الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبلغني أنه أخذ عن شيخي الإسلام القاضي زكريا والتقوى ابن قاضي عجلون، وقال شيخ الإسلام الوالد: حضر دروسي في الأصول والفقه، وسمع علي جانباً من البخاري، وكان يلثغ في الثاء المثلثة. توفي في يوم الأربعاء سادس عشري صفر سنة وستين وتسعمائة، وصلي به بالجامع الأموي بعد صلاة الظهر، ودفن في تربة أهله خارج باب الجابية بدمشق في المحلة المحروقة تجاه تربة باب الصغير رحمه الله.
حسن بن النصيبي
حسن بن عمر بن محمد الشيخ بدر الدين ابن قاضي القضاة زين الدين ابن قاضي القضاة جلال الدين الحلبي، الشافعي، المعروف بابن النصيبي - سنة سبع - بتقديم السين - وتسعمائة - واشتغل بالعلم على العلائي الموصلي، والبرهان اليشبكي وغيرهما ثم رحل لأجل المعيشة إلى الروم، فصار يكتب القصص التي ترفع إلى السلطان بالتركية على أحسن وجه، ثم تقرب إلى نيشانجي الباب العالي، فقربه وأحبه، ولي بها نظر الأوقاف بحلب، ونظر الحرمين والبيمارستان الأرغوني بها، والبيمارستان النوري بحماة، ثم وشي به إلى عيسى باشا لما دخل حلب مفتشاً على ما بها من المظالم، وقيل له: أن عليه ما ينوف عن عشر كرات، واختفى منه مدة، وشدد عيسى باشا في طلبه، فبعث أخاه البدري تحسين إلى الروم في أمره، ولم تقض له حاجة، فدعا ذلك صاحب الترجمة إلى أن تمثل بين يدي عيسى باشا ملقياً سلاحه، ثم عاد من عنده سليماً، وتولى نظر الأموال السلطانية بحلب بعد وفاة عيسى باشا، فهابه الأمناء والكتاب والعمال لمزيد وقوفه على أمور الديوان، وكثر الواردون عليه، والواقفون ببابه حتى ولي اسكندر بيك دفتر دار حلب، وأظهر عليه أموالاً كثيرة بمعونة أهل الديوان، وأخذها منه حتى لم يبق معه ولا الدرهم الفرد، ثم عرض له إسكندر بيك عرضاً حسناً، ثم كانت وفاته مسموماً سنة ست وخمسين وتسعمائة، ودفن بمقبرة سيدي علي الهروي خارج باب المقام بحلب بوصية منه.