المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالث سبب اهتمام الأئمة بهذا الفن - المتفق والمفترق فيمن ذكر بكنيته من الرواة في الكتب الستة

[يوسف بن جودة الداودي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌ أهمية هذا البحث

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول معرفة علم المتشابه من أسماء الرِّجال

- ‌المطلب الثاني معرفة الكُنَى للرُّواة

- ‌المطلب الثالث سبب اهتمام الأئمة بهذا الفن

- ‌حرف الباء

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ حَفْصٍ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ حَفْصٍ: هو عَبد اللَّهِ بْن حفص بْن عُمَر بْن سعد بن أَبي وقاص القُرشِيُّ الزُّهْرِيّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ: هو ابن أَبِي الجهمٍ العَدَويُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ: هو ابن الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ القُرَشِيّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ اللهِ: هو ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ بن أَبِي رهم القُرَشِيّ العَامِرِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَن

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هو ابنُ الحَارِثِ بْنِ هِشَامِ بنِ المُغِيْرَةِ الْمَدْنيُّ المَخْزُوْمِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: اسمه رباح بْنُ أَبِي سُفْيان بن حُوَيْطِبٍ العَامِرِيُّ القُرَشِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هو ابْنُ المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ الزُّهريُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: هو ابْنُ أَنَسِ بْن مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: هو ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ المدني

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: هو ابْنُ أَبِي مَلِيكَةَ التَّيْمِيُّ، المكي أخو عبد الله

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيِّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيِّ: اسمه أَحْمَدُ بنُ عَلِيِّ بنِ سَعِيْد بنِ إِبْرَاهِيْمَ الأُمَوِيّ، أَبُو بَكْرٍالْمَرْوَزِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَلِيِّ: بن عطاء بن مقدم البَصْرِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بن عَيَّاشٍ بن سَالِمٍ الأَسْدِيُّ الكُوفِيُّ المُقْرِئُ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بن عَيَّاشٍ: اسمه الحسين بن عَيَّاشٍ بن حازم السُّلَمِىُّ البَاجُدَّائِيُّ الرَّقِّيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدٍ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بْن زَيْد بْن عَبد اللَّه بْن عُمَر بن الْخَطَّاب القُرَشِيُّ العَدَويُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ مُحَمَّدِ بن عَمْرٍو بْنِ حَزْمِ الأَنْصَارِيُّ النَّجَّارِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ نَافِعٍ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ نَافِعٍ العَدَويُّ، مَوْلِى ابْن عُمَر مَدْنِي

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بنُ النَّضْرِ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بْنُ النَّضْرِ بْن أَنَسٍ بن مالك الأَنْصارِيُّ البَصْرِيُّ

- ‌ أَبُو بَكْرٍ بْنُ النَّضْرِ بْن أَبِي النَّضْرِ البَغْدَادِيُّ

- ‌حرف الحاء

- ‌ أَبُو الْحَكَمِ العَنَزِيُّ

- ‌ أَبُو الْحَكَمِ العَنَزِيُّ: اسمه زيد بن أبي الشعثاء البَصْرِيُّ

- ‌ أَبُو الْحَكَمِ العَنَزِيُّ: اسمه سَيَّارُ بنُ وَرْدَانَ، أَبُو الحَكَمِ العَنَزِيُّ

- ‌ أَبُو حَنِيْفَةَ الكُوْفِيُّ

- ‌ أَبُو حَنِيْفَةَ الكُوْفِيُّ: النُّعْمَانُ بنُ ثَابِتِ، التَّيْمِيُّ

- ‌ أَبُو حَنِيْفَةَ الكُوْفِيُّ: وَالِدُ عَبْد الأَكْرَم

- ‌حرف الزاي

- ‌ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ

- ‌ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: اسمه عَمْرُو بنُ أَخْطَبَ بن رفاعة الأعرج

- ‌ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ: اسمه سَعِيْدُ بنُ أَوْسِ بنِ ثَابِتِ بنِ بَشِيْرِ النَّحْوِيُّ

- ‌حرف السين

- ‌ أَبُو سَلَمَةَ الحِمْصِيُّ

- ‌ أَبُو سَلَمَةَ الحِمْصِيُّ: اسمه سُلَيْمان بْنُ سُلَيْمٍ، الكِنَانِيُّ الكَلْبِيُّ مولاهم، القاضي

