الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ستبدى لك الأيام ما كنت جاهلًا
…
ويأتيك [بالأخبار من لم تزوِّد]
وهكذا رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان من وجه آخر عن ابن عباس فقال: أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر ثنا محمد بن عامر حدثنى أبي ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "إن الناس يزعمون أن هذا قول طرفة، ما قالها إلا نبي:
ستبدى لك الأيام [ما كنت جاهلًا
…
ويأتيك بالأخبار من لم تزود]
وحديث عائشة رواه أيضًا أحمد في مسنده قال [6/ 146]:
حدثنا هشيم ثنا مغيرة عن الشعبى عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا اسْتراث الخبر تمثل فيه ببيت طرفة: ويأتيك. . . البيت"، وقد تقدم عزوه للمصنف قريبًا.
وأخرجه البخارى في الأدب المفرد قال:
حدثنا محمد بن الصباح حدثنا الوليد بن أبي ثور عن سماك عن عكرمة سألت عائشة: "هل سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتمثل شعرًا قط؟ فقالت: أحيانًا إذا دخل بيته يقول: ويأتيك بالأخبار من لم تزود".
ورواه الطحاوى في مشكل الآثار:
حدثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو الوليد الطيالسى (ح)
وحدثنا بريد حدثنا أبو غسان ثنا شريك بن عبد اللَّه عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: قلت لعائشة: "أكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر فقالت: نعم بشعر ابن رواحة، وربما قال هذا البيت: ويأتيك بالأخبار من لم تزود".
تنبيه
قال الشارح في الكبير: وفي رواية: "كان أبغض الحديث إليه غير أنه تمثل مرة ببيت أخى قيس بن طرفة. . ." إلخ، ثم قال: وهذا بعد الإغماض وفرض
صحة الرواية وإلا فقد قال البعض لم أر له إسنادًا ولم يسنده ابن كثير في تفسيره كما زعمه بعضهم اهـ.
قلت: ابن كثير عزاه لمن أسنده وهو ابن أبي حازم وابن جرير في تفسيرهما، وقد قال ابن جرير:
حدثنا بشر ثنا يزيد ثنا سعيد عن قتادة قال: قيل لعائشة: "هل كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر؟ قالت: كان أبغض الحديث إليه. . ." إلخ ما ذكره الشارح.
ورواه عبد الرزاق عن معمر قال: بلغنى أن عائشة سئلت، فذكر مثله.
ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الحافظ أبو بكر الرازى في الأحكام، وذكره البغوى عن معمر فقال عن قتادة: بلغنى أن عائشة. . . مثله.
2714/ 6977 - "كانَ يتمثلُ بهذا البيْت: كَفَى بالإسْلام والشَّيْب للمَرْء نَاهِيًا".
ابن سعد عن الحسن مرسلا
قلت: أخرجه أيضًا الدينورى في المجالسة قال:
حدثنا النضر بن عبد اللَّه الحلوانى ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن الحسن "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت: كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهيًا، فقال أبو بكر رضي الله عنه: إنما قال الشاعر: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا، فجعل أبو بكر يقول: الشيب والإسلام، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: الإسلام والشيب، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أشهد أنك رسول اللَّه صلى اللَّه عليك، ما علمك ما علمك (1) اللَّه الشعر وما ينبغى لك".
ورواه الثعلبى في تفسيره من رواية موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة
(1) هكذا في الأصل بالتكرار.
فقال: عن على بن همدان: حدثنا يوسف بن أبي زيد عن الحسن به مثله.
وكذلك أخرجه من طريقه البغوى، وما أراه إلا وقع له قلب في الإسناد فليحرر.
2715/ 6981 - "كانَ يتوضأ ثُمَّ يُقبِّلُ ويُصلِّى ولا يتوضَّأُ"
(حم. هـ) عن عائشة
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته، ونقل الدميرى تضعيفه عن البيهقى، وضعفه مغلطاى في شرح أبي داود.
قلت: وهذا مستند الشارح في قوله في الصغير: إسناده حسن وقيل: ضعيف، فكأنه توسط بين حكم المصنف بصحته وحكم غيره بضعفه، وهو تصحيح وتحسين بالرأى والهوى، فالحديث كما قال المصنف صحيح لتعدد طرقه وشواهده، وبيان ذلك كتب أحاديث الأحكام.
2716/ 6982 - "كانَ يتوضَّأُ واحدَةً واحدَةً، واثنتينِ اثنتينِ، وثَلاثًا ثَلاثًا، كلُّ ذلك يَفْعلُ".
(طب) عن معاذ
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه والأمر بخلافه، فقد قال الهيثمى: فيه محمد بن سعيد المصلوب ضعيف جدًا.
قلت: هذا ثابت في الأحاديث الصحيحة المتعددة كما اعترف به الشارح نفسه، فالحديث وإن كان ضعيف السند فهو حسن المتن لشواهده، فلذلك حسنه المؤلف.
2717/ 6986 - "كانَ يجعلُ فَصَّهُ مما يلى كفَّهُ".
(هـ) عن أنس وابن عمر
قال: وهذا الحديث في مسلم عن ابن عمر ولفظه: "اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتما من
ذهب ثم ألقاه، ثم اتخذ خاتما من ورق ونقش فيه:"محمد رسول اللَّه"، وقال: لا ينقش أحد على نقش خاتمى، وكان إذا لبسه جعل فصه مما يلى بطن كفه"، هذا لفظه ولعل المؤلف غفل عنه فعزاه لابن ماجه.
قلت: لا لم يغفل عنه ولكنك أنت تتغافل عن أحكام المؤلف، وأن هذا اللفظ لا يدخل هنا مع تحققك بذلك.
2718/ 6997 - "كانَ يُحبُّ أن يُفطِر عَلى ثَلاث تمراتٍ أو شَيء لَمْ تُصبْهُ النَّار".
(ع) عن أنس
قال في الكبير: رواه أبو يعلى عن إبراهيم بن الحجاج عن عبد الواحد بن زياد عن ثابت عن أنس، رمز المصنف لحسنه وليس كما قال، قال ابن حجر: عبد الواحد قال البخارى: منكر الحديث اهـ. وقال الهيثمى: فيه عبد الواحد بن ثابت وهو ضعيف.
