المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[في الكلام على عائذ بن شريح] - المداوي لعلل الجامع الصغير وشرحي المناوي - جـ ٥

[أحمد بن الصديق الغماري]

الفصل: ‌[في الكلام على عائذ بن شريح]

2968/ 7763 - "مَا الدُّنيَا في الآخرةِ إلا كَمَا يمشِى أحدُكُم إلى اليَمِّ فأدخَلَ أصبَعُه فيهِ فَما خرَج منهُ فهو الدُّنيَا".

(ك) عن المستورد

قلت: هذا الحديث خرجه مسلم في صحيحه والترمذى [رقم 2323] وابن ماجه [رقم 4108] وابن المبارك في الزهد وأبو نعيم في الحلية وابن مردك في فوائده تخريج الدارقطنى والبغوى في التفسير وهو عند بعضهم مصدر بهذا اللفظ والشارح لم يعلم ذلك وإلا لأسخف على عادته.

2969/ 7764 - "مَا الَّذِي يُعطِى من سَعَةٍ بأعظمَ أجرًا مِنَ الَّذي يقَبلُ إذَا كانَ مُحتاجًا".

(طس. حل) عن أنس

قال في الكبير عن الهيثمى: فيه عائذ بن شريح صاحب أنس وهو ضعيف، ثم قال: وفيه أيضًا يوسف بن أسباط تركوه، وهذان في مسند أبي نعيم أيضًا وبه يعرف أن رمز المؤلف لصحته غير صحيح.

[في الكلام على عائذ بن شريح]

قلت: عائد بن شريح تابعى صدوق لم يتهم بكذب ولا ريبة في الدين، وإنما كان قليل الحديث فلم يتهيأ لهم اعتبار حديثه بحديث غيره، وربما ظنوه به أنه أخطأ في بعض الأحاديث فلينوه من أجل ذلك احتياطا، وقال ابن حبان: إنه لا يحتج به إذا انفرد، وفيما وافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا، وهذا قد يحكم لحديثه بالحسن كثير من الحفاظ وفي مقدمتهم الترمذى وابن حبان نفسه فإنهم يحسنون لمثل هذا، ثم إذا ورد لحديثه شاهد يدفع عنه ما قد يظن به من الخطأ فإن الظن يقوى بثبوت حديثه وما الصحيح إلا ذلك، وهذا الحديث له شاهد بلفظه من حديث ابن عمر كما هو مذكور في

ص: 409

المتن بعده فلذلك حكم المصنف بصحته، أما يوسف بن أسباط فالشارح واهم اْو كاذب في قوله: إنهم تركوه، فإنه ما تركه أحد أصلا بل وثقه يحيى ابن معين، وقال ابن عدى: هو من أهل الصدق إلا أنه لما عدم كتبه كان يحمل على حفظه فيغلط ويشتبه عليه ولا يتعمد الكذب، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان من عباد أهل الشام وقرائهم كان لا يأكل إلا الحلال المحض فإن لم يجده اسقف التراب وهو مستقيم الحديث ربما أخطأ، من خيار أهل زمانه مات (195) خمس وتسعين ومائة، وقول الشارح: وهذان في مسند أبي نعيم لغو لا معنى له، والحديث خرجه أيضا ابن حبان في الضعفاء [2/ 193] قال:

حدثنا محمد بن المسيب ثنا عبد اللَّه بن خبيق ثنا يوسف بن أسباط ثنا عائذ بن شريح عن أنس بن مالك به.

2970/ 7767 - "ما آتَى اللَّهُ عالِمًا علمًا إلا أَخَذَ عليه الميثاقَ أنَ لَا يَكْتُمَهُ".

ابن نظيف في جزئه، وابن الجوزى في العلل عن أبي هريرة

قال في الكبير: قضية تصرف المصنف أن ابن الجوزى خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه، بل بين أن فيه موسى البلقاوى، قال أبو زرعة كان يكذب، وابن حبان: كان يضع الحديث على الثقات، ثم ظاهر عدول المصنف لذينك أنه لم يره مخرجا لأى من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجيب، فقد خرجه أبو نعيم والديلمى باللفظ المزبور عن أبي هريرة.

قلت: هذا كلام في منتهى السقوط، بل كلام من لا يدرى ما يخرج من رأسه فالمؤلف إذ عزا الحديث لكتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية [1/ 97]

ص: 410

كأنه صرح بأن الحديث واه بل لو عزاه إليه وعقبه بعد ذلك لكان معدودا من زمرة المغفلين كالشارح وقد أعاذه اللَّه من ذلك، بل هذه الغفلة خص اللَّه بها الشارح فلا يمكن أن يشاركه غيره فيما خصه اللَّه به، هذا لو كان المؤلف ينقل كلام المخرجين على الأحاديث فكيف وهو اصطلح في كتابه على عدم نقل ذلك عنهم وعلى إبداله بالرموز أو بالاكتفاء بحال الكتاب المعزو إليه كعلل ابن الجوزى وضعفاء العقيلى وابن عدى وابن حبان وأمثالها مما بينه في خطبة الجامع الكبير الذي هو أصل هذا الكتاب، وأما كونه لم يعزه لأبي نعيم والديلمى فلو كان في مائة كتاب غير كتابيهما ولم يعزه إليه لما كان عليه في ذلك أدنى لوم، لأن العزو إلى أى أصل كاف، على أن الشارح لم يعرف في أى كتاب هو من كتب أبي نعيم وإنما رأى الديلمى أسنده من طريقه فجزم بالعزو إليه لعدم أمانته وتحقيقه، وقد عزاه الحافظ في القول المسدد لأبي نعيم في الحلية ولم أره فيه ولا في كتاب العلم من ترتيبه للحافظ الهيثمى فليحرر.

والحديث مروى من طريق الزهرى عن ابن المسيب عن أبي هريرة، أحدهما أخرجه ابن نظيف في جزئه، وأسنده البندهى في شرح المقامات، والحافظ العراقى في جزئه الذي تعقب به ابن الجوزى كلاهما من طريق ابن نظيف قال:

أخبرنا أحمد بن الحسن الرازى ثنا بكر بن سهل الدمياطى ثنا موسى بن محمد ثنا زيد بن مسور عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبي هريرة.

وأخرجه ابن عساكر في تبيين كذب المفترى من طريق ابن مردويه عن الطبرانى عن بكر بن سهل الدمياطى به، وقال الحافظ العراقى بعده: موسى بن محمد البلقاوى متهم، لكن له شاهد صالح من حديث ابن مسعود رويناه في كتاب فضل العالم العفيف على الجاهل الشريف لأبي نعيم الحافظ اهـ.

ص: 411

وتعقبه الحافظ في القول المسدد، فقال: وأول شيء يتعقب فيه على شيخنا احتجاجه بهذا الحديث الذي هو من رواية موسى البلقاوى، واعترافه بأنه متهم أى أن الحفاظ اتهموه بالكذب، وإذا كان كذلك فلا يصلح أن يحتج بحديثه.

وقد أخرج أبو نعيم في الحلية هذا الحديث من وجه آخر عن أبي هريرة وفيه من لا يعرف، وهو من رواية محمد بن عبدة القاضى وكان يدعى سماع ما لم يسمع وهو مشهور اهـ.

قلت: والحديث قدمت أنى لم أجده في الحلية وإنما أسنده الديلمى في مسند الفردوس من طريق أبي نعيم:

حدثنا عبد الرحمن بن محمد ثنا محمد بن عبدة القاضى ثنا إسحاق بن زياد الأبلى ثنا محمد بن يحيى بن عبد ربه ثنا سهل بن سليمان الرازى عن عبد الملك بن عطية عن ابن شهاب به مثله.

2971/ 7770 - "مَا آمنَ بالقرآنِ من استحلَّ محارِمَهُ".

(ت) عن صهيب

قلت: الحديث رواه الترمذى [رقم 2918] عن محمد بن إسماعيل الواسطى:

حدثنا وكيع ثنا أبو فروة يزيد بن سنان عن أبي المبارك عن صهيب، ثم قال الترمذى: وقد روى محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه هذا الحديث فزاد في هذا الإسناد: عن مجاهد عن سعيد بن المسيب عن صهيب.

ولا يتابع محمد بن يزيد على روايته وهو ضعيف، وأبو المبارك رجل مجهول، هذا حديث ليس إسناده بذاك، وقد خولف وكيع في روايته وقال محمد يعنى البخارى: أبو فروة يزيد بن سنان الرهاوى ليس بحديثه بأس إلا

ص: 412

رواية ابنه محمد عنه فإنه يروى عنه مناكير.

قلت: اختلف في هذا الحديث على أبي فروة وعلى ابنه محمد عنه فرواه وكيع عن أبي فروة عن أبي المبارك عن صهيب كما سبق ورواه أبو خالد الأحمر عنه عن أبي المبارك عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدرى، أخرجه الذهبى في الميزان [5/ 970، رقم 1056] من طريق البانياسى: ثنا أحمد بن الصلت ثنا إبراهيم بن عبد الصمد العباسى ثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو خالد الأحمر.

ورواه أبو حاتم الرازى عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه فقال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: سمعت مجاهدا يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت صهيبا به.

أخرجه الخطيب في التاريخ [6/ 127، 7/ 387] من رواية على بن أحمد بن مروان عن أبي حاتم، وكذلك أسنده الذهبى في الميزان من رواية عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه، وأخرجه الخطيب أيضًا من رواية جعفر بن محمد بن الفضل عن محمد بن يزيد به مثله، قال الذهبى: ومحمد بن يزيد الذي جود سنده ليس بعمدة كأبيه.

قلت: ولم تتفق الرواة عنه على هذا القول بل رواه أحمد بن عبد الملك بن واقد الحرانى عنه فقال: سمعت أبي يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت صهيبا به، أخرجه الدينورى في المجالسة عن أحمد بن محمد بن يزيد الوراق عن أحمد بن عبد الملك، فأسقط في هذه الرواية عطاء ومجاهد، وأسقط في الرواية السابقة أبا المبارك.

وقد ورد الحديث من غير طريق أبي فروة وابنه، قال الدولابى في الكنى:

أخبرنى أحمد بن شعيب -هو النسائى- أخبرنى أحمد بن سعيد حدثنا صدقة ابن سابق حدثنا مفضل أبو عبد الرحمن عن مجاهد عن سعيد بن المسيب

ص: 413

قال: سمعت صهيبا به.

2972/ 7771 - "مَا آمنَ بِى من باتَ شبعانَ وجارُهُ جائعٌ إِلى جنبِهِ وَهُو يعلَمُ بِهِ".

البزار (طب) عن أنس بسند حسن

قلت: في الباب عن على، قال الطوسى في أماليه:

أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد البيهقى ثنا هارون بن عمرو المجاشعى ثنا الرضا على بن موسى عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام قال: "قيل يا نبى اللَّه أفى المال حق سوى الزكاة؟ قال: نعم، بر الرحم إذا أدبرت، وصلة الجار المسلم، فما أقر بى من بات شبعان وجاره المسلم جائع ثم قال: ما زال جبريل عليه السلام يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه".

2973/ 7772 - "مَا أُبالى ما رَدْدتُ بِهِ عنى الجوعَ".

ابن المبارك عن الأوزاعى معضلا

قلت: هو في كتاب الزهد في باب "القناعة" قال: حدثنا الأوزاعى به.

2974/ 7773 - "مَا أُبالِى ما أتيتُ إنْ أنا شربتُ تِرياقًا، أو تعلَّقْتُ تميمة أو قلتُ الشعرَ من قِبَلِ نفسِى".

(حم. د) عن ابن عمر

قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وكأنه ذهل عن قول الذهبى في المهذب هذا حديث منكر تكلم في ابن رافع لأجله، ولعله من خصائصه عليه الصلاة والسلام فإنه رخص في الشعر لغيره.

قلت: الحديث حسن لأنه من رواية عبد اللَّه بن يزيد عن سعيد بن أبي أيوب ثنا شرحبيل بن يزيد المعافرى عن عبد الرحمن بن رافع التنوخى قال: سمعت

ص: 414

عبد اللَّه بن عمرو به.

وعبد الرحمن بن رافع التنوخى ذكره ابن حبان في الثقات وقال: لا يحتج بخبره إذا كان من رواية عبد الرحمن بن زياد بن أنعم وإنما وقع المناكير في حديثه من أجله.

وكذا قال الذهبى [2/ 560، رقم 4860]: لعل تلك النكارة جاءت من صاحبه عبد الرحمن بن زياد اهـ.

وهذا ليس من رواية ابن أنعم عنه بل هو من رواية الثقة شرحبيل بن شريك، وقال أبو داود في رواية: ابن يزيد كما سبق، وقد حدث به مرة أخرى عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد اللَّه بن عمرو فكأنه سمعه منهما، قال أبو نعيم [9/ 308]:

حدثنا الطبرانى حدثنا موسى بن عيسى ثنا محمد بن المبارك ثنا معاوية بن يحيى عن سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن شريك عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد اللَّه بن عمرو به.

والذهبى استنكر معناه ثم رجع فقال: لعل ذلك من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الواقع فلم تبق نكارة، ولم ينحط الحديث عما قال المؤلف.

2975/ 7776 - "مَا اجتمعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ يتلُونَ كتابَ اللَّهِ ويتدارسُونَه يينهُمْ إلا نزلتْ عليهم السكينةُ، وغشيتهُم الرحمةُ، وحفَّتْهُم الملائكةُ، وذكرَهُمَ اللَّهُ فِيمَن عندَهُ".

(د) عن أبي هريرة

قال في الكبير: صنيعه مؤذن بأن هذا مما لم يتعرض أحد الشيخين لتخريجه وهو ذهول، فقد رواه مسلم باللفظ المزبور عن أبي هريرة.

ص: 415

قلت: بل هو ذهول منك وجهل وقصور فالحديث لفظه عند مسلم (1): "من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس اللَّه عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر اللَّه عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره اللَّه في الدنيا والآخرة، واللَّه في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اللَّه له طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه. . . " الحديث كما هنا، فإن وقف عليه الشارح بتمامه وقال ما قال فهو مدلس كذاب، وإن لم يقف عليه بتمامه وظنه أنه في مسلم بهذا اللفظ فهو جاهل بالحديث قاصر في معرفته.

2976/ 7782 - "ما أحبَّ عبد عبدًا للَّهِ إلا أكرمَ ربَّهُ".

(حم) عن أبي أمامة

قال الشارح: وإسناده صحيح واقتصار المؤلف على أنه حسن غير حسن.

قلت: بل دخولك في الفضول وفيما لا تعرف غير حسن فالحديث سنده ضعيف، وما حسنه المؤلف إلا لشواهده، قال أحمد [5/ 259]:

حدثنا إبراهيم بن مهدى ثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة به.

وإسماعيل ضعيف في غير الشاميين، وشيخه يحيى بن الحارث يمانى والقاسم ضعيف صاحب مناكير، وقد وثقه يحيى بن معين، والشارح لما نقل في الكبير عن الحافظ الهيثمى أنه قال: رجاله وثقوا، ظن بجهله بقواعد الفن أن هذه عبارة تقضى التصحيح مع أنه لو قال: رجاله ثقات لما أفاد صحته فكيف وهو قال: رجاله وثقوا وهذه العبارة يستعملها فيمن اختلف فيه لا فيمن اتفق عليه؟!.

(1) الذكر والدعاء باب (11) رقم: (38).

ص: 416

وقد ورد هذا الحديث عن يحيى بن الحارث من وجه آخر أضعف من هذا مطولا أخرجه البيهقى في الشعب قال [6/ 491، رقم 9017]:

أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللَّه السراج أنبأنا أبو محمد القاسم بن على ابن حيويه الطويل ثنا أبو عبد اللَّه البوشنجى ثنا عمرو بن الحصين ثنا ابن علاثة ثنا يحيى بن الحارث به مطولا باللفظ الذي ذكره الشارح في الكبير.

2977/ 7785 - "ما أُحبُّ أنَّ لى الدُّنيَا ومَا فيهَا بهذِه الآية: {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ. . .} إِلَى آخر الآية [الزمر: 53] ".

(حم) عن ثوبان

قلت: أخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في حسن الظن [ص 51، رقم 49].

ثنا محمد بن الحسين ثنا حجاج بن محمد الأعور عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال: سمعت عبد الرحمن المزنى قال: ذكر أبو عبد الرحمن الجبلانى أنه سمع ثوبان مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به.

2978/ 7786 - "ما أُحِبُّ أنى حكَيْتُ إنسانًا وأنَّ لِى كَذَا وكَذَا".

(د. ت) عن عائشة

قال الشارح: قال الذهبى: فيه من لا يعرف، فقول المؤلف حسن ممنوع.

قلت: هذا كذب على الذهبى ومعاذ اللَّه أن يقول الذهبى: إن فيه من لا يعرف مع أن رجاله معروفون ثقات.

فالترمذى [رقم 2503] رواه عن هناد عن وكيع عن سفيان عن على بن الأقمر عن أبي حذيفة عن عائشة وهؤلاء كلهم رجال الصحيح، ولذا قال الترمذى عقبه: إنه حسن صحيح، ثم رواه أيضًا عن محمد بن بشار عن يحيى بن

ص: 417

سعيد وعبد الرحمن قالا: حدثنا سفيان به، وهذا سند على شرط الصحيح أيضًا.

وأبو داود رواه عن مسدد ثنا يحيى عن سفيان به.

فكل رجاله رجال الصحيح فلا حول ولا قوة إلا باللَّه ما أجرأ هذا الرجل على الكذب فإن المؤلف لم يرمز لهذا الحديث بعلامة الحسن بل بعلامة الصحيح.

2979/ 7787 - "مَا أحدٌ أعظم عندى يدًا منْ أبِى بكرٍ، وَاسَانِى بنفسِهِ ومالِهِ، وأنكحَنِى ابنتَهُ".

(طب) عن ابن عباس

قال في الكبير: رمز لحسنه، قال الهيثمى: فيه أرطأة أبو حاتم وهو ضعيف اهـ. وأورده في الميزان ولسانه في ترجمة أرطأة هذا، وقال ابن عدى: إنه خطأ أو غلط.

قلت: قبح اللَّه الكذب والتهور فابن عدى لم يقل في هذا الحديث إنه خطأ أو غلط، بل روى هذا الحديث في ترجمة أرطأة بن المنذر المذكور ثم قال: ولأرطأة غير هذا وبعضها خطأ وغلط اهـ.

فحرفه الشارح إلى ما ترى، ثم إن الحديث في الصحيحين (1) من حديث أبي سعيد الخدرى بلفظ:"إن أمن أو من أمن الناس على في صحبته وماله أبو بكر"، وورد أيضًا من حديث سهل بن سعد وغيره.

(1) البخارى في: الصلاة (80)، ومسلم في: فضائل الصحابة (95، 96).

ص: 418

2980/ 7788 - "مَا أحدٌ أكثرَ من الرِّبَا إلَّا كَانَ عاقبةُ أمرِهَ إلى قِلَّةٍ".

(هـ) عن ابن مسعود

قال في الكبير: ورواه الحاكم عنه أيضًا وقال: صحيح وأقره الذهبى، فكان ينبغى للمصنف عزوه إليهما، فإن اقتصر فعلى الحاكم، لأن ابن ماجه وإن كان مقدما لكونه أحد الستة لكن سنده حسن وهذا صحيح.

قلت: هكذا الجهل والتعنت وإلا فلا، أما الجهل فلو كان له علم وحياء لاستحيا أن يقول هذا، فإن الحديث عند ابن ماجه [رقم 2279] والحاكم [4/ 318] بسند واحد فكلاهما رواه من طريق يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عُمَيْلة عن أبيه عن ابن مسعود.

فمن أين يكون سند ابن ماجه حسن والحاكم صحيحا.

وأما التعنت فإنه دائمًا يهول بتقديم العزو إلى الكتب الستة على غيرها ويكرر نقلا عن مغلطاى في ذلك وهنا عكس الأمر وستره بكون سند الحاكم صحيحا ففضحه جهله كما ترى، وبعد هذا فلفظ الحاكم لا يدخل في هذا الموضع لأن لفظه:"ما أكثر أحد" فموضعه بعد هذا في ترتيب المؤلف إلا أنه حذفه من هذا المختصر اختصارا.

2981/ 7789 - "مَا أحدثَ رجلٌ إخاءً فِي اللَّهِ تَعالَى إلا أحدَثَ اللَّهُ لَهُ درجةً في الجنَّة".

ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان عن أنس

قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجًا لأشهر من ابن أبي الدنيا مع أن الديلمى خرجه [فى] مسند الفردوس باللفظ المزبور عن أنس.

ص: 419

قلت: وهذا أيضًا من الجهل والتعنت البارد، أما الجهل فإن الديلمى خرج الحديث من طريق [ابن] أبي الدنيا فقال:

أخبرنا أبي أخبرنا الميدانى كتابة أخبرنا أبو طاهر الحربى ثنا أحمد بن يوسف العلاف ثنا الحسين بن صفوان ثنا ابن أبي الدنيا في كتاب الإخوان: حدثنا سويد بن سعيد ثنا بقية عن الأحوص بن حكيم عن أبي إسماعيل العبدى عن أنس به.

وإذ رواه من طريق [ابن] أبي الدنيا وعين الكتاب فلم يبق فائدة في العزو إليه هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن ابن أبي الدنيا أشهر وأشهر من الديلمى والعزو إليه أعلى وأولى باتفاق أهل الحديث.

وأما التعنت فلو عزاه المؤلف للديلمى لقال: إنه خرجه من طريق ابن أبي الدنيا فلو عزاه للأصل لكان أولى كما فعل ذلك عشرات المرات، على كل حال قبح اللَّه الجهل.

والحديث خرجه أيضًا ابن وهب في جامعه من وجه آخر معضلا أو مرسلا فقال:

حدثنى عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن محمد بن سوقة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحدث عبد أخا يؤاخيه في اللَّه إلا رفعه اللَّه به درجة، فقال رجل من المنافقين في نفسه: وما درجة رفعها رجل أو وضعها؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليست بدرجة عتبة بيت أحدكم ولكنها درجة كما بين السماء والأرض".

قال ابن وهب: وأخبرنيه عبد الرحمن بن زيد عن أببه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

2982/ 7790 - "مَا أحدَثَ قومٌ بدعةً إِلَّا رفعَ اللَّهُ مثلها من السُنَّةِ".

(حم) عن غضيف بن الحارث

قال في الكبير: وللحديث قصة، وذلك أن عبد الملك بن مروان بعث إلى

ص: 420

غضيف فقال: "يا أبا سليمان إنا قد جمعنا الناس على أمرين: رفع الأيدى على المنابر يوم الجمعة، والقصص بعد الصبح والعصر، فقال: أما أنها أمثل بدعتكم عندى ولست بمجيبكم إلى شيء منها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أحدث قوم بدعة إلا رفع مثلها من السنة، فتمسك بسنة خير من إحداث بدعة"، هكذا هو عند مخرجه أحمد، فإسقاط المؤلف منه قوله: فتمسك. . . إلخ غير جيد.

قلت: بل عدم فهمك للحديث مع فضولك فيه غير جيد، فإن قوله: فتمسك بسنة. . .إلخ ليس هو من تمام المرفوع من قول النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو مدرج من كلام غضيف يخاطب به عبد الملك بن مروان ويقول له: تمسك بالسنة خير من إحداث هذه البدعة التي أخبرتنى بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحدث قوم. . . " الحديث، فلو سكت الشارح عما لا يعلم لأحسن إلى نفسه وأراح الناس من تعبه، وسيأتى الحديث قريبًا بدون هذه الزيادة أيضًا.