- ‌ أَبُو سَلَمَةَ الحِمْصِيُّ: آخر

- ‌ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ

- ‌ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ: اسمه ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ الكُوفِيُّ الأَكْبَر

- ‌ أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ: اسمه سَعِيْدُ بنُ سِنَانٍ الكُوفِيُّ البُرْجُمِيُّ

- ‌حرف الشين

- ‌ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ

- ‌ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ: اسمه مُوْسَى بنُ نَافِعٍ الأَسَدِىُّ الكُوفيّ، الأَكْبَر

- ‌ أَبُو شِهَابٍ الحَنَّاطُ: اسمه عَبْدُ رَبِّهِ بْنُ نَافِعٍ الكِنَانِيُّ الكُوفيُّ، الأَصْغَ

- ‌حرف العين

- ‌ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ

- ‌ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِاللَّهِ: بن زَمْعَةَ بن الأسود بن المطلب القُرَشِىّ الأَسَدِيّ

- ‌ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: بنِ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ، الكُوْفِيُّ

- ‌ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ

- ‌ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: اسمه سَعْدُ بنُ إِيَاسٍ الكُوفِيُّ

- ‌ أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ: اسمه إسحاق بن مِرَارٍ

- ‌ أَبُو الْعَنْبَسِ الكُوفِيُّ

- ‌ أَبُو الْعَنْبَسِ الكُوفِيُّ: قيل اسمه الحَارِث بن عُبَيْدِ، العَدَوِيُّ صاحب أَبِي الْعَدَبَّسِ

- ‌ أَبُو الْعَنْبَسِ الكُوفِيُّ: قيل اسمه عَبْد الله بن مروان، الأكبر

- ‌ أَبُو عَيَّاش الزُّرَقِيّ

- ‌ أَبُو عَيَّاشٍ الزُّرَقيّ: اسمه زَيدُ بن عَيَّاشٍ الْمَدنِيّ، الْمَخْزُوِمِيُّ

- ‌حرف الميم

- ‌ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ

- ‌ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ: اسمه الحَارِثُ بن الحَارِثِ، الشَّامِيُّ

- ‌ أَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيُّ: قيل اسمه عبيد، وقيل عبد الله، وقيل عمرو، وقيل كعب بن كعب أو كعب بن عاصم، وقيل عامر بن الحارث

- ‌حرف الياء

- ‌ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ

- ‌ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ: اسمه إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَحْول الكُوفِيُّ

- ‌ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ: اسمه عُبَيْد الله بن عبد الله بن موهب القُرَشِىّ المدْنِيّ

- ‌ أَبُو يَزِيدَ الْخَوْلانِيُّ

- ‌ أَبُو يَزِيدَ الْخَوْلانِيُّ: الْمَصْرِيُّ الصَّغِير

- ‌الخاتمة

- ‌أهم نتائج الدِّراسة والتوصيات:

- ‌أولاً: أهم نتائج الدراسة:

- ‌ثانياً: أهم التوصيات:

الفصل: ‌المطلب الثالث سبب اهتمام الأئمة بهذا الفن

‌المطلب الثالث سبب اهتمام الأئمة بهذا الفن

اهتمَّ أهل الحديث بعلم الْمُتَشَابه من أسماء الرُّواة؛ لوقوع اللَّبس والوهم حتى من كبار الحفَّاظ؛ بسبب الخلط بين المتُشَابِهِين؛ لاسيما إذا كانوا في طبقات مُتَقَارِبة، ونظرًا للقيمة العلمية للتمثيل، سوف أستعرض في هذا المطلب بعض هذه الأوهام على سبيل المثال لا الحصر فمنها: ما أشار إليه الخطيب البَغْدَاديُّ في مقدمة المُتَّفِق والمُفْتَرِق فقال: "وقد وَهَمَ غَير واحدٍ من حملة العلم المعروفين بحسن الحفظ والفهم في شيء من هذا النَّوع الذي ذكرناه، فحدانا ذلك على أن شرحناه ولخصناه، ونسأل الله العصمة من الخطأ في جميع الأمور والعفو عن زللنا"(1)، ثم ساق مثالاً على ذلك فقال: في قول يَحْيَى بْنِ مَعِين: "رَوَى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عن شيخٍ له يقال له عَبْد الْمَلِكِ بْن قُرَيْبٍ وهو الأَصْمَعِيّ ولكن في كتاب مالك: عَبْد الْمَلِكِ بْنِ قُرَيْرٍ وهو خطأ إنَّما هو الأَصْمَعِيّ"(2).