قلت: أبى اللَّه لقلم الشارح أن يكتب إلا وهما وخطأ، فعبد الواحد بن زياد ثقة من رجال الصحيح ولا ذكر له في السند، وإنما هو عبد الواحد بن ثابت كما نقله أخيرًا عن الهيثمى، وكذلك ذكره الحافظ في التلخيص، وعبد الواحد اين ثابت وإن قال فيه البخارى منكر الحديث فهو مُقِلٌّ ولم يضعفه أحد بحجة، ومع ذلك فالحديث له شواهد متعددة صحيحة وحسنة في مواظبته صلى الله عليه وسلم على الفطر بالتمر أو الماء، بل ورد أمره بذلك، وهذا الحديث غايته أنه نص فيه على العلة وهى أنه كان يقصد بالإفطار على التمر والماء تجنب ما مسته النار، وهذا معنى تشهد له أصول أخري ككونه أوجب معه الوضوء ونهى عن البناء على القبر لتلك العلة أيضًا، فلمجموع هذه الشواهد حسنه المؤلف.
2719/ 7001 - "كانَ يُحِبُّ الزُّبْدَ وَالتَّمْرَ".
(د. هـ) عن ابنى بُسر
قال في الكبير بعد أن كتبه ابن بالإفراد: هو بكسر الوحدة وسكون المعجمة، وابن بشر في الصحابة اثنان سلمانيان هما: عبد اللَّه وعطية، فكان ينبغى للمصنف تمييزه.
قلت: من مصائب هذا الرجل أنه يحرف ويصحف من عنده فيخلق بذلك إشكالًا ينسبه إلى المؤلف وهو برئ من ذلك، فالواقع أن الحديث من رواية سُليم بن عامر عن ابنى بسر بالتثنية وهما: عطية وعبد اللَّه، فالحديث من روايتهما معًا، لأنهما قالا:"دخل علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأطعمناه تمرًا وزبدًا، وكان يحب الزبد والتمر"، ثم إن والدهما بضم الباء وبالسين المهملة لا بكسر الباء والمعجمة كما قال الشارح، وأيضًا نسبتهما سُلَمِيين بضم السين وفتح اللام وكسر الميم لا سلمانيان كما حرفه الشارح أيضًا.
2720/ 7003 - "كَانَ يُحبُّ هَذِهِ السُّورَةَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} .
(حم) عن على
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، قال العراقى: سنده ضعيف، وبينه الهيثمى فقال: فيه ثور بن أبي فاختة وهو متروك، وبه يعرف أن رمز المصنف لحسنه زلل فاحش.
قلت: بل الكذب زلل فاحش وذنب عظيم ممقوت، فالمصنف رمز لضعفه لا لحسنه كما افتراه الشارح.
2721/ 7009 - "كَانَ يُحفى شَارِبَهُ".
(طب) عن أم عياش مولاته
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمى: فيه عبد الكريم بن روح وهو متروك.
قلت: لكن ذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف، وليس في
هذا الحديث ما يخطأ فيه، لا سيما وشواهده صحيحة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإحفاء الشوارب، وفي إحفاء شاربه أيضًا، فلذلك حسنه المؤلف.
2722/ 7014 - "كَانَ يَخْرُجُ في العِيدَينِ رَافعًا صَوتَهُ بالتَّهليل والتكبِير".
(هب) عن ابن عمر
قال في الكبير: ورواه الحاكم عنه أيضًا، ورواه الشافعى موقوفًا فما أوهمه اقتصار المصنف على البيهقى من تفرده به غير جيد.
قلت: أما الموقوف فلا موضع له هنا، لأن الكتاب خاص بالمرفوع، فذكره من الشارح من فرط جهله وسخافة عقله.
وأما المرفوع الذي خرجه الحاكم فلفظه عنده: "كان يكبر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يرجع"، وقد ذكره المصنف بعد هذا في موضعه من الفعل المضارع الذي أوله الكاف بعد حرف المضارعة وعزاه للحاكم والبيهقى، فلو كان للشارح حياء لسكت عن مثل هذه الفضائح والمخازى.
2723/ 7016 - "كَانَ يَخْطُبُ بـ "قَاف" كُلَّ جُمعَةٍ".
(د) عن بنت الحارث بن النعمان
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد الشيخين وهو ذهول، فقد خرجه مسلم، ورواه أيضًا الترمذى وابن ماجه.
قلت: أما مسلم فرواه بألفاظ متعددة ليس واحد منها على شرط الكتاب.
وأما الترمذى وابن ماجه فما خرجاه وإن وهم بعضهم فعزاه إلى ابن ماجه، وقال: إنه رواه في الصلاة عن محمد بن المثنى.
2724/ 7024 - "كَانَ يُديرُ العِمَامَة على رَأسه، ويغْرزُهَا منْ وَرَائِهِ، ويُرْسِلُ لَهَا ذُؤابَة بيْنَ كَتفيهِ".
(طب. هب) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الهيثمى عقب عزوه للطبرانى: رجاله رجال الصحيح إلا عبد السلام وهو ثقة.
قلت: راويه أبو عبد السلام بأداة الكنية لا عبد السلام، وكذلك هو في مجمع الزوائد.
أما قول الحافظ الهيثمى: وهو ثقة، فكذلك وقع في الأصل وهو سبق قلم، كأنه أراد أن يقول: وهو غير ثقة فسقط من قلمه لفظ: غير، فإن أبا عبد السلام هذا مجهول لا يعرف كما قال الذهبى، بل ذكره ابن حبان في الضعفاء فقال: أبو عبد السلام شيخ يروى عن ابن عمر ما لا يشبه حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به.
روى عن ابن عمر قال: "قلت لابن عمر: كيف كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعتم؟ قال: كان. . ." وذكره، ثم قال: حدثناه الحسن بن سفيان: ثنا أبو كامل الجحدرى ثنا أبو معشر ثنا خالد الحذاء حدثنى أبو عبد السلام به.
2725/ 7027 - "كَانَ يَرَى بالليلِ في الظُّلْمَةِ كَمَا يَرَى بالنَّهَارِ في الضَّوْءِ".
البيهقى في الدلائل عن ابن عباس (عد) عن عائشة
قال في الكبير: ضعفه ابن دحية، وقال البيهقى: ليس بالقوى، وقال ابن الجوزى في حديث عائشة: لا يصح وفيه عبد اللَّه بن محمد بن المغيرة، قال العقيلى: يحدث بما لا أصل له، وذكره في الميزان مع جملة أحاديث وقال: هذه موضوعات، ومع ذلك كله رمز المصنف لحسنه ولعله لاعتضاده.
قلت: نعم لاعتضاده، فإن الحديث له طريقان متباينان وله مع ذلك شواهد في الصحيح من حديث أنس وأبي هريرة:"أنه صلى الله عليه وسلم كان من خلفه يرى كما يرى من أمامه"، وفي الصحيح حديث:"ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به"، والنبى صلى الله عليه وسلم سيد المحبوبين فمن كان اللَّه بصره فإنه يستوى عنده الظلمة والنور ويرى ببصره كما يرى بجميع ذاته وأجزائه.
إذا ما بدت ليلى فكلى أعين
…
وإن هي ناجتنى فكلى مسامع
فالحديث صحيح معناه وإن اقتصر المؤلف على تحسين لفظه.
