الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: فيه رجل لم يسم وسماه النسائى في روايته الأسود بن يزيد، لكن في طريقه أبو جعفر الرازى قال النسائى: ليس بقوى، ورواه النسائى وابن ماجه من حديث أبي الدرداء نحوه بسند صحيح اهـ، وبه يعرف أن على المصنف ملامين، أحدهما: عدوله عن الطريق الصحيحة إلى طريق فيها مقال، الثانى: سكوته على الحديث وعدم إشارته إلى حاله بالرمز.
قلت: بل أنت الذي عليك الملامان بل الملامات، أولها: الغفلة المتناهية إذ أنك لم تفرق بين اللفظ المذكور هنا وبين غيره الذي قال عنه العراقى: نحوه ولم يقل مثله.
ثانيها: الجهل بما في الكتاب الذي تشرحه، فإن حديث أبي الدرداء قد ذكره المؤلف فيما سيأتى بلفظ:"من أتى فراشه وهو ينوى أن يقوم. . . " الحديث، وعزاه للنسائى وابن ماجه والحاكم وابن حبان.
ثالثها: الكذب فإن المؤلف رمز له بعلامة الصحيح.
رابعها: السخافة والهراء الفارغ الذي ملأ منه الورق والمداد ولم يمل منه هذا السخيف.
[فائدة]
خامسها: من في العلماء يلتزم التنصيص على رتبة كل حديث يذكره من عهد التابعين إلى اليوم حتى يكون المؤلف ملاما على ترك ذلك في هذا الحديث؟! لو كنت صادقا فيما حكيته، وكيف يلام على شيء تبرع به دون غيره من علماء الأمة؟! فإنه لا يعلم فيهم من ألف كتابًا التزم فيه ذلك في كل حديث إلا الحافظ الهيثمى في مجمع الزوائد وإلا المؤلف في الجامع الصغير، ومن عداهما فتارة يتكلمون على الحديث وهو القليل النادر وتارة لا يتكلمون وهو
الأغلب الأكثر إلا الترمذى والحاكم من المتقدمين، فإن كلامهم على الحديث هو الأكثر وسكوتهم هو الأقل.
3087/ 8006 - "مَا مِنْ أميرِ عشرَةٍ إلا وَهُوَ يُؤتَى بِهِ يومَ القيامَةِ مغلُولًا، حتى يَفُكَّهُ العدلُ أو يوبِقهُ الجَورُ".
(هق) عن أبي هريرة
[قال في الكبير]: رمز المصنف لحسنه وهو غير مسلم، فقد قال الذهبى في المهذب: فيه عبد اللَّه بن محمد عن أبيه وهو واه اهـ، ورواه عنه أيضًا باللفظ المزبور البزار والطبرانى في الأوسط، قال المنذرى: ورجال البزار رجال الصحيح اهـ، فانعكس على المؤلف فآثر الرواية الضعيفة الواهية واقتصر عليها تاركا الإسناد الصحيح.
قلت: فيه أمور، أحدها: أن الحديث حسن باعترافه بأن البزار والطبرانى روياه برجال الصحيح.
ثانيها: قوله: "فيه عبد اللَّه بن محمد عن أبيه" كلام من لا يحسن الكلام ولا يعرف ما يقول، فعبد اللَّه بن محمد في الرواة كثير فمن هو هذا من بينهم؟ والواقع أنه عبد اللَّه بن محمد بن عجلان.
