يرتفق به في الإتكاء وفي وجوب إدخال المرفقين في الغسل (قط) عن جابر قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا توضأ خلل لحيته بالماء) أي أدخل الماء في خلالها بأصابعه فيندب تخليل اللحية الكثة فإن لحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثة (حم ك) عن عائشة (ت ك) عن عثمان بن عفان (ت ك) عن عمار بن ياسر عن بلال المؤذن (هـ ك) عن أنس بن مالك (طب) عن ابي إمامة بضم الهمزة (وعن أبي الدرداء وعن أم سلمة) أم المؤمنين (طس) عن ابن عمر بن الخطاب بأسانيد صحيحة

(كان إذا توضأ أخذ كفا) بفتح الكاف (من ماء فأدخله تحت حنكه فخلل به لحيته وقال) لمن حضره (هكذا أمرني ربي) أي أمرني بتخليلها وتمسك به المزني في ذهابه إلى الوجوب قال المناوي ثم مقتضى هذا الحديث إنه كان يخلل بكف واحدة لكن في رواية لابن عدي خلل لحيته بكفيه (د ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا توضأ عرك عارضيه بعض العرك) أي عركًا خفيفًا (ثم شبك لحيته بأصابعه) أي أدخل أصابعه مقلوبة فيها (من تحتها) وهذه هي الكيفية المحبوبة في تخليل اللحية (هـ) عن ابن عمر بإسناد حسن

(كان إذا توضأ صلى ركعتين) عقب الوضوء (ثم خرج إلى الصلاة) أي في المسجد مع الجماعة وهاتان الركعتان سنة الوضوء وفيه أن الأفضل فعلها في البيت (هـ) عن عائشة

(كان إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره) قال المناوي أي يحنصر إحدى يديه والظاهر أنها اليسرى (د ت هـ) عن المستورد بن شداد قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا توضأ مسح وجهه بطرف) بالتحريك (ثوبه) قال المناوي فيه أن تنشيف ماء الوضوء لا يكره أي إذا كان لحاجة فلا يعارضه أنه رد منديلاً أتى به إليه لذلك (ت) عن معاذ بن جبل وهو حديث ضعيف

(كان إذا تلا) قوله تعالى (غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال) في صلاته عقب ذلك (آمين) بقصر أو مد وهو أفصح مع خفة الميم فيهما أي استجب ويقولها رافعًا بها صوته قليلاً حتى يسمع) بضم أوله (من يليه من الصف الأول) فيسن للإمام بعد الفاتحة آمين والجهر بها في الجهرية ويقارن المأموم تأمين إمامه (د) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا جاء الشتاء دخل البيت ليلة الجمعة وإذا جاء الصيف خرج ليلة الجمعة) قال المناوي يحتمل أن المراد بيت الاعتكاف ويحتمل الكعبة اهـ وسكت عن

ص: 57

احتمال ما اعتاده الناس من دخولهم البيوت في الشتاء والخروج منها في الصيف والظاهر أنه المراد (وإذا لبس ثوبًا جديدًا حمد الله وصلى ركعتين) عقب لبسه شكر الله تعالى عليه (وكسا) الثوب (الخلق) بفتح اللام أي كسا الثوب البالي غيره من الفقراء فيندب ذلك (خط) وابن عساكر عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذاجاءه جبريل فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم علم أنها سورة) لكون البسملة أول كل سورة (ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا جاءه مال) من نحو فيء أو غنيمة أو خراج (لم يبيته) عنده (ولم يقيله) بالتشديد فيهما أي إن جاءه آخر النهار لم يمسكه إلى الليل أو أوله لم يمسكه إلى وقت القيلولة بل يعجل قسمته (*ذخط) عن الحسن بن محمد بن علي مرسلاً قال الشيخ حديث حسن

(كان إذاجرى به الضحك) أي غلبه (وضع يده على فيه) قال المناوي حتى لا يبدو شيء من باطن فمه وحتى لا يقهقه وهذا نادر وأما في غالب أحواله فكان لا يضحك إلا تبسمًا (البغوي) في معجمه (عن والده مرة) الثقفي قال الشيخ حديث ضعيف

(كان إذا جاءه أمر يسر به خرسا جدا شكرا لله) تعالى فسجدة الشكر سنة عند حدوث نعمة وكذا عند اندفاع نغمة (د هـ ك) عن أبي بكرة وهو حديث حسن لغيره

(كان إذاجلس مجلسًا) أي قعد مع أصحابه يتحدث (فأراد أن يقوم استغفر الله) تعالى (عشرًا إلى خمس عشرة) أي يقول استغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه كما ورد في خبر وكان تارة يكرره عشرًا وتارة يزيد إلى خمس عشرة وتسمى هذه كفارة المجلس (ابن السني) في عمل يوم وليلة (عن أبي إمامة) الباهلي قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا جلس احتبى بيديه) زاد البزار ونصب ركبتيه أي جمع ساقيه إلى بطنه مع ظهره بيديه عوضًا عن جمعهما بثوب فالاحتباء باليدين غير منهي عنه إلا إذا كان ينتظر الصلاة كما في حديث (دهق) عن أبي سعيد الخدري قال الشيخ حديث حسن

(كان إذاجلس يتحدث يكثر أن يرفع طرفه إلى السماء) انتظار لما يوحى إليه وشوقًا إلى الملأ لا أعلى قال المناوي وكان يرفع بصره إليها في الصلاة أيضًاحتى نزلت آية الخشوع فتركه (د) عن عبد الله بن سلام بالتخفيف وإسناده حسن

(كان إذا جلس يتحدث يخلع نعليه) لتستريح قدماه (هب) عن أنس بإسناد ضعيف

(كان إذاجلس) يتحدث (جلس إليه أصحابه حلقا حلقا) بكسر الحاء وفتح اللام لاستفادة ما يلقيه من العلوم وينشره من الأحكام الشريفة (البزار عن قرة) بضم القاف وشدة الراء (ابن إياس) بكسر الهمزة وهو حديث ضعيف

(كان إذا حزبه أمر) بحاء مهملة وزاي فمحدة مخففة وفي رواية حزنه بنون قال في النهاية أي إذانزل به هم وأصابه غم اهـ وقال في المبصاح وحزبه أمر يحزبه من باب قتل أصابه (صلى) لأن الصلاة معينة على دفع النوائب ومنه أخذ بعضهم ندب صلاة المصيبة وهي ركعتان عقبها وكان ابن عباس يفعل ذلك ويقول نفعل ما أمرنا الله به بقوله واستعينوا

ص: 58

بالصبر والصلاة (حم د) عن حذيفة ابن اليمان قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذاخر به) بضبطما قبله (أمر قال) مستعينًا على دفعه (لا إله إلا الله الحليم) الذي يؤخر العقوبة مع القدرة (الكريم) الذي يعطي النوال بلا سؤال (سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين) وهذا ذكر كان يستفتح به الدعاء (حم) عن عبدالله بن جعفر وإسناده حسن

(كان إذا حلف على يمين لا يحنث) أي لا يفعل المحلوف عليه وإن احتاج إلى فعله (حتى نزلت كفارة اليمين) أي الآية المتضمنة لمشروعية الكفارة وهي قوله تعالى فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسطما تطعمون أهليكم الآية قال المناوي وتمامه عند مخرجه فقال لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرًا منها إلا كفرت عن يمين ثم أتيت الذي هو خير (ك) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان إذا حلف) على شيء (قال والذي نفس محمد بيده) وتارة نفس أبي القاسم بيده أي بقدرته وتصريفه (هـ) عن رفاعة الجهني وإسناده حسن

(كان إذا حم) أي أخذته الحمى التي هي حرارة بين الجلد واللحم (دعا بقربه من ماء فأفرغها على قرنه) بفتح القاف أي رأسه فاغتسل بها قال المناوي وذلك نافع في فصل الصيف في القطر الحار في الحمى العرضية أو الغب الخالصة التي لا ورم معها ولا شيء من الأمراض الرديئة وإلا فهو ضار (طب ك) عن سمرة بن جندب قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا خاف قومًا) أي شر قوم (قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم) أي في إزاء صدورهم (ونعوذ بك من شرورهم) قال المناوي خص النحر تفاؤلاً بنحرهم أو لأنه أسرع وأقوى في الدفع (حم د ك هق) عن أبي موسى الأشعري وأسانيده صحيحة

(كان إذا خاف أن يصيب شيئًا بعينه) يعني كان إذا أعجبه شيء (قال اللهم بارك فيه ولا تضره) وهذا كان يقوله تشريعًا وإلا فعينه إنما تصيب الخير والنفع لا الشر (ابن السني عن سعيد بن حكيم) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا خرج من الغائط) أي من محل قضاء حاجته من بول أو غائط (قال غفرانك) أي اسألك غفرانك وغفران الذنب ستره وعدم المؤاخذة به فيندب لمن فرغ من حاجته أن يقول سواء كان بصحراء أم بنيان (حم 4 حب ك) عن عائشة بأسانيد صحيحة

(كان إذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني) من احتباس ما يؤذي ويضعف الجسد (هـ) عن أنس (ن) عن أبي ذرء (كان إذا خرج من الغائط قال الحمد لله الذي أحسن إلى في أوله وآخره) أي في تناول الغذاء أولاً واغتذاء البدن بما صلح منه ثم بإخراج الفضلة ثانيًا (ابن السني عن أنس

(كان إذا خرج من بيته قال بسم الله) زاد في الأحياء الرحمن الرحيم (التكلان على الله) بضم التاء الاعتماد عليه (لا حول ولا قوة إلا بالله) أي لا تحول عن المعصية ولا قوة على الطاعة إلا بتيسيره وإقداره (هـ ك) وابن السني عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله) أي اعتمدت عليه في جميع أموري (اللهم إنا نعوذ بك من أن نزل) بفتح النون وكسر الزاي من الزلل

ص: 59

أي من أن تقع في معصية قال العلقمي وروى بالذال من الذل (أو نضل) بفتح النون وكسر الضاد أي عن الحق (أو نظلم) بفتح النون وكسر اللام أو نظلم بضم النون وفتح اللام (أو نجهل) بفتح النون على أحد (أو يجهل علينا) أي أن نفعل بغيرنا ما يضره أو يفعل بنا غيرنا ما يضرنا (ت) وابن السني عن أم سلمة قال ت حسن صحيح

(كان إذا خرج من بيته قال بسم الله رب أعوذ بك من أن أزل أو أضل) بفتح فكسر فيهما (أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي) الأول فيهما مبني للفاعل والثاني للمفعول (حم ن هـ ك) عن أم سلمة وإسناده صحيح (زاد ابن عساكر وإن أبغى أو) أن (يبغى على) والظلم والجهل والبغي متقاربة المعنى أو جمع بينهما تفننا

(كان إذا خرج يوم العيد) أي عيد الفطر أو الأضحى (في طريق) لصلاته (رجع في غيره) ليشمل الطريقين ببركته أو ليستفتيه أهلهما أو ليتصدق على فقرائهما أو ليحترز عن كيد الكفار (ت ك) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح

(كان إذا خرج من بيته قال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني أعوذ بك من أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي أو أبغي أو يبغى علي) ببناء الأول منها للفاعل والثاني للمفعول (طب) عن بريدة تصغير بردة قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا خطب) أي وعظ (أحمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جيش) أي كمن ينذره وما من جيش عظيم قصد الإغارة عليهم (يقول صبحكم مساكم) أي أتاكم وقت الصباح أو المساء أي كأنكم به وقد أتاكم كذلك شبه حاله في خطبته وإنذاره بقرب القيامة بحال من ينذره قومه عند غفلتهم بجيش قريب منهم يقصد الإحاطة بهم بغتة (هـ حب ك) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا خطب في الحرب خطب على فرس وذا خطب في الجمعة خطب على عصا) قال المناوي ولم يحفظ عنه أنه توكأ على سيف وكثير من الجهلة يظن أنه كان يمسك السيف على المنبر (هـ ك هق) عن سعد القرطبي) قال الشيخ بفتح القاف والراء آخره معجمة قال وهو حديث حسن لغيره

(كان إذا خطب يعتمد على عنزة) بالتحريك رمح قصير (أو عصى) عطف عام على خاص إذ العنزة عصى في أسفلها زج بالضم أي سنان (الشافعي) في مسنده (عن عطاء) بن أبي رباح (مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا خطب المرأة قال اذكروا لها جفنة سعد بن عبادة) بفتح الجيم وسكون الفاء القصعة العظيمة وتمامه تدور معي كلما درت قال المناوي وذلك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة كان سعد يبعث إليه كل يوم جفنة فيها ثريد بلحم أو لبن قال الشيخ والمراد المثل والنظير كناية عن مزيد العيش ترغيبًا للمرأة في تزوجه (ابن سعد عن أبي بكر محمد بن عمر بن خرم (د) عن عاصم بن عمر بن قتادة مرسلاً قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا خطب) امرأة (فرد لم يعد) إلى خطبتها ثانيًا (فخطب امرأة فأبت ثم عادت) فأجابت (فقال قد التحفنا لحافًا) بكسر اللام ما يتغطى يه كنى به عن المرأة لكونها تستر الرجل من جهة الإعفاف وغيره (غيرك) أي تزوجنا

ص: 60

امرأة غيرك وذا من شرف النفس وعلو الهمة (ابن سعد عن جاهد مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا خلا بنسائه ألين الناس وأكرم الناس ضحاكًا بسامًا) فيستحب للزوج فعل ذلك مع زوجته اقتداء به صلى الله عليه وسلم (ابن سعد وابن عساكر عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا دخل الخلاء) بالفتح والمد والمراد المحل الذي تفضى فيه الحاجة أي أراد دخوله (وضع) أي نزع (خاتمه) من إصبعه ووضعه خارج الخلاء لكونه كان عليه محمد رسول الله وهذا أصل في ندب وضع ما عليه اسم معظم عند دخول الخلا (4 حب) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا دخل) أي أراد دخول (الخلاء قال) عند شروعه في الدخول (اللهم إني أعوذ) خبر ومعناه الدعاء أي أعذتي (بك من الخبث) بضم أوله وثانيه قال المناوي وقد يسكن والرواية بهما جمع خبيث (والخبائث) جمع خبثية أي من شر ذكر أن الشياطين وإنائهم أو الخبث الشياطين والخبائث المعاصي (حم ق 4) عن أنس بن مالك

(كان إذا دخل الكنيف) بفتح فسكر موضع قضاء الحاجة أي أراد أن يدخله إن كان معدًا وإلا فلا فلا تقدير (قال بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) خص به الخلاء لأنه مأوى الشياطين (ش) عن أنس قال الشيح حديث صحيح

(كان إذا دخل الخلاء قال يا ذا الجلال) أي صاحب العظمة أعوذ بك من الخبث والخبائث (ابن السني) في عمل يوم وليلة (عن عائشة)

(كان إذا دخل الغائط) وهو المكان المطمئن من الأرض تقضي فيه الحاجة (قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس) قال العلقمي بكسر الراء والنون وسكون الجيم فيهما لأنه من باب الاتباع وهو أنواع فمنه اتباع حركة فاء كلمة حركة فاء أخرى لكونها قرنت معها وسكون عين كلمة لسكون عين أخرى أو حركتها كذلك قال الفارابي قرنت معها وسكون عين كلمة لسكون عين أخرى أو حركتها كذلك قال الفارابي في ديوان الأدب يقال رجس نجس فإذا أفردوا قالوا نجس (الخبيث المخبث) بضم فسكون فكسر أي الذي يوقع الناس في الخبث أي يفرح بوقوعهم فيه (الشيطان الرجيم) أي المرجوم قال المناوي قال العراقي ينبغي الأخذ بهذه الزيادة وإن كانت غير قوية للشاهد في أحاديث الفضائل (د) في مراسيله عن الحسن مرسلاً وهو البصري (ابن السني عنه) أي عن الحسن عن أنس (عد) عن بريدة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا دخل المرافق) بكسر الميم وفتح الفاء الكنيف (لبس حذاءه) بكسر الحاء المهملة وبالذال المعجمة وبالمد أي نعله صونًا لرجله عما يصيبها (وغطى رأسه) قال المناوي حياء من ربه تعالى (ابن سعد عن حبيب بن صالح) الطائي (مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الرجس أنجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم وإذا خرج قال الحمد لله الذي أذاقني لذته) أي المأكول والمشروب (وابقى في قوته واذهب عني أذاه) بإخراج فضله (ابن السني عن ابن عمر) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا دخل لمسجده قال) حال شروعه في دخوله (أعوذ بالله

ص: 61

العظيم وبوجهه الكريم) أي ذاته (وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم وقال) أي النبي صلى الله عليه وسلم (إذا قال) ابن آدم (ذلك حفظ منه سائر اليوم) لكن في نسخ وعليها شرح المناوي حفظ مني بدل منه وعبارته وقال يعني الشيطان إذا قال ابن آدم إلى آخره وهو مشكل والصواب أن فاعل قال النبي صلى الله عليه وسلم كما تقدم والتقدير إذا قال ذلك يقول للشيطان حفظ مني (د) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا دخل المسجد يقول بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج قال بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك) خص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج لأن الداخل يشتغل بما يقربه إلى الله فناسب ذكر الرحمة والخارج يبتغي الرزق فناسب ذكر الفضل (حم هـ طب) عن فاطمة الزهرا

(كان إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وفتح لي أبواب رحتمك وإذا خرج صلى على محمد وسلم وقال رب اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك) طلب المغفرة تشريعًا لأمته (ت) عن فاطمة الزهرا قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا دخل المسجد قال بسم الله اللهم صل على محمد وأزواج محمد) فيه ندب الصلاة على أزواجه صلى الله عليه وسلم عند دخول المسجد (ابن السني عن أنس) وإسناده حسن

(كان إذا دخل السوق) أي أراد دخولها (قال بسم الله اللهم إني اسألك من خير هذه السوق وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها) ووردان الشياطين تدخل السوق مع أول داخل وتخرج مع آخر خارج (اللهم إني أعوذ بك أن أصيب فيها يمينًا فاجرة أو صفقة خاسرة) قال المناوي أنث السوق لأن تأنيثه أفصح وسأل خيرها واستعاذ من شرها لاستيلاء الغفلة على أهلها (طب ك) عن بريدة بإسناد ضعيف

(كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) قال المناوي لأجل السلام على أهله فإن السلام اسم شريف فاستعمل السواك للإتيان به أو ليطيب فمه لتقبيل زوجاته اهـ وأخذ بعضهم بظاهر الحديث فندب السواك لدخول المنزل وأطلق (حم د ن هـ) عن عائشة، (كان إذا دخل) يعني بيته قبل الزوال (قال) لأهله (هل عندكم طعام فإن قيل لا قال إني صائم) وإن قيل نعم أمرهم بتقديمه إليه (د) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان إذا دخل الجبانة) قال المناوي بالفتح والتشديد محل الدفن سمي به لأنه يحبن ويفزع عند رؤيته ويذكر الحلول فيه (يقول السلام عليكم أيتها الأرواح الفانية) أي الفاني أجسادها (والأبدان البالية والعظام النحرة) أي المتفتتة (التي خرجت) صفة للأرواح (من الدنيا وهي بالله مؤمنة) مصدقة (اللهم ادخل عليهم روحًا) بفتح الراء سعة (منك وسلامًا منا) قال المناوي أي دعاء مقبولاً وفيه أن الأموات يسمعون إذ لا يخاطب الأمن يسمع (ابن السني عن ابن مسعود)

(كان إذا دخل على مريض يعوده قال) له (لا بأس) عليك (طهور) بفتح الطاء أي هو مطهر لك من الذنوب جملة دعائية قيدها بقوله إن شاء الله

ص: 62

(خ) عن ابن عباس

(كان إذا دخل رجب قال اللهم بارك لنا في رجب) بالتنوين وشعبان (وبلغنا رمضان وكان إذا كانت ليلة الجمعة قال هذه ليلة غراء ويوم أزهر) أي نير مشرق (هب) وابن عساكر عن أنس وفيه ضعيف كما في الأذكار

(كان إذا دخل رمضان أطلق كل أسير) كان عنده (وأعطي كل سائل) فإنه كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وفيه ندب العتق في رمضان والتوسعة على الفقراء فيه (هب) عن ابن عباس ابن سعد عن عائشة وهو حديث ضعيف

(كان إذا دخل شهر رمضان شد مئزره) قال المناوي بكسر الميم إزاره كناية عن الاجتهاد في العبادة واعتزال النساء (ثم لم يأت فراشه حتى (ينسلخ) أي يمضي (هب) عن عائشة بإسناد حسن

(كان إذا دخل) شهر (رمضان تغير لونه) قال المناوي إلى صفرة أو حمرة كما يعرض للرجل الخائف خشية من عدم الوفاء بحق أداء العبودية فيه (وكثرت رمضان شد مئزره) قال المناوي بكسر الميم إزاره كناية عن الاجتهاد في العبادة واعتزال النساء (ثم لم يأت فراشه حتى (ينسلخ) أي يمضي (هب) عن عائشة بإسناد حسن

(كان إذا دخل) شهر (رمضان تغير لونه) قال المناوي إلى صفرة أو حمرة كما يعرض للرجل الخائف خشية من عدم الوفاء بحق أداء العبودية فيه (وكثرت صلاته وابتهل) أي اجتهد (في الدعاء وأشفق) أي تغير (لونه) حتى يصير كلون الشفق (هب) عن عائشة

(كان إذا دخل العشر) زاد في رواية ابن أبي شيبة الأخير من رمضان (شد مئزره) كناية عن التشمر للطاعة وتجنب غشيان للنساء (وأحيى ليله) أي ترك النوم وتعبد معظم الليل لا كله بقرينة خبر عائشة ما علمته قام ليلة حتى الصباح (وأيقظ أهله) أي زوجاته المعتكفات معه بالمسجد واللاتي في بيوتهن (ق د ن هـ) عن عائشة

(كان إذا دعا لرجل إصابته الدعوة وولده وولد ولده) أي استجيب دعاؤه للرجل وذريته (حم) عن حذيفة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(كان إذا دعا بدأ بنفسه فيندب للداعي أن يبدأ بنفسه (طب) عن أبي أيوب الأنصاري وإسناده حسن

(كان إذا دعا فرفع يديه) وذلك عند طلب نعمة (مسح وجهه بيديه) عند فراغه تفاؤلاً ونمينا لأن كفيه ملئتا خيرًا فأفاض منه على وجه (دعن يزيد) بإسناد حسن

(كان إذا دعا جعل باطن كفه إلى وجهه) وورد أيضًا أنه كان يجعل باطن كفه إلى السماء وتارة يجعل ظهر كفه إليها وحمل الأول على الدعاء بحصول مطلوب والثاني على الدعاء برفع البلاء الواقع (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(كان إذا دنا من منبره) أي قرب منه (يوم الجمعة) ليصعد للخطبة (سلم على من عنده) أي من بقربه (من الجلوس فإذا صعد المنبر) أي بلغ الدرجة التالية للمستراح (استقبل الناس بوجهه ثم سلم قبل أن يجلس) فيسن فعل ذلك لكل خطيب (هق عن ابن عمر) قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا ذبح الشاة يقول أرسلوا بها) أي ببعضها (إلى أصدقاء خديجة) زوجته صلة منه لها وحفظًا لعهدها وتصدقًا عنها قال العلقمي وأوله كما في مسلم عن عائشة قالت ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وأني لم أدركها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة إلى آخره ففيه دليل لحفظ العهد وحسن الود ورعاية حرمة الصاحب وعشيرته في حياته ووفاته وإكرام أهل ذلك الصاحب

ص: 63

(م) عن عائشة

(كان إذا ذكر أحدًا فدعا له بدأ بنفسه) ثم ثنى بمن أراد الدعاء ثم عمم (3 حب ك) عن أبي بن كعب وإسناده صحيح

(كان إذا ذهب المذهب) بفتح الميم وإسكان الذال المعجمة وفتح الهاء أي ذهب في المذهب الذي هو محل الذهاب لقضاء الحاجة (أبعد) بحيث لا يسمع لخارجه صوت ولا يشم له ريح ويغيب شخصه عن الناس فيندب التباعد لقضاء الحاجة (4 ك) عن المغيرة بن شعبة وإسناده صحيح

(كان إذا رأى المطر قال اللهم صيبًا) أي أسقنا صيبًا (نافعًا) احتزز به عن الصيب الضار (خ) عن عائشة

(كان إذا رأى الهلال صرف وجهه عنه) قال المناوي حذر أمن شره لقوله لعائشة في حديث الترمذي استعيذي بالله من شره فإنه الغاسق وما وقب قال البيضاوي ومن شر غاسق ليل عظيم ظلامه إذا وقب دخل ظلامه في كل شيء وقيل المراد به القمر فإنه يكسف فيغسق ووقوبه دخوله في الكسوف (د) عن قتادة مرسلاً

(كان إذا رأى الهلال قال هلال خير ورشد) الظاهر أنه منصوب بمقدر أي اللهم اجعله كما سيأتي التصريح به في حديث كان إذا نظر إلى الهلال (آمنت بالذي خلقك) ويكرره (ثلاثًا ثم يقول الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا (د) عن قتادة بلاغًا أي قال بلغنا ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (ابن السني عن أبي سعيد)

(كان إذا رأى الهلال قال هلال خير ورشد) إضافة للخير والرشد رحاء أن يقعا فيه وتعليمًا لأمته (اللهم إني اسألك من خير هذا ثلاثًا اللهم أني اسألك من خير هذا الشهر وحير القدر) بالتحريك (وأعوذ بك من شره) أي ما ذكر من كل منهما يقول ذلك (ثلاث مرات) فيه ندب الدعاء عند روية الهلال (طب) عن رافع ابن خديج بإسناد حسن

(كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا باليمن) أي البركة (والإيمان) أي بدوامه وكماله (والسلامة والإسلام) الانقياد للأحكام (ربي وربك الله) فهو المعبود بحق دون غيره (حم ت ك) عن طلحة بن عبد الله بإسناد حسن

(كان إذا رأى الهلال قال الله أكبر الله أكبر) أي يكرر التكبير (الحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم إني اسألك من خير هذا الشهر وأعوذ بك من شر القدر ومن شر يوم المحشر) قاله تعليمًا لأمته واعترافًا بالعبودية (حم طب) عن عبادة ابن الصامت

(كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق) خلق قدرة الطاعة فينا (لما تحب وترضى ربنا وربك الله (طب) عن ابن عمر بجانبه علامة الحسن

(كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والسكينة والعافية والرزق الحسن) أي الحلال الحاصل بلا تعب (ابن السني عن جدير) بالتصغير بن أنس (السلمي) قال المناوي قال الذهبي لا صحبة له فكان على المؤلف أن يقول مرسلاً

(كان إذا رأى الهلال قال هلال خير الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا اسألك) فيه التفات (من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وطهوره ومعافاته) نسبة الهدى وما بعده إليه على سبيل المجاز

ص: 64

والمراد حصول ذلك فيه (ابن السني عن عبد الله بن مطرف) الأزدي الشامي

(كان إذا رأى سهيلاً) الكوكب المعروف (قال لعن الله سهيلاً فإنه كان عشارًا) أي مكاسًا يأخذ العشور وفي رواية للدارقطني كان عشارًا من عشاري اليمن يظلمهم (فمسخ) شهابًا (ابن السني عن علي) وهو حديث ضعيف

(كان إذا رأى ما يحب قال الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات) قال الحسن ما من رجل يرى نعمة الله عليه فيقول الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات إلا أغناه الله وزاده (وإذا رأى ما يكره قال الحمد لله على كل حال رب أعوذ بك من حال أهل النار) بين به أن شدائد الدنيا يلزم العبد الشكر عليها إذ لهم نعم في الحقيقة بها تمحي السيئات وترفع الدرجات (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا راعه شيء) من الروع الفزع والخوف (قال الله الله ربي لا شريك له) أي لا مشارك له في ملكه (ن) عن ثوبان بإسناد حسن

(كان إذا رضى شيئًا) من قول أحد أو فعله (سكت) عليه ويعرف الرضا في وجهه (ابن منده عن سهيل) بالتصغير (ابن سعد الساعدي أخي) سهل بن (سعد)

(كان إذا رفأ) بفتح الراء وشدة الفاء وبهمز وبدونه (الإنسان) وفي رواية إنسانًا أي هناه (إذا تزوج) قال العلقمي "قال الطيبي" إذا الأولى شرطية والثانية ظرفية (قال بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما في خير) جواب الشرط قال المناوي قال الزمخشري معناه أنه كان يضع الدعاء له بالبركة موضع الترفية المنهي عنها وهي قولهم للمتزوج بالرفاء والبنين (حم 4 ك) عن أبي هريرة وأسانيده صحيحة

(كان إذا رفع يديه في الدعاء لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه) تفاؤلاً بحصول المراد وهذا إذا كان خارج الصلاة (ت ك) عن ابن عمر

(كان إذا رفع رأسه من الركوع في صلاة الصبح في آخر ركعة قنت) فيه أن القنوت سنة في الصبح وأنه بعد الركوع (محمد بن نصر عن أبي هريرة) بإسناد حسن

(كان إذا رفع بصره إلى السماء قال يا مصرف القلوب ثبت قلبي على طاعتك) قال المناوي هذا تعلم لأمته أن يكونوا ملازمين لمقام الخوف مشفقين من سلب التوفيق (ابن السني عن عائشة) بإسناد حسن

(كان إذا رفعت مائدته قال الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه الحمد لله الذي كفانا) أي دفع عنا شر المؤذيات (وآوانا) في كن نسكنه (غير مكفي) بفتح الميم وسكون الكاف وكسر الفاء وتشديد التحتية خبر مقدم وربنا مبتدأ مؤخر أي ربنا غير محتاج للطعام فيكفي (ولا مكفور) أي مجحود فضله (ولا مودع) بفتح الدال المشددة أي غير متروك فيعرض عنه (ولا مستغني عنه) بفتح النون وبالتنوين (ربنا) بالرفع قال العلقمي خبر مبتدأ محذوف أي هو ربنا أو على أنه مبتدأ خبره مقدم ويجوز الجر على أنه بدل من الضمير في عنه وقال غيره على البدل من الاسم في قوله الحمد لله وقال ابن الجوزي ربنا بالنصب على النداء مع حذف أداة النداء (حم خ ت د هـ) عن أبي إمامة الباهلي

(كان إذا ركع سوى ظهره) أي جعله كالصحيفة الواحدة (حتى لو صب عليه الماء لاستقر) مكانه قال

ص: 65

العلقمي قال الدميري الواجب في الركوع عندنا أن ينحني بحيث تنال راحتاه ركبتيه ولا يجب وضعهما على الركبتين وتجب الطمأنينة في الركوع والسجود والاعتدال من الركوع والجلوس بين السجدتين وبهذا كله قال مالك وأحمد وداود وقال أبو حنيفة يكفيه في الركوع أدنى انحناء ولا تجب الطمأنينة في شيء من هذه الأركان واحتج له بقوله تعالى اركعوا واسجدوا وأصل الركوع الانخفاض والانحناء وقد أتى به واحتج أصحابنا والجمهور بحديث أبي هريرة في قصة المسيء صلاته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها رواه البخاري ومسلم (هـ) عن وابضة بن معيد (طب) عن ابن عباس (هـ) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان إذا ركع قال) في ركوعه (سبحان) أي أنزه (ربي العظيم) عن النقائص (وبحمده) قيل الواو وللحال والتقدير أنزهه ملتبسًا بحمدي له من أجل توفيقه وقيل عاطفة والتقدير أنزهه ملتبسًا بحمده ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم والتقدير وأثنى عليه بحمده فيكون سبحان ربي العظيم جملة مستقلة وبحمده جملة أخرى (ثلاثًا) أي يكرر ذلك في ركوعه ثلاث مرات وإذا سجد قال) في سجوده (سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاثًا (د) عن عقبة بن عامر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه) لأنه أبلغ في التمكين والتحامل المطلوب (ك هق) عن وائل بن حجر بتقديم الحاء على الجيم ابن ربيعة بإسناد حسن

(كان إذا رمى الجمار مشى إليه) أي إلى المرمى (ذاهبًا وراجعًا) قال المناوي فيه أنه يسن الرمي ماشيًا وقيده الشافعية برمي غير النفر (ت) عن ابن عمر بإسناد صحيح

(كان إذا رمى جمرة العقبة) وهي التي تلي مكة (مضى ولم يقف) قال المناوي أي لم يقف للدعاء كما يقف في غيرها من الجمرات انتهى قال العلقمي رمى جمرة العقبة عندنا واجب وليس بركن وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد وداود وقال ابن المنذر واجمعوا على أنه لا يرمي يوم النحر إلا جمرة العقبة (تتمة) يجوز الرمي بما يسمى حجرًا ولا يجوز بما لا يسمى حجرًا كالرصاص والحديد والذهب والفضة والكحل ونحوها وبه قال مالك وأحمد وداود وقال أبو حنيفة يجوز بكل ما يكون من جنس الأرض كالكحل والزرنيخ والمدر ولا يجوز بما ليس من جنسها (هـ) عن ابن عباس وإسناده حسن

(كان إذا رمدت عين امرأة من نسائه لم يأتها) أي لم يجامعها (حتى تبرأ عينها) لأن الجماع حركة كلية عامة للبدن (أبو نعيم في الطب عن سلمة

(كان إذا زوج أو تزوج امرأة نثر تمرًا) قال المناوي فيه أنه يندب لمن اتخذ وليمة أن ينثر للحاضرين تمر أو زبيبًا أو سكرًا أو أوزًا أو نحو ذلك انتهى لكن نص الشافعي وما عليه الجمهور أن ذلك ليس بمندوب والأولى تركه وأما أخذه فالأولى تركه أيضًا إلا إذا عرف الآخذان الناثر لا يؤثر بعضهم على بعض ولم يقدح الأخذ في مروءته فلا يكون ترك الأخذ أولى (هق) عن عائشة

(كان إذا سأل الله تعالى) خيرًا (جعل باطن كفه إليه) بالأفراد وفي نسخة بالتثنية (وإذا استعاذ) من شر (جعل

ص: 66

ظاهرها إليه) إشارة إلى رفع ذلك (حم) عن السايب بن خلاد

(كان إذا سأل السيل قال أخرجوا بنا إلى هذا الوادي الذي جعله الله ظهورًا) أي جعل ما سأل فيه مطهرًا (فنتطهر منه) الطهارة تشمل الغسل والوضوء والأفضل عند الشافعية الجمع بين الغسل والوضوء ثم الغسل ثم الوضوء (ونحمد الله عليه) أي على حصوله الشافعي (هق) عن يزيد بن الهاد مرسلاً

(كان إذا سجد حافي) مرفقيه عن جنبيه (حتى نرى) بالنون وفي رواية بمثناة تحتية (بياض إبطيه) لكثرة تجافيه (د) عن جابر وإسناد حسن

(كان إذا سجد رفع العمامة عن جبهته) وسجد على جبهته وأنفه (ابن سعد عن صالح بن خيران) بخاء معجمة (مرسلاً)

(كان إذا سر استنار وجهه) أي أضاء (كأنه) قال المناوي أي الموضع الذي يتبين فيه السرور وهو جبينه (قطعة قمر) قال العلقمي ويحتمل أن يكون أراد بقوله قطعة قمر القمر نفسه وقد روى الطبراني حديث كعب بن مالك من طرق وفي بعضها كأنه دارة قمر انتهى وقال المناوي لم يشبهه به كله لأن القمر فيه قطعة يظهر فيها سواد الكلف (ق) عن كعب بن مالك

(كان إذا سلم من الصلاة قال ثلاث مرات سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) قال المناوي أخذ منه أن الأولى عدم وصل السنة التالية للفرض بل يفصل بينهما بنحو ورد (ع) عن أبي سعيد

(كان إذا سلم لم يقعد) قال المناوي بين الفرض والسنة قال العلقمي وفي البخاري عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم يمكث يسيرًا قال العلامة محمد بن يوسف الدمشقي والظاهر أن القعود هنا القعود الذي كان عليه في الصلاة أي مستقبل القبلة (إلا بمقدار ما يقول اللهم أنت السلام) أي ذو السلامة من نقص (ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام) ثم يجعل يمينه للناس ويساره للقبلة جمعًا بين الأحاديث لما صح أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس (م 4) عن عائشة

(كان إذا سمع المؤذن قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله) المراد به إظهار الفقر إلى الله تعالى بطلب المعونة (حم) عن أبي رافع قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان إذا سمع المؤذن يتشهد قال وأنا وأنا) أي يقول عند أشهد أن لا إله إلا الله وأنا وعند أشهد أن محمدًا رسول الله وأنا فقوله وأنا مبتدأ خبره محذوف أي وأنا أشهد (د ك) عن عائشة

(كان إذا سمع المؤذن يقول حي على الفلاح قال اللهم اجعلنا مفلحين) أي فائزين بكل خيرنا جين من كل ضير (ابن السني عن معاوية) وإسناده ضعيف

(كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق) قال المناوي جمع صاعقة وهي قطعة رعد تنفض معها قطعة من نار قال اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك أي أدركنا برحمتك (حم ت ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح

ص: 67

(كان إذا سمع بالاسم القبيح حوله إلى ما هو أحسن منه) فينبغي لمن كان اسمه قبيحًا أن يحوله اقتداء به صلى الله عليه وسلم (ابن سعد عن عروة مرسلاً) قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي سقانا عذبًا فراتًا) قال المحلي في تفسير قوله تعالى هذا عذب فرات شديد العذوبة وقال البيضاوي قامع العطش من فرط عذوبته وقال البغوي الفرات عذب المياه (برحمته ولم يجعله ملحًا اجاجا) بضم الهمزة مرًا شديد الملوحة بذنوبنا (حل) عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (مرسلاً) وهو حديث ضعيف

(كان إذا شرب تنفس) بعد رفع الإناء عن فمه (ثلاثًا) من المرات يسمى الله في أولهن ويحمده في آخرهن (ويقول هو) أي هذا الفعل (اهنأ) بالهمز من الهنأ (وامرأ) بالهمز قال العلقمي أي ألذ وأنفع وقيل أسرع انحدارًا عن المرى لسهولته وخفته عليه (وابرأ) من البرء أي أكثر برئًا أي صحة للبدن لتردده على المعدة الملتهبة دفعات فتكسن الدفعة الثانية ما عجزت الأولى عن تسكينه والثالثة ما عجزت الثانية عنه وأيضًا فإنه أسلم لحرارة المعدة وأبقى عليها من أن يهجم عليها البارد وهلة واحدة فيطفيء الحرارة الغريزية ويؤدي إلى فساد مزاج المعدة والكبد وإلى أمراض رديئة وقد علم بالتجربة أن ورود الماء على الكبد بالعب يؤلمها ويضعف حرارتها ولهذا قال صلى الله عليه وسلم الكباد من العب والكباد بضم الكاف وتخفيف الباء وجع الكبد وإذا ورد بالتدريج شيئًا فشيئًا لم يضاد حرارتها ولم يضعفها ومثاله صب الماء البارد على القدر وهي تفور لا يضره صبه قليلاً قليلاً (حم ق 4) عن أنس بن مالك

(كان إذا شرب تنفس مرتين) قال المناوي أي تنفس في أثناء الشرب مرتين فيكون قد شرب ثلاث مرات وسكت عن التنفس الأخير لكونه ضروريًا فلا تعارض (ت هـ) عن ابن عباس وإسناده ضعيف

(كان إذا شرب تنفس في) شربه من (الإناء ثلاثًا) يعني كان يشرب بثلاث دفعات (يسمى عند كل نفس) بفتح الفاء أي أول كل مرة (ويشكر) الله تعالى (في آخرهن) أي يقول الحمد لله إلى آخر ما مر والحمد رأس الشكر كما في حديث ابن السني (طب) عن ابن مسعود قال المناوي ضعيف من طريقه

(كان إذا شهد جنازة) أي حضرها (أكثر الصمات) بضم الصاد السكوت (وأكثر حديث نفسه) في أهوال الموت وما بعده فإن قيل حديث النفس لا يطلع عليه الناس فما مستند الراوي في الإخبار بذلك فيحتمل أنه أخبر بذلك اعتمادًا على قرينة الحال أو أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بذلك (ابن المبارك وابن سعد عن عبد العزيز بن أبي رواد) قال الشيخ بشدة الواو (مرسلاً)

(كان إذا شهد جنازة رؤيت) قال الشيخ بضم الراء وكسر الهمزة وفتح المثناة التحتية (عليه كآبة) بالمد قال في النهاية الكآبة تغيير النفس بالانكسار ومن شدة الهم والحزن (وأكثر حديث النفس) في أحوال الآخرة (طب) عن ابن عباس

(كان إذا شيع جنازة علا كربه) قال العلقمي الكرب بفتح الكاف

ص: 68

وسكون الراء بعدها موحدة هو ما يدهم المرء مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه (وأقل الكلام وأكثر حديث نفسه) فتفكرًا فيما إليه المصير (الحاكم في الكنى) والألقاب (عن عمران بن حصين) بالتصغير

(كان إذا صعد المنبر) للخطبة (سلم) قال العلقمي يسن للإمام السلام على الناس عند دخوله المسجد يسلم على من هناك وعلى من عند المنبر إذا انتهى إليه وإذا وصل أعلى المنبر وأقبل على الناس بوجهه يسلم عليهم ولزم السامعين الرد عليه وهو فرض كفاية وسلامه بعد الصعود هو مذهبنا ومذهب الأكثرين وبه قال ابن عباس وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز والأوزاعي والإمام أحمد وقال مالك وأبو حنيفة يكره (هـ) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان إذا صلى الغداة) أي الصبح (جاءه خدم أهل المدينة بانيتهم فيها الماء فما يؤتى بإناء الأغمس يده فيه) للتبرك بيده الشريفة (حم م) عن أنس

(كان إذا صلى الغداة جلس في مصلاه) يذكر الله تعالى كما في رواية الطبراني (حتى تطلع الشمس) فيه استحباب الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس مع ذكر الله تعالى (حم م 3) عن جابر بن سمرة

(كان إذا صلى بالناس الغداة أقبل عليهم بوجهه فقال هل فيكم مريض أعوده فإنه قالوا لا قال فهل فيكم جنازة أتبعها فإن قالوا لا قال من رأى منكم رؤيا يقصها علينا) أي لنعبر هاله (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب

(كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع) قال المناوي للراحة من تعب القيام (على شقه الأيمن) قال العلقمي قال في الفتح قيل الحكمة فيه أن القلب في جهة اليسار فلو اضطجع عليه لاستغرق نومًا لكونه أبلغ في الراحة بخلاف اليمنى فيكون القلب معلقًا فلا يستغرق قال شيخ الإسلام زكريا روى أبو داود بإسناد صحيح إذا صلى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه فيندب الفصل بين صلاة الصبح وسنته بالاضطجاع وإن لم يتجهد لظاهر هذا الحديث ولا يكفي الفصل بالتحدث ولا بالتحول (خ) عن عائشة

(كان إذا صلى صلاة أثبتها) قال المناوي أي دوام عليها بأن يواظب على إيقاعها في ذلك الوقت أبدًا وسبب هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نسى سنة الظهر البعدية وقيل سنة العصر فتذكرها بعد صلاة العصر فصلاها وداوم عليها فسألت عائشة عن ذلك فذكره (م) عن عائشة

(كان إذا صلى) قال المناوي أي أراد أن يصلي ويحتمل فرغ من صلاته (مسح بيده اليمنى على رأسه ويقول بسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم اللهم اذهب عني الهم والحزن) يحتمل أن العطف للتفسير وقال المناوي الهم منا يهم الإنسان والحزن هو الذي يظهر منه في القلب ضيق وخشونة وقيل هما ما يصيب القلب من الألم لفوت محبوب (خط) عن أنس بن مالك

(كان إذا صلى الغداة في سفر مشى عن راحلته قليلاً) قال المناوي وتمامه عند مخرجه وناقته نقاد (حل هق) عن أنس

(كان إذا طاف بالبيت استلم الحجر والركن) اليماني زاد في رواية وكبر (في كل طواف) أي في كل طوفة (ك)

ص: 69

عن ابن عمر وهو حديث صحيح

(كان إذا ظهر في الصيف استحب أن يظهر ليلة الجمعة وإذا دخل البيت في الشتاء استحب أن يدخل ليلة الجمعة) تيمنًا وتبركًا بها (ابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن عائشة)

(كان إذا عرس) بمهملات مفتوحات والراء مشددة أي نزل وهو مسافرًا آخر الليل للنوم والاستراحة (وعليه ليل) أي زمن ممتد منه (توسد يمينه) أي جعل يده اليمنى وسادة لرأسه ونام نوم المتمكن لبعده من الصبح (فإذا عرس قبل الصبح) أي قبيله (وضع رأسه على كفه اليمنى) وأقام ساعده لئلا يتمكن من النوم فتفوته الصبح كما وقع في قصة الوادي (حم حب ك) عن أبي قتادة بأسانيد صحيحة

(كان إذا عصفت الريح) أي اشتد هبوبها (قال اللهم إني اسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به) قال العلقمي وتمامه كما في مسلم قالت أي عائشة وإذا تخيلت السماء تغير لونه وخرج ودخل وأقبل وأدبر فإذا مطرت سرى عنه فعرفت ذلك فسألته فقال لعله يا عائشة كما قال تعالى فلما راوه عارضًا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا الآية وكان خوفه صلى الله عليه وسلم أن يعاقبوا بعصيان العصاة كما عوقب قوم عاد وسروره بزوال الخوف قال أبو عبيد وغيره وتخيلت السماء من المخيلة بفتح الميم وهي سبحانه فيها رعد وبرق تخيل إليه أنها ماطرة ويقال أخالت إذا تغيرت (حم م ن) عن عائشة

(كان إذا عطس) بفتح الطاء (حمد الله) بكسر الميم (فيقال له يرحمك الله فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم) أي حالكم (حم طب) عن عبد الله بن جعفر وإسناده حسن

(كان إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض بها صوته) قال المناوي وفي رواية لأبي نعيم خمر وجهه وفاه (د ت ك) عن أبي هريرة وإسناده صحيح

(كان إذا عمل عملاً أثبته) تقدم معناه قريبًا في كان إذا صلى (م د) عن عائشة

(كان إذا غزى) أي خرج للغزو قال اللهم أنت عضدي أي معتمدي في جميع الأمور سيما في الحرب وأنت نصيري وبك أقاتل العدو (حم د ت هـ حب) والضياء المقدسي عن أنس وأسانيده صحيحة

(كان إذا غضب أحمرت وجنتاه) وهذا لا ينافي ما وصف به من الرحمة (طب) عن ابن مسعود وعن أم سلمة

(كان إذا غضب وهو قائم جلس وإذا غضب وهو جالس اضطجع فيذهب غضبه) لأن ذلك أبعد عن المسارعة إلى الانتقام وسكن الحدة ابن أبي الدنيا في كتاب ذم الغضب عن أبي هريرة

(كان إذا غضب لم يجترء) قال الشيخ بسكون الهمزة (عليه أحد إلا علي) بن أبي طالب لما يعلمه من مكانته عنده وتمكن وده من قلبه بحيث يتحمله في حال حدته (كل ك) عن أم سلمة

(كان إذا غضبت عائشة عرك بأنفها) بزيادة الموحدة ملاطفًا لها (وقال يا عويش) منادي مصغر مرخم (قولي اللهم رب محمد اغفر ذنبي واذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن) أي الفتن المضلة فمن قال ذلك بصدق وإخلاص ذهب غضبه (ابن السني عن عائشة)

(كان إذا فاتته) الركعات (الأربع) المطلوبة (قبل الظهر) بأن صلى الظهر قبل فعلها (صلاها بعد الركعتين) اللتين (بعد الظهر) قال العلقمي قال

ص: 70

الدميري إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لأن التي بعد الظهر هي التي تجبر الخلل الواقع في الصلاة فاستحقت التقديم وأما التي قبله فإنها وإن كانت أيضًا جابرة فسنتها التقديم على الصلاة وتلك تابعة فكان تقديم التابع الجابر أولى من غيره (هـ) عن عائشة وإسناده حسن

(كان إذا فرغ من) أكل (طعامه قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين) فيسن قول ذلك عقب الفراغ من الأكل (حم ع) والضياء عن أبي سعيد الخدري بإسناد حسن

(كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه) أي على قبره هو وأصحابه (فقال استغفروا لأخيكم) في الإسلام (وسلوا) الله (له التثبيت) أي اطلبوا له منه أن يثبت لسانه وجنانه لجواب الملكين (فإنه الآن يسأل) أي يسأله الملكان منكر ونكير فهو أحوج إلى الدعاء (د) عن عثمان بن عفان بإسناد حسن

(كان إذا فرغ من) أكل (طعامه قال اللهم لك الحمد أطعمت وسقيت وأشبعت وأرويت فلك الحمد غير مكفور) أي مجحود فضلك ونعمتك ولا مودع ولا مستغنى عنك (حم) عن رجل من بني سليم وإسناده حسن

(كان إذا فرغ من تلبيته سأل الله رضوانه) بكسر الراء (ومغفرته واستعاذ برحمته من النار) وذلك أعظم ما يسأل (هق) عن خزيمة بن ثابت

(كان إذا فقد) بالبناء للفاعل (الرجل من إخوانه) أي لم يره (ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبًا) أي مسافرًا (دعا له وإن كان شاهدًا) أي حاضرا بالبلد (زاره وإن كان مريضًا عاده) فينبغي الاقتداء به في ذلك (ع) عن أنس بإسناد ضعيف

(كان إذا قال الشيء ثلاث مرات لم يراجع) بالبناء للمفعول لوضوح ذلك بعد الثلاثة أو لهيبته (الشيرازي عن أبي حدرد) بمهملات الأسلمي

(كان إذا قال بلال) المؤذن (قد قامت الصلاة فنهض فكبر) تكبيرة التحريم ولا ينتظر فراغ بقية ألفاظ الإقامة قاعدًا (سمويه) في فوائده (طب) عن عبد الله بن أبي أوفى

(كان إذا قام من الليل) أي فيه قال العلقمي وظاهر قوله من الليل عام في كل حالة ويحتمل أن يختص بما إذا قام إلى الصلاة قلت ويدل عليه رواية إذا قام إلى التهجد ولمسلم نحوه وحديث ابن عباس يشهد له (يشوص) بفتح أوله وشين معجمة مضمومة وصاد مهملة (فاه بالسواك) أي يدلكه وينظفه وينقيه والشوص دلك الأسنان بالسواك عرضًا وقال ابن دريد الاستياك من سفل إلى علو (حم ق د ن) عن حذيفة بن اليمان

(كان إذا قام من الليل ليصلي افتتح صلاته بركعتين خفيفتين) لخفة القراءة فيهما أو لكونه يقتصر فيهما على الفاتحة لينشط لما بعدهما واستعجالاً لحل عقد الشيطان وهو وإن كان منزهًا عن عقده لكنه فعله تشريعًا (م) عن عائشة

(كان إذا قام إلى الصلاة رفع يديه) حذاء منكبيه (مدا) قال العلقمي قال ابن سيد الناس يجوزان يكون مصدرًا مختصًا كقعد القرفصا أو مصدرًا من المعنى كقعدت جلوسًا أو حالاً من فاعل رفع (ت) عن أبي هريرة بإسناد صحيح

(كان إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم) قال العلقمي قال الدميري السنة أن يقبل الخطيب على القوم في جميع

ص: 71

خطبته ولا يلتفت في شيء منها وإن يقصد قصد وجهه وقال أبو حنيفة يلتفت يمينًا وشمالاً في بعض الخطبة كما في الآذان وقال أصحابنا ويستحب للقوم الإقبال بوجوههم عليه وجاءت فيه أحاديث كثيرة ولأنه الذي يقتضيه الأدب وهو أبلغ في الوعظ وهو مجمع عليه قال إمام الحرمين سبب استقبالهم له واستقباله إياهم واستدباره القبلة أنه يخاطبهم فلو استدبرهم كان خارجًا عن عرف الخطاب فلو خالف السنة وخطب مستقبل القبلة مستدير الناس صحت خطبته مع الكراهة هكذا قطع به جمهور الأصحاب وفي وجه شاذ لا تصح خطبته وطرد الدارمي الوجه إذا استدبروه (هـ) عن ثابت بإسناد حسن (كان إذا قام في الصلاة قبض على شماله بيمينه) قال العلقمي وكيفية ذلك عند الشافعية أن يقبض بكفه اليمنى كوع اليسرى وبعض الساعد والرسغ باسطًا أصابعها في عرض المفصل أو ناشرًا لها صوب الساعد ويضعهما أي اليدين بين السرة والصدر والحكمة في جعلهما تحت الصدر أن يكونا فوق أشرف الأعضاء وهو القلب فإنه تحت الصدر (طب) عن وائل بن حجر بإسناد حسن

