الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حادي عشر جمادى الأولى سنة تسع - بتقديم التاء - وأربعين وتسعمئة، ودفن بوصية منه في تربة باب الصغير إلى جانب أخ له في الله صالح.
علي بن شعبان الطرابلسي
علي بن شعبان بن محمد، الشيخ علاء الدين الطرابلسي، الشافعي، الشهير بأبيه. قرأ على شيخ الإسلام الوالد في البهجة، وسمع عليه دروس غيره في الفقه والنحو، وترجمه بالفيض والبكاء، فكان اشتغاله عليه في سنة خمس وثلاثين وتسعمائة.
علي بن عبد اللطيف القزويني
علي بن عبد اللطيف بن قطب الدين بن عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد، الشهير بأبدكا الحسيني، القزويني، الشافعي، المعروف بقاضي علي. كان من بيت علم وقضاء، وولي قضاء قزوين، ثم تركه وكتب بها على الفتوى، ثم دخل بلاد الشام، وحج وأخذ شيئاً من الحديث على شيخ الإسلام تقي الدين القاء وعن غيره، ثم عاد إلى بلاده، فدخل حلب في طريقه، فاستجازه ابن الحنبلي فأجاز له، ثم توفي في بلده على ما قيل في سنة تسع - بتقديم التاء - وأربعين وتسعمائة رحمه الله تعالى.
علي بن عطية بن علوان الحموي
علي بن عطية بن الحسن بن محمد بن الحداد الشيخ الإمام العلامة، القرم الهمام الفهامة، شيخ الفقهاء والأصوليين، وأستاذ الأولياء والعارفين، الشيخ علوان الهيتي الشافعي، الحموي، الشافعي، الصوفي، الشاذلي، سمع على الشمس محمد بن داود البازلي كثيراً من البخاري، وقرأ عليه من أول مسلم إلى أثناء كتاب الصلاة، وسمع أيضاً بعض البخاري بحماة على الشيخ نور الدين علي بن زهرة الحنبلي الحمصي، وأخذ عن القطب الخيضري، وعن البرهان الناجي، والبدر حسن بن شهاب الدمشقيين وغيرهم من أهلها، وعن ابن السلامي الحلبي، وابن الناسخ الطرابلسي، والفخر عثمان الديمي المصري، وقرأ على محمود بن حسن بن علي البزوري الحموي، ثم الدمشقي، وأخذ طريقة التصوف على السيد الشريف أبي الحسن علي بن ميمون المغربي، حدثني شيخنا - فسح الله تعالى في مدته - مراراً عن والده الشيخ يونس أن الشيخ علوان حدثه في سنة أربع وعشرين وتسعمائة. كان واعظاً بحماة على عادة الوعاظ من الكراريس بأحاديث الرقائق،
ونوادر الحكم، ومحاسن الأخبار والاثار، فمر به السيد الحسيب النسيب سيدي علي بن ميمون، وهو يعظ بحماة، فوقف عليه، وقال يا علوان عظ من الرأس، ولا تعظ من الكراس، فلم يعبأ به الشيخ علوان، فأعاد عليه القول ثانياً وثالثاً. قال الشيخ علوان: فتنبهت عند ذلك، وعلمت أنه من أولياء الله تعالى. قال: فقلت له يا سيدي لا أحسن أن أعظ من الرأس - يعني غيباً - فقال: بل عظ من الرأس، فقلت: يا سيدي إذاً أمددتموني. قال: افعل، وتوكل على الله. قال: فلما أصبحت جئت إلى المجلس، ومعي الكراس في كمي احتياطاً. قال: فلما جلست فإذا بالسيد في قبالتي. قال: فابتدأت غيباً، وفتح الله تعالى علي، واستمر الفتح إلى الآن، وقرأت بخط الشيخ يونس هذه الحكاية بمعنى ما ذكرت، وقرأت بخطه أن اجتماعه به كان في نهار السبت ثامن عشر شوال سنة أربع وعشرين المذكورة عند توجهه إلى مكة المشرفة في مدرسة تنم بمحلة ميدان الحصا، وأنه قرأ عليه خاتمة التصوف للشيخ تاج الدين السبكي من جمع الجوامع، واستجازه وأجازه قال: واعتذر إلي في الفقه، وقال: لما صرت أطالع كتب الغزالي اشتغلت عنه. قال: وذكر لي أنه لما اجتمع بسيدي علي بن ميمون أمره بمطالعة الإحياء، وقال: كان من تلاميذ شيخنا الإمام تقي الدين البلاطنسي لما كان في حماة قال: وكان شيخنا يثني عليه. انتهى.
