الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الشيخ التاسع عشر] :
[83]
أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الزَّكِيُّ أبو أحمد منصور بن بكر بن محمد بن حَيْد النيسابوري1 بِقِرَاءَةِ الْبَلْخِيِّ فِي مُحَرَّمٍ مِنْ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ، أنا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ ثَامِنِ رَجَبٍ سَنَةَ سِتٍّ وعشرين وأربعمائة، أَنْبَأَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، الْمَعْرُوفُ بِأُبَي الشيخ الحافظ، ثنا بهلول بن إسحاق الأنباري، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الدَّرَاوَرْدِي، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى صَخْرَةٍ هُوَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَطَلْحَةُ، فَتَحَرَّكَتِ الصخرة، فقال رسولا لله صلى الله عليه وسلم:"اهْدَأْ، فَمَا عَلَيْكَ إِلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ".
حَدِيثٌ صَحِيحٌ أخرجه مسلم من حَدِيثَ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ.
[84]
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محَمْدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ، ثنا أَبُو أَيُّوبَ الشَّاذَكُونِيُّ، ثنا السَّكَنُ بْنُ عَمْرٍو البُرْجُمِي، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ مِنْ نِعْمَةٍ، فَعَلِمَ أَنَّهَا مِنَ اللَّهِ عز وجل إِلا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ شُكْرَهَا قَبْلَ أَنْ يَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. ومن أذنب ذنبًا
1 انظر ترجمة له في سير أعلام النبلاء "19/ 181".
[84]
الشكر لابن أبي الدنيا "ص87""رقم 47" - من طريق الحسن بن الصباح البزار، عن محمد بن سليمان عن هشام بن زياد، عن أبي الزناد، عن القاسم بنحوه.
ولفظه: "ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة يعلم أنها من عند اللَّهِ عز وجل إِلا كَتَبَ الله له شكرها، وما علم الله عز وجل من عبد ندامة على ذنب إلى غفر له قبل أن يستغفره، وإن الرجل ليشتري الثوب بالدينار فيلبسه، فيحمد الله عز وجل فما يبلغ ركبتيه حتى يُغفر له".
قال محقق الكتاب ومخرجه: حديث ضعيف، في سنده هشام بن زياد بن أبي زياد، أبو المقدام، وهو متروك، كما قال الحافظ ابن حجر في "التقريب"، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال": ضعفه أحمد وغيره، وقال النسائي: متروك، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات، وقال أبو داود: كان غير ثقة، وقال البخاري: يتكلمون فيه. أقول: وقد جاء بمعناه مختصرًا من حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عند الطبراني في الكبير بلفظ: "مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نعمة فحمد الله عليها، إلا كان ذلك الحمد أفضل من تلك النعمة". وله شاهد من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عند ابن ماجه رقم "3085" في الأدب، باب فضل الحامدين، بلفظ: "ما أنعم الله =
فَعَلِمَ اللَّهُ عز وجل مِنْ قلبه النَّدَامَةَ غَفَرَ لَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ لَهُ. وَمَنْ كَسَاهُ اللَّهُ عز وجل ثَوْبًا فَوَضَعَهُ عَلَى رَأْسِهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، لَمْ يَبْلُغْ عُقَبَيْهِ حَتَّى يَغْفِرَ اللَّهُ عز وجل لَهُ".
غَرِيبٌ عَالٍ.
[85]
أخبرنا منصور، أنا بَكْرُ بْنُ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أبو الشيخ
= على عبده نعمة فقال: الحمد لله، إلا كان الذي أعطاه أفضل مما أخذ"، ورواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم "358"، والخرائطي في "فضيلة الشكر" صفحة 45، وهو حديث صحيح بهذا القدر بطرقه وشواهده.
والفقرة الثانية: "وما علم الله من عبد ندامة على ذنب إلا غفر له قبل أن يستغفره" رواه أيضًا الحاكم في "مستدركه""4/ 253" وسنده ضعيف؛ ولكن له شاهد بالمعنى بلفظ: "الندم توبة" من حديث أنس وغيره، رواه أحمد "1/ 289"، والحاكم "4/ 243"، وابن ماجه.
والفقرة الثالثة: "إن الرجل ليشتري الثوب بالدينار فيلبسه فيحمد الله عز وجل فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له" رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم "15" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وإسناده ضعيف.
