الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القول البين الأظهر
في الدعوة إلى الله
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
خطبة الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، نحمده ونستعينه، وأستغفره وأستهديه، أمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، موعظة منه سبحانه لعباده لعلهم يتذكرون، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد أفضل داع إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة على بصيرة، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويصبر على ما أصابه، احتسابًا لوجه الله، وأداءً لرسالة ربه، وتبليغًا للأمانة، ونصحًا للخلق وإرشادًا لهم، وعلى آله وأصحابه وأتباعه المقتدين به في النصح للخلق ودعوتهم إلى الله وأمرهم بالخير ونهيهم عن الشر، فهم الذين قال الله فيهم {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (1) .
أما بعد:
(1) سورة يوسف آية: 108.
فإن الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الإسلام حتى ألحقه بعض العلماء بأركان الإسلام التي لا يقوم بناؤه إلا عليها، ولا غرو فإن صلاح العباد في معاشهم متوقف على طاعة الله ورسوله، وتمام الطاعة متوقف على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه كانت هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس.
فلما كان هذا الأصل بهذه المنزلة العظيمة من الدين، ولما تساهل أكثر الناس به في هذا الزمن، فأضاعه كثير منهم، وداهن فيه آخرون حتى انتشرت المنكرات وعمت وطمت، وامتلأ منها البر والبحر والجو، رأيت أن أكتب في ذلك رسالة مختصرة، أبين فيها عظم هذا الواجب، وما يترتب على الإخلال به، وما يتبع ذلك من المباحث، مع قصر الباع في ذلك، قيامًا ببعض الواجب، وإن كنت لست من أهل تلك المسالك، ورتبت الرسالة على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.
فالمقدمة تشتمل على ما يلي:
1-
معنى المعروف والمنكر لغةً.
2-
معنى المعروف والمنكر شرعًا.
3-
المراد بالمعروف والمنكر عند اجتماعهما وانفراد أحدهما.
4-
عظم شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله.
5-
واجب العلماء وتحذيرهم من التقصير في العمل.
والباب الأول: في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والفصل الثاني: في حكم ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من القادر.
والفصل الثالث: في شروط المتصدي للدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والباب الثاني: في إنكار المنكر، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في كيفية الإنكار.
والفصل الثاني: في درجات الإنكار.
والفصل الثالث: في مرتبتي تغيير المنكر أو طريقي الدعوة إلى الله.
والباب الثالث: في الأحوال التي يسقط فيها وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفيه ثلاثة فصول:
الفصل الأول: في الحال الأولى.
والفصل الثاني: في الحال الثانية.
والفصل الثالث: في الحال الثالثة.
والخاتمة تشتمل على ما يلي:
1-
خطر المداهنة في دين الله.
2-
الفرق بين المداراة والمداهنة.
3-
الحكمة في مشروعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4-
المفاسد المترتبة على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
5-
الحامل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد أوردت فيها آيات من كتاب الله وأحاديث من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورقمت الآيات وخرجت الأحاديث تيسيرًا على الباحث عند الرجوع إليها، كما نقلت نصوصًا من أقوال العلماء والمفسرين، وبينت مصادرها في أواخر الصفحات ليطمئن القارئ وليكون على ثقة، للاتفاق على جلالة هؤلاء العلماء وعلمهم وورعهم، وذكرت في آخر الرسالة بيانًا بأسماء المراجع والكتب التي استفدت منها في بناء الرسالة، وفهرست الموضوعات إكمالًا للفائدة وتسهيلًا لمن يطلب البحث عن جزئية من جزئيات الرسالة، وسميتها -القول البيّن الأظهر في الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- والله أسأل أن ينفع بها، وأن يجعل العمل لوجهه خالصًا، وأسأله الاستقامة والثبات على الإسلام، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب، ومن الله أستمد العون والتوفيق والسداد وأستلهمه الرشاد وهو حسبي ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه.
الكاتب