المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الشيخ السادس] : - العمدة من الفوائد والآثار الصحاح في مشيخة شهدة

[شهدة]

الفصل: ‌[الشيخ السادس] :

عمرٌو عَمْرَو1 بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزَيْدِ بْنِ شَيْبَانَ قَالَ: كُنَّا وُقُوفًا بِعَرَفَةَ فِي مَكَانٍ بَعِيدٍ مِنَ الْمَوْقِفِ يُبَاعِدُهُ عَمْرٌو، فَأَتَانَا ابْنُ مِرْبَع الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ: إِنِّي رَسُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُمْ، يَقُولُ:"كُونُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ 2 هَذِهِ؛ فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ إِرْثِ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام"3.

1 في الأصل: "عمرو بن عمرو" وهو خطأ، وما أثبتناه من كتب التخريج ومن "ب".

2 المشاعر: المعالم، وأصله من قولك: شعرت بالشيء: أي علمته، وليت شعري ما فعل فلان: أي ليت علمي بلغه وأحاط به.

3 بيَّن الخطابي معنى الحديث وسببه فقال: يريد صلى الله عليه وسلم قفوا بعرفة خارج الحرم؛ فإن إبراهيم هو الذي جعلها مَشْعَرًا موقفًا للحاج، وكان عامة العرب يقفون بعرفة، وكانت قريش من بينها تقف داخل الحرم، وهم الذين كانوا يسمون أنفسهم الحُمُس، وهم أهل الصلابة والشدة في الدين والتمسك به، والحماسة: الشدة، يقال: رجل أحمس، وقوم حمس.

وكانوا يزعمون ألا نخرج من الحرم ولا نخليه، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك من فعلهم وأعلمهم أنه شيء قد أحدثوه من قبل أنفسهم، وأن الذي أورث إبراهيم من سنته هو الوقوف بعرفة.

واختلفوا فيمن وقف من عرفة ببطن عرنة؟ فقال الشافعي: لا يجزئه حجه، وقال مالك: حجه صحيح وعليه دم "معالم السنن 1/ 173، 174".

ص: 67

[الشيخ السادس] :

[29]

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ علي بن أيوب

[29] خ "1/ 247""10" كتاب الأذان - "96" باب القراءة في الظهر - من طريق أبي نعيم، عن شيبان عن يحيى به، ولفظه:"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين، يطوِّل في الأولى ويقصر في الثانية، ويسمع الآية أحيانًا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين، وكان يطول في الأولى من صلاة الصبح، ويقصر في الثانية". =

ص: 67

الْبَزَّارُ1 قِرَاءَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سنة تسعين وأربعمائة، أنا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحُسَيْنِ بن محمد بن شاذان2 البزار بِقِرَاءَةِ ابْنِ النَّحْوِيِّ فِي جُمادى الآخِرَةِ مِنْ سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وأربعمائة، أنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ بِنْجَابَ الطِّيبِيُّ3 قِرَاءَةً فِي يَوْمِ الاثْنَيْنِ لِسَبْعٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وثلاثمائة، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْعَوَّامِ الرِّياحي بِوَاسِطَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، نا هِشَامٌ الدَّسْتُوائي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي

= رقم "759" وأطرافه "762 - 776 - 778 - 779".

م "1/ 333""4" كتاب الصلاة "34" باب القراءة في الظهر والعصر - من طريق محمد بن المثنى العنزي، عن ابن أبي عدي، عن الحجاج، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ به، ولفظه نحو لفظ البخاري. رقم "154/ 451".

ومن طريق يحيى بهذا الإسناد وفيه: "ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب".

وقد روى مسلم بعد هذا الحديث حديث أبي سعيد الخدري الذي يبين فيه صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم فِي الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة {الم، تَنْزِيلُ} السجدة، وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك.

ورواه أبو علي الحسن بن موسى الأشيب، عن أبان بن يزيد "العطار" عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقوم، فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وكان يسمعنا الآية أحيانًا، ويقرأ في الركعتين الأخريين بأم الكتاب، وكان يطيل عليه السلام أول ركعة من صلاة الفجر وأول ركعة من صلاة الظهر. "جزء فيه أحاديث أبي علي الحسن بن موسى الأشيب، ص35 رقم 8".