ثالثها: أن المؤلف ذكر الطريق الجيد من عند الطبرانى وغيره بأسانيدهم في اللآلئ واقتصر هنا على عزوه للبيهقى فكان ماذا؟ وإذا لحقه لوم في ذلك فهو لاحق للبيهقى قبله الذي صنف في الأحكام التي ينبغى أن لا يذكر فيها إلا الأحاديث الصحيحة والحسنة وَلم يذكر الطريق الجيدة أعنى بهذه الزيادة: "حتى يفكه العدل. . . " الحديث، فإنه لم يذكر هذه الرواية إلا من طريق عبد اللَّه بن محمد بن عجلان عن أبيه عن جده ولم يذكر طريقا آخر فلم يلام المصنف الذي غرضه من الكتاب جمع الأحاديث دون تقيد بالأحكام ولا بالصحيح؟
8088/ 8003 - "مَا مِنْ أميرٍ يؤمَّرُ علَى عشَرَةٍ إلا سُئلَ عنهمُ يومَ القيامَةِ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه رشدين بن غريب وهو ضعيف اهـ. فرمز المؤلف لحسنه لا يحسن، ورواه أحمد عن أبي هريرة بلفظ:"ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه إلا العدل"، قال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن الحديث له شواهد متعددة، فلذلك حسنه المؤلف الذي يحكم دائمًا للمتن لا للإسناد.
ثانيهما: أن حديث أبي هريرة ذِكْرُه غلط، لأنه بمعنى آخر وقد سبق للمؤلف ذكره قبل هذا مباشرة، وإنما الواجب ذكره في هذا الباب حديث أبي هريرة:"ما من راعٍ يسترعى رعية إلا سئل يوم القيامة أقام فيها أمر اللَّه أم أضاعه"، رواه الطبرانى فهو الذي بمعنى حديث الباب في السؤال لا ما ذكره الشارح.
3089/ 8009 - "ما مِنْ أهلِ بيتٍ عندَهم شاةٌ إلا وفي بيتِهم بَركةٌ".
ابن سعد عن أبي الهيثم بن التيهان
قلت: رمز المصنف لضعفه ولم يبين الشارح علته، قال ابن سعد [1/ 385]: أخبرنا محمد بن عمر ثنا خالد بن إلياس عن صالح بن نبهان عن أبيه عن أبي الهيثم بن التيهان به.
ومحمد بن الواقدى والشيخان فوقه كلهم ضعفاء، لكن له شاهد من حديث على ومن حديث أنس ذكرهما المؤلف سابقا في حرف الشين في "الشاة بركة".
3090/ 8010 - "ما مِنْ أهلِ بيتٍ تَروحُ عليهِم ثلةٌ من الغنمِ إلا باتتْ الملائكةُ تُصلِّى عليهِم حتى تُصبحَ".
ابن سعد عن أبي ثفال عن خاله
قلت: رمز له المصنف بعلامة الضعيف ولم يبين الشارح علته، وهو من رواية محمد بن عمر الواقدى عن خالد بن إلياس عن أبي ثفال عن خاله، ومحمد ابن عمر وشيخه ضعيفان، وقد رواه خالد بن إلياس بسند آخر.
قال أبو نعيم في المعرفة:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا الحسن بن هارون ثنا سليمان الشاذكونى ثنا محمد ابن عمر ثنا خالد بن إلياس عن معاذ المزنى عن خالد بن يزيد المزنى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من أهل بيت يروح عليهم تالد من الغنم إلا كانت الملائكة تصلى عليهم ليلتهم ويومهم حتى يصبحوا".
ورواه الديلمى في مسند الفردوس من طريق أبي نعيم، وقال الحافظ في الإصابة: إنه سند واه.
3091/ 8013 - "ما مِنْ أيامٍ أحبُّ إلى اللَّه تعالى أن يُتعبد له فيها من عشرِ ذى الحجةِ: يَعدلُ صيامُ كلِّ يومٍ منها بصيامٍ سنةٍ، وقيامُ كلِّ ليلةٍ منها بقيامِ لَيلةِ القَدْرِ".
(ت. هـ) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قال ابن الجوزى: لا يصح، تفرد به مسعود بن واصل عن النهاس، ومسعود ضعفه أبو داود، قال القطان: متروك، وابن عدى: لا يساوى شيئًا، وابن حبان: لا يحل الاحتجاج به.
قلت: هذا الإطلاق يوهم أن الحديث ضعيف من أصله وضعفه إنما هو بزيادة: "يعدل صيام كل يوم منها. . . " إلخ.