(كان إذا قام) قال المناوي عن جلسة الاستراحة اهـ وظاهر الحديث الإطلاق وهو المنقول في كتب الفقه (اتكأ) بالهمزة (على إحدى يديه) كالعاجن بالنون فيندب ذلك لكل مصل (طب) عنه أي عن وائل

(كان إذا قام من المجلس استغفر الله عشرين مرة ليكون كفارة لما جرى في ذلك المجلس (فأعلن) بالاستغفار أي نطق به جهرًا تعليمًا لمن حضر (ابن السني عن عبد الله الحضرمي)

(كان إذا قدم عليه الوفد) جمع وافد كصحب جمع صاحب من وفد إذا خرج لنحو ملك لأمر (لبس أحسن ثيابه وأمر علية) بكسر فسكون (أصحابه بذلك) فيه طلب التجمل في بعض الأحيان فلا ينافي خبر البذاذة من الإيمان (البغوي) في المعجم (عن جندب بن مكيث)

(كان إذا قدم من سفر) قال المناوي زاد البخاري ضحى (بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين) زاد البخاري قبل أن يجلس (ثم يثنى بفاطمة) الزهرا فيدخل إليها (ثم يأتي أزواجه) ثم يخرج إلى الناس (طب ك) عن أبي ثعلبة الخشني بإسناد حسن

(كان إذا قدم من سفر تلقى) فعل ماض مبني للمفعول (بصبيان أهل بيته) فيركب بعضهم بين يديه وبعضهم خلفه فيسن فعل ذلك (حم م د) عن عبد الله بن جعفر

(كان إذا قرأ من الليل رفع) قراءته (طور أو خفض طورا) قال ابن الأثير الطول الحالة وفيه أنه لا بأس بإظهار العمل لمن أمن على نفسه الرياء (ابن نصر عن أبي هريرة) وإسناده حسن

(كان إذا قرأ أليس ذلك بقادر على أن يحي الموتى قال بلى وإذا قرأ أليس الله بأحكم الحاكمين قال بلى) قال المناوي لأنه قول بمنزلة السؤال (ك هب) عن أبي هريرة وهو حديث صحيح

(كان إذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى) أي سورتها (قال سبحان ربي الأعلى) أي يقول ذلك عقب قراءتها ويحتمل عقب قوله الأعلى (حم د ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

(كان إذا قرب إليه طعام) ليأكله (قال بسم الله) فاصل

ص: 72

السنة يحصل بذلك والأكمل بسم الله الرحمن الرحيم (فإذا فرغ) من الأكل (قال اللهم إنك أطعمت وسقيت وأغنيت وأقنيت) قال السيوطي في تفسير قوله تعالى وأنه هو أغنى وأقنى أغنى الناس بالكفاية بالأموال وأقنى أعطي المال المتخذ قنية وهديت واجتبيت أي اخترت لدينك ولنصرته اللهم فلك الحمد على ما أعطيت (حم) عن رجل صحابي وإسناده صحيح

(كان إذا قفل) بقاف ثم فاء أي رجع وزنًا ومعنى (من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف) بفتح المعجمة والراء بعدها فاء هو المكان العالي (من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد) قال المناوي زاد الطبراني في رواية يحيى ويميت (وهو على كل شيء قدير) قال العلقمي يحتمل أنه كان يأتي بهذا الذكر عقب التكبير وهو المكان المرتفع ويحتمل أنه يكمل الذكر مطلقًا عقب التكبير ثم يأتي بالتسبيح إذا هبط قال القرطبي وفي تعقيب التكبير بالتهليل إشارة إلى أنه المنفرد بإيجاد جميع الموجودات وأنه المعبود في جميع الأماكن (آيبون) جمع آيب أي راجع وزنًا ومعنى وهو خبر مبتدأ محذوف والتقدير نحن آيبون وليس المراد الإخبار بمحض الرجوع فإنه تحصيل الحاصل بل الرجوع في حالة مخصوصة وهي تلبسهم بالعبادة المخصوصة والاتصاف بالأوصاف المذكورة (تائبون) قال العلقمي فيه إشارة إلى التقصير في العبادة أو قاله صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع أو تعليمًا لأمته أو المراد أمته وقد تستعمل التوبة لإرادة الاستمرار على الطاعة فيكون المراد أن لا يقع منهم ذنب (عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده) في إظهار دينه وكون العاقبة للمتقين (ونصر عبده) يريد نفسه يوم الخندق (وهزم الأحزاب وحده) أي من غير فعل أحد من الآدميين قال العلقمي واختلف في المراد بالأحزاب هنا فقيل هم كفار قريش ومن وافقهم من العرب واليهود الذين تحزبوا أي تجمعوا في غزوة الخندق ونزل في شأنهم سورة الأحزاب مالك (حم ق د ت) عن ابن عمر بن الخطاب

(كان إذا كان) أي وجد (الرطب لم يفطر) من صومه (الأعلى الرطب وإذا لم يكن الرطب) موجودًا (لم يفطر الأعلى التمر) لتقويته للبصر الذي أضعفه الصوم ولأنه يرق القلب (عبد بن حميد) بغير إضافة (عن جابر)

(كان إذا كان) أي وقع (يوم عيد) فكان تامة (خالف الطريق) أي رجع في غير طريق ذهابه إلى المصلى قال المناوي فيذهب في أطولهما تكثيرًا للأجر ويرجع في أقصرها اهـ قال العلقمي وهذا اختيار الرافعي وتعقب بأنه يحتاج إلى دليل وبأن أجر الخطا يكتب في الرجوع أيضًا وذكر لذلك فوائد منها أنه فعل ذلك ليشهد له الطريقان وقيل سكانهما من الجن والإنس وقيل ليسوي بينهما في مزيد الفضل بمروره أو في التبرك به أو لتشم رائحة المسك من الطريق التي يمر بها لأنه كان معروفًا بذلك وقيل لإظهار شعار الإسلام فيهما وقيل لإظهار ذكر الله وقيل ليغيظ المنافقين أو اليهود وقيل ليرهبهم بكثرة من معه وقيل فعل ذلك ليعم فقراء الطريقين

ص: 73

بالصدقة وقيل ليزور أقاربه الأحياء والأموات وقيل ليصل رحمه وقيل ليتفاءل بتغير الحال إلى المغفرة والرضى وقيل فعل ذلك لتخفيف الزحام وهذا رجحه الشيخ أبو حامد وأيده المحب الطبري وقيل لأن الملائكة تقف في الطرقات فاراد أن يشهد له فريقان منهم وقال ابن أبي حمزة هو في معنى قول يعقوب لبنيه لا تدخلوا من باب واحد فأشار إلى أنه فعل ذلك حذرًا من إصابة العين وأشار صاحب الهدى إلى أنه فعل ذلك لجميع ما ذكر من الأشياء المحتملة القريبة وهل يختص ذلك بالإمام أم لا قال العلقمي والذي في الأم أنه يستحب للإمام والمأموم وبه قال أكثر الشافعية وقال الرافعي لم يتعرض في الوجيز إلا للإمام اهـ وبالتعميم قال أكثر أهل العلم (خ) عن جابر

(كان إذا كان مقيمًا اعكتف العشر الأواخر من رمضان وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين) أي الأوسط والأخير من رمضان وفيه أن الاعتكاف يشرع قضاؤه (حم) عن أنس بإسناد حسن

(كان إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض) إلى القيام عن الجلسة الثانية (حتى يستوي قاعدًا) قال العلقمي قال ابن رسلان فيه دليل على مشروعية جلسة الاستراحة وهي جلسة خفيفة بعد السجدة الثانية في كل ركعة يقوم عنها قلت ولو صلى أربع ركعات بتشهد جلس للاستراحة في كل ركعة منها لأنها إذا ثبتت في الأوتار فجعل التشهد أولى وأما خبر وائل بن حجر أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من السجود استوى قائمًا فغريب أو محمول على بيان الجواز (د ت) عن مالك بن الحويرث

(كان إذا كان صائمًا أمر رجلاً فأوفى) أي أشرف (على شيء) عال يرتقب الغروب (فإذا قال غابت الشمس أفطر (ك) عن سهل بن سعد الساعدي (طب) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا كان راكعًا أو ساجدًا قال سبحانك) زاد في رواية ربنا (وبحمدك استغفرك وأتوب إليك) ويكرره ثلاثًا (طب) عن ابن مسعود بإسناد حسن

(كان إذا كان قبل التروية بيوم) وهو سابع الحجة ويوم التروية ثامنه (خطب الناس) بعد صلاة الظهر أو الجمعة خطبة فردة عند باب الكعبة (فأخبرهم بمناسكهم) الواجبة والمندوبة فيسن ذلك للإمام أو نائبه (ك هق) عن ابن عمر وهو حديث صحيح

(كان إذا كبر للصلاة نشر أصابعه) مفرقًا بينها رافعًا لها بحيث تحاذى راحتاه منكبيه (ت ك) عن أبي هريرة

(كان إاذ كربه أمر) أي شق عليه وأهمه شأنه (قال يا حي يا قيوم برحمتك استغيث (ت) عن أنس بن مالك

(كان إذا كره شيئًا رؤى) قال الشيخ بضم الراء وكسر الهمزة وفتح المثناة التحتية (ذلك في وجهه) أي عرف أنه كرهه بتغير وجهه من غيران يتكلم به (طس) عن أنس

(كان إذا لبس قميصًا بدأ بميامنه) أي ادخل اليد اليمنى في القميص أولاً (ت) عن أبي هريرة وإسناده صحيح

(كان إذا تبعه أحد من أصحابه فقام) أي وقف ذلك الأحد (معه) أي مع النبي صلى الله عليه وسلم (قام) أي وقف النبي صلى الله عليه وسلم (معه) أي مع ذلك الأحد (فلم ينصرف حتى يكون الرجل هو الذي

ص: 74

ينصرف عنه وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده منه) زاد في رواية ابن المبارك ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه (وإذا لقى أحدًا من أصحابه فتناول إذنه) أي قرب منها ليكلمه سرًا (ناوله إياها ثم لم ينزعها عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها عنه) أي لا ينحي غذنه عن فمه حتى يفرغ الرجل من حديثه (ابن سعد عن أنس) بن مالك

(كان إذا لقيه الرجل من أصحابه مسحه) أي مسح يده بيده يعني صافحه (ودعا له) قال المناوي تمسك به مالك على كراهة معانقة القادم وتقبيل يده ونوزع (ن) عن حذيفة بن اليمان بإسناد حسن

(كان إذا لقى أصحابه لم يصافحهم حتى يسلم عليهم) إعلامًا لهم بأن السلام هو التحية العظمى تحية أهل الجنة في الجنة فيندب تقديم السلام على المصافحة (طب) عن جندب

(كان إذا لم يحفظ اسم الرجل) الذي يريد نداه (قال له يا ابن عبد الله ابن السني عن جارية الأنصارية) قال الشيخ بالجيم

(كان إذا مر بآية خوف تعوذ) بالله من النار (وإذا مر بآية رحمة سأل الله) الرحمة والجنة (وإذا مر بآية فيها تنزيه لله سبح) قال المناوي أي قال سبحان ربي الأعلى قال النووي فيه استحباب هذه الأمور لكل قارئ في الصلاة أو غيرها (حم م 4) عن حذيفة بن اليمان

(كان إذا مر بآية فيها ذكر النار قال ويل لأهل النار أعوذ بالله من النار) فيسن ذلك لكل قارئ اقتداء به صلى الله عليه وسلم (ابن قانع) في معجمه (عن أبي ليلى) بإسناد حسن

(كان إذا مر بالمقابر أي مقابر المؤمنين (قال السلام عليكم أهل الديار) أي المقابر (من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات والصالحين والصالحات وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) قيد بالمشيئة للتبرك والتفويض إلى الله تعالى (ابن السني عن أبي هريرة) بإسناد ضعيف

(كان إذا مرض أحد من أهل بيته نفث) أي نفخ (عليه) نفخًا لطيفًا بلا ريق (بالمعوذات) بكسر الواو قال العلقمي قال النووي فيه استحباب النفث في الرقية وعليه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وكان مالك ينفث إذا رقى نفسه وكان يكره الرقية بالحديد والملح والذي يعقد والذي يكتب خاتم سليمان والعقد عنده أشذ كراهة لما في ذلك من مشابهة السحر وإنما خص المعوذات لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملةً وتفصيلاً ففيها الاستعاذة من شر ما خلق فيدخل فيه كل شيء ومن شر النفاثات في العقد وهن السواحر ومن شر حاسد إذا حسد ومن شر الوسواس الخناس (م) عن عائشة

(كان إذا مشى لم يلتفت) قال المناوي لأنه كان يواصل السير ويترك التواني ومن يلتفت لابد له من أدنى وقفة أو لئلا يشغل قلبه بمن خلفه اهـ وهذا لا ينافيه ما تقدم من أنه كان إذا التفت التفت جميعًا لا مكان حمل ما تقدم على غير حالة المشي أو ما هنا على الغالب (ك) عن جابر

(كان إذا مشى مشى أصحابه أمامه) لأن المشي خلف الشخص صفة المتكبرين وكان سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم (لا متكبرًا ولا متجبرًا أو تركوا ظهره للملائكة)

ص: 75

يحرسونه من أعدائه (هـ ك) عن جابر بن عبد الله

(كان إذا مشى أسرع حتى يهرول الرجل وراءه فلا يدركه) قال في النهاية الهرولة بين المشي والعدو وقال في المصباح هرول هرولة أسرع في مشيه دون الخبيب وقد تقدم أنه كان مع ذلك يمشي على هيئته والجواب عنه (ابن سعد عن يزيد بن مرئد مرسلاً)

(كان إاذ مشى أقلع) قال في النهاية إذا مشى تقلع أراد قوة مشيه كأنه يرفع رجليه من الأرض رفعًا قويًا لا كمن يمشي احتيالاً ويقارب خطاه فإن ذلك من مشي النساء ويوصف به (طب) عن ابن عنبة بكسر ففتح

(كان إذا مشى كأنه يتوكأ) قال الأزهري الإيكاء في كلام العرب بمعنى السعي الشديد (د ك) عن أنس بإسناد صحيح

(كان إذا نام نفخ) أي علا نفسه وارتفع وقال المناوي من النفخ وهو إرسال الهواء من مبعثه بقوة قال العلقمي وأوله وتمامه كما في مسلم عن عبد الله بن عباس قال نمت عند خالتي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها تلك الليلة فتوضأ قام فصلى فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة ثم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ فيه أن الجماعة في غير المكتوبة صحيح (حم ق) عن ابن عباس

(كان إذا نام من الليل) عن تهجده (أو مرض) فمنعه المرض منه (صلى) بدل ما فاته منه (من النهار) أي فيه ثنتا عشرة ركعة قال المناوي أي وإذا شفى يصلي بدل تهجد كل ليلة ثنتي عشرة ركعة (م) عن عائشة

(كان إذا نام) أي أرد النوم (وضع يده اليمنى تحت خده) زاد في رواية الأيمن (وقال اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك) قال المناوي زاد في رواية يقول ذلك ثلاثًا والظاهر أنه كان يقرأ بعد ذلك الكافرون ويجعلها خاتمة كلامه (حم ت ن) عن البراء بن عازب (حم ن) عن حذيفة بن اليمان (حم هـ) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(كان إذا نزل منزلاً) في سفره لنحو استراحة (لم يرتحل منه حتى يصلي الظهر) قال المناوي ى أن أراد الرحيل في وقته فإن كان في وقت فرض غيره فالطاهر أنه كذلك فالظهر مثال (حم د ن) عن أنس بن مالك بإسناد حسن

(كان إذا نزل منزلاً في سفره أو دخل بيته) يحتمل عند رجوعه من السفر ويحتمل الإطلاق وهو ظاهر الحديث فكان كلما دخل (لم يجلس حتى يركع ركعتين) فيندب ذلك اقتداء به صلى الله عليه وسلم (طب) عن فضالة بن عبيد

(كان إذا نزل عليه الوحي ثقل لذلك وتحدر جبينه عرقًا) بالتحريك تمييز (كأنه جمان) بضم الجيم وتخفيف الميم أي لؤلؤ لثقل الوحي عليه (وإن كان في البرد) لضعف القوة البشرية عن تحمل مثل ذلك الوارد العظيم (طب) عن زيد بن ثابت بإسناد صحيح

(كان إذا نزل عليه الوحي صدع) بالبناء للمفعول أي أصابه الصداع أي وجع عن أبي هريرة

(كان إذا نزل به هم أو غم قال يا حي يا قيوم برحمتك استغيث) استعين

ص: 76

وانتصر (ك) عن ابن مسعود

(كان إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي فيه ركعتين) غير الفرض (هق) عن أنس

(كان إذا نظر وجهه) أي صورة وجهه (في المرآة) بالمد (قال الحمد لله الذي سوى خلقي) بفتح فسكون (فعدله وكرم صورة وجهي فحسنها وجعلني من المسلمين) ابن السني عن أنس

(كان إذا نظر في المرآة قال الحمد لله الذي حسن خلقي) بسكون اللام (وخلقي) بضمها (وزان مني ما شان من غيري) أي يقول الأول تارة وهذا أخري (وإذا اكتحل جعل في عين اثنين) أي في كل واحدة اثنين (وواحدة بينهما) قال المناوي أي في هذه أو هذه ليحصل الإيثار المطلوب انتهى وقال الشيخ أي يجعل في كل عين مرودين وواحدًا يقسم بينهما فالمجموع وتر وهو خمس مراود وثلاث في كل عين (وكان إذا لبس نعليه بدأ باليمين) أي بإنعال الرجل اليمين (وإذا خلع خلع اليسرى) أي بدأ بخلعها (وكان إذا دخل المسجد أدخل رجله اليمنى وكان يحب التيمن في كل شيء أخذًا وعطاءً) ونحو ذلك مما هو من باب التكريم (ع طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(كان إذا نظر إلى البيت) أي الكعبة (قال اللهم زد بيتك هذا تشريفًا وتعظيمًا وتكريمًا وبرًا ومهابةً) أي إجلالاً وعظمةً (طب) عن حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة والتنوين بإسناد ضعيف

(كان إذا نظر إلى الهلال قال اللهم اجعله هلال يمن ورشد) أي يسر لنا فيه صلاح الدنيا والدين (آمنت بالذي خلقك فعدلك تبارك الله أحسن الخالقين) ابن السني عن أنس) بن مالك

(كان إذا هاجت ريح استقبلها بوجهه وحبا على ركبتيه) أي قعد عليهما (ومد يديه) للدعاء (وقال اللهم إني اسألك من خير هذه الريح وخير ما أرسلت به وأعوذ بك من شرها وشر ما أرسلت به اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابًا اللهم اجعلها رياحًا ولا تجعلها ريحًا) فالمجموعة يراد بها الرحمة والمفردة يراد بها العذاب ولم ترد في القرآن مفردة والمراد بها الرحمة إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى وجرين بهم بريح طيبة (طب) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان إذا وقع بعض أهله) أي جامع بعض زوجاته (فكسل أن يقوم) ليغتسل أو يتوضأ (ضرب يده) مفرد مضاف فيعم أي ضرب يديه على الحائط (فتيمم) قال المناوي فيه أنه يندب للجنب إذا لم يرد الوضوء أن يتيمم ولم أر من قال به إذا كان الماء موجودًا اهـ ورأيت بهامش نسخة قال إمام الحرمين إذا كسل عن وضوء السنة مع وجود الماء تيمم (طس) عن عائشة

(كان إذا وجد الرجل راقدًا على وجهه) أي مضطجعًا عليه (ليس على عجزه شيء) يستره (ركضه برجله) أي ضربه بها ليقوم (وقال هي أبغض الرقدة) قال الشيخ بكسر الراء (إلى الله) تعالى ومن ثم قيل أنها نوم الشياطين (حم) عن الشريد بن سويد) قال الشيخ حديث حسن

(كان إذا ودع رجلاً أخذ بيده فلا يدعها) أي يتركها (حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده ويقول هو استودع الله دينك وأمانتك وخواتم عملك) أي أكل كل ذلك منك إلى الله واستحفظه إياه ومن توكل على الله كفاه

ص: 77

قال المناوي عن جده الشرف المناوي والأمانة هنا ما يخلفه الإنسان في البلد التي سافر منها (حم ت ن هـ ك) عن ابن عمر قال الشيخ حديث صحيح

(كان إذا وضع الميت في لحده قال بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله) فيندب لمن يدخل الميت القبر أن يقول ذلك قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ويسن التلقين بعد الدفن فيجلس عند رأسه إنسان ويقول يا فلان ابن فلان أو يا عبد الله ابن أمة الله اذكر العهد الذي خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأنك رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبينا وبالقرآن إمامًا وبالكعبة قبلة وبالمؤمنين إخوانًا ولا يلقن الطفل ونحوه ممن لم يتقدمه تكليف لأنه لا يفتن في قبره (ن هـ هق) عن ابن عمر بإسناد حسن

(كان أرحم الناس بالصبيان والعيال) قال المناوي قال النووي هذا هو المشهور وروى بالعباد وكل منهما صحيح (ابن عساكر عن أنس)

(كان أكثر إيمانه) بفتح الهمزة جمع يمين (لا ومصرف القلوب) قال المناوي أي لا أفعل أو لا أقول وحق مقلب القلوب ومصرف القلوب قسم وفيه جواز الحلف بغير تحليف (هـ) عن ابن عمر

(كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب لتتقلب (قال إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله) يقلبه كيف يشاء (فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ) قال المناوي تمامه عند أحمد فنسأل الله تعالى أن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأل الله أن يهب لنا من لدنه رحمة أنه هو الوهاب (ت) عن أم سلمة بإسناد حسن

(كان أكثر دعائه يوم عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير) قال المناوي خص الخير بالذكر في مقام النسبة إليه تعالى مع كونه لا يوجد الشر إلا هو لأنه ليس شرًا بالنسبة إليه (حم) عن ابن عمرو بن العاص قال الشيخ حديث حسن

(كان أكثر ما يصوم الخميس والاثنين فقيل له) لم يخصهما بإكثار الصوم (فقال الأعمال تعرض) على الله تعالى (كل اثنين وخميس) أي فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم كما في رواية (فيغفر لكل مسلم إلا المتهاجرين) أي الا مسلمين متقطاعين (فيقول الله تعالى) لملائكته (أخروهما) حتى يصطلحا (حم) عن أبي هريرة بإسناد حسن

(كان أكثر صومه) من الشهر (السبت) قال المناوي سمي به لانقطاع خلق العالم فيه والسبت القطع (والأحد) سمي به لأنه أول أيام الأسبوع عند جمع ابتدء فيه خلق العالم (ويقول هما يوما عيد المشركين فأحب أن أخالفهم) سموا مشركين لأن النصارى تقول المسيح ابن الله واليهود تقول عزيز بن الله (حم طب ك هق) عن أم سلمة

(كان أكثر دعوة يدعونها ربنا آتنا في الدنيا حسنة) نعمة وقيل الصحة والكفاف والتوفيق للخير (وفي الآخرة حسنة) هي الجنة (وقنا عذاب النار) بعفوك وغفرانك (حم ق د) عن أنس

(كان بابه يقرع بالأظافير) أي يطرق

ص: 78

بأطراف أظافير الأصابع طرقًا خفيفًا تأدبًا معه ومهابةً له (الحاكم في) كتاب (الكنى) والألقاب (عن أنس) وإسناده ضعيف

(كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه) ليعي الوحي الذي يأتيه في نومه وكذا سائر الأنبياء ورؤيا الأنبياء وحي ولا يشكل بقصة النوم في الوادي لأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به لا ما يتعلق بالعين (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان خاتمه) بفتح التاء وتكسر (من ورق) بكسر الراء فضة (وكان فصه حبشيًا) قال العلقمي يحتمل أنه أراد من الجزع أو العقيق لأن معدئهما اليمن والحبشة وفي مفردات ابن البيطار أنه نوع من الزبرجد يكون ببلاد الحبش لونه إلى الخضرة ما هو من خواصه أنه ينقي العين ويجلو ظلمة البصر (فائدة) سئل ابن الأكفاني عن الحكمة في خلق الجواهر النفيسة فقال من وجوه أحدها ما أودعه الله تعالى فيها من الخواص الجليلة كتفريح الياقوت وتر باقية الزمرد وغير ذلك الثاني أنها تتحلى بها الغواني زيادة لجمالهن الثالث كمال قدرة الله تعالى في خلقه في تخوم الأرض وأعماق البحار جواهر تشبه نجوم السماء في الضياء والأشراق الرابع أن يكون أنموذجًا في هذه الدنيا لا مثالها في الجنة (م) عن أنس بن مالك

(كان خاتمه من فضة فصه منه (خ) عن أنس بن مالك

(كان خلقه) بالضم (القرآن) أي ما دل عليه القرآن من أوامره ونواهيه وغير ذلك (حم م د) عن عائشة

(كنا رحيمًا بالعيال) قال المناوي أي رقيق القلب رفيقًا بعياله وعيال غيره (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) بإسناد صحيح

(كان رايته سوداء) قال المناوي أي غالب لونها أسود بحيث ترى من بعد سوداء لا أن لونها أسود خالص (وكان لؤاؤه أبيض) قال ابن القيم وربما جعل فيه السواد والراية العلم الكبير واللواء العلم الصغير (هـ ك) عن ابن عباس

(كان ربما اغتسل يوم الجمعة) غسلها (وربما تركه) وقوله (أحيانًا) يشعر بأن الغالب كان الفعل وفيه دليل على عدم وجوبه (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن

(كان ربما أخذته الشقيقة) بشين معجمة وجع أحد شقي الرأس (فيمكث اليوم واليومين لا يخرج) من بيته لشدة ما به من الوجع (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن بريدة بن الحصيب

