الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَا نَبِيَّ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا تُنْقِزَانِ الْقِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ ثُمَّ تَرْجِعَانِ فَتَمْلَآَنِهَا ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ الْقَوْمِ وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا
بَاب مَنَاقِبُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه
3567 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ سَمِعْتُ مَالِكًا يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ
ــ
و (الإشراف) الاطلاع من فوق و (يصيبك) في بعضها يصبك بالجزم نحو لا تدن من الأسد تهلك و (النحر) الصدر أي صدري عند صدرك أي أقف أنا بحيث يكون صدري كالترس لصدرك و (أم سليم) بضم المهملة وفتح اللام وسكون التحتانية واختلف في اسمها فقيل سهلة وهي زوجة أبي طلحة وأم أنس وخالة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة و (مشمرتان) أي رافعتان ثيابهما متهيئتان للسقي و (الخدم) بالمعجمة والدال المفتوحتين جمع الخدمة وهي الخلخال و (السوق) جمع الساق وهذا كان قبل نزول آية الحجاب و (ينقزان) بالنون والقاف والزاي من النقز وهو الوثوب وهو لازم (فالقرب) منصوب بنزع الخافض أي بالقرب ويراد بذلك حكاية تحرك القرب على متونهما، وذلك إما لقلة عادتهما بحمل القرب وإما لسرعة مشيهما بها وعجلتهما أو مرفوع بالابتداء و (على متونهما) خبر. الخطابي: إنما هو يزرفان القرب أي يحملانها التيمي: روى بعضهم يزرفان القرب وأما ينقزان فلو روى بالتشديد لكان أقرب يقال نقز إذا وثب ونقزته أنا ومر الحديث في باب غزو النساء. قوله (عبد الله بن سلام) بتخفيف اللام الإسرائيلي اليوسفي ثم الأنصاري مات سنة ثلاث وأربعين بالمدينة و (أبو النضر) بسكون المعجمة
عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لِأَحَدٍ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَالَ وَفِيهِ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} الْآيَةَ قَالَ لَا أَدْرِي قَالَ مَالِكٌ الْآيَةَ أَوْ فِي الْحَدِيثِ
3568 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَزْهَرُ السَّمَّانُ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ عَنْ قَيْسِ بْنِ عُبَادٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ فَدَخَلَ رَجُلٌ عَلَى وَجْهِهِ أَثَرُ الْخُشُوعِ فَقَالُوا هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَجَوَّزَ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ وَتَبِعْتُهُ فَقُلْتُ إِنَّكَ حِينَ دَخَلْتَ الْمَسْجِدَ قَالُوا هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ وَاللَّهِ مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ
ــ
سالم. فإن قلت المبشرون بالجنة عشرة فما وجهه قلت لفظ ما سمعت لم ينف أصل الاخبار بالجنة لغيره ثم إن التخصيص بالعدل لا يدل على نفي الزائد أو المراد بالعشرة الذين جاء فيهم لفظ البشارة أو المبشرون بها في مجلس واحد ولم يقل لأحد غيره حال مشيه على الأرض ولا بد من التأويل وكيف لا والحسنان وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أهل بدر ونحوهم من أهل الجنة قطعا. قوله (قال) أي عبد الله بن يوسف (لا أدري قال مالك الآية) عند الرواية وكأن هذه الكلمة مذكورة في جملة الحديث فلا يكون خاصا بمالك. قوله (أزهر) بسكون الزاي وفتح الهاء ابن سعيد السمان بتشديد الميم البصري الباهلي مات سنة ثلاث ومائتين و (ابن عون) بفتح المهملة وبالنون عبد الله و (محمد) أي ابن سيرين و (قيس بن عباد) بضم المهملة وتخفيف الموحدة البصري قتله الحجاج صبرا و (تجوز) أي خفف وتكلف الجواز. قوله (ما ينبغي) هذا إنكار من ابن سلام عليهم حيث قطعوا له بالجنة فيحتمل أن هؤلاء بلغهم خبر سعد أنه من أهل الجنة ولم يسمع هو ذلك أو أنه كره الثناء عليه بذلك تواضعا أو غرضه أنه رأى رؤيا على عهده صلى الله عليه وسلم
رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ وَرَأَيْتُ كَأَنِّي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ مِنْ سَعَتِهَا وَخُضْرَتِهَا وَسْطَهَا عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ فَقِيلَ لِي ارْقَ قُلْتُ لَا أَسْتَطِيعُ فَأَتَانِي مِنْصَفٌ فَرَفَعَ ثِيَابِي مِنْ خَلْفِي فَرَقِيتُ حَتَّى كُنْتُ فِي أَعْلَاهَا فَأَخَذْتُ بِالْعُرْوَةِ فَقِيلَ لَهُ اسْتَمْسِكْ فَاسْتَيْقَظْتُ وَإِنَّهَا لَفِي يَدِي فَقَصَصْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ تِلْكَ الرَّوْضَةُ الْإِسْلَامُ وَذَلِكَ الْعَمُودُ عَمُودُ الْإِسْلَامِ وَتِلْكَ الْعُرْوَةُ عُرْوَةُ الْوُثْقَى فَأَنْتَ عَلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ وَذَاكَ الرَّجُلُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ وقَالَ لِي خَلِيفَةُ حَدَّثَنَا مُعَاذٌ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ عُبَادٍ عَنْ ابْنِ
ــ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وهذا لا يدل على النص بقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أني من أهل الجنة فلهذا كان محل الإنكار. قوله (ذكر) أي عبد الله بعض سعتها و (ارق) بعضها ارقه بها السكت و (المنصف) بكسر الميم الخادم ويقال بالفتح أيضا و (رقيت) بكسر القاف على المشهور وحكى فتحها. فإن قلت أكان العروة بعد الاستيقاظ في يده قلت المراد أنه بعد الأخذ استيقظ في الحال قبل الترك لها يعني استيقظت حال الأخذ من غير وقوع فاصلة بينهما أو أن أثرها في يدي كأن يده بعد الاستيقاظ كانت مقبوضة كأنها تمسك شيئا مع أنه لا محذور في التزام كون العروة في يده عند الاستيقاظ لشمول قدرة الله تعالى لنحوه. فإن قلت ما عمود الإسلام وما العروة الوثقى قلت يريد بالإسلام جميع ما يتعلق بالدين. وبالعمود الأركان الخمسة أو كلمة الشهادة وحدها، وبالعروة الوثقى الإيمان قال الله تعالى {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} قوله (خليفة) بفتح المعجمة والفاء ابن خياط بتشديد التحتانية العصفري و (معاذ) بضم الميم وبإعجام الذال و (الوصيف) بكسر المهملة الخادم غلاما كان أو جارية