هذا ويرجع الاختلاف في بعض هذه الروايات إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يطيل في صلاة أحيانًا، ويخفف فيها في أحيان أخرى. والله تعالى أعلم.

1 له ترجمة في شذرات الذهب "3/ 398" - توفي سنة 492 عن اثنتين وثمانين سنة.

2 له ترجمة في شذرات الذهب "3/ 228، 229" - توفي في آخر يوم من سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن أول سنة ست وعشرين.

3 له ترجمة في تاريخ بغداد "4/ 35" قال الخطيب: لم أسمع فيه إلا خيرًا، توفي سنة "305".

ص: 68

الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ، وَيُسْمِعُ الآيَةَ أَحْيَانًا، وَيُطِيلُ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى وَيُقْصِرُ فِي الثَّانِيَةِ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الْعَصْرِ.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ.

[30]

أَخْبَرَنَا عَلِيٌّ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بن عبد لله بْنِ بِشْرَان1 قِرَاءَةً، نا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيُّ بِمَكَّةَ يَوْمَ الاثْنَيْنِ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الأول سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، نا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِمَكَّةَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، نا أَبُو نُعَيْمٍ، نا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَقُولُ اللَّهُ عز وجل 2: الصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أُجْزِي بِهِ 3، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ من أجلي،

[30] خ "4/ 402""97" كتاب التوحيد - "35" باب قول الله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ} - من طريق أبي نعيم، عن الأعمش به. رقم "7492".

م "2/ 807""13" كتاب ال صيام - "30" باب فضل الصيام - من طريق أبي معاوية ووكيع وغيرهما عن الأعمش به. رقم "164/ 1151".

1 له ترجمة في تاريخ بغداد "10/ 432"، قال الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقًا ثبتًا صالحًا، ولد سنة 339، وتوفي سنة 430.

2 هذا حديث قدسي، والحديث القدسي هو حديث رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سلم- أضافه إلى الله عز وجل.

قال الكرماني: فإن قلت: فهذا قول الله تعالى وكلامه، فما الفرق بينه وبين القرآن؟

قلت: القرآن لفظه معجز ومنزل بواسطة جبريل عليه السلام، وهذا غير معجز، وبدون الواسطة، ومثله يسمى بالحديث القدسي والإلهي والرباني.

فإن قلت: الأحاديث كلها كذلك "أي: من الوحي"؟

قلت: الفرق بأن القدسي مضاف إلى الله تعالى ومروي عنه بخلاف غيره.

ومعنى القدسي: المنسوب إلى القدوس؛ أي: المنزه سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته الجلالية والجمالية. انظر مقال الحديث القدسي للمحقق في مجلة المنهل العدد "484".

3 "الصوم لي وأنا أجزي به" قيل: إن هذا بيان لكثرة ثوابه: أي أنا أجازيه لا غيري، بخلاف سائر العبادات؛ فإن جزاءها قد يفوض إلى الملائكة. قال أبو عبيد: قد علمنا أن أعمال البر كلها له سبحانه وتعالى وهو يجزي بها، فنرى -والله أعلم- أنه إنما خص الصوم بأن يكون هو الذي يتولى جزاءه؛ لأن الصوم ليس =

ص: 69

وَالصَّوْمُ جُنَّة1، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ عز وجل، وَلَخَلُوفُ فِيه أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ عز وجل من رائحة المسك"2.

= يظهر من ابن آدم بلسان ولا فعل، فيكتبه الحفظة، إنما هو نية في القلب، وإمساك عن المطعم والمشرب، فيقول: أنا أتولى جزاءه على ما أحب من التضعيف لا على كتاب له.

وقيل معناه: إن الصوم عبادة خالصة لا يستولي عليه الرياء والسمعة ليس كسائر الأعمال التي يطلع عليها الخلق، فلا يؤمن معها الشرك، كما جاء:"نية المؤمن خير من عمله"؛ لأن النية محلها القلب فلا يطلع عليها غير الله؛ تقديره: أن نية المؤمن مفردة عن العمل خير من عمل خالٍ عن النية، كما قال الله سبحانه وتعالى:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} أي: ليس فيها ليلة القدر.