أما أصل الحديث فرواه البخارى في الصحيح وأبو داود [2/ 337، رقم 2438] والترمذى وابن ماجه [1/ 550، رقم 1727] والطبرانى والطحاوى في المشكل، والعطار في جزئه وهو محمد بن مخلد، والدارقطنى في فوائد ابن مردك وابن السبط في فوائده وآخرون من حديث ابن عباس بلفظ:"ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى اللَّه عز وجل من هذه الأيام يعنى العشر، قالوا: يا رسول اللَّه ولا الجهاد في سبيل اللَّه، قال: ولا الجهاد في سبيل اللَّه إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء"، وبهذا اللفظ ورد أيضًا من حديث ابن مسعود وابن عمر وجابر وابن عمرو بن العاص، بل ولهذه الزيادة شاهد من حديث ابن عباس عند البيهقى في الشعب بسند لا بأس به ولفظه [3/ 356، رقم 3758]: "ما من أيام أفضل عند اللَّه ولا العمل فيهن أحب إلى اللَّه عز وجل من هذه الأيام -يعنى العشر- فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير وذكر اللَّه وإن صيام يوم منها يعدل بصيام سنة، والعمل فيهن يضاعف بسبعمائة ضعف".
3092/ 8020 - "ما مِنْ حَافِظَينِ رفَعا إلى اللَّه ما حفِظا فيرَى في أولِ الصَّحيفةِ خَيرا وفي آخِرها خَيرا إلا قال اللَّه تعالى لملائكته: اشهدُوا أنِّى قد غَفرتُ لعبدِى ما بينَ طَرفَى الصَّحيفةِ".
(ع) عن أنس
قال الشارح: بإسناد حسن، وقيل: صحيح.
قلت: هذا كذب ما قال أحد أنه صحيح والعجب أنه قال في الكبير: قال ابن الجوزى في العلل: حديث لا يصح، وقال الهيثمى: فيه تمام بن نجيح وثقه ابن معين وضعفه البخارى، ثم بعد هذا يقول في الصغير: وقيل أنه صحيح مع أن ابن حبان قال في تمام بن نجيح: منكر الحديث جدًا يروى أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها ثم قال:
أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا عمر بن زيد السارى ثنا مبشر بن إسماعيل عن تمام ابن نجيح به، فكان ابن حبان يرى أنه موضوع.
3093/ 8022 - "ما منْ حاكم يحكُمُ بينَ النَّاسِ إلا يُحشَرُ يومَ القيامة وملَكٌ آخذ بقفَاهُ حتى يوقِفَهُ علَى جهنَّم ثمَّ يرفَعُ رأسَهُ إلى اللَّه: فإنْ قَال اللَّهُ تعالَى: القِهِ ألقاههُ في مَهْوَى أربعينَ خرِيفًا".
(حم. هق) عن ابن مسعود
قال في الكبير: وفيه أحمد بن خليل فإن كان هو البغدادى فقد قال الذهبى: ضعفه الدارقطنى وإن كان القومسى فقد قال أبو حاتم: كذاب.
قلت: بل لو كنت في زمن الدارقطنى لضعفك أو في زمن أبي حاتم لقال: إنك كذاب، فأحمد بن الخليل لا يوجد في سند هذا الحديث لا عند أحمد ولا عند البيهقى، قال أحمد:
حدثنا يحيى عن مجالد عن الشعبى عن مسروق عن عبد اللَّه به.
وقال البيهقى:
أخبرنا أبو الحسن على بن محمد المقرى أنبأنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد به.
3094/ 8026 - "مَا مِنْ دُعاءٍ أحب إلى اللَّهِ تعالَى منْ أنْ يقولَ العبدَ: اللَّهُمَّ ارحمْ أمةَ محمدٍ رحمةً عامةً".
