المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌القاضي أبو يعلى - العلو للعلي الغفار

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

- ‌مُقَدّمَة المُصَنّف

- ‌لَا إِلَه إِلَّا الله عدَّة للقاء الله

- ‌رب يسر وأعن وتمم وَاخْتِمْ بِخَير فِي عَافِيَة يَا كريم

- ‌الْآيَات وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي الْعُلُوّ

- ‌آيَات الإستواء والعلو

- ‌الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي الْعُلُوّ

- ‌فَمن الْأَحَادِيث المتواترة الْوَارِدَة فِي الْعُلُوّ

- ‌أَحَادِيث الْمِعْرَاج

- ‌فصل

- ‌فِي رُؤْيَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم ربه ليلتئذ اخْتِلَاف

- ‌ذكر مَا اتَّصل بِنَا عَن التَّابِعين فِي مَسْأَلَة الْعُلُوّ

- ‌ذكر مَا قَالَه الْأَئِمَّة عِنْد ظُهُور الجهم ومقالته

- ‌ذكر مَا قَالَه الْأَئِمَّة عِنْد ظُهُور الجهم ومقالته

- ‌قَول أبي حنيفَة عَالم الْعرَاق رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌ابْن جريح شيخ الْحرم ومفتي الْحجاز

- ‌الْأَوْزَاعِيّ أَبُو عَمْرو عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو

- ‌عَالم أهل الشَّام فِي زَمَانه

- ‌مقَاتل بن حَيَّان عَالم خُرَاسَان

- ‌سُفْيَان الثَّوْريّ عَالم زَمَانه

- ‌مَالك إِمَام دَار الْهِجْرَة

- ‌اللَّيْث بن سعد عَالم مصر

- ‌سَلام بن أبي مُطِيع من أَئِمَّة الْبَصْرَة

- ‌حَمَّاد بن سَلمَة إِمَام أهل الْبَصْرَة

- ‌عبد الْعَزِيز بن الْمَاجشون مفتي الْمَدِينَة وعالمها مَعَ مَالك

- ‌حَمَّاد بن زيد الْبَصْرِيّ الْحَافِظ أحد الْأَعْلَام

- ‌ابْن أبي ليلى قَاضِي الْكُوفَة وعالمها قديم الْمَوْت

- ‌جَعْفَر الصَّادِق سيد العلويين فِي زَمَانه وَأحد أَئِمَّة الْحجاز لم يلْحق الصَّحَابَة