فتعقبه الخطيب البغدادي فقال: "قد غَلَط ابْنُ مَعِين في هَذَا القَول غَلَطًا ظَاهرًا وأخطأ خطأ فاحشًا، وحديث مالك صحيح رواه عنه كافة أصحابه وساقه في موطأه عن عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ قُرَيْرٍ، عن محمد بن سيرين. ويرى أنَّ الوهم دخل فيه على يَحْيَى لاتفاق الاسمين وتقارب الأبوين، أعني من عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُرَيْرٍ (3)،

(1) الخطيب البغدادي: المُتَّفِق والمُفْتَرِق (1/ 105 - 106).

(2)

وذكره البخاري أيضاً في التاريخ الكبير (5/ 428).

(3)

وهو الْقَيْسِيُّ الْبَصْرِيُّ العَبْدِيُّ رَوَى عَنْهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ بخلاف الذي يليه، كما في تلخيص المتشابه في الرسم للخطيب البغدادي (ص 746)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (6/ 417).

ص: 22

وعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُرَيْبٍ (1) مع ما أخبرنا به أبو سعيد الصيرفي، قال: سمعت محمد بن يعقوب الأصم، يقول: سمعت العَبَّاس الدُّورِيُّ يقول: سمعتُ يَحْيَى بْن مَعِين يقول: سمعتُ الأَصْمَعِيّ يقول: سمع مِنِّي مالك بن أنس فلما صح سماع يَحْيَى هذا من الأَصْمَعِيِّ واسمه عبد الملك بن قريب وانتهت إليه رواية مالك عن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ قُرَيْرٍ ظنه الأَصْمَعِيّ، فقضى على مالك بالخطأ وألزمه الوهم ولو أَمْعَن يَحْيَى النَّظرَ لعلم أَنَّ الأَصْمَعِيّ لا يَرْوِى عن محمد بن سيرين، وعَبْد الْمَلِكِ بْن قُرَيْرٍ الذي روى عنه مالك هو العَبْدِيّ أخو عبد العزيز بن قُرَيْرٍ من أهل البصرة، وهو يروي عن الأحنف بن قيس، وعن محمد بن سيرين أيضًا، فإذا كان يَحْيَى بن معين لم يسلم من الوهم مع ثبوت قدمه في هذا العلم لأدنى شبهة دخلت عليه من قبل كلام وقع إليه فكيف يكون حال من هو دونه إذا ورد اسمان في كل جهة متفقان نسبا وتسمية وطبقة ورواية إن وقوع الإشكال يكون أكثر إلا من أمعن النظر" (2).

ووقع الوهم من بعض الحفاظ كذلك؛ بسبب الظَّن أنَّ الشَخْصَ الوَاحد شَخْصَان، ومثال ذلك ما ذكره ابن ماكولا (ت: 475 هـ) في تهذيب مستمر الأوهام فقال: "بجير ابن أَحْمَر (3)، عَن ابْن عَبَّاس، روى عَنهُ دَاوُد بن أبي هِنْد،

(1) وهو أَبُو سَعِيدٍ الْبَصْرِيُّ الأَصْمَعِيُّ، صَاحِبُ النَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالْغَرِيبِ وَالأَخْبَارِ، كما في تلخيص المتشابه (ص 746)، والتاريخ الكبير للبخاري (5/ 428)، وتهذيب التهذيب (6/ 415).

(2)

الخطيب البغدادي: المُتَّفِق والمُفْتَرِق (1/ 109 - 111).

(3)

هو والد عَبد اللهِ بْن بُجَير بْن حُمْران، القَيسِيّ، البصريّ، كما في التاريخ الكبير للبخاري (2/ 139)، ترجمة رقم (1973).

ص: 23

وَقَالَ بعده بجير بن حمْرَان عَن أبي الْعَالِيَة، روى عَنهُ الْجريرِي، وَعمْرَان بن حدير

، قَالَ ذَلِك عَليّ بن الْمَدِينِيّ.