وقد خرج حديث عائشة ابن بشكوال في الصلة من طريق الحسن بن رشيق قال: حدثنا الحسين بن حميد العكى ثنا زهير بن عباد الرؤاسى حدثنا عبد اللَّه ابن المغيرة عن سفيان الثورى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.
2726/ 7034 - "كَانَ يَزورُ الأنْصَارَ ويسَلِّمُ على صِبْيَانِهِم، ويَمْسْحُ رُءُوسَهُمْ".
(ن) عن أنس
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن النسائى تفرد بإخراجه من بين الستة والأمر بخلافه، بل خرجه الترمذى عن أنس أيضًا، قال جدى رحمه الله في أماليه: هذا حديث صحيح، ورواه أيضًا ابن حبان في الصحيح، فرمز المصنف لحسنه غير جيد، بل كان الأولى الرمز لصحته.
قلت: الحديث ما خرجه الترمذى أصلًا لا من حديث أنس ولا من حديث غيره، وكذلك لم يخرجه النسائى في الصغرى خلاف [ما] يقتضيه صنيع المؤلف ثم هو من رواية جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس.
وجعفر وإن احتج به مسلم فقد ضعفه جماعة وتكلموا فيه وقال بعضهم: هو حسن الحديث، وذلك ما ترك المؤلف اقتصر على تحسينه.
2727/ 7040 - "كَانَ يَستَحِبُّ أن يُسافِرَ يَوْمَ الخَميس".
(طب) عن أم سلمة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو زلل، فقد أعله الهيثمى وغيره بأن فيه خالد بن إياس وهو متروك.
قلت: كلمة غيره كذب من الشارح، والحديث حسن كما قال المؤلف رغمًا على جهل الشارح، فإنه وإن كان ضعيف السند فقد وردت له شواهد يرتقى بها إلى الحسن، فعند الطبرانى في الأوسط من حديث بريدة:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا خرج يوم الخميس".
وعنده فيه أيضًا من حديث كعب بن مالك قال: "ما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج إلى سفر أو يبعث بعثًا إلا يوم الخميس"، ورجال هذا رجال الصحيح، والحديثان ذكرهما الهيثمى في الباب الذي نقل منه الشارح كلامه على حديث أم سلمة ولكنه أغمض العين عن ذلك.
وورد من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لأمتى في بكورها يوم الخميس".
وفي حديث عند الطبرانى في الأوسط عن عائشة مرفوعًا: "اغدوا في طلب العلم فإنى سألت ربى أن يبارك لأمتى في بكورها ويجعل ذلك يوم الخميس".
2728/ 7041 - "كَانَ يَسْتَحِبُّ أنْ يَكُونَ لَهُ فَروَةٌ مَدْبوغَةٌ يُصلِّى عليها".
ابن سعد عن المغيرة
قال في الكبير: فيه يونس بن الحارث الطائفى، قال في الميزان: له مناكير هذا منها.
قلت: يونس بن الحارث لا يبلغ حديثه أن يكون منكرًا، فقد قال ابن معين مرة: لا بأس به، وكذا قال ابن عدى، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال
أبو داود: مشهور، وخرج له هذا الحديث في سننه وسكت عليه، وكذا خرجه أحمد، والحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بذكر الفروة، وإنما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد في الصلاة على الحصير، وأقره الذهبى على ذلك وهو من عجيب أمره مع قوله في الميزان: إنه من مناكير يونس بن الحارث.
وأخرجه أيضًا الدولابى في الكنى:
حدثنا يزيد بن سنان حدثنا أبو كامل ثنا أبو معشر البراء حدثنا يونس بن الحارث بن مندويه قال: حدثنى محمد بن عبيد اللَّه بن سعيد أبو عون الثقفى عن أبيه عن المغيرة بن شعبة قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستحب أن يصلى على حصير أو فروة".
وأخرجه الطبرانى قال:
حدثنا على بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا يونس بن الحارث به مثله.
ولم يعلم الشارح بأن هؤلاء خرجوه لا سيما أبو داود وإلا لأسخف سخافته المعتاد أن يسخف بها في مثل هذا؛ لجهله وعدم معرفته، فإن المصنف قد ذكر هذا الحديث فيما سيأتى بلفظ:"كان يصلى على الحصير والفروة المدبوغة"، وعزاه لأحمد وأبي داود والحاكم ورمز له بعلامة الصحيح، وتكلم عليه الشارح هناك بكلام لم يذكره هنا، فهو هنا لم يعرف ما هناك ولما وصل إلى ذلك الحديث لم يتذكر ما فات هنا مع تقارب الحديثين وقد وقع له هناك غلط فاحش سننبه عليه بحول اللَّه.
2729/ 7048 - "كانَ يستمطرُ في أوَّلِ مطرة ينزعُ ثيابَهُ كلَّهَا إلا الإزارَ".
(حل) عن أنس
قلت: سكت عليه الشارح وهو ضعيف لأنه من رواية يزيد الرقاشى عن أنس وهو عند أبي نعيم [8/ 377] في ترجمة وكيع.
2730/ 7055 - "كانَ يشربُ ثلاثةَ أنفاسٍ، يسمِّى اللَّهَ في أوَّلِهِ ويحمَدُ اللَّهَ في آخرِهِ"
ابن السنى عن نوفل بن معاوية
قال في الكبير: وقضية صنيع المؤلف أن هذا لم يخرج في أحد الكتب المشاهير وهو عجب فقد خرجه الطبرانى باللفظ المزبور عن نوفل المذكور، ورواه الطبرانى أيضًا في الأوسط والكبير بلفظ:"كان يشرب في ثلاثة أنفاس، إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى اللَّه وإذا أخره حمد اللَّه، يفعل ذلك ثلاث مرات"، قال الهيثمى: فيه عتيق بن يعقوب لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: فيه ثلاثة أمور، الأول: لفظ الحديث عند الطبرانى: "رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يشرب بثلاثة أنفاس يسمى اللَّه في أولها. . ." الحديث، وهذا غير اللفظ المذكور هنا ولا يجوز ذكره في هذا الكتاب بالمرة لأنه ليس من شرطه، فقوله: باللفظ المزبور من كذبه.
الثانى: قوله: ورواه الطبرانى أيضًا يفيد أنه رواه من حديث نوفل المذكور بلفظين مع أن هذا حديث آخر من رواية أبي هريرة.
الثالث: قوله: وفيه عتيق بن العلاء يوهم أنه في حديث نوفل المذكور في الكتاب لأنه الذي يجب الكلام عليه، والواقع خلاف ذلك بل هو من رواية شبل بن العلاء وهو ضعيف وقد نص على ذلك الهيثمى [5/ 81] فأغفله الشارح ونقل الكلام على حديث أبي هريرة الذي لم يذكر في المتن.