- ‌سَلام مقرىء الْبَصْرَة

- ‌شريك القَاضِي أحد الْكِبَار

- ‌مُحَمَّد بن إِسْحَاق إِمَام أهل الْمَغَازِي

- ‌مسعر بن كدام أحد الْأَئِمَّة

- ‌طبقَة أُخْرَى تالية لمن مضى

- ‌طبقَة أُخْرَى تالية لمن مضى

- ‌جرير الضَّبِّيّ مُحدث الرّيّ

- ‌عبد الله بن الْمُبَارك شيخ الْإِسْلَام

- ‌الفضيل بن عِيَاض شيخ الْحرم

- ‌هشيم بن بشير عَالم أهل بَغْدَاد

- ‌نوح الْجَامِع فَقِيه خُرَاسَان

- ‌عباد بن الْعَوام مُحدث وَاسِط

- ‌القَاضِي أَبُو يُوسُف رحمه الله

- ‌عبد الله بن إِدْرِيس أحد الْأَعْلَام

- ‌مُحَمَّد بن الْحسن فَقِيه الْعرَاق

- ‌بكير بن جَعْفَر السّلمِيّ من عُلَمَاء جرجان

- ‌يحيى الْقطَّان سيد الْحفاظ

- ‌مَنْصُور بن عمار واعظ زَمَانه

- ‌سُفْيَان بن عُيَيْنَة أحد الْأَعْلَام

- ‌أَبُو بكر بن عَيَّاش ذَاك الإِمَام

- ‌عَليّ بن عَاصِم مُحدث وَاسِط

- ‌يزِيد بن هَارُون شيخ الْإِسْلَام

- ‌سعيد بن عَامر الضبعِي عَالم الْبَصْرَة

- ‌وَكِيع بن الْجراح عَالم الْكُوفَة

- ‌عبد الرَّحْمَن بن مهْدي الإِمَام

- ‌وهب بن جرير من أَئِمَّة الْبَصْرَة

- ‌الْأَصْمَعِي عَالم وقته

- ‌الْخَلِيل بن أَحْمد إِمَام الْعَرَبيَّة

- ‌الْفراء إِمَام الْعَرَبيَّة

- ‌الْخُرَيْبِي أحد أَئِمَّة الْأَثر

- ‌الْخَلِيل بن أَحْمد إِمَام الْعَرَبيَّة

- ‌الْفراء إِمَام الْعَرَبيَّة

- ‌الْخُرَيْبِي أحد أَئِمَّة الْأَثر

- ‌عبد الله بن أبي جَعْفَر الرَّازِيّ

- ‌النَّضر بن مُحَمَّد الْمروزِي

- ‌طبقَة الشَّافِعِي وَأحمد رضي الله عنهما

- ‌ابْن خُزَيْمَة وعدة

- ‌القعْنبِي ذَاك الإِمَام

- ‌عَفَّان أحد أَعْلَام السّنة

- ‌عَاصِم بن عَليّ شيخ البُخَارِيّ

- ‌الْحميدِي

- ‌عَالم الْمشرق يحيى بن يحيى النَّيْسَابُورِي

- ‌عَالم الرّيّ هِشَام بن عبيد الله الرَّازِيّ

- ‌فَقِيه الْمَدِينَة عبد الْملك بن الْمَاجشون

- ‌مُحَمَّد بن مُصعب العابد شيخ بَغْدَاد

- ‌سنيد بن دَاوُد المصِّيصِي الْحَافِظ

- ‌نعيم بن حَمَّاد الْخُزَاعِيّ الْحَافِظ

- ‌بشر الحافي زاهد الْعَصْر

- ‌أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام

- ‌أَحْمد بن نصر الْخُزَاعِيّ الشَّهِيد

- ‌زَوْجَة مكي

- ‌قُتَيْبَة بن سعيد شيخ خُرَاسَان

- ‌أَبُو معمر الْقطيعِي الْحَافِظ

- ‌يحيى بن معِين سيد الْحفاظ النجاد

- ‌عَليّ بن الْمَدِينِيّ إِمَام الْمُحدثين

- ‌أَحْمد بن مُحَمَّد بن حَنْبَل شيخ الْإِسْلَام رحمه الله وَطيب ثراه وَجعل الْجنَّة مثواه

- ‌إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه عَالم خُرَاسَان

- ‌أَحْمد بن سَلمَة

- ‌أَحْمد بن سَلمَة

- ‌أَبُو عبد الله بن الْأَعرَابِي لغَوِيّ زَمَانه

- ‌أَبُو جَعْفَر النُّفَيْلِي عَالم أهل الجزيرة

- ‌العيشي من عُلَمَاء الْبَصْرَة

- ‌هِشَام بن عمار عَالم الشَّام

- ‌أَبُو ثَوْر من أَئِمَّة الِاجْتِهَاد

- ‌طبقَة أُخْرَى مِنْهُم الْمُزنِيّ والذهلي وَالْبُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة

- ‌الذهلي

- ‌البُخَارِيّ رضي الله عنه

- ‌أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ

- ‌البُخَارِيّ رضي الله عنه

- ‌أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ

- ‌أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ

- ‌يحيى بن معَاذ الرَّازِيّ واعظ زَمَانه

- ‌أَحْمد بن سِنَان مُحدث وَاسِط

- ‌الإِمَام الرباني مُحَمَّد بن أسلم الطوسي

- ‌عبد الْوَهَّاب الْوراق

- ‌حَرْب الْكرْمَانِي

- ‌عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ الْحَافِظ

- ‌عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ الْحَافِظ

- ‌ابْن قُتَيْبَة

- ‌ابْن أبي عَاصِم

- ‌أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ

- ‌ابْن مَاجَه

- ‌ابْن أبي شيبَة

- ‌سهل التسترِي

- ‌ابْن مَاجَه

- ‌ابْن أبي شيبَة

- ‌سهل التسترِي

- ‌أَبُو مُسلم الْكَجِّي الْحَافِظ

- ‌طبقَة أُخْرَى بعد الثلاثمائة

- ‌طبقَة أُخْرَى بعد الثلاثمائة

- ‌زَكَرِيَّا السَّاجِي

- ‌مُحَمَّد بن جرير

- ‌حَمَّاد البوشنجي الْحَافِظ

- ‌إِمَام الْأَئِمَّة ابْن خُزَيْمَة

- ‌ابْن سُرَيج فَقِيه الْعرَاق

- ‌أَبُو بكر بن أبي دَاوُد مُحدث بَغْدَاد

- ‌عَمْرو بن عُثْمَان الْمَكِّيّ شيخ الصُّوفِيَّة

- ‌ثَعْلَب إِمَام الْعَرَبيَّة

- ‌أَبُو جَعْفَر التِّرْمِذِيّ الْفَقِيه

- ‌أَبُو الْعَبَّاس السراج

- ‌الْحَافِظ أَبُو عوَانَة صَاحب الصَّحِيح

- ‌ابْن صاعد حَافظ بَغْدَاد

- ‌الطَّحَاوِيّ الإِمَام

- ‌نفطويه شيخ الْعَرَبيَّة

- ‌أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ صَاحب التصانيف

- ‌عَليّ بن عِيسَى الشبلي

- ‌أَبُو مُحَمَّد البربهاري الْحسن بن عَليّ بن خلف شيخ الْحَنَابِلَة بِبَغْدَاد

- ‌طبقَة أُخْرَى من أَئِمَّة الْإِسْلَام وعلماء السّنة

- ‌الْعَلامَة أَبُو بكر الصبغي

- ‌أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ مُحدث الدُّنْيَا

- ‌الإِمَام أَبُو بكر الْآجُرِيّ

- ‌الْحَافِظ أَبُو الشَّيْخ

- ‌الْعَلامَة أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ

- ‌الْأَزْهَرِي إِمَام اللُّغَة

- ‌أَبُو بكر شَاذان

- ‌أَبُو الْحسن بن مهْدي الْمُتَكَلّم

- ‌ابْن بطة

- ‌الدَّارَقُطْنِيّ

- ‌ابْن مَنْدَه

- ‌ابْن أبي زيد

- ‌الْخطابِيّ

- ‌ابْن فورك

- ‌ابْن الباقلاني

- ‌أَبُو أَحْمد القصاب

- ‌طبقَة أُخْرَى تَابِعَة لمن مر

- ‌معمر بن زِيَاد

- ‌أَبُو الْقَاسِم اللالكائي

- ‌يحيى بن عمار

- ‌الْقَادِر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ

- ‌أَبُو عمر الطلمنكي

- ‌أَبُو عُثْمَان الصَّابُونِي

- ‌الْفَقِيه سليم

- ‌أَبُو نصر السجْزِي

- ‌أَبُو عَمْرو الداني

- ‌ابْن عبد الْبر

- ‌القَاضِي أَبُو يعلى

- ‌الْبَيْهَقِيّ

- ‌الْخَطِيب

- ‌طبقَة أُخْرَى

- ‌طبقَة أُخْرَى

- ‌الْفَقِيه نصر الْمَقْدِسِي