2983/ 8892 - "ما أحسنَ القصدَ فِي الغنى، مَا أحسنَ القصدَ فِي الفقر، وأحسنَ القصدَ في العبادَةِ".

البزار عن حذيفة

قلت: قال البزار:

حدثنا أحمد بن يحيى ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون ثنا سعيد بن حكيم عن مسلم بن حبيب عن بلال القبسى عن حذيفة به، وقال البزار: لا نعرفه يروى إلا عن حذيفة.

2984/ 7793 - "مَا أحسَنَ عبد الصدقَة إلا أحسَنَ اللَّهُ الخلافَة في تَرِكَتِهِ".

ابن المبارك عن ابن شهاب الزهرى مرسلا

قلت: قال ابن المبارك:

ص: 421

أخبرنا حيوة بن شريح عن عقيل عن ابن شهاب به، ورواه الديلمى في مسند الفردوس من طريقه موصولا عن أنس فقال:

أنا محمد بن طاهر أنا الحسن بن على أنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أبي ثنا محمد بن عبد اللَّه بن الحسين ثنا عبد اللَّه بن صالح ثنى ليث عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس به.

وفي الباب عن ابن عمر، قال ابن شاهين في الترغيب:

ثنا على بن محمد المصرى ثنا محمد بن عبد اللَّه بن بحير ثنا أبي ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما أحسن عبد الصدقة. . . مثله".

قلت: هكذا سماه عبد اللَّه بن بحير، ورواه الدارقطنى في غرائب مالك، والخطيب في الرواة عنه فقالا: عن محمد بن عبد الرحمن بن بحير عن أبيه به.

ثم قال الخطيب: عبد الرحمن وابنه مجهولان.

2985/ 7794 - "مَا أحَلَّ اللَّهُ شيئًا أبغضَ إليهِ منَ الطَّلَاقِ".

(د) عن محارب بن دثار مرسلا (ك) عن ابن عمر

قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن أبا داود لم يخرجه إلا مرسلا وليس كذلك، بل خرجه مرسلا ومسندا، لكنه قدم المرسل فذهل المصنف عن بقية كلامه فأغفله، نعم المرسل أصح. . . إلخ.

قلت: هذا الرجل بلية أبتلى اللَّه بها أهل الحديث وكان نصيب المؤلف منها أوفر نصيب، فالموصول الذي خرجه أبو داود بعد المرسل لفظه [رقم 2178]:"أبغض الحلال إلى [اللَّه] الطلاق"، وهذا اللفظ محله حرف

ص: 422

الألف" وقد سبق للمؤلف ذكره هناك وعزاه لأبى داود أيضًا وابن ماجه [رقم 2018] والحاكم.

2986/ 7797 - "ما اختلجَ عرقٌ ولا عينٌ إلا بذنب وما يدفَعُ اللَّهُ عنهُ أكثرُ".

(طس) والضياء عن البراء

قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 247] قال:

حدثنا الطبرانى ثنا أبو صالح محمد بن يعقوب الوراق الأصبهانى ثنا أحمد بن الفرات ثنا محمد بن كثير ثنا محمد بن فضيل عن الصلت بن بهرام عن أبي وائل عن البراء به.

ورواه أبو حعفر الطوسى في المجالس من طريق أبي المفضل الشيبانى قال: حدثنا أبو الحسن على بن الحسين بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللَّه بن العباس بن على قال: حدثنا عمى على بن حمزة ثنا على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن على عليهما السلام قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما اختلج عرق ولا عثرت قدم إلا بما قدمت أيديكم، وما يعفو اللَّه عز وجل عنه أكثر".

2987/ 7798 - "مَا اختلَطَ حُبى بقلبِ عبدٍ إلا حرَّم اللَّهُ جسدَهُ علَى النارِ".

(حل) عن ابن عمر

قال في الكبير: وفيه محمد بن حميد، قال ابن الجوزى: ضعيف، وأحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، قال الذهبى: ضعفوه، وإسماعيل بن يحيى فإن كان التيمى فوضاع، أو الشيبانى فكذاب كما بينه الذهبى، أو ابن كهيل فمتروك كما قاله الدارقطنى.

ص: 423

قلت: هذا تعليل من لا يدرى فمحمد بن حميد لا يذكر هنا، والحافظ ابن عقدة أجل من أن يضعف به الحديث وما تكلم فيه من تكلم إلا لتشيعه، والذهبى يحب أن يهول فيمن فيه رائحة التشيع لنصبه، وإسماعيل بن يحيى لا معنى لهذا الشك في تعيينه فهو التميمى الكذاب الوضاع، والحديث ما هو إلا من إفكه ووضعه، والحديث له بقية تركها المؤلف تعلم من مراجعة الحديث في ترجمة مسعر من الحلية [7/ 255]، والشارح لو علم بها لأسخف على عادته، ولكنه لم ير الحديث في الحلية وإنما رآه في مسند الفردوس للديلمى الذي أسند الحديث من طريق أبي نعيم واقتصر منه على القدر المذكور هنا أيضًا.

2988/ 7804 - "مَا أَذِنَ اللَّهُ لعبدٍ في الدعاءِ حتَّى أذِنَ لهُ فِي الإجابَةِ".

(حل) عن أنس

قال الشارح في الكبير: فيه عبد الرحمن بن خالد بن نجيح، قال ابن يونس: منكر الحديث، ومحمد بن عمران قال البخارى: منكر الحديث.

قلت: بل فيه من هو أوهى من هذين وهو حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك فإنه كذاب وضاع والحديث باطل موضوع لا يصح عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، لأنه فاسد المعنى والتركيب إذ لا معنى لقوله:"حتى أذن له في الإجابة"، ولو قال: حتى ضمن له الإجابة أو نحو هذا لأمكن أن يمشى حاله.

2989/ 7807 - "ما ازدادَ رجلٌ منَ السُّلطان قُرْبًا إلا ازدَادَ عنِ اللَّهِ بُعدًا ولا كثُرتْ أتباعُهُ إلا كثُرتْ شياطِينُهُ ولَا كَثُر مَالُهُ إلا أشتَد حسَابُهُ".

هناد عن عبيد بن عمير مرسلا

ص: 424

قلت: أخرجه أيضًا السمرقندى في التنبيه قال [430، رقم 1703]:

حدثنا محمد بن الفضل ثنا محمد بن جعفر ثنا إبراهيم بن يوسف ثنا أبو معاوية عن الليث عن الحسن بن مسلم عن عبيد بن عمير به مثله.

2990/ 7808 - "مَا أزينَ الحِلْمَ! ".

(حل) عن أنس، ابن عساكر عن معاذ

قلت: إى واللَّه وما أقبح الكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فهذا الحديث موضوع، والمؤلف تساهل في إيراده هنا وحديث معاذ ورد من غير الطريق الذي ذكره الشارح قال ابن شاهين في الترغيب:

حدثنا عبد الغافر بن سلامة الحمصى ثنا مزراد بن جميل ثنا يحيى بن سعيد يعنى العطار الحمصى ثنا بشر بن إبراهيم عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل مرفوعًا: "ما أزين الحلم لأهله".

2991/ 7810 - "مَا استرذَلَ اللَّهُ تعالَى عبدًا إلا حظَرَ عليه العلمَ والأدبَ".

ابن النجار عن أبي هريرة

قال الشارح: حظر بالتشديد.

قلت: هذا غلط فاحش بل هو بالتخفيف والحديث باطل موضوع وقد أورده المؤلف نفسه في ذيل الموضوعات فكان عليه أن لا يذكره هنا، وقد ورد عن ابن عباس موقوفًا، أخرجه الديلمى في مسند الفردوس وذكرته في المستخرج على مسند ابن شهاب.

2992/ 7811 - "مَا استفادَ المؤمنُ بعد تقوى اللَّه عز وجل خيرًا لَهُ من زوجة صالحة: إنْ أَمَرَهَا أطَاعتْهُ وإنْ نظر إليَهاَ سرَّتْهُ، وإن أقسَمَ عليهَا أبرَّتْهُ، وإنْ غابَ عنهَا نَصحتْهُ في نفسِهَا ومالِهِ".

(هـ) عن أبي أمامة

ص: 425

قال الشارح: وضعفه المنذرى وابن حجر فرمز المؤلف لحسنه غير حسن.

قلت: المنذرى يتكلم على كل حديث بحسب سنده، والمؤلف ينظر إلى المتن باعتبار طرقه وشواهده، وهذا الحديث له شواهد من حديث أبي هريرة وعبد اللَّه بن عمر وعبد اللَّه بن سلام، على أن سنده لا بأس به وفي كل رجاله خلاف.

2993/ 7812 - "مَا استكبرَ من أكلَ معَهُ خادمهُ وَرَكِبَ الحمارَ بالأسواقِ واعتقَلَ الشاةَ فحلَبَهَا".

(خد. هب) عن أبي هريرة

قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وفيه عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسى أورده الذهبى في الضعفاء وقال: قال أبو داود: ضعيف، عن عبد العزيز بن محمد قال ابن حبان: بطل الاحتجاج به.

قلت: واللَّه ما باطل الاحتجاج إلا بك، فأنت مصيبة أبتلى اللَّه بك أهل الحديث فعبد العزيز بن محمد الذي قال فيه ابن حبان: بطل الاحتجاج به هو ابن زبالة، والمذكور في سند هذا الحديث هو الدراوردى وهو ثقة محتج به في الصحيحين مكثر عنه فيهما، وعبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسى شيخ البخارى ثقة محتج به في الصحيح أيضًا، وثقه يعقوب بن شيبة وأبو داود، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال الدارقطنى: حجة، وقال الخليلى: ثقة متفق عليه، وذكره ابن حبان في الثقات.

والعجب أن الذهبى لما ذكره في الميزان [2/ 630، رقم 5108] كتب عليه علامة "صح" أى أنه تكلم فيه بلا حجة أو بما لا يوجب الرد ثم قال: عبد العزيز بن عبد اللَّه الأويسى المدنى شيخ البخارى ثقة جليل، وثقه أبو داود، وروى عن رجل عنه، ثم وجدت أنى أخرجته في المغنى وقلت:

ص: 426

قال أبو داود: ضعيف، ثم وجدت في سؤالات الأجرى لأبي داود: عبد العزيز الأويسى ضعيف اهـ.

فأعرض الشارح عن توثيقه وعن علامة كونه ممن تكلم فيه بدون حجة، واقتصر على نقل التضعيف لجهله وتعنته.

2994/ 7813 - "ما أسر عبدٌ سريرةً إلا ألبسَهُ اللَّهُ رداءَهَا: إنْ خيرًا فخير، وإن شرًا فشرٌ".

(طب) عن جندب البجلى

قال في الكبير: رمز المصف لحسنه وليس ذا منه بصواب، فقد قال الهيثمى وغيره: فيه حامد بن آدم وهو كذاب.

قلت: إن ثبت أن المؤلف رمز له بعلامة الحسن فذاك لمجموع طرقه وشواهده فقد ورد أيضًا من حديث عثمان وابن مسعود.

فحديث عثمان رواه ابن جرير في التفسير من طريق إسحاق بن إسماعيل عن سليمان بن أرقم عن الحسن قال: رأيت عثمان بن عفان عند قبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عليه قميص فدهى محلول الزر وسمعته يقول: "يا أيها الناس اتقوا اللَّه في هذه السرائر فإنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: والذي نفس محمد بيده ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه اللَّه رداءها علانية إن خيرا فخير وإن شرا فشر ثم قرأ هذه الآية: {وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ} [الأعراف: 26] قال: السمت الحسن" وسليمان بن أرقم متروك.

لكن له طريق آخر أخرجه أبو نعيم في الحلية [10/ 215]، والقضاعى في مسند الشهاب كلاهما من طريق محمد بن بكار:

ثنا حفص بن سليمان عن علقمة بن مرثد عن سعيد بن عبيدة (1) عن أبي

(1) سقط سعيد بن عبيدة من النسخة المطبوعة من الحلية.

ص: 427

عبد الرحمن السلمى عن عثمان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من كانت له سريرة صالحة أو سيئة نشر اللَّه عليه منها رداء يعرف به".

ورواه القضاعى أيضًا من طريق إبراهيم بن عبد اللَّه المخرمى:

ثنا صالح بن مالك الأزدى ثنا أبو عمر البزار ثنا علقمة بن مرثد به.

وحديث ابن مسعود رواه أبو نعيم في الحلية [5/ 36] من طريق فضيل بن عبد الوهاب:

ثنا روح بن مسافر عن زبيد عن مرة عن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:

"أسروا ما شئتم فواللَّه ما أسر عبد ولا أمة سريرة إلا ألبسه اللَّه رداءها خيرا فخير وشرا فشر حتى لو أن أحدكم عمل خيرا من وراء سبعين حجابا لأظهر اللَّه ذلك الخير حتى يكون ثناؤه في الناس خيرا، ولو أن أحدكم أسر شرا من وراء سبعين حجابا لأظهر اللَّه ذلك الشر حتى يكون ثناؤه في الناس شرا".

ورواه محمد بن الحسن في آخر كتاب الآثار مقطوعا من من كلام إبراهيم النخعى فقال: أخبرنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم قال: "أسروا ما شئتم وأعلنوا ما شئتم ما من عبد يسر شيئًا إلا ألبسه اللَّه تعالى رداءه.

2995/ 7814 - "مَا أسفَلَ الكَعْبَيْنِ من الإزار فَفِى النارِ".

(خ. ن) عن أبي هريرة

قلت: ورواه البخارى أيضًا في كتاب الكنى من حديث عائشة قالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول [ص 77، رقم 736]: "ما تحت الكعبين من الإزار في النار"، خرجه في ترجمة أبي نبيه.

2996/ 7816 - "مَا أسْكَرَ منْهُ الفرقُ فملءُ الكف منْه حرامٌ".

(حم) عن عائشة

ص: 428

قال في الكبير: ظاهره أنه لم يخرجه أحد من الستة وليس كذلك، بل رواه أبو داود والترمذى وابن ماجه.

قلت: فأبو داود والترمذى [رقم 1861] خرجاه بلفظ: "كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق. . . " الحديث.

وقد ذكره المصنف سابقا في حفر "الكاف" وعزاه لهما، وأما ابن ماجه فلم يخرجه بهذه الزيادة أصلًا.

2997/ 7818 - "مَا أصابَ الحجَّامُ فاعِلفُوهُ الناضِحَ".

(حم) عن رافع بن خديج

قال الشارح: وفي إسناده اضطراب بينه في الإصابة، فرمز المؤلف لحسنه فيه نظر.

قلت: لا نظر فيه فرجال السند ثقات، وقد عبر عنه الحافظ الهيثمى [4/ 93] بأنه مرسل صحيح الإسناد، ومع هذا فللمتن شواهد من حديث محيصة وجابر بن عبد اللَّه ورجال حديثيهما رجال الصحيح وعن ثوبان وسنده ضعيف.

2998/ 7819 - "مَا أصَابَنِي شئٌ منهَا إلا وهُوَ مكتوبٌ عليَّ وآدمُ في طِيَنتِهِ".

(هـ) عن ابن عمر

قال في الكبير: رمز لحسنه وفيه بقية بن الوليد.

قلت: وحديثه حسن كما قال المصنف:

2999/ 7820 - "مَا أصبَحْتُ غداة قَطُّ إلا استغفرتُ اللَّه فيهَا مائةَ مرَّةٍ".

(طب) عن أبي موسى

ص: 429

قال في الكبير: رمز لحسنه وفيه أبو داود مغيرة الكندى قال في الميزان: قال البخارى: يخالف في حديثه وأورد له هذا الخبر.

قلت: المغيرة بن أبي الحُرّ قال أبو نعيم: ثقة، وأبو حاتم: لا بأس به، وكذا قال الترمذى، وذكره ابن حبان في الثقات، وانفرد البخارى بما قال فيه وتبعه العقلى فأورده في الضعفاء [4/ 174، رقم 1751] تقليدا للبخارى بدون حجة، وأخرج له هذا الحديث الذي لم يجد غيره فيما يظهر مع أنه لم يخالف فيه، فإنه ورد من غير طريقه كما هو معروف ويكفيه أن النسائى احتج به في سننه فالحديث في نظرى صحيح لا حسن فقط، قال الطبرانى:

حدثنا على بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا المغيرة بن أبي الحر الكندى عن سعيد ابن أبي بردة عن أبيه عن جده قال: "جاء رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس فقال: ما أصبحت. . . " وذكره، فرجال [هذا](1) السند كلهم رجال الصحيح إلا المغيرة وهو ثقة صحيح الحديث كما سمعت، والحديث خرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 60] عن الطبرانى.

3000/ 7822 - "مَا أصَرَّ مَن استغفَرَ وإنْ عَادَ في اليومِ سبعينَ مرَّةً".

(د. ت) عن أبي بكر

قال في الكبير: قال الترمذى: غريب وليس إسناده بقوى، قال الزيلعى: إنما لم يكن قويا لجهالة مولى أبي بكر الراوى عنه لكن جهالته لا تضر إذ يكفيه نسبته إلى أبي بكر اهـ. وأقول: فيه أيضًا عثمان بن واقد ضعفه أبو داود نفسه.

قلت: من عجيب أحوال هذا الشارح الدخول في الفضول والمشاركة فيما لا

(1) في الأصل المخطوط هؤلاء.

ص: 430

يحسن ولا يتقن، والتعقب والاستدراك على الحفاظ الكبار أصحاب التحقيق للفن والإتقان فعثمان بن واقد ثقة وثقه أحمد وابن معين وابن حبان والدارقطنى، ولو كان ضعيفًا لأعله به الحفاظ ولما اقتصروا على ذكر جهالة المولى، وأبو داود إنما ضعفه لكونه روى حديث:"من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل" فقال: لا نعلم أحدا قال فيه: "من الرجال والنساء" غيره، وهذا محتمل لأن يكون رواه كذلك ولأن يكون دخل عليه فيه الوهم ودخول الوهم في مثل حديث لا يخلو منه بشر، ومع هذا فقد روى له أبو داود وسكت على حديثه خلاف ما قد يتوهم من كلام الشارح أنه ضعفه عقب الحديث.

والحديث خرجه أيضًا أبو يعلى وابن السنى في اليوم والليلة [5/ 80] والبزار وابن زنجوية في الترغيب [1/ 422] والبغوى في التفسير وأسلم بن سهل الواسطى بحشل في تاريخ واسط، وابن شاهين في الترغيب، والقضاعى في مسند الشهاب كلهم من طريق عثمان بن واقد عن أبي نصيرة عن مولى لأبي بكر عن أبي بكر رضي الله عنه، وقال البزار: لا نحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه من الوجوه إلا عن أبي بكر -كذا قال والواقع خلافه كما سأذكره- قال: وعثمان بن واقد مشهور وأبو نصيرة ومولى لأبي بكر فلا يعرفان -كذا قال وليس كذلك بالنسبة لأبي نصيرة كما سيأتى- قال: ولكن لما كان هذا الحديث لا يعرف إلا من هذا الوجه لم نجد بدا من كتابته ونبهنا عليه اهـ.

ولما نقل ابن كثير في التفسير [2/ 106] قول الترمذى: وليس إسناده بالقوى، قال والظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر ولكن جهالة مثله لا تضر لأنه تابعى كبير ويكفيه نسبته إلى أبي بكر رضي الله عنه فهو حديث حسن اهـ.

وقال الحافظ جمال الدين الزيلعى في تخريج أحاديث الكشاف: عثمان بن واقد وثقه أحمد وابن معين وشيخه أبو نصيرة اسمه مسلم بن عبيد الواسطى وثقه أحمد وابن حبان، ومولى أبي بكر هو أبو رجاء وباقى رجاله ثقات

ص: 431

مشهورون، وقول الترمذى: ليس إسناده بالقوى، الظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر، ثم قال مثل مقالة ابن كثير أخذا منه لأنه السابق لها.

وقال ابن مفلح في كتاب "الآداب الكبرى": هذا حديث حسن وكون راويه عن أبي بكر لم يسم لا يضر لأن المتقدمين حالهم حسن كذا قال، ومن الغريب قول ابن العربى المعافرى في "سراج المريدين" في الاسم السادس منه ما نصه ومن الحكمة: ما أصر من استغفر. . . الحديث ثم قال: وبه أقول اهـ. وهذا ينادى عليه بالقصور وعدم الاطلاع ومعرفة ما في السنن من الحديث وهو كذلك فإن من سابر كتبه ولا سيما سراج المريدين رأى منه في هذا الباب العجب العجاب فإنه ينكر كثيرًا من الأحاديث الصحيحة المشهورة ويأتى بكليات يضحك منها صغار طلحة الحديث فلا أدرى كيف عده الذهبى من الحفاظ.

وقد ورد هذا الحديث أيضًا من حديث ابن عباس قال الطبرانى في كتاب الدعاء:

حدثنا محمد بن الفضل السقطى ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو توبة عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء.

3001/ 7824 - "مَا أطعمْتَ زوجتَكَ فَهُو لَك صدقَةٌ، وَمَا أطعمْتَ ولدَك فَهُوَ لَك صدقَةٌ، وما أطعمْتَ خادمَكَ فهوُ لكَ صدقةٌ، وَمَا أطعمْتَ نفسَكَ فَهُو لكَ صدقَةٌ".

(حم. طب) عن المقدام بن معديكرب

قال الشارح: بإسناد صحيح.

وقال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله ثقات، وقال المنذرى: إسناده جيد،

ص: 432

وبه يعرف أن رمز المؤلف لحسنه تقصير وإنه كان الأولى الرمز لصحته.

قلت: بل كان الأولى لك أن تسكت فإن الحديث من رواية بقية قال أحمد [4/ 131]:

حدثنا إبراهيم بن أبي العباس ثنا بقية ثنا بكير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معدى كرب به.

وقال الطبرانى: حدثنا الحسين بن السميدع ثنا محمد بن المبارك ثنا بقية به.

ورواه أيضًا البخارى في الأدب المفرد: حدثنا حيوة بن شريح ثنا بقية.

وكذلك رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 76] من طريق محمد بن سليمان لوين عن بقية.

وحديث بقية حسن كما قال المصنف بل كثيرا ما يحسن أحاديث فيتعقبه الشارح بأنها من رواية بقية يريد بذلك أنها ليست بحسنة وأقرب ذلك حديث: "ما أصابنى شيء منها" المار قبل ثلاثة أحاديث فهناك لم يرض بتحسين حديث بقية ورآه أقل من ذلك وهنا لم يرض بتحسينه ورآه أعلى من ذلك.

وهذا نهاية في التهافت، ولو كان عنده ذوق في هذا الفن لعلم أن الحافظ المنذرى لم يعدل عن قوله: حسن أو صحيح إلى قوله جيد إلا لنكتة.

3002/ 7825 - "ما أظلَّتِ الخضراءُ ولا أقلَّتِ الغبراءُ منْ ذِى لهجةٍ أصدقَ من أبي ذَرٍّ".

(حم. ت. هـ. ك) عن ابن عمرو

قلت: في الباب أيضًا عن جابر بن سمرة وعلى وأبي الدرداء. فحديث جابر ابن سمرة رواه الدولابى في الكنى [1/ 146]:

حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأولى ثنا إسماعيل بن أبان أنبأنا ناصح أبو

ص: 433

عبد اللَّه المحلمى عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة منك يا أبا ذر".

