المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الفصل: ‌22 - سورة الحج

‌22 - سُورَة الْحَج

719 -

قَوْله: وَعَن أبي سعيد أَن يَهُودِيّا أسلم فأصابته مصائب، فتشاءم بِالْإِسْلَامِ، إِلَى قَوْله (فَنزلت) .

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: ذكره الواحدي فِي الْأَسْبَاب، بِغَيْر سَنَد وَأخرجه ابْن مرْدَوَيْه من رِوَايَة عَطِيَّة عَن أبي سعيد، قَالَ: أسلم رجل من الْيَهُود فَذهب مَاله وَولده، وتشاءم بِالْإِسْلَامِ، الحَدِيث بِنَحْوِهِ.

وَإِسْنَاده ضَعِيف.

وَأخرج الْعقيلِيّ من رِوَايَة عَنْبَسَة بن سعيد عَن أبي الزُّبَيْر

ص: 833

عَن جَابر قَالَ: أَتَى النَّبِي يَهُودِيّ فَأسلم عَلَى يَدَيْهِ، ثمَّ رَجَعَ إِلَى منزله فأصيب وَفِي عَيْنَيْهِ وَفِي وَلَده، فَرجع إِلَى النَّبِي عليه السلام فَقَالَ: أَقلنِي، الحَدِيث.

وَلم يذكر فِيهِ نزُول الْآيَة، وعنبسة ضَعِيف جدا، انْتَهَى.

720 -

قَوْله: رُوِيَ أَنه عليه السلام قَالَ: عدلت شَهَادَة الزُّور الْإِشْرَاك بِاللَّه، ثَلَاثًا، وتلا هَذِه الْآيَة.

أخرجه أَبُو دَاوُد

ص: 834

من حَدِيث خريم بن فاتك وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث أَيمن بن خريم.

721 -

قَوْله: رُوِيَ أَنه عليه السلام أهدي مائَة بَدَنَة، فِيهَا جمل لأبي جهل، فِي أَنفه برة من ذهب.

ص: 835

أخرجه إِسْحَاق وَفِي الْبَاب عَن جَابر قَالَ: كَانَ جَمِيع مَا جَاءَ بِهِ مائَة بَدَنَة فِيهَا جمل فِي أَنفه برة من فضَّة.

أخرجه الْحَاكِم وَالطَّبَرَانِيّ من رِوَايَة زيد بن الْحباب عَن الثَّوْريّ عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد عَن أَبِيه عَنهُ.

قَالَ البُخَارِيّ: هَذَا خطأ من زيد، وَإِنَّمَا هُوَ عَن الثَّوْريّ عَن أبي إِسْحَاق عَن مُجَاهِد مُرْسلا.

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَقد جَاءَ عَن مُجَاهِد عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: أهْدَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ فِي هداياه جملا كَانَ لأبي جهل فِي [56/ أ] رَأسه برة من ذهب ليغيظ بِهِ الْمُشْركين.

ص: 836

أخرجه أَبُو دَاوُد، وَالْحَاكِم وَأَبُو يعْلى وَالطَّبَرَانِيّ،

انْتَهَى. 722 - قَوْله: وَإِن عمر أهْدَى نجيبة طلبت مِنْهُ بثلاثمائة دِينَار.

أخرجه.

723 -

قَوْله: [بقوله عليه السلام] : الْبَدنَة عَن سَبْعَة، وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة. قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: لم أره مَرْفُوعا من لَفظه، نعم أخرجه

ص: 837

أَبُو دَاوُد من حَدِيث جَابر، وَلَفظه (الْجَزُور عَن سَبْعَة) .

وَأخرجه مُسلم وَأَصْحَاب السّنَن من رِوَايَة مَالك عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قَالَ: (نحرنا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ الْبَدنَة عَن سَبْعَة، وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة) وَفِي الْبَاب عَن ابْن مَسْعُود عِنْد الطَّبَرَانِيّ انْتَهَى.

ص: 838

724 -

قَوْله: وَيدل عَلَيْهِ أَنه عليه السلام سُئِلَ عَن الْأَنْبِيَاء فَقَالَ: مائَة ألف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ألفا، قيل: فكم الرُّسُل مِنْهُم؟ قَالَ: ثَلَاثمِائَة وَثَلَاثَة عشر جما غفيرا.

