الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأكثر ومنهم الزهري راوي الخبر وقال أبو داود الطيالسي لا يعاقب في الدنيا بذنب فيعاقب به في الآخرة وجملة غيره على غير ذلك قلت إن أراد قائل هذا إن عموم الحديث يتناول هذا فيمكن وإلا فسبب الحديث يأبى ذلك قيل المراد بالمؤمن في هذا الحديث الكامل الذي أوقفته معرفته على غوامض الأمور حتى صار بحذر مما سيقع وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ مرارًا من حجلا زاد في رواية الكشميهني والسرخسي وأحمد ووقع في بعض النسخ حجر حية وهي زيادة شاذة قال ابن بطال وفيه أدب شريف أدب به النبي صلى الله عليه وسلم أمته ونبههن كيف يحذرون مما يخافون سوء عاقبته اهـ وقال المناوي هو تمثيل أي المؤمن الكامل يندم على خطيئته ويأخذه القلق ويتلوى كاللديغ بخلاف المؤمن المخلط فإنه يلدغ مرات (حم ق د هـ) عن أبي هريرة (حم هـ) عن ابن عمر. (لا يمس القرآن إلا طاهرًا) أي لا يجوز مسه إلا على طهر من الحدثين (طب) عن ابن عمر وإسناده صحيح. (لا يؤمن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى) قال العلقمي قال العلماء هو تحذير من القنوط وحث على الرجاء عند الخاتمة ومعنى إحسان الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه قالوا وفي حال الصحة يكون خائفًا راجيًا ويكونان سواء وقيل يكون أرجح فإذا دنت إمارات الموت غلب الرجاء أو محضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات وصالح الأعمال وقد نعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له ويؤيده حديث يبعث كل عبد على ما مات عليه قال العلماء معناه يبعث على الحال التي مات عليها ومثله حديث ثم بعثوا على نياتهم قال شيخنا قال الطيبي نهي أن يموتوا على غير حالة حسن الظن وليس بمقدور لهم بل المراد بتحسين الظن ليوافي الموت عليه اهـ ونظيره ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون قال المناوي وذا قاله قبل موته بثلاث صلى الله عليه وسلم (حم م د هـ) عن جابر بن عبد الله.
•
(حرف الياء) *
(يأتي على الناس زمان الصابر) قال المناوي كذا يخط المؤلف وفي نسخ القابض (فيهم على دينه كالقابض على الجمر (ت) عن أنس. (يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه أذل من شأنه) قال المناوي أي مقهورًا مغلوبًا عليه فهو مبالغة في كمال الذل (ابن عساكر عن أنس. (يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب) قال المناوي أي في نفقته في البنيان الذي لم يقصد به وجه الله وقد زاد على الحاجة (ت) عن خباب بن الإرث وإسناده صحيح. (يؤم القوم أقرؤهم للقرآن) قال المناوي خبر بمعنى الأمر وكان الأقرأ إذا ذاك أفقه (حم) عن أنس بن مالك وإسناده صحيح. (يبصر أحدكم القذى) قال العلقمي جمع قذاه وهو ما يقع في العين والماء والشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك (في عين أخيه) في الدين (وينسى الجذع) واحد جذوع النخل (في عينه) قال المناوي مثل
ضرب لمن يرى بغيره عيبًا يسيرًا فيعيره به فيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى القذارة وذلك من أقبح القبائح (حل) عن أبي هريرة. (يبعث الناس على نياتهم) أي أعمالهم فالطائع يجازي بعمله والعاصي تحت المشيئة (حم) عن أبي هريرة قال العلقمي بجانبه علامة الصحة (يبعث العبد على ما مات عليه) قال المناوي أي على الحالة التي مات عليها من خير وشر منه أخذ المؤلف أن الزمار يأتي يوم القيامة بمزماره والسكران بقدحه والمؤذن يؤذن (م هـ) عن جابر. (يتجلى لنا ربنا ضاحكًا يوم القيامة) قال المناوي أي يظهر لنا