2731/ 7060 - "كانَ يُصَلِّى الضُّحَى ستَّ ركعاتٍ".
(ت) في الشمائل عن أنس
قال الشارح: ورواه الحاكم عن جابر وإسناده صحيح.
قلت: إطلاق العزو إلى الحاكم يفيد أنه في المستدرك وليس كذلك، بل خرجه في كتاب في الضحى وهو كتاب مستقل، وقد صرح بذلك الشارح في الكبير وكأنه ظن أن حذف اسم الكتاب من الاختصار أيضًا فوهم وأوهم.
2732/ 7061 - "كانَ يُصلِّى الضُّحَى أربعًا ويزيدُ مَا شاءَ اللَّهُ".
(حم. م) عن عائشة
قال في الكبير: ظاهر صنيعه أنه لم يخرجه من الستة إلا مسلم وليس كذلك بل رواه عنها أيضًا النسائى وابن ماجه والترمذى في الشمائل.
قلت: أما النسائى فما أخرجه في الصغرى، وأما شمائل الترمذى فليست من الكتب الستة ولا عناية لأهل الحديث بالعزو إليها إلا فيما انفرد الترمذى بإخراجه فيها، وأما ابن ماجه فنعم خرج الحديث في سننه [1/ 439، رقم 1381] ولم يعزه إليه فكان ماذا؟ لاسيما بعد عزوه إلى صحيح مسلم [1/ 479/ 78 و 79].
2733/ 7068 - "كانَ يُصلِّى علَى الحصيرِ والفروةِ المدبُوغَةِ".
(حم. د. ك) عن المغيرة
قال في الكبير: قال (ك): صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبى في التلخيص لكنه في المهذب قال: فيه يونس بن الحارث ضعيف، وقال العراقى: خرجه أبو داود من رواية ابن عون عن أبيه عن المغيرة، وابن عون اسمه: محمد بن عبيد اللَّه، ثقة وأبوه لم يرو عنه فيما علمت غير ابنه عون، قال فيه أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين وقال: يروى المقاطيع، وهذا يدلى على الانقطاع بينه وبين المغيرة.
قلت: فيه أمران، أولهما: هذا الحديث تقدم قريبًا بلفظ: "كان يستحب الصلاة" ولم يذكر الشارح فيه هذا الكلام هناك لكونه لا يعلم، وقد سبق التنبيه على ذلك، والسند واحد.
ثانيهما: أنه حرف هذا النقل عن الحافظ العراقى، وصوابه: أبو عون بأداة الكنية في جميع ما ذكر، وهو أبو عون محمد بن عبيد اللَّه بن سعيد الثقفى، فأبوه عبيد اللَّه لم يرو عنه غير ابنه أبي عون محمد.
2734/ 7069 - "كانَ يُصلِّى بعدَ العصرِ وينهَى عنْهَا ويواصلُ وينْهَى عنِ الوصالِ".
(د) عن عائشة
قال الشارح: بإسناد صحيح.
وقال في الكبير: رواه أبو داود من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن عمرو عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة، قال الحافظ: وينظر في عنعنة محمد بن إسحاق اهـ. وبه يعرف أن إقدام المصنف على رمزه لصحته غير جيد.
قلت: وإذا كان كذلك فلم رجعت في الصغير وقلت: بإسناد صحيح؟
وبعد، فمحمد بن إسحاق ثقة إمام فحديثه صحيح على ما استقر عليه بحث الأئمة وتحقيقهم، وبسط ذلك يطول، وأكثر الأئمة يصححون حديثه.
2735/ 7070 - "كانَ يُصلِّى علَى بسَاطٍ".
(هـ) عن ابن عباس
قال الشارح: وإسناده حسن.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وليس بجيد، فقد قال مغلطاى في شرح ابن ماجه: فيه زمعة ضعفه كثيرون، ومنهم من قال: متماسك اهـ. ورواه الحاكم من حديث زمعة أيضًا عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس به، قال الحاكم: صحيح احتج مسلم بزمعة، فتعقبه الذهبى بقوله: قرنه بآخر، وسلمة ضعفه أبو داود.
قلت: وإذا كان تحسين المصنف إياه غير جيد فلم تبعته بعد هذا في الصغير وقلت: إنه حسن؟! ما ذاك إلا لعلمك بأن المصنف حسنه لشواهده، منها الحديث الصحيح المار قريبًا:"كان يصلى على الحصير والفروة المدبوغة".
وأيضًا فزمعة ما اتهم بكذب، بل قالوا: إنه كان رجلا صالحا وإنما كان يخطئ ويهم وذلك ظاهر منه في هذا الحديث، ففي رواية ابن ماجه [رقم 1030] عنه عن عمرو بن دينار عن ابن عباس، وفي رواية الحاكم [1/ 259] عنه عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس، فإن كان عنده على الوجهين، وإلا فذاك من وهمه، إلا أن الحديث ثابت من أحدهما ومن شواهده الصحيحة.
2736/ 7071 - "كانَ يُصلِّى قبلَ الظهرِ أربعًا إذا زالَتِ الشمسُ لا يَفصِلُ بينهُنَّ بتسليمٍ ويقولُ: أبوابُ السماءِ تفتحُ إذا زالَتِ الشمسُ".
(هـ) عن أبي أيوب
قال الشارح: بإسناد ضعيف خلافا لقول المؤلف: حسن.
وقال في الكبير: ورواه عنه أيضًا بمعناه أحمد والترمذى والنسائى، قال ابن حجر: وفي إسنادهم جميعا عبيدة بن معتب وهو ضعيف، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه وضعفه اهـ. وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه.
قلت: الحديث لم يخرجه النسائى أصلا وكذلك الترمذى لم يخرجه في الجامع وإنما أخرجه في الشمائل [رقم 154]، وقد سبق للمؤلف ذكره في حرف الألف بلفظ:"أربع قبل الظهر ليس فيهن تسليم. . ." الحديث، وعزاه لأبى داود [رقم 1269، 1270] والترمذى فهى الشمائل وابن ماجه [رقم 1156] وابن خزيمة، وكتب عليه الشارح ما نصه:
قال المنذرى: في إسناده احتمال للتحسين، ورمز المؤلف لصحته لما قام عنده في ذلك اهـ.
والحافظ لم يعزه للنسائى ولا للترمذى كما يفيده قول الشارح بعد عزوه إليهم، قال ابن حجر: وفي إسنادهم جميعا. . . إلخ، بل قال في تخريج أحاديث الهداية:
أخرجه أحمد (1) وأبو داود [1270] والترمذى في الشمائل [رقم 154] من حديث أبي أيوب رفعه: "أربع قبل الظهر. . ." الحديث، ولابن ماجه [رقم 1157]:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى قبل الظهر أربعا. . ." الحديث كما في المتن ثم قال: وفي إسنادهم عبيدة بن معتب وهو ضعيف.
وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه لكن ضعفه، وأخرجه محمد بن الحسن عن بكير بن عامر عن إبراهيم، والشعبى عن أبي أيوب الأنصارى:"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلى قبل صلاة الظهر أربعا إذا زالت الشمس، فسأله أبو أيوب عن ذلك فقال: إن أبواب السماء تفتح في هذه الساعة فأحب أن يصعد لى في تلك الساعة خير، قلت: أفى كلهن قراءة؟ قال: نعم، قلت: أيفصل بينهن بسلام؟ قال: لا".
وأخرجه ابن خزيمة من وجه آخر عن أبي أيوب وليس فيه: "لا يسلم بينهن" انتهى كلام الحافظ.
وقد حذف الشارح منه بقيته ليتمشى الانتقاد على المؤلف لأن به يظهر أن للحديث طريقين آخرين يقويان حديث عبيد بن معتب ويرفعانه إلى درجة الحسن كما حكم به المصنف.
والطريق الآخر الذي خرجه منه ابن خزيمة هو قوله:
(1) انظر مسند أحمد (5/ 418 و 420، 6/ 63 و 148 و 326).
ثنا أبو موسى ثنا أبو أحمد ثنا شريك عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن على بن الصلت عن أبي أيوب به.
وأخرجه أحمد في مسنده قال: حدثنا يحيى بن آدم ثنا شريك به.
وهكذا أخرجه البيهقى في سننه من رواية عبيد اللَّه بن عبد المجيد الحنفى عن شريك به [2/ 489].
ورواه أحمد عن عبد اللَّه بن الوليد، والبيهقى في السنن أيضًا من طريق مؤمل كلاهما عن سفيان عن الأعمش عن المسيب بن رافع فقال: عن رجل عن أبي أيوب، هكذا أبهم شيخه وهو على بن الصلت كما سبق في الطريق الأول.
ورواه الطبرانى، وأبو نعيم في الحلية من طريق المفضل بن صدقة عن سعيد ابن مسروق عن المسيب بن رافع عن أبي أيوب الأنصارى بدون واسطة، وهى طريق منقطعة.
وبالجملة فالحديث من طرقه الثلاثة لا ينزل عن درجة الحسن كما قال المؤلف بل لا يبعد الحكم بصحته بل هو الواقع إن شاء اللَّه.
2737/ 7072 - "كانَ يُصلِّى بينَ المغَربِ والعِشاءِ".
(طب) عن عبيد مولاه
قال الشارح: وإسناده صحيح لا حسن فقط خلافا للمؤلف.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وقد قال الذهبى عن ابن عبد البر: رواه عن عبيد سليمان التيمى، وسقط بينهما رجل اهـ. وقال الهيثمى: رواه الطبرانى وأحمد من طرق مدارها كلها على رجل لم يسم، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح اهـ.
وقضيته أن رجال الطبرانى ليسوا كذلك، فلو عزاه المصنف لأحمد كان أحسن.
قلت: لم يرض الشارح في كبيره بتحسين المؤلف للحديث وأشار إلى ضعف سنده وانقطاعه، ثم مع كل هذا لم يرض في الصغير بتحسينه أيضًا بل قال: إنه أعلى من ذلك وإنه صحيح، ثم لام المصنف على عدم عزوه لأحمد مع أنه لم يخرجه بلفظ يدخل في الكتاب أو في هذا الموضع، قال أحمد:
حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن رجل عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه سئل: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة أو سوى المكتوبة؟ قال: نعم بين المغرب والعشاء".
2738/ 7073 - "كانَ يُصلِّى والحسنُ والحسينُ يَلعبانِ ويَقعُدانِ علَى ظهرِه".
(حل) عن ابن مسعود
قال الشارح: وإسناده حسن.
ونسب ذلك في الكبير إلى رمز المصنف.
قلت: المصنف رمز له بعلامة الضعيف، والحديث من رواية الحسن بن رزيق الكوفى، وهو ضعيف عن أبي بكر بن عياش وفيه مقال، عن عاصم عن زر عن عبد اللَّه.
ثم إن الحديث له بقية وهى: "فأخذ المسلمون يميطونهما فلما انصرف قال: ذروهما بأبي وأمى، من أحبنى فليحب هذين"، قال أبو نعيم [8/ 305]: غريب من حديث عاصم لم يروه إلا أبو بكر.
2739/ 7076 - "كان يصومُ الاثنينَ والخميسَ".
(هـ) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر كلامه أن ابن ماجه تفرد بإخراجه من بين الستة والأمر بخلافه، فقد خرجه الأربعة إلا أبا داود واللفظ لفظ النسائى، وقال الترمذى: حسن غريب.
قلت: لا أصل لهذا فحديث أبي هريرة ما خرجه النسائى أصلا، والترمذى خرجه [رقم 747] بلفظ:"تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملى وأنا صائم"، وهذا حديث قوى قد سبق موضعه في حرف "التاء"، نعم خرج هو والنسائى [2/ 203 رقم 210] حديث عائشة:"كان يتحرى صيام الاثنين والخميس" وقد سبق بهذا اللفظ للمصنف ولكن الشارح لا يعقل.
2740/ 7078 - "كان يصومُ تسعَ ذى الحجة، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثةَ أيامٍ منْ كلِّ شهرٍ، أوَّلَ اثنينِ من الشَهرِ، والخميس،
والاثنين من الجمعةِ الأُخرَى".
(حم. د. ن) عن حفصة
قال في الكبير: رمز المؤلف لحسنه لكن قال الزيلعى: هو حديث ضعيف، وقال المنذرى: اختلف فيه على هنيدة راويه فمرة قال: عن حفصة، وأخرى: عن أمه عن أم سلمة، وتارة: عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: الزيلعى ما ضعفه ولا تكلم عليه، والمنذرى قال: اختلف فيه على هنيدة بن خالد فروى عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم اهـ.
وبه يعرف ما في نقل الشارح من التحريف.
2741/ 7084 - "كان يُضَمِّرُ الخيلَ".
(حم) عن ابن عمر
قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في التاريخ [2/ 124] قال:
حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا الحسن بن عطاء ثنا عامر بن إبراهيم ثنا يعقوب القمى ثنا عنبسة عن ابن أبي ليلى عن نافع عن ابن عمر قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يضمر الخيل وقال: إن العبد لينال
بحسن الخلق منزلة الصائم نهاره القائم ليله".