أخرجه أَحْمد وَإِسْحَاق من رِوَايَة معَان بن رِفَاعَة عَن عَلّي بن يزِيد بن الْقَاسِم عَن أبي أُمَامَة أَن أَبَا ذَر سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ: كم الْأَنْبِيَاء؟ فَقَالَ: مثله، وَعلي ضَعِيف.

وَرَوَاهُ ابْن حبَان من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن هِشَام الغساني عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ [عَن أبي ذَر فَذكره فِي حَدِيث طَوِيل جدا.

وأفرط ابْن الْجَوْزِيّ] فَذكره فِي الموضوعات واتهم بِهِ ابْن هِشَام الْمَذْكُور.

ص: 839

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَلم يصب فِي ذَلِك فَإِن لَهُ طَرِيقا أُخْرَى أخرجهَا الْحَاكِم وَغَيره من رِوَايَة يَحْيَى بن سعيد السَّعْدِيّ عَن ابْن جريج عَن عَطاء عَن عبيد بن عُمَيْر عَن أبي ذَر بِطُولِهِ، وَيَحْيَى السَّعْدِيّ ضَعِيف وَلَكِن لَا يَتَأَتَّى الحكم بِالْوَضْعِ مَعَ هَذِه الْمُتَابَعَة. انْتَهَى.

725 -

قَوْله: [كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم َ] إِنَّه ليغان عَلَى قلبِي، الحَدِيث.

أخرجه مُسلم

ص: 840

من حَدِيث الْأَغَر الْمُزنِيّ.

726 -

قَوْله: نزلت عَلَيْهِ سُورَة النَّجْم فَأخذ يقْرؤهَا إِلَى قَوْله: «وَهُوَ مَرْدُود عِنْد الْمُحَقِّقين» .

هَذِه الْقِصَّة رَوَاهَا الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ

ص: 841

بِسَنَد صَحِيح عَن ابْن عَبَّاس، ووردت من طرق كَثِيرَة.

وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذِه الْقِصَّة غير ثَابِتَة من جِهَة النَّقْل، وَقَالَ

ص: 842

القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء: يَكْفِيك فِي توهين هَذَا الحَدِيث أَنه لم يُخرجهُ أحد من أهل الصِّحَّة وَلَا رَوَاهُ ثِقَة بِسَنَد صَحِيح سليم مُتَّصِل، وَإِنَّمَا أولع بِهِ وبمثله الْمُفَسِّرُونَ والمؤرخون المولعون بِكُل غَرِيب، الْمُتَلَقِّفُونَ من الصُّحُف كل صَحِيح وسليم.

وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي شرح البُخَارِيّ: قد وَردت هَذِه الْقِصَّة من طرق كَثِيرَة وَكَثْرَة [56/ ب] الطّرق تدل عَلَى أَن للقصة أصلا [مَعَ أَن لَهَا طَرِيقا مُتَّصِلا بِسَنَد صَحِيح أخرجه الْبَزَّار] وطريقين آخَرين مرسلين رجالهما عَلَى شَرط الصَّحِيح أَحدهمَا أخرجه الطَّبَرِيّ من طَرِيق يُونُس بن زيد عَن ابْن شهَاب حَدثنِي أَبُو بكر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحَارِث بن هِشَام، فَذكره نَحوه.

وَالثَّانِي مَا أخرجه أَيْضا من طَرِيق الْمُعْتَمِر بن سُلَيْمَان، وَحَمَّاد بن سَلمَة فرقهما عَن دَاوُد بن أبي هِنْد عَن أبي الْعَالِيَة وَقَالَ:

ص: 843

وَقد تجرأ أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ كعادته فَقَالَ: وَذكر الطَّبَرِيّ فِي ذَلِك رِوَايَات كَثِيرَة بَاطِلَة لَا أصل لَهَا، وَهُوَ إِطْلَاق مَرْدُود عَلَيْهِ.