وبالجملة فإن سيدي علوان ممن أجمع الناس على جلالته، وتقدمه وجمعه بين العلم والعمل، وانتفع به الناس وبتآليفه في الفقه والأصول والتصوف، وتآليفه مشهورة منها المنظومة الميمية المسماة بالجوهر المحبوك، في علم السلوك، وكتاب مصباح الهداية، ومفتاح الدراية، وفي الفقه وكتاب النصائح المهمة، للملوك والأئمة، وبيان المعاني، في شرح عقيدة الشيباني، وعقيدة مختصرة، وشرحها، ورسالة سماها فتح اللطيف، بأسرار التصريف، على نهج رسالة شيخه التي وضعها في إشارات الجرومية، وشرح تائية ابن الفارض كتبته من خطه، وشرح تائية الشيخ عبد القادر بن حبيب الصفدي، وهو أشهر كتبه، وكتاب مجلى الحزن في مناقبشيخه السيد الشريف أبي الحسن والنفحات القدسية، في شرح الأبيات الشبشترية وهي التي نقلها سيدي أحمد زروق في شرح الحكم العطائية من قوله:
فلا يلتفت في الشيء غيرا فكلما
…
سوى الله غير فاتخذ ذكره حصنا
وكل مقام لا يقم فيه إنه
…
حجاب فجد السير فاستنجد العونا
ومهما ترى كل المراتب تحتلى
…
عليك فحل عنها فعن مثلها حلنا
وقل ليس لي إلا مرادك مطلب
…
ولا صورة تجلى ولا طرفة تجنى
وهي رسالة لطيفة جمعها بين نظم ونثر التمسها منه ملتمس، فألفها، وقال في آخرها مخاطباً لذلك الملتمس:
لقد حركت أشجان المشوق
…
بما أرسلت تسأل يا صديقي
فهاك جواب نظم ضمن نظم
…
ونثر فاق في علم الطريق
ومن نظم سيدي علوان في الرسالة المذكورة:
القتل في الحب أسنى منية الرجل
…
طوبى لمن مات بين السيف والأسل
سيف اللحاظ ورمح القد كم قتلا
…
من مستهام فقاداه إلى الأجل
لو تعلم الروح فيمن أهدرت تلفاً
…
أصخت ومقدارها في نيل ذاك علي
إن الغرام وإن أشفى السقيم به
…
على الهلاك لدرياق من العلل
يا حبذا سقمي فيهم وسفك دمي
…
به ارتفعت بلا شك على زحل
أحباب قلبي بعيش قد مضى بكم
…
جودوا بوصل فأنتم غاية الأمل
أشكوا انقطاعي وهجري والصدود لكم
…
إن تقطعوا بانصرام الود ما حيلي
وحق معنى جمال يجتلى أبداً
…
من حسن طلعتكم قدماً من الأزل
ما حلت عنكم ولا أبغي بكم بدلاً
…
فليس من شيمتي ميل إلى البدل
هيهات أن أنثني يوما إلى أحد
…
وليس غيركم في الكون يصلح لي
ومن نظمه ما أنشده - رضي الله تعالى عنه - في شرحه لتائية ابن الفارض:
سر سري لم يغب
…
وتراني أطلب
أن أراني حاضراً
…
إذ به عيش يطب
فتعجب يا فتى
…
من بعيد مقترب
إن أغب عن طلبي
…
فشهودي ما كذب
ومما وجدته بخطه والغالب عندي أنه من نظمه أيضاً:
من يكن في خلدي
…
ليس شيء يحجبه
دائماً عندي معي
…
وفؤادي يطلبه
