الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زَكَرِيَّا السَّاجِي
524 -
قَالَ الإِمَام أَبُو عبد الله بن بطة العكبري مُصَنف الْإِبَانَة الْكُبْرَى فِي السّنة وَهُوَ أَربع مجلدات حَدثنَا أَبُو الْحسن أَحْمد بن زَكَرِيَّا بن يحيى السَّاجِي قَالَ قَالَ أبي القَوْل فِي السّنة الَّتِي رَأَيْت عَلَيْهَا أَصْحَابنَا أهل الحَدِيث الَّذين لَقِينَاهُمْ أَن الله تَعَالَى على عَرْشه فِي سمائه يقرب من خلقه كَيفَ شَاءَ وسَاق سَائِر الإعتقاد // وَكَانَ السَّاجِي شيخ الْبَصْرَة وحافظها وَعنهُ أَخذ أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ الحَدِيث ومقالات أهل السّنة
رَحل إِلَى الْمُزنِيّ وَالربيع فتفقه بهما وَله كتاب علل الحَدِيث وَكتاب اخْتِلَاف الْفُقَهَاء لَقِي أَبَا الرّبيع الزهْرَانِي وطبقته وعاش بضعاً وَثَمَانِينَ سنة توفّي سنة سبع وثلاثمائة
مُحَمَّد بن جرير
525 -
أخبرنَا أَبُو الْفضل أَحْمد بن هبة الله بن عَسَاكِر أَنبأَنَا زين الْأُمَنَاء الْحسن بن مُحَمَّد أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم الْأَسدي أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْعَلَاء أَنبأَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي نصر أَنبأَنَا أَبُو سعيد الدينَوَرِي مستملي مُحَمَّد ابْن جرير قَالَ قريء على أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ وَأَنا أسمع فِي عقيدته فَقَالَ وَحسب إمرئ أَن يعلم أَن ربه هُوَ الَّذِي على الْعَرْش اسْتَوَى فَمن تجَاوز ذَلِك فقد خَابَ وخسر // تَفْسِير ابْن جرير مشحون بأقوال السّلف على الْإِثْبَات فَنقل فِي قَوْله تَعَالَى {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} عَن الرّبيع بن أنس أَنه بِمَعْنى ارْتَفع
وَنقل فِي تَفْسِير {ثمَّ اسْتَوَى على الْعَرْش} فِي الْمَوَاضِع كلهَا أَي علا وارتفع
وَقد روى قَول مُجَاهِد ثمَّ قَالَ لَيْسَ فِي فرق الإِسْلامِ مَنْ يُنْكِرُ هَذَا لَا مَنْ يُقِرُّ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْش وَلَا من يُنكره من الْجَهْمِية وَغَيرهم
526 -
وَقَالَ فِي كتاب التبصير فِي معالم الدّين القَوْل فِيمَا أدْرك علمه من الصِّفَات خَبرا وَذَلِكَ نَحْو إخْبَاره عزوجل أَنه سميع بَصِير وَأَن لَهُ يدين بقوله {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} وَأَن لَهُ وَجها بقوله {وَيَبْقَى وَجه رَبك} وَأَن لَهُ قدماً بقول النَّبِي صلى الله عليه وسلم حَتَّى يضع الرب فِيهَا قدمه وَأَنه يضْحك بقوله لَقِي الله وَهُوَ يضْحك إِلَيْهِ وَأَنه يهْبط إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا لخَبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وَأَن لَهُ إصبعا بقول رَسُوله صلى الله عليه وسلم مَا من قلب إِلَّا وَهُوَ بَين أصبعين من أَصَابِع الرَّحْمَن فَإِن هَذِه الْمعَانِي الَّذِي وَصفته ونظائرها مِمَّا وصف الله بِهِ نَفسه وَرَسُوله مَا لَا يثبت حَقِيقَة علمه بالفكر والرؤية لَا نكفر بِالْجَهْلِ بهَا أحدا إِلَّا بعد انتهائها إِلَيْهِ // أخرج هَذَا الْكَلَام لِابْنِ جرير القَاضِي أَبُو يعلى الْحَنْبَلِيّ فِي كتاب إبِْطَال التَّأْوِيل لَهُ قَالَ الْخَطِيب كَانَ ابْن جرير أحد الْعلمَاء يحكم بقوله وَيرجع إِلَى رَأْيه وَكَانَ قد جمع من الْعُلُوم مَا لم يُشَارِكهُ فِيهِ أحد من أهل عصره وَكَانَ عَارِفًا بِالْقُرْآنِ بَصيرًا بالمعاني فَقِيها فِي الْأَحْكَام عَالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها ناسخها ومنسوخها عَارِفًا بأقوال الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فِي الْأَحْكَام فِي الْحَلَال وَالْحرَام إِلَى أَن قَالَ سَمِعت عَليّ بن عبيد الله اللّغَوِيّ يَحْكِي أَن مُحَمَّد بن جرير مكث أَرْبَعِينَ سنة يكْتب فِي كل يَوْم مِنْهَا أَرْبَعِينَ ورقة وَقَالَ الإستاذ أَبُو حَامِد الإسفرائيني لَو سَافر رجل إِلَى الصين حَتَّى يحصل لَهُ تَفْسِير ابْن جرير لم يكن كثيرا أَو كَمَا قَالَ
وَقَالَ إِمَام الْأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَة مَا أعلم على أَدِيم الأَرْض أحدا أعلم من مُحَمَّد بن جرير قلت توفّي سنة عشر وثلاثمائة وَله نَحْو من تسعين سنة رحمه الله
وَيذكر عَنهُ تشيع قَلِيل //