الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَرْشه هُوَ على عَرْشه وَحده قَالَ فتفرقنا من عظم مَا سمعنَا ثمَّ رَجعْنَا فغسلناه رحمه الله // أخرج هَذِه الْقِصَّة الشَّيْخ موفق الدّين فِي كتاب صفة الْعُلُوّ لَهُ وَهُوَ سَمَاعنَا من القَاضِي تَاج الدّين عبد الْخَالِق عَنهُ
وَكَانَ أَبُو بكر من أَصْحَاب الحَدِيث والْآثَار يروي عَن الْبَغَوِيّ وَذَوِيهِ
توفّي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
وَكَانَ ابْنه الْحسن مُسْند بَغْدَاد فِي وقته
مَاتَ فِي آخر سنة خمس وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة //
أَبُو الْحسن بن مهْدي الْمُتَكَلّم
552 -
قَالَ الإِمَام أَبُو الْحسن عَليّ بن مهْدي الطَّبَرِيّ تلميذ الْأَشْعَرِيّ فِي كتاب مُشكل الْآيَات لَهُ فِي بَاب قَوْلِهِ {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} اعْلَم أَن الله فِي السَّمَاء فَوق كل شَيْء مستو على عَرْشه بِمَعْنى أَنه عَال عَلَيْهِ وَمعنى الاسْتوَاء الاعتلاء كَمَا تَقول الْعَرَب استويت على ظهر الدَّابَّة واستويت على السَّطْح بِمَعْنى علوته واستوت الشَّمْس على رَأْسِي واستوى الطير على قمة رَأْسِي بِمَعْنى علا فِي الجو فَوجدَ فَوق رَأْسِي
فالقديم جل جلاله عَال على عَرْشه يدلك على أَنه فِي السَّمَاء عَال على عَرْشه قَوْله {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} وَقَوله {يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ ورافعك إِلَيّ} وَقَوله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ} وَقَوله {ثمَّ يعرج إِلَيْهِ} وَزعم الْبَلْخِي أَن اسْتِوَاء الله على الْعَرْش هُوَ الِاسْتِيلَاء عَلَيْهِ مَأْخُوذ من قَول الْعَرَب اسْتَوَى بشر على الْعرَاق أَي استولى عَلَيْهَا وَقَالَ إِن الْعَرْش يكون الْملك فَيُقَال لَهُ مَا أنْكرت أَن يكون عرش
الرَّحْمَن جسماً خلقه وَأمر مَلَائكَته بِحمْلِهِ قَالَ {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة} وَأُميَّة يَقُول
(مجدوا الله فَهُوَ للمجد أهل
…
رَبنَا فِي السَّمَاء أَمْسَى كَبِيرا)
(بِالْبِنَاءِ الْأَعْلَى الَّذِي سبق النَّاس
…
وَسوى فَوق السَّمَاء سريرا)
قَالَ مِمَّا يدل على أَن الإستواء هَهُنَا لَيْسَ بِالِاسْتِيلَاءِ أَنه لَو كَانَ كَذَلِك لم يكن يَنْبَغِي أَن يخص الْعَرْش بِالِاسْتِيلَاءِ عَلَيْهِ دون سَائِر خلقه إِذْ هُوَ مستول على الْعَرْش وعَلى الْخلق لَيْسَ للعرش مزية على مَا وَصفته فَبَان بذلك فَسَاد قَوْله
ثمَّ يُقَال لَهُ أَيْضا إِن الاسْتوَاء لَيْسَ هُوَ الِاسْتِيلَاء الَّذِي هُوَ من قَول الْعَرَب اسْتَوَى فلَان على كَذَا أَي استولى إِذا تمكن مِنْهُ بعد أَن لم يكن مُتَمَكنًا فَلَمَّا كَانَ الْبَارِي عز وجل لَا يُوصف بالتمكن بعد أَن لم يكن مُتَمَكنًا لم يصرف معنى الاسْتوَاء إِلَى الِاسْتِيلَاء
ثمَّ ذكر مَا حَدثهُ نفطويه عَن دَاوُد بن عَليّ عَن ابْن الإعرابي وَقد مر ثمَّ قَالَ فَإِن قيل مَا تَقولُونَ فِي قَوْله {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاء} قيل لَهُ معنى ذَلِك أَنه فَوق السَّمَاء على الْعَرْش كَمَا قَالَ {فسيحوا فِي الأَرْض} بِمَعْنى على الأَرْض