وهو راض عنا ويتلقانا بالرحمة والرضوان وتمامه عند مخرجه حتى ينظروا إلى وجهه فيخرون له سجدًا فيقول ارفعوا رؤسكم فليس هذا يوم عبادة (طب) عن أبي موسى وإسناده حسن. (يترك للمكاتب الربع) قال المناوي من نجوم الكتابة (ك) عن علي. (يجزي من الوضوء مد ومن الغسل صاع) من بمعنى في قال العلقمي أجمع المسامون على أن الماء الذي يجزي في الوضوء والغسل غير مقدر بل يكفي فيه القليل والكثير إذا وجد شرط الغسل وهو جريان الماء على الأعضاء وعمها قال الشافعي رحمه الله قد يرفق بالقليل فيكفي ويخرق بالكثير فلا يكفي والمستحب أن لا ينقص في الغسل عن صاع ولا في الوضوء عن مد والصاع خمسة أرطال وثلث بالبغدادي والمد رطل وثلث ذلك معتبر على التقريب لا على التحديد هذا هو الصواب المشهور وقال ابن عبد السلام إذا كان المتوضئ ضئلًا أو متفاحش الطول أو العرض يستحب له أن يستعمل ما يكون نسبته إلى جسده كنسبة المد إلى بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الغسل فلا يمكن أن يكون في الوجود أعلم منه صلى الله عليه وسلم ولا أرفق ولا أحوط ولا أسوس بأمور الشريعة (هـ) عن عقيل قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (يجزي في الوضوء رطلان من ماء) قال المناوي وفي الغسل ثمانية أرطال وهذا يشهد لقول أبي حنيفة المد رطلان والصاع ثمانية وقال الشافعي المد رطل وثلث والصاع خمسة أرطال وثلث (ت) عن أنس بن مالك وإسناده ضعيف. (يجزي من السواك الأصابع) إذا كانت خشنة لحصول الإنقاء بها وبه أخذ جمع وقد جوز الشافعية السواك بالإصبع غير الخشنة (الضياء عن أنس) وإسناده لا بأس به. (يجير على أمتي أدناهم) قال العلقمي قال في النهاية أي إذا أجار واحد من المسلمين حرًا وعبدًا وامرأة واحدًا أو جماعة من الكفار وخفرهم وأمنهم جاز ذلك على جميع المسلمين لا ينقض عليه جوازه وأمانه (حم ك) عن أبي هريرة قال العلقمي حديث صحيح. (يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن) عمله (طب) عن كليب بن شهاب الحرمي قال الشيخ حديث حسن. (يحرم) قال المناوي بالضم وشد الراء المكسورة وروى بالفتح وضم الراء (من الرضاعة ما يحرم من النسب) ويباح من الرضاع ما يباح من النسب (حم ق د ن هـ) عن عائشة (حم م ن هـ) عن ابن عباس. (يخرب الكعبة ذو السويقتين) تثنية سويقة مصغرًا
للتحقير (من الحبشة) بالتحريك معروف من السودان إشارة إلى أن الكعبة المحرمة يهتك حرمتها حقير نضو بالخلق قال العلقمي قيل هذا الحديث يخالف قوله أو لم يروا أنا جعلنا حرمًا آمنًا ولأن الله تعالى حبس عن مكة الفيل ولم يمكن أصحابه من تخريب الكعبة ولم تكن إذ ذاك قبلة فكيف يسلط عليها الحبشة بعد أن صارت قبلة للمسلمين وأجيب عن ذلك بأن ذلك محمول على أن يقع في آخر الزمان قرب قيام الساعة حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول الله الله كما ثبت في صحيح مسلم لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله وقد وقع قبل ذلك فيه من القتال وغزو أهل الشام له في زمن يزيد بن معاوية ثم من بعده في وقائع كثيرة من أعظمها وقعة القرامطة بعد الثلثمائة فقتلوا من المسلمين في المطاف ما لا يحصى كثيرة وقلعوا الحجر الأسود فحولوه إلى بلادهم ثم أعادوه وبعد مدة طويلة ثم غزى مرارًا بعد ذلك وكل ذلك لا يعارض قوله تعالى أولم يروا أنا جلعنا حرمًا آمنًا لأن ذلك إنما وقع بأيدي المسلمين فهو مطابق لقوله صلى الله عليه وسلم ولن يستحل هذا البيت إلا أهله فوقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وهو من علامات؟ ؟ ؟ ؟ ؟ وليس في الآية ما يدل على استمرار الأمن المذكور فيها (ق ن) عن أبي هريرة. (يد الله على الجماعة) قال المناوي أي حفظه وكلاته عليهم يعني أن جماعة أهل الإسلام في كنف الله بين ظهرانيهم ولا تفارقهم وتمامه عند مخرجه ومن شذ شذ إلى النار أي من حرج من السواد الأعظم في الحلال والحرام الذي لم يختلف فيه الأمة فقد زاغ من سبيل الهدى وذلك يؤديه إلى دخول النار (ت) عن ابن عباس قال العلقمي بجانبه علامة الحسن. (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) قال العلقمي قال النووي قيل مثلها في رقتها وضعفها كالحديث الآخر أهل اليمن أرق قلوبًا وأضعف أفئدة وقيل في الخوف والهيبة والطير أكثر الحيوان خوفًا وفزعًا كما قال تعالى إنما يخشى الله من عباده العلماء وكان المراد قوم وقع عليهم الخوف كما جاء عن جماعات من السلف في شدة خوفهم وقبل المراد متوكلون (حم م) عن أبي هريرة. (يدور المعروف على يد مائة رجل آخرهم فيه كأولهم) قال المناوي أي في حصول لأجر له فالساعي في الخير كفاعل والمعنى أن هذه كلها منتهية إلى يد الله الذي يتقبل ذلك المعروف فهي في الثواب سواء (ابن النجار أنس) بن مالك. (يذهب الصالحون) قال العلقمي وفي رواية يقبض بدل يذهب والمراد قبض أرواحهم أي يموتون (الأول فالأول وتبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر) بضم الحاء المهملة وفاء وروى حثالة بمثلثة قال الخطابي هو بالفاء وبالمثلثة الردئ من كل شيء وقال ابن التين الحثالة سقط الناس قال المناوي وهو المراد هنا وأصلها ما يتساقط من قشور التمر والشعير وغيرهما (لا يباليهم الله بالة) أي لا يرفع لهم قدرًا ولا يقيم وزنًا والمبالاة وزنًا والمبالاة والاكتراث وبالة مصدر لا يبالي واصلة بالية كمعافاة وعافية (حم خ) عن مرادس الأسلمي. (يرث الولاء من
يرث المال) قال المناوي تمامه عند مخرجه من ولد أو والد (ت) عن ابن عمرو. (يستجاب إلا حدكم) أي لكل واحد منكم في دعائه (ما لم يعجل يقول) بلفظه أو في نفسه (قد دعوت فلم يستجب لي) قال العلقمي قال ابن بطال المعنى أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمان بدعائه أو أنه أنى من الدعاء بما يستحق به الإجابة فيصير كالمبخل بالرب الكريم الذي لا يجزه الإجابة ولا ينقصه العطاء قال الداودي يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة وما قام مقامها من الادخار والتكفيل اهـ وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء وهو أن يلازم الطلب ولا ييأس من الإجابة لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار وفي الأحاديث دلالة على أن دعوة المؤمن لا ترد وأنها إما أن تعجل له الإجابة وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها وإما أن يدخر له في الآخرة خير مما يسأله أشار إلى ذلك الداودي والجوزي بقوله اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة أو يعوض بما هو أولى له عاجلًا أو آجلًا فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض ومن جملة آداب الدعاء تحري الأوقات الفاضلة كالسجود وعند الآذان ومنها تقديم الوضوء والصلاة واستقبال القبلة ودفع الأيدي وتقديم التوبة والاعتراف بالذنب والإخلاص وافتتاحه بالحمد والثناء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والسؤال بالأسماء الحسنى (ق د ت هـ) عن أبي هريرة. (يسروا) من اليسر ضد العسر أي يسروا على الناس بذكر ما يؤلفهم لقبول الموعظة والتعليم (ولا تعسروا) قال العلقمي ذكر تأكيدًا ولا فالأمر بالشيء نهى عن ضده ولأنه اقتصر على اليسر صدق على من أتى به مرة وبالعسر في بعض أوقاته فلما قال ولا تعسروا