وَكَذَا قَول عِيَاض: هَذَا الحَدِيث لم يُخرجهُ أحد من أهل الصِّحَّة، وَلَا رَوَاهُ ثِقَة بِسَنَد سليم مُتَّصِل مَعَ ضعف نقلته، واضطراب رواياته، وَانْقِطَاع إِسْنَاده.

وَكَذَا قَوْله: (وَمن حملت عَنهُ هَذِه الْقِصَّة من التَّابِعين والمفسرين لم يسندها أحد مِنْهُم وَلَا رَفعهَا إِلَى صَاحب، وَأكْثر الطّرق عَنْهُم فِي ذَلِك ضَعِيفَة واهية) .

ثمَّ رده من طَرِيق النّظر بِأَن ذَلِك لَو وَقع لارتد كثير مِمَّن أسلم، قَالَ: وَلم ينْقل ذَلِك. انْتَهَى.

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: وَجَمِيع ذَلِك لَا يتمشى عَلَى الْقَوَاعِد فَإِن الطّرق إِذا كثرت وتباينت مخارجها دلّ ذَلِك عَلَى أَن لَهَا أصلا، وَقد ذكرنَا، أَن ثَلَاثَة أَسَانِيد مِنْهَا عَلَى شَرط الصَّحِيح مِنْهَا مرسلان يحْتَج بمثليهما من يحْتَج بالمرسل، وَكَذَا من لَا يحْتَج بِهِ لاعتضاد بَعْضهَا بِبَعْض.

ص: 844

قَالَ: وَإِذا تقرر ذَلِك تعين تَأْوِيل مَا وَقع فِيهَا مِمَّا يستنكر وَهُوَ قَوْله: (ألْقَى الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه تِلْكَ الغرانيق العلى وَإِن شفاعتهم لترتجى) فَإِن ذَلِك لَا يجوز حمله عَلَى ظَاهره، فَإِنَّهُ يَسْتَحِيل عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم َ أَن يزِيد فِي الْقُرْآن عمدا مَا لَيْسَ مِنْهُ وَكَذَا سَهوا، إِذا كَانَ مغايرا لما جَاءَ بِهِ من التَّوْحِيد لمَكَان عصمته.

وَقد سلك الْعلمَاء فِي ذَلِك مسالك فَقيل: جَرَى ذَلِك عَلَى لِسَانه حِين أَصَابَته سنة وَلَا يشْعر فَلَمَّا أعلم بذلك أحكم الله آيَاته.

وَهَذَا أخرجه الطَّبَرِيّ عَن قَتَادَة ورده عِيَاض بِأَنَّهُ لَا يَصح لكَونه لَا يجوز عَلَى النَّبِي ذَلِك، وَلَا ولَايَة للشَّيْطَان عَلَيْهِ فِي النّوم.

وَقيل: إِن الشَّيْطَان أَلْجَأَهُ إِلَى أَن قَالَ ذَلِك بِغَيْر اخْتِيَاره.

ورده ابْن الْعَرَبِيّ [57/ أ] بقوله تَعَالَى حِكَايَة عَن الشَّيْطَان (وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم من سُلْطَان) .

وَقيل: إِن الْمُشْركين كَانُوا إِذا ذكرُوا آلِهَتهم وصفوهم بذلك فعلق ذَلِك بِحِفْظ النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ فَجَرَى عَلَى لِسَانه لما ذكرهم سَهوا، وَقد رد ذَلِك عِيَاض فأجاد.

ص: 845

وَقيل: لَعَلَّه قَالَهَا توبيخا للْكفَّار، قَالَ عِيَاض: وَهَذَا جَائِز إِذا كَانَت هُنَاكَ قرينَة تدل عَلَى المُرَاد لَا سِيمَا وَقد كَانَ الْكَلَام فِي ذَلِك الْوَقْت فِي الصَّلَاة جَائِزا، وَإِلَى هَذَا نحا الباقلاني.

