الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً.
وبعد:
فإن الإيمان بأسماء الله وصفاته أحد أركان الإيمان بالله تعالى وهي: الإيمان بوجود الله تعالى (1) والإيمان بربوبيته والإيمان بألوهيته، والإيمان بأسمائه وصفاته.
منزلة العلم بأسماء الله وصفاته من الدين:
وتوحيد الله به أحد أقسام التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات (2)
فمنزلته في الدين عالية وأهميته عظيمة ولا يمكن أحداً (3) أن يعبد الله
(1) أدلة وجود الله أكثر من أن تحصر ولأهل السنة والجماعة طريقة تخالف طريقة المتكلمين في إثبات وجود الله عز وجل
انظر منهج أهل السنة ومنهج الأشاعرة في التوحيد لخالد نور وموقف ابن تيمية من الأشاعرة د. عبد الرحمن المحمود
(2)
أنواع التوحيد سنذكرها في الملحق.
(3)
مفعول به منصوب ليمكن، والفاعل هو المصدر المؤول من أن وما دخلت عليه 0
على الوجه الأكمل (1) حتى يكون على علم بأسماء الله تعالى وصفاته
ليعبده على بصيرة قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
…
[الأعراف: 180] وهذا يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة (2) .
- فدعاء المسألة:
أن تقدم بين يدي مطلوبك من أسماء الله تعالى ما يكون مناسباً مثل أن تقول: "يا غفور اغفر لي ويا رحيم ارحمني ويا حفيظ احفظني " ونحو ذلك (3)
(1) لم يقل المؤلف على الوجه الواجب وإنما قال على الوجه الأكمل لأن الواجب هو عبادة الله إلا أن الأكمل هو أن يكون على علم بالأسماء والصفات.
(2)
ذهب كثير من المفسرين إلى أن المراد من الآية هو أن يسمى الله في الدعاء أي دعاء المسألة في تعريف المؤلف إلا أن المحققين على أن الدعاء نوعان: دعاء مسألة ودعاء عبادة وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم واختاره السعدي في تفسيره (2/174) وقد درج المؤلف على هذا التقسيم وسيأتي تفصيل الكلام على هذه المسألة في الملحق
وقد استدل الألوسي على أن المراد هو التسمية قولنا: دعوته زيداً أو بزيد أي سميته
انظر تفسير الآلوسي (9/121) ، حاشية الجمل على الجلالين (3/146)
وتفسير الشربيني (1/539) ، وحاشية محي الدين زاده (2/286) وحاشية الشهاب على البيضاوي (4/408)
(3)
قوله يقدم من الأسماء ما يكون مناسباً أي ما يليق به كالأمثلة التى ضربها المؤلف، وكقولنا: يا هادي اهدني أو يا تواب تب على وغير ذلك، لكن لو خالف وقال: اللهم اغفر لي إنك أنت المنتقم واعطني فأنت الضار المانع فإنه لم يرتكب محرماً في الدعاء إلا أنه لم يتبع الأكمل كما هو ظاهر كلام ابن العربي (2/816)
أما الإلحاد في الأسماء فإنه هو المحرم كما سيأتي وقال القاسمي في تفسيره (7/38) في قوله تعالى (فادعوه بها)
المعنى سموه بها، وفي ذلك أمر بدعائه بالأسماء الحسنى وهو أمر ندب إذا حمل على التلاوة بالتسعة والتسعين وحث على ذلك في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وإن أريد التسمية بما فيه مدح دون ما فيه إلحاد فذلك للوجوب
وقد نبه ابن العربي إلى أن بعض أسمائه عامة تصلح لأن يدعى بها في كل موضع وفي كل الأمور مثل: الله، والرب وقد تبعه على ذلك القرطبي (7/327)
وانظر الأسماء والصفات للأشقر ص 34، وسيأتي تفصيل الأسماء في القاعدة السابعة