(خط) عن أبي هريرة
قلت: هذا حديث موضوع كما قال ابن حبان في ترجمة عمرو بن محمد الأعسم، وقال: إنه يروى عن الثقات المناكير ويضع أسامى المحدثين، لا يجوز الاحتجاج به بحال، ثم روى من طريقه عن عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد الأنصارى عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة هذا الحديث ثم
قال: إنه موضوع، قال: وما أعلم أنى سمعت بذكر عبد الرحمن بن يحيى ابن سعيد إلا في هذا الحديث وكأنه وضعه اهـ.
وأما الذهبى فذكر هذا الحديث في ترجمة عبد الرحمن وقال: إنه لا يعرف، والحديث كأنه موضوع.
قلت: بل هو موضوع جزما، وقد خرجه أيضًا ابن على في الضعفاء والدارقطنى في العلل ومن طريقه الديلمى في مسند الفردوس.
3095/ 8030 - "مَا مِنْ ذنْب بعدَ الشرْكِ أعظم عندَ اللَّهِ منْ نُطفةٍ وضعَهَا رجل في رحمٍ لَا يَحِل لَهُ".
ابن أبي الدنيا عن الهيثم بن مالك الطائى
قلت: قال ابن أبي الدنيا:
ثنا عمار بن نصر ثنا بقية عن أبي بكر بن أبي مريم عن الهيثم بن مالك به.
وبقية مدلس، وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف.
3096/ 8032 - "مَا مِنْ ذِى غنَى إلا سَيَوَدُّ يومَ القيامةِ لوْ كانَ إنَّما أُوتِى منَ الدُّنيا قُوتًا".
هناد عن أنس
قال: وظاهر صنيع المصنف أن هذا لم يخرجه أحد من الستة وهو عجيب، فقد خرجه أبو داود عن أنس بلفظ:"ما من أحد غنى ولا فقير إلا ود يوم القيامة أنه أوتى من الدنيا قوتا"، قال ابن حجر: وأخرجه ابن ماجه من طريق نفيع وهو ضعيفه. . . إلخ، قال: وقال العراقى بعد عزوه لأبي داود: فيه نفيع ابن الحارث ضعيف. . . إلخ.
قلت: أما ابن ماجه فقد أخرجه [2/ 1387، رقم 4140] و [أما](1) عزوه
(1) في الأصل المخطوط: وأبو،، والصواب ما أثبتناه لما يقتضيه السياق.
لأبي داود فكذب عليه وعلى العراقى، فإن أبا داود لم يخرجه أصلًا والعراقى لم يعزه إليه بل عزاه في المغنى لابن ماجه وحده.
والحديث أورده ابن الجوزى في الموضوعات من عند ابن حبان وأعله بنفيع وقال: إنه متروك، وتعقبه المؤلف بأن أحمد وابن ماجه خرجاه من طريق نفيع المذكور وبأن له شاهدا من حديث ابن مسعود عند أبي نعيم والخطيب في التاريخ إلا أنه عند أولهما موقوفًا وعند الثانى مرفوعًا.
3097/ 8035 - "مَا مِنْ رجل يغرِسُ غَرْسًا إلَا كتَبَ اللَّهُ لهُ من الأجْرِ قدرَ مَا يخُرجُ من ثَمَرِ ذلكَ الغَرْسِ".
(حم) عن أبي أيوب
قلت: أخرجه أيضًا الباغندى في مسند عمر بن عبد العزيز.
وفي الباب عن أم مبشر الأنصاريه، قال أبو نعيم في التاريخ:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن الحجاج ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا موسى بن عبد الرحمن بن خالد قال: وجدت في كتاب أبي: ثنا النعمان عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر الأنصاريه قالت: "دخل عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: من غرس هذا مسلم أو مشرك؟ قلت: لا بل مسلم، قال: ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا إلا كان ما يأكل الناس والدواب والطير والسباع له صدقة" وانظر حديث: "من غرس" الآتى.