وحديث على رواه الطحاوى في مشكل الآثار [1/ 224] من طريق شريك النخعى عن الأعمش قال: سمعت أبا وائل يحدث عن على قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول مثل اللفظ المذكور في المتن سواء.

وحديث أبي الدرداء أخرجه الطحاوى أيضًا:

ثنا أبو أمية ثنا الحسن بن موسى الأشيب ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن بلال عن أبي الدرداء به مثله.

ورواه أيضًا من حديث عبد اللَّه بن عمرو، وكذلك رواه من حديثه البخارى في الكنى في أبي حرب بن أبي الأسود [ص 23، رقم 181].

3003/ 7826 - "ما أُعْطِى أهلُ بيتٍ الرفقَ إلا نفعَهُمْ".

(طب) عن ابن عمر

قلت: ورواه الديلمى من طريق أبي نعيم ثم من رواية إبراهيم بن الحجاج: ثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن ابن عمر به وزاد فيه: "ولا منعوه إلا ضرهم".

3004/ 7827 - "مَا أعطَى الرجلُ امرأتَهُ فَهو صَدقةٌ".

(حم) عن عمرو بن أمية الضمرى

قال الشارح: وفيه محمد بن حميد ضعيف، فقول المؤلف حسن غير حسن.

قلت: الحديث له شواهد متعددة يرتقى بها إلى الصحيح فضلا عن الحسن.

3005/ 7831 - "ما أكرَمَ شابٌّ شيخًا إلا قيَّض اللَّهُ لهُ من يكرِمَهُ عندَ سِنِّهِ".

(ت) عن أنس

ص: 434

قال في الكبير: وقال (ت): حسن وتبعه المصنف فرمز لحسنه ولا يوافق عليه، فقد قال ابن عدى: هذا حديث منكر، وقال الصدر المناوى: فيه يزيد بن بيان العقيلى عن أبي الرَّحّال خالد بن محمد الأنصارى، ويزيد ضعفه الدارقطنى وغيره، والرحال واه، قال البخارى: عنده عجائب: وقال الحافظ العراقى: حديث ضعيف وكذا قال السخاوى.

قلت: وبعد هذا كله كتب في الشرح الصغير قال الترمذى: حسن صحيح اهـ. ولم يزد على ذلك فكان فيه إيهام وتدليس فإن السنن الصحيحة من سنن الترمذى ليس فيها ذلك بل فيها أنه قال: غريب لا نعرفه إلا من حديث هذا الشيح يزيد بن بيان وأبو الرحّال الأنصارى آخر اهـ.

والحديث خرجه أيضًا أبو نعيم في التاريخ [1/ 185] والقضاعى في مسند الشهاب وابن أبي الدنيا في كتاب العمر والشيب وأبو الأسعد القشيرى وابن الأبار في المعجم وجماعة كلهم من طريق يزيد بن بيان عن أبي الرحال عن أنس به.

وأبو الرحال بالحاء المهملة المشددة وبفتح الراء، وهو يشتبه بأبى الرجال بكسر الراء وبالجيم المعجمة وقد تكلمت على الحديث وأوردت أسانيده في المستخرج على مسند الشهاب.

3006/ 7834 - "ما التفَتَ عبد قطُّ في صلاتِهِ إلَّا قالَ لهُ ربُّهُ: أينَ تلتفتُ يا ابن آدمَ أَنَا خيرٌ لَكَ ممَّا تلتفتُ إليهِ".

(هب) عن أبي هريرة

قال في الكبير: ورواه الحاكم في التاريخ وعنه أورده البيهقى فلو عزاه المصنف له كان أولى.

قلت: بل عزوه إلى البيهقى أولى لأنه التزم ألا يخرج حديثا يعلم أنه موضوع بخلاف الحاكم في التاريخ.

ص: 435

3007/ 7835 - "مَا أُمرتُ بتشييدِ المساجِد"

(د) عن ابن عباس

قال الشارح: بإسناد صحيح.

قلت: رجاله ثقات لكن لا يقال عنه صحيح فإن الشارح أخذ ذلك من قوله في الكبير: سكت عليه أبو داود والمنذرى، وهذا لا يفيد الصحة.

وقد خرجه أبو نعيم في الحلية [7/ 313] من طريق محمد بن الصباح وهو شيخ أبي داود فيه:

ثنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثورى عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس به ثم قال: لم يوصله إلا محمد بن الصباح، ورواه عبد الجبار وغيره فوقفه على يزيد اهـ.

3008/ 7836 - "مَا أُمِرْتُ كلَّمَا بُلْتُ أنْ أتوضَّأ ولو فعلتُ لكانَتْ سنة".

(حم. د. هـ) عن عائشة

قال الشارح: بإسناد ضعفه المنذرى، وحسنه العراقى.

قلت: هذا من التهور والتلاعب فإنه قال في الكبير: ذكره النووى في الخلاصة في فصل الضعيف وعبّر في الصغير بالمنذرى، والمنذرى لم يضعف هذا الحديث، ثم إنه أطلق عزو التحسين إلى العراقى والمتبادر عند الإطلاق هو الحافظ زين الدين، ولكنه في الكبير نسب ذلك إلى ابنه ولى الدين فليس هذا من الأمانة ولا من التحقيق في شيء، والكلام على الحديث معلوم في كتب التخاريج.

3009/ 7837 - "ما أمعَرَ حاجٌّ قطُّ".

(هب) عن جابر

ص: 436

قال في الكبير: وظاهر صنيع المؤلف أن البيهقى سكت عليه وليس كذلك، بل عقبه بقوله: محمد بن أبي حميد ضعيف. . . إلخ.

قلت: هذا كذب على ظاهر صنيع المصنف فإنه رمز له بعلامة الضعيف، ولا عيب عليه في عدم عزوه إلى الطبرانى والبزار إلا في نظر هذا المتعنت وإذا كان كذلك فإن الشارح كثير النقل من مسند الفردوس للديلمى والعزو إليه وقد خرج هذا الحديث فيه من غير طريق محمد بن حميد فكان عدم عزوه إليه من القصور.

قال الديلمى:

أخبرنا محمد بن طاهر أخبرنا على بن شعيب أنا أحمد بن الحسين الرازى ثنا أبو روق النهرانى ثنا العباس بن القرج الرقاشى ثنا محمد بن خالد بن عمه ثنا عبد اللَّه بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر به.

3010/ 7839 - "مَا أنزلَ اللَّهُ داءً إلا أنزلَ لهُ شِفاءً".

(هـ) عن أبي هريرة

قال في الكبير: وصنيع المصنف بأن ذا لم يتعرض الشيخان ولا أحدهما لتخريجه وهو ذهول عجيب، فقد خرجه البخارى في الطب ورواه مسلم بلفظ:"ما أنزل اللَّه داء إلا أنزل له دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن اللَّه".

قلت: أما البخارى [4/ 253، 7/ 158] فنعم، قد خرجه من حديث أبي هريرة بهذا اللفظ، وأما مسلم فكذب، لم يخرجه بهذا اللفظ ولا من حديث أبي هريرة بل خرجه بلفظ (1):"لكل داء دواء فإذا أصيب. . . " إلخ ما ذكره الشارح، وهو من حديث جابر، وقد ذكره

(1) كتاب السلام باب (26)، رقم (69).

ص: 437

المؤلف سابقا وعزاه لأحمد ومسلم.

وفي الباب عن جماعة يزيد عددهم على العشرة ذكرت أحاديثهم مسندة في مستخرجى على مسند الشهاب.

3011/ 7840 - "مَا أنعمَ اللَّهُ تعالَى علَى عبدٍ نعمةً فقالَ: الحمدُ للَّهِ إلَّا كانَ الَّذِي أُعطِى أفضل ممَّا أَخذَ".

(هـ) عن أنس

قلت: أخرجه أيضًا ابن السنى في اليوم والليلة [رقم 350] من رواية محمد ابن معمر: ثنا أبو عاصم عن شبيب بن بشر عن أنس به بلفظ: "ما أنعم اللَّه عز وجل على عبد نعمة فقال: الحمد للَّه رب العالمين إلا كان قد أعطى خيرا مما أخذ" وأبو عاصم هو شيخ شيخ ابن ماجه فيه لأنه رواه عن الحسن بن على الخلال عنه.

ورواه الحكيم الترمذى في "نوادر الأصول" عن الحسن مرسلًا فقال في الأصل السابع ومائتين (1):

حدثنا الجارود حدثنا وكيع عن يوسف أبي خزيمة عن الحسن قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما أنعم اللَّه على عبد من نعمة صغيرة ولا كبيرة فحمد اللَّه عليها إلا كان قد أعطى خيرا مما أخذ".

ورواه ابن أبي الدنيا في "الشكر" عن الحسن من قوله لم يرفعه مع أنه رواه بهذا الإسناد فقال:

حدثنا أبو السائب ثنا وكيع عن يوسف الصباغ عن الحسن قال: "ما أنعم جل وعز على [عبد] نعمة فقال: الحمد للَّه إلا كان ما أعطى أكثر مما أخذ".

(1) هو في الأصل الخامس والثلاثين ومائتين (2/ 246).

ص: 438

قال ابن أبي الدنيا: وبلغنى عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن هذا فقال: هذا خطأ لا يكون فعل العبد أفضل من فعل اللَّه عز وجل، ثم نقل عن بعض أهل العلم تفسيره بما يراجع منه (ص 23).

3012/ 7842 - "ما أنعمَ اللَّهُ تعالَى علَى عبدٍ نعمةً من أهلٍ ومالٍ وولدٍ، فيقولُ: ما شاءَ اللَّهُ، لا قوَّةَ إلا باللَّهِ، فيرَى فيه آفةً دونَ الموتِ".

(ع. هب) عن أنس

قلت: أخرجه أيضًا ابن السنى في اليوم والليلة، وأسنده المؤلف في بغية الوعاة من جزء أبي روق النهرانى وآخرون كلهم من رواية عمر بن يونس اليمانى عن عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس به.

وقال أبو الفتح الأزدى: عيسى بن عون عن عبد الملك بن زرارة عن أنس لا يصح حديثه.

قلت: وفيه مع ذلك انقطاع فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في "الشكر" من طريق الحسن بن الصباح عن عمر بن يونس أيضًا عن عيسى بن عون فقال عن جعفر بن الفرافصة الحنفى عن عبد الملك بن زرارة به فزاد في السند جعفرا المذكور.

3013/ 7846 - "ما أنكرَ قلبكَ فدعْهُ".

ابن عساكر عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج

قال في الكبير: قال الذهبى: لا تصح له صحبة فهو مرسل اهـ. وفي التقريب كأصله إنه من الطبقة الثالثة فعلى المصنف ملام في إيهامه إسناده.

قلت: لا بل الملام عليك في كلامك بالهوى والتعنت فإن عبد الرحمن بن معاوية بن خُديج معروف عند أهل العلم أنه ليس بصحابى بل والده معاوية

ص: 439

مختلف في صحبته، ثم لو لم يكن كذلك فمن أين يأتيه الملام وحده وهذه آلاف مصنفات السنة من عهد مالك إلى آخر عصر المخرجين يسند فيها الأئمة والحفاظ عن التابعين وأتباعهم المرفوعات ولا يقول واحد منهم مرسلًا ولا معضلا إلا عند ذكر الخلاف بين من أرسله وأوصله، وإنما يقول مرسلًا المتأخرون فلم يكون المصنف ملاما دون ابن عساكر الذي خرج الحديث ولم يقل: مرسلًا، ودون مالك الذي ملأ الموطأ بالمراسيل ولم يقل في واحد منها مرسلًا، وكذا الشافعى في الأم ثم سائر الأئمة والحفاظ إلى المائة السابعة، إن هذا لعجب.

وقد أخرج ابن المبارك هذا الحديث في كتاب الزهد ولم يقل فيه: مرسلًا كسائر المراسيل التي يخرجها في كتبه.

قال ابن المبارك [رقم 824]:

أخبرنا ابن لهيعة حدثنى يزيد بن أبي حبيب أن سويد بن قيس حدثه عن عبد الرحمن بن معاوية بن خديج أن رجلًا سأل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول اللَّه: ما يحل لي مما يحرم على؟ فسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرد عليه ثلاث مرات كل ذلك يسكت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم قال: أين السائل؟ فقال الرجل: أنا يا رسول اللَّه، فقال: ما أنكر قلبك فدعه".

ثم إن قول الشارح وفي التقريب كأصله أنه من الطبقة الثالثة كذب على أصل التقريب، فإنه ليس فيه تعرض لبيان الطبقات بل ذلك خاص بالتقريب.

3014/ 7847 - "ما أهدى المرءُ المسلمُ لأخيهِ هديةً أفضلَ من كلمةِ حكمةٍ يزيدُهُ اللَّهُ بها هُدًى أو يردُّه بهَا عن رَدى".

(هب) عن ابن عمرو

قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن البيهقى سكت عليه والأمر

ص: 440

بخلافه، بل قال عقبه: في إسناده إرسال بين عبيد اللَّه وعبد اللَّه اهـ. وفيه مع ذلك إسماعيل بن عياش، قالوا: ليس بالقوى، وعمارة بن غزية ضعفه ابن حزم لكن خولف، وعبيد اللَّه بن أبي جعفر، قال أحمد: ليس بالقوى.

قلت: هذا كذب على ظاهر صنيع المصنف فإنه رمز له بعلامة الضعيف وعمارة ابن غزية ثقة من رجال الصحيح وكذلك عبيد اللَّه بن أبي جعفر فالأول احتج به مسلم ولم يتكلم فيه أحد إلا ابن حزم خطأ منه، والثانى احتج به الشيخان معا ولم يتكلم فيه أحد إلا رواية ذكرها الذهبى عن أحمد لعلها لا تصح عنه، فإن المعروف عن أحمد توثيقه فذكرهما من جهل الشارح بالفن وقواعد التعليل، والحديث رواه الديلمى [رقم 218] من طريق أبي نعيم: حدثنا محمد بن نصر ثنا محمد بن عبد اللَّه بن الحسن ثنا محمد بن بكر الحضرمى ثنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن عبيد اللَّه بن أبي جعفر عن عبد اللَّه بن عمرو به.

3015/ 7853 - "ما أوذِى أحد ما أُوذيتُ في اللَّهِ".

(حل) عن أنس

قلت: هو عنده من رواية محمد بن سليمان بن هشام ثنا وكيع عن مالك عن الزهرى عن أنس به، وقال غريب من حديث مالك تفرد به وكيع اهـ.

وأخرجه أيضًا ابن حبان في الضعفاء [2/ 304] في ترجمة محمد بن سليمان ابن هشام وقال: إنه منكر الحديث عن الثقات كأنه كان يسرق الحديث، يعمد إلى أحاديث معروفة لأقوام بأعيانهم حدث بها عن شيوخهم، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

ورواه الديلمى [4/ 51] من طريق الحاكم ثم من حديث بريدة.

قال الحاكم:

ص: 441

حدثنا المحاملى ثنا محمد بن إبراهيم الطرسوسى ثنا إسحاق بن منصور ثنا إسرائيل عن جابر عن ابن بريدة عن أبيه به مثله.

وسبق في حرف "اللام": "وقد أوذيت في اللَّه وما يؤذى أحد"، الحديث.

3016/ 7855 - "ما بَعثَ اللَّهُ نبيًا إلا عاشَ نصفَ ما عاشَ الذي كانَ قبَلُه".

(حل) عن زيد بن أرقم

قال الشارح: بإسناد واه.

وقال في الكبير: فيه عبيد بن إسحاق ضعفوه، ورضيه أبو حاتم، وفيه كامل فإن كان الجحدرى فقد قال أبو داود: رميت بحديثه، أو السعدى فجرحه ابن حبان.

قلت: عجيب جدًا أن يكون هذا هو المستند في قوله: إنه واه فإن ما ذكره لا دلالة فيه على وهي السند؛ لأنه لم يذكر أن فيه كذابا ولا متهما به فعبيد العطار وإن قالوا فيه: متروك منكر الحديث فقد قال فيه أبو حاتم: ما رأينا إلا خيرا، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يغرب، وقال على بن مسلم: كان شيخ صدق، وأما كامل فهو ابن العلاء التميمى كما صرح به البخارى في التاريخ الكبير [7/ 244] فقال في ترجمته:

حدثنا عبيد العطار ثنا كامل قال: أخبرنى حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم به مثله، وصرح به أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [1/ 48، 49] فقال:

حدثنا محمد بن على بن داود ثنا عبيد اللَّه بن إسحاق العطار ثنا كامل بن العلاء التميمى عن حبيب بن أبي ثابت به.

وكامل بن العلاء وثقه ابن معين والنسائى ويعقوب بن سفيان وابن عدى ولهذا

ص: 442

قال الحافظ السخاوى في المقاصد الحسنة بعد ما عزاه لأبي نعيم في الحلية والفسوى في المشيخة: إنه سند حسن لاعتضاده، قال: وقد أخرج الطبرانى في الكبير بسند رجاله ثقات إلى محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أمه فاطمة ابنة الحسين بن على أن عائشة كانت تقول: "إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي قبض فيه لفاطمة صلى اللَّه عليها وسلم: إن جبريل كان يعرضه القرآن في كل عام [مرة] وإنه عارضنى القرآن العام مرتين، وأخبرنى أنه أخبره أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وأخبرنى أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة ولا أرانى إلا ذاهبا على رأس الستين. . . " الحديث، ولأبي نعيم عن ابن مسعود رفعه:"يا فاطمة إنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي قبله. . . " الحديث.

قلت: وحديث عائشة أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [1/ 48، 49]: حدثنا يوسف بن يزيد ثنا سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد حدثنى أبي عوانة يعنى عمارة عن محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان به.

3017/ 7858 - "مَا بينَ المشرقِ والمغربِ قبلةٌ".

(ت. هـ. ك) عن أبي هريرة

قال في الكبير: ثم إن سياق الحديث هكذا هو ما في نسخ الكتاب، والذي وقفت عليه في الفردوس معزوا للترمذى بزيادة "لأهل المشرق" فليحرر.

قلت: هكذا قال في الكبير ثم قال في الصغير: وللحديث تتمة عند مخرجه وهي قوله بعد ما ذكر "لأهل المشرق" اهـ.

فجزم بما طلب أن يحرر دون تحرير، فإن هذه الزيادة لا أصل لها في الحديث، وإنما ذكرها الترمذى عن ابن المبارك فقال [2/ 175]: وقال ابن المبارك: "ما بين المشرق والمغرب قبلة" هذا لأهل المشرق.

ص: 443

3018/ 7860 - "مَا بينَ بيتى ومنبرى روضةٌ من رياضِ الجنةِ".

(حم. ق. ن) عن عبد اللَّه بن زيد المازنى (ت) عن على وأبي هريرة

قلت: قصر المؤلف في عزو هذا الحديث هنا وفي كتاب المتواتر فإنه قال فيه أخرجه الشيخان (1) عن أبي هريرة، ومسلم (1) عن عبد اللَّه بن زيد المازنى وابن عمر، وابن عساكر عن جابر بن عبد اللَّه، وأبو بكر الشافعى في الغيلانيات، وابن عساكر [6/ 245] عن أبي بكر الصديق اهـ.

هكذا عزا حديث ابن عمر لمسلم وليس هو فيه، وعزا حديث عبد اللَّه بن زيد لمسلم وهو في صحيح البخارى أيضًا، كما أنه عزا في المتن حديث أبي هريرة للترمذى، وهو في الصحيحين أيضًا.

ثم إن في الباب عن جماعة أيضًا منهم عمر والزبير وسعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدرى وأنس بن مالك وسهل بن سعد وعائشة وأم سلمة ورجل من الصحابة، وذكر الحافظ أن أبا القاسم بن منده خرجه في تذكرته من حديث جبير بن مطعم وأبي واقد الليثى وزيد بن ثابت وزيد بن خارجة ومعاذ بن الحارث أبي حليمة.

فحديث عبد اللَّه بن زيد رواه مالك أيضًا في الموطأ [رقم 197] وأحمد [4/ 39، 40] وابن سعد في الطبقات [1/ 2/ 12]، والطحاوى في مشكل الآثار، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقى في السنن [5/ 247] كلهم من رواية عباد ابن تميم عنه، وفي لفظ لأحمد [4/ 40 - 41]: "ما بين هذه البيوت -يعنى بيوته- إلى منبرى روضة من رياض الجنة، والمنبر على ترعة من ترع الجنة.

وحديث على رواه الترمذى [رقم 3915، 3916] عن عبد اللَّه بن أبي زياد:

(1) البخارى (2/ 773/ 29، 8/ 151، 9/ 129). ومسلم: كتاب الحج باب (92)، رقم:(500، 502).

ص: 444

ثنا أبو نباتة يونس بن يحيى بن نباتة ثنا سلمة بن وردان عن أبي سعيد بن أبي المعلى عن على بن أبي طالب وأبي هريرة قالا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به.

وحديث أبي هريرة رواه مالك [رقم 197] عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة، ومنبرى على حوضى"، قال ابن عبد البر: هكذا رواه رواة الموطأ على الشك إلا معن بن عيسى وروح ابن عبادة فإنهما قالا فيه: عن أبي هريرة وأبي سعيد جميعًا لا على الشك، ورواه عبد الرحمن بن مهدى عن مالك فقال: عن أبي هريرة وحده ولم يذكر أبا سعيد.

قلت: هو كذلك في مسند أحمد عن عبد الرحمن، وفي صحيح البخارى [3/ 29] عن عمرو بن على الفلاس عنه أيضًا، لكن وقع في المسند أيضًا قول أحمد: قرأت على عبد الرحمن مالك عن خبيب قال عبد اللَّه بن أحمد: قال أبي: وثنا إسحاق قال: أنا مالك عن خبيب عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد بالشك أيضًا، فيحتمل أنها من رواية إسحاق عطفها على رواية ابن مهدى، ويحتمل أنها من رواية ابن مهدى أيضًا فيكون اختلافا منه.

قال الحافظ: وليس هذا الحديث في الموطأ عند أحد من الرواة إلا معن بن عيسى فيما قيل فقط، ورواه عن مالك خارج الموطأ فمنهم من قال فيه عن أبي هريرة فقط، وهذه رواية عبد الرحمن بن مهدى وحده التي اقتصر عليها البخارى، صرح الدارقطنى بأنه رواها عن مالك هكذا وحده، ومنهم من قال: عن أبي هريرة وأبي سعيد وهذه رواية معن بن عيسى ومطرف والوليد ابن مسلم، ومنهم من قال: عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد بالشك وهذه رواية القعنبى والتنيسى والشافعى والزعفرانى، واختلف فيه على روح بن عبادة ومعن بن عيسى فقيل بالشك وقيل بالجمع.

ص: 445

انتهى ملخصا من كلام الإسماعيلى والدارقطنى اهـ.

قلت: وروى عن روح بن عبادة على وجه ثالث غريب وهو عن أبي هريرة عن أبي سعيد، أخرجه الطحاوى في مشكل الآثار [4/ 68، 69، 70] عن على بن معبد عنه ثم قال: هكذا حدثناه على بن معبد بلاشك ذكره فيه، وأخشى أن يكون قوله: عن أبي سعيد تحريفا من الناسخ، وإنما هو وأبي سعيد بواو الجمع، وهكذا رواه أحمد والحارث بن أبي أسامة في مسنديهما عن روح بالجمع أيضًا.

