الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المدخل الرابع إِفادات شَتَّى عن كتبه
هذه إِفادات منثورة في معارف متنوعة عن كتب هذا الإِمام، تفيد التعريف بها، وبمنزلتها، وتجلي المزيد عن مقامه الفريد في التأليف.
ومنها:
الإِفادة الأولى: تاريخ بدايته للتأليف:
شرع في التصنيف وسنه دون العشرين، وحَدَّده تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي في "العقود الدرية. ص 55" بنحو سبعة عشر عامًا، أَي عام 677؛ لأن ولادته كانت سنة (661) -رحمه الله تعالى-.
الإفادة الثانية: عددها -لغة الأرقام لها
-:
التأليف الأَلْفِي عن اجتهاد مطلق، وتعدد معارف، وتجديد، بقلم مطبوع قائل لا ناقل جَمَّاع، هو من خصائص شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- فلا يعرف في علماء الإسلام من بلغ في كثرة التأليف على هذا المنوال مبلغه، كما ذكره غير واحد من أهل الاستقراء.
منهم: تلميذه الحافظ ابن عبد الهادي إِذْ قال في: "العقود الدرية: ص/ 26": "ولا أَعلم أحدًا من متقدِّمي الأُمة ولا متأخريها
جمع مثل ما جمع ولا صنف نحو ما صنف".
وقد جمع الحافظ الذهبي منها اسم أَلف مصنف، ثم حصلت له زيادات بعد ذلك كما في:"الرد الوافر لابن ناصر الدِّين ص/ 72" وقَدَّرها في: "خمسمائة مجلد" كما ذكره عنه ابن عبد الهادي في: "العقود الدرية: ص/ 25".
وقَدَّرها تلميذه البرزالي في "أَربعة آلاف كراس وأَكثر" كما في: "العقود الدرية لابن عبد الهادي: ص/ 23". على أَن تلميذه ابن عبد الهادي أَشار في كتابه هذا: "ص/65 - 66" إِلى تعذُّر إِحصاء كتب شيخ الإِسلام -رحمه الله تعالى- وذكر أَسباب ذلك، ومما قاله:
"لما حُبِسَ: تَفَرَّق أَتباعه وتفرقت كتبه، وخوَّفوا أَصحابه من أَن يُظهروا كتَبه، ذهب كل أَحد بما عنده وأَخفاه ولم يظهروا كتبه، فَبَقَى هذا يهرب بما عنده، وهذا يبيعه أَو يهبه، وهذا يُخفيه ويودعه، حتى إِنّ منهم من تُسرق كتبه، أو تُجحد فلا يستطيع أَن يطلبها ولا يقدر على تخليصها" انتهي.
وثمّ أَسبابٌ أُخر، في نسبة بعض كتبه لغيره:
منها: كيد أعدائه لإِخفاء فضله، يَنسبون كتابه لغيره.
ومنها: خوف أَصحابه من مطاردة السلطة فيلجؤون إِلى تغيير اسم المؤلف.
ومنها: جهل مفهرسي الكتب فقد ينسبون الكتاب إِلى ناسخه في حال عدم وجود الورقة الأُولى من الكتاب وهكذا.
وقد طُبعَ منها ما يزيد على مائتين ما بين كتاب في مجلد فأَكثر مثل: "منهاج السنة النبوية" في ثمانية مجلدات، و"درء تعارض العقل والنقل" في "عشر مجلدات" وغيرهما كثير.
ومنها رسائل وهي كثيرة جدًّا، وفتاوى وهي أَكثر، وكان الكتاب الجامع الذي حفل بها:"مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى" في سبعة وثلاثين مجلدًا منها اثنان للفهارس. جمع وترتيب الشيخ عبد الرحمن بن قاسم المتوفى سنة 1392 وابنه الشيخ محمد
(1)
-رحمهما الله تعالى- وقد أمضيا -رحمهما الله تعالى- في جمعه وترتيبه وطبعه ما يزيد على ثلاثين عامًا، وهو غرة في جبين الدَّهر.
ثم إِنّ الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم المذكور -رحمه الله تعالى- استدرك عليه كتابًا باسم: "المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" في خمسة أجزاء يحوي عشر رسائل لم تطبع من قبل منها: "قاعدة في الاستحسان" لشيخ الإِسلام -رحمه الله تعالى- والتقاط ما وقع له من اختياراته وكلامه في كتب ابن القيم، والشمس ابن مفلح، والمرداوي.
هذا عرض عن عدد مؤلفاته -رحمه الله تعالى- في عددها،
(1)
توفي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن قاسم في يوم الاثنين 27/ جمادى الثانية/ 1421 بحادث سيارة بمدينة الرياض. وقد ولد سنة 1345 في بلدة البير. كان رحمه الله تعالى عابدًا زاهدًا منصرفًا عن الناس، أخذ العلم عن والده وعن الشيخ محمد بن إبراهيم ولازمه مدة طويلة، وكان به برًّا فاعتنى بعلمه وفتاويه فنشرها للناس في 13 مجلدًا فجزاه الله خيرًا ورحمه وبارك في ذريته الباقين آمين.
وعدد مجلداتها، وعدد كراريسها، وقول بعضهم بتعذر إحصائها، وأسباب ذلك.
نعم سبق ابن تيمية بالتأليف الألفي الإمام المشهور ابن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة 597 - رحمه الله تعالى- ذكره شيخ الإِسلام ابن تيمية كما يأتي في: "الإفادة الرابعة: عن مَزَاياها" وسبقهما عبد الملك بن حبيب المالكي صاحب "الموضحة" المتوفى سنة 238 - رحمه الله تعالى- كما في: "ترتيب المدارك" للقاضي عياض -رحمه الله تعالى-. ثم من بعدهم: محمد بن أبي بكر بن جماعة الشافعي المتوفى سنة 819 أحد تلاميذ ابن خلدون -رحمه الله تعالى- ثم ثلاثة تعاصروا: يوسف بن عبد الهادي الحنبلي المعروف بابن المبرد المتوفى سنة 909 - رحمه الله تعالى- والحافظ الجلال السيوطي المتوفى سنة 911 - رحمه الله تعالى- وتلميذهما الشمس بن طولون المتوفى سنة 953 - رحمه الله تعالى- ولدي كتاب مخطوط باسم: "الفلك المشحون فيما انتحله الشمس ابن طولون". أي من كتب شيخه السيوطي لعبد العزيز الغماري. وابن المبرد الحنبلي دَأَبُه اختصار مؤلفات غيره، وابن جماعة جُلُّها شروح، وتعاليق، وحواشٍ، ونكت. والذين صار لهم حظ في نشر مؤلفاتهم وطبعها هم: ابن الجوزي، والسيوطي، وابن تيمية، لكن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- لا ينافسه أحد منهم في نفاسة مؤلفاته ومزاياها التجديدية المتعددة فهو من بينهم "بيت القصيد"، ولهذا تنافس العلماء في تحقيقها وطبعها لأنه الوحيد في علماء الإِسلام في التأليف الألفي على هذا المنوال -رحم الله الجميع-.