3098/ 8038 - "مَا مِنْ رجل يعودُ مُمسيًا إلا خرجَ معَهُ سبعون ألفَ ملكٍ يستغفِرُونَ لهُ حتَّى يُصبحَ، ومنْ أتاهُ مُصبِحًا خرَج معه سبعون ألفَ ملكٍ يَستغفرُونَ لهُ حتَّى يُمسى".
(د. ك) عن على
قال في الكبير: زاد الحاكم في روايته: "وكان له خريف في الجنة" ثم قال:
قال الحاكم: مرفوعًا، وأبو داود:[موقوفًا]، وقد أسند هذا عن على من غير وجه صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: فيه أمر أن أحدهما: قوله: زاد الحاكم في روايته يفيد أنه اختص بها دون أبي داود وليس كذلك، بل هي عند أبي داود أيضًا كما سأذكره.
ثانيهما: قوله: قال الحاكم: مرفوعًا، وأبو داود: موقوفًا تعبيرٌ فاسد لأنه إن أراد أن الحاكم أخرجه مرفوعًا، وأبو داود موقوفًا، فهو فاسد من وجهين، أحدهما: أنه ليس كذلك بل كلاهما أخرجه مرفوعًا، والمؤلف لا يعزو لأحد الموقوف في هذا الكتاب ولا يذكره فيه، ثانيهما: أن "قال" لا تستعمل بمعنى أخرج، وإن أراد أن الحاكم قال: روى هذا الحديث مرفوعًا وأبو داود قال: روى موقوفًا ففاسد أيضًا، فإنهما يسندان وبعد الإسناد يتكلمان على الحديث كسائر أهل التخريج، والواقع أيضًا خلاف ذلك، وإن أراد أن راو الحديث قال عند الحاكم: عن على مرفوعًا وقال عند أبي داود: موقوفًا ففاسد أيضًا، لأنه خلاف الواقع، فلم يبق لهذه العبارة معنى مع أنه ذكرها في الكبير وأعادها في الصغير.
والواقع أن أبا داود أخرج الحديث أولًا موقوفًا ثم بعده أخرجه مرفوعًا، فقال [3/ 182، رقم 3098]:
حدثنا محمد بن كثير حدثنا شعبة عن الحكم عن عبد اللَّه بن نافع عن على قال: "ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة، ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسى وكان له خريف في الجنة".
ثم قال [3/ 182، رقم 3099]:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية قال: حدثنا الأعمش عن الحكم عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه ولم يذكر الخريف، قال: ورواه منصور عن الحكم كما رواه شعبة [3/ 182، رقم 3100]:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن الحكم عن أبي جعفر عبد اللَّه بن نافع غلام الحسن بن على قال: جاء أبو موسى إلى الحسن بن على يعوده، وساق معنى حديث شعبة.
قال أبو داود: وأسند هذا عن على عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه صحيح اهـ.
وقال الحاكم [1/ 341، 342]:
حدثنى على بن عيسى ثنا مسدد بن قطن ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية ثنا الأعمش عن الحكم عن محمد الرحمن بن أبي ليلى عن على قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" فذكره ثم قال: هذا سند صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه لأن جماعة من الرواة أوقفوه عن الحكم بن عتيبة ومنصور بن المعتمر عن ابن أبي ليلى عن على رضي الله عنه من حديث شعبة عنهما، وأنا على أصلى في الحكم لراوى الزيادة اهـ.
3099/ 8042 - "مَا منْ رجل ينعش بلسانه حقا فَعَمِلَ بِه مَنْ بعدَهُ إلا أُجرِى عليهِ أجرهُ إلِى يومِ القيامةِ، ثم وَفَاهُ اللَّهُ تعالَى ثوابَهُ يومَ القيامةِ".