[85]
رواه ابن الجوزي، عن محمد بن عمر الأرموي، قال: أنا عبد الصمد بن المأمون قال: نا علي بن عمر الدارقطني، قال: نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم الملحمي، قال: نا الوليد بن العباس بن مسافر الخولاني، قال: نا أبو صالح عبد الله بن صالح، قال: حدثني خالد بن حميد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن سعيد بن جبير، عن أبي هريرة أنه سأله، فقال: من أين جئت؟ فقال: من الإسكندرية، قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن للمقيم بها -يعني الإسكندرية- ثلاثة أيام من غير رياء، كمن عبد الله عز وجل سبعين ألف سنة ما بين الروم والعرب".
وقال الدارقطني: هذا منكر بهذا الإسناد، لم نكتبه إلا عن هذا الشيخ.
وقال المؤلف: قلت: والوليد قد ضعفه الدارقطني، وأبو صالح قال فيه أحمد بن حنبل: ليس بشيء "العلل المتناهية 1/ 305، 306".
قال الذهبي في تلخيص الواهيات: هذا باطل. وقال الحافظ ابن القيم في المنار "ص117": وكل حديث في مدح بغداد أو ذمها، والبصرة، والكوفة، ومرو، وعسقلان، والإسكندرية، ونصيبين، وأنطاكية -فهوكذب. هامش العلل المتناهية ص1/ 306، وانظر تنزيه الشريعة "2/ 57".
وأضاف ابن عراق: وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه أبو الشيخ، ورجاله مشهورون بالثقة إلا الوزير بن محمد وإبراهيم بن حرب وجابر الجعفي، ولا أعرف الوزير بن محمد، ولا أظن الآفة إلا منه. انتهى والله أعلم. "تنزيه الشريعة 2/ 57".
الْحَافِظُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ محمد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغزَّال1 إِمْلاءً، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَصَّارُ بِدِمِشْقَ، ثنا الْوَزِيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَرْبٍ، خَتَنُ آدَمَ، ثنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، أَبُو عُمَرَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَلا إِنَّ الْمُقِيمَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غَيْرِ رِيَاءٍ بِمَنْزِلَةِ مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عز وجل بَيْنَ الرُّومِ وَالْعَرَبِ سِتِّينَ أَلْفَ سَنَةٍ".
حَدِيثٌ غَرِيبٌ، وَإِسْنَادٌ عَجِيبٌ.
[86]
أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، أنا أَحْمَدُ، ثنا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمد بن جعفر2
1 له ترجمة في سير أعلام النبلاء "16/ 217". قال الذهبي: الإمام الحافظ المقرئ، شيخ القراء وصاحب التصانيف، توفي سنة "369".
2 له ترجمة في سير أعلام النبلاء "16/ 276"، ولد سنة "274هـ"، وتوفي سنة "369هـ".
[86]
قال العجلوني في كشف الخفاء "1/ 386" رقم "1036": البزار والطبراني وأبو نعيم عن أنس بسند ضعيف، ورواه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر بلفظ: "ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، وثلاث كفارات، وثلاث درجات:
فأما المهلكات: فشح مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمُرْءِ بنفسه.
وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية.
وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة، وإسباغ الوضوء في السَبَرات، ونقل الأقدام إلى الجماعات.
وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام".
وقال العراقي في تخريج الإحياء: رواه الطبراني في الأوسط والبزار وأبو الشيخ في التوبيخ والبيهقي والخطيب في المتفق والمفترق وأبو نعيم في الحلية من حديث أنس بزيادة "من الخيلاء"، ورواه الطبراني في الأوسط أيضًا من حديث ابن عمر، ورواه البزار من حديث أنس بلفظ:"وإعجاب المرء برأيه"، وقد تقدم ذلك مرارًا في كتاب ذم البخل أول ما ذكره المصنف في كتاب العلم.
"تخريج أحاديث الإحياء 5/ 2052 - رقم 3245" وقد فصَّل الألباني في تخريج الأحاديث التي رويت عن أبي هريرة وابن عباس وغيره فقال:
روى عن أنس بن مالك، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وعبد الله بن أبي أوفى، وعبد الله بن عمر.