ذا عجيب كل من
…
خاله يستغربه
شمسه إن طلعت
…
كان سري مغربه
ومنه ما أنشده في شرحه على تائية ابن حبيب:
بجمع وفرق وفرق وجمع
…
وشرع وحق وحق وشرع
ينال الفتى كلما يرتجي
…
بتنزيه طرف وإلقاء سمع
وترك هوى باتباع الهدى
…
وتقديس سر وتنزيه طبع
عليك بها أيها إنها
…
جماع لخير ومفتاح جمع
وقد التمس مني بعض أفاضل الصلحاء أن أكتب لهذه الأبيات شرحاً لطيفاً، فكتبت عليه
تأليفاً منيفاً، لم أر فيه ترتيباً وتصنيفاً، وسميته بالهمع الهتان، في شرح أبيات الجمع للشيخ علوان، وقرأت بخط الشيخ شمس الدين بن طولون في تاريخه وأخبرنا عنه شيخنا الزين ابن سلطان الحنفي وغيره. قال: وفي يوم الأربعاء ثالث عشري جمادى الآخرة يعني سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، وصل إلي كتاب محدث حلب زين الدين بن الشماع الحلبي، وفيه وقد توجهت في العام الماضي سنة أربع وثلاثين إلى حماة في أول رمضان، وأقمت عند شيخ الوقت سيدي علوان الشافعي، فأكرمني وأنزلني في خلوته، وسمعت منه أشياء، وقد أذكرني حاله قول علي بن الفضل بن عياض لأبيه، كما في آخر جزء البطاقة يا أبه ما أحلى كلام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: يا بني وتدري لم حلي قال لا قال: لأنهم أرادوا به الله تعالى قال: وكذلك أقول: في سيدي علوان نفعني الله تعالى وإياكم، وسائر المسلمين ببركاته قال: ثم قرأ علي ولداه أبو الوفاء محمد وأبو الفتح محمد ثلاثيات البخاري وغيرها، وأنشدت في معنى بعض حديث الثلاثيات لو أقسم على الله لأبره من نظم الشهاب الحجازي.
رب ذي طمرين نضو
…
يأمن العالم شره
لا يرى إلا غنياً
…
وهو لا يملك ذره
ثم لو أقسم في ش
…
يء على الله أبره
قال ابن طولون: قلت وقد أنشدني هذه الأبيات قاضي قضاة مصر الكمال الطويل
الشافعي للحافظ زين الدين العراقي، والأول أصوب والله أعلم قال ابن الشماع، وسمع ذلك من لفظي سيدي الشيخ علوان فنظم في معنى ذلك في يومه:
رب ذي طمرين أشعث
…
يعتريه وصف غيره
ترك الدنيا اختياراً
…
فهو لا يملك ذره
خامل الذكر حقير
…
مهمل يجهل قدره
إن دنا يوماً علينا
…
فهو مدوفوع بمره
وله جاه وقدر
…
عند مولانا وشهره
فهو لو آلى على الل
…
هـ يميناً لأبره
هكذا قد صح نقلاً
…
في قرون مستمره
إن من كان كهذا
…
يرتجي رزقاً ونصره
قاله المختار حقاً
…
ناصحاً صحباً وعتره
فعليه الله صلى
…
ضعف ألف ألف مره
وكذا أضعاف هذا
…
حيث لا يحصى لكثره
وكان سيدي علوان قد سمع الحديث من الشيخ زين الدين بن الشماع انتهى.