(كان ربما يضع يده على لحيته في الصلاة من غير عبث) قال المناوي فلا بأس بذلك إذا خلا عن المحذور وهو العبث ولا يلحق بتغطية الفم في الصلاة حيث كره (عدهق) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده ضعيف

(كان رحيمًا بالعيال) أي عياله وعيال غيره (الطيالسي) أبو داود (عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(كان رحيمًا) حذف المعمول ليفيد العموم (وكان لا يأتيه أحد) يسأله شيئًا (إلا وعده وأنجز له إن كان عنده) قال المناوي وإلا أمر بالاستدانة عليه (خد) عن أنس وإسناده حسن (كان شديد البطش) فقد أعطى قوة أربعين رجلاً في البطش والجماع ما في خبر الطبراني (ابن سعد عن محمد بن علي مرسلاً)

(كان طويل الصمت قيل الضحك) والمراد الصمت عما لا ثواب فيه (حم) عن جابر بن سمرة وإسناده صحيح

ص: 79

(كان فراشه نحوًا) بالنصب والتنوين أي مثلاً قريبًا (مما) أي من الفراش الذي (يوضع) أي يفرش (للإنسان) الميت (في قبره) وقد وضع في قبره صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء كان فراشه للنوم نحوها (وكان المسجد عند رأسه) أي كان إذا نام تكون رأسه إلى جانب المسجد (د) عن بغض آل أم سلمة) وإسناده حسن

(كان فراشه مسحًا) بكسر فسكون أي بلاسا من شعر أو ثوب خشن معد للفراش من صوف يشبه الكساء قال في المصباح المسح البلاس والجمع مسوح مثل حمل وحمول (ت) في الشمائل عن حفصة أم المؤمنين قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان فرشه يقال له المرتجز) قال الشيخ بصيغة اسم الفاعل قال المناوي وكان أشهب (وناقته القصواء) بضم القاف والمد وقيل بفتحها وهي التي تسمى العضبا وقيل غيرها (وبلغته الدلدل) بضم المهملتين وسكون اللام سميت به لأنها تضطرب في مشيها من شدة الجري (وحماره عفير) بالتصغير وشاته بركة (ودرعه) بكسر الدال المهملة زرديته (ذات الفضول) بالضاد المهملة (وسيفه ذو الفقار) بفتح الفاء والقاف (ك هق) عن علي

(كان فيه دعابة) بضم الدال المهملة (قليلة) أي مزاح يسير فكان يمزح قليلاً ولا يقول إلا حقًا (خط) وابن عساكر عن ابن عباس

(كان قراءته المد) أي ذات مد أي يمد ما في كلامه من حرف المد واللين (ليس فيها ترجيع) يتضمن زيادة أو نقصًا كهمز غير المهموز ومد غير الممدود (طب) عن أبي بكرة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان قميصه فوق الكعبين أي) إلى أنصاف ساقيه كما في رواية (وكان كمه مع الأصابع) أي مساو لها (ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(كان كم قيمصه إلى الرسغ) بضم الراء وسكون السين المهملة وغين معجمة ويقال الرصغ بالصاد وهو مفصل ما بين الكف والساعد قال العلقمي وجمع بعضهم بين هذا وبين الحديث الأول بأن هذا كان يلبسه في الحضر وذاك في السفر (دت) عن أسماء بينت بريد قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان كثيرًا ما يقبل عرف) ابنته (فاطمة) الزهرا قال المناوي وكان كثيرًا ما يقبلها في فمها أيضًا والعرف بالضم أعلى الرأس اهـ وقال الشيخ العرف بالمهملة والفاء الرقبة أخذا من معرفة الفرس أي منبت شعره من رقبته (ابن عساكر عن عائشة) قال الشيخ حديث ضعيف

(كان له برد) بضم فسكون قال المناوي في رواية أخضر (يلبسه) بفتح الموحدة (في العيدين والجمعة) وكان يتجمل به للوفود أيضًا (هق) عن جابر بن عبد الله قال الشيخ حديث حسن

(كان له جفنه) قال المناوي بضم الجيم وفتحها (لها أربع حلق) يحملها أربعة رجال معدة للأضياف (طب) عن عبد الله ابن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة قال الشيخ حديث حسن

(كان له حربة) بفتح فسكون رمح قصير قال الشيخ والمراد العنزة (يمشي بها) بالبناء للمفعول (بين يديه) على الأعناق (فإذا صلى ركرها بين يديه) فيجعلها سترة يصلي إليها قال المناوي وكان يمشي بها أي يتوكأ عليها أحيانًا

ص: 80

(طب) عن عصمة بن مالك قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان له حمار اسمه عفير) بضم العين المهملة وفتح الفاء تصغير عفر قال ابن حجر وهو غير يعفو على الأصح سمي به لعفرة لونه والعفرة بياض غير ناصح (حم) عن علي (طب) عن ابن مسعود وإسناده حسن

(كان له حرقة يتنشف بها بعد الوضوء) فيه أنه لا يكره التنشيف بعده بل ظاهره أنه مطلوب اقتداء به صلى الله عليه وسلم قال المناوي وكرهه جمع تمسكًا بخبر أن ميمونة أتته بمنديل فرد موجع عياض بأن الخرقة كانت لضرورة التنشيف بها لنحو شدة برود ورد المنديل لمعنى رآه فيه أو تواضعا (ت ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان له سكة) بضم المهملة وشد الكاف نوع من الطيب يجمع من الأشياء ويحتمل أن السكة وعاء للطيب (يتطيب منها (د) عن أنس وإسناده حسن

(كان له سيف محلي) بفضة أي مزين بها لأن التحلية لم تكن عامة لجميعه كما يبينه بقوله (قائمته من فضة ونعله) هي الحديدة التي في أسفل قرابه (من فضة وفيه حلق من فضة وكان يسمى ذا الفقار) سمي به لأنه كان فيه حفر متساوية وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد وكان لا يفارقه (وكان له قوس يسمى ذا السداد) بفتح المهملة (وكان له كنانه) هي جعبة السهام تسمى) بمثناة فوقية وسكون السين (ذا الجمع) بضم الجيم وكان له درع بكسر الدال وسكون الراء المهملتين (موشحة بنحاس يسمى ذات الفضول وكان له حربة تسمى النبعاء) بنون مفتوحة فموحدة ساكنة فعين مهملة وبالمد (وكان له مجن) بكسر الميم وفتح الجيم أي ترس (يسمى الذقن وكان له قوس أشقر) أي أحمر في حمرته صفاء (يسمى المرتجز) لحسن صهيله (وكان له فرء من أدهم) أي أسود (يسمى السيكب) بفتح فسكون سمي به لكثرة جريه (وكان له سرج الراج وكان له بغلة شهباء) قال المناوي أي يغلب بياضها سوادها (تسمى الدلدل) بضم الدالين أهذا هاله يوحنا ملك أيلة (وكان له ناقة تسمى القصواء وكان له حمار يسمى يعفور وكان له بساط) بكسر الموحدة (يسمى الكز) برأي مشددة (وكان له عنزة) بالتحريك (تسمى النمر) بفتح النون وكسر الميم (وكان له زكرة) بفتح الراء وسكون الكاف (سمي الصادر) سميت بذلك لأنها يصدر عنها للري أي ري الشارب منها (وكان له مرآة) بالمد (تسمى المدلة) بضم الميم وكسر الدال المهملة وشدة اللام (وكان له مقراض) بكسر الميم وضاد معجمة وهو المسمى بالمقص (يسمى الجامع وكان له قضيب) أي غصن مقطوع من شجرة (شوحظ) بضم المعجمة وفتح المهملة فظاء معجمة (يسمى الممشوق (طب) عن ابن عباس بإسناد ضعيف

(كان له فرس يقال له اللحيف) بحاء مهملة كرغيف وقيل بالتصغير سمي بذلك لطول ذنبه كأنه يلحق الأرض بذنبه وقيل هو بخاء معجمة وقيل بالجيم وحكى ابن الجوزي أنه روى بالنون بدل اللام من النحافة (خ) عن سهل بن سعد الساعدي

(كان له فرس يقال لها الظرب) بفتح المعجمة وكسر الراء (وآخر يقال له اللزاز) بكسر اللام وبزايين خفيفتين قال المناوي وجملة أفراسه سبعة وقيل

ص: 81

خمسة عشر (هق) عنه بإسناد صحيح

(كان له قدح) قال الشيخ بالتنوين اهـ ويحتمل أنه مضاف إلى قوارير أي من زجاج يشرب فيه أهداه له النجاشي (هـ) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن

(كان له قدح من عيدان) بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية ودال مهملة قال في المصباح العيدان الطول من النخل الواحدة عيدانة وكان يجعل (تحت سريره يبول فيه بالليل) قال المناوي تمامه فطلبه فلم يجده فسأل فقالوا شربته برة خادم أم سملة فقال لقد احتظرت من النار بحظار انتهى قال العلقمي قال شيخنا قال الشيخ ولي الدين يعارضه ما رواه الطبراني في الأوسط بسند جيد عن عبد الله بن مرثد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينقع بول في طست في البيت فإن الملائكة ال تدخل بيتًا فيه بول منتقع وروى ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال لا تدخل الملائكة بتيًا فيه بول قال ويجاب بأن المراد بانتقاعه طول مكثه وما يجعل في الإناء لا يطول مكثه غالبًا (د ن ك) عن أميمة بنت رقيقة) بضم ففتح فيهما مخففين ورقيقة بقافين بنت خويلد أخت خديجة أم المؤمنين وإسناده حسن

(كان له قصعة) بفتح القاف (يقال لها الغراء) قال ابن رسلان تأنيث الأغر مشتق من الغرة وهي بياض الوجه وإضاءته ويجوز أن يراد بها من الغرة وهي الشيء النفيس المرغوب فيه فتكون سميت بذلك لرغبة الناس فيها لنفاسة ما فيها أي لكثرة ما تسعه (يحملها أربعة رجال) بحلق أربعة لعظمها (د) عن عبد الله ابن بسر) وإسناده حسن

(كان له مكحلة) قال الشيخ بضم الميم والحاء وعاء الكحل (يكتحل منها) عند النوم بالأثمد (كل ليلة ثلاثًا في هذه) العين (وثلاثًا في هذه) العين (ت هـ) عن ابن عباس) قال الشيخ حديث حسن

(كان له ملحفة) بكسر الميم الملاءة يلتحف بها (مصبوغة بالورس) بفتح فسكون نبت أصفر يصبغ به يشبه الزعفران لونًا وريحًا (والزعفران) قال الشيخ وهذا قبل النهي أو محمول على الخصوصية (يدور بها على نسائه فإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء وإذا كانت ليلة هذه رشتها بالماء) أي الممزوج بالطيب ويحتمل أن ذلك إنما هو لتبريدها لكون قطر الحجاز حارًا (خط) عن أنس) وإسناده ضعيف

(كان له مؤذنًان بلال) مولى أبي بكر الصديق (وابن أم مكتوم) بالتنوين (الأعمى) وهو عمرو بن قيس واسم أم مكتوم عاتكة ولا يعارضه خبر كان له ثلاثة مؤذنين والثالث أوب محذورة لأن الأولين كانا يؤذنان بالمدينة وأبو محذورة بمكة قال العلقمي وسعد القرظ أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء مرات وفي هذا الحديث اتخاذ مؤذنين للمسجد يؤذن أحدهما قبل طلوع الفجر والآخر عند طلوعه كما كان بلال وابن أم مكتوم يفعلان قال أصحابنا وإذا احتاج إلى أكثر من مؤذنين اتخذ ثلاثة وأربعة فأكثر بحسب الحاجة وقد اتخذ عثمان رضي الله تعالى عنه أربعة لحاجة عند كثرة الناس قال أصحابنا ويستجب أن لا يزاد على أربعة إلا لحاجة ظاهرة قال أصحابنا وإذا ترتب للآذان اثنان فصاعدًا فالمستجب أن

ص: 82

أن لا يؤذنوا دفعة بل أن اتسع الوقت ترتبوا فيه فإن تنازعوا في الابتداء أقرع بينهم وإن ضاق الوقت فإن كان المسجد كبيرًا أذنوا متفرقين في إقطاره وإن كان ضيقًا وقفوا معًا وأذنوا وهذا إذا لم يؤد اختلاف الأصوات إلى تهويش فإن أدى إلى ذلك لم يؤذن إلا واحد فإن تنازعوا أقرع (م) عن ابن عمر) بن الخطاب

(كان لنعله قبالان) بكسر القاف مخففًا تثنية قبال وهو زمام النعل وهو السير الذي يجعل بين الأصابع يدخل بين الإبهام والتي تليها في قبال والأصابع الآخر في قبال (ت) عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(كان من أضحك الناس) قال العلقمي قال العلامة محمد بن يوسف الدمشقي قال أبو الحسن بن الضحاك صحت الأخبار وتظاهرت بضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موطن حتى تبدو نواجذه وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يضحك إلا تبسمًا ويمكن الجمع بينهما بأن يقال أن التبسم كان الأغلب عليه فيمكن أن يكون الناقل عنه أنه كان لا يضحك إلا تبسمًا لم يشاهد من النبي صلى الله عليه وسلم عير ما أخبر به ويكون من روى عنه أنه ضحك حتى بدت نواجذه قد شاهد ذلك في وقت ما فنقل ما شاهده فلا اختلاف بينهما لاختلاف المواطن والأوقات ويمكن أن يكون في ابتداء أمره كان يضحك حتى تبدو نواجذه في الأوقات النادرة وكان آخر أمره لا يضحك إلي تبسمًا وقد وردت عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على ذلك ويمكن أن يكون من روى عنه أنه كان لا يضحك إلا تبسمًا شاهد ضحكه حتى بدت نواجذه نادرًا فأخبر عن الأكثر وغلبه على القليل النادر على أن أهل اللغة قد اختلفوا في النواجذ ما هي فقال جماعة أن النواجذ أقصى الأضراس من الفم موضعًا فعلى هذا تحقق المعارضة ويمكن الجمع بين الأحاديث بما قلنا ومنهم من قال أن النواجذ هي الأنياب وقال آخرون هي الضواحك فعلى هذا لا يكون في ظاهر الأخيار معارضة لأن المتبسم يلزمه ذلك قال في النهاية النواجذ بكسر الجيم وبالذال المعجمة وهي من الأسنان الضواحك وهي التي تبدو عند الضحك والأكثر الأشهر أنها أقصى الأسنان والمراد الأول لأنه ما كان يبلغ به الضحك حتى تبدو أضراسه كيف وقد تقدم أن جل ضحكه التبسم وأن أريد بها الأضراس فالوجه فيه أن يراد به مبالغة ومثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك وهو أقيس القولين لاشتهار النواجذ وآخر الأسنان (وأطيبهم نفسًا بل كان) أجود الناس على الإطلاق وأحسنهم خلقًا (طب) عن أبي إمامة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان من أفكه الناس) قال المناوي أي من أمزجهم إذا خلا بنحو أهله اهـ وقال العلقمي قال في النهاية الفاكه المازح والاسم الفكاهة وقال في المصباح الفكاهة بالضم المزاح لانبساط النفس بها (ابن عساكر كرعن أنس)

(كان مما يقول) قال المناوي أي كان كثيرًا ما يقول (للخادم ألك حاجة) أي كان كثيرًا ما يفعل ذلك بخادمه وخادم غيره اهـ ويحتمل أن من للتبعيض أي كان بعض ما يقوله للخادم ألك حاجة (حم) عن رجل) قال العلقمي بجانبه

ص: 83

علامة الحسن

(كان له ناقة تسمى) قال المناوي بضم فسكون (العضبا) ء بفتح فسكون وبالمد (وبغلته الشهباء وحماره) يمسمى يعفور بمثناة تحتية وعين مهملة ساكنة وفاء وجاريته تسمى خضرة بفتح الخاء وسكون الضاد المعجمتين (هق) عن جعفر بن محمد عن أبيه مرسلاً قال الشيخ حديث حسن

(كان لا يأخذ بالقرف) بفتح القاف وسكون الراء وفاء قال في النهاية القرف التهمة والجمع القراف (ولا يقبل قول أحد على أحد) وقوفًا مع العدل (حل) عن أنس) وإسناده ضعيف

(كان وسادته) بكسر الواو ومخدته (التي ينام عليها بالليل من آدم) بفتحتين جمع أدمة أو أديم الجلد المدبوغ (حشوها ليف) وهذا يدل على كمال زهده (حم د ت هـ) عن عائشة وإسناده حسن

(كان لا يؤذن له في العيدين) ولا يقام بل ينادي الصلاة جامعة (م ت) عن جابر بن سمرة

(كان لا يأكل الثوم) بضم المثلثة ى النئ (ولا الكرات) بضم الكاف (ولا البصل) كذلك (من أجل أن الملائكة تأتيه وأنه يكلم جبريل) فكان يكره أكل كل ذلك لئلا تتأذى الملائكة (حل خط) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان لا يأكل الجراد ولا الكلوتين) بضم الكاف لقربهما من الفضلات (ولا الضب) أي كان يعاف المذكورات (من غير أن يحرمها) وقد أكل الضب لى مائدته وهو ينظر (ابن صضري في أماليه) الحديثية (عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان لا يأكل متكأ) أي مائلاً على أحد شقية مستمدًا عليه وحده لا أن المراد الاعتماد على وطاء تحته مع الاستواء كما وهم (ولا يطأ عقبه) أي لا يمشي خلفه (رجلان) ولا أكثر كما تفعل الملوك يتبعهم الناس كالخدم (حم) عن ابن عمرو بن العاص بإسناد حسن

(كان لا يأكل من هدية حتى يأمر صاحبها أن يأكل منها للشاة) أي لأجل قصة الشاة (التي أهديت له) يوم خيبر وفيها سم فأكلوا منها فمات بعض صجبه وصار المصطفى يعاوده الأذى حتى توفى (طب) والبزار عن عمار بن ياسر وإسناده صحيح

(كان لا يتطير) أي لا يسيء الظن بالله ولا يفر من قضائه وقدره ولا يرى الأسباب مؤثرة في حصول المكروه (ولكن) كان (يتفائل) أي إذا سمع كلامًا حسنًا تيمن به تحسينًا لظنه بربه (الحكيم) في نوادره (البغوي) في معجمه (عن بريدة) ابن الخصيب بإسناد حسن

(كان لا يتعار من الليل إلا أجرى السواك على فيه) فالسواك يتأكد في مواضع منها الاستيقاظ من النوم (ابن نصر عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان لا يتوضأ بعد الغسل) قال المناوي أي كان إذا توضأ قبله لا يأتي به بعده اهـ قال العلقمي قال لبن رسلان قال النووي وغيره لو أفاض الماء على جميع بدنه من غير وضوء صح غسله واستباح به الصلاة وغيرها ولكن الأفضل أن يتوضأ قال وتحصل الفضيلة بالوضوء قبل الغسل وبعده اهـ والأفضل تقديم الوضوء (حم ت ن هـ ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(كان لا يتوضأ من موطئ) قال العلقمي قال شيخنا لفظ الحاكم كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا تتوضأ من موطئ وهو بفتح الميم وسكوت

ص: 84

الواو وكسر الطاء مهموز قال الخطابي ما يوطأ من الأذى في الطريق وأصله الموطوء قال وأراد بذلك أنهم لا يعيدون الوضوء للأذى إذا أصاب رجلهم لا إنهم كانوا إلا يغسلون أرجلهم ولا ينظفونها من الأذي إذا أصابها وحمله البيهقي على النجاسة اليابسة وإنهم كانوا لا يغسلون الرجل من مسها وقال الشيخ ولي الدين يحتمل أن يحمل الوضوء هنا على اللغوي وهو التنظيف ويكون المعنى أنهم كانوا لا يغسلون أرجلهم من الطين ونحوه مما يمشون عليه بل يبنون على أن الأصل فيه الطهارة (طب) عن أبي إمامة بإسناد ضعيف

(كان لا يجد من الدقل) بفتح الدال المهملة والقاف ردئ التمر ويابسه (ما يملا بطنه) هذا مسوق لما كان عليه من الأعراض عن الدنيا وعدم الاهتمام بملاذها ونعيمها (طب) عن النعمان ابن بشر قال الشيخ حديث صحيح

(كان لا يجيز على شهادة الإفطار) من رمضان (إلا رجلين) ظاهره ولو صاموا ثلاثين يومًا وهو ما عليه المالكية إذا كانت السماء مصحيه (هق) عن ابن عباس وابن عمر بإسناد حسن

(كان لا يحدث) يحتمل بناؤه للمفعول وبناؤه للفاعل (حديثًا إلا تبسم) أي حديثًا يناسبه التبسم قال في المصباح تبسم تبسمًا من باب ضرب ضحك قليلاً من غير صوت وابتسم وتبسم كذلك ويقال هو دون الضحك (حم) عن أبي الدرداء قال الشيخ حديث حسن

(كان لا يخرج) من بيته (يوم الفطر) إلى المصلى (حتى يطعم) بفتح الياء والعين أي يأكل (ولا يطعم يوم انتحر حتى يذبح) الأضحية فيأكل منها قال العلقمي قال الدميري قال أصحابنا السنة أن يأكل يوم الفطر قبل الصلاة وعكسه في الأضحى حتى يفرغ من الصلاة فإن لم يأكل قبل الخروج فليأكل قبل الصلاة ويستحب كون المأكول تمرًا وكونه وترًا قال الشافعي في الأم ونحن نأمر من أتى الصلاة أن يأكل ويشرب قبل أن يغدو إلى المصلى فإن لم يفعل أمرناه بذلك في طريقه أو المصلى إن أمكنه فإن لم يفعل ذلك فلا شيء عليه ويكره له أن لا يفعل هذا نصه بحروفه وقال بعضهم لأن الفطر كان في ابتداء الإسلام محرمًا قبل الصلاة فقدم ليعلم نسخه والسنة في عيد الأضحى أن لا يمسك عن الأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من نسكه وإنما فرق بينهما لأن السنة أن يتصدق في عيد الفطر قبل الصلاة فاستحب له الأكل ليشارك المساكين في ذلك والصدقة في عيد النحر إنما هي بعد الصلاة من الأضحية فاستحب موافقتهم ولأن ما قبل يوم الفطر يحرم فيه الأكل فندب الأكل فيه قبل الصلاة فيتميز عما قبله وفي الأضحى لا يحرم الأكل قبله فاخر ليتميز (حم ت هـ ك) عن بريدة قال الشيخ حديث صحيح

(كان لا يدخر شيأ لغد) لمزيد ثقته بربه أي لا يدخره ملكًا بل تمليكًا فلا ينافي أنه أدخر قوت سنة لعياله فإنه كان خازنًا قاسمًا فلما وقع المال بيده قسم لعياله كما قسم لغيرهم فإن لهم حقًا في الفيء قال بعض الصوفية ولا بأس بإدخار القوت لا مثالنا لأن النفس إذا أخرجت قوتها اطمأنت وحقق بعضهم يقال من كانت نفسه مطمئنة بربها كانت عيناه وسكونه إليه لا يلتفت لذلك (ت) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

• (كان لا يدع

ص: 85

أربعًا) من الركعات (قبل الظهر) قال العلقمي قال شيخ شيوخنا قال الداردي وقع في حديث ابن عمران قبل الظهر ركعتين وفي حديث عائشة أربعًا وهو محمول على أن كل واحد منهما وصف ما رأى قال ويحتمل نسيان ابن عمر ركعتين من الأربع قلت هذا الاحتمال بعيد والأولى أن يحمل على حالين فكان تارة يصلي ثنتين وتارة يصلي أربعًا وقيل هو محمول على أنه كان في المسجد يقتصر على ركعتين وفي بيته يصلي أربعًا ويحتمل أن يكون يصلي إذا كان في بيته ركعتين ثم يخرج إلى المسجد فيصلي ركعتين فرأى ابن عمر ما في المسجد دون ما في بيته وأطلعت عائشة على الأمرين ويقوى الأول ما رواه أحمد وأبو داود في حديث عائشة رضي الله عنها كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعًا ثم يخرج وقال أبو جعفر الطبري الأربع كانت في كثير من أحواله والركعتان في قليلهما (وركعتين قبل الغداء) أي الصبح وكان يقول أنهما خير من الدنيا وما فيها (خ د ن) عن عائشة

(كان لا يدع قيام الليل) أي التهجد وهو الصلاة به بعد النوم (وكان إذا مرض أو كسل) كعرج (صلى قاعدًا) ومع ذلك فصلاته قاعدًا كصلاته قائمًا في الأجر بخلاف غيره قال العلقمي هكذا رواه ابن خزيمة في صحيحه وروى عن ابن حبان في صحيحه عن أم سلمة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته وهو جلس وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه صاحبه وإن كان يسيرًا (دك) عن عائشة

(كان لا يدع ركعتي الفجر) أي صلاة سنة الصبح (في السفر ولا في الحضر ولا في الصحة ولا في السقم) بفتحتين المرض أو المرض الطويل قال في الصحاح السقم والسقم مثل حزن وحزن وقد سقم بالكسر يسقم فهو سقيم فيهما أفضل الرواتب ما عدا الوتر (خط) عن عائشة

(كان لا يدع صوم أيام) الليالي (البيض) الثالث عشر وتالييه قال العلقمي وسميت بيضًا لأن القمر طلع فيها من أولها إلى آخرها (في سفر ولا حضر) أي كان يلازم صومهما فيهما (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن

(كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه) ببناء الفعلين للمفعول وحذف النون للتخفيف وذلك لعظيم تواضعه وبراءته من الكبر الذي هو شأن الملوك وأتباعهم (طب) عن ابن عباس بإسناد حسن

(كان لا يراجع بعد ثلاث) قال المناوي أي غالبًا أو من أكابر صحبه وخاصته وإلا فقد ورد أن جمعًا من المؤلفة كثروا سؤاله حتى غضب (ابن نافع) في المعجم (عن زياد ابن سعد) وإسناده حسن

(كان لا يرد الطيب) إذا أهدى إليه لأنه كما في مسلم لكن بلفظ ريحان بدل طيب خفيف الحمل طيب الريح (حم خ ت ن) عن أنس)

(كان لا يرقد من) بمعنى في الرسل ولأنها ر فيستقيظ ألا تسرك) قال المناوي وتمامه عند تخرجه قبل أن يتوضأ (ش د) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان لا يركع بعد الفرض) أي لا يصلي نفلاً (في موضع يصلى فيه الفرض) بل ينتقل إلى موضع آخر وبتحول من المسجد إلى بيته (قط) في الأفراد عن ابن عمر بن الخطاب