قلتُ - ابن ماكولا-: وَهَذَا وهم وهما وَاحِد بَين ذَلِك البُخَارِيّ فَقَالَ فِي التَّارِيخ (1): بجير بن أَحْمَر، عَن ابْن عَبَّاس روى عَنهُ دَاوُد بن أبي هِنْد فِي الْقِبْلَة قَوْله، وَيُقَال عَن هِلال ابن حق، عَن الْجريرِي، عَن بجير بن حمْرَان وروى عَنهُ الْجريرِي، وَعمْرَان بن حدير، ويروي عَن أبي الْعَالِيَة، وَيُقَال عَن عَليّ وَهُوَ وَالِد عبد الله بن بجير بن حمْرَان الْقَيْسِي الْبَصْرِيّ، وَابْن حمدَان أصح فقد بَان بِهَذَا أَنَّهُمَا وَاحِد وَللهِ الْحَمد والْمنَّة" (2).

ونبه الحافظ الذَّهبي في ترجمة عُثْمَان بْنِ عَبْد الرَّحْمَن القُرَشِيّ الوَقَّاصِيِّ (3) في الميزان إلى ما وقع للإمام ابن عدي من وهم في كتابه الكامل في التَّاريخ (4) فقال: "وذكر ابن عدي في ترجمة الجُمَحِيِّ (5) جملة أحاديث سطرها، إنما هي للوَقَّاصِيِّ لا الجُمَحِيّ بدليل أنَّ بعضها حدثنا عطاء، وحدثنا نافع، والجُمَحِيّ لم يدركهما "(6)، "ومنها: عَامِر بن سَيَّارٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ

(1) المصدر السابق (2/ 139).

(2)

ابن ماكولا: تهذيب مستمر الأوهام (ص 98 - 99).

(3)

قال ابن معين: "لا يكتب حديثه كان يَكْذِب"، انظر تهذيب التهذيب لابن حجر (7/ 133).

(4)

ابن عدي: الكامل في ضعفاء الرجال (6/ 273 - 277).

(5)

وهو عُثْمَان بْنِ عَبْد الرَّحْمَن أبو عُمَر البَصْرِيّ، الجُمَحِيّ (ت: 184 هـ)، بضم الجيم وفتح الميم وفي آخرها الحاء المهملة هذه النسبة إلى بنى جُمَح وهم بطن من قريش كما في الأنساب للسمعاني (3/ 326)، قال الذَّهبِي في الميزان (3/ 47):"صويلح"، وتهذيب التهذيب (7/ 135).

(6)

الذَّهبي: ميزان الاعتدال (3/ 44).

ص: 24

عَبْدِ الرَّحْمَن، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:«زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» (1)، إسحاق بن كعب، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ عَلِّم مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ والْحِسَابَ، وِقِهِ العَذَابَ» (2)، هكذا ذكرهما ابن عدي هنا فوهم" (3).

وذكر جمال الدِّين الزَّيْلَعِيّ ما وقع للإمامِ ابْنِ الْجَوْزِيِّ من الوهم بسبب التَّشَابُه الشديد في أسماء الرُّواة، فقال: "حَدِيثٌ آخَرُ، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي كِتَابِهِ: حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، سَمِعْتُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«يُغْسَلُ الإِنَاءُ إذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَإِذَا وَلَغَتْ الْهِرَّةُ غُسِلَ مَرَّةً» ، انْتَهَى. وَقَالَ: حَدِيثٌ

(1) حديث ضعيف معلول: رُوُي عن جماعة من الصحابة منهم: أَبُو هُرَيْرَةَ، وأَبُو ذَرٍّ، وعَائِشَة، رضي الله عنهم، بطرق مختلفة معلولة تربو عن العشرة، أذكر منها طريقًا واحدًا وهو أشهرها أخرجه أَبُو دَاوُدَ الطَيَاِلسِيُّ (ت: 204 هـ) في مسنده (4/ 268)، والخرائطي (ت: 327 هـ) في اعتلال القلوب (2/ 295)، وابن الأعرابي (ت: 340 هـ) في معجمه (2/ 752)، والطبراني (ت: 360 هـ) في المعجم الأوسط (6/ 9)، وغيرهم كُلُّهُمْ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، به، أعله أَبُو حَاتمٍ (ت: 277 هـ) بقوله: "هذا حديث منكر" في مواضع من العلل: (5/ 542 - 543)، (6/ 181)، (6/ 304). وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْبَزَّار (ت: 292 هـ) في مسنده (16/ 191): "ليس في زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حديث صحيح". كما أورده ابنُ عدي (ت: 365 هـ) في عدة مواضع من كامله وأعلها كلها منها: (4/ 63)، (4/ 186)، (4/ 250)، (5/ 165).