وأخذ ابن الشماع الطريق عن سيدي علوان، فكل واحد منهما شيخ للآخر، وتلميذ وذلك يدل على إنصاف كل واحد منهما وإتصافه بالإتضاع وحسن الخلق، وتحصيل الفائدة من كل شيء من أخلاق المؤمنين والصالحين، وقد قرأت في إجازة ابن الشماع للشيخ شهاب الدين الطيبي مقرىء دمشق، وأورعها حين ورد ابن الشماع دمشق في سنة اثنين وثلاثين وتسعمائة، وقد وقفت على الإجازة المذكورة بخط ابن الشماع أن الشيخ علوان أنشده لنفسه بعد سماع سيدي علوان للحديث المسلسل بالأولويه من لفظ ابن الشماع:
استبق للخير تغنم
…
وارحم الخلق لترحم
قد روينا في حديث
…
مسند ليس ليكتم
إنما رب البرايا
…
لأولي الرحمة يرحم
نجل شماع رواه
…
وروينا عنه فأفهم
من طريق عن فريق
…
سلسلوه فتقدم
وحدثت أن سيدي الشيخ علوان، وسيدي محمد بن عراق حجا معاً، في سنه واحدة
وكان سيدي محمد بن عراق ماشياً، والشيخ علوان في محمل، فبلغ الشيخ علوان في أثناء الطريق أن سيدي محمد بن عراق مرض، ومنعه المرض من المشي، وطرحه إلى الأرض فقصده الشيخ علوان فقال له: يا أخي ما هذا قال: أمر الله قال: يا أخي تركب في محملي قال: لا إني عاهدت الله أن أمشي إلى بيته قال الشيخ علوان: هذا لا يكون كيف تمشي وأنت مريض، ونركب ونحن أصحاء قال: فكيف الحال قال: نحن نحمل عنك فما افترقا حتى قام سيدي محمد بن عراق صحيحاً، ليس به بأس، ولزم الشيخ علوان المحمل مريضاً، وكرامات الشيخ علوان كثيرة منها ما ذكره ولده سيدي محمد شمس الدين في كتابه المسمى بتحفة الحبيب، وقد وقفت عليه جملة منها أنه شكا إليه بعض أصحابه أنه لا يرزق ولداً، ولم يزل يعرض له بذلك، فبينما هو وإياه في الحمام ليلة من الليالي أو يوماً من الأيام إذ بالشيخ قد أخذته الحال، فناداني وقال: ادن مني، ثم ضرب بيده المباركة على صلبه، فعند ذلك رزق اعداداً من الذكور، ومنها أنه كان ليلة من الليالي يتكلم في طريق السلوك مع بعض فقرائه، بعد صلاة العشاء في بيت، وفي البيت سراج موقد ففرغ منه الزيت فقام بعض فقرائه يصب فيه زيتاً، فانطفأ فأراد أن يشعله فقال له الشيخ، اقعد فإن من عباد الله من إذا قال للسراج اتقد من غير زيت، ولا دهن، يتقد فما فرغ الشيخ من كلامه إلا والسراج قد اتقد من غير زيت، ولا شي من الأدهان إلى آخر الليل واستمر كذلك إلى قرب طلوع الشمس. قال: وأظن الراوي قال في هذه الرواية ولم ينطفىء حتى جاء الشيخ وأطفأه بنفسه قال: وأخبرني بعض أهل العلم وكان مسافراً في مصر أنه كان عند إيابه في أثناء الطريق، فحصل لدابته عي، وقد تركه الرفقاء وساروا وبقي وحيداً فريداً، فنادى الشيخ باسمه فلم يلبث يسيراً إلا وهو بالشيخ الوالد وافقاً عنده فقال له: ملاطفاً مؤنساً من الذي قطعك يا فلان عن القافلة، فتذر إليه بما حصل لدابته فما هو إلا أن أخذ بطرف من أطرافها وأقامها وحمل عليها أمتعته، ثم ركبه إياها، ثم أوصله إلى القافلة في أسرع مدة فتفقد ذلك الرجل، فلم يجده ولم يدر أين مضى قال: وأخبرني ثقات من أصحابه وكانوا تجاراً ببعض أطراف الهند في مركب من مراكب التجار، وإذا بالرياح اختلفت عليهم حتى أشرفوا على الهلاك فاستغاثوا باسم الوالد، فإذا به قد خرج على شكله المعهود من البحر، وعليه ثيابه التي يعتاد لبسها، فحمل