وممن رواه عن مالك بالشك أيضًا ممن لم يذكره الدارقطنى عبد اللَّه بن وهب، كذلك أخرجه الطحاوى في المشكل عن يونس عنه عن مالك بالشك، وقد رواه جماعة غير مالك عن خبيب عن حفص عن أبي هريرة وحده منهم عبيد اللَّه بن عمر وأخوه عبد اللَّه ومحمد بن إسحاق وشعبة.

فرواية عبيد اللَّه عند أحمد وابن سعد والبخارى ومسلم والبيهقى في السنن وأبي نعيم [1/ 93، 288، 2/ 276، 322] في تاريخ أصبهان، ورواية عبد اللَّه عند أحمد [3/ 64] ورواية ابن إسحاق عند أحمد أيضًا والطحاوى في مشكل الآثار.

ورواية شعبة عند الطبرانى في الصغير [2/ 122] وأبي نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 93] عنه ثم من رواية يحيى بن عباد: ثنا شعبة عن خبيب به، وقال: لم يروه عن شعبة إلا يحيى بن عباد.

وورد عن أبي هريرة من غير هذين الوجهين من رواية أبي الزناد عن الأعرج عنه، ومن رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه أخرجهما أحمد في المسنده وحديث ابن عمر قد قدمنا أن المؤلف واهم في عزوه إلى مسلم إن لم يكن سقط مُخرجه من نسختنا، وأغرب عصريه الشريف السمهودى فعزاه في وفاء الوفا إلى الشيخين معا وهو وهم أيضًا، قال الطحاوى في مشكل الآثار:

ص: 446

حدثنا محمد بن على بن داود ثنا أحمد بن يحيى بن المسعودى ثنا مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة"، وقال الخطيب في التاريخ:

أخبرنا محمد بن جعفر بن علان ثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن أحمد بن تميم الأنماطى ثنا موسى بن إسحاق القاضى الأنصارى ثنا أحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الرحمن به مثله بلفظ: "القبر"، وأخرجه أيضًا في المهروانيات قال:

أخبرنا محمد بن الحسين بن الفضل ثنا أبو الحسين أحمد بن عثمان ثنا محمد ابن عبد اللَّه بن سليمان ثنا أحمد بن يحيى الأحول به مثله بلفظ: "القبر" أيضًا، ثم قال: هذا حديث غريب من حديث مالك عن نافع تفرد بروايته عنه أحمد بن يحيى الأحول، وتابعه عبد اللَّه بن نافع عن مالك اهـ.

وسبقه إلى ذلك الطحاوى فقال في المشكل: وهذا من حديث مالك.

يقول أهل العلم بالحديث: إنه لم يحدث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا، وغير عبد اللَّه بن نافع الصائغ.

قلت: وهما موثقان وقد ضعف أحمد، وقيل إنه منكر الحديث أما عبد اللَّه فاحتج به مسلم وغيره.

ومتابعته خرجها أبو نعيم في الحلية [9/ 324]:

ثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا إسحاق بن أبي حسان ثنا القاسم بن عثمان الجوعى ثنا عبد اللَّه بن نافع المدنى عن مالك به بلفظ: "ما بين قبرى" وزاد "وإن منبرى لعلى حوضى"، ورواه عن نافع أيضًا عبيد اللَّه بن عمر وأخوه عبد اللَّه وموسى الجهنى، قال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج:

ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن موسى عبدان الأهوازى ثنا زيد بن الحريس ثنا ميمون

ص: 447

ابن زيد عن عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: منبرى هذا على ترعة من ترع الجنة"، "وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما بين بيتى ومنبرى. . . " الحديث.

وقال الدولابى في الكنى:

ثنا على بن معبد بن نوح ثنا موسى بن هلال ثنا عبد اللَّه بن عمر أبو عبد الرحمن أخو عبيد اللَّه عن نافع عن ابن عمر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من زار قبرى وجبت له شفاعتى، قال: وما بين قبرى ومنبرى ترعة من ترع الجنة".

وقال الطحاوى في المشكل:

حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقى ثنا محمد بن بشر عن عبد اللَّه عن نافع به بلفظ: "ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة، ومنبرى على حوضى".

وقال أبو نعيم في التاريخ [1/ 353]:

حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ثنا عمر بن أحمد بن السنى ثنا نصر بن على ثنا زياد بن عبد اللَّه عن موسى الجهنى عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "صلاة في مسجدى أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"، قال: وقال ابن عمر: "إن ما بين القبر والمنبر روضة من رياض الجنة" ورواه عن ابن عمر أيضًا سعيد بن المسيب لكنه قال عنه عن أبيه عمر كما سيأتى.

وحديث جابر بن عبد اللَّه أخرجه أيضًا أحمد والطحاوى وأبو نعيم [9/ 324] والخطيب وهو من رواية محمد بن المنكدر وأبي الزبير عنه، فرواية محمد بن المنكدر عند أحمد في المسند، والطحاوى في المشكل، وأبي نعيم في الحلية، والخطيب في موضعين من التاريخ.

ص: 448

ورواية أبي الزبير عند الخطيب في التاريخ في ترجمة عمر بن إبراهيم بن القاسم بن بشار من رواية سفيان الثورى عن أبي الزبير عن جابر بلفظ: "ما بين قبرى ومنبرى. . . " الحديث، ولفظ رواية ابن المنكدر عند أحمد:"إن ما بين منبرى إلى حجرتى روضة من رياض الجنة، وإن منبرى على ترعة من ترع الجنة".

وهكذا رواه البزار وأبو يعلى وهو عندهم من رواية على بن زيد عن المنكدر، وعلي بن زيد ضعيف، وكذلك هو في سند الطحاوى والخطيب لكن رواه أبو نعيم في الحلية والخطيب أيضًا من طريق محمد بن يونس الكديمى عن عبد اللَّه ابن يونس بن عبيد عن أبيه عن محمد بن المنكدر، وقال أبو نعيم: تفرد به الكديمى عن عبد اللَّه عن أبيه.

قلت: والكديمى واه.

وحديث أبي بكر رواه أيضًا البزار وأبو يعلى، وهو من رواية أبي بكر بن أبي سبرة وهو ابن عبد اللَّه بن أبي سبرة القاضى ضعيف.

وحديث عمر أخرجه الإسماعيلى في مسند عمر قال:

أخبرنى أحمد بن محمد بن الجعد ثنا عبد الملك بن عبد ربه ثنا عطاء بن يزيد حدثنى سعيد -هو ابن المسيب- عن عمر رضي الله عنه قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما بين منبرى واسطوانة التوبة روضة من رياض الجنة" كذا قال، وعبد الملك ضعيف، والحديث فيه إرسال لأن سعيد بن المسيب لم يسمعه من عمرو إنما سمعه من ابنه عبد اللَّه عنه.

قال الطحاوى [4/ 68، 70]:

حدثنا أبو أمية ثنا محمد بن سليمان القرشى البصرى ثنا مالك بن أنس عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر قال: حدثنى

ص: 449

أبي -عمر- قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: وضع منبرى على ترعة من ترع الجنة، وما بين منبرى وبيته روضة من رياض الجنة".

ورواه أبو نيعم في الحلية [9/ 324] من طريق إسماعيل بن عبد اللَّه ومحمد بن يونس كلاهما عن محمد بن سليمان به، ثم قال: غريب من حديث مالك وربيعة، تفرد به محمد بن سليمان بن معاذ أبو الربيع التيمى.

وحديث الزبير رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده:

حدثنا محمد بن عمر ثنا الوليد بن كثير عن سعيد بن أبي هند حدثنى قنفد قال: رأيت الزبير كثيرا يصلى بين القبر والمنبر فقلت له في ذلك فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما بين قبوى ومنبرى روضة من رياض الجنة".

ورواه الطبرانى في الأوسط من وجه آخر.

وحديث سعد بن أبي وقاص قال محمد بن مخلد العطار في الثانى من حديثه:

حدثنا عثمان بن معبد ثنا إسحاق بن محمد الفروى ثنا عبيدة بنت نائل عن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة".

ومن طريقه رواه الخطيب في التاريخ [11/ 390] ورواه بهذا اللفظ أيضًا البزار والطبرانى في الكبير بسند رجاله ثقات كما قال الحافظان الهيثمى وابن حجر.

ورواه البخارى في التاريخ الكبير من وجه آخر قال:

ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنى صالح بن حسين بن صالح عن أبيه عن جناح مولى ليلى بنت سهل عن عائشة بنت سعد أنها قالت: أين تسكن قلت: عند البلاط، قالت: سمعت أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتى أو قال مسجدى وبين مصلاى روضة من رياض الجنة"، وقال أيضًا: حدثنى

ص: 450

القاسم بن أحمد حدثنا ابن أبي فديك عن الحارث بن عمرو عن جناح مولى ليلى عن عائشة بنت سعد عن أبيها قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بين مسجدى ومصلاى روضة من رياض الجنة".

وحديث أبي سعيد الخدرى رواه الطحاوى في مشكل الآثار، والخطيب في التاريخ كلاهما من طريق عبد الواحد بن زياد:

ثنا إسحاق بن شرقى مولى آل عمر حدثنى أبو بكر بن عبد الرحمن حدثنى عبد اللَّه بن عمر حدثنى أبو سعيد الخدرى قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما بين قبرى ومنبرى" الحديث، ورواه الطبرانى في الأوسط بلفظ:"منبرى على ترعة من ترع الجنة، وما بين المنبر وبيت عائشة روضة من رياض الجنة"، قال الحافظ الهيثمى: وسنده حسن إن شاء اللَّه.

وحديث أنس رواه الطبرانى في الأوسط بلفظ: "ما بين حجرتى ومصلاى روضة من رياض الجنة" وفيه على بن الفضل التيمى وهو متروك.

وحديث سهل بن سعد أخرجه أبو الحسين على بن بشران في فوائده قال:

أخبرنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن بكير الحضرمى ثنا عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة، وقوائم منبرى رواتب في الجنة".

وقال أبو نعيم في التاريخ:

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه ثنا أزهر بن رستة بن عبد اللَّه أبو محمد ثنا أبو الحسين محمد بن بكير الحضرمى به، إلا أنه قال:"ومنبرى على ترعة من ترع الجنة قيل له: وما الترعة؟ قال: الباب".

وقال البيهقى في السنن:

أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد اللَّه

ص: 451

الحربى قالا: أنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن غالب ثنا محمد بن بكير الحضرمى به بلفظ ابن بشران السابق، وقد زاد في السند محمد بن غالب والذي نقلته في أصل الفوائد ذكره، ورواه وروا أحمد والطحاوى في المشكل والطبرانى في الكبير فاقتصروا على قوله:"منبرى على ترعة من ترع الجنة"، قال سهل: أتدرون ما الترعة، هي الباب من أبواب الجنة.

وحديث عائشة قال أبو نعيم في التاريخ:

أخبرنا عبد اللَّه بن جعفر فيما قرئ عليه وأذن لي فيه حدثنا أبو سعيد أعين بن محمد الجروادانى ثنا موسى بن مسعود ثنا محمد بن عبد الرحمن بن مجبر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة، وقوائم منبرى على ترعة من ترع الجنة".

وحديث أم سلمة: قال أبو نعيم في الحلية [7/ 248]:

ثنا محمد بن المظفر ثنا أبو بشر أحمد بن محمد بن مصعب ثنا محمود بن آدم ثنا الفضل بن موسى ثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن عمار الدهنى عن أبي سلمة عن أم سلمة قالت: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قوائم منبرى رواتب في الجنة، وما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة"، قال أبو نعيم: تفرد به الفضل عن سفيان.

قلت: وليس كذلك فقد رواه الطحاوى [4/ 68] عن عبد الغنى بن أبي عقيل عن سفيان بن عيينة لكنه قال: عن عمار الدهنى دون واسطة مسعر، وقال في متنه:"ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة، وإن قوائم منبرى هذا رواسب في الجنة"، وكذلك رواه البيهقى [5/ 247، 248] من طريق محمد بن كثير ومن طريق قبيصة بن عقبة كلاهما عن سفيان عن عمار أيضًا دون واسطة مسعر، لكنه اقتصر على قوله:"قوائم منبرى رواتب في الجنة"، بل رواه بهذا اللفظ أحمد في مسنده عن سفيان.

ص: 452

وحديث الرجل من الصحابة رواه ابن منده في الصحابة من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عقيل عن سليمان بن يسار عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "منبري هذا على ترعة من ترع الجنة، وما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة".

3019/ 7866 - "ما تجرع عبدٌ جرعةً أفضلَ عندَ اللَّهِ من غيظٍ كظمَهَا ابتغاءَ وجْهِ اللَّهِ".

(حم. طب) عن ابن عمر

قال الشارح: رمز المؤلف لحسنه ولعله لشواهده وإلا ففيه ضعيف ومجهول.

وقال في الكبير: رمز لحسنه وفيه عاصم بن على شيخ البخارى أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: قال يحيى: لا شيء عن أبيه على بن عاصم، قال النسائى: متروك وضعفه جمع، ويونس بن عبيد مجهول.

قلت: هذه فضائح ومخازى نسأل اللَّه العافية، فعاصم بن عليه، ثقة احتج به البخارى ووثقه الجمهور، واختلفت الروايات فيه عن ابن معين وكأنه كان في نفسه منه شيء، بل بالغ الأئمة في الثناء عليه، والعجب أن الذهبى لما ذكره في الميزان [2/ 354، 355، رقم 4058] علم عليه بعلامة "صح" يعنى أنه من الثقات المتكلم فيهم بدون حجة وقال: محله الصدق كان عالمًا صاحب حديث، ثم ختم الترجمة بقوله: وكان من أئمة السنة قوالا بالحق احتج به البخارى، وأبوه على بن عاصم كان من أهل الدين والصلاح والخير شديد التوقى كما قال يعقوب بن شيبة وغيره، وإنما وصفوه بأنه وإن يهم، ولما قيل ذلك لأحمد بن حنبل قال: وحماد بن سلمة كان يهم كثيرا، يريد أن الوهم لا يسقط من حاله، وقال غيره: يجب ترك ما وهم فيه والأخذ بغيره، ومع هذا فقد توبعا عليه فرواه ابن ماجه [4189] في سننه.

ص: 453

حدثنا زيد بن أخزم ثنا بشر بن عمر ثنا حماد بن سلمة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن عمر به بلفظ: "ما من جرعة أعظم أجرا عند اللَّه من جرعة غيظ كظمها رجل ابتغاء وجه اللَّه"، وهذا سند على شرط الصحيح.

وأما يونس بن عبيد فليس هو الذي ذكره الذهبى في الميزان وقال: لا يدرى من هو، بل هذا يونس بن عبيد البصرى الثقة المحتج به في الصحيحين المتفق عليه من أصحاب الحسن البصرى، والعجب أن الشارح رأى أن يونس هذا في سند الحديث يروى عن الحسن عن ابن عمر، ويونس المذكور في الميزان [4/ 482، رقم 9912] قال فيه الذهبى: كوفي حدث عن البراء بن عازب، فلو كان مع الشارح علم ودراية لادرك أن هذا الخبر من ذاك، بل ولعلم ضرورة أنه غيره، وإن يونس بن عبيد الثقة صاحب الحسن مشهور بين أهل الفن لا يخفى على أحد من صغارهم، ولكن الرجل ليس من أهل هذا الشأن وإنما امتحن بالكتابة فيه، ثم إنه لم يعلم أن الحديث بسند صحيح في سنن ابن ماجه، وقد خرجه من طريق على بن عاصم جماعة آخرون غير الطبرانى، كما أن في الباب عن على وابن عباس وغيرهما، وقد ذكرت ذلك في مستخرجى على مسند الشهاب إذْ اخرج القضاعى فيه هذا الحديث من طريق ابن المبارك في الزهد عن معمر عن رجل عن الحسن مرسلًا، وحديث ابن عباس سيذكره المؤلف قريبًا.

3020/ 7868 - "ما تحابَّ رجُلانِ في اللَّهِ تعالَى إلا وُضعَ لهما كُرسِيا فأُجلِسَا عليهِ حتى يفرُغَ اللَّهُ منَ الحسابِ".

(طب) عن أبي عبيدة ومعاذ

قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه أبو داود الأعمى وهو كذاب اهـ. فكان ينبغى للمصنف حذفه من الكتاب.

ص: 454

قلت: نعم وإن ينبغى له ذلك لو انفرد بهذا لكنه لم ينفرد به، ففي هذا الباب أحاديث كثيرة وسيأتى في المعرف بالألف واللام بعضها.

3021/ 7870 - "ما ترَكَ عبدٌ للَّه أمرًا لا يتركُهُ إلا للَّه عوضَهُ اللَّهُ منهُ ما هُو خيرٌ لهُ منهُ في دينِهِ ودنياهُ".

ابن عساكر عن ابن عمر

قال في الكبير: ورواه عنه أبو نعيم في الحلية باللفظ المذكور وقال: غريب لم نكتبه إلا من هذا، قال السخاوى: لكن له شواهد، لكن ذكر المصنف في الدرر أن ابن عساكر إنما [خرجه] عنه موقوفًا فإطلاقه العزو إليه المصرح بأنه مرفوع غير جيد.

قلت: بل الكذب غير جيد، قال المؤلف في الدرر [رقم 158]: حديث "من ترك شيئًا للَّه عوضه اللَّه خيرا منه"، أحمد عن بعض الصحابة مرفوعًا بلفظ:"إنك لا تدع شيئًا اتقاء اللَّه إلا أعطاك اللَّه خيرا منه"، وأخرج ابن عساكر من حديث ابن عمر مرفوعًا:"ما ترك عبد للَّه أمرا" الحديث كما هنا، ثم قال: وأخرج الأصبهانى في ترغيبه عن أبي بن كعب رفعه: "ما ترك عبد شيئًا لا يدعه إلا للَّه إلا آتاه اللَّه بما هو خير له منه" اهـ. فلم يذكر موقوفًا قط.

وقد ترجم ابن المبارك في كتاب الزهد باب فيمن ترك شيئًا للَّه (1) وذكر فيه حديث البدوى الغنوى الذي خرجه أحمد، وصدره بحديث أبي بن كعب الذي خرجه الأصبهانى لكنه ذكره موقوفًا عليه [رقم 36](1)، وذكر في الباب آثارا أخرى عن ابن مسعود [رقم 37] وعلى [رقم 39] وشريح [رقم 38].

(1) من زيادات نعيم بن حماد.

ص: 455

3022/ 7877 - "مَا تقرَّب العبدُ إلى اللَّهِ بشيءٍ أفضلَ منْ سجودٍ خَفيٍّ".

ابن المبارك عن ضمرة بن حبيب مرسلًا

قال في الكبير: قال الزين العراقى: فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف وقد وهم الديلمى في مسند الفردوس في جعل ذا من حديث صهيب وإنما هو ضمرة بن حبيب بن صهيب، وهو وهم فاحش.

قلت: كأن لفظة (بن) تحرفت له أو عليه بعن، والحديث خرجه ابن المبارك في كتاب الزهد في أوله بعد ثلاثة أبواب فقال:

أخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغسانى قال: حدثنى ضمرة بن حبيب بن صهيب به.

وأما الديلمى فقال:

أخبرنا أبو سعيد الأبهرى عن جده محمد بن عبد العزيز عن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الحمادى عن محمد بن مسعود القزوينى عن الحسين بن الحسن عن ابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن صهيب كذا قال، وهو غلط منه في جعله عن صهيب، وفي إبداله أخبرنا وحدثنى "بعن" في الموضعين، والديلمى كثيرا ما يفعل مثل هذا ويتصرف تصرفات مشينة، بل رأيته بسند من طريق أبي نعيم في التاريخ ويقول فيما علقه أبو نعيم عن الرجل بقوله: حدَّث عن فلان فيجعل الديلمى ذلك موصولا ويعزو لأبي نعيم أنه قال: حدثنا.

3023/ 7882 - "مَا جاءَنِى جبريلُ إلا أمَرنِي بِهاتينِ الدعوتِينِ: اللَّهُمَّ ارزُقنى طيبًا، واسْتعملنى صالِحا".

الحكيم عن حنظلة

ص: 456

قال في الكبير: حنظلة في الصحبة والتابعين كثير فكان ينبغى تمييزه.

قلت: إذا كان وقع في السند غير مميز ولم يميزه مخرجه الحكيم فكيف يلزم المؤلف وحده بتمييزه، ثم إن الشارح كثير النقل من "نوادر الأصول" مما يدل على أنه وقف عليه، فلم لا ينظر في رجال الحديث ويميزه هو فإن ذلك من وظيفة الشارح. قال الحكيم في الأصل الواحد والستين ومائة (1):

حدثنا محمد -يعنى ابن الحسن الليثى- ثنا أبو الأحوص عن غياث أبي خالد عن حنظلة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" فذكره.

3024/ 7884 - "ما جلسَ قومٌ يذكرُونَ اللَّه تعالَى إلا ناداهُم منادٍ منَ السماء قومُوا مغفورًا لكُمْ".

(حم) والضياء عن أنس

قلت: أخرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب يزيادة: "قد يدلت سيئاتكم حسنات" كما في الذي بعده فقال:

حدثنا محمد بن على المصرى ثنا الحسن بن على بن أشعث ثنا محمد بن يحيى عن أبيه ثنا خداش بن المهاجر عن ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن أنس به.

3025/ 7886 - "مَا جلسَ قومٌ مجلسًا لمْ يذكروا اللَّه تعالَى فيهِ ولمْ يُصَلُّوا على نبيهِمْ إلا كانَ عليهِم تِرَةٌ فإنْ شاءَ عذَّبَهُم، وإن شاءَ غفرَ لهُمْ".

(ت. هـ) عن أبي هريرة وأبي سعيد

قال في الكبير: حسنه الترمذى، وفيه صالح مولى التوأمة وسبق الكلام فيه.

(1) هو في الأصل المائة والستين من المطبوع (2/ 36).

ص: 457

قلت: هذه إحالة مُتعِبة شبه لا شيء، ففي أي حديث من هذه الآلاف السابقة مر الكلام عليه، والحديث له طرق أخرى وسيأتى ذكره قريبًا في:"ما من قوم"، وهو من رواية أبي صالح عن أبي هريرة كما نذكره هناك إن شاء اللَّه.

وهذا خرجه أيضًا الطبرانى وأبو نعيم [7/ 207] كلاهما من رواية الثورى عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة.

3026/ 7887 - "مَا جُمِعَ شيء إلى شيء أفضلَ منْ علمٍ إِلَى حلمٍ".

(طس) عن على

قال في الكبير: قال الهيثمى: هو من رواية حفص بن بشر عن حسن بن حسين بن زيد العلوى عن أبيه ولم أر أحدا ذكرهم.

قلت: سقط من كلام الحافظ الهيثمى رجل وهو الحسن بن بشر الأسدى، فإن حفص بن بشر رواه عن الحسن بن بشر عن الحسن بن الحسين بن زيد العلوى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على مسلسلا بالأباء إلى على.

كذلك أخرجه الطبرانى في الصغير:

ثنا عبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزى ثنا أبو كريب محمد بن العلاء ثنا حفص ابن بشر به بلفظ: "والذي نفسى بيده، ما جمع شيء" الحديث، وحفص ابن بشر لم أر له ترجمة، أما الحسن بن بشر فذكره الطوسى من أصحاب الرضا وقال: إنه مجهول، وشيخه الحسن بن الحسين بن زيد ذكره أبو الفرج الأصبهانى في مقاتل الطالبيين وقال: إنه قتل مع أبي السرايا بالكوفة، ووالده الحسين بن زيد ذكره الطوسى أيضًا في أصحاب جعفر الصادق، وكذا النجاشى وقال: إنه يلقب ذا الدمعة وله ترجمة فيه وفي التنقيح.