2742/ 7089 - "كانَ يُعجبُهُ إذا خرَجَ لحاجَتِهِ أنْ يسمَعَ: يا راشِدُ، يا نَجِيحُ".
(ت. ك) عن أنس
قلت: أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [2/ 344]:
حدثنا هارون بن محمد العسقلانى ثنا محمد بن رافع النيسابورى ثنا أبو عامر العقدى ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس به.
وأخرجه أبو نعيم في التاريخ عن أبي الشيخ قال:
حدثنا أبو على بن إبراهيم ثنا أبو بكر الجارودى ثنا محمد بن رافع النيسابورى به.
2743/ 7091 - "كانَ يُعجبُه القرعُ".
(حم. حب) عن أنس
قال في الكبير: قضية كلامه أنه لا يوجد مخرجًا في أحد الصحيحين، وإلا لما ساغ له الاقتصار على عزوه للغير وهو ذهول، بل هو عند مسلم باللفظ المزبور، وممن عزاه له الحافظ العراقى.
قلت: ما هو عند مسلم باللفظ المزبور بل هذا من التهور، والحافظ العراقى ليس له كتاب على هذا الترتيب وإنما يعزو الحديث من أصله، ولفظه عن أنس قال:"دعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم رجل فانطلق وانطلقت معه فجئ بمرقة فيها دباء فجعل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يأكل ذلك الدباء ويعجبه. . ." الحديث.
2744/ 7092 - "كانَ يعجبُهُ أن يُدْعَى الرجْلُ بأحبِّ أسمائِه إليهِ وأحبِّ كُناهُ".
(ع. طب) وابن قانع والباوردى عن حنظلة بن حذيم
قلت: أخرجه أيضًا البخارى في الأدب المفرد قال:
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمى ثنا محمد بن عثمان القرشى ثنا ذيال بن عبيد ابن حنظلة قال: حدثنى جدى حنظلة بن حذيم به.
2745/ 7093 - "كانَ يعجبُهُ البِطِّيخُ بالرُّطَبِ"
ابن عساكر عن عائشة
قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 103] قال:
حدثنا أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن محمد ثنا أحمد بن الخطاب أبو سعيد ثنا طالوت بن عباد ثنا وهيب بن خالد ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يأكل البطيخ بالرطب".
2746/ 7103 - "كان يُعجبُهُ النظرُ إلى الأتْرُجِّ وكان يعجِبُهُ النظر إِلى الحمَامِ الأحمر".
(طب) وابن السنى وأبو نعيم في الطب عن أبي كبشة ابن السنى وأبو نعيم عن على، أبو نعيم عن عائشة
قال الشارح: وإسناده واه.
قلت: هذا يقتضى أنه مروى بسند واحد عن هؤلاء الثلاثة، وليس كذلك بل له أسانيد متعددة، وقد أورده ابن الجوزى في الموضوعات [3/ 9] من هذه الطرق الثلاثة فأورده من طريق ابن حبان في الضعفاء [2/ 122]:
حدثنا إسحاق بن أحمد القطان ثنا يوسف بن موسى ثنا عيسى بن عبد اللَّه بن محمد عن أبيه عن جده عن على به.
ومن طريق يعقوب بن سفيان:
ثنا حيوة بن شريح ومحمد بن عبد العزيز ومحمد بن مصفى قالوا: حدثنا بقية
حدثنى أبي سفيان الأنمارى عن حبيب بن عبد اللَّه بن أبي كبشة عن أبيه عن جده به.
ومن طريق الحاكم:
حدثنا أبو سعد بن أبي بكر بن عثمان ثنا محمد بن إسحاق بن نصر اللباد ثنا أبو النضر سعيد بن النضر النيسابورى حدثنا أبو حفص عمر بن شمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمى عن عائشة به.
ثم قال ابن الجوزى: لا يصح، عيسى روى عن آبائه أشياء موضوعة، وأبو سفيان روى الطَّامات، وعمر بن شمر متروك.
قال المؤلف: أخرج ابن السنى في الطب حديث على وأبي كبشة، وأخرج أبو نعيم الأحاديث الثلاثة، وأخرج الطبرانى حديث أبي كبشة:
ثنا الحسن بن السميدع الأنطاكى حدثنى موسى بن أيوب النصيبى ثنا بقية بن الوليد عن أبي سفيان الأنمارى به.
وقال العقيلى [4/ 413]: حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل قال: قلت لأبي: بلغنى أن يحيى الحمانى حدث عن شريك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه النظر إلى الحمام"، فأنكروه عليه فرجع عن رفعه فقال: عن عائشة، قال أبي: هذا كذب إنما كنا نعرف بهذا حسين بن علوان، يقولون: إنه وضعه على هشام بن عروة اهـ.
قلت: بقى للحديث طريقان لم يذكرهما المؤلف، فأخرجه الدولابى في الكنى والأسماء:
حدثنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق ثنا جعفر بن عون ثنا عبد الرحمن بن عبد اللَّه عن إسماعيل بن أوسط البجلى عن محمد بن أبي كبشة عن أبيه عن جده به.
ورواه البندهى من طريق أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان:
حدثنا إسحاق بن محمد الكوفى ثنا معاوية النيسابورى ثنا بقية بن الوليد عن برد ابن سنان عن مكحول عن أبي كبشة السلولى عن عبد اللَّه بن عمر: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه النظر إلى الأترج وإلى الحمام الأحمر وكان في منزله حمام أحمر اسمه وردان".
2747/ 7111 - "كانَ يعلِّمُهُمْ من الحُمَّى والأوْجاع كلِّهَا أن يقولُوا: بسِم اللَّهِ الكبيرِ أعوذُ باللَّهِ العظيم من شرِّ كلِّ عِرْقٍ نعَّارٍ ومن شرِّ حرِّ النارِ".
(حم. ت. هـ. ك) عن ابن عباس
قال في الكبير: ظاهر صنيع المؤلف أنه لم يخرجه من الستة غيره -يعنى ابن ماجه- والأمر بخلافه، فقد خرجه الترمذى وقال: غريب، قال الصدر المناوى: وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، قال الدارقطنى: متروك.
قلت: الغلط منك لا من المصنف، فهو قد عزاه لأحمد [1/ 300] والترمذى [رقم 2075] وابن ماجه [رقم 3526] والحاكم [4/ 414] وأنت اقتصرت في عزوه على رمز ابن ماجه ثم تعقبت بالباطل على الباطل، والعجب أنه في شرحه الصغير المختصر من الكبير عزاه لجميع المذكورين كما هو في المتن.
2748/ 7117 - "كانَ يغتسلُ يومَ الجمعةِ ويومَ الفطرِ ويومَ النحرِ ويومَ عرفَةَ".