انتفى العسر في كل الأوقات (وبشروا) من البشارة وهي الإخبار بالخير ذد النذارة أي بشروا بفضل الله وعظيم ثوابه وسعة رحمته (ولا تنفروا) قال العلقمي قابل به بشروا مع أن ضد البشارة النذارة لأن امقصود من النذارة التنفير فصرح بالمقصود منها (حم ق ن) عن أنس. (يشفع يوم القيامة ثلاثة) أي ثلاثة طوائف مرتبين (الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء) فأعظم بمنزلة هي بين النبوة والشهادة (هـ) عن عثمان بن عفان بإسناد حسن. (يشفع) يوم القيامة (الشهيد في سبعين) إنسانًا (من أهل بيته) من أصوله وفروعه وزوجاته وغيرهم قال المناوي والظاهر أن المراد بالسبعين الكثرة لا لتحديد (د) عن أبي الدرداء وإسناده حسن. (يشمت العاطس) ندبًا (ثلاثًا) أي ثلاث مرات في ثلاث عطسات (فما زاد على العطسات) الثلاث فلا يشمت فيه (فهو) أي فصاحبه (مزكوم) فيدعى له بالعافية والشفاء (هـ) عن سلمة بن الأكوع وإسناده حسن. (يطبع المؤمن على كل خلق) قال المناوي غير مرضي أي يجعل الخلق طبيعة لازمة له يعسر تركه (ليس الخيانة والكذب) فلا يطبع عليهما بل قد يحصلان تطبعًا وتخلقًا اهـ ويجوز حمل المؤمن على
الكامل والخلق على المرضى ويكون الاستثناء منقطعًا وقال العلقمي يطبع أي يخلق عليها والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر (هب) عن ابن عمر وهو حديث ضعيف. (يعطي المؤمن) أي كل مؤمن (في الجنة قوة مائة) من الرجال (في النساء) أي في شأن وهو الجماع (ت حب) عن أنس وإسناده صحيح. (يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين) أي إلا حقوق العباد وهذا في شهيد البر أما شهيد البحر أي من قتل في قتال الكفار في البحر فيغفر له جميع الذنوب الصغائر والكبائر حتى حقوق العباد (حم م) عن ابن عمر. (يقتل) عيسى (بن مريم الدجال بباب لد) بضم اللام وشد الدال المهملة قال العلقمي قال في النهاية هو موضع بالشام وقيل بفلسطين قال المناوي وفي رواية نعيم بت حماد دون باب لد بسبعة عشر ذراعًا وفي رواية له أيضًا دون باب لدا أو إلى جانب لد (ت) عن مجمع بن جارية بن عامر أحد بني مالك بن عوف قال العلقمي بجانبه علامة الصحة. (يكسي الكافر لو حين من نار في قبره) قال المناي أي واحد غطاء والآخر وطاء (ابن مردوية عن البراء) بن عازب. (يكون في آخر الزمان عباد) بالضم والتشديد جمع عابد (جهال وقراء فسقة) قال المناوي أي أن ظهور ذلك من أشراط الساعة (حل ك) عن أنس. (يلبي المعتمر) قال العلقمي في عمرته كلها يعني في كل حال من أحواله من ركوب ونزول وصعود شرف نزول وأدو خلف كل صلاة فرضًا أو نافلة وعند اصطدام الرفاق وفي المساجد والطرق (حتى يستلم الحجر) أي بالتقبيل أو وضع اليد وظاهره أنه يلبي في حال دخوله المسجد وبعد رؤية البيت وفي حال مشيه حتى يشرع في الاستلام فإنه جعل غاية انقطاع التلبية الاستلام فما قبله يلبي لكن يستثني منه ما فيه دعاء مخصوص كدخول المسجد ورؤية البيت وغير ذلك (د هـ) عن ابن عباس وإسناده حسن. (يمن الخيل في شقرها) قال المناوي أي البركة فيما كان منا أحمر حمرة صافية جدًا كلون الزبيب (حم د ت) عن ابن عباس. (يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك) قال العلقمي وفي رواية على نية المستحلف وهو بكسر اللام قال النووي وهذا الحديث محمول على الحلف باستحلاف القاضي فإذا ادعى رجل حقًا على رجل فحلفه القاضي فحلف وروى فنوى غير ما نوى القاضي انعقدت يمينه على ما نواه القاضي ولا تنفعه التورية وهذا مجمع عليه ودليله هذا الحديث والإجماع فأما إذا حلف بغير استحلاف القاضي وروى فتنفعه التورية ولا يحنث سواء حلف ابتداء من غير تحليف أو حلفه غير القاضي وغير نائبه في ذلك ولا اعتبار بنية المستحلف غير القاضي أو نائبه وحاصله أن اليمين على نية الحالف في كل الأحوال إلا إذا استحلفه القاضي أو نائبه في دعوى توجهت عليه فتكون اليمين على نية المستحلف وهذا مراد الحديث أما إذا حلف عند القاضي من غير استحلاف القاضي في دعوى فالاعتبار بنية الحالف وسواء في هذا كله اليمين بالله أو بالطلاق أو العتاق وإنما