والحديث له طرق أخرى من حديث حنظلة ومعاذ وأبي أمامة.

ص: 458

قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان:

حدثنا أبي ثنا محمد بن أحمد بن يزيد ثنا النضر بن هشام ثنا إبراهيم بن حيان ابن حكيم بن حنظلة حدثنى أبي عن أبيه عن جده قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما قرن شيء إلى شيء أحسن من حلم إلى علم".

وقال ابن عبد البر في العلم:

حدثنا خلف بن القاسم ثنا أبو على بن السكن ثنا إبراهيم بن إسحاق الداودى ثنا حسين بن مبارك ثنا إسماعيل بن عياش حدثنى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال: "قال رسول اللَّه-صلى الله عليه وسلم: ما أنزل اللَّه شيئًا أقل من اليقين، ولا قسم بين الناس شيئًا أقل من الحلم، وما أووى شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم".

وقال ابن السنى:

حدثنا الحسن بن أحمد بن سعيد الرهاوى أخبرنا جعفر بن محمد الحرانى عن سعيد بن يونس بن يحيى عن جده يحيى بن عبد اللَّه بن الضحاك ثنا عمر بن سالم عن أبيه عن مكحول عن أبي أمامة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما أضيف شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم".

أسنده الديلمى في مسند الفردوس من طريقه، وورد عن عطاء بن يسار من قوله، أخرجه ابن عبد البر في العلم من طريق أبي خيثمة:

ثنا ابن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: " [ما] أووى شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم"، ثم رواه من طرق أخرى عن سفيان، وورد عن حبيب بن حجر قال: كان يقال: "ما أحسن الإيمان يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق، وما أضيف شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم".

ص: 459

أخرجه الدينورى في المجالسة قال:

حدثنا إبراهيم بن حبيب ثنا نعيم بن حماد ثنا ابن المبارك قال: سمعت حبيب ابن حجر به.

ورواه ابن أبي الدنيا في الحلم مختصرا [ص 26، رقم 14] عن محمد بن حميد: ثنا عبد اللَّه بن المنهال أنا حبيب بن حجر القسى (1) قال: كان يقال ما أضيف شيء وذكره.

3027/ 7888 - "مَا حَاكَ في صدْرِكَ فدَعْهُ".

(طب) عن أبي أمامة

قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وهو قصور أو تقصير، فقد قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح.

قلت: القصور لا يتصور في التحسين، وإنما هو باب التشديد والاحتياط إلا أن الشارح يستحلى إطلاق هذا اللفظ في حق المصنف وكذبه لما في صدره من جهته، وإنما القصور في استدلال الشارح بقول الهيثمى: رجاله ثقات على صحته، فإنه يجهل أن مجرد ثقة الرجال لا تدل على صحة السند لاحتمال وجود علل أخرى تمنع من ذلك، وهذا الحديث من رواية يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن أبي أمامة، ويحيى بن أبي كثير قيل أنه لم يسمع من زيد بن سلام، وقال الذهبى: روايته عنه منقطعة لأنها من كتاب وقع له، وممطور قيل: أنه لم يلق أبا أمامة أيضًا، فبان أن القصور إنما هو من الشارح الذي لم يعرف هذا ولم يطلع على هذه الدقائق.

والحديث خرجه أيضًا ابن المبارك في الزهد: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير به، وقد تقدم له قريبًا شاهد مرسل بلفظ:"ما أنكر قلبك فدعه"، وشواهد أخرى معروفة.

(1) تصحف هذا الاسم في المطبوع إلى العيسى.

ص: 460

3028/ 7889 - "مَا حُبِسَتْ الشمسُ على بشرٍ قطُّ إلا علَى يوشِعِ ابن نونٍ ليِالى سارَ إلى بيتِ المقدِسِ".

(خط) عن أبي هريرة

قال في الكبير: وظاهر اقتصار المصنف على عزوه للخطيب أنه لا يعرف لأشهر منه وأنه ليس ثم ما [هو] أمثل سندا منه وإلا لما عدل إليه وهو عجب، فقد قال الحفاظ ابن حجر: ورد من طرق صحيحة خرجها أحمد من طرق صحيحة خرجها أحمد من طريق هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع بن نون ليالى سار إلى بيت المقدس".

قلت: عجبا لما وصلت الغفلة بهذا الرجل إليه، فهو يذكر الحديث بلفظ:"إن الشمس"، ويلوم المؤلف على عدم عزوه في باب الميم في حديث "ما"، فهذا لا يمكن أن يصدر من عاقل أصلًا.

3029/ 7891 - "ما حسدَتْكُم اليهودُ على شيءٍ ما حسدَتْكُم علَى "آمينَ" فأكثروُا منْ قولِ "آمينَ"".

(هـ) عن ابن عباس

قال في الكبير: قال مغلطاى في شرح السنن: إسناده ضعيف لضعف راويه طلحة بن عمرو الحضرمى، وقال الحافظ العراقى في أماليه: حديث ضعيف جدًا، لكن صح ذلك بزيادة من حديث عائشة بلفظ:"إنهم لا يحسدوننا على شيء كما حسدونا على الجمعة التي هدانا اللَّه لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا اللَّه لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام "آمين""، قال العراقى: هذا حديث صحيح، قال: وأخرجه ابن ماجه مختصرا عن عائشة بلفظ: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام

ص: 461

والتأمين"، قال العراقى: ورجاله رجال الصحيح اهـ، وبه يعرف أن المصنف لم يصب في إيثاره للطرق الواهية وضربه صفحا عن الصحيحة مع اتحاد المخرج.

قلت: بل بهذا يعرف أنك مجنون فاقد العقل، فالحديث الذي تقول أن المصنف أضرب عنها صفحا هو بين يديك مذكور في المتن قبل هذا ملاصقا له، وإنك كتبت عليه قولك: اقتصر المصنف على حسنه وهو تقصير بل صححه ابن خزيمة ومغلطاى والحافظ، وأنت كاذب فيما نسبته إلى المؤلف، لأنه لم يرمز للحديث بشيء لا بعلامة الحسن ولا غيره ثم عقب ذلك مباشرة تنكر أن يكون المؤلف ذكره وتقول أنه أضرب عنه صفحا!

وأما الرواية الأولى فليس المؤلف مثلك يورد حديثا مصدرا بالألف في باب "الميم"، واقسم لك باللَّه ما زدت المؤلف بهذا إلا رفعة ولا زدت نفسك إلا ضعة وانحطاطا.

3030/ 7892 - "مَا حسَّنَ اللَّهُ تعالَى خلقَ رجلٍ ولا خُلُقَهُ فتطعَمهُ النارُ أبدًا".

(طس. هب) عن أبي هريرة

قال في الكبير: بعد نقل تضعيفه عن المنذرى وغيره: وأورده ابن الجوزى في الموضوعات وتعقبه المؤلف بأن له طريقا آخر، قال السلفى: قرأت على أبي الفتح الغزنوى. . . إلخ.

قلت: هذا كذب وتدليس وكتمان للحق، فهنا كما يطيل المؤلف في الكلام على الحديث وإيراد طرقه يسكت على ذلك هذا [الشارح] ولا يذكر شيئًا منه أصلًا أو بعضه كما فعل هنا، فإن لم يكن في الباب شيء يذكره المؤلف يقول عند ذلك هذا [الشارح]: وتعقبه المؤلف فلم يأت بطائل على عادته.

ص: 462

فالحديث أورده ابن الجوزى [1/ 165] من طريق عاصم بن على: ثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر به، ومن طريق الحسن بن على العدوى ثنا لؤلؤ ابن عبد اللَّه وكامل بن طلحة قالا: حدثنا الليث به، ومن طريق داود بن فراهيج عن أبي هريرة، ومن طريق العدوى عن خراش عن أنس، ثم قال: لا يثبت، عاصم وخراش ليسا بشيء، والعدوى وضاع، وداود بن فراهيج ضعفه شعبة ويحيى فتعقبه المؤلف بقوله: أما عاصم فهو أبو الحسن الواسطى روى عنه البخارى في الصحيح فكيف يعل الحديث به، وأما داود فقد وثقه طائفة قال يحيى القطان: ثقة، وقال ابن معين أيضًا والعجلى: لا بأس به، وقال ابن عدى: لا أرى بمقدار ما يرويه بأسا وله حديث فيه نكرة وهو هذا، وقال أبو حاتم: ثقة صدوق، وذكره ابن شاهين في الثقات، وروى له ابن حبان في صحيحه.

وحديثه هذا أخرجه الطبرانى في الأوسط، والبيهقى في الشعب من طريق هشام بن عمار به، قال البيهقى: ورواه أيضًا سوار بن عمارة عن أبي غسان اهـ.

وله طرق أخرى، قال السلفى: قرأت على أبي الفتح الغزنوى إلخ ما ذكره الشارح ثم قال: أورده الحافظ شمس الدين ابن الجزرى في كتابه أحاسن المنن

وقال: هذا حديث غريب التسلسل اهـ. ورجاله ثقات، وعاصم بن على رواه في تلك الطريق عن الليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر وفي هذه عن الليث عن بكر بن الفرات عن أنس فكأنه عنده على الوجهين، وبكر بن الفرات ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملى في معجم شيوخه:

ثنا محمد بن عبد اللَّه بن يزداد الأصبهانى ثنا عامر بن محمد بن المعتمر الجشمى وكان من شهود ابن أبي الشوارب بـ "سر من رأى": حدثنا

ص: 463

محمد بن بشر ابن المزلق عن أبيه عن جده عن ثابت البنانى عن أنس قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من حسن اللَّه خلقه، وحسن خلقه، ورزقه الإِسلام أدخله الجنة".

أخرجه ابن النجار في تاريخه من هذا الطريق، وقال الشيرازى في الألقاب: سمعت أبا بكر أحمد بن على الفقيه يقول:

حدثنا هراشة بن أحمد بن على بن إسماعيل الناقد ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربى ثنا محمد بن الصباح الجرجرائى ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهرى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما حسن اللَّه وجه امرئ مسلم فيريد عذابه".

وقال الخطيب [12/ 288]:

أنبأنا محمد بن أبي نصر النرسى أنبأنا عبد اللَّه بن أحمد بن مالك البيع أنا أحمد ابن محمد بن سعيد الهمدانى ثنا أحمد بن محمد بن يحيى الطلحى ثنا عصمة ابن سليمان البغدادى ثنا أحمد بن الحصين ثنا رجل من أهل خراسان عن عبيد اللَّه العقيلى عن الحسن بن على قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما حسن اللَّه خلق عبد وخلقه إلا استحيا أن تطعم النار لحمه"، وقال أبو الشيخ:

ثنا محمد بن يوسف بن الوليد ثنا يحيى بن محمد البصرى ثنا أبو يسر ثنا محمد ابن زياد الشاعر البغدادى حدثنا شرقى بن قطامى ثنا أبو المهر عن أبي هريرة رفعه: "من حسن اللَّه خلقه وخلقه كان من أهل الجنة" انتهى.

فهذا ما ذكره الصنف في التعقب على ابن الجوزى لا ما افتراه الشارح وأوهمه بالاقتصار على حديث أنس المسلسل بالاتكاء، وقد رويناه مسلسلا كذلك، وليس هذا محل إيراده.

ص: 464

3031/ 7895 - "مَا خابَ مَن استخارَ، ولا ندِمَ من استشَارَ، وَلَا عالَ مَن اقتصَدَ".

(طس) عن أنس

قال الشارح: بإسناد ضعيف لضعف عبد القدوس.

قلت: له شاهد من حديث على، أخرجه الطوسى في "الأمالى"، وذكرته بسنده في المستخرج على مسند الشهاب، إذ خرج القضاعى حديث أنس من طريق الطبرانى، وهو في معجمه الصغير [2/ 78] أيضًا.

3032/ 7897 - "ما خالَطَتِ الصدقةُ مالًا إلا أهلكته".

(عد. هق) عن عائشة

قلت: أخرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير قال:

حدثنى إبراهيم بن حمزة عن محمد بن عثمان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

وأخرجه الحاكم في علوم الحديث في النوع العشرين [ص 63] قال:

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه العمانى ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل حدثنى أبي قال: حدثنى محمد بن عثمان بن صفوان بن صفوان بن أمية الجمحى ثنا هشام بن عروة به، قال أبي: تفسيره أن الرجل يأخذ الصدقة أو الزكاة هو موسر أو غنى، وإنما هي للفقير اهـ.

وفي مسائل أحمد لأبي داود صاحب السنن ص 298 قلت لأحمد: هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا: "ما خالطت الصدقة مالا إلا أهلكته"، قال: هذا كتبته عن شيخ كان بمكة يقال له محمد بن عثمان بن صفوان، قلت لأحمد: كيف حديثه، قال: هو حديث منكر.

ص: 465

3033/ 7898 - "مَا خرجَ رجلٌ من بيتِهِ يطلبُ علمًا إلا سهلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إِلى الجنَّةِ".

(طس) عن عائشة

وكتبه الشارح في الصغير عن أبي هريرة، ثم قال: وضعفه الهيثمى بهشام بن عيسى، فقول المؤلف: حسن ممنوع.

قلت: الحديث عن عائشة لا عن أبي هريرة، والراوى الموجود في سنده هاشم بالألف بعد الهاء لا بعد الشين، والحديث أصله في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة فهو شاهد له.

3034/ 8901 - "ما خلقَ اللَّهُ فِي الأرضِ شيئًا أقلَّ من العقِلْ وإنَّ العقلَ فِي الأرضِ أقلَّ من الكبريت الأحمر".

الرويانى وابن عساكر عن معاذ

قلت: ليس هذا من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فهو موضوع، والمؤلف ملام على ذكر مثل هذا الباطل.

2035/ 7903 - "ما خلقَ اللَّهُ من شيء إلا وقدْ خلَقَ لهُ ما يغلبهُ، وخلَقَ رحمَته تغِلبُ غضبَه".

البزار (ك) عن أبي سعيد

قال في الكبير: قال (ك): صحيح، فشنع عليه الذهبى وقال: بل هو منكر، وقال الهيثمى: سند البزار فيه من لا أعرفه، وعزاه الحافظ العراقى لأبي الشيخ في الثواب ثم قال: وفيه عبد الرحيم بن كردم جهله أبو حاتم، وقال في الميزان: ليس بواه ولا مجهول.

قلت: هذا يفيد أن سند الحاكم والبزار غير سند أبي الشيخ والواقع خلاف ذلك، وإنما سوء تصرف الشارح في الكتابة يوقع فيه، لأنه حذف من كلام

ص: 466

الذهبى بقيته، ولو أتى به بتمامه لظهر أن السند واحد ولفظ تعقب الذهبى على الحاكم: قلت: هذا منكر، وابن كردم إن كان غير مضعف فليس بالحجة اهـ.

فمنه يعلم أن السند واحد، قال الحاكم [4/ 249]:

أخبرنى الحسين بن على الدارمى ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمر بن حفص الشيبانى ثنا أبي ثنا عبد الرحيم بن كردم بن أرطبان بن غنم عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد به.

وقال: أبو الشيخ:

حدثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا حفص بن عمرو ثنا أبي ثنا عبد الرحيم بن كردم به.

3036/ 7903 - "مَا خَلَا يهودِيٌّ قطُّ بمُسلمٍ إلا حدَّث نفسَهُ بقتْلِه".

(خط) عن أبي هريرة

قال في الكبير: قال الخطيب: هذا غريب جدا فحذف المصنف له من كلامه غير صواب وعدل المصنف عن عزوه لابن حبان مع كونه رواه، لأنه من طريق الخطيب أجود، إذ فيه عند ابن حبان يحيى بن عبيد اللَّه بن موهب التيمى، قال ابن حبان: يروى عن أبيه ما لا أصل له فسقط الاحتجاج به.

قلت: هذا كلام ساقط من وجوه، الأول: قوله: فحذف المصنف له. . . إلخ، جهل وكذب، فإنه لا معنى لنقل ذلك عن الخطيب ولا فائدة فيه أصلًا، ولا تعلق له بمعرفة رتبة الحديث، وإنما هو استغراب من الخطيب، فهو وشأنه هذا لو كان المؤلف ينقل كلام المخرجين، فكيف وقد التزم أن لا يفعل.

ص: 467

الثانى: أن الخطيب لم يستغرب الحديث من أصله، بل قال: غريب من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة، ومن حديث جرير بن حازم عن ابن سيرين، وهذا لا علاقة بذكره هنا، وهو تدليس من الشارح في عدم ذكره بتمامه.

الثالث: أنه أطلق العزو لابن حبان، فأوهم أنه في صحيحه، وربما يكون ذلك اعتقاده هو أيضًا، مع أنه عند ابن حبان في الضعفاء.

الرابع: وإذ هو في الضعفاء فلا معنى لما ذكره من أصله، فإنه لا أولوية لضعفاء ابن حبان على تاريخ الخطيب، بل الحال بالعكس، فإن العزو إلى تاريخ الخطيب أولى.

والحديث خرجه أيضًا ابن مردويه في التفسير قال:

حدثنا أحمد بن محمد بن السرى ثنا محمد بن على بن حبيب الرقى ثنا على ابن سعيد العلاف ثنا أبو النضر عن الأشجعى عن سفيان عن يحيى بن عبيد اللَّه عن أبيه عن أبي هريرة به.

وأخرجه الدارقطنى في الأفراد:

ثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد من أصله ثنا العباس بن محمد ثنا أبو النضر الأشجعى به، وقال في متنه:"ما خلا يهوديان بمسلم إلا هما بقتله"، ثم قال الدارقطنى: هذا حديث غريب من حديث الثورى عن يحيى بن عبيد اللَّه ما كتبته إلا عن هذا الشيخ وغيره لا يذكر فيه الثورى.

ورواه ابن مردويه أيضًا عن محمد بن أحمد بن إسحاق العسكرى:

ثنا أحمد بن سهل بن أيوب الأهوازى ثنا فرج بن عبيد ثنا عباد بن العوام عن يحيى بن عبيد اللَّه به بالإفراد كما هو في المتن.

وكذلك رواه ابن حبان في الضعفاء:

ص: 468

حدثنا ابن قتيبة ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون ثنا يحيى بن عبيد اللَّه به.

أما الخطيب فرواه من طريق خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن حازم:

حدثنى أبي يزيد عن أبيه وهب عن أبيه جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة به.

3037/ 7904 - "مَا خيَّبَ اللَّهُ عبدًا قامَ في جوفِ الليلِ فافتتحَ سورَة البقرةِ وآل عمرانَ، ونِعمَ كنزُ المرءِ البقرةَ وآل عمرانَ".

(طس. حل) عن ابن مسعود

قال الشارح: وإسناد الطبرانى حسن.

قلت: تخصيص الطبرانى يوهم أن سنده غير سند أبي نعيم، مع أن سندهما واحد، بل أبو نعيم رواه عن الطبرانى، فقال [8/ 129]:

حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن على بن إسماعيل الأسقذى ثنا بشر بن يحيى المروزى عن فضيل بن عياض عن ليث عن الشعبى عن مسروق عن ابن مسعود به.

والعجب أن الشارح وقف على الحديث في الحلية ونقل كلام أبي نعيم في الكبير، وعرف أن كلا الرجلين رواه من طريق ليث بن أبي سليم، ثم قال في الصغير ما يوهم أن سند الطبرانى خلاف سند أبي نعيم وذلك من قبيح التصرف.

3038/ 8908 - "ما ذئبانِ جائعانِ أُرسِلَا في غنمٍ بأفسدَ لَهَا منْ حرصِ المرءِ علَى المالِ والشرفِ لدينِهِ".

(حم. ت) عن كعب بن مالك

ص: 469

قال في الكبير: قال (ت): صحيح، وقال المنذرى: إسناده جيد، وقال الهيثمى: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عبد اللَّه ابن زنجويه، وعبد اللَّه بن محمد بن عقيل وقد وثقا، ثم ذكر الشارح حديث عاصم بن عدى ثم قال: وفي الباب أبو سعيد الخدرى وفيه كذاب فليحرر.

قلت: هذا غلط على الحافظ الهيثمى، فإنه لم يذكر حديث كعب بن مالك، ولا يمكن أن يذكره لأنه ليس من الزوائد، وإنما قال ذلك في حديث أبي هريرة، ولم يقل أيضًا: رواه أحمد وأبو يعلى، وإنما عزاه لأبي يعلى وحده، ثم إن قوله: وفي الباب أبو سعيد يوهم أنه ليس في الباب غيره، مع أن في الباب عن أبي هريرة كما ذكرته، وعن ابن عمر وأسامة بن زيد وجابر بن عبد اللَّه وابن عباس، ذكرتها في مستخرجى على مسند الشهاب وذكرت الاختلاف الواقع فيه على سفيان الثورى.

3039/ 7909 - "مَا رأيتُ مثلَ النار نامَ هاربُهَا ولَا مثلَ الجنَّةِ نامَ طالبُهَا".

(ت) عن أبي هريرة (طس) عن أنس

قال الشارح: حديث أبي هريرة ضعفه المنذرى، وحديث أنس حسنه الهيثمى.

قلت: ومع ذلك أخشى أن يكون معلولا، فإن الحافظ الهيثمى لا يتعرض للعلل، وإنما يتكلم على ظاهر الإسناد، وهذا الكلام أشبه بكلام الوعاظ، وقد ورد عن هرم بن حيان من قوله: قال الدينورى في السادس من المجالسة: ثنا محمد بن عبد العزيز ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد عن يونس بن عبيد أن هرم بن حيان قال: "ما رأيت"، وذكر مثله، وهذا هو الأشبه، وإنما سرقه

ص: 470

الضعفاء (1) ورفعوه أو أدخل عليهم.

3040/ 7912 - "ما رفَعَ قومٌ أكفَّهُمْ إِلى اللَّه تعالَى يسألُونَه شيئًا إلَّا كانَ حقًا علَى اللَّه تعالَى أن يضعَ في أيديِهُم الذي سألُوا".

(طب) عن سلمان

قال في الكبير: قال الهيثمى: ورجاله رجال الصحيح اهـ. وبه يعرف أن اقتصار المصنف على رمزه لحسنه تقصير أو قصور.

قلت: هذا كذب على المصنف، فإنه رمز لصحته، والحديث خرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب قال:

ثنا يحيى بن محمد بن صاعد ثنا المنذر بن الوليد الجارودى ثنا أبي ثنا أبو طلحة الراسبى شداد بن سعيد عن الجريرى عن أبي عثمان عن سلمان به.

3041/ 7913 - "ما زالَ جبريلُ يوصيِنى بالجارِ حتى ظننتُ أنَّهُ سيوِّرثهُ".

(حم. ق. د. ت) عن ابن عمر (حم. ق. 4) عن عائشة

قلت: وقع للمؤلف سهو في هذا العزو في موضعين، أحدهما: أن أبا داود والترمذى لم يخرجا حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، وإنما خرجاه من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وقد وهم الحافظ المنذرى أيضًا في عزو حديث ابن عمر إلى الترمذى.

ثانيهما: أن حديث عائشة لم يخرجه النسائى، وإنما أخرجه الثلاثة (2)، والحديثه ورد أيضًا من حديث جابر بن عبد اللَّه وأبي هريرة وأنس وزيد بن

(1) انظر: الكامل (5/ 1897)، والميزان (رقم 9581).

(2)

أبو داود رقم (1551، 1552)، والترمذى رقم (1942، 1943)، وابن ماجه رقم (3673، 3674).