(كان لا يسأل نسيا) بالبناء للمفعول (ألا أعطنا*)

ص: 86

للسائل إن كان عنده (أو سكت) أن لم يكن عنده كما بينه هكذا في رواية وفي أخرى ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول أي يعده ودعاء (ك) عن أنس) قال الشيخ حديث صحيح

(كان لا يستلم) من البيت (إلا الحجر) الأسود (والركن) اليماني فيسن استلامهما دون غيرهما (ن) عن ابن عمر) بإسناد صحيح

(كان لا يصافح النساء الأجانب (في البيعة) بل يبايعهن بالكلام فقط قال المناوي وزعم أنه كان يصافحهن بحائل لم يصح (حم) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن

(كان لا يصلي المغرب) إذا كان صائمًا (حتى يفطر) على شيء حلو (وأو على شربة من ماء) وفي نسخة إسقاط من (ك هب) عن أنس وهو حديث صحيح

(كان لا يصلي قبل العيد) أي قبل صلاته (شيأ) أي من النفل في المسجد (فإذا) صلى العيد و (رجع إلى منزله صلى ركعتين (هـ) عن أبي سعيد

(كان لا يصلي ركعتين (هـ) عن أبي سعيد

(كان لا يصلي الركعتين بعد الجمعة ولا الركعتين) اللتين (بعد المغرب إلا في أهله) أي في بيته (الطيالسي عن ابن عمر) بإسناد حسن

(كان لا يصيبه قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء) قال المناوي لأنها قابضة باردة يابسة فهي مناسبة للقروح (هـ) عن سلمى قال الشيخ (كان لا يضحك إلا بلسمًا) أي غالبًا (حم ت ك) عن جابر بن سمرة)

(كان لا يطرق أهله ليلاً) أي لا يقدم عليهم من سفره ولا غيره في الليل على غفلة فيكره ذلك لأن لقادم أما أن يجد أهله على غير أهبة أو يجدها بحالة غير مرضية (حم ق ن) عن أنس

(كان لا يطيل الموعظة) في الخطبة (يوم الجمعة) لئلا يمل السامعون قال العلقمي وتمامه كما في أبي داود وإنما هي كلمات يسيرات أي مفهومات أي بليغات (دك) عن جابر بن سمرة وهو حديث صحيح

(كان لا يعرف فصل السورة) أي انقضاءها (حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم) زاد ابن حبان فإذا نزلت علم أن السورة قد انفضت ونزلت أخرى وفيه حجة لمن ذهب إلى أنها آية من كل سورة (د) عن ابن عباس) وإسناده صحيح

(كان لا يعود مريضًا إلا بعد ثلاث) من الأيام من ابتداء مرضه قال العلقمي وفي إطلاق الحديث أي حديث البخاري أطعموا الجائع وعودوا المريض وكفوا العاني أن العيادة لا تتعين بوقت دون وقت لكن جرت بها العادة طرفي النهار اهـ وقال الدميري والأحاديث الصحيحة تدل بمعمومها على خلاف حديث الباب (هـ) عن أنس وهو حديث ضعيف

(كان لا يغدو ويوم) عيد (الفطر) أي لا يذهب إلى صلاته (حتى يأكل في منزله سبع تمرات) فيندب ذلك (طب) عن جابر بن سمرة

(كان لا يفارقه في الحضر ولا في السفر خمس) من الآلات (المرآة) بكسر الميم والمد (والمكملة) وعاء الكحل (والمشط) بضم الميم عند الأكثر (والسواك والمدرا) بكسر الميم قال في النهاية شيء يعمل من حديد أو خشب على شكل سن من أسنان المشط وأطول منه يسرح به الشعر المتلبد ويستعمله من لا مشط له (عق) عن عائشة وهو حديث ضعيف

(كان لا يقرأ القرآن في أقل من ثلاث) أي لا يقرأه كاملاً في أقل من ثلاثة أيام وهذا يصدق بصور أمر بقراءة

ص: 87

القرآن فيها تقدم الكلام عليها (ابن سعد عن عائشة بإسناد حسن

(كان لا يقعد في بيت مظلم حتى يضاء له بالسراج) لكنه يطفيه عند النوم (ابن سعد عن عائشة

(كان لا يقوم من مجلس إلا قال سبحانك اللهم ربي) وفي رواية ربنا (وبحمدك لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك وقال لا يقولهن) أي هذه الكلمات (أحد حيث يقوم من مجلسه لا غفر له ما كان منه في ذلك المجلس) فيه شمول للصغائر والكبائر وهو مقيد بما عدا حقوق العباد (ك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(كان لا يكاد يدع أحدًا من أهله أي عياله وحشمه وخدمه (في يوم) عيد صغر أو أكبر (إلا أحرجه) معه ليشهد صلاة العيد قال المناوي وهذا في زماننا للنساء لا يندب لغلبة الفساد (ابن عساكر عن جابر بن عبد الله

(كان لا يكاد يسأل شيأ) من متاع الدنيا (إلا فعله) أي جاد به على طالبه أي إن كان عنده على ما مر (طب) عن طلحة

(كان لا يكاد يقول لشيء لا) أي لا أعطيه أو لا أفعل (فإذا هو سئل فاراد أن يفعل قال عم وإن لم يرد أن يفعل سكت) ولا يصرح بالرد (ابن سعد عن محمد بن الحنفية مرسلاً

(كان لا يكل طهوره) بفتح الطاء (إلى حد) من خدمه بل يتولاه بنفسه لأن غيره قد يتساهل في ماء الطهر أو أراد الاستعانة في غسل الأعضاء فإنها مكروهة (ولا يكل صدقته التي يتصدق بها) إلى أحد (يكون هو الذي يتولاها بنفسه) لأن غيره قد يغل الصدقة أو يضعها في غير موضعها (هـ) عن ابن عباس

(كان لا يكون في المصلين إلا كان أكثرهم صلاة ولا يكون في الذاكرين الله (إلا كان أكثرهم ذكرًا) لأنه أعلمهم بالله ولهذا قام حتى تورمت قدماه (أبو نعيم في أماليه (خط) وابن عساكر عن ابن مسعود وإسناده حسن

(كان لا يلتفت وراءه إذا مشى وكان ربما تعلق رداؤه بالشجرة فلا يلتفت) لتخليصه (حتى يرفعوه عليه) قال المناوي زاد الطبراني لأنهم كانوا يخرجون ويضحكون وكانوا قد آمنوا التفاته (ابن سعد) في طبقاته (والحكيم) في نوادره (وابن عساكر) في تاريخه (عن جابر) بإسناد حسن (كان لا يلهيه عن صلاة المغرب طعام ولا غيره) أي ما لم صائمًا لما تقدم من أنه كان لا يصلي المغرب حتى يفطر ويمكن الجمع بأنه كان يفطر على شيء قليل لا يلهى (قط) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان لا يمنع) بالبناء للفاعل (شيأ يسأله) بالبناء للمفعول (حم) عن أبي أسيد الساعدي قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كأن لا ينام يقرأ) سورة (بني إسرائيل (و) سورت الزمر (حم ك) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده الملك) ظاهره أن القرآن

ص: 88

(حم ت ن ك) عن جابر قال الشيخ حديث صحيح

(كان لا ينبعث في الضحك) أي لا يسترسل فيه بل إذا وقع منه ضحك في بعض الأوقات رجع إلى الوقار (طب) عن جابر بن سمرة وإسناده حسن

(كان لا ينزل منزلاً إلا إلا ودعه بركعتين) عند إرادة الرحيل منه فيندب ذلك منه (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان لا ينفخ في طعام ولا شراب) فمن آداب الأكل أن لا ينفخ في الطعام الحار بل يصبر إلى أن يبرد فيأكله وإن كان النفخ لأجل قذاة أبصرها إماطها بنحو إصبعه (و) كان (لا يتنفس في الإناء) لأنه يغير الماء (هـ) عن ابن عباس بإسناد حسن

(كان لا يواجه أحدًا في وجهه بشر يكرهه) لئلا يشوش عليه فكان يقول ما بال أقوام يفعلون كذا وهذا أبلغ وأعم نفعًا لحصول الفائدة فيه لكل سامع مع ما فيه من حصول المواراة والستر على الفاعل وتأليف القلوب (حم دن) عن أنس بإسناد حسن (كان لا يولى واليًا حتى يعممه) أي يدير عمامته على رأسه بيده (ويرخي لها عذبة) من خلفه (من جانب الأيمن نحو الأذن) فيه ندب العذبة وكونها من الجهة اليمنى قال المناوي فهو رد على الصوفية في جعلها في الجهة اليسرى (طب) عن أبي إمامة بإسناد ضعيف

(كان يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم) في مواطنهم تلطفًا بهم (ويعود مرضاهم) كذلك ويدنو من المريض ويسأله كيف حاله (ويشهد جنائزهم) أي يحضرها للصلاة عليها (ع طب ك) عن سهل بن حنيف بالتصغير قال الشيخ حديث صحيح

(كان يؤتى بالتمر) ليأكله (فيه دود فيفتشه يخرج السوس منه) بدل أو حال ثم يأكله فأكل التمر بعد تنظيفه من نحو الدود غير منهي عنه وقال الشافعية في الدود المتولد من الفاكهة والجبن والخل والحبوب ونحوها جوازًا كله مع ما تولد منه على الأصح إن عسر تمييزه لا منفرد أو لا إذا لم يعسر التمييز (د) عن أنس

(كان يؤتى بالصبيان فيبرك عليهم) أي يدعولهم بالبركة ويحنكهم بنحو وتمر المدينة المشهود له بالبركة قال النووي اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود يوم ولادته بتمر فإن تعر فما في معناه أو قريب منه من الحلو فيتصنع المحنك التمرة حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل منها شيء جوفه ويستحب أن يكون المحنك من الصالحين وممن يبرك به رجلاً كان أو امرأة فإن لم يكن حاضرًا عند المولود حمل إليه (ويدعو لهم) بالإمداد والهداية إلى طرق الرشاد (ق د) عن عائشة

(كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره) فيأكل الرطب بالبطيخ فيكسر حر هذا برد هذا أو عكسه (وكان) أي البطيخ (أحب الفاكهة إليه) فيه جواز الأكل باليدين معًا قال المناوي وأما أكله البطيخ بالسكر فلا أصل له إلا في حديث معضل مضعف (طس ك)(وأبو نعيم في الطب عن أنس) وهو حديث ضيعف

(كان يأخذ القرآن من جبريل خمسًا خمسًا) قال الشيخ أي خمس آيات غالبًا (هب) عن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف

(كان يأخذ المسك فيمسح به رأسه ولحيته) ظاهره أن استعمال الطيب مطلوب مطلقًا ولو كان الشخص خاليًا عن الناس (ع) عن سلمة بن

ص: 89

الأكوع بإسناد حسن

(كان يأخذ من لحيته من عرضها وطولها) قال المناوي أي بالسوية كما في رواية بن الجوزي (ت) عن ابن عمرو بن العاص

(كان يأكل (البطيخ بالرطب) لما تقدم (هـ) عن سهل ابن سعد الساعدي (ت) عن عائشة (طب) عن عبد الله ابن جعفر وإسناده صحيح

(كان يأكل الرطب ويلقى النوى على الطبق) قال المناوي أي الطبق الموضوع تحت الرطب لا الذي فيه الرطب فإنه يعاق (ك) عن أنس) بإسناد صحيح

(كان يأكل العنب خرطًا) قال في النهاية يقال خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ويخرج عرجونه عاريًا (طب) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(كان يأكل الخربز) وهو بكسر المعجمة وسكون الراء وسكر الموحدة بعدها زاي نوع من البطيخ الأصفر لا الأخضر كما قيل (بالرطب ويقول هما إلا طيبان) أي هما أطيب أنواع الفاكهة (الطيالسي عن جابر) وإسناده حسن

(كان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة) لما في الهدية من الإكرام والصدقة من الذل ولهذا خص بتحريم صدقة الفرض والنفل عليه (حم طب) عن سلمان) الفارسي (ابن سعد) في طبقاته (عن عائشة وعن أبي هريرة) قال الشيخ حديث صحيح

(كان يأكل القثاء) بكسر القاف والمد (بالرطب) الباء للمصاحبة أو للملاصقة لأن في الرطب حرارة وفي القثاء برودة فإذا أكلا معًا أعتدلا (حم ق 4) عن عبد الله بن جعفر

(كان يأكل بثلاث أصابع ويلعق يده) يعني أصابعه (قبل أن يمسحها) بالمنديل فيسن ذلك (حم م د) عن كعب بن مالك

(كان يأكل الطبيخ) قال المناوي بتقديم الطاء لغة في البطيخ بوزنه (بالرطب) قال والمراد الأصفر بدليل ثبوت لفظ الخربز بدل البطيخ في الرواية المآرة وكان يكثر وجوده بالحجااز بخلاف الأخضر ويقول (يكسر حر هذ اببرد هذا أو برد هذا بحر هذا) وهذا من التدبير الحافظ للصحة (دهق) عن عائشة

(كان يأكل بثلاث أصابع ويستعين بالرابعة) بالبنصر (طب) عن عامر بن ربيعة

(كان يأكل مما مست النار ثم يصلي ولا يتوضأ) وأما حديث كان يتوضأ مما مست النار منسوخ بحديث جابر كما سيأتي (طب) عن ابن عباس بإسناد صحيح

(كان يأمر بالباءة) يعني النكاح (وينهي عن التبتل) أي الانقطاع عن النساء وترك النكاح وامرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم وبها سميت مريم أم المسيح عليهما السلام وسميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً ودينًا وحسبًا وقيل لانقطاعها للتعبد (نهيًا شديدًا) قال المناوي تمامه عند مخرجه ويقول تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة (حم) عن أنس وإسناده صحيح

(كان يأمر نساءه إذا أردت إحداهن أن تنام أن تحمد) بفتح الميم أي تحمد الله تعالى (ثلاثًا وثلاثين وتسبح ثلاثًا وثلاثين وتكبر ثلاثًا وثلاثين) وهي الباقيات الصالحات في قول ابن عباس فيندب ذلك عند إرادة النوم (ابن منده عن حابس قال الشيخ حديث حسن لغيره

• (كان يأمر

ص: 90

بالهدية) أي بالتهادي (صلة بين الناس) لأن ذلك من أعظم أسباب التحابب بينهم (ابن عساكر عن أنس وإسناده حسن

(كان يأمر بالعتاقة في صلاة الكسوف) قال العلقمي العتاقة بفتح العين مصدر من عتق يعتق عتقًا كضرب يضرب ضربًا وعتاقًا وعتاقة كلها بفتح الأوائل وأفعال البر كلها مندوبة عند الآيات يدفع الله بها البلاء عن عباده لا سيما العتق والصدقة الكثيرة (ك د) عن أسماء بنت أبي بكر الصديق قال الشيخ حديث صحيح

(كان يأمر أن يسترقي من العين) بالبناء للمفعول (م) عن عائشة

• كان يأمر بإخراج الزكاة أي زكاة الفطر (قبل الغد وللصلاة) أي صلاة العيد (يوم الفطر) قال العلقمي يستحب إخراجها قبل صلاة العيد للأمر به في هذا الحديث وغيره والتعبير بالصلاة جرى على الغالب من فعلها أول النهار فإن أخرت استحب الأداء أول النهار للتوسعة على المستحقين ويحرم تاخيرها عن يوم العيد بلا عذر كغيبة مال أو المستحقين لأن القصد أغناؤهم عن الطلب فيه وتقضي وجوبًا فورًا فيما إذا أخر بلا عذر (ت) عن ابن عمر بإسناد حسن

(كان يأمر بناته ونساءه أن يخرجن في العيدين) إلى المصلى لتصلي من لا عذر لها وتنال بركة الدعاء من لها عذر (حم) عن ابن عباس بإسناد حسن

(كان يأمر بتغيير الشعر) أي بتغيير لونه الأبيض بالخضاب بغير أسود كحناء أما تغييره بالسواد فحرام لغير الجهاد (مخالفة للأعجام) علة للتغيير فإنهم لا يصبغون شعورهم (طب) عن عقبة بمثناة فوقية (بن عبد) قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يأمر بدفن الشعر والأظافر) المنفصلين من الآدمي لأن محترم فكذا أجزاؤه لكن على سبيل الندب لا الوجودب (طب) عن وائل بن حجر بتقديم الحاء قال الشيخ حديث حسن

(كان يأمر بدفن سبعة أشياء من الإنسان الشعر والظفر والدم والحيضة) بكسر المهملة خرقة الحيض (والسن والعلقة والمشيمة) لما تقدم الحكيم) في نوادره (عن عائشة

(كان يأمر من أسلم أن يختتن وإن كان ابن ثمانين سنة) فقد أختتن إبراهيم بالقدوم وهو ابن ثمانين (طب) عن قتادة ابن عياض (الرهاوي) بضم الراء وقيل الجرشي وإسناده حسن

(كان يباشر نساءه فوق الإزار) يتمتع بهن بغير وطء (وهن حيض) بضم الحاء وشدة المثناة التحتية جمع حائض قال العلقمي أعلم أن مباشرة الحائض بالجماع في الفرج حرام بإجماع المسلمين ومباشرتها فيما فوق السرة وتحت الركبة بذكر أو غيره حلال بإتفاق العلماء ومباشرتها فيما بين السرة والركبة في غير القبل والدبر المشهور في مذهبنا الحرمة وهو قول مالك وأبو حنيفة وأكثر العلماء وأعلم أن تحريم الوطء والمباشرة يكون في مدة الحيض وبعد انقضائه إلى أن تغتسل أو تتيمم بشرطه هذا مذهبنا ومذهب مالك وأحمد وجماهير السلف والخلف وقال أبو حنيفة إذا انقطع الدم لأكثر الحيض حل وطئها في الحال واحتج الجمهور بقوله تعالى ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن (م د) عن ميمونة أم المؤمنين

(كان يبدأ بالشراب إذا كان صائمًا) أي يقدم شرابه على أكل الطعام أي أن

ص: 91

لم يجد تمرًا ولا رطبًا ولا يعارضه ما سيأتي أو كان تارة يفطر على هذا وتارة على ذاك فأخبر كل راء بما رأى (وكان) إذا شرب (لا يعب) قال في النهاية العب الشرب بلا تنفس وقال في المصباح عب الرجل عبًا من باب قتل شربه من غير تنفس بل (يشرب مرتين أو ثلاثًا) بأن يشرب ويزيل الإناء عن فيه ويتنفس خارجه ثم يشرب وهكذا (طب) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان يبدو إذا أفطر من صومه بالتمر) أي أن لم يجد رطبًا (ت) عن أنس وإسناده حسن

(كان يبدو لي التلاع) بكسر المثناة الفوقية جمع تلعة بفتحها وهو مجاري الماء من أعلى الوادي إلى أسفله والمراد كان يخرج إلى البادية لأجلها (دحب) عن عائشة بإسناد صحيح

(كان يبعث إلى المطاهر) جمع مطهرة بكسر الميم كل إناء يتطهر منه والمراد هنا نحو الحياض والفساقي المعدة للوضوء (فيؤتى) إليه (بالماء) منها (فيشرب يرجو) أي راجيًا (بركة أيدي المسلمين) الذين تطهروا من ذلك الماء وهذا شرف عظيم للمتطهرين (طس حل) عن ابن عمر بإسناد صحيح

(كان يبيت الليالي المتتابعة طاويًا) أي خالي البطن جائعًا هو (وأهله) فيه العطف على الضمير المتصل من غير فاصل وقوله (لا يجدون عشاء) بالفتح ما يؤكل آخر النهار مستأنف استئنافًا بيانيًا كأنه قيل ما سبب طيهم فقال لا يجدون عشاء (وكان أكثر خبزهم خبز الشعير (حم ت هـ) عن ابن عباس بإسناد حسن

(كان يبيع نخل بني النضير) ككريم قبيلة من يهود خيبر أي يبيع ثمره (ويحبس لأهله قوت سنتهم) قال العلقمي قال ابن دقيق العيد في الحديث جواز الإدخار للأهل قوت سنة وفي السياق ما يؤخذ منه الجمع بينه وبين حديث كان لا يدخر شيأ لغد فيحمل على الإدخار لنفسه وحديث الباب على الإدخار لغيره واختلف في جواز إدخار القوت لمن يشتريه من السوق قال عياض أجازة قوم واحتجوا بهذا الحديث ولا حجة فيه لأنه إنما كان من مغل الأرض ومنعه قوم إلا إن كان لا يضر بالسعر وهو متجه إرفاقًا بالناس ثم محل هذا الاختلاف إذا لم يكن في حال الضيق وإلا فلا يجوز الإدخار في تلك الحالة (خ) عن عمر بن الخطاب

(كان يتبع) بفتح أوله وتشديد ثانيه وقيل بفتح أوله وسكون ثانيه (الحرير من الثياب) أي الحرير الخالص أو ما أكثره حرير (فينزعه) عن الرجال ويمنعهم من لبسه لما فيه من الخنوثة التي لا تليق بهم (حم) عن أبي هريرة بإسناد حسن

(كان يتبع الطيب) بكسر فسكون لمحبته له (في رباع النساء) أي في منازل نسائه ومواضع الخلوة بهن لتناوله والرباع كسهام جمع ربع كسهم محل القوم ومنزلهم (الطيالسي عن أنس) بإسناد حسن

(كان يتبوأ) بالهمز (لبوله) أي يطلب موضعًا يصلح له (كما يتبوأ لمنزله) أي كما يطلب موضعًا يصلح للسكنى والمراد أنه يبالغ في طلب ما يصلح لذلك (طس) عن أبي هريرة

(كان يتحرى صيام الاثنين والخميس) أي يتعهد صومهما أو يجتهد في إيقاع الصوم فيهما لأن الأعمال تعرض فيهما كما علله به في خبر (ت ن) عن أنس وإسناده حسن

(كان يتختم في يمينه) قال العلقمي قال الدميري أجمعوا

ص: 92

على جواز التختم في اليمين وعلى جوازه في اليسار ولا كراههة في واحد منهما وإنما اختلفوا في الأفضل منهما فتختم كثيرون من السلف في اليمين وكثيرون في اليسار واستحب مالك اليسار وكره اليمين وفي مذهبنا وجهان لأصحابنا الصحيح أن اليمين أفضل لأنه زينة واليمين أشرف وأحق بالزينة والإكرام اهـ وقال شيخنا الحافظ ابن حجر ورد تختمه في اليمين من رواية تسعة من الصحابة وفي اليسار من رواية ثلاثة منهم ووردت رواية ضعيفة أنه تختم أولاً في اليمين ثم حوله إلى اليسار أخرجها ابن عدي من حديث ابن عمر واعتمد عليها البغوي في شرح السنة فجمع بين الأحاديث المختلفة بأنه تختم أولاً في يمينه ثم تختم في اليسار وكان ذلك آخر الأمرين (خ ت) عن ابن عمر (م ن) عن أنس (حم ت هـ) عن عبد الله ابن جعفر

(كان يتختم في يساره) قليلاً بيانًا لحصول أصل السنة به (م) عن أنس ابن مالك (د) عن ابن عمر (كان يتختم في يمينه ثم حوله في يساره) تقدم الكلام عليه (عد) عن ابن عمر بن الخطاب (ابن عساكر عن عائشة) وإسناده ضعيف

(كان يتنور) أي يطلى بالنورة (في كل شهر) مرة قال المناوي قال المؤلف والتنور مباح لا مندوب لعدم ثبوت الأمر به وفعله وإن حمل على الندب لكن هذا من العاديات فهو لبيان الجواز ويحتمل ندبه لما فيه من الامتثال والكلام إذا لم يقصد الاتباع وإلا كان سفه (ويقلم أظفاره في كل خمسة عشر يومًا) مرة (ابن عساكر عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث ضعيف

(كان يتوضأ عند كل صلاة) قال المناوي غالبًا وربما صلى صلاة بوضوء واحد وهذا محمول على الندب دون الوجوب (حم خ 4) عن أنس بن مالك (كان يتوضأ مما مست النار) هذا منسوخ بحديث جابر كان آخر الأمرين تركه الوضوء مما مست النار (طب) عن أم سلمة وإسناده صحيح

(كان يتوضأ ثم يقبل) بعض نسائه (ويصلي ولا يتوضأ) من القبلة قال المناوي وإذا من أدلة الحنفية على أن المس لا ينقض اهـ وأجاب الديلمي بأن هذه واقعة حال فيحتمل أنه قبل من فوق حائل ووقائع الأحوال إذا تطرق إليها الاحتمال كساها ثوب الإجمال وسقط بها الاستدلال (حم هـ) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(كان يتوضأ) مرة (واحدة واحدة) ومرة (اثنتين اثنتين) ومرة (ثلاثًا ثلاثًا كل ذلك يفعله) وكان الغالب من فعله التثليث (طب) عن معاذ قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يتيمم بالصعيد) أي التراب أو وجه الأرض (فلم يمسح يديه ووجهه إلا مرة واحدة) فلا يندب فيه التثليث بخلاف الوضوء والغسل (طب) عن معاذ وهو حديث ضعيف

(كان يجتهد في العشر الأواخر من شهر رمضان ما لا يجتهد في غيرها) أي يجد في العبادة وزيادة على العادة بأن يزيد في العبادة في العشر الأواخر من شهر رمضان بإحياء لياله بالعبادة قال الدميري وأما قول أصحابنا يكره قيام كل الليل فمعناه الدوام عليه (ح م ت هـ) عن عائشة

(كان يجعل يمينه) أي يده اليمنى (لا كله وشربه ووضوئه) يحتمل أن يكون المراد وأخذ ماء وضوئه

ص: 93

وثيابه قال المناوي للبس ثيابه أو تناولها (وأخذه وعطائه) مما لا دناءة فيه وكان يجعل (شماله لما سوى ذلك) قال المناوي وما زائدة اهـ ولا يتعين كونها زائدة (حم) عن حفصة أم المؤمنين بإسناد صحيح

(كان يجعل فصه) بكسر الفاء يعني الخاتم (مما يلي كفه) فيندب ذلك (هـ) عن أنس وعن ابن عمر بن الخطاب قال الشيخ حديث صحيح

(كان يجل العباس) عمه (إجلال الولد للوالد) فهو بمنزلته في التعظيم والتوقير والإكرام (ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