وَقيل: إِنَّه لما وصل إِلَى قَوْله (وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى) خشِي الْمُشْركُونَ أَن يَأْتِي بعْدهَا بِشَيْء يذم آلِهَتهم بِهِ، فبادروا إِلَى ذَلِك الْكَلَام فخلطوه فِي تِلَاوَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ عَلَى عَادَتهم فِي قَوْلهم (لَا تسمعوا لهَذَا الْقُرْآن والغوا فِيهِ) ، وَنسب ذَلِك للشَّيْطَان لكَونه الْحَامِل عَلَى ذَلِك، أَو المُرَاد بالشيطان شَيْطَان الْإِنْس.

وَقيل: كَانَ النَّبِي عليه السلام يرتل الْقُرْآن فارتصده الشَّيْطَان فِي سكتة من السكتات ونطق بِتِلْكَ الْكَلِمَات محاكيا نغمته بِحَيْثُ سَمعه من دنا إِلَيْهِ فظنها من قَوْله وأشاعها، قَالَ: وَهَذَا أحسن

ص: 846

الْوُجُوه واسْتحْسنَ ابْن الْعَرَبِيّ هَذَا التَّأْوِيل وَقَالَ قبله: إِن هَذِه الْآيَة نَص فِي بَرَاءَة النَّبِي عليه السلام مِمَّا نسب إِلَيْهِ قَالَ: وَمَعْنى (فِي أمْنِيته) أَي فِي تِلَاوَته، فَأخْبر تَعَالَى فِي هَذِه الْآيَة أَن سنته فِي رسله إِذا قَالُوا قولا زَاد الشَّيْطَان فِيهِ من قبل نَفسه، فَهَذَا نَص فِي أَن الشَّيْطَان زَاده فِي قَوْله النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ لَا أَن النَّبِي عليه السلام قَالَه.

قَالَ: وَقد سبق إِلَى ذَلِك الطَّبَرِيّ بجلالة قدره وسعة علمه، وَشدَّة ساعده فِي النّظر، فصوب عَلَى هَذَا الْمَعْنى وحوم عَلَيْهِ، انْتَهَى.

ص: 847

..................................................................................................

ص: 848

727 -

قَوْله: [لقَوْله عليه السلام] : فضلت سُورَة الْحَج بسجدتين، من لم يسجدها فَلَا يقرأهما.

أخرجه التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عقبَة بن عَامر وَضَعفه، كَذَا ذكره الْجلَال السُّيُوطِيّ، وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَأحمد وَالدَّارقطني

ص: 849

وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم كلهم من رِوَايَة ابْن لَهِيعَة عَن مشرح بن هاعان عَن عقبَة بِلَفْظ (وَمن لم يسجدهما فَلَا يقرأهما) .

قَالَ التِّرْمِذِيّ: إِسْنَاده لَيْسَ بِالْقَوِيّ.

ص: 850

728 -

قَوْله: وَعنهُ عليه السلام أَنه رَجَعَ من غَزْوَة تَبُوك، فَقَالَ: رَجعْنَا من الْجِهَاد الْأَصْغَر [57/ ب] إِلَى الْجِهَاد الْأَكْبَر.

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: كَذَا ذكره الثَّعْلَبِيّ بِغَيْر سَنَد، وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الزّهْد عَن جَابر قَالَ: قدم عَلّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم َ قوم غزَاة فَقَالَ: قدمتم من الْجِهَاد الْأَصْغَر إِلَى الْجِهَاد الْأَكْبَر، قيل: وَمَا الْجِهَاد الْأَكْبَر؟ قَالَ: مجاهدة العَبْد هَوَاهُ.

قَالَ الْبَيْهَقِيّ: هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف، قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: هُوَ من رِوَايَة عِيسَى بن إِبْرَاهِيم عَن يَحْيَى بن يعْلى عَن لَيْث بن أبي سليم، وَالثَّلَاثَة ضعفاء.

ص: 851

وَأوردهُ النَّسَائِيّ فِي الكنى من قَول إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة أحد التَّابِعين من أهل الشَّام. انْتَهَى.

729 -

[قَوْله: لقَوْله عليه السلام] : إِذا أَمرتكُم بِشَيْء فَأتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم.

أخرجه الشَّيْخَانِ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة.

730 -

قَوْله: من قَرَأَ سُورَة الْحَج أعطي من الْأجر كحجة، الخ.

مَوْضُوع.

ص: 852