قال القرطبي: لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه إلى نفسه سبحانه وتعالى؛ ولهذا قال في الحديث:"يدع شهوته من أجلي".

وقال ابن الجوزي: جميع العبادات تظهر بفعلها، وقَلَّ أن يسلم ما يظهر من شوب بخلاف الصوم.

وسئل سفيان بن عيينة عن قوله تعالى: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي" فقال: إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عز وجل عبده، ويؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلا الصوم فيحتمل ما بقي عليه من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة.

ويُحكى عن سفيان أيضًا في قوله: "الصوم لي" قال: لأن الصوم هو الصبر؛ يصبر الإنسان عن المطعم والمشرب والنكاح، وثواب الصبر ليس له حساب. ثم قرأ:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} .

1 "الصوم جنة" أي: وقاية وسترة؛ قيل: من المعاصي؛ لأنه يكسر الشهوة ويضعفها، وقيل: من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات، النار محفوفة بالشهوات، وعند الترمذي وسعيد بن منصور:"جنة من النار"، ولأحمد من حديث أبي عبيدة بن الجراح:"الصيام جنة ما لم يخرقها"، وزاد الدارمي:"بالغيبة".

ولا مانع من إرادة الأمرين، وتحقيق كل منهما يلزم منه تحقق الآخر؛ لأنه إذا كف نفسه عن المعاصي في الدنيا كان سترًا له من النار.

وأشار ابن عبد البر إلى ترجيح الصيام على غيره من العبادات فقال: حسبك بكون الصيام جنة من النار فضلًا، والمشهور عند الجمهور ترجيح الصلاة.

2 "ولخلوف فيه أطيب عند الله عز وجل من رائحة المسك": الخلوف: تغير طعم الفم وريحه لتأخر الطعام، يقال: منه خلَف فمه يخلُف خُلُوفًا، ومنه =

ص: 70

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ الأعمش.

[31]

أخبرنا علي بقراءة الرُّوَنْدَشْتِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ سَنَةِ تسعين،

= حديث علي حين سئل عن القبلة للصائم قال: وما أربك في خلوف فمها، ويقال: نومة الضحى مخلفة للفم: أي مغيرة.

وقيل: معنى كون الخلوف أطيب عند الله من ريح المسك الثناء على الصائم، والرضا بفعله؛ لئلا يمنعه من المواظبة على الصوم الجالب للخلوف؛ كأنه قال: إن خلوف فم الصائم أبلغ في القبول عند الله من ريح المسك عندكم.

وقيل: وهو مجاز؛ لأنه جرت العادة بتقريب الروائح الطيبة منا فاستعير ذلك للصوم لتقريبه من الله تعالى، فالمعنى: أن أطيب عند الله من ريح المسك عندكم؛ أي: يقرب إليه أكثر من تقريب المسك إليكم.

وقيل: المراد أن ذلك في حق الملائكة، وأنهم يستطيبون ريح الخلوف أكثر مما تستطيبون ريح المسك.

وقيل: المراد أن الله تعالى يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك، كما يأتي المكلوم وريح جرحه تفوح مسكًا.

وقيل: المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك لا سيما بالإضافة إلى الخلوف.

وقد اختلف الشيخ تقي الدين بن الصلاح، والشيخ عز الدين بن عبد السلام في طيب رائحة الخلوف: هل هي في الدنيا أو في الآخرة؟ فذهب ابن عبد السلام إلى أن ذلك في الآخرة كما في دم الشهيد، واستدل بما رواه مسلم وأحمد والنسائي من طريق عطاء، عن أبي صالح:"أطيب عند الله يوم القيامة"، وذهب ابن الصلاح إلى أن ذلك في الدنيا، واستدل بما رواه ابن حبان:"فم الصائم حين يخلف من الطعام"، وبما رواه ابن شعبان في مسنده، والبيهقي في الشعب من حديث جابر في فضل هذه الأمة:"فإن خلوف أفواههم حين يسمون أطيب عند الله من ريح المسك"، وقال المنذري: إسناده مقارب.