(كان يجلس القرفصا) قال المناوي بضم القاف والفاء وتفتح وتكسر وتمد وتقصر والراء ساكنة أي يقعد محتبيًا بيديه وهذا في وقت دون وقت فقد كان يجلس متربعًا (طب) عن إياس بن ثعلبة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان يجلس على الأرض) أي من غير حائل (ويأكل على الأرض) أي من غير مائدة ولا خوان (ويعتقل الشاة) قال المناوي أي يجعل رجليه بين قوائمها ليحلبها إرشادًا إلى التواضع (ويجيب دعوة المملوك) يحتمل أن المراد إذا أمره سيده بذلك لأن المملوك يمتنع عليه الإطعام من مال سيده بغير إذنه (على خبز الشعير) زاد في رواية وإلا هالة لسخنة أي الدهن المتغير الريح (طب) عن ابن عباس وإسناده حسن

(كان يجلس إذا صعد) بكسر العين (المنبر) أي أعلاه فيكون قعوده على المستراح ووقوفه على الدرجة التي تليه (حتى يفرغ المؤذن) قال العلقمي يعني الواحد إذا لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة إلا مؤذن واحد وهو بلال (ثم يقوم فيخطب) خطبة بليغة مفهومة قصيرة (ثم يجلس) قال العلقمي نحو سورة الإخلاص وإن قرأها فهو أولى (ولا يتكلم) حال جلوسه (ثم يقوم) ثانيًا (فيخطب) خطبة ثانية (د) عن ابن عمر بإسناد حسن

(كان يجمع) تقديمًا وتأخيرًا (بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء) ولا يجمع الصبح مع غيرها ولا العصر مع المغرب (في السفر) قال العلقمي أي يجمع في السفر الطويل المباح وأطلق في حديث الباب وهو حديث أنس وقيد في حديث ابن عمر بما إذا جدبه السير وحديث ابن عباس بما إذا كان سائر أو العمل بالمطلق أولى لأن المقيد فرد من أفراده فيجوز لجمع بالسفر سواء كان سائرًا أم لا وسواء كان في سفره مجدًا أم لا وبهذا الإطلاق أخذ كثير من الصحابة والتابعين ومن الفقهاء الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق وأشهب (حم خ) عن أنس ابن مالك

(كان يجمع) في الأكل (بين الخربز والرطب) تقدم ضبطه وأنه نوع من البطيخ الأصفر (ن) عن أنس بإسناد صحيح

(كان يحب أن يليه المهاجرون والأنصار في الصلاة ليفحظوا عنه) كيفية الصلاة المشتملة على فروض وأبعاض وهيئات وحب المصطفى للشيء إما بإخباره للصحابي أو بقرينة (حم ن د ك) عن أنس وإسناده صحيح

(كان يحب) أكل (الدبا) بضم المهملة وشدة الموحدة والمد ويقصر القرع أو المستدير منه (حم ت) في الشمائل (ن هـ) عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن

(كان يحب التيامن) قال المناوي لفظ مسلم التيمن أي الأخذ باليمين فيما هو من باب التكريم (ما استطاع) أي

ص: 94

ما دام مستطيعًا (في طهوره) بالضم أي في تطهره شامل للوضوء والغسل (وتنعله) أي لبس نعله (وترجله) بالجيم أي ترجيل شعره قال العلقمي وهو تسريحه ودهنه قال في المشارق رجل شعره إذا مشطه بماء أو دهن زاد أبو داود وسواكه (وفي شأنه) أي حاله كله) أي في جميع حالاته مما هو من باب التكريم قال العلقمي قال في الفتح لا كثر الرواة بغير واو ولا بي الوقت بإثبات الواو وقال الشيخ تقي الدين هو عام مخصوص لأن دخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما يبدأ فيهما باليسار اهـ هذا على تقدير إثبات الواو وأما على إسقاطها فقوله في شأنه كله متعلق بيعجبه لا بالتيمن أي يعجبه في شأنه كله التيمن في تنعله الخاي لا يترك ذلك سفر أولاً حضر أولاً في فراغه ولا شغله ونحو ذلك وقال الطيبي قوله في شأنه بدل من قوله في تنعله بإعادة الجار قال وكأنه ذكر التنعل لتعلقه بالرجل والترجل لتعلقه بالرأس والطهور لكونه مفتاح أبواب العبادة فكأنه نبه على جميع الأعضاء فيكون كبلد الكل من الكل انتهى كلام العلقمي وقوله تطهره متعلقه بيعجبه يعني وفي رواية من رواة كان يعجبه بدل كان يحبه (حم ق 4) عن عائشة

(كان يحب أن يخرج إذا غزى يوم الخميس) قال العلقمي وسبب الخروج يوم الخميس ما روى من قوله صلى الله عليه وسلم بورك لأمتي في بكورها يوم الخميس وهو حديث ضعيف أخرجه الطبراني ولقوله صلى الله عليه وسلم كان يحب الخروج السبت (حم خ) عن كعب بن مالك (كان يحب أن يفطر) من صومه (على ثلاث تمرات) لما فيه من تقوية البصر الذي أضعفه الصوم (أو شيء لم تصبه النار) أي ليس معالجًا بنار كلبن وعسل (ع) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يحب من الفاكهة العنب والبطيخ) أي كان يكثر من استعمالها لما فيهما من الفضائل فأخبر الصحابي عنه بذلك (أبو نعيم في الطلب عن معاوية بن يزيد العبسي بعين مهملة فموحدة تحتية وإسناده ضعيف

(كان يحب الحلواء) بالمد على الأشهر ويقصر والممدود يرسم بالألف والمقصور يرسم بالياء قال الأزهري الحلوا اسم لما يؤكل من الطعام إذا كان معالجًا بحلاوة اهـ وقال النووي المراد بالحلواء هنا كل شيء حلواي وإن لم تدخله صنعة وحبه صلى الله عليه وسلم لها ليس على معنى كثرة التشهي لها وإنما معناه أنه إذا كان قدم له الحلواء نال منها نيلاً صالحًا فيعلم من ذلك أنه قد أعجبه طعمها وحلاوتها (والعسل) عطف خاص على عام تنبيهًا على شرفه ومزيته قال النووي ى وفيه جواز أكل لذيذ الأطعمة والطيبات من الرزق وإن ذلك لا ينافي الزهد والمراقبة لا سيما إذا حصل اتفاقًا (ق 4) عن عائشة

(كان يحب العراجين) قال في النهاية العرجون هو العود الأصفر الذي فيه شماريخ العذق وجمعه عراجين (ولا يزال في يده منها) ينظر إليها (حم د) عن أبي سعيد بإسناد حسن

(كان يحب الزبد) بضم الزاي وسكون الموحدة ما يستخرج بالمخض من لبن بقر أو غنم (والتمر) بمثناة فوقية يعني يحب الجمع بينهما في الأكل (ت)

• عن ابني بسر بإسناد حسن

ص: 95

(كان يحب القثاء) بالمد لإنعاش ريحها للروح (طب) عن الربيع بضم الراء وفتح الموحدة وشدة المثناة المكسورة (بنت معوذ) بصيغة اسم الفاعل الأنصارية بإسناد حسن

(كان يحب هذه السورة) سورة (سبح اسم) قال المحلي في تفسيره أي نزه ربك عما لا يليق به واسم زائد (الأعلى (حم) عن علي قال العلقمي بجانبه علامة الصحة

(ان يحتجم) قال المناوي حجمه أبو طيبة وغيره وأمر بالحجامة وأثنى عليها وأعطى الحجام أجرته (ق) عن أنس بن مالك

(كان يحتجم على هامته) أي رأسه (وبين كتفيه ويقول من إهراق) بالتحريك أي أراق (من هذه الدماء فلا يضره أن لا يتداوى بشيء لشيء) يعني أنها تغني عن كثير من الأدوية (ده) عن أبي كبشة عمر بن سعد أو سعد ابن عمر وإسناده حسن

(كان يحتجم في رأسه ويسميها) أي الحجامة (أم مغيث) بصيغة اسم الفاعل وفي رواية ويسميها المغيثة وفي أخرى المنقذة وأخرى النافعة (خط) عن ابن عمر

(كان يحتجم في الأخدعين) عرقين في محل الحجامة من العنق (والكاهل) ما بين الكتفين (وكان يحتجم لسبع عشرة) تمضي من الشهر (وتسع عشرة وإحدى وعشرين (ت ك) عن أنس طب ك) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن (كان يحدث حديثًا) يبالغ في إيضاحه وبيانه بحيث (لو عده العاد) أي لو أراد المستمع عد كلماته أو حروفه (لا حصاه) أي أمكنه ذلك بسهولة (ق د) عن عائشة

(كان يحفي شاربه) بحاء مهملة (طب) عن أم عياش بعين مهملة ومثناة تحتية وشين معجمة (مولاته) وقيل مولاة رقية قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يحلف) فيقول (لا ومقلب القلوب) قال العلقمي لا نافية للكلام السابق ومقلب القلوب هو المقسم به والمراد بتقليب القلوب تقلب إعراضها وأحوالها لا تقلب ذات القلب (حم خ ث ن) عن ابن عمر بن الخطاب

(كان يحمل ماء زمزم) من مكة إلى المدينة (ت ك) عن عائشة

(كان يخرج إلى العيد) أي صلاته (ماشيًا ويرجع ماشيًا) في طريق آخر (هـ) عن ابن عمر

(كان يخرج إلى العيدين) أي لصلاتهما في الصحراء (ماشيًا ويصلي) صلاة العيد بغير آذان ولا إقامة (ثم يرجع ماشيًا في طريق آخر) لما مر (هـ) عن أبي رافع

(كان يخرج في العيدين) قال المناوي إلى المصلى الذي على باب المدينة الشرقي ولم يصل العيد بمسجده إلا مرة واحدة بمطر (رافعًا صوته بالتهليل والتكبير) وبه أخذ الشافعي وفيه رد على أبي حنيفة في قوله رفع الصوت بالتكبير بدعة (هب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن

(كان يخطب) خطبة الجمعة (قائمًا) قال المناوي فيه اشتراط القيام للقادر وعليه الشافعي ورد على الثلاثة المجوزين للقعود (ويجلس بين الخطبتين) قدر سورة الإخلاص كما مر (ويقرأ آيات) من القرآن (ويذكر الناس) ما غفلوا عنه من الاشتغال بأمور الآخرة ويأمرهم بالتقوى ونحو ذلك قال العلقمي وتمامه وكانت خطبته قصدًا وصلاته قصدًا أي متوسطة بين الطول والقصر والتطويل في الخطبة مكروه للتشدق والاملال وقدروي عن عمار أنه قال سمعت رسول

ص: 96

الله صلى الله عليه وسلم يقول أن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة فقه الرجل بفتح الميم ثم الهمزة مسكووة ثم نون مشددة أي علامة ولا مخالفة بين هذا الحديث وبين الأمر بتخفيف الصلاة فالمراد بهذا الحديث أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلاً يشق على المأمومين (حم م د ن هـ) عن جابر بن سمرة

(كان يخطب بقاف) أي بسورتها كل (جمعة) لاشتمالها على البعث والموت والمواعظ الشديدة والزواجر الأكيدة وقوله كل جمعة يحل على الجمع التي حضرها الراوي فلا ينافي أن غيره سمعه يخطب بغيرها (د) عن أم هشام بنت الحارث بن النعمان قال الشيخ حديث صحيح

(كان يخطب النسا) أي إحداهن (ويقول) لمن خطبها (لك كذا وكذا أ، جفنة سعد بن عبادة تدور معي إليك كلما درت) كناية عن كثرة العيش لترغب المرأة في نكاحه كما مر (طب) عن سهل بن سعد وإسناده حسن

(كان يخيط ثوبه ويخصف نعله) قال في مختصر النهاية وخصف النعل خرزها (ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم) من أشغال المهنة لكمال تواضعه ومكارم أخلاقه (حم) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان يدخل الحمام ويتنور) قال المناوي أي يطلي عانته وما قرب منها بالنورة (ابن عساكر عن وائلة) بن الأسقع وهو حديث ضعيف

(كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله) زاد في رواية في رمضان من غير حلم (ثم يغتسل ويصوم) بيانًا لصحة صوم الجنب قال العلقمي قال القرطبي في هذا فائدتان أحداهما أنه كان يجامع في رمضان ويؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر بيانًا للجواز والثانية أن ذلك كان من جماع لا من احتلام لأنه كان لا يحتلم إذ الاحتلام من الشيطان وهو معصوم منه (مالك ق 4) عن عائشة وأم سلمة

(كان يدعى) بالبناء للمفعول (إلى خبز الشعير والإهالة) بكسر الهمزة دهن اللحم (السخنة) بسين مهملة مفتوحة فنون مكسورة فخاء معجمة وبزاي بدل السين أي متغير الريح (ت) في الشمايل عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن

(كان بيدعو عند) حلول (الكرب) قال العلقمي وفي رواية كان إذا حزبه أمر وهو بفتح المهملة والزاي وبالموحدة أي هجم عليه أو غلبه يقول (لا إله إلا الله العظيم) الذي لا شيء يعظم عليه (الحليم) الذي يؤخر العقوبة مع القدرة (لا إله إلا الله رب العرش العظيم) نقل ابن التين عن الداودي أنه رواه برفع العظيم كذا برفع الكريم في قوله ورب العرش الكريم على أنهما نعتان للرب والذي ثبت في رواية الجمهوري بالجر على أنه نعت للعرش وكذلك قرأ الجمهور في قوله تعالى رب العرش العظيم ورب العرش الكريم بالرفع وقرأ ابن محيص بالجر فيهما وجاء ذلك أيضًا عن ابن كثير وعن أبي جعفر المديني ورجح أبو بكر الأصم الأول لأن وصف الرب بالعظيم أولى من وصف العرش به وفيه نظر لأن وصف ما يضاف للعظيم بالعظم أقوى في تعظيم العظيم وقد وصفت الهدهد عرش بلقيس بأنه عرش عظيم ولم ينكر عليه سليمان (لا إله إلا الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم) المعطى فضلاً قال الطبراني معنى قول ابن عباس يدعو وإنما هو

ص: 97

تهليل وتعظيم يحتمل أمرين أحدهما أن المراد تقديم ذلك قبل الدعاء كما ورد من طريق يوسف بن عبد الله وفي آخرة ثم يدعو قلت وكذا هو عند أبي عوانة في مستخرجه وعند عبد ابن حميد كان إذا حزبه أمر قال فذكر الذكر المأثور وزاد ثم دعا وفي الأدب المفرد عن ابن عباس وزاد في آخره اللهم اصرف عني شره قال الطبراني ويؤيد هذا ما روى الأعمش عن إبراهيم قال كان يقال إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء استجيب وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على الرجاء ثانيهما ما أجاب به ابن عيينة عن الحديث الذي فيه كان أكثر ما يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له الحديث فقال سفيان هو ذكر وليس فيه دعاء ولكن قال النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل من شغله ذكرى عن مسئلتي أعطيته أفضل ما أعطى السائل قال وقال أمية بن أبي الصلت في مدح عبد الله بن جدعان

اذكر حاجتي أم قد كفاني

حباؤك إن شيمتك الحياء

إذا أثنى عليك المرء يومًا

كفاه من تعرضه الثناء

قال سفيان فهذا مخلوق نسب إلى الكرم اكتفى بالثناء عليه عن السؤال فكيف بالخالق قلت ويؤيد الاحتمال الثاني حديث سعد بن أبي وقاص رفعه دعوة ذي النون إذا دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله تعالى له أخرجه الترمذي والنسائي وفي لفظ للحاكم فقال رجل كانت ليونس خاصة أم للمؤمنين عامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تسمع إلى قول الله تعالى وكذلك ننجي المؤمنين اهـ وهذا دعاء جليل ينبغي الاعتناء به والإكثار منه عند الشدائد (حم ق ت هـ) عن ابن عباس (طب وزاد) في آخره (اصرف عني شر فلان) قال المناوي ويعينه باسمه

(كان يدور على نسائه) كناية عن جماعهن (في الساعة الواحدة من الليل والنهار) وتمام الحديث كما في البخاري وهن إحدى عشرة قال العلقمي وفي الحلمية عن مجاهد أنه صلى الله عليه وسلم أعطى قوة أربعين رجلاً كل رجل من رجال أهل الجنة وفي الترمذي وصححه أن قوة الرجل من أهل الجنة بمائة رجل وقد قيل أن كل من كان اتقى الله فشهوته أشدو وردان الرجل من أهل الجنة ليعطي قوة مائة في الأكل والشرب والجماع والشهوة فعلى هذا يكون حساب نبينا صلى الله عليه وسلم قوة أربعة آلاف (خ ت) عن أنس بن مالك

(كان يدير العمامة على رأسه ويغرزها) أي يغرز طرفها (من ورائه ويرسل لها ذؤابة) بضم المعجمة (والمد بين كتفيه) وتارة عن يمينه وهذا هو الأصل في ندب العذبة (طب هب) عن ابن عمر قال الشيخ حديث حسن

(كان يذبح أضحية بيده) قال المناوي مسميًا مكبرًا وربما وكل واتفقوا على جواز التوكيل للقادر (حم) عن أنس وإسناده صحيح

(كان يذكر الله تعالى) بقلبه وبلسانه (على) أي في (كل أحيانه) أي أوقاته قال العلقمي قال الدميري مقصود الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كأن يذكر الله متطهرًا ومحدثًا وقائمًا وقاعدًا ومضطجعًا وماشيًا وراكبًا وإنما اختلف العلماء

ص: 98

في جواز القراءة للجنب والحائض والجمهور على تحريم القراءة عليهما اهـ وقال الرملي لا تخرم القراءة عليهما إلا بقصد القراءة فإن قصد الذكر أو أطلقا لم تحرم القراءة (م د ت هـ) عن عائشة

(كان يرى بالليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء) أي يرى في الظلمة كما يرى في الضوء (البيهقي في الدلائل عن ابن عباس (عد) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان يرى للعباس) من الإجلال (ما يرى الولد لوالده يعظمه ويفخمه ويبر) بفتح الموحدة (قسمه) ويقول إنما عم الرجل صنوابيه (ك) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده صحيح

(كان يرخي الإزار) أي إزاره (من بين يديه ويرفعه من ورائه) حال المشي لئلا يصيبه نحو قذر (ابن سعد عن يزيد) من الزيادة (ابن أبي حبيب مرسلاً)

(كان يردف خلفه) من شاء (ويضع طعامه) عند الأكل (على الأرض) أي لا يرفعه على خوان (ويجيب دعوة المملوك) قال المناوي المأذون له من سيده في الوليمة أو المراد العتيق باعتبار ما كان (ويركب الحمار) مع وجود الخيل فركوب الحمار ممن له منصب لا يخل بمروءته ولا برفعته قال الشيخ لكن كان أكثر مراكب النبي صلى الله عليه وسلم الخيل والإبل (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان يركب الحمار عريانًا ليس عليه شيء) من أكاف أو برذعة تواضعًا وهضمًا لنفسه وتعليمًا لأمته (ابن سعد عن حمزة بن عبد الله بن عتبة مرسلاً

(كان يركب الحمار ويخصف) بكسر الصاد المهملة (النعل ويرقع) بالقاف (القميص) أي يجعل فيه رقعة من نوعه وغير نوعه (ويلبس) بفتح الموحدة (الصوف) رداء وإزار أو عمامة (ويقول) منكر أعلى من يترفع عن ذلك هذه سنتي ومن رغب عن سنتي) أي طرقيتي وهديي (فليس مني) أي من السالكين مناهجي وهذه سنة الأنبياء قبله (ابن عساكر عن أبي أيوب

(كان يركع قبل الجمعة أربعًا) من الركعاب (وبعدها أربعًا لا يفصل في شيء منهن) بتسلمي وعليه الحنفية قال المناوي فيه أن الجمعة كالطهر في الراتبة القبلية والبعدية (هـ) عن ابن عباس وهو حديث ضعيف

(كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤسهم) أي كان له اعتناء بفعل ذلك معهم أكثر منه مع صبيان غيرهم (ن) عن أنس بإسناد صحيح

(كان يستاك بفضل وضوئه) بفتح الواو الماء الذي يتوضأ به يحتمل أنه كان يبل السواك ويلينه بفضل ماء الوضوء ويستاك به (خ) عن أنس

(كان يستاك عرضًا) أي في عرض الأسنان أما اللسان والحلق فيستاك فيهما طولاً (ويشرب مصًا) من غير عب (ويتنفس ثلاثًا ويقول هو) قال المناوي أي التنفس ثلاثًا اهـ ويحتمل رجوعه لما ذكر من الشرب مصًا والتنفس ثلاثًا (اهنأ وامرأ وابرأ) بالهمز لأن ذلك أقوى على الهضم وأسلم لحرارة المعدة من أن يهجم عليها البارد دفعة فربما اطفأ الحرارة الغريزية (البغوي وابن قانع (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب) النبوي (عن بهز) بالتنوين القشيري (هق) عن ربيعة ابن أكتم (بوزن أفعل بالفتح وإسناده ضعيف

• كان يستجب إذا فطر) من صومه (أن يفطر

ص: 99

أعلى لبن) قال المناوي إذا فقد الرطب والتمر والحلو وكان يجمع بينه وبينهما جمعًا بين الأخبار (قط) عن أنس وإسناده حسن

(كان يستجمر) أي يتبخر (بالوة) قال الشيخ بفتح الهمزة وضمها وضم اللام وفتح الواو مشددة العود الذي يتبخر به (غير مطراة) قال الشيخ بضم الميم وفتح الطاء المهملة والراء المشددة فألف فهاء التأنيث أي غير معمول معها شيء من أنواع الطيب أو عود خالص اهـ وقال المناوي الألوة العود الذي يتبخر به والمطراة التي يعمل معها أنواع الطيب كعنبر ومسك (وبكافور يطرحه مع الألوة) قال المناوي يخلطه به ثم يتبخر به (م) عن ابن عمر

(كان يستحب الجوامع من الدعاء) قال المناوي وهو ما جمع مع الوجازة خير الدارين نحو ربنا آتنا في الدنيا حسنة الآية أو هي ما يجمع الأغراض الصالحة والمقاصد الصحيحة أو ما يجمع الثناء على الله وآداب المسألة (ويدع ما سوى ذلك) من الأدعية في غالب الأحيان (دك) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان يستحب أن يسافر يوم الخميس) لأنه بورك له ولأمته فيه كما مر (طب) عن أم سلمة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يستحب أن يكون له فروة) مدبوغة (يصلي عليها) بين به أن الصلاة على الفروة لا تكره ولا تنافي كما في الزهد وأنه ليس من الورع الصلاة على الأرض (ابن سعد عن المغيرة) بن شعبة وإسناده ضعيف

(كان يستحب الصلاة في الحيطان قال المناوي يعني البساتين لأجل الخلوة أو لتعود بركة الصلاة على ثمارها أو غير ذلك (ت) عن معاذ وهو حديث حسن

(كان يستعذب له الماء) أي يطلب له الماء العذب لكون أكثر مياه المدينة مالحة وهو يحب الحلو (من بيوت السقيا) بضم المهملة وبالقاف مقصور عين بينها وبين المدينة يومان قال المؤلف كغيره (وفي لفظ) الحاكم وغيره (يستقي له الماء العذب من بئر السقي (حم د ك) عن عائشة وإسناده صحيح

(كان يستعط بالسمسم) أي بدهنه (ويغسل رأسه بالسدر) بكسر فسكون ورق شجر النبق المسحوق (ابن سعد عن أبي جعفر مرسلاً

(كان يستغفر) الله للصف المقدم (في الصلاة ثلاثًا وللثاني مرة) قال العلقمي الصف المقدم هو الصف الأول وهو الذي يلي الإمام سوا جاء صاحبه متقدمًا أو متأخرًا وسواء تخلله منبرًا أو مقصورة أو عمرة أو غيرها هذا هو الصحيح وهو الذي تقتضيه ظواهر الأحاديث وصرح به المحققون وقالت طائفة من العلماء الصف الأول هو المتصل من طرف المسجد إلى طرفه الآخر لا يتخلله مقصورة ولا نحوها فإن تخلل الذي يلي الإمام فليس بأول بل الأول الذي لا يتخلله شيء وإن تأخر وقيل الصف الأول عبارة عن مجيء الإنسان إلى المسجد أولاً وإن صلى في الصف المتأخر فهذان القولان غلط صريح (حم هـ ك) عن عرياض بن سارية وهو حديث صحيح

(كان يستفتح دعاءه بسبحان ربي العلي الأعلى الوهاب) أي يبتديه به ويجعله فاتحته (حم ك) عن سلمة بن الأكوع قال الشيخ حديث صحيح (كان يستفتح ويستنصر) أي يطالب النصر والفتح (بصعاليك المسلمين) أي بدعاء فقرائهم (ش طب عن أمية بن خالد (بن عبد الله بن أسيد الأموي قال الشيخ حديث

ص: 100

حسن

(كان يستمطر) يحتمل أن المراد يطلب أن يصيب المطر بدنه (في أول مطره) أي العام وقال المناوي في أول مطر السنة (ينزع ثيابه كلها) ليصيب المطر بدنه (إلا الإزار) أي الساتر للسرة وما تحتها أي الملاصق للساقين (حل عن أنس بن مالك

(كان يسجد) في صلاته (على مسح) بكسر فسكون أي بلاس قال الشيخ من صوف أو شعر شبيه البساط (طب) عن ابن عباس قال الشيخ حديث حسن

(كان يسلت) أي يميط ويزيل (المنى من ثوبه بعرق الإذخر) بكسر الهمزة وسكون الذال وكسر الخاء المعجمة حشيش له ريح طيب يسقف به البيوت أي كان يزيله لاستقذاره لا لنجاسته (ثم يصلى فيه) من غير غسل (ويحته من ثوبه يابساً ثم يصلى) فيه أفاد أن المنى طاهر وهو مذهب الشافعي (حم) عن عائشة بإسناد صحيح

(كان يسمى الأنثى من الخيل فرسا) ولا يقول فرسة لأنه لم يسمع (دك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح

(كان يسمى التمر واللبن إلا طيبين) أي هما أطيب ما يؤكل (ك) عن عائشة) بإسناد صحيح

(كان يشد عليه أن يوجد) أي يظهر (منه الريح) قال المناوي المراد ريح تغير النكهة لا الريح الخارج من الدبر كما وهم اهـ وظاهر شرح الشيخ أنه الخارج من الدبر (د) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(كان يشد صلبه بالحجر من الغرث) بغين معجمة فراء مفتوحة فمثلثه قال الجوهري الغوث الجوع أهـ قال المناوي لكن مران جوعه كان اختيار إلا اضطراراً (ابن سعد عن أبي هريرة) قال الشيخ حديث حسن

(كان يشير في الصلاة) أي يومي باليد والرأس عند الاحتياج إلى ذلك إشارة إلى أن القليل من ذلك لا يضر أو المراد يشير بإصبعه فيها عند قوله إلا الله (حم د) عن أنس وإسناده حسن

(كان يشرب ثلاثة يسمى الله في أوله ويحمد الله في آخره) أي الشرب المفهوم من شرب (ابن السني عن نوفل بن معاوية) الديلمي قال الشيخ حديث حسن (كان يصافح النساء) قال المناوي في بيعة الرضوان كذا هو في رواية مخرجه (من تحت الثوب) قال المناوي قيل هذا مخصوص به لعصمته فلا يجوز لغيره مصافحة أجنبية لعدم أمن الفتنة اهـ كلامه هنا وتقدم في حديث كان لا يصافح النساء في البيعة أنه مقيد بالأجانب فيمكن أخذ الجمع بين الحديثين من كلامه (طس) عن معقل بن يساره (كان يصغى) بغين معجمة أي يميل (للهرة الإناء فتشرب) منه بسهولة (ثم يتوضأ أبفضلها) أي بما فضل من شربها فيه طهارة الهر وسؤره وأنه لا يكره الوضوء بفضل سؤره خلافاً لأبي حنيفة (طس حل) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(كان يصلي) حال كونه واضعاً رجليه (في نعليه) فلا حاجة لدعوى تعدد الظرفية ومحله حيث لا خبث عليهما غير معفو عنها قال العلقمي ثم هي من الرخص كما قال ابن دقيق العبد لا من المستحبات قلت قد روى أبو داود والحاكم من حديث شداد بن أوس مرفوعاً خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا في خفافهم فيكون استحباب ذلك من جهة قصد المخالفة المذكورة (حم ق ت) عن أنس بن مالك

• (كان يصلي الضحى ست ركعات قال

ص: 101

العلقمي قال الحافظ زين الدين العراقي في شرح الترمذي ليس في الأحاديث الواردة في أعدادها ما ينفي الزائد ولا ثبت عند أحد من الصحابة والتابعين فمن بعدهم أنها تنحصر في عدد بحيث لا يزيد عله وإنما ذكران أكثرها أثنا عشر الروياني فتبعه الرافعي ثم النووي ولا سلف له في هذا الحصر ولا دليل وفي المسألة مؤلف والمعتمد عند بعض الشافعية أن أكثرها وأفضلها ثمان ركعات (ت) في الشمائل عن أنس وإسناده صحيح

(كان يصلى الضحى أربعاً ويزيد ما شاء الله) قال العلمقي قال شيخنا هذا دليل لما اخترناه من أن صلاة الضحى لا تنحصر في عدد مخصوص إذ لا دليل على ذلك اهـ قال المناوي فصلاة الضحى سنة مؤكدة وإنكار عائشة رضى الله تعالى عنها كونه صلاها يحمل على المشاهدة أو على إنكار صنف مخصوص كثمان أو ست وفي وقت دون وقت (حم م) عن عائشة

(كان يصلى على الخمرة) قال العلقمي بضم المعجمة وسكون الميم وهي سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل تنسج بالخيوط بقدر ما يوضع عليه الوجه والكفان فإن زاد على ذلك حتى يكفى الرجل لجسده كله فهو حصير وليس بخمرة (خ د ن هـ) عن ميمونة أم المؤمنين

(كان يصلي النافلة على راحلته حيث ما توجهت به) أي في جهة مقصدة فجهة مقصده يدل عن القبلة (فإذا أراد أن يصلى المكتوبة) وكذا المنذورة وصلاة الجنازة (نزل فاستقبل القبلة) فأدان غير النفل لا يجوز على الراحلة وهي سائرة وإن أمكنه القيام والاستقبال وإتمام الركوع والسجود لأن فعلها منسوب إليه فإن كانت واقفة وأمكن ما ذكر جان (حم ق) عن جابر

(كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين) ظاهر كلام العلقمي أنه كان يصلي القبلية والبعدية في المسجد (وبعد المغرب ركعتين في بيته) ظاهرة أنها راتبة المغرب وهذا يعارضه حديث عجلوا الركعتين بعد المغرب فيحتاج إلى الجمع بينهما (وبعد العشاء ركعتين) ظاهر كلام المناوي أنه كان يصليهما في بيته وعبارته وقوله في بيته متعلق بجميع المذكورات (وكان لا يصلى بعد الجمعة حتى ينصرف) من المحل الذي أقيمت فيه إلى بيته (فيصلى ركعتين في بيته) قال العلقمي قال ابن بطال إنما أعاد ابن عمر ذكر الجمعة بعد ذكر الظهر من أجل أنه كان صلى الله عليه وسلم يصلى سنة الجمعة في بيته بخلاف الظهر قال والحكمة فيه أن الجمعة لما كانت بدل الظهر واقتصر فيها على ركعتين ترك التفل بعدها في المسجد خشية أن يظن أنها التي حذفت (مالك (د ق ن) عن ابن عمر) ابن الخطاب

(كان يصلى من الليل) أي في بعض الليل (ثلاث عشر ركعة منها الوتر وركعتان الفجر) قال العلقمي وقد ورد عن عائشة أن الوتر إحدى عشر ركعة قال في الفتح وظهر لي أن الحكمة في الزيادة على إحدى عشرة أن التهجد والوتر مختص بصلاة الليل وفرائض النهار الظهر وهي أربع والعصر وهي أربع والمغرب وهي ثلاثة وتر النهار فناسب أن تكون صلاة الليل كصلاة النهار في العدد جملة وتفصيلاً وأما مناسبة ثلاث عشرة فتضم صلاة الصبح لكونها نهارية إلى ما بعدها (ق د) عن عائشة

(كان يصلى قبل العصر ركعتين)

ص: 102

قال العلقمي استدل به على أن سنة العصر ركعتان قال ابن قدامة قوله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعاً ترغيب في الأربع ولم يجعلها من السنن الرواتب وعن الشافعي أن الأربع قبلها من السنن الرواتب لما روى أحمد والترمذي والبزار والنسائي من حديث عاصم بن سمرة عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى قبل الظهر أربعاً وقبل العصر أربعاً يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين (د) عن على بإسناد صحيح

(كان يصلي بالليل ركعتين ركعتين ثم ينصرف) أي يسلم (فيستاك) لكل ركعتين (حم ن

• ك) عن ابن عباس وإسناده صحيح

(كان يصلي على الحصير والفروة المدبوغة) أي كان يصلى على الحصير تارة وعلى الفروة أخرى (حم د ك) عن المغيرة وإسناده صحيح

(كان يصلى بعد العصر وينهى عنها) قال العلقمي وحاصل ما أجابوا به أنه في الركعتين من خصائصه أو هما اللتان كانتا بعد الظهر فحصل فيهما فوات فقضاهما بعد العصر وكان إذا عمل عملاً أثبته اهـ وقال المناوي والركعتان بعده من خصائصه فاتتاه قبله فقضاهما بعده وداوم عليهما (ويواصل) في الصوم (وينهى عن الوصال) فالوصال في الصوم وهو أن يصوم يومين متواليين لم يتعاط مفطراً بينهما من خصائصه صلى الله عليه وسلم أيضاً ويحرم على غيره (د) عن عائشة بإسناد صحيح

(كان يصلى على بساط) بكسر الموحدة أي حصير متخذ من خوص وعلى الخمرة وعلى الفروة وعلى الأرض وعلى الماء والطين وكيف اتفق

• عن ابن عباس وإسناده حسن

(كان يصلى قبل الظهر أربعاً إذا زالت الشمس لا يفصل بينهنّ بتسليم ويقول أبواب السماء بفتح إذا زالت الشمس) قال المناوي زاد في رواية البزار وينظر الله تعالى بالرحمة إلى خلقه قال الحنيفة وفيه أن الأفضل صلاة الأربع قبل الظهر بتسليمه واحدة وقال هو حجة على الشافعي في صلاتها بتسليمتين اهـ ويحتمل أنها غير راتبة الظهر وقد تقدم أن سنة الزوال غير راتبة الظهر

• عن أبي أيوب الأنصاري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يصلى بين المغرب والعشاء) لم يذكر عدد الركعات التي كان يصليها بينهما وقال الفقهاء ومن النفل صلاة الأوليين وتسمى صلاة الغفلة وأقلها ركعتان وأكثرها عشرون بين المغرب والعشاء (طب) عن عبيد بالتصغير (مولاه) أي مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يصلى والحسن والحسين يلعبان ويقعدان على ظهره) لشدة رأفته بالأطفال (حل) عن ابن مسعود وإسناده حسن

(كان يصلى على الرجل) الذي (يراه يخدم أصحابه) يحتمل أن المراد يدعو له أو أن المراد يصلى عليه إذا مات (هناد عن علي) بضم أوله وفتح اللام (ابن رباح مرسلاً) قال الشيخ حديث حسن

(كان يصوم عاشوراء) بالمد (ويأمر به) أي بصومه (عم) عن (على) بإسناد حسن

(كان يصوم يوم الاثنين والخميس) لأن الأعمال تعرض فيهما فيجب أن يعرض عمله وهو صائم كما في

ص: 103

حديث وقوله الاثنين قال المناوي كسر النون على أن إعرابه بالحرف وهو القياس من حيث العربية قال القسطلاني وهي الرواية المعتبرة ويجوز فتح النون على أن لفظ المثنى علم لذلك اليوم فأعرب بالحركة بالحرف

• عن أبي هريرة بإسناد حسن

(كان يصوم من غرة كل شهر ثلاثة أيام وقلا كان يفطر يوم الجمعة) قال العلقمي قال شيخنا قال العراقي يحتمل أن يراد بغرة الشهر أوله وأن يراد الأيام الغر وهي البيض اهـ أي أيام الليالي البيض أي المقمرة (ت) عن ابن مسعود قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس والاثنين من الجمعة الأخرى) فينبغي المحافظة على ذلك اقتداء به صلى الله عليه وسلم (حم د ن) عن حفصة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يصوم من الشهر السبت والأحد والاثنين) قال المناوي قال الطيببي أراد المصطفى أن يبين سنيمة صوم جميع أيام الأسبوع فصام من الشهر هذه الثلاثة (ومن الشهر الآخر الثلاث والأربعاء والخميس) إنما لم يصم الستة المتوالية لئلا يشق على أمته الاقتداء به (ت) عن عائشة قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يضحى بكبشين) قال المناوي الكبش فحل الضأن في أي سن كان (أقرنين) أي لكل منهما قرنان معتدلان أو الأقرن الذي لا قرن له أو العظيم القرون ويجوز التضحية به (أملحين) تثنية أملح بمهملة قال العلقمي هو الذي فيه سواد وبياض والبياض أكثر ويقال هو الأغبر وهو قول الأصمعي وزاد الخطابي وهو الأبيض الذي في خلل صوفه طبقات سود ويقال الأبيض الخالص قاله الأعرابي وبه تمسك الشافعية في تفصيل الأبيض في الأضحية وقيل الذي يغاره حمرة وقيل الذي ينظر في سواد ويأكل في سواد ويمشي في سواد وينزل في سواد أي أن مواضع هذه منه سواد وما عدا ذلك أبيض واختلف في اختياره هذه الصفة فقيل الحسن منظره وقيل لشحمه وكثرة لحمه (وكان يسمى) الله (ويكبر) أي يقول بسم الله والله أكبر فيندب ذلك عند الذبح (حم ق ن هـ) عن أنس بن مالك

(كان يضحى بالشاة الواحدة عن جميع أهله) أي جميع أهل بيته وبه قال الجمهور وقال الطحاوي لا تجوز شاه عن اثنين وادعى نسخ هذا الخبر (ك) عن عبد الله بن هشام بن زهرة وهو حديث صحيح

(كان يضرب في الخمر) أي في الحد على شربه (بالنعال) بكسر النون جمع نعل (والجريد) من النخل قال الدميري وإذا ضرب بجريدة فلتكن خفيفة بين اليابسة والرطبة ويضرب ضرباً بين فلا يرفع يده فوق رأسه ولا يكتفي بالوضع بل يرفع ذراعه رفعاً معتدلاً (هـ) عن أنس وإسناده صحيح

(كان يضع اليمنى على اليسرى في الصلاة) لأنه أقرب إلى الخشوع وأبعد عن العبث (وربما مس لحيته وهو يصلي) فيه أن تحريك اليد في الصلاة لا ينافي الخشوع إذا كان بغير عبث (هـ هق) عن عمرو بن حريث بضم ففتح المخزومي

(كان يضمر الخيل) قال المناوي هو أن يقلل علف الفرس مدة ويدخل بيتا

ص: 104

ويجلل ليعرق ويجف عرقه فيجف لحمه فيقوى على الجري (حم) عن ابن عمر بإسناد صحيح

(كان يطوف) في بعض الأوقات (على جميع نسائه) أي يجامعهن (في ليلة) واحدة (بغسل واحد) لكنه كان يتوضأ بين ذلك قال المناوي وهذا قبل وجوب القسم كما مر اهـ وهذا على القول بوجوب القسم عليه وقال الأصطخري من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه لا يجب عليه القسم بين زوجاته (حم ق 4) عن أنس بن مالك

(كان يعبر على الأسماء) قال المناوي أي يعبر الرؤيا على ما يفهم من اللفظ من حسن أو غيره (البزار عن أنس

(كان يعجبه الرؤية الحسنة) وكان يسأل هل رأى أحد منكم رؤيا فنعبر هاله (حم ن) عن أنس وإسناده صحيح

(كان يعجبه الثقل) وفي رواية كان يحب الثقل بضم المثلة وكسرها قال في المصباح الثقل مثل قفل حثالة الشيء وهو الثخين الذي يبقى أسفل الصافي اهـ قال المناوي وفسر في خبر بالثريد وهو المراد هنا (حم ت) في الشمايل (ك) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان يعجبه إذا خرج لحاجته أن يسمع يا راشديا نجيح) لأنه كان يحب الفال الحسن (ت ك) عن أنس قل الشيخ حديث صحيح

(كأن تعجبه الفاغية) نور الحنا وتسميها العامة تمرحنا (حم) عن أنس قال العلقمي بجانب علامة الحسن

(كان يعجبه القرع) لأنه من ألطف الأغذية وأسرعها انهضاماً (حم حب) عن أنس قال الشيخ حديث صحيح

(كان يعجبه أن يدعو الرجل بأحب أسمائه إليه وأحب كناه) إليه لما فيه من التواصل والتحابب (ع طب) وابن قانع والباوردي عن حنظلة ابن حذيم بكسر المهملة وسكون المعجمة وفتح التحتية التيمي قال الشيخ حديث حسن

(كان يعجبه) أكل (الطبيخ) بتقديم الطاء لغة في البطيح بوزنه (بالرطب) أي معه (ابن عساكر عن عائشة

(كان يعجبه أن يفطر على الرطب مادام الرطب) موجوداً (وعلى التمر إذا لم يكن رطب) أي إذا لم يتيسر ذلك الوقت (ويختم بهن) قال المناوي أي يأكل التمرات عقب الطعام (ويجعلهن وتراً ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً) فيسن فعل ذلك (ابن عساكر عن جابر)

(كان يعجبه لتهجد من الليل) فالتنفل في الليل أفضل في النهار (طب) عن جندب قال الشيخ حدث حسن لغيره

(كان يعجبه أن يدعو ثلاثاً وأن يستغفر الله ثلاثاً) فأكثر بحيث يكون وتراً فالأقل ثلاثاً فخمس فسبع وهكذا فمن آداب الدعاء أن يكرره الداعي وأن يلح (حم د) عن ابن مسعود بإسناد حسن

(كان يعجبه أكل لحم (الزراع) أي ذراع الشاة لأنه أعجل نضجاً وأسهل تناولاً (د) عن ابن مسعود) وإسناده حسن

(كان يعجبه الذراعان والكتف) لما تقم ولبعدها عن الأذى (ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة) بإسناد حسن

(كان يعجبه الحلو) البارداى الماء الحلو البارد أو المراد الشراب الحلو البارد من نقيع تمر أو زبيب أو عسل ممزوج بماء ونحو ذلك (ابن عساكر عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(كان يعجبه الريح الطيبة) الظاهران المراد الرايحة الطيبة وعلل المناوي ذلك بقوله لأنها غذاء الروح وهي مطية القوى

ص: 105

والقوى يزداد بالطيب وهو ينفع الدماغ والقلب ويفرحه (دك) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(كان يعجبه القال) بالهمز ويجوز ترك همزة (الحسن) أي الكلمة السارة يسمعها (ويكره الطيرة) بكسر ففتح بوزن عتبة وهي التشاؤم وكانوا في الجاهلية يتطيرون فينفرون الظباء والطيور فإذا أخذت ذات اليمين تبركوا بذلك ومضوا في سفرهم وحوايجهم وإذا أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها وكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا ضرر (هـ) عن أبي هريرة (ك) عن عائشة وهو حديث حسن

(كان يعجبه أن يلقى العدو) للقتال (عند زوال الشمس) لأنه وقت تفتح فيه أبواب السماء (طب) عن أبي أوفى) بإسناد حسن

(كان يعجبه النظر إلى الأترج) بضم الهمزة وسكون الفوقية وضم الراء وتشديد الجيم قال المناوي وفي رواية الأترنج بزيادة نون وهو مذكور في القرآن ممدوح في الحديث (وكان يعجبه النظر إلى الحمام الأحمر) قال المناوي ذكر ابن قانع عن بعضهم أنه أراد به التفاح (طب) وابن السني وأبو نعيم في الطب عن أبي كبشة وهو حديث ضعيف

(كان يعجبه النظر إلى الخضرة) أي الشجر والزرع الأخضر بقرينة قوله (والماء الجاري) أي كان يحب النظر إليهما (ابن السني وأبو نعيم عن ابن عباس) بإسناد ضعيف

(كان يعجبه الإناء المنطبق) قال العلقمي قال في النهاية والدر والطبق كل غطاء لازم على الشيء اهـ أي يعجبه الإناء الذي له غطاء لازم له (مسدد) في المسند (عن أبي جعفر مرسلاً

(كان يعجبه العراجين) أي عراجين النخل (أن يمسكها بيده) بدل من العراجين أي يعجبه رؤيتها وإمساكها بيده (ك) عن أبي سعيد وهو حديث صحيح

(كان يعجبه أن يتوضأ من مخضب) بكسر الميم وسكون المعجمة أي إجانة (من صفر) بضم المهملة وسكون الفاء صنف من جيد النحاس (ابن سعيد عن زينب بنت جحش) أم المؤمنين

(كان يعد الآي) جمع آية (في الصلاة) قال المناوي الظاهر أن المراد الآيات التي يقرأها بعد الفاتحة بأصابعه فيقرأ في الركعة الأولى أكثر من الثانية (طب) عن ابن عمرو بن العاص

(كان يعرف بريح الطيب إذا أقبل) قال المناوي وكانت رائحة الطيب صفته وإن لم يمس طيباً (ابن سعد عن إبراهيم مرسلاً قال الشيخ حديث حسن

(كان يعقد) أي يعد (التسبيح) على أصابعه لتشهد له فإنهن مستنطقات مسؤلات (ت ن ك) عن ابن عمرو بن العاص

(كان يعلمهم) أي أصحابه ذكرا نافعاً (من) ألم (الحمى ومن الأوجاع كلها) أي يعلمهم (أن يقولوا بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق) بكسر فسكون (نعار) قال العقلمي بالنون والعين المهملة قال في النهاية نعر العرق بالدم إذا ارتفع وعلا وفي القاموس نعر العرق فار منه الدم أو صوت بخروج الدم ويروى عرق يعاد بالمثناة التحتية أي مصوت بخروج الدم وأصل اليعارصوت الغيم (ومن شر حر النار) فمن قال ذلك ولازمه بتية صادقة نفعه من جميع الآلام والأسقام (حم ت ك) عن

ص: 106

ابن عباس بإسناد ضعيف

(كان يعمل عمل) أهل (البيت) من ترقيع الثوب وخصف النعل وحلب الشاة وغير ذلك (وأكثر ما) كان (يعمل) في بيته (الخياطة ابن سعد عن عائشة) قال الشيخ حديث حسن

(كان يعود المريض وهو معتكف) قال العلقمي هو محمول عند الشافعي على أن المعتكف يعود المريض إذا خرج لما لا بدله منه وعادة في طريقه ولم يخرج لعيادته وفيه جمع بين الأحاديث (د) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(كان يعيد الكلمة) التي يتكلم بها (ثلاثاً) من المرات (لتعقل عنه) أي ليتدبرها من يسمعها ويرسخ معناها في ذهنه (ت ك) عن أنس بن مالك

(كان يغتسل بالصاع) أي بمقدار ما يسع الصاع من الماء قال العلقمي والصاع أن يسع خمسة أرطال وثلثاً بالبغدادي وقال بعض الحنفية ثمانية وربما زاد في غسله صلى الله عليه وسلم على الصاع إلى خمسة أمداد وإلى ستة عشر رطلاً كما رواه البخاري وربما تقص عنه فقد اغتسل هو وعائشة من إناء يسع ثلاثة أمناء كما رواه مسلم ويتوضأ بالمد قال العلقمي هو بضم الميم مكيال سع قدر رطل وثلث عند أهل الحجاز ورطلين عند أهل العراق وربما زاد عليه أو نقص عند فقد توضأ من إناء يسع رطلين ومن إناء يسع ثلثي مدكما رواهما أبو داود والجمع بين هذه الروايات كما نقله النواوي عن الشافعي أنها كانت اغتسالات ووضوأت في أحوال وجد فيها أكثر ما استعمله وأقله وهو يدل على أنه لأحد لقدر ماء الطهارة وهو كذلك لكن السنة أخذاً من غالب أحواله صلى الله عليه وسلم أن لا ينقص ماء الوضوء عن مد والغسل عن صاع وهذا لمن جسده كجسد النبي صلى الله عليه وسلم أما نحيف الجسد وعظيمه فيسنّ لهما أن يستعملا من الماء قدراً يكون نسبته إلى جسدهما كنسبة المد والصاع إلى جسد النبي صلى الله عليه وسلم (ق د) عن أنس

(كان يغتسل هو والمرأة من نسائه من إناء واحد) قال العلقمي قال في الفتح والمرأة يجوز فيها الرفع على العطف والنصب على المعية واللام فيها للجنس (حم خ) عن أنس

(كان يغتسل يوم الجمعة ويوم الفطر ويوم النحر ويوم عرفة) فيندب الاغتسال في هذه الأيام (حم هـ طب) عن الفاكه بن سعيد

(كان يغسل مقعده) أي دبره (ثلاثاً) قال الشيخ أي بعد تحقق الاتقاء اهـ والظاهر أن مراده أن الفعل الذي يحصل به الاتقاء يعد غسله واحدة ويستحب بعد ذلك غسلتان قال العلمقي قال الدميري قال ابن عمر فعلناه فوجدناه دواء وطهورا (هـ) عن عائشة

(كان يغير الاسم القبيح) أي إلى اسم جسن (ت) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(كان يفطر) من صومه (على رطبات قبل أن يصلي) المغرب (فإن لم تكن رطبات) أي أن لم تتيسر (فتمرات) أي فيفطر على تمرات (فإن لم تكن تمرات حسى حسوات من ماء) قال العلمقي بحاء وسين مهملتين جمع حسوة بالفتح وهي المرة من الشرب والحسوة بالضم الجرعة من الشراب بقدر ما يحسى (حم ت) عن أنس وإسناده صحيح

(كان يغلي) بفتح فسكون من فلى يفلي كرمى يرمي (ثوبه) قال المناوي ومن لازم التغلي وجود شيء

ص: 107

يؤذى كبر غوث وقمل وزعم أنه لم يكن القمل يؤذيه فيه ما فيه (ويحلب شانه ويخدم نفسه (حل) عن عائشة قال الشيخ حديث حسن

(كان يقبل الهدية ويثيب عليها) قال العلقمي قال في الفتح أي يعطي للذي يهدى له بدلها والمراد بالثواب المجازاة وأقله قيمة ما يساوى الهدية اهـ قال المناوي وهذا مندوب لا واجب عند الشافعي كالجمهور وإن وقع من الأدنى إلى الأعلى (حم خ د ت) عن عائشة

(كان يقبل بوجهه) على حدرايته بعيني (وحديثه) عطف على الوجه (على شر) قال المناوي في رواية أشر (القوم يتألفه بذلك) الإقبال (طب) عن عمرو بن العاص وإسناده حسن

(كان يقبل بعض أزواجه ثم يصلي ولا يتوضأ) قال العلقمي قال عبد الحق لا أعلم لهذا الحديث علة توجب تركه وقال الحافظ في تخريج أحاديث الرافعي إسناده جيد قوى قال وأجاب بكون ذلك من الخصائص بعض الشافعية لما أورد هذا الحديث عليهم الحنفية في أن اللمس لا ينقض مطلقاً (حم دن) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(كان يقبل المرأة وهو صائم) قال العلمقي قال النووي القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته لكن تركها أولى له وأما من حركت شهوته فهي حرام في حقه على الأصح وقيل مكروهة وروى ابن أبي وهب عن مالك باحثها في النفل دون الفرض قال النووي ولا خلاف أنها لا تبطل الصوم إلا أن أنزل بها اهـ وقال المناوي أخذ بظاهره أهل الظاهر فجعلوا القبلة مندوبه للصائم والجمهور على أنها تكره لمن حركت شهوته (حم ق 4) عن عائشة