المركب على عاتقه، ولم يزل حتى أوصل السفينة بمن فيها إلى ساحل السلامة، والناس ينظرون إلى ذلك حتى غاب عنهم قال وكم شوهد مناماً ويقظة في كثير من المحاضر والمجالس قال: ولما فتح السلطان رودس شوهد الشيخ الوالد راكباً على فرس شهباء أو بيضاء، وقبل فتحها بنحو ساعة شهد قوم الشيخ قد تقدم، وفتح باب المدينة فمشى ذلك الرجل المشاهد له، وأخبر بعض الوزراء، والخواص فابتدورا باب المدينة، فإذا به مفتوح، فدخلوا فلما جاءوا بعض الكنائس، وجدوا الشيخ ومعه
طائفة يصلون، ويهللون، ويكبرون، ويرفعون أصواتهم بكلمة الإسلام، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه ذلك الرجل، وابتدر الشيخ بالسلام، فنظر الشيخ إليه مغضباً، وخفي عن بصره، فأخبر بعض الوزراء وحوله جماعة، فصدقه بعض الحاضرين وقال: أنا رأيت ذلك الرجل يعني على ذلك الوصف، فتعجب الوزير من ذلك، وزاد اعتقاده فيه، ثم لما رجع الرجل اجتمع بالشيخ بحماة، وبكى فقال لا تفش شيئاً مما رأيت تهلك فكأنه كلم بعض الناس خفية فأرسل خلفه، وزجره وقال له مالك وللوصول إلى ساحة هذا الكلام، أما علمت أن من حسن إسلام المرء تركة ما لا يعنيه قال:. ولقد أخبرني لصوص بعد توبتهم بأنهم جاءوا إلى زاوية الشيخ بقصد أذيته فوجدوه قائماً يصلي، والمحل ممتلىء عليه نوراً، وكانت الليلة مظلمة، ولم يكن ثم سراج، ولا قنديل قال: ومما حكي لي بعض من لا أستريب في صدقه أنه تغلب عليه بعض أعوان الظلمة، وأخذه من بلدته قهراً وسجن، وقيد ووضع الحديد في عنقه، وبقية أعضائه بالسلاسل، والأغلال فاستغاث ليلاً بسيدي الشيخ والوالد، فتساقطت عنه الأغلال والقيود، فقام واقفاً وإذا بباب مفتوح له وإذا بالسجانين رقود على باب السجن، ولم يزل في أمن منهم ومن غيرهم حتى وصل إلى بلدته سالماً قال: ولقد قال
لبعض أصحابه سنة من السنين في رمضان إذا كنت غداً في مجلس الكلام، والوعظ يمر على باب المسجد ثلاثة من اليهود، فأما اثنان منهم، فينصرفان والواحد يقف على باب المسجد، ويسمع، ثم لا ينفصل المجلس إلا وقد دخل في الإسلام فإني خيرت بين أن يموت رجل في مجلسي وبين أن يسلم يهودي، فسألت الله تعالى إسلام اليهودي وحياة المسلم، فوجدت في قلبي ثبوت ذلك فلما أصبح الشيخ وجلس في جامعه على كرسيه، وأخذ في الكلام كان الأمر كما قال: ولما توجه سيدي الوالد إلى زيارة سيدي علي بن ميمون وهو ببروسا، فلما وصل إليه الشيخ فوض إليه أمر تربية الفقراء، فوقف الشيخ علي بن ميمون على باب المجلس، وكلما مر به ملأ من فقرائه من أولي العلم، والفضل والموالي وغيرهم يقول لهم: ادخلوا اسمعوا كلام الطريق، من أخلاق وعرفان وتحقيق، نعم هكذا وهكذا وهو واقف يسمع كلام الشيخ علوان ويضرب على ركبتيه فرحاً وسروراً وقال: بعض أهل الصلاح أشهد علي سيدي علي بن ميمون لست بشيخ وإنما أنا كرجل علم بكنز في بلدة فأراد أن يعم الإنتفاع به كل أحد فجاءنا فاستخرج ما فيه، ثم دل الناس عليه ومضى في حال سبيله فالكنز المعمى علوان، وقد أتى ابن ميمون فاستخرج ما فيه من العلوم والمعارف، ودل الناس على الإنتفاع به، والأخذ عنه قال: وأخبرني مرة أخرى عن ابن ميمون أنه قال في حق سيدي علوان: استمسكوا بهنا الرجل فوالله ليغرى له