(2)

حديث ضعيف: أخرجه أحمد في المسند (28/ 383) فيه الْحَارِث بْن زِيَادٍ، قَالَ ابن حجر في التهذيب (2/ 142):"قرأت بخط الذَّهَبِي في الميزان مجهول، وقال ابن عبد البر: مجهول وحديث منكر".

(3)

الذَّهبي: ميزان الاعتدال (3/ 47).

ص: 25

حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَذْكُرْ فيه وُلُوغَ الْهِرِّ (1)، انْتَهَى. قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي التَّحْقِيقِ: وَالسَّوَّارُ قَالَ فِيهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَيْسَ بِشَيْءٍ (2)، قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ فِي الإِمَامِ: وَهَذَا وَهْمٌ فَاحِشٌ، فَإِنَّ سَوَّارًا هَذَا شَيْخُ التِّرْمِذِيِّ، هُوَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَوَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ قُدَامَةَ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وأربعين ومائتين، روى عَنْهُ أَبُو دَاوُد، وَالنَّسَائِيُّ. وَخَلْقٌ، وَقَالَ النَّسَائِيّ: ثِقَةٌ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي الثِّقَاتِ، وَسَوَّارٌ الَّذِي جَرَحَهُ سُفْيَانُ، هُوَ سَوَّارُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ قُدَامَةَ مُتَقَدِّمُ الطَّبَقَةِ" (3).

المتأمل لهذه الأمثلة الدَّارسُ لها يجد قيمة وأهمية علم المُتَّفِق والمُفْتَرِق، فإنَّ هؤلاء الحفاظ الأثبات قد وقعوا في الخلط بين الرُّواة مع حفظهم وإتقانهم، فكيف بالباحثين وطلاب العلم في هذا العصر؟ لاشك أنهم في أشد الحاجة لدراسة ومعرفة هذا الفن الجليل الذي أصبح في عصرنا هذا نسيًا منسيًا، وضربًا مما عفا عليه الزَّمان، فحقيق على الباحثين وطلبة العلم الاهتمام بعمل دراسات وبحوث في علم المُتَشابه من الرُّواة؛ فإنَّ أنواعه مُتَعَدِّدة ومُتَشَعِّبة، ولم يُصَنَّفْ في كثير من هذه الأنواع قديمًا وحديثًا، وإنمَّا ذكرها أهل العلم في مصنفاتهم للإشارة إليها جملة دون تفصيل.

(1) حديث صحيح: أخرجه عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانِيّ (ت: 211) في المصنف (1/ 97) بدون لفظة: "وُلُوغَ الْهِرِّ "، وأخرجه التِّرْمِذِيّ (ت: 279) وَصَحَّحَه في السنن (1/ 150)، وَقد اخْتلف فِي رَفع الشطر الأخير منه، قال الدَارَقُطْنيُّ في العلل (8/ 117):"وَالصَّحِيحُ قَوْلُ مَنْ وَقَفَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْهِرِّ خَاصَّةً". وقال ابن عبد الهادي (ت: 744 هـ) في المحرر (1/ 88): "الصَّوَاب وقفه".

(2)

ابن الجوزي: التَّحْقِيق فِي أَحَادِيث الْخلاف (1/ 81)، حديث رقم (67).

(3)

الزَّيْلَعِيّ: نصب الرَّاية (1/ 135 - 136).

ص: 26

ترتيب المُتَّفِق والمُفْتَرِق فيمن ذُكِرَ بِكُنْيَتهِ من الرُّواةِ في الكتب السِّتَّةِ على حروف المعجم بالنسبة للمكنى به،

وعددهم سبعة وأربعون ترجمة.

ص: 27