(كان يقبل وهو محرم) بالحج أو العمرة (قط) عن عائشة قال الشيخ حديث ضعيف

(كان يقسم بين نسائه فيعدل) أي لا يفضل بعضهن على بعض في مكثه قال المناوي حتى أنه كان يحمل في ثوب فيطاف به عليهن وهو مريض (ويقول اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) مما لا حيلة لي في دفعه من الميل القلبي والداعية الطبيعية يريد به ميل النفس وزيادة المحبة لإحداهن فإنه ليس باختياره قال العلقمي قال النووي مذهبنا أنه لا يلزم الزوج أن يقسم بين نسائه بل له اجتنابهن كلهن لكن يكره له تعطيلهن مخافة من الفتنة عليهم والإضرار بهن فإن أراد القسم لم يجز له أن يبتدئ بواحدة منهن إلا بقرعة ويجوز له أن يقسم ليلة ليلة وليلتين ليلتين وثلاثاً ثلاثاً ولا يجوز أقل من ليلة ولا تجوز الزيادة على الثلاث إلا برضاهن هذا هو الصحيح من مذهبنا واتفقوا على أنه يجوز أن يطوف عليهن كلهن ويطأهن في الساعة الواحدة برضاهن ولا يجوز ذلك بغير رضاهن وإذا قسم كان له اليوم الذي بعد ليلتها ويقسم للمريض والحائضة والنفس لأنه يحصل لها الإنس به ولأنه يستمتع بها بغير الوطء من قبله ولمس ونظر ذلك قال أصحابنا وإذا قسم لا يلزمه الوطء ولا التسوية فيه بل له أن يبيت عندهن ولا يطأ واحدة منهن وله أن يطأ بعضهن في نوبتها دون بعض لكن يستحب له أن لا يعطلهن وأن يسوى بينهم في ذلك (حم 4 ك) عن عائشة

(كان يقصر في السفر ويتم ويفطر ويصوم) أي كان يفعل ذلك لبيان الجوز (قط هق)

ص: 108

عن عائشة بإسناد حسن (كان يقطع قراءته آية آية) يقول (الحمد لله رب العالمين ثم يقف) ويقول (الرحمن الرحيم ثم يقف) وهكذا ولهذا ذهب البيهقي إلى أن الأفضل الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلقت بما بعدها ومنعه بعض القراءات (ت ك) عن أم سلمة قال الشيخ حديث صحيح

(كان يقلس له) بضم المثناة التحتية وفتح القاف وشدة اللام المفتوحة قال العلقمي قال الجوهري التقليس الضرب بالدف والغناء أي يضرب بين يديه بالدف والغناء وقيل التقليس استقبال الولاة عند قدومهم بأصنام اللهو والمقلسون الذين يلعبون بين يدي الأمير إذا وصل إلى البلد أي يضرب بين يديه بالدف والغناء (يوم) عيد (الفطر) قال المناوي فالدف يباح لحادث سرور قال العلقمي واختلف العلماء في الغناء فأباحه جماعة من أهل الحجاز وهي رواية عن مالك وحرمه أبو حنيفة وأهل العراق ومذهب الشافعي كراهته وهو المشهور من مذهب مالك (حم هـ) عن قيس بن سعد ابن عبادة

(كان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يروح إلى الصلاة) قال المناوي قال ابن حجر المعتمد أنه بسن كيفما احتاج إليه ولم يثبت في القص يوم الخميس أو الجمعة ولا في كيفيته (هب) عن أبي هريرة

(كان يقول لأحدهم) أي لأحد أصحابه (عند المعاتبة) وفي نسخة المعتبة بفتح الميم وسكون المهملة قال الخليل العتاب مخاطبة الإذلال ومذاكرة الموجودة (ماله تربت جبينه) قال الخطابي ويحتمل أن يكون دعاء على وجهه بإصابة التراب جبينه ويحتمل أن يكون دعاء له بالعبادة كان يصلى فيترب جبينه والأول أشبه لأن الجبين لا يصلى عليه قال العلقمي وأوله كما في البخاري عن أنس بن مالك قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً كان يقول فذكره (حم هـ) عن أنس (كان يقوم) إلى تهجده (إذا سمع الصارخ) أي الديك (حم ق دن) عن عائشة

(كان يقوم من الليل) يصلى (حتى تنفطر) وفي رواية تتورم وفي أخرى تورمت (قدماه) أي تتشقق فقيل له لم تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبداً شكوراً وفي رواية أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً والفاء في قوله أفلا أكون للسببية وهي عن محذوف تقديره اترك تهجدي فلا أكون عبداً شكوراً والمعنى أن المغفرة سبب لكون التهجد شكراً فكيف أتركه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا لأن حاله كان أكمل الأحوال وكان لا يمل من عبادة ربه وأن أضر ذلك ببدنه بل صح أنه قال وجعلت قرة عيني في الصلاة وأما غيره صلى الله عليه وسلم إذا خشي الملل فلا ينبغي له أن يكد نفسه وعليه يحمل قوله صلى الله عليه وسلم خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا (ق ت ن هـ) عن المغيرة بن شعبة

(كان يكبر بين أضعاف الخطبة يكثر التكبير في خطبة العيدين) ظاهره أن التكبير لا يتقيد بعدد (هـ ك) عن سعد بن عائداً وابن عبد الرحمن (القرظ) المؤذن كان يتحر في القرظ قال الشيخ حديث صحيح

(كان يكبر يوم عرفة من صلاة الغذاة إلى صلاة العصر آخر أيام التشريق)

ص: 109

قال المناوي سر التكبير في هذه الأيام أن العيد محل سرور ومن طبع النفس تجاوز الحدود فشرع الإكثار منه ليذهب من غفلتها ويكسر من سورتها اهـ وهذا يقتضي طلب التكبير عقب الصلاة في عيد الفطر أيضاً فلا يخفى ما فيه (هق) عن جابر قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يكبر يوم الفطر من يحين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى) قال المناوي هذه السنة تداولتها العلماء وصحت الرواية بها (ك هق) عن ابن عمرو إسناده ضعيف

(كان يكتحل بالأثمد) بكسر الهمزة والميم (وهو صائم) فيه أن الاكتحال لا يفطر وهو مذهب الشافعي (طب هق) عن أبي رافع قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان يكتحل كل ليلة) بالأثمد ويقول إنه يجلو البصر وخص الليل لأنه فيه أنفع وأبقى (ويحتجم كل شهر) مرة (ويشرب الدواء كل سنة) مرة ظاهره أنه كان يفعل ذلك مطلقاً قال المناوي فإن عرض له ما يوجب شربه أثناء السنة شربه أيضاً (عد) عن عائشة وقال أنه منكر

(كان يكثر القناع) بكسر القاف أي اتخاذه وهو تغطية الرأس وأكثر الوجه قال العلقمي ومن إكثاره صلى الله عليه وسلم التقنع استعماله إياه حالة الجماع برداً أو غيره وذلك لما علاه من الحياء من ربه (ت) في الشمائل عن وهب عن أنس بن مالك قال الشيخ حديث حسن

(كان يكثر القناع ويكثر دهن رأسه) وهو سبب كثرة التقنع (ويسرح لحيته) قال المناوي تمامه عند مخرجه بالماء (هب) عن سهل بن سعد قال الشيخ حديث حسن لغيره

(كان يكثر الذكر) أي ذكر الله تعالى (ويقل اللغو) أي لا يغلو أصلاً (ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة) ويقول أن ذلك من فقه الرجل (وكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد حتى يقضى له حاجته (ت ك) عن ابن أبي أوفى (ك) عن أبي سعيد) الخدري وهو حديث صحيح

(كان يكره نكاح السر حتى يضرب بدف) قال المناوي تمامه عند مخرجه ويقول أتينا كم أتينا كم فحيونا نحييكم (عد) عن أبي حسن المازني الأنصاري قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يكره الشكال من) قال المناوي وفي رواية في (الخيل) فسره في بعض طرق الحديث عند مسلم بأن يكون في رجله اليمنى وفي يده اليسرى بياض أو في يده اليمنى ورجله اليسرى وكرهه لكونه كالمشكول لا يستطيع المشي وقيل يحتمل أن يكون جرب ذلك الجنس فلم يكن فيه نجابة وقال بعض العلماء إذا كان مع ذلك أغر زالت الكراهة وقال القرطبي يحتمل أن يكون كره اسم الشكال من جهة اللفظ لأنه يشعر بتنقيص ما تراد الخيل له (حم م عد) عن أبي هريرة

(كان يكره ريح الحناء) قال العلقمي وليس هذا الحديث بمناقض لما تقدم من الأمر بالاختضاب فإن كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لريحه ليس أمراً شرعياً وإنما هو أمر طبعي والطباع تختلف والناس يتعبدون باتباعه صلى الله عليه وسلم في الأمور الشرعية (حم دن) عن عائشة بإسناد حسن

(كان يكره التثاؤب في الصلاة) أي يكره سببه وهو كثرة الأكل كما تقدم (طب) عن أبي إمامة قال العلقمي بجانبه علامة

ص: 110

الحسن

(كان يكره أن يرى الرجل) والمرأة أولى (جهيراً) أي (رفيع الصوت) قال الجوهري رجل مجهر بكسر الميم إذا كان من عادته أن يجهر بكلامه وامرأة جهيرة عالية الصوت (وكان يحب أن يراه خفيض الصوت) قال المناوي أخذ منه أنه يسن للعالم صوت مجلسه عن اللغو واللغط ورفع الأصوات (طب) عن أبي إمامة قال الشيخ حديث حسن

(كان يكره رفع الصوت عند القتال) كان ينادى بعضهم بعضاً أو يفعل بعضهم فعلاً له أثر فيصيح ويعرف نفسه فخراً فلا يعارضه الحديث المتقدم صوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل (طب ك) عن أبي موسى الأشعري وإسناده صحيح

(كان يكره أن يرى) بالبناء للمفعول (الخاتم) أي خاتم النبوة وهو أثر بين كتفيه نعت به في الكتب المتقدمة علامة نبوته ومحل الكراهة عند عدم المصلحة فلو ترتب على النظر إلى الخاتم مصلحة كتصديق الرائي فلا كراهة (طب) عن عبادة بن عمرو

(كان يكره الكي) وينهي عنه أي ما لم يتعين بأن لم يقم غيره مقامه ولهذا كوى جمع من الصحابة كما تقدم (والطعام لحار) أي أكله (ويقول عليكم بالبارد) أي بحيث تقبله اليد واللسان بلا مشقة أي الزموا أكله (فإنه ذو بركة إلا) بالتخفيف حرف تنبيه (وإن الحار لا بركة فيه) وفي نسخة لأن الأكل لا يستمر به ولا يلتذ به (حل) عن أنس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يكره أن يطأ أحد عقبه) أي يمشي خلفه (ولكن يمين وشمال) أي ولكن يطأ يميناً وشمالاً فيمين وشمال منصوبان على الظرفية وطريقة المتقدمين من المحدثين يرسمون المنصوب بلا ألف قال المناوي فكان لا يرى أن يمشي أمام القوم بل وسطهم أو في آخرهم تواضعاً وتعليماً لأصحابه آداب الشريعة (ك) عن ابن عمرو بن العاص وإسناده حسن

(كان يكره المسائل) أي السؤال عن المسائل (ويعيبها) ممن عرف منه التعنت أو عدم الأدب في إيراد الأسئلة (فإذا سأله أبو رزين) بفتح الراء (أجابه وأعجبه) لحسن أدبه وحرصه إحراز الفوائد (طب) عن أبي رزين وإسناده حسن

(كان يكره سورة الدم) بفتح السين المهملة حدته (ثلاثاً) أي مدة ثلاث من الأيام والمراد دم الحيض (ثم يباشر) المرأة (بعد الثلاث) قال الشيخ يحتمل أن يكون حيضهن كان ينقطع لذلك ويجوز حمل المباشرة على غير الجماع اهـ وقال المناوي ويظهر أن المراد أنه كان يباشرها بعد الثلاث بحائل (طب) عن أم سلمة قال الشيخ حديث حسن

(كان يكره أن يؤخذ) أي يؤكل (من رأس الطعام) ويقول دعوا وسط القصعة وخذوا من حولها فإن البركة تنزل في وسطها (طب) عن سلمى قال الشيخ حديث حسن

(كان يكره أن يؤكل الطعام الحار حتى تذهب فورة دخانه) أي غليانه لأن الحار لا بركة فيه (طب) عن جويرية) مصغر جارية وإسناده حسن

(كان يكره العطسة الشديدة في المسجد) قال المناوي زاد في رواية أنها من الشيطان ومفهومه أنها في غير المسجد لا يكرهها ويعارضه أنه كان يكره رفع الصوت بالعطاس وقد يقال أن ذلك بالمسجد أشد كراهة (هق) عن أبي هريرة قال

ص: 111

العلقمي بجانبه علامة الحسن (كان يكره أن يرى المرأة ليس في يدها أثر حناء أو أثر خضاب) بكسر المعجمة قال المناوي وفيه أن للمرأة خضب رجليها ويديها بغير سواد اهـ وقال الشيخ عطف الخضاب ظاهر في غير الحناء إلا بما يدخله النشادر المعروف عند من ينجسه (هق) عن عائشة وإسناده حسن (كان يكره أن يطلع من نعليه شيء عن قدميه) قال المناوي أي يكره أن يزيد النعل على قدر القدم أو ينقص (حم) في الزهد عن زياد بن سعد مرسلاً

(كان يكره أن يأكل الضب) لكونه ليس بأرض قومه فلذلك كان يعافه لا لحرمته (خط) عن عائشة بإسناد حسن

(كان يكره من الشاة سبعاً) أي أكل سبع مع كونها حلالاً (المرارة) أي ما في جوف الحيوان فيها ماء أخضر (والمثانة والحيا) بالقصر يعني الفرج (والذكر والاثنيين والغدة والدم) غير المسفوح لأن الطبع السليم يعافها وليس كل حلال تطيب النفس لأكله (وكان أحب الشاة إليه مقدمها) لأنه أبعد عن الأذى وأخف على المعدة (طس) عن ابن عمر (هق) عن مجاهد مرسلاً (عدهق) عنه عن ابن عباس

(كان يكره الكليتين) تثنية كلية (لمكانهما من البول) أي لقربهما منه (ابن السني في الطب عن ابن عباس

(كان يكسو بناته خمر) بضم المعجمة والميم (القز والإبر يسم) جمع خمار تكتب وكتاب الخمار ما تغطى به المرأة رأسها وفيه حل القز والحرير للإناث (ابن النجار) في تاريخه (عن ابن عمر) بن الخطاب قال الشيخ حديث حسن

(كان يلبس برده الأجر في العيدين والجمعة) ليبين حل لبس ذلك (هق) عن جابر قال الشيخ حديث حسن

(كان يلبس قميصاً قصير الكمين والطول) لأنه احفظ من النجاسات وأسهل على الملابس فلا يمنعه خفة الحركة (هـ) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن

(كان يلبس قميصاً فوق الكعبين مستوى الكمين بأطراف أصابعه) أي مساوياً لها وتقدم الجمع بينه وبين حديث كان كم قميصه إلى الرسغ (ابن عساكر عن ابن عباس)

(كان يلبس قلنسوة بيضاء) بفتح القاف واللام وسكون النون وضم المهملة من ملابس الرأس وقد تقدم الكلام عليها في العمامة على القلنسوة (طب) عن ابن عمر بإسناد حسن

(كان يلبس القلانس تحت العمائم ويغير العمائم بغير قلانس وكان يلبس القلانس اليمانية وهن البيض المضربة ويلبس) القلانس (ذوات الأذان في الحرب وكان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه وهو يصلي) قال المناوي أي إذا لم يتيسر له ما يستتر به أو بياناً للجواز (وكان من خلقه) بالضم (أن يسمى سلاحه ومتاعه ودوابه) كقميصه وردائه وعمامته كما مر (الروياني وابن عساكر عن ابن عباس)

(كان يلبس النعال) قال العلقمي جمع نعلة وهي مؤنثة قال ابن الأثير هي التي تسمى الآن تاسومة وقال ابن العربي النعل لباس الأنبياء وإنما اتخذ الناس غيرها لما في أرضهم من الطين وقد يطلق النعل على كل ما يقي القدم (السبتية) بكسر المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة نسبة إلى السبت قال أبو عبيد هي المدبوغة التي حلق شعرها لأن السبت

ص: 112

معناه القطع والحلق بمعناه (ويصفر لحيته بالورس) بفتح فسكون نبت أصغر باليمن يصبغ به (والزعفران) قال العلقمي قال الشيخ عبد الجليل القصيري إنما صبغ صلى الله عليه وسلم لأن النساء غالباً يكرهن الشيب ومن كره من النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فقد كفر واختلف العلماء رضي الله عنهم هل خضب النبي صلى الله عليه وسلم أم لا قال القاضي منعه الأكثرون وهو مذهب مالك وقال النووي المختار أنه صبغه في وقت وتركه في معظم الأوقات فأخبر كل بما رآي وهو صادق قال وهذا التأويل كالمتعين فحديث ابن عمر في الصحيحين لا يمكن تركه ولا تأويل له قال الحافظ ابن حجر والجمع بين حديث أبي رمثة وابن عمر وحديث أنس أن يحمل نفي السن على غلبة الشيب حتى يحتاج إلى خضابه ولم يتفق أنه رآه وهو يخضب ويحمل حديث من أثبت الخضاب على أنه فعله لإرادة بيان الجواز ولم يواظب عليه وأما ما رواه الحاكم عن عائشة ما شانه الله تعالى ببيضاً فمحمول على أن تلك الشعرات البيض لم يتغير بها شيء من حسنه صلى الله عليه وسلم وقد أنكر الإمام أحمد إنكار أنس وذكر حديث ابن عمرو وافق الإمام مالك النافي إنكاره المخضبات وتأول ما ورد قلت وفي التأويل بعد وخضاب ككتاب ما يختضب به وورد أن طول نعله صلى الله عليه وسلم شبر وأصبعان وعرضها مما يلي الكعبان سبع أصابع وبظن القدم خمس وفوقها ست ورأسها محدد وعرض ما بين القبالين أصبعان قال الحافظ الكبير زين الدين العراقي في ألفية السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

ونعله الكريمة المصونة

• طوبى لمن مسى بها جبينه

لها قبالان بسير وهما

• سبتيتان سبوا أشعرهما

وطولها شبر وأصبعان

• وعرضها مما يلى الكعبان

سبع أصابع وبطن القدم

• خمس وفوق ذا فست فاعلم

ورأسها محدد وعرضما

• بين القبالين أصبعان اضبطهما

وهذه مثال تلك النعل

• ودورها الكرم بها من نعل

(ق) عن ابن عمر بن الخطاب

(كان يلحظ) وفي رواية يلتفت (في الصلاة يميناً وشمالاً ولا يلوى عنقه خلف ظهره) حذراً من تحويل صدره عن القبلة (ت) عن ابن عباس قال الشيخ حديث صحيح

(كان يلزق صدره ووجهه بالملتزم) تيمناً به وهو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود وقال المناوي سمى به لأن الناس يعتنقونه ويضمونه إلى صدورهم وصح ما عاد به ذو عاهة إلا برئ (هق) عن ابن عمرو بن العاص

(كان يليه في الصلاة الرجال) لكما لهم (ثم الصبيان) لكونهم من الجنس (ثم النساء) لنقصهن (هق) عن أبي مالك الأشعري) قال الشيخ حديث صحيح

(كان يمد صوته بالقراءة) في الصلاة وغيرها (مدا) مصدر مؤكد أي يمد ما كان من حرف المد واللين (حم ن هـ ك) عن أنس بإسناد حسن

(كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم) قال العلقمي قال في الفتح قال ابن بطال في السلام على

ص: 113

الصبيان تدريبهم على آداب الشريعة وفيه طرح الأكابر رداء الكبر وسلوك التواضع ولين الجانب قال المتولي من سلم على صبي لم يجب عليه الرد لأن الصبي ليس من أهل الفرض وينبغي لوليه أن يأمره بالرد ليتمرن على ذلك ويستثنى من السلام على الصبي ما لو كان وضيئاً وخشى من السلام عليه الافتتان فلا يشرع ولاسيما أن كان مراهقاً منفرداً (هـ) عن أنس) بن مالك (كان يمر بنساء فيسلم عليهن) قال المناوي حتى الشواب فيكون له تحية المرأة وذوات الهيئة لأنه كالمحرم لهن أهو أما غيره فيكره له تحية المرأة الأجنبية ابتداء ورداً ويحرم عليها تحيته ابتداء ورداً (حم) عن جابر البجلي وإسناده حسن (كان يمسح على وجهه بزيادة على تزيدنا اللفظ (بطرف) بالتحريك (ثوبه في الوضوء) قال المناوي ولضعف هذا الخبر رجح الشافعية أن الأولى ترك التنشيف لأن ميمونة أتته بمنديل فرده (طب) عن معاذ وإسناده ضعيف

(كان يمشي مشياً يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان) فكان إذا مشى كان الأرض تطوى له (ابن عساكر عن ابن عباس)

(كان يمص اللسان) أي يمص لسان حلائله (الترقفي) بمثناة مفتوحة فراء ساكنة فقاف مضمونة ثم فاء نسبة إلى ترقف من أعمال واسط (في جزئه) الحديثي (عن عائشة (كان ينام) أي في بعض الأحيان (وهو جنب ولا يمس ماء) أي للغسل وإلا فهو كان لا ينام وهو جنب حتى يتوضأ أو يتيمم ويمكن حمل هذا الحديث على أنه كان يتيمم قبل أن ينام وهو جنب بدلاً عن الوضوء كما مر قال العلقمي وترك الوضوء في بعض الأحيان ليبين الجواز إذ لو واظب عليه لاعتقدوا وجوبه (حم ت ن هـ) عن عائشة

(كان ينام حتى ينفخ) قال المناوي قال وكيع وهو ساجد (ثم يقوم فيصلي) أي يتم صلاته (ولا يتوضأ) لأن نومه بعينه لا بقلبه وكذا سائر الأنبياء (حم) عن عائشة بإسناد صحيح

(كان ينام أول الليل ويحيى آخره) بالصلاة فيه (هـ) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح

(كان ينحر أضحيته) بيده (بالمصلى) محل صلاة العيد ليقتدي به الناس في أفعاله في منازلهم وإنما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ليجمع لهم البيان القولي في الخطبة والبيان الفعلي بالذبح في المصلى وقول الأصباح الأفضل للإنسان أن يضحى في داره ليشهدها أهله وتعمهم بركتها وخيرها مخصوص بغير الإمام فقد قال الإمام يختار للإمام أن يضحى للمسلمين كافة من بيت المال ببدنه في المصلى فإن لم يتيسر فشاة وورد أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش وقال هذا عنى وعمن لم يضح من أمتي وتضحية النبي صلى الله عليه وسلم والإمام عن الرعية مستثنى من قول الأصحاب لا يضحى عن الغير بغير إذنه لأنها عبادة لم يرد من الشارع إذن في فعلها من الغير وقال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه لا يضحى عن الحمل في بطن أمه ولا يضحى عن الميت إن لم يوص بها قال الرافعي والقياس جوازها عنه لأنه ضرب من الصدقة تصح عن الميت ويصل ثوابها إليه (خ د ن هـ) عن ابن عمر

(كان ينصرف من الصلاة عن يمينه) أي إذا لم يكن له حاجة والأفالي جهة حاجته (ع) عن أنس قال الشيخ حديث حسن

• (كان ينفث في الرقية

ص: 114

بضم الراء وسكون القاف وفتح المثناة التحتية قال المناوي بأن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ الإخلاص والمعوذتين ثم يمسح بهما الجسد (هـ) عن عائشة بإسناد حسن

(كان يوتر من أول الليل وأوسطه وآخره) قال العلقمي ولمسلم من طريق مسروق من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل وأوسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر وعند البخاري عن عائشة قالت كل الليل أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهى وتره إلى السحر اهـ وكل بالنصب على الظرفية وبالرفع على الابتداء والجملة خبر والتقدير أوتر فيه ومحل هذه الأحاديث أن الليل كله وقت للوتر لكن اجمعوا على ان ابتداءه مغيب الشفق بعد صلاة العشاء وعند مسلم من حديث جابر من طمع منكم أن يقوم آخر الليل فليوتر من آخره فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل ومن خاف منكم أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر من أوله (حم) عن ابن مسعود بإسناد صحيح

(كان يوتر على البعير) قال المناوي أفاد أن الوتر لا يجب للاجتماع على أن الفرض لا يفعل على الراحلة أي إذا كانت سائرة (ق) عن ابن عمر) بن الخطاب (كان يلاعب زينب بنت أم سلمة) زوجته صلى الله عليه وسلم وهي بنتها من أبي سلمة (ويقول يا زوينب يا زوينب) بالتصغير (مراراً) لأن الله تعالى جبله على التواضع والإيناس (الضياء) في المختارة (عن أنس) بن مالك قال الشيخ حديث صحيح

(كان آخر كلامه الصلاة الصلاة) أي احفظوها بتعلم أركانها وشروطها والإتيان بها في أوقاتها فهو منصوب على الإغراب وكرر للتأكيد (اتقوا الله فيما ملكت إيمانكم) بالاتفاق عليهم والرفق بهم (ده) عن على أمير المؤمنين قال الشيخ حديث صحيح

(كان آخر ما تكلم به) قال المناوي أي من الذي كان يوصى به أهله وصحبه فلا يعارضه ما بعده (إن قال قاتل الله اليهود والنصارى) أي قتلهم (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قال المناوي أي كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لها أي فلا تفعلوا مثلهم أما من اتخذ مسجداً بجوار صالح أو صلى بمقبرته فلا حرج اهـ قال العلقمي وقد استشكل ذكر للنصارى فيه لأن اليهود لهم أنبياء بخلاف النصارى فليس بين عيسى وبين نبينا صلى الله عليه وسلم نبي غيره وليس له قبر والجواب أنه كان فيهم أنبياء أيضاً لكنهم غير مرسولين كالحواريين ومريم في قول أو الجمع في قوله أنبيائهم بإزاء لمجموع من اليهود والنصارى أو المراد الأنبياء وكبار أتباعهم فاكتفى بذكر الأنبياء ويؤيده قوله في رواية لمسلم قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ولهذا لما أفرد النصارى في حديث قال إذا مات فيهم الرجل الصالح ولما أفرد اليهود في حديث قال قبور أنبيائهم أو المراد بالاتخاذ أعم من أن يكون ابتداعاً أو اتباعاً فاليهود ابتدعت والنصارى اتبعت ولا ريب النصارى تعظم قبور كثير من الأنبياء الذين تعظمهم اليهود (لا يبقين دينان) بكسر الدال (بأرض العرب) قال المناوي في رواية بجزيرة العرب وهي مبينة للمراد فيخرج من الحجاز من دان بغير ديننا (هق) عن أبي عبيدة عامر بن

ص: 115