ملوك الأرض اعتقاداً وانتقادا وكأني أراهم على بابه زيارة وحياء واعتقاداً وتبركاً وليملأن الله تعالى ذكره في البلاد شرقاً وغرباً، وليسكنن الله القلوب حبه، وكان كما قال: انتهى ما نقله عن تحفة الحبيب لولده سيدي محمد رضي الله تعالى عنهما، وقد انتفع بالشيخ علوان جماعة حتى صار كل واحد منهم قدوة منهم ولداه سيدي محمد أبو الفتح، وسيدي محمد أبو الوفاء، ومنهم الشيخ العارف سيدي الشيخ عمر الحموي الاسكاف العقيبي نزيل دمشق، وكانت وفاة الشيخ علوان بحماة في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وتسعمائة قال ولده: سيدي محمد في تحفة الحبيب وقد أخبرني بموته قبل حلول مرضه، وعرف بأمور تصدر في بلدته وغيرها بعد موته من أصحابه وغيرهم، فجاءت مواعيده التي أشار بها كفلق الصبح قال: وفي يوم موته طلب أن يتيمم، ثم دخل في الصلاة فبينما هو عند قوله إياك نعبد وإياك نستعين إذ خرجت روحه أو وصلت إلى الغرغرة، وذكر ابن طولون أن خبر وفاة الشيخ علوان وصل إلى دمشق في يوم الثلاثاء حادي عشري جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وتسعمائة وأنه مات وقد قارب الثمانين قال وصلي عليه بعد يومين غائبة بعد صلاة الجمعة بالجامع الأموي، وعرض خطيبه الجلال البصروي لذكره في الخطبة فانتحب الناس بالبكاء عليه، وكان قد توفي يوم الخميس سادس هذا الشهر، ودفن بالمكان الذي كان يعظ به قال: وسافر عقيب هذه الخطبة الشيخ عمر الإسكاف تلميذه إلى تعزية ولديه ومعه الفقراء، وعاد بسرعة فإنه لم يلبث في حماة سوى ليلة وأسرى صبيحتها انتهى. ض أصحابه سنة من السنين في رمضان إذا كنت غداً في مجلس الكلام، والوعظ يمر على باب المسجد ثلاثة من اليهود، فأما اثنان منهم، فينصرفان والواحد يقف على باب المسجد، ويسمع، ثم لا ينفصل المجلس إلا وقد دخل في الإسلام فإني خيرت بين أن يموت رجل في مجلسي وبين أن يسلم يهودي، فسألت الله تعالى إسلام اليهودي وحياة المسلم، فوجدت في قلبي ثبوت ذلك فلما أصبح الشيخ وجلس في جامعه على كرسيه، وأخذ في الكلام كان الأمر كما قال: ولما توجه سيدي الوالد إلى زيارة سيدي علي بن ميمون وهو ببروسا، فلما وصل إليه الشيخ فوض إليه أمر تربية الفقراء، فوقف الشيخ علي بن ميمون على باب المجلس، وكلما مر به ملأ من فقرائه من أولي العلم، والفضل والموالي وغيرهم يقول لهم: ادخلوا اسمعوا كلام الطريق، من أخلاق وعرفان وتحقيق، نعم هكذا وهكذا وهو واقف يسمع كلام الشيخ علوان ويضرب على ركبتيه فرحاً وسروراً وقال: بعض أهل الصلاح أشهد علي سيدي علي بن ميمون لست بشيخ وإنما أنا كرجل علم بكنز في بلدة فأراد أن يعم الإنتفاع به كل أحد فجاءنا فاستخرج ما فيه، ثم دل الناس عليه ومضى في حال سبيله فالكنز المعمى علوان، وقد أتى ابن ميمون فاستخرج ما فيه من العلوم والمعارف، ودل الناس على الإنتفاع به، والأخذ عنه قال: وأخبرني مرة أخرى عن ابن ميمون أنه قال في حق سيدي علوان: استمسكوا بهنا الرجل فوالله ليغرى له ملوك الأرض اعتقاداً وانتقادا وكأني أراهم على بابه زيارة وحياء واعتقاداً وتبركاً وليملأن الله تعالى ذكره في البلاد شرقاً وغرباً، وليسكنن الله القلوب حبه، وكان كما قال: انتهى ما نقله عن تحفة