يستحلف بالله تعالى واعلم أن التورية وإن كان لا يحنث بها فلا يجوز فعلها حيث يبطل بها حق مستحق وهذا مجمع عليه هذا تفصيل مذهب الشافعي وأصحابه (حم م د هـ) عن أبي هريرة. (ينزل عيسى بن مريم) من السماء آخر الزمان وهو نبي رسول (عند المنارة البيضا) قال المناوي في رواية واضعًا يديه على أجنحة ملكين (شرقي دمشق) قال العلقمي قال شيخنا قال الحافظ بن كثير هذا هو الأشهر في موضع نزوله قال وقد جددت منارة في زماننا في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة من حجارة بيض ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض الله بناء هذه المنارة لينزل عيسى بن مريم عليها قلت هو من دلائل النبوة بلا شك فإنه صلى الله عليه وسلم أوحى إليه بجميع ما يحدث بعده مما لم يكن في زمنه وقد رويت مرة الحديث الصحيح وهو قوله صلى الله عليه وسلم يبعث على كل رأس مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها فبلغني عن بعض من لا علم عنده أنه استنكر ذلك وقال ما كان التاريخ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يقول على رأس كل مائة سنة وإنما حدث التاريخ بعده فقلت عرفوه أن النبي صلى الله عليه وسلم علم جميع ما يحدث بعده وإن لم يكن في زمنه موجودًا أو من لطيف ذلك أن عثمان رضي الله تعالى عنه لما جمع القرآن في المصاحف روى أبو هريرة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول أن أشد أمتي حبًا لي قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني يعملون بما في الورق المعلق قال أبو هريرة فأي ورق حتى رأيت المصاحف ففرح عثمان وأجاز أبا هريرة بعشرة آلاف درهم وقال له والله إنك لتحفظ علينا حديث نبينا فليت شعري إذا عرض عليه هذا الحديث الصحيح الثابت في صحيح مسلم وغيره يقول إن دمشق كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم دار كفر ولم يكن بها جامع ولا منارة فينكر الحديث الصحيح ويرده بذلك نعوذ بالله من غلبة الجهل ثم قال الحافظ ابن كثير وقد ورد في بعض الأحاديث أن عيسى عليه السلام الصلاة والسلام ينزل بين المقدس وفي رواية بالأردن وفي رواية بعسكر المسلمين والله اعلم قلت حديث نزوله ببيت المقدس عند ابن ماجة وهو عندي أرجح ولا ينافي سائر الروايات لأن بيت المقدس هو شرقي دمشق بعسكر المسلمين إذ ذاك والأردن اسم الكورة كما في الصحاح وبيت المقدس داخل فيه فاتفقت الروايات فإن لم يكن في بيت المقدس الآن منارة بيضاء فلابد أن تحدث قبل نزوله اهـ قال المناوي وإذا أنزل وقع العموم الحقيقي في الطريق المحمدي باتباع الكل له (طب) عن اوس بن اوس الثقفي. (ينزل في الفرات كل يوم مثاقيل من بركة الجنة) قال المناوي أي شيء من بركة الجنة له وقع وذكر المثاقيل للتقريب للأذهان (خط) عن بان مسعود. (يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان) يعني تستحكم هاتان الخصلتان في قلب الشيخ في قلب الشيخ كاستحكام قوة الشباب في شبابه (الحرص) على المال والجاه والعمر (وطول الأمل) والمذموم الاسترسال فيه وأما أصله فهو رحمه كما تقدم (حم ق ن) عن أنس بن مالك. (يوزن يوم القيامة مداد العلماء).