1-
أما حديث أنس، فله عنه طرق:
الأولى: عن أيوب بن عتبة قال: ثنا الفضل بن بكر العبدي عن قتادة عنه. =
ابن حَيَّانَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْزُبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، ثنا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَخِيهِ، عن
= أخرجه البزار "رقم 80" والعقيلي "ص352" وابو بكر الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم""7/ 145/ 1" والسياق له، وأبو مسلم الكاتب في "الأمالي""261/ 1" وأبو نعيم في "الحلية""2/ 343"، والهروي في "ذم الكلام""145/ 1"، والقضاعي "25/ 2"، وقال البزار:"لم يروه إلا الفضل عن قتادة، ولا عنه إلا أيوب بن عتبة".
كذا قال، وقد وجدت لهما متابعًا، أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" عن عكرمة بن إبراهيم عن هشام عن يحيى عن قتادة به.
قلت: والطريقان إلى قتادة ضعيفان، فإن عكرمة بن إبراهيم وأيوب بن عتبة ضعيفان. والفضل بن بكر العبدي قال الذهبي:"لا يعرف".
وقد أشار العقيلي إلى ما ذكرنا من التضعيف، فقال عقبة:"وقد رُوي عن أنس من غير هذا الوجه، وعن غير أنس بأسانيد فيها لين".
الثانية: عن زائدة بن أبي الرقادة عن زياد النمري عن أنس مرفوعًا بلفظ: "ثلاث كفارات، وثلاث درجات، وثلاث منجيات، وثلاث مهلكات:
فأما الكفارات: فإسباغ الوضوء في السبرات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، نقل الأقدام إلى الجماعات.
وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام.
وأما المنجيات
…
" الحديث مثل حديث الترجمة.
وأخرجه البزار "رقم 80"، وابن شاهين في "الترغيب والترهيب""264/ 2"، والهروي.
وزياد وزائدة كلاهما ضعيف.
الثالثة: عن حميد بن الحكم أبي حصين قال: جاء رجل إلى الحسن -وأنا جالس- فقال: يا أبا سعيد، ما سمعت أنسًا يقول؟ فقال الحسن: حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، فذكره بنحو لفظ الترجمة.
أخرجه الولابي في "الكنى""1/ 151"، والطبراني في "الأوسط""5584"، والضياء في "المنتقى من مسموعاته بمرو""37/ 1".
قلت: وحميد هذا قال ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا".
الرابعة: عن نعيم بن سالم عنه. =
أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
= أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم""1/ 143".
قلت: ونعيم هذا كذا وقع في النسخة، والصواب "يغْنم" بياء مثناة من تحت ثم غين معجمة ثم نون، وهو متهم بالوضع، فلا يستشهد به.
2-
وأما حديث ابن عباس، فله عنه طريقان:
الأولى: عن محمد بن عون الخراساني عن محمد بن زيد عن سعيد بن جبير عنه بالمهلكات فقط.
أخرجه البزار "رقم 82".
ومحمد بن عون متروك كما في "التقريب".
والأخرى: عن عيسى بن ميمون، ثنا محمد بن كعب: سمعت ابن عباس بالمهلكات فقط.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية""3/ 219" والهروي.
وعيسى بن ميمون الظاهر أنه المدني مولى القاسم، وهو ضعيف.
3-
وأما حديث أبي هريرة، فله عنه طريقان أيضًا:
الأولى: بكر بن سُليم الصواف عن أبي حازم عن الأعرج عنه بنحو حديث الترجمة.
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان""2/ 382/ 1".
قلت: والصواف هذا ذكره ابن حبان في "الثقات". وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه".
قلت: فمثله يستشهد به. والله أعلم.
والأخرى: عن عبد الله بن سعيد عن أبيه عنه.
أخرجه الهروي وأبو موسى المديني في "اللطائف""83/ 1".
وعبد الله هذا متروك.
4-
وأما حديث ابن أبي أوفى، فيرويه محمد بن عون عن يحيى بن عقيل عنه.
أخرجه البزار "رقم 83".
وابن عون متروك كما تقدم.
5-
وأما حديث ابن عمر، فقال الهيثمي في "المجتمع" "1/ 91":"رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه ابن لهيعة ومن لا يعرف".
قلت: ولفظه نحو لفظ حديث ابن أبي الرقاد المتقدم، وهو عنده "برقم 5884 ترقيمي" من طريق محفوظ بن يحيى الأنطاكي قال: نا الوليد بن عبد الواحد التميمي عن ابن لهيعة عن عطاء بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عمر. وقال: =