- ‌إِمَام الْحَرَمَيْنِ

- ‌سعد الزنجاني

- ‌شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ

- ‌القيرواني

- ‌الْبَغَوِيّ

- ‌أَبُو الْحسن الكرجي

- ‌أَبُو الْقَاسِم التَّيْمِيّ

- ‌ابْن موهب

- ‌الشَّيْخ عبد الْقَادِر

- ‌الشَّيْخ أَبُو الْبَيَان

- ‌الْقُرْطُبِيّ

الفصل: ‌القاضي أبو يعلى

573 -

وَقَالَ أَيْضا أهل السّنة مجمعون على الْإِقْرَار بِالصِّفَاتِ الورادة فِي الْكتاب وَالسّنة وَحملهَا على الْحَقِيقَة لَا على الْمجَاز إِلَّا أَنهم لم يكيفوا شَيْئا من ذَلِك وَأما الْجَهْمِية والمعتزلة والخوارج فكلهم ينكرها وَلَا يحمل مِنْهَا شَيْئا على الْحَقِيقَة ويزعمون أَن من أقرّ بهَا مشبه وهم عِنْد من أقرّ بهَا نافون للمعبود // صدق وَالله فَإِن من تَأَول سَائِر الصِّفَات وَحمل مَا ورد مِنْهَا على مجَاز الْكَلَام أَدَّاهُ ذَلِك السَّلب إِلَى تَعْطِيل الرب وَأَن يشابه الْمَعْدُوم كَمَا نقل عَن حَمَّاد بن زيد أَنه قَالَ مثل الْجَهْمِية كقوم قَالُوا فِي دَارنَا نَخْلَة قيل لَهَا سعف قَالُوا لَا قيل فلهَا كرب قَالُوا لَا قيل لَهَا رطب وقنو قَالُوا لَا قيل فلهَا سَاق قَالُوا لَا قيل فَمَا فِي داركم نَخْلَة

قلت كَذَلِك هَؤُلَاءِ النفاة قَالُوا إلهنا الله تَعَالَى وَهُوَ لَا فِي زمَان وَلَا فِي مَكَان وَلَا يرى وَلَا يسمع وَلَا يبصر وَلَا يتَكَلَّم وَلَا يرضى وَلَا يغْضب وَلَا يُرِيد وَلَا

وَلَا وَقَالُوا سُبْحَانَ المنزه عَن الصِّفَات بل نقُول سُبْحَانَ الله الْعلي الْعَظِيم السَّمِيع الْبَصِير المريد الَّذِي كلم مُوسَى تكليماً وَاتخذ إِبْرَاهِيم خَلِيلًا وَيرى فِي الْآخِرَة المتصف بِمَا وصف بِهِ نَفسه وَوَصفه بِهِ رسله المنزه عَن سمات المخلوقين وَعَن جحد الجاحدين لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير

وَلَقَد كَانَ أَبُو عمر بن عبد الْبر من بحور الْعلم وَمن أَئِمَّة الْأَثر قل أَن ترى الْعُيُون مثله وَكَانَ عالي الْإِسْنَاد لَقِي أَصْحَاب ابْن الْأَعرَابِي وَإِسْمَاعِيل الصفار وروى المصنفات الْكِبَار واشتهر فَضله فِي الأقطار

مَاتَ سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة عَن سِتَّة وَتِسْعين سنة

‌القَاضِي أَبُو يعلى

574 -

قَالَ عَالم الْعرَاق أَبُو يعلى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْفراء الْبَغْدَادِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي كتاب إبِْطَال التَّأْوِيل لَهُ لَا يجوز رد هَذِه الْأَخْبَار وَلَا

ص: 250

التشاغل بتأويلها وَالْوَاجِب حملهَا على ظَاهرهَا وَأَنَّهَا صِفَات لله عزوجل لَا تشبه بِسَائِر صِفَات الموصوفين بهَا من الْخلق قَالَ وَيدل على إبِْطَال التَّأْوِيل أَن الصَّحَابَة وَمن بعدهمْ حملوها على ظَاهرهَا وَلم يتَعَرَّضُوا لتأويلها وَلَا صرفهَا عَن ظَاهرهَا فَلَو كَانَ التَّأْوِيل سائغاً لكانوا إِلَيْهِ أسبق لما فِيهِ من إِزَالَة التَّشْبِيه