(حم) عن أنس
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس بمسلم فقد قال مخرجه أحمد نفسه: عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن موهب لا يعرف، قال الهيثمى: وفيه أيضًا شيخ ابن موهب مالك بن خالد بن حارثة الأنصارى لم أر من ترجمه، وقال المنذرى: في إسناده نظر لكن الأصول تعضده.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: قال مخرجه أحمد يوهم أنه قال ذلك في
المسند عقب الحديث وليس كذلك، فإن أحمد لا يتكلم في المسند على الرجال وإنما نُقِلَ ذلك عنه في كتب الجرح والتعديل.
الثانى: أن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن موهب ذكره ابن حبان في الثقات وقال [5/ 72]: روى عنه ابنه يحيى، ويحيى لا شيء وأبوه ثقة، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قبل ابنه اهـ.
وهذا الحديث ليس من رواية ابنه فهو حديث حسن كما قال المؤلف.
الثالث: أن شيخه ليس هو مالك بن خالد، وإنما تحرف اسم والده على الحافظ الهيثمى، بل هو مالك بن محمد بن حارثة الأنصارى كذلك هو في المسند، وكذلك خرجه عبد اللَّه بن المبارك في الزهد قال:
أخبرنا عبيد اللَّه بن عبد للَّه بن موهب عن مالك بن محمد بن حارثة الأنصارى عن أنس به.
وكذلك رواه الطبرانى في مكارم الأخلاق من طريق ابن المبارك، ومالك بن محمد بن حارثة هو ابن أبي الرجال، وقد ذكره ابن حبان في الثقات [9/ 164].
3100/ 8043 - "مَا مِن رَجلٍ ينظُر إِلى وجهِ والدَيْهِ نظرَ رحْمَةٍ إلا كتَب اللَّهُ لهُ بِها حَجَّة مقبولة مبرورة".
الرافعى عن ابن عباس
قلت: سكت عليه الشارح وهو حديث موضوع كذب؛ لأنه من رواية نهشل ابن سعيد وهو كذاب.
وقد أخرجه الديلمى من طريق الحاكم في التاريخ:
حدثنا محمد بن حامد ثنا مكى بن عبدان ثنا الحسن بن هارون ثنا منصور بن جعفر عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس به بزيادة: "قالوا: وإن نظر إليه
في اليوم مائة مرة قال: نعم اللَّه أكثر وأطيب".
3101/ 8044 - "مَا مِن رجُلٍ يصلِّى عليهِ مائة إلا غُفِرَ لَهُ".
(طب. حل) عن ابن عمر
قال في الكبير: ورواه ابن ماجه جمعناه ولفظه: "ما من رجل يصلى عليه أمة من الناس إلا غفر له والأمة المائة" انتهى بنصه.
قلت: ما رواه ابن ماجه بهذا اللفظ أصلًا.
3102/ 8045 - "مَا من ساعةٍ تمُر بابن آدم لم يذكُرْ اللَّه فيهَا إلا حَسِرَ عليهَا يومَ القيامَةِ".
(حل. هب) عن عائشة
قال في الكبير: ظاهر صنيعه أن البيهقى خرجه وسلمه. . . إلخ.
قلت: هذا كذب وسخافة، فالمصنف رمز له بعلامة الضعيف.
3103/ 8049 - "مَا مِنْ شيءٍ إلَّا يَعلمُ أنِّى رسولُ اللَّهِ إلا كفرةَ الجنِّ والإنسِ".
(طب) عن يعلى بن مرة
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وهو ذلل، كيف وفيه عمر بن عبد اللَّه ابن يعلى بن مرة أورده الذهبى في الضعفاء، وفيه على بن عبد العزيز، فإن كان البغوى فقد كان يطلب على التحديث أو ابن الحاجب فلم يكن في دينه بذاك أو الخشاب فغير ثقة.
قلت: أو المناوى فمغفل، فعلي بن عبد العزيز هو البغوى الإِمام الحافظ الثقة، وكونه كان يأخذ على التحديث أجرة لا دخل له في ضعف الحديث وصحته، والذهبى قال: ثقة، لكنه يطلب على التحديث ويعتذر