ص: 471

ثابت وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص ورجل من الصحابة وعلى بن أبي طالب وأبي أمامة ومحمد بن مسلمة، فهو من المتواتر على شرط المؤلف، وإن كان لم يذكره في الأزهار المتناثرة.

أما حديث ابن عمر فقد اتفق الشيخان عليه (1) من رواية عمر بن محمد عن أبيه عنه.

وأما حديث عائشة فاتفقا عليه أيضًا من رواية أبي بكر بن محمد عن عمرة عنها، وهكذا هو عند أحمد وأبي داود والترمذى وابن ماجه والخرائطى في مكارم الأخلاق [ص 36] والطحاوى [4/ 25] في مشكل الآثار.

ورواه أحمد من طريق مجاهد عن عمرة عنها.

ورواه الخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في الحلية [3/ 306، 307]، والخطيب في التاريخ [4/ 187] من رواية مجاهد عن عائشة بدون واسطة، واختلف فيه على مجاهد على أقوال أخرى كما سيأتى.

ورواه مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة.

وأما حديث جابر فرواه البخارى في الأدب المفرد [رقم 101، 106] والبزار في المسند كلاهما من رواية الفضل بن مبشر قال: سمعت جابرا يقول: "جاء رجل ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وجبريل يصليان حيث يصلى على الجنائز، فقال الرجل: يا رسول اللَّه من هذا الرجل الذي رأيته معك؟ قال: وهل رأيته؟ قال: نعم، قال: لقد رأيت خيرا كثيرا، هذا جبريل ما يزال يوصنى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، هذا لفظ البزار، ولفظ البخارى [4/ 117]: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسترعيه على جاره، فبينا هو قاعد بين الركن والمقام إذا أقبل النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقاوم رجلًا عليه ثياب بيض عند المقام حيث يصلون

(1) البخارى (8/ 12)، ومسلم - كتاب البر والصلة، باب (12) رقم:(140، 141).

ص: 472

على الجنائز، فقال: بأبى أنت وأمى يا رسول اللَّه من الرجل الذي رأيت معك مقاومك عليه ثياب بيض قال: أقد رأيته؟ قال: نعم، قال: رأيت خيرا كثيرا، ذاك جبريل صلى الله عليه وسلم رسول ربى ما زال يوصنى بالجار حتى ظننت أنه جاعل له ميراثا".

وأما حديث أبي هريرة فرواه أحمد، والطحاوى في المشكل [4/ 26، 27]، والخرائطى في مكارم الأخلاق، وأبو نعيم في الحلية [3/ 307] كلهم من رواية يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن مجاهد قال:

حدثنا أبو هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به، وهذا هو القول الثانى لمجاهد في هذا الحديث، وقد روى عن أبي هريرة من وجه آخر، قال أبو نعيم في عواليه: حدثنا على بن الجعد ثنا شعبة عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة به، ومن هذا الوجه رواه أيضًا أحمد والطحاوى في المشكل [4/ 26، 27] والبزار والخطيب [4/ 187] في التاريخ.

وأما حديث أنس: فقال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج:

حدثنا جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثنى أبي ثنا محمد بن ثابت حدثنى أبي عن أنس: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال" فذكر مثله.

ومن هذا الوجه خرجه البزار، ومحمد بن ثابت ضعيف، وله طريق آخر أخرجه الحسين بن محمد بن خسرو في مسند أبي حنيفة [رقم 167] من طريق الحسن بن رشيق عن محمد بن حفص بن عبد الملك عن صالح بن محمد الترمذى عن حماد بن أبي حنيفة عن أبي حنيفة عن عبد الرحمن بن حزم عن أنس به مثله، وزاد:"وما زال جبريل يوصينى بقيام الليل حتى ظننت أن خيار أمتى لن يناموا إلا قليلًا"، وله وطريق ثالث أخرجه الخرائطى في مكارم

ص: 473

الأخلاق [رقم 37] من طريق الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشى مطولًا فذكر قصة، والرقاشى ضعيف.

وأما حديث زيد بن ثابت فرواه الطحاوى في المشكل [4/ 25]، والطبرانى في الكبير والأوسط، والخرائطى في مكارم الأخلاق كلهم من رواية يعقوب ابن عبد الرحمن عن عمرو مولى المطلب عن المطلب عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأسقط الخرائطى المطلب فقال: عن عمرو مولى المطلب عن زيد بن ثابت، وأخشى أن يكون ذلك سقط من قلم الكاتب فقط.

وأما حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص فأخرجه البخارى في الأدب المفرد [رقم 105] وأبو داود [رقم 5151] والترمذى [1/ 352] والطحاوى في المشكل، والخرائطى في المكارم، وأبو نعيم في الحلية كلهم من طريق مجاهد عن عبد اللَّه بن عمرو، وقال بعضهم: إن عبد اللَّه بن عمرو ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودى، أهديتم لجارنا اليهودى، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"ما زال جبريل" الحديث، وقال الترمذى: حسن غريب من هذا الوجه.

وأما حديث على فرواه الطوسى في أماليه:

حدثنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا الفضل بن محمد البيهقى بسنده السابق في حديث: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه". . . (1) الرجل.

فرواه أحمد والطحاوى في المشكل، والخرائطى في مكارم الأخلاق من رواية أبي العالية عن رجل من الأنصار وفيه أيضًا قصة ورجاله رجال الصحيح.

(1) بياض في الأصل.

ص: 474

وأما حديث أبي أمامة فأخرجه أحمد ثنا حيوة بن شريح ثنا بقية ثنا محمد بن زياد الأسهانى قال: سمعت أبا أمامة يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوصى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه"، ومن هذا الوجه رواه الطبرانى والخرائطى في مكارم الأخلاق إلا أنهما [قالا] "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول على ناقته الجدعاء في حجة الوداع: أوصيكم بالجار، حتى ظننت أنه سيورثه".

وأما حديث محمد بن مسلمة فرواه الطبرانى، وفيه قصة رؤيته مع جبريل، وفيه:"ما زال يوصينى بالجار حتى كنت انظر أن يأمرنى بتوريثه".

3042/ 7914 - "مَا زَالَ جبريلُ يوصينى بالجارِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ يُوِّرثه وَمَا زال يوُصِينِي بالمَمْلُوكِ حتَّى ظننتُ أنَّهُ يَضِربَ له أجلًا أوْ وقتًا إذا بَلَغَهُ عَتَق".

(هق) عن عائشة

قال في الكبير: هو من رواية الليث عن يحيى بن سعيد عن عائشة، وقد رمز المصنف لحسنه وهو فوق ما قال، فقد قال البيهقى في الشعب: إنه صحيح على شرط مسلم والبخارى.

قلت: فيه أمران، أحدهما: أنه ليس من رواية يحيى بن سعيد عن عائشة بل من روايته عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة.

ثانيهما: إن الحديث وإن كان رجاله رجال الصحيح إلا أن فيه علة تمنع من صحته وذلك أنه اختلف فيه على يحيى بن سعيد فقيل عنه عن أبي بكر ابن محمد بن عمرو عن عمرة عن عائشة كما سبق، وقيل عنه عن عمرة عن عائشة بدون واسطة أبي بكر كما عند الطحاوى [4/ 25]، وقيل عنه عن رجل عن عمرة كما عند أحمد، وأكثر الرواة لا يذكرون فيه:"المملوك"، فهذا اضطراب مانع من صحته فلذلك اقتصر المؤلف على تحسينه، وقد

ص: 475

ورد ذكر المملوك وحده من حديث أبي هريرة أخرجه ابن حبان في الضعفاء [1/ 235] قال:

أخبرنا ابن مكرم بالبصرة ثنا على بن نصر الجهضمى ثنا بصام بن سهيل الحرانى ثنا الحسن بن على الهاشمى عن الأعرج عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل عليه السلام يوصينى بالمملوك حتى ظننت أنه يضرب له أجلا ثم يعتقه".

وقال ابن حبان في الحسن بن على: إنه يروى المناكير عن المشاهير فلا يحتج به إلا فيما وافق الثقات.

3043/ 7915 - "مَا زالَتْ أكلةُ خيبرَ تعتادُنِي كلَّ عِام، حتّى كانَ هذَا أوانُ قطع أبهَرِى".

ابن السنى وأبو نعيم في الطب عن أبي هريرة

قال في الكبير: رمز لحسنه وفيه سعيد بن محمد الوراق ضعيف، ثم إن ظاهر صنيع المصنف أن ذا لم يتعرض أحد من الشيخين لتخريجه والأمر بخلافه، بل هو في البخارى بلفظ:"ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهرى من ذلك السم" اهـ. وليس في رواية ابن السنى وأبي نعيم إلا زيادة "في كل عام".

قلت: أما كونه حسنه مع وجود ضعيف في السند إن صح فلشاهده المخرج في صحيح البخارى، وأما كونه في صحيح البخارى ولم يعزه إليه مع كونه لا فرق إلا أن ابن السنى وأبا نعيم زادا:"في كل عام" فتلبيس منك وتدليس وإبعاد للقارئ عن التفطن إلى النكتة الفارقة بين اللفظين، وذلك من غفلتك إذ تظن بالناس هذه الغفلة، ولئن كنت حاذقا فأنت ما زلت في صف العوام وأحط رتبت إذ لم تفرق بين:"ما زالت" المذكور هنا في الميم بعدها فعل ماض مصدر بـ "الزاى" وبين: "ما أزال" الذي محله في ترتيب المؤلف

ص: 476

حرف "الميم" بعدها فعل مضارع مصدر بالهمزة.

3044/ 7917 - "مَا زُوِيت الدُّنيَا عن أحدٍ إلا كانَتْ خيرةٌ لهُ".

(فر) عن ابن عمر

قال في الكبير: هو من رواية أحمد بن عمار، قال الذهبى: لا يعرف، وله عن مالك خبر موضوع إلى هنا كلامه، فعلم أن هذا الخبر موضوع.

قلت: بل علم أنك فاقد التحقيق فأحمد بن عمار روى عن مالك أحاديث فمن أعلمك أن هذا هو الذي عني الذهبى مع أنّه أورد في ترجمته حديثًا آخر فهو الذي يجب أن يكون عَنَاهُ وهو ما رواه أحمد هذا عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "ليس للدين دواء إلا الوفاء والحمد" وقال: إنه منكر.

ثم إن هذا الحديث له شواهد كثيرة منها حديث: "إذا أحب اللَّه عبدا زوى عنه الدنيا"، وقد سبق للمؤلف، ومنها غيره.

وحديث الباب في سنده أيضًا غير أحمد من "الضعفاء" قال الديلمى (1):

أخبرنا أبي أخبرنا إسماعيل بن عبد الجبار أخبرنا محمد بن الحسن بن جعفر أبو الفرج الطيبى أخبرنا على بن أحمد بن صالح ثنا أبو الفضل جعفر بن عامر بن أبي الليث ثنا أحمد بن على بن نصير الشامى أخو هشام حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر به.

3045/ 7918 - "مَا سَاءَ عملُ قومٍ قطُّ إلَّا زَخرفُوا مساجِدَهُمْ".

(هـ) عن ابن عمر

قلت: هكذا كتبه الشارح في الشرحين: ابن عمر وهو خطأ، فالحديث من رواية عمر بن الخطاب لا من رواية ابنه.

وقد خرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [4/ 152] في ترجمة عمرو بن ميمون

(1) فردوس الأخبار (3/ 458، رقم 5301).

ص: 477

الأودى من روايته عن عمر.

3046/ 7919 - "مَا سترَ اللَّهُ علَى عبدٍ ذنبًا في الدُّنيا فيعِّيرهُ بِهِ يِومَ القيامَةِ".

البزار (طب) عن أبي موسى

قال في الكبير قال الهيثمى: فيه عمر بن سعيد الأشج وهو ضعيف.

وكذا قال في الصغير: ضعيف لضعف عمر الأشج.

قلت: هكذا كتبه في الشرحين: الأشج بالشين المعجمة والجيم، وهو غلط وتحريف صوابه الأبح بالباء الموحدة والحاء المهملة.

والحديث خرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير [1/ 372]:

ثنا نصر بن على ثنا إسماعيل بن محمد بن الحكم بن فحل ثنا عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن الحكم بن فحل عن أبي بردة عن أبي موسى به.

ومن هذا الوجه هو عند الطبرانى في الصغير [1/ 71] أيضًا رواه عن أحمد بن محمد بن زكريا أخى ميمون عن نصر بن على، ثم قال: لا يروى هذا الحديث عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد.

ورواه الخطيب في التاريخ [5/ 8] من طريق الطبرانى.

3047/ 7920 - "ما سلَّطَ اللَّهُ القحطُ علَى قومٍ إلا بتمردِهِمْ علَى اللَّه".

الخطيب في رواة مالك عن جابر

قلت: هذا حديث باطل.

ص: 478

3048/ 7924 - "مَا صبَرَ أهلُ بيتٍ على جَهدٍ ثلاثًا إلَّا أتَاهُمُ اللَّهُ برزقٍ".

الحكيم عن ابن عمر

قال في الكبير: وفيه أبو رجاء الجزرى قال في الميزان عن ابن حبان: روى عن فرات وأهل الجزيرة مناكير كثيرة لا يتابع عليها منها هذا الخبر، وفرات بن السائب أبو سليمان قال الذهبى في الضعفاء قال البخارى: منكر الحديث، وفي اللسان كأصله: متهم ذاهب الحديث، وقضية صنيع المصنف أنه لم يره مخرجًا لأشهر من الحكيم مع أن أبا يعلى والبيهقى خرجاه باللفظ المذكور عن ابن عمر، قال الهيثمى: ورجاله وثقوا، فعدول المصنف للحكيم واقتصاره عليه مع وجوده لذنيك وصحة سندهما من ضيق العطن.

قلت: يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه، فلو أراد عدو له أن يكيده لما أتى بأكثر من هذا، فالحديث ما روى إلا من طريق أبي رجاء الجزرى عن فرات بن السائب أبي سليمان المذكورين في سند الحكيم فهما في سند أبي يعلى وسند البيهقى أيضًا، قال البيهقى:

أنبأنا أبو عبد اللَّه الحافظ ثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل ثنا جعفر بن محموية الفارسى ثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى ثنا عبدة بن سليمان عن أبي رجاء الجزرى عن فرات أبي سليمان عن ميمون بن مهران عن ابن عباس به، ثم قال البيهقى إسناد ضعيف: كذا وقع عنده عن ميمون بن مهران عن ابن عباس، وإنما هو عن ابن عمر.

وهكذا رواه جماعة آخرون وقال ابن شاهين في الترغيب:

ثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى الهاشمى ثنا أبو سعيد الأشج ثنا عبدة بن سليمان عن أبي رجاء الجزرى به.

ص: 479

وقال مالك بن أحمد البانياسى في جزئه:

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المحبر ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمى.

وقال ابن حبان في الضعفاء [3/ 158]: حدثنا محمد بن المسيب ثنا أبو سعيد الأشج به.

فبان أن سند الحديث واحد عند جميع من خرجه، فقول الشارح: مع صحة سندهما -يعنى أبا يعلى والبيهقى- من المخازى والفضائح لا سيما وقد صرح البيهقى نفسه بأنه ضعيف، وأما الهيثمى فقال [10/ 256]: وثقوا اعتمادا على من وثق أبا رجاء الجزرى، فقد وثقه أبو داود واضطرب فيه ابن حبان فذكره في الثقات والضعفاء، أما شيخه فرات بن السائب فلم يوثقه أحد وإنما وقع في الأصل الذي وقف عليه الحافظ الهيثمى من معجم أبي يعلى: فرات بن سليمان بلفظة: "ابن" كما يقع في كثير من الأصول، وهو تحريف من فرات أبي سليمان بأداة الكنية، فلما وقع له فرات بن سليمان اشتبه عليه بالرقى وهو من طبقته لأنه يروى عن القاسم بن محمد والأعمش، وهذا قد وثقه أحمد وقال ابن عدى: أرجوا أنه لا بأس به.

3049/ 7925 - "مَا صدقة أفْضَل من ذكرِ اللَّهِ تعالَى".

(طس) عن ابن عباس

قال الشارح: بإسناد صحيح، وقول المؤلف: حسن تقصير.

وبين في الكبير مستنده في هذا: وهو أن الحافظ الهيثمى قال: رجاله موثقون.

قلت: لو كان من أهل دراية الفن لعلم أن الحافظ الهيثمى لم يعدل عن قوله: ثقات إلى قوله: موثقون إلا لنكتة، فإنهم لا يقولون: موثقون إلا

ص: 480

فيمن فيه خلاف وذلك شرط الحسن.

والحديث خرجه أيضًا أبو نعيم في التاريخ عن أبي الشيخ:

حدثنا أبو مسلم محمد بن أبان ثنا أبو الصباح محمد بن الليث ثنا أبو همام الدلال ثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به.

3050/ 7928 - "ما صيدَ صيدٌ ولا قُطِعَتْ شجرةٌ إلَّا بَتضيع التَّسبيحِ".

(حل) عن أبي هريرة

قال في الكبير: وفيه محمد بن عبد الرحمن القشيرى قال الذهبى: كذاب، وبه يعرف أن رمز المؤلف لحسنه غير صواب.

قلت: بل الكذب حرام غير جائز، فإن المصنف رمز لضعفه لا لحسنه.

3051/ 7929 - "مَا ضَاقَ مجلسٌ بمُتحابين".

(خط) عن أنس

قلت: هذا حديث موضوع ولم يقف الحافظ السخاوى على مخرج له فذكر أن الديلمى ذكره بلا سند، وهو كما ترى في تاريخ الخطيب [3/ 226] من رواية خراش عن أنس.

3052/ 7931 - "ما ضَحَى مؤمنٌ ملبِّيًا حتَّى تَغِيبَ الشمسُ إلا غابَتْ بذُنُوبِهِ، فيعود كمَا ولدتْهُ أمهُ".

(طب. هب) عن عامر بن ربيعة

قال الشارح: وضعفه الهيثمى، فقول المؤلف: حسن ممنوع.

قلت: أعله الهيثمى بعاصم بن عبيد اللَّه، وعاصم قد روى [عنه] كبار الناس وثقاتهم مالك وشعبة والسفيانان وشريك والطبقة، واحتج به أهل السنن

ص: 481

الأربعة، وما كان فيه إلا الغفلة وسوء الحفظ، وقد قال العجلى: لا بأس به، ومن كان هكذا ولم ينفرد فحديثه حسن، وفي هذا الباب أحاديث كثيرة.

3053/ 7933 - "ما ضَرَبَ منْ مؤمنِ عرقٌ إلا حطَّ اللَّهُ بِهِ عنهُ خطيئةً وكتبَ لَهُ بِهِ حسنةً ورفَعَ لَهُ بِهِ درجةً".

(ك) عن عائشة

قلت: أخرجه أيضًا الدولابى في الكنى عن النسائى قال:

أخبرنى أحمد بن عمان بن حكيم الأولى ثنا أبو نعيم ثنا عمران بن زيد أبو يحيى الملائى حدثنى عبد الرحمن بن القاسم بن محمد حدثنى سالم عن عائشة به بدون ذكر: "رفع الدرجة".

وأخرجه الديلمى من طريق ابن شاهين:

حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ثنا إبراهيم بن أبي بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن أبان ثنا عمران بن زيد به مثل اللفظ المذكور في المتن.

3054/ 7934 - "مَا ضَلَّ قومٌ بعدَ هُدًى كَانُوا عليِه إلا أوتُوا الجدَلَ".

(حم. ت. هـ. ك) عن أبي أمامة

قلت: أخرجه أيضًا الدينورى في المجالسة قال:

حدثنا محمد بن عبد العزيز ثنا محمد بن بشر عن يعلى بن عبيد عن الحجاج بن دينار عن أبي غالب عن أبي أمامة به.

ورواه ابن عبد البر في العلم (2/ 97).

ص: 482

3055/ 7938 - "ما طهَّرَ اللَّهُ كفًا فيها خاتَمٌ من حديدٍ".

(تخ. طب) عن مسلم بن عبد الرحمن

قلت: هو عند البخارى في ترجمة مسلم بن عبد الرحمن وقال: له صحبة، ثم قال: قال عمرو الناقد:

حدثنا ابن نفيل ثنا عباد بن كثير عن شميسة بنت نبهان عن مولاها سلم بن عبد الرحمن قال: "رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يبايع الناس على الصفا عام الفتح فجاءته امرأة يدها كيد رجل فلم يبايعها حتى غيرت يدها بصفراء أو حمرة، وجاءه رجل وعليه خاتم من حديد فقال: ما طهر اللَّه" وذكره.

3056/ 7939 - "مَا عَالَ مَنِ اقتصَدَ".

(حم) عن ابن مسعود

قال الشارح: وضعفه الهيثمى وغيره، وقول المؤلف: حسن غير حسن اهـ. وبين في الكبير أن سبب ضعفه إبراهيم بن مسلم الهجرى.

قلت: إبراهيم الهجرى صدوق يهم، والحديث له طرق أخرى من حديث على وابن عباس وأبي أمامة وأنس بن مالك، وهو بمجموعها حسن أو صحيح.

فحديث على رواه أبو الشيخ في النوادر:

ثنا أبو زكريا الساجى ثنا أبو يونس محمد بن أحمد المدينى ثنا هارون بن يحيى الحاطبى ثنا عثمان بن عثمان بن خالد بن الزبير عن أبيه عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن أبي طالب مرفوعًا: "ما عال امرؤٌ قط على اقتصاد".

وله طريق آخر سبق قريبًا في حديث: "ما خاب من استخار":

ص: 483

وحديث ابن عباس رواه أبو الشيخ في النوادر أيضًا:

ثنا عبدان ثنا هشام ثنا خالد الأزرق ثنا خالد بن يزيد عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعًا: "ما عال من اقتصد".

وحديث أبي أمامة رواه الديلمى من طريق الحاكم:

ثنا إبراهيم بن أحمد بن رجاء ثنا محمد بن يحيى بن سهل المطرز ثنا محمد بن يحيى بن الضريس ثنا محمد بن حباب ثنا بشر بن زاذان عن عمر ابن صبح عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي أمامة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: حسن السؤال نصف العلم والرفق نصف العيش وما عال من اقتصد".

وله طريق آخر أخرجه الديلمى (1) أيضًا من طريق عمرو بن الحصين:

ثنا أبو علاثة عن الأوزاعى عن محمد بن أبي موسى عن أبي أمامة مرفوعًا: "إياكم والسرف في المال والنفقة، وعليكم بالاقتصاد، فما افتقر قوم قط اقتصدوا".

وحديث أنس تقدم في حديث: "ما خاب من استخار".

ثم إن حديث ابن مسعود خرجه أيضًا أبو عروبة الحرانى في الأمثال وأبو الشيخ في النوادر وابن قتيبة في عيون الأخبار والقضاعى في مسند الشهاب كلهم من طريق إبراهيم الهجرى عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه، ولفظ أبي الشيخ في النوادر:"لا يعيل أحدكم على قصد، ولا يبقى على سرف كثير".

(1) فردوس الأخبار (1/ 470، رقم 1564).

ص: 484

3057/ 7940 - "ما عُبِدَ اللَّهُ بشيءٍ أفضلَ من فقهٍ في دينٍ".