(حم. هـ. طب) عن الفاكه بن سعد
قلت: اقتصر الشارح في الكبير على عزوه لابن ماجه [رقم 1315] وقال: رواه عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه ابن سعد وكانت له صحبة، ثم قال: قال ابن حجر: وسنده ضعيف اهـ. وظاهر صنيع المصنف أن ابن ماجه رواه هكذا لكن ابن حجر إنما ساقه عنه بدون ذكر "الجمعة"، ثم قال: وأخرجه
عبد اللَّه بن أحمد في زياداته، والبزار وزاد:"يوم الجمعة" وسنده ضعيف، وهذا صريح في أن ابن ماجه لم يذكر الجمعة.
قلت: فيه أمور، الأول: أن المصنف عزاه لأحمد [4/ 78] وابن ماجه والطبرانى ولفظه عند مجموعهم كما أورده وإن كان ابن ماجه لم يذكر "الجمعة" فذاك اختصار من بعض رجاله، والشارح حذف ذكر أحمد والطبرانى ليمشى الانتقاد مع أنه في الصغير إلى الثلاثة كما ذكره المؤلف.
الثانى: قدمنا مرارا أنه ينتقد بالباطل ويغفل مواضع الانتقاد الصحيح الذي يجب التنبيه عليه، فالمؤلف حصل له هنا سهو في عزو الحديث إلى أحمد وإنما رواه ابنه عبد اللَّه، وكأنه رآه في المسند ولم يتنبه لكون عبد اللَّه بن أحمد لم يقل في هذا الحديث: حدثنا أبي، بل قال:
حدثنى نصر بن على ثنا يوسف بن خالد ثنا يوسف بن جعفر الخطمى عن عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه عن جده الفاكه بن سعد وكانت له صحبة: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يغتسل يوم الجمعة. . ." الحديث.
الثالث: أن المصنف ذكر صحابى الحديث الفاكه بن سعد، وهو زاد من عنده عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه ولم يقل: عن جده، فأوهم أن عبد الرحمن هو صحابى الحديث.
2749/ 7123 - "كانَ يُقبلُ بوجهِهِ وحديثِهِ على شرِّ القومِ يتألفُهُ بذلِكَ".
(طب) عن عمرو بن العاص
قال في الكبير: قال الهيثمى: إسناده حسن، وفي الصحيح بعضه، وقضية صنيع المؤلف أن هذا لم يخرجه أحد من الستة، وإلا لما عدل عنه، والأمر بخلافه، فقد خرجه الترمذى باللفظ المزبور عن عمرو المذكور.
قلت: ما خرجه الترمذى، ولو كان عند الترمذى لما أورده الحافظ الهيثمى في
الزوائد على الكتب الستة، والشارح في غفلة عن هذا أو تغافل عنه، نعم رواه الترمذى في كتاب الشمائل [رقم 183]، وليس هو من الكتب الستة حتى يتعقب به ويطلق العزو إليه، قال في الشمائل:
حدثنا إسحاق بن موسى ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظى عن عمرو بن العاص قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهه وحديثه على أشر القوم يتألفهم بذلك، فكان يقبل بوجهه وحديثه على حتى ظننت أنى خير القوم، فقلت: يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنا خير أو أبو بكر قال: أبو بكر، فقلت: يا رسول اللَّه أنا خير أو عمر؟ فقال: عمر، فقلت: يا رسول اللَّه أنا خير أو عثمان؟ قال: عثمان، فلما سألت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فصدقنى فلوددت أنى لم أكن سألته".
2750/ 7131 - "كانَ يُقَلِّم أَظْفَاره وَيقصُّ شَارِبه يَوْمَ الجُمُعَة قَبْلَ أنْ يَرُوَح إلِى الصَّلَاةِ".
(هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن البيهقى خرجه وسكت عليه، والأمر بخلافه، بل عقبه بما نصه: قال الإمام أحمد: في هذا الإسناد من يجهل اهـ. قال ابن القطان: وإبراهيم بن قدامة الجمحى لا يعرف ألبتة.
قلت: هذا كذب على ظاهر صنيع المصنف، فإنه رمز له بعلامة الضعيف.
2751/ 7138 - "كانَ يكتَحِلُ بالإثمِدِ وهو صَائمٌ".
(طب. هق) عن أبي رافع
قلت: أخرجه أيضًا ابن حبان في الضعفاء [2/ 249، 250]، [3/ 38، 39]، قال:
حدثنا أبو يعلى ثنا أبو الربيع ثنا حبان بن على ثنا محمد بن عبيد اللَّه بن أبي
رافع عن أبيه عن جده به، وقال في محمد بن عبيد اللَّه: منكر الحديث جدا، يروى عن أبيه ما ليس يشبه حديث أبيه.
قلت: ومع هذا فقد ذكره في الثقات وقد صرح غيره بأنه كان شيعيا، وأن المناكير التي يرويها هي في فضائل أهل البيت وجل أهل الجرح عندهم فضائل أهل البيت كلها مناكير ومن يرويها كله منكر الحديث.
وقد ورد هذا الحديث من وجه آخر من حديث ابن عمر، أخرجه ابن حبان في الضعفاء أيضًا، قال:
أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا على بن سعيد بن جرير ثنا أبو عتاب سهل بن حماد ثنا سعيد بن زيد ثنى عمرو بن خالد عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع عن ابن عمر قال: "خرج علينا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعيناه مملؤتان من الكحل من الإثمد وذلك في رمضان كحلته أم سلمة، وكان نهى عن كل كحل له طعم".
أورده في ترجمة سعيد بن زيد أخى حماد بن زيد، وقال: كان صدوقا حافظا ممن كان يهم في الأخبار ويخطئ في الآثار حتى لا يحتج به إن انفرد.
قلت: وثقه ابن معين وابن سعد والعجلى وسليمان بن حرب وجماعة، واحتج به مسلم في صحيحه.
2752/ 7141 - "كانَ يُكثِرُ القِناعَ، ويكثرُ دهْنَ رأسِهِ، ويسرِّحُ لحيتَهُ".
(هب) قال (ش): وكذا رواه (ت) في الشمائل كلاهما عن سهل بن سعد
قلت: هذا غلط من الشارح أوقعته فيه غفلته مع سوء تصرف المصنف، فإن الترمذى لم يخرج في الشمائل حديث سهل بن سعد، وإنما خرج [رقم 61]
حديث أنس بهذا اللفظ، والمصنف عزاه إليه قبل هذا من حديث أنس بلفظ:"كان يكثر القناع"، ولم يزد على ذلك مع أنه عنده بهذا اللفظ الذي عزاه للبيهقى من حديث سهل بن سعد.
2753/ 7143 - "كانَ يكرَهُ نِكاحَ السِّر حتَّى يُضرَب بدُفٍّ".