قال المناوي الحبر الذي يكتبون به في الافتاء والتصنيف (ودم الشهداء) أي المهراق في سبيل الله (فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء) ومعلوم أن أعلى ما للشهيد دمه وأدنى ما للعالم مداده (الشيرازي) في الألقاب (عن أنس) بن مالك (الموهبي) بفتح الميم وكسر الهاء (في) فضل (العلم عن عمران) بن حصين (ابن عبد البرفي) كتاب (العلم عن أبي الدرداء ابن الجوزي في) كتاب (العلل) المتناهية (عن النعمان بن بشير) بأسانيد ضعيفة لكن يقوى بعضها بعضاه. (اليد العليا خير من اليد السفلى) يعني المنفق خير من الآخذ ما لم تشتد حاجته (وابدأ بمن تعول) أي بمن تلزمك نفقته (حم طب) عن ابن عمر بن الخطاب وإسناده حسن. (اليمن حسن الخلق) بالضم أي البركة والخير الإلهي فيه (الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عائشة) وإسناد ضعيف. (اليمن على نية المستحلف) تقدم الكلام عليه (م هـ) عن أبي هريرة رضي الله عنه. (اليوم الموعود) المذكور في قوله تعالى واليوم الموعود وشاهد ومشهود (يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة) قال الجلال المحلي فالأول موعود به والثاني شاهد بالعمل فيه والثالث يشهده الناس والملائكة (ويوم الجمعة ادخره الله لنا) فلم يظفر به أحد من الأمم السالفة (وصلاة الوسطى) هي (صلاة العصر) وإلى هذا ذهب الجمهور (طب) عن أبي مالك الأشعري. (اليوم الموعد يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة ولا طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه) أي أيام
الأسبوع (فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله يخبر إلا استجاب الله له ولا يستعيذ) بالله (من شيء إلا أعاذه
الله منه (ت هق) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه
قال مؤلفه رحمه الله تعالى وافق الفراغ من تأليفه يوم الجمعة عاشر ربيع الأول سنة خمس وأربعين وألف من الهجرة النبوية. على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية. وقد تم تصحيحه وحسن ختامه. وتحرير طبعه وانتهاء تمامه. على ذمة العلامة اللوذعي. والفهامه الألمعي. حضرة العلامة الفاضل. قدوة العلماء الأفاضل. المحرر العقلي والنقلي. حضرة الأستاذ السيد علي البقلي. مصححًا منقحًا. محررًا موضحًا. مع بذل الهمة بقدر الطاقة البشرية. في تحرير العبارات من الأصول الصحيحة المرضية. على يد الفقير الفاني. عبده علي ندا البراني. غفر الله له ولوالديه. بجاه حبيبه المقرب لديه. إنه واسع الرحمة والغفران. ويعفو عن كثير كما جاء في محكم القرآن. وكان ذلك بمصر
القاهرة. التي هي بأنواع المحاسن باهرة. في منتصف شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين بعد الألف. من هجرة من كان يرى من الأمام كما يرى من خلف. صلى الله عليه وعلى آله. وأصحابه المكملين بكماله