وهذه التفسيرات والاختلافات مؤسسة على ألا يكون اللفظ في ظاهره.

ولكننا نقول: ينبغي أن نُمِرَّ مثل هذا -كما جاء- إذ هو من صفات الخالق جل وعلا، دون تأويل أو تشبيه أو تعطيل، ونَكِل أمر معناها إلى الله عز وجل، ونؤمن بها على معنى يليق بالباري جل وعلا.

[31]

خ "1/ 72""4" كتاب الوضوء - "34" الوضوء ثلاثًا ثلاثًا - من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، عن حمران مولى عثمان رأى عثمان بن عفان دعا بإناء فأفرغ على كفيه ثلاث مرار فغسلها ثم أدخل يمينه في الإناء فمضمض واشتنشق، ثم غسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاث مرار، [ثم] مسح برأسه ثم غسل رجليه ثلاث مرار إلى الكعبين، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه، غفر له ما تقدم من ذنبه". رقم "159" "أطرافه في:160، 164، 1934، 6433] . =

ص: 71

نا أَبُو طَاهِرٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ المؤدِّب فِي صَفَرٍ مِنْ سَنَةِ ثَمَانٍ وعشرين وأربعمائة، أنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الصَّوَّاف قِرَاءَةً، نا أَبُو عَلِيٍّ بِشْرُ بْنُ مُوسَى بْنِ صَالِحِ بْنِ شَيْخِ بْنِ عَمِيرَة الأَسَدِيُّ، نا عَبْدُ لله بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِيُّ، أَبُو بَكْرٍ الْقُرَشِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ هِشَامِ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُمْرَان مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: تَوَضَّأَ عُثْمَانُ رضي الله عنه عَلَى الْمَقَاعِدِ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَقَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَأُّ.

ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَا مِنْ رَجُلٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ الْوُضُوءَ، ثُمَّ يُصَلِّي إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الأُخْرَى حَتَّى يُصَلِّيَهَا"1.

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ من طرق عن هشام.

= وعن إبراهيم، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن عروة، عن حمران: فلما توضأ عثمان قال: ألا أحدثكم حديثًا لولا آية ما حدثتكموه؟ سمعت النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يتوضأ رجل يحسن وضوءه يصلي الصلاة إلا غفر لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ حتى يصليها".

قال عروة: الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} [البقرة: 159] . رقم "160".

م "1/ 204""2" كتاب الطهارة - "4" باب فضل الوضوء والصلاة عقبه - من طريق قتيبة بن سعيد وغيره، عن جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ به. رقم "5/ 227".

ومن طريق سفيان وغيره، عن هسام به. وفيه:"فيحسن ضوءه ثم يصلي المكتوبة" ومن طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عروة به.

1 قال ابن حجر في شرح هذا الحديث: ظاهره يعم الكبائر والصغائر؛ لكن العلماء خصوه بالصغائر لوروده مقيدًا باستثناء الكبائر في غير هذه الرواية، وهو في حق من له كبائر وصغائر، فمن ليس له صغائر كفرت عنه، ومن ليس له إلا كبائر خفف عنه منها بمقدار ما لصاحب الصغائر، ومن ليس له صغائر ولا كبائر يزداد في حسناته بنظير ذلك.

وفي الحديث التعليم بالفعل لكونه أبلغ وأضبط للمتعلم، والترتيب في أعضاء الوضوء للإتيان في جميعها بثم، والترغيب في الإخلاص، وتحذير من لها في صلاته بالتفكير في أمور الدنيا في عدم القبول، ولا سيما أن كان في العزم على عمل معصية فإنه يحضر المرء في حال صلاته ما هو مشغوف به أكثر من خارجها، ووقع في رواية المصنف في الرقاق في آخر هذا الحديث: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تغتروا" أي: فتستكثروا من الأعمال السيئة بناء على أن الصلاة تكفرها؛ فإن الصلاة التي تكفر بها الخطايا هي التي يقبلها الله، وأنَّى للعبد بالاطلاع على ذلك.

فتح الباري "1/ 313، 314".

ص: 72