يَعْنِي على زعم من قَالَ إِن ظَاهرهَا تَشْبِيه // قلت الْمُتَأَخّرُونَ من أهل النّظر قَالُوا مقَالَة مولدة مَا علمت أحدا سبقهمْ بهَا

قَالُوا هَذِه الصِّفَات تمر كَمَا جَاءَت وَلَا تَأَول مَعَ اعْتِقَاد أَن ظَاهرهَا غير مُرَاد فتفرع من هَذَا أَن الظَّاهِر يَعْنِي بِهِ أَمْرَانِ أَحدهمَا أَنه لَا تَأْوِيل لَهَا غير دلَالَة الْخطاب كَمَا قَالَ السّلف الاسْتوَاء مَعْلُوم

وكما قَالَ سُفْيَان وَغَيره قرَاءَتهَا تَفْسِيرهَا

يَعْنِي أَنَّهَا بَيِّنَة وَاضِحَة فِي اللُّغَة لَا يبتغى بهَا مضائق التَّأْوِيل والتحريف

وَهَذَا هُوَ مَذْهَب السّلف مَعَ اتِّفَاقهم أَيْضا أَنَّهَا لَا تشبه صِفَات الْبشر بِوَجْه إِذْ الْبَارِي لَا مثل لَهُ لَا فِي ذَاته وَلَا فِي صِفَاته

الثَّانِي أَن ظَاهرهَا هُوَ الَّذِي يتشكل فِي الخيال من الصّفة كَمَا يتشكل فِي الذِّهْن من وصف الْبشر فَهَذَا غير مُرَاد

فَإِن الله تَعَالَى فَرد صَمد لَيْسَ لَهُ نَظِير وَإِن تعدّدت صِفَاته فَإِنَّهَا حق وَلَكِن مَا لَهَا مثل وَلَا نَظِير فَمن ذَا الَّذِي عاينه ونعته لنا وَمن ذَا الَّذِي يَسْتَطِيع أَن ينعَت لنا كَيفَ يسمع كَلَامه وَالله إِنَّا لعاجزون كالون حائرون باهتون فِي حد الرّوح الَّتِي فِينَا وَكَيف تعرج كل لَيْلَة إِذا توفاها بارئها وَكَيف يرسلها وَكَيف تستقل بعد الْمَوْت وَكَيف حَيَاة الشَّهِيد المرزوق عِنْد ربه بعد قَتله وَكَيف حَيَاة النَّبِيين الْآن وَكَيف شَاهد النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَخَاهُ مُوسَى يُصَلِّي فِي قَبره قَائِما ثمَّ رَآهُ فِي السَّمَاء السَّادِسَة وحاوره وَأَشَارَ عَلَيْهِ بمراجعة رب الْعَالمين وَطلب التَّخْفِيف مِنْهُ على أمته وَكَيف نَاظر مُوسَى أَبَاهُ آدم وحجه آدم بِالْقدرِ السَّابِق وَبِأَن اللوم بعد التَّوْبَة وقبولها لَا فَائِدَة فِيهِ وَكَذَلِكَ نعجز عَن وصف هيأتنا فِي الْجنَّة وَوصف الْحور الْعين فَكيف بِنَا إِذا انتقلنا إِلَى الْمَلَائِكَة وذواتهم وكيفيتها وَأَن بَعضهم يُمكنهُ أَن يلتقم الدُّنْيَا فِي لقْمَة مَعَ رونقهم وحسنهم وصفاء جوهرهم النوراني

فَالله أَعلَى وَأعظم وَله الْمثل الْأَعْلَى والكمال الْمُطلق وَلَا مثل لَهُ أصلا {آمنا بِاللَّه واشهد بِأَنا مُسلمُونَ}

ص: 251