(هب) عن ابن عمر

قال الشارح: ثم قال البيهقى: تفرد به عيسى بن زياد أي وهو ضعيف. وقال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن البيهقى خرجه وأقره والأمر بخلافه، بل عقبه بالقدح في سنده فقال: تفرد به عيسى بن زياد وروى من وجه آخر ضعيف والمحفوظ هذا اللفظ من قول الزهرى اهـ. فاقتطاع المصنف ذلك من كلامه وحذفه من سوء التصرف، ولهذا جزم جمع بضعف الحديث منهم العراقى، وكان ينبغى للمصنف استيعاب مخرجيه إشارة إلى تقويته، فمنهم الطبرانى في الأوسط والآجرى في فضل العلم وأبو نعيم في رياضة المتعلمين من حديث أبي هريرة، ورواه الدارقطنى عن أبي هريرة وفيه يزيد بن عياض متروك.

قلت: في هذا أمور، الأول: الكذب على ظاهر صنيع المصنف فإنه رمز للحديث بعلامة الضعيف.

الثانى: أن المصنف لا ينقل كلام المخرجين فالتعقب عليه عقب كل حديث بمثل هذا سخافة متناهية.

الثالث: الإتيان بأشد مما عاب به المصنف وأقبح مع أن المصنف برئ مما عابه به، فإنه قال في الصغير: قال البيهقى: تفرد به عيسى بن زياد أي وهو ضعيف، وأسقط منه قوله: وروى من وجه آخر ضعيف مع أن نقل بقية كلام البيهقى لازم لأن حذفه يوقع في نسبة الوهم والقصور إلى البيهقى الذي هو برئ منه، ولذلك لما وقفت على ما نقله في الصغير كتبت عليه ما نصه:

ليس الأمر كذلك فقد قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 79]:

حدثنا الحسين بن محمد بن إبراهيم في جماعة قالوا: حدثنا محمد بن عمر

ص: 485

ابن حفص ثنا إسحاق بن الفيض ثنا أحمد بن موسى الضبى ثنا يوسف السمتى ثنا مسلمة بن قعنب عن نافع عن ابن عمر به.

ثم قال أبو نعيم: حدثنا الطبرانى حدثنا معاذ بن المثنى ثنا عيسى بن إبراهيم ثنا يوسف بن خالد السمتى به.

فهذا ما كتبته إلا اعتمادا على نقله في الصغير، ثم لما وقفت على بقية كلام البيهقى علمت أنه لا تعقب عليه وأنه يريد بقوله: وقد روى من وجه آخر ضعيف هذا الوجه، لأنه من رواية يوسف بن خالد السمتى وهو كذاب.

الرابع: أنه قال: عيسى بن زياد ضعيف، وذلك من تصوره وكذبه فإنه لا وجود لعيسى بن زياد في الضعفاء.

الخامس: أنه زعم أن في استيعاب المخرجين قوة، وذلك من جهله بالصناعة فإن تعدد المخرجين لا يفيد قوة أصلًا، فلو اتفق ألف مخرج على إخراج حديث من طريق واحد ضعيف فإن اجتماع الألف كإخراج رجل واحد ولا فارق أصلًا، وإنما القوة في تعدد المخارج والطرق.

السادس: قوله: فمنهم الطبرانى والآجرى وأبو نعيم من حديث أبي هريرة ورواه الدارقطنى [3/ 79] من حديث أبي هريرة، تركيب ركيك وصنيع فاسد وتكرار سمج وفيه مع ذلك إيهام أن الدارقطنى انفرد بروايته من طريق يزيد بن عياض وليس كذلك، بل كلهم ومعهم أيضًا الخطيب والقضاعى خرجوه من طريق يزيد بن عياض المذكور عن صفوان بن سليم عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة، وهو عند الدارقطنى في السنن آخر كتاب البيوع.

نعم له طريق آخر أخرجه جعفر الخلدى في الرابع من فوائده، قال:

حدثنا أحمد بن الحسن بن صبيح بالكوفة، قال: وجدت في كتاب جدى ثنا محمد بن أبي عثمان الأزدى ثنا الحسن عن أبي هريرة به.

السابع: عزوه الحديث لأبي نعيم في رياضة المتعلمين يوهم أنه ليس في

ص: 486

الحلية وليس كذلك، بل عنده في الحلية [2/ 192].

الثامن: وإذا قال: ينبغى استيعاب المخرجين لتقويته -مع أنه باطل- وأن الصواب استيعاب الطرق فلما لم يفعل ذلك واقتصر على حديث أبي هريرة من طريق واحد مع أن له طريقا أخرى كما ذكرته، ومع أن في الباب عن جابر أيضًا، وقد ذكرته في مستخرجى على مسند الشهاب.

3058/ 7942 - "ما عَظمتْ نعمةُ اللَّه على عبدٍ إلا اشتدتْ عليه مُؤنةُ الناسِ، فمنْ لم يَحتملْ تلك المؤنةَ للناسِ فقد عرضَ تلك النعمةَ للزوالِ".

ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج عن عائشة (هب) عن معاذ

قال في الكبير: ثم قال البيهقى: هذا حديث لا أعلم أنا كتبناه إلا بإسناده وهو كلام مشهور عن الفضيل اهـ. وفيه عمرو بن الحصين عن أبي علاثة. . . إلخ.

قلت: فيه أمور، أحدها: نقل كلام الذهبى بهذه الصفة مضحك؛ لأنه من باب: السماء فوقنا؛ إذ كل حديث لا يكتب إلا بإسناده، فكان البيهقى قال: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد أو قال: لم نكتبه إلا عن عمرو بن الحصين بإسناده فنقله الشارح كما ترى؛ فرط غفلته وجهله بالفن.

ثانيها: أنه تكلم على سند حديث معاذ ولم يتكلم على سند حديث عائشة.

[ثالثها]: أنه لم يتعرض لشواهد هذا الحديث وطرقه الأخرى، فإنه وارد أيضًا من حديث أبي هريرة وابن عباس.

أما حديث عائشة، فقال ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج [ص 55، رقم 48] وفي مكارم الأخلاق معا:

حدثنا الحارث بن محمد التيمى ثنا عمرو بن الصلت عن سعيد بن أبي سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به، وسعيد بن أبي سعيد هو الزبيدى وهو ضعيف.

ص: 487

وأما حديث معاذ فأخرجه أيضًا أبو يعلى في المعجم رواية ابن المقرى وابن حبان في الضعفاء [1/ 142، 2/ 280] كلاهما من هذا الوجه، فابن حبان عن الحسن بن سفيان عن عمرو بن الحصين، وأبو يعلى عن عمرو مباشرة قال:

حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن علاثة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل به.

وله طريق آخر عن ثور أخرجه القضاعى في مسند الشهاب، والخطيب [5/ 181] في التاريخ، والطوسى في الأمالى كلهم من طريق محمد بن وزير: ثنا أحمد بن معدان حدثنى ثور بن يزيد به، وأحمد بن معدان ضعيف.

وأما حديث أبي هريرة فأخرجه أبو نعيم في التاريخ من طريق أحمد بن يحيى المصيصى: ثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعى عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة به.

وأما حديث ابن عباس فأخرجه ابن حبان في الضعفاء [1/ 142، 2/ 280] في ترجمة طاهر بن الفضل الحلبى: ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به مثله وقال: إنه موضوع، وطاهر بن الفضل يضع الحديث على الثقات كذا قال، وهو واهم في زعمه وضعه؛ فإن طاهر بن الفضل لم ينفرد به بل توبع عليه، فقد أخرجه أبو نعيم في التاريخ من طريق محمد ابن إبراهيم بن شبيب: ثنا إبراهيم بن محمد ثنا الوليد بن مسلم عن ابن جريج به.

3059/ 7943 - "ما على أحدِكم إذا أرادَ أن يَتصدقَ للَّه صدقةً تطوعا أن يجعلَها عن والدَيهِ إذا كانا مُسلمينِ، فيكونُ لوالديهِ أجرُها، وله مثلُ أجورِهما، بعد ألَّا يُنتقصَ من أجورِهما شيئًا".

ابن عساكر عن ابن عمرو

قال في الكبير: ورواه أيضًا الطبرانى بدون قوله: "إذا كانا مسلمين"، قال

ص: 488

الحافظ العراقى: وسنده ضعيف.

قلت: لم يبين سبب ضعفه، ولعله لكونه من رواية عباد بن كثير، فقد أخرجه من طريقه محمد بن مخلد العطار الدورى في جزئه قال:

حدثنا محمد بن الجارود القطان ثنا يحيى بن نصر بن حاجب ثنا عباد بن كثير عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به مثله.

لكنه ورد من غير طريقه، قال أبو بكر محمد بن سليمان الربعى السوار في جزئه:

حدثنا أحمد بن عامر ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الحميد بن أبي العشرين ثنا الأوزاعى عن عمرو بن شعيب به مثله أيضًا.

3060/ 7944 - "ما على أحدِكم إنْ وجدَ سعةً أن يتخذَ ثَوبينِ ليوم الجمعةِ سِوَى ثوبَى مهنتِه".

(د) عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام (هـ) عن عائشة

قال في الكبير: رواه أبو داود من حديث محمد بن يحيى بن حبان عن موسى ابن سعد عن يوسف بن سلام ثم قال بعد حديث عائشة: وقد رمز المصنف لحسنه وليس كما قال، فقد جزم الحافظ ابن حجر في التخريج: بأن فيه انقطاعا، وفي الفتح: بأن فيه نظرًا.

قلت: في هذا من الخبط والتخليط أمور، الأول: قلب السند، فإن الحديث من رواية موسى بن سعد عن محمد بن يحيى بن حبان لا بالعكس كما ذكره.

الثانى: أن الحافظ جزم في التخريج بالانقطاع في حديث عبد اللَّه بن سلام وحده لا في الحديث من أصله، والمؤلف حكم للحديث من مجموع طرقه.

قال الحافظ: روى ابن السكن من طريق مهدى بن ميمون عن هشام بن عروة

ص: 489

عن أبيه عن عائشة مرفوعًا فذكره، قال: ولأبى داود [رقم 1078]، وابن ماجه [رقم 1095] من حديث عبد اللَّه بن سلام نحوه وفيه انقطاع اهـ. أي في حديث عبد اللَّه بن سلام.

الثالث: أن الحافظ قال في الفتح: وفيه نظر في طريق خاص لحديث عائشة ونصه: وفي الموطإ [رقم 110] عن يحيى بن سعيد الأنصارى: أنه بلغه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما على أحدكم. . . " الحديث، ووصله ابن عبد البر في التمهيد من طريق يحور بن سعيد الأموى عن يحيى بن سعيد الأنصارى عن عمرة عن عائشة وفي إسناده نظر، فقد رواه أبو داود من طريق عمرو بن الحارث، وسعيد ابن منصور عن ابن عيينة، وعبد الرزاق [رقم 5330] عن الثورى ثلاثتهم عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلًا، ووصله أبو داود وابن ماجه من وجه آخر عن محمد بن يحيى عن عبد اللَّه ابن سلام.

ولحديث عائشة طريق آخر عن ابن ماجه [رقم 1096] وابن خزيمة [1765] اهـ.

وهذا الطريق الأخير هو الذي ذكره المؤلف وهو صحيح لا علة فيه ولا نظر، قال ابن ماجه:

ثنا محمد بن يحيى ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير عن هشام بن عروة عن أبي عن عائشة به.

ولهذا صححه ابن خزيمة، وإنما النظر في طريق يحيى بن سعيد الأنصارى، لأنه اختلف فيه فرواه السفيانان ويونس وعمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد الأنصارى فقال: عن محمد بن يحيى بن حبان مرسلًا.

ورواه إبراهيم بأن سعيد الجوهرى عن يحيى بن سعيد الأموى عن يحيى بن سعيد الأنصارى فقال: عن عمرة عن عائشة.

ص: 490

ورواه مالك عنه بلاغا لم يذكر أحدًا، ثم إن محمد بن يحيى أحد شيوخه فيه اختلف عليه فيه أيضًا فرواه عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن محمد بن يحيى بن حبان فقال: عن عبد اللَّه بن سلام.

أخرجه أبو داود وابن ماجه [رقم 109] كلاهما من طريق ابن وهب عنه.

ورواه عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن يحيى فقال: عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام عن أبيه أخرجه ابن ماجه.

ثم إن يزيد بن أبي حبيب اختلف عليه فيه أيضًا فقيل عنه كما مضى، وقيل: عنه عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد اللَّه بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم دون ذكر عبد اللَّه؛ فلأجل هذا قال الحافظ: فيه نظر.

3061/ 7928 - "ما عَمِلَ ابنُ آدمَ شيئًا أفضلَ من الصلاةِ، وصلاحِ ذاتِ البينِ، وخُلُقٍ حسنٍ".

(تخ. هب) عن أبي هريرة

قال الشارح: بإسناد حسن.

قلت: كيف ذلك وهو مضطرب، فقد رواه يونس بن ميسرة بن حلبس عن أبي إدريس الخولانى عن أبي هريرة به، ورواه جنادة بن أبي خالد عن مكحول عن أبي إدريس الخولانى عن أبي الدرداء موقوفًا، ورواه يونس عن ابن شهاب عن أبي إدريس عن أبي الدرداء أيضًا مثله، ورواه أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو عن سالم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه ابن فضيل عن الأعمش عن سالم عن أبي الدرداء موقوفًا، ذكر كل هذه الطرق البخارى [1/ 1/ 63].

ص: 491

3062/ 7949 - "ما عَمِلَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النحرِ أحبَّ إلى اللَّه منِ إهراقِ الدمِ، إنها لتأتى يومَ القيامةِ بقُرونِها وأَشعارِها وأَظلافِها، وإنَّ الدمَ ليقعُ من اللَّه بمكانٍ قبلَ أن يقعَ على الأرضِ، فَطِيبُوا بها نفسا".

(ت. هـ. ك) عن عائشة

قال في الكبير: حسنه الترمذى وضعفه ابن حبان، وقال ابن الجوزى: حديث لا يصح، فإن يحيى بن عبد اللَّه بن نافع أحد رواته ليس بشيء، قال النسائى: متروك، والبخارى: منكر الحديث.

قلت: لا أدرى من أين يأتى هذا الرجل بهذه الأوهام والأخطاء ولا كيف تدخل عليه؟! فإنه لا وجود ليحيى بن عبد اللَّه في سند هذا الحديث، بل ولا وجود لراو اسمه يحيى بن عبد اللَّه بن نافع أصلًا لا في هذا الحديث ولا في غيره، قال الترمذى:

ثنا أبو عمرو مسلم بن عمرو الحذاء المدينى حدثنى عبد اللَّه بن نافع الصائغ عن أبي المثنى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة به.

وقال ابن ماجه [رقم 3126]:

ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقى ثنا عبد اللَّه بن نافع به.

وقال الحاكم [4/ 221]:

حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة المدينى ثنا عبد اللَّه بن نافع به، فإن قيل: لعله أراد عبد اللَّه بن نافع الصائغ وسبقه قلمه فزاد: يحيى، قلنا: وهذا فاسد أيضًا؛ لوجوه، أحدها: أن عبد اللَّه بن نافع ثقة من رجال مسلم وقد ضعف ولُيِّنَ لوهمه، لكن لم يقل النسائى فيه: متروك، ولا البخارى: منكر الحديث، فإذًا هو يقصد رجلًا آخر.

ص: 492

ثانيها: أنه نقل التعليل به عن ابن الجوزى [2/ 79] وابن حبان [3/ 151] ولم يعلله أحد منهما به.

ثالثها: أن علة الحديث هو أبو المثنى واسمه سليمان بن يزيد بن قنفد، وفي ترجمته من الضعفاء أورده ابن حبان [3/ 151] وبه تعقب الذهبى على الحاكم فقال: سليمان واه وبعضهم تركه اهـ.

فكيفما دار الأمر دار على خطإ وغلط.

3063/ 7950 - "مَا فتحَ رجلٌ بابَ عطيةٍ بصدقَة أو صِلَةٍ إلا زادَهُ اللَّهُ تعالَى بها كثرة، وما فتحَ رجلٌ بابَ مسألةٍ يريدُ بها كثرةً إلَّا زادَهُ اللَّهُ تعالَى بها قلةً".

(هب) عن أبي هريرة

قال في الكبير: وفيه يوسف بن يعقوب. . . إلخ، ثم قال: ورواه أحمد والطبرانى باللفظ المذكور، قال الهيثمى: ورجاله رجال الصحيح، فإهمال المصنف له واقتصاره على الطريق المعلول غير مقبول.

قلت: هذا كذب، فإن أحمد [2/ 436] رواه مختصرا بلفظ:"لا يفتح الإنسان على نفسه باب مسألة إلا فتح اللَّه عليه باب فقر" وهذا مع كونه مختصرا محله حرف "لا" وقد رواه مختصرا أيضًا القضاعى في مسند الشهاب من حديث ابن عباس ومن حديث أم سلمة بلفظ: "ما فتح رجل على نفسه باب مسألة. . . " الحديث، وفي حديث أم سلمة زيادة في أوله وهو عند الطبرانى في الصغير (1) أيضًا، وقد ذكرته في المستخرج على مسند الشهاب.

(1) انظر "المجمع"(8/ 190).

ص: 493

3064/ 7952 - "ما فوقَ الإزار وظلِّ الحائطِ وجَر الماءِ فضلٌ يحاسَبُ بِهِ العبدُ يومَ القيامَة".

البزار عن ابن عباس

قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [4/ 100]:

ثنا محمد بن على بن حبيش ثنا عبد اللَّه بن صالح البخارى ثنا ابن أبي رزمة ثنا على بن الحسن بن شقيق ثنا أبو حمزة عن ليث عن أبي فزارة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس به ولفظه: "ما فوق الإزار وجلف الخبز وظل الحائط وجرة الماء فضل يحاسب به أو يسأل عنه يوم القيامة"، قال أبو نعيم: لم نكتبه إلا من حديث أبي حمزة عن ليث وأبو حمزة هو السكرى المروزى واسمه محمد بن ميمون.

قلت: وشيخه ليث هو ابن أبي سليم وفيه مقال معروف.

3065/ 7954 - "مَا فِي السماءِ ملَكٌ إلا وهُو يُوقِّرُ عمرَ، ولَا فِي الأرضِ شيطانٌ إلا وهو يفَرقُ منْ عُمَر".

(عد) عن ابن عباس

قال في الكبير: وفيه موسى بن عبد الرحمن الصنعانى، قال ابن حبان: دجال وضاع، وقال الذهبى: هذا حديث باطل، فما أوهمه صنيع المصنف من أن ابن على خرجه وأقره غير صواب.

قلت: بل الكذب والجهل غير صواب، فإن المؤلف أولًا: رمز له بعلامة الضعيف، فكنت كاذبا على صنيعه، وإنما كان من حقه ألَّا يورده في كتابه لأنه موضوع، وابن عدى ليس كتابه موضوعا للحديث حتى يقر أو ينكر كما بيناه مرارا عديدة، والحديث خرجه أيضًا الديلمى من طريق أبي نعيم:

أخبرنا عمر بن أحمد حدثنا عبيد اللَّه بن عبد الصمد ثنا بكر بن سهل ثنا

ص: 494

عبد الغنى بن سعيد ثنا موسى بن عبد الرحمن الصنعانى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس به.

3066/ 7957 - "ما قبضَ اللَّه تعالَى عالِما من هذِهِ الأمَّةِ إلا كانُ ثغرةً في الإِسلام لا تُسَدُّ ثُلْمَتُه إلى يومِ القيامةِ".

السجزى في الإبانة، والموهبى في العلم عن ابن عمر

قال في الكبير: الموهبى بفتح الميم وسكون الواو وموحدة نسبة إلى موهب بطن من المعافر.

قلت: هذا غلط، بل صاحب كتاب العلم هو المرهبى بضم الميم وبالراء المهملة وأخره باء موحدة نسبة إلى مرهبة بطن من همدان.

والحديث رواه الديلمى (1) عن الحداد عن أبي نعيم عن المرهبى هذا، قال أبو نعيم:

حدثنا أحمد بن على المرهبى ثنا محمد بن على بن حبيب ثنا الوليد بن أبي موسى ثنا على بن العباس عن سعيد بن سنان عن حديد بن غريب عن كثير بن مرة عن ابن عمر به.

3067/ 7958 - "ما قُدِّرَ في الرحمِ سَيكونُ".

(حم. طب) عن أبي سعيد الزوقى

قال الشارح: هو بفتح الزاى وسكون الواو بضبط الحافظ الذهبى بخطه.

قلت: كذب على الذهبى وإن كان صدقا فهو غلط، فأبو سعيد هو الزُرَقى بضم الزاى وفتح الراء لا يختلف فيه اثنان؛ لأنه أنصارى وبنى زريق من الأنصار، ولا يتصور الذهبى أن يقول ذلك أصلًا؛ لأنه عالم بأنساب الرواة

(1) انظر: "فردوس الأخبار"(4/ 371/ 608).

ص: 495

من جهة ومن جهة فإن الزوقى بالضبط الذي ذكره الشارح وفي آخره قاف لا يوجد في أنساب الرواة أصلًا، قال الذهبى في المشتبه [ص 336]: الزرقى بنو زريق وهم خلق من الأنصار وأقاربهم، وبالفتح وسكون الراء -نسبة إلى زرق من قرى مرو- محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي حامد أحمد بن عيسى وعنه أبو مسعود البجلى، وبراء مكسورة ثم زاى ساكنة: صاحبنا الشيخ على الرزقى صوفى نحوى، ثم قال: الزوقى يعنى بفتح الزاى وسكون الواو وآخره فاء لا قاف كما قال الشارح: جماعة مصريون، وبراء وقاف: محمد بن الحسن الروقى المروزى عن يحيى بن آدم وجماعة.

3068/ 7960 - "ما قَدمتُ أبا بكرٍ وعمرَ، ولكن اللَّه قَدمَهما".

ابن النجار عن أنس

قال الشارح: قال الحافظ ابن حجر: حديث باطل ورجاله مذكورون بالثقة.

قلت: بمراجعة نقله كلام الحافظ في الكبير يعلم أنه خان في هذا النقل وأسقط منه ما يجب أن يذكر، فإن بقية كلام الحافظ بعد قوله: مذكورون بالثقة: ما خلا الحسن بن إبراهيم القصبى فإنى لا أعرفه. . . إلخ.

فهل يجوز لعاقل فاضل أن يحذف هذا ويقتصر على ما ذكره في الصغير؟!، ومع ذلك تجده دائمًا يتعقب المؤلف على حذفه من كلام المخرجين ما لا فائدة في ذكره وينسبه إلى سوء التصرف، ثم إن هذا الحديث يضعه النواصب معارضة للحديث الوارد في عَليٍّ بهذا المعنى كما عارضوا حديث:"أحب النساء إليَّ فاطمة ومن الرجال زوجها" بحديث: "أحب النساء إليَّ عائشة ومن الرجال أبوها" مع أن رجاله ثقات أيضًا، وهو مخرج في الصحيح، ولكن هيهات هيهات أن يكون ثابتًا ولو خرجه النواصب في ألف صحيح.

ص: 496

3069/ 7962 - "ما قلَّ وكَفَى خيرٌ مما كثرُ وأَلْهَى".

(ع) والضياء عن أبي سعيد

قلت: في الباب عن أبي الدرداء وثوبان وعقبة بن عامر ذكرتها في مستخرجى على مسند الشهاب (1).

3070/ 7965 - "مَا كانَ بَينَ عثمانَ ورُقيَة وبين لوطٍ من مُهاجرٍ".

(طب) عن زيد بن ثابت

قال الشارح: وفيه خالد العثمانى متروك، فقول المؤلف: حسن ممنوع.