(عم) عن أبي حسن المازنى
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف، بل صريحه أن هذا إنما رواه ابن أحمد لا أحمد، والأمر بخلافه، بل خرجه أحمد نفسه، قال الهيثمى: وفيه حسين بن عبد اللَّه بن ضمرة، وهو متروك.
قلت: ما خرجه أحمد أصلا، بل الترجمة من أصلها في مسند أحمد [4/ 78] من زوائد ابنه عبد اللَّه، فإنه قال:
حدثنا أبو الفضل المروزى قال: حدثنى ابن أبي أويس قال: حدثنى حسين بن عبد اللَّه بن ضمرة عن عمرو بن يحيى المازنى عن جده أبي حسن به، وزاد:"ويقال: أتيناكم أتيناكم فحيونا نحييكم"، وهكذا عزاه الحافظ الهيثمى لعبد اللَّه بن أحمد، إلا أنه لم يذكر لفظ عبد اللَّه، بل قال: رواه ابن أحمد، فزاغ بصر الشارح عن كلمة ابن فظنه قال: رواه أحمد، فصرح بذلك على عادته.
2754/ 7146 - "كانَ يكرهُ التثاؤُبَ في الصلاةِ".
(طب) عن أبي أمامة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس كما قال، فقد أعله الحافظ العراقى في شرح الترمذى بأن عبد الكريم بن أبي المخارق أحد رجاله ضعيف.
قلت: الحديث له شواهد متعددة منها في الصحيح: "إن التثاؤب من الشيطان وما كان من الشيطان فهو مكروه في الصلاة".
والمصنف دائمًا يراعى أحاديث الباب ويحكم لها بمجموع الطرق والشواهد ولا يحكم على كل حديث بانفراده.
2755/ 7148 - "كانَ يكرَهُ رفْعَ الصوتِ عندَ القتالِ".
(طب. ك) عن أبي موسى
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يخرجه أحد من الستة والأمر بخلافه، بل رواه أبو داود باللفظ المزبور عن أبي موسى.
قلت: هذا كذب فإن أبا داود ذكر سند الحديث ولم يذكر لفظه المزبور بل روى حديث الحسن عن قيس بن عُباد، قال:"كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال"، ثم قال:
حدثنا عبيد اللَّه بن عمر ثنا عبد الرحمن عن همام حدثنى مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.
2756/ 7150 - "كانَ يكرَهُ الكى، والطعامَ الحارَّ، ويقولُ: عليكُم بالبارِدِ فإنَّه ذُو بَركَةٍ، ألَا وإنَّ الحارَّ لا بَركةَ فِيْهِ".
(حل) عن أنس
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وكأنه لاعتضاده إذ له شواهد، منها: ما رواه البيهقى عن أبي هريرة -قال الحافظ العراقى: بسند صحيح- قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم بطعام سخن فقال: ما دخل بطنى طعام سخن منذ كذا وكذا قبل اليوم".
قلت: فيه أمران، الأول: أن هذا الحديث الذي استشهد به لحديث الباب لا شاهد فيه له ولا هو بمعناه، بل أحدهما مشرق والأخر مغرب كما هو ظاهر لكل من له أدنى معرفة، بل حديث أبي هريرة المذكور يناقض معناه لأن فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل الطعام السخن، ولو كان يكرهه لما أكله، وأيضًا الطعام السخن
لا يلزم منه أن يكون حارا كما هو معلوم، بل حديث أبي هريرة هو مثل حديث عائشة:"كان يمر علينا الشهر والشهران لا نستوقد بنار إن هما إلا الأسودان التمر والماء"(1).
الثانى: أن الحديث حسن كما قال المؤلف بدون شواهد لأن أبا نعيم رواه من طريق يوسف بن أسباط عن العرزمى وهو محمد بن عبيد اللَّه عن صفوان بن سليم عن أنس، والعرزمى فيه مقال من جهة غفلته مع صلاحه، ومع ذلك ينفرد به بل تابعه عليه الثورى، كذلك أخرجه النقاش في فوائد العراقيين قال: أخبرنا أبو الحسن سهل بن عبد اللَّه بن حفص التسترى ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن درست ثنا عبد اللَّه بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط عن محمد بن عبيد اللَّه العرزمى وسفيان الثورى عن صفوان بن سليم به، وراد في آخره:"وكانت له مكحلة يكحتل منها عند النوم ثلاثا ثلاثًا"(2).
2757/ 7152 - "كان يكرَهُ المَسَائِلَ ويَعيبُهَا، فإذا سأَلهُ أبو رَزِينٍ أجابَهُ وَأَعْجَبَهُ".
(طب) عن أم سلمة
قال الشارح في الشرحين معا: هو بضم الراء.
قلت: هذا غلط فاحش بل هو بفتحها إجماعا.
2758/ 7156 - "كانَ يكرَهُ العطسةَ الشديدةَ في المسجدِ".
(هق) عن أبي هريرة
قال الشارح: بإسناد ضعيف خلافا للمؤلف.
(1) رواه مالك في صفة النبي، رقم:(31)، ورواه أحمد:(2/ 298، 355، 405، 416، 458 و 4/ 19 و 6/ 71، 86).
(2)
رواه الترمذى برقم (1757)، رواه ابن ماجه رقم (3499).
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو مجازفة، فقد أعله الذهبى في المهذب بأنه من رواية يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلى عن أبيه وهما ضعيفان. . . إلخ.
قلت: هذا كذب على المصنف فإنه أهمل هذا الحديث ولم يرمز له بشيء لا علامة الحسن ولا علامة الضعيف.
2759/ 7161 - "كانَ يكرَهُ الكُلْيَتَيْنِ لمكانِهِمَا من البوْلِ".
ابن السنى في الطب عن ابن عباس
قال الشارح: بإسناد ضعيف.
قلت: هو من روايه الحسن بن على العدوى وهو وضاع.
2760/ 7164 - "كان يَلْبَسُ قميصًا قصيرَ الكُمَّيْنِ والطُّولِ".
(هـ) عن ابن عباس
قال الشارح: بإسناد ضعيف خلافًا للمؤلف.
وقال في الكبير: جزم المصنف بحسنه ويرده جزم الحافظ العراقى بضعفه.
قلت: الحافظ العراقى يحكم على كل حديث بحسب سنده، والمؤلف يحكم على الحديث بحسب متنه وشواهده، وهذا الحديث له شاهدان كل منهما إسناده حسن، أحدهما: عند البزار من حديث أنس بسند رجاله ثقات: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان كم قميصه إلى الرسغ"(1).
والثانى: من حديث أسماء بنت يزيد بن السكن مثله، أخرجه الترمذى وحسنه [رقم 1765].
(1) إتحاف السادة المتقين: (7/ 126) والكنز: (18272).