قلت: ما رمز المؤلف له بشيء فنسبة التحسين إليه كذب ممقوت.

3071/ 7967 - "ما كانَ ولا يكونُ إِلى يومِ القيامةِ مؤمنٌ إلا ولَهُ جارٌ يُؤذِيه".

(فر) عن على

قال في الكبير: وفيه على بن موسى الرضا، قال ابن طاهر: يأتى عن آبائه بعجائب.

قلت: هل بمثل عَلِيٍّ الرضا يضعف الحديث؟! وهل يخطر ببال فاضل أن يتهم الرضا؟!، فالحديث خرجه الديلمى من طريق ابن شاهين وهو عنده في الترغيب في الجزء الثالث منه في كتاب الصبر قال:

حدثنا على بن محمد بن مهرويه القزوينى ثنا داود بن سليمان ثنا على بن موسى الرضا عن آبائه به، وداود بن سليمان كذبوه واتهموه فترك هذا الجاهل التعليل به وانتقل إلى الرضا.

(1) فردوس الأخبار (4/ 366/ 6595).

ص: 497

3072/ 7968 - "ما كانتْ نُبوةٌ قطُّ إلا كان بعدَها قَتلٌ وصَلبٌ".

(طب) والضياء عن طلحة

قال الشارح: وفيه مجاهيل.

قلت: مستنده في هذا ما نقله في الكبير عن الحافظ الهيثمى أنه قال: فيه من لا أعرفه اهـ.

وهذا لا يدل على أن فيه مجاهيل لا من جهة اللغة ولا من جهة الحيديث؛ فإن "مَنْ" في كلام الهيثمى واقعة على مفرد بدليل إفراد الضمير في أعرفه ولو كانوا جماعة لقال: فيه من لم أعرفهم كما قد يقول ذلك أحيانا، وأيضًا فإن [من] لم يعرفه الحافظ الهيثمى لا يلزم أن يكون مجهولا فقد لا يعرف من عرفه غيره، وأيضًا فالهيثمى قال ذلك في سند الطبرانى [11/ 73] وهو حكم على الحديث من أصله حتى بالنسبة بسند الضياء الذي اشترط ألا يخرج إلا الصحيح، فالرجل لا يعرف ما يقول لا عربية ولا حديثا وإنما وهو بَليةٌ.

3073/ 7973 - "ما كرهتَ أن يراهُ الناسُ منْكَ فلا تفعله إذًا خلوْتَ".

(حب) عن أسامة بن شريك

قلت: وقع في بعض نسخ المتن، وكذلك الشرح الصغير عزو هذا الحديث للترمذى وليس هو فيه؛ إنما هو عند ابن حبان في الصحيح [ص 12، 13] وفي كتاب روضة العقلاء أيضًا قال:

أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن زهير ثنا عمر بن شبة ثنا مؤمل بن إسماعيل ثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك به.

ص: 498

3074/ 7976 - "ما لِي وللدُّنيا، مَا أنا في الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ استظلَّ تحتَ شجرةٍ ثم راحَ وتَرَكَهَا".

(حم. ت. هـ. ك) والضياء عن ابن مسعود

قال في الكبير: قال الهيثمى: رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة، وقال الحاكم: على شرط البخارى، وأقره الذهبى.

قلت: هذا خبط وتخليط، فإن الهيثمى قال ذلك في حديث ابن عباس فهو الذي من رواية هلال بن خباب، وأما حديث ابن مسعود فقال عنه: رواه الطبرانى وفيه عبيد اللَّه بن سعيد قائد الأعمش وقد وثقه ابن حبان وضعفه جماعة اهـ.

وكذلك الحاكم قال [4/ 309، 310]: على شرط البخارى في حديث ابن عباس، ثم قال: وشاهده حديث ابن مسعود ثم أخرجه وسكت عليه.

والحديث رواه ابن المبارك في الزهد، وأبو داود الطيالسى، وأحمد، والترمذى، وابن ماجه والحاكم وأبو نعيم في الحلية [2/ 102] كلهم من طريق المسعودى عن عمرو بن مرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه به.

وقال أبو نعيم: غريب من حديث عمرو وإبراهيم، تفرد به المسعودى، قال:

وحدث به جرير عن الأعمش عن إبراهيم وهو غريب، حدثناه نازوك ابن عبد اللَّه: ثنا يحيى بن محمد مولى بني هاشم ثنا محمد بن عمارة بن صبيح ثنا حسن بن الحسين العرنى ثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللَّه به، قال يحيى بن محمد: غريب من حديث الأعمش ما سمعناه إلا منه.

ص: 499

قلت: ولم ينفرد به فقد رواه ابن حبان في الضعفاء، قال:

أخبرنا وصيف بأنطاكية ثنا جعفر بن عبد اللَّه العلوى ثنا الحسن بن الحسين به، وقال في الحسن: إنه يروى عن جرير بن عبد الحميد والكوفيين المقلوبات ويأتى عن الثقات بالملزقات، قال: وهذا خبر ما رواه عن إبراهيم إلا المسعودى، والمسعودى لا تقوم الحجة بروايته، وقد رواه عن الأعمش بإسناد آخر عبيد اللَّه بن سعيد قائد الأعمش، وقائد الأعمش كثير الخطإ فاحش الوهم يتفرد عن الأعمش وغيره بما لا يتابع عليه، فأما جرير بن عبد الحميد فليس هذا من حديثه والراوى عنه هذا الحديث إما أن يكون متعمدا فيه بالوضع أو القَلْب اهـ.

ثم إنه أخرج في الضعفاء أيضًا حديث ابن عباس في ترجمة هلال بن خباب وقال: إنه كان ممن اختلط في آخر عمره وكان يحدث بالشئ على التوهم لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد؛ وأما فيما يوافق الثقات فإن احتج به محتج أرجو أنه لم يجرح في فعله ذلك اهـ.

3075/ 7978 - "مَا مَحقَ الإِسلامَ محْقَ الشُّحِّ شيْءٌ".

(ع) عن أنس

قال في الكبير: فيه على بن أبي سارة وهو ضعيف، وقال في محل آخر: رواه أبو يعلى والطبرانى وفيه عمرو بن الحصين وهو مجمع على ضعفه.

قلت: له طريق آخر ليس فيه واحد منهما، قال الحكيم الترمذى في نوادر الأصول في الأصل الثالث والسبعين ومائة (1):

حدثنا موسى بن عبد اللَّه ثنا محمد بن زياد عن بشر بن حسين عن الزبير بن عدى عن أنس به.

(1) هو في الأصل الثانى والسبعين ومائة من المطبوع (2/ 73).

ص: 500

3076/ 7979 - "ما مَررْتُ ليلةَ أُسرِى بِي بملإٍ منَ الملائكِة إلَّا قالُوا: يا محمَّد، مُرْ أمتكَ بالحِجَامَةِ".

(هـ) عن أنس (ت) عن ابن مسعود

قلت: في الباب أيضًا عن ابن عباس وأبي سعيد ومالك بن صعصعة.

فحديث ابن عباس رواه ابن ماجه [2/ 1151، رقم 3477]، وعبد بن حميد من رواية عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا:"ما مررت ليلة أسرى بي بمكة من الملائكة إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد".

وعباد بن منصور تكلموا فيه لأجل القدر وكان مع ذلك يدلس، قال على بن المدينى: سمعت يحيى بن سعيد قال: قلت لعباد بن منصور: سمعت: "ما مررت بملإٍ من الملائكة" و"أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل ثلاث"؟ قال: حدثنى ابن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس اهـ.

وكلا الرجلين ضعيف.

لكن رواه الترمذى من طريقه، فقال: سمعت عكرمة، وذكر الحديث نحوه بسياق آخر ثم قال الترمذى: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد ابن منصور.

ورواه البزار من وجه آخر بلفظ: "ما مررت بسماء من السماوات إلا قالت الملائكة: يا محمد مر أمتك بالحجامة والكست والشونيز".

وحديث أبي سعيد قال محمد بن مخلد العطار في جزئه:

حدثنا القاسم بن عاصم أبو السرى الصائغ ثنا محمد بن عمر الواقدى ثنا أبو سعيد عبد اللَّه بن عبد الرحمن عن عامر بن مسعود الجمحى عن عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم عن عمرو بن سليم الزرقى عن أبي سعيد الخدرى عن النبي

ص: 501

-صلى الله عليه وسلم قال: "لم أمر على ملإ من الملائكة إلا قالوا: عليك بالحجامة يا محمد".

وحديث مالك بن صعصعة رواه الطبرانى في الأوسط والكبير بسند رجاله رجال الصحيح ولفظه: "ما مررت ليلة أسرى [بي] على ملإ من الملائكة إلا أمرونى بالحجامة".

3077/ 7980 - "ما مسخَ اللَّهُ تعالَى من شيءٍ فكانَ لَهُ عقِبٌ ولا نَسْلٌ".

(طب) عن أم سلمة

قال في الكبير: رمز لحسنه، قال الهيثمى: فيه ليث بن أبي سليم مدلس وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلت: وذلك شرط الحسن، والحديث خرجه أيضًا الدينورى في المجالسة:

حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة ثنا أبي ثنا جرير عن ليث عن علقمة بن مرثد عن المعرور بن سويد عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها به.

وأخرجه أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين:

أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد الجمحى ثنا على بن عبد العزيز ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد اللَّه بن إدريس عن ليث به.

وفي الباب عن ابن عمر، قال أبو نعيم في التاريخ:

ثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد ثنا محمد بن هارون بن كوفى ثنا على ابن المغيرة المصرى ثنا ابن أبي مريم ثنا مسلمة بن على ثنا الأوزاعى عن محمد ابن الوليد عن ابن شهاب عن سالم عن أبيه قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ما مُسِخَتْ أمة فيكون لها ناسلة"، هكذا قال: عن الأوزاعى عن الزبيد.

ورواه ابن حبان في الضعفاء:

ص: 502

ثنا الحسن بن عبد العزيز ثنا محمد بن يحيى ثنا ابن أبي مريم ثنا مسلمة بن على عن الأوزاعى والزبيدى كلاهما عن الزهرى به.

وقال في مسلمة بن على الخشنى: كان يقلب الأسانيد ويروى عن الثقات ما ليس من حديثهم فبطل الاحتجاج به.

3078/ 7983 - "مَا منَ القُلوب قَلبٌ إلَّا ولَهُ سَحابةٌ كسحابَةِ القمرِ بينمَا القمرُ يضئُ إذ علَتْهُ سحابةٌ فأَظلَمَ إذْ تجلَّتْ".

(طس) عن على

قلت: رمز المصنف لضعفه وسكت الشارح عليه كأنه لم يقف على ما قاله فيه الحافظ الهيثمى، والحديث هكذا خرجه الطبرانى مختصرا وكذلك خرجه أبو نعيم في الحلية [2/ 196]:

حدثنا أبو بكر الطلحى ثنا محمد بن على بن حبيب الرقى ثنا محمد بن عبد اللَّه -يعنى ابن حماد- ثنا عبد الرحمن بن مغراء ثنا أزهر بن عبد اللَّه عن محمد بن عجلان عن سالم بن عبد اللَّه عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لعلى بن أبي طالب رضي الله عنهما: "ربما شهدت وغِبنَا، وربما غِبتَ وشهدنا فهل عندك علم بالرجل يحدث بالحديث إذ نسيه إذا استذكره (1)؟ فقال على رضي الله عنه: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضئ إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت عنه فأضاء، وبينما الرجل يحدث إذ علته سحابة فنسى إذ تجلت عنه فذكره". وأصل الحديث أطول في قصته من هذا، فقد أخرجه أبو عبد اللَّه بن منده في كتاب "النفس والروح" من حديث محمد بن حميد:

ثنا عبد الرحمن بن مغراء الدوسى به إلى ابن عمر، قال: "لقى عمر بن

(1) في المطبوع من الحلية (2/ 196): إذا نسيه استذكره.

ص: 503

الخطاب على بن أبي طالب فقال له: يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا وشهدنا وغبت، ثلاث أسألك عنهن فهل عندك منهن علم؟ فقال على بن أبي طالب: وما هن؟ فقال: الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيرا والرجل يبغض الرجل ولم ير منه شرا؟ فقال على: نعم، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن الأرواح جنود مجندة تلتقى في الهواء فتنام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فقال عمر: واحدة، قال عمر: والرجل يحدث الحديث إذ نسيه فبينما هو وما نسيه إذ ذكره؟ فقال: نعم، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ما في القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينما القمر مضئ إذ تجللته سحابة فأظلم إذ تجلت فأضاء، وبينما القلب يتحدث إذ تجللته سحابة فنسى إذ تجلت عنه فيذكر، قال عمر: اثنتان، قال: والرجل يرى الرؤيا فمنها ما يصدق ومنها ما يكذب فقال: نعم، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد ينام يمتلئ نومًا إلا عرج بروحه إلى العرش، فالذي لا يستيقظ دون العرش فتلك الرؤيا التي تصدق، والذي يستيقظ دون العرش فهي التي تكذب، فقال عمر: ثلاث كنت في طلبهن فالحمد للَّه الذي أصبتهن قبل الموت".

وأخرجه الحاكم في المستدرك [4/ 396 - 397]:

حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضى ثنا يحيى بن عبد اللَّه بن ماهان ثنا محمد ابن مهران الحمال ثنا عبد الرحمن بن مغراء الدوسى به، إلا أنه اقتصر على ذكر حديث التعبير وسكت عليه الحاكم، فكتب عليه الذهبى: حديث منكر لم يصححه المؤلف، وكأن الآفة من أزهر.

قلت: وهذا مجرد ظن من الذهبى وحكم بالذوق والأذواق ولا سيما أذواق أهل الجمود من أهل الحديث تخطئ وأى شيء ينكر في هذا الحديث وإن ادعى العقيلى أيضًا أنه غير محفوظ؟! فإن له شواهد متعددة ليس هذا محل إيرادها.

ص: 504

3079/ 7984 - "مَا مِنْ آدميٍّ إلَّا في رأسِهِ حكمةٌ بيد مَلَكٍ، فإذَا تواضَعَ قيلَ للملَكِ: ارفعْ حِكمتَهُ وإذَا تَكبَّرَ قيلَ للَمَلَكِ: ضعْ حِكمتَهُ".

(طب) عن ابن عباس، البزار عن أبي هريرة

قال في الكبير: رمز لحسنه وهو كما قال، فقد قال المنذرى والهيثمى: إسنادهما حسن، لكن قال ابن الجوزى: حديث لا يصح.

قلت: ابن الجوزى تابع في ذلك للدارقطنى فإنه الذي أورده في العلل لكن من حديث ابن عباس فقط، والغالب أنه لم تقع له طريق البزار، فإن الدارقطنى خرجه من طريق على بن الحكم:

ثنا سلام أبو المنذر عن على بن زيد بن جذعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس به، ثم قال: لا يثبت وعلي بن زيد ضعيف اهـ.

وليس ما قال بصواب، فإن الحديث له طريق آخر عن ابن عباس، أخرجه البزار وأبو نعيم وابن لال والنقاش في فوائد العراقيين كلهم من طريق أبي على الحنفى هو عبد المجيد: ثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس.

وفي الباب أيضًا عن أنس أخرجه الديلمى من طريق أبي نعيم والخطيب في التاريخ كلاهما من طريق أبي ضمرة عن عبد اللَّه بن عمر عن واقد بن سلامة عن يزيد بن أبان الرقاشى عن أنس به مثله.

3080/ 7985 - "مَا مِنْ أحدٍ يَدعُو بدعاءٍ آتاهُ اللَّهُ ما سألَ أو وكَفَّ عنهُ من السوءِ مثلَهُ ما لمْ يدعُو بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ".

(حم. ت) عن جابر

قال في الكبير: رمز لحسنه وفيه ابن لهيعة، وقال الصدر المناوى: في سنده مقال.

ص: 505

قلت: له شواهد كثيرة منها حديث عبادة بن الصامت وحديث أبي سعيد الخدرى، أخرجهما الطحاوى في المشكل (1/ 375).

3081/ 7986 - "مَا مِنْ أحدٍ يُسلمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحِى حتَّى أردَّ عليه السلام".

(د) عن أبي هريرة

قلت: أخرجه أيضًا البيهقى في حياة الأنبياء (ص 11).

3082/ 7987 - "مَا مِنْ أحدٍ يموتُ إلا نَدمَ: إنْ كانَ مُحسِنًا نَدِمَ أنْ لا يكونَ ازْدادَ، وإنْ كانَ مسيَئًا نَدِمَ أنْ لَا يَكونَ نَزعَ".

(ت) عن أبي هريرة

قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [8/ 178] والبيهقى في الزهد والبغوى في التفسير كلهم من طريق ابن المبارك عن يحيى بن عبيد اللَّه بن موهب عن أبيه عن أبي هريرة.

3083/ 7998 - "مَا مِنْ أمَّةٍ إلا وبعضُها فِي النَّارِ، وبعضُها فِي الجنةِ، إلا أُمتى، فإنَّها كلهَا فِي الجنَّةِ".

(خط) عن ابن عمر

قاله في الكبير: وفيه أحمد بن محمد بن الحجاج البغدادى، قال ابن عدى: كذبوه، ورواه عنه أيضًا الطبرانى في الأوسط والصغير، قال الهيثمى: وفيه أحمد بن محمد بن الحجاج ضعيف.

قلت: هذا وهم مركب على وهم الحافظ الهيثمى، إلا أن وهم الحافظ الهيثمى أخف من وهم الشارح، لأن الهيثمى قال: فيه أحمد بن محمد بن رشدين وهو ضعيف، وهذا صحيح في نفسه، أي أن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين ضعيف، ولكن ليس هو المذكور في السند، لأن ابن

ص: 506

رشدين مصرى والمذكور في السند بغدادى وهو الإِمام أبو بكر المروزى الفقيه الحنبلى صاحب الإِمام أحمد وهو ثقة، أما الشارح فصرح بأنه البغدادى ومع ذلك نسبه إلى الكذب.

قال الطبرانى في الصغير:

ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن أبي مزاحم البغدادى ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج البغدادى ثنا محمد بن نوح السراج ثنا إسحاق الأزرق عن عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر به.

وهكذا رواه الخطيب في ثلاثة مواضع من تاريخ بغداد مصرحًا في كلها بأنه البغدادى، وأخرجه الذهبى في ترجمته من تذكرة الحفاظ، فقال: المروزى الإِمام القدوة شيخ بغداد أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج الفقيه أجل أصحاب الإمام أحمد، لزم أحمد دهرا وأخذ عنه العلم والعمل، ثم أسند هذا الحديث من طريقه، ثم قال: قال إسحاق بن داود: لا أعلم أحدًا أقوم بأمر الإِسلام من أبي بكر المرُّوزى، وقال أبو بكر بن صدقة: ما علمت أحدًا أذنب عن الدين من المرّوزى، قال الخلال: خرج المروزى للغزو فشيعوه إلى سامراء وجعل يردهم فلا يرجعون فحزر (1) من وصل معه إلى سامراء نحو خمسين ألف إنسان، مات في جمادى الأولى "سنة 275" خمسة وسبعين ومائتين، وغيره أكثر تحصيلا لفنون الحديث منه ولكن كان إمامًا في السنة شديد الاتباع له جلالة عظيمة اهـ.

فهذا هو المذكور في مسند الحديث وأما الضعيف فهو مصرى وكنيته أبو جعفر وله ترجمة مطولة في اللسان.

(1) حزر: (حزرت): الشيء حزرًا أي: قدرته، انظر المصباح المنير (ص 51) مادة:(ح ز ر).

ص: 507

3084/ 7999 - "مَا مِنْ أمَّةٍ ابتدعَتْ بعدَ نبيِّهَا فِي دِينها بدْعَةً إلا أَضاعَتْ مثلَهَا منَ السُّنَّةِ".

(طب) عن غضيف بن الحارث

قال في الكبير: فيه محمد بن عبد الرحيم ضعفه الدارقطنى، وشريح بن النعمان قال أبو حاتم: شبه المجهول.

قلت: الذي في سند الحديث سريج بالسين المهملة آخره جيم وهو ثقة من رجال الصحيح لا شريح بالشين المعجمة وآخره جاء مهملة كما تصحف على الشارح، والعجب أن الحديث رواه الطبرانى من طريق محمد بن عبد الرحيم:

ثنا سريج بن النعمان ثنا المعافى بن عمران عن أبي بكر الغسانى عن حبيب بن عبيد عن غضيف بن الحارث به.

وشريح بن النعمان الذي قال فيه أبو حاتم: شبه مجهول تابعى كبير يروى عن على بن أبي طالب، فكيف يشتبه بسريج بن النعمان الذي هو من شيوخ البخارى والذي توفي سنة سبع عشرة ومائتين؟!.

3085/ 8002 - "مَا منْ أمرئ مُسْلِم يَخذلُ امرءًا مُسلمًا في موطنٍ يُنتقَصُ فيهِ منْ عرضِهِ ويُنتهَكُ فِيهِ مِن حُرمته إلَّا خذلَهُ اللَّهُ تعالَى في موطنٍ يُحِبُّ فيه نُصَرتَهُ، وَمَا منْ أَحدَ يَنصُرُ مُسلِمًا في موطن يُنتقَصُ فيه من عرضِهِ ويُنتهَكُ فيهِ منْ حرمَتِهِ إلَّا نصرَهُ اللَّهُ في موطنٍ يُحِبُّ فيهِ نُصَرَتهُ".

(حم. د) والضياء عن جابر وأبي طلحة بن سهل

قال في الكبير: قال المنذرى: اختلف في إسناده، وقال الهيثمى: حديث جابر سنده حسن.

ص: 508

قلت: هذا كذب على الهيثمى فإنه لا يتصور أن يقوله لوجهين، أحدهما: أن الحديث في سنن أبي داود والهيثمى لا يورد إلا الزوائد على الكتب الستة.

ثانيهما: أن حديث جابر وطلحة سندهما واحد، فكيف يخص بالتحسين حديث جابر دون طلحة؟ قال أبو داود:

حدثنا إسحاق بن الصباح ثنا ابن أبي مريم أنا الليث حدثنى يحيى بن سليم أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول: سمعت جابر بن عبد اللَّه وأبا طلحة بن سهل الأنصارى يقولان: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . "، فذكره.

ومن هذا الطريق رواه كل من خرجه ومنهم البخارى في التاريخ الكبير قال [1/ 1/ 347]:

إسماعيل بن بشير مولى بني مَغالة سمع أبا طلحة بن سهل وجابر بن عبد اللَّه الأنصارى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من امرئ يخذل امرءا مسلما" الحديث، قاله لنا عبد اللَّه بن صالح عن الليث عن يحيى بن سليم بن زيد سمع إسماعيل.

وقال البيهقى في السنن الكبرى:

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأنا عبد اللَّه بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثنى الليث عن يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه سمع إسماعيل بن بشير مولى بني مَغالة يقول: سمعت جابر بن عبد اللَّه وأبا طلحة بن سهل الأنصاريين يقولان. . . الحديث، ثم رواه من طريق ابن المبارك عن الليث به، فهل يعقل أن يكون حديث جابر حسنًا دون حديث أبي طلحة؟!

3086/ 8004 - "مَا مِنْ امرئٍ تكونُ لهُ صلاةٌ بالليل فَيغلِبهُ عليهَا نومٌ إلَا كتبَ اللَّهُ لَهُ أجرَ صلاتِهِ، وكانَ نومهُ عليهِ صدقَةً".

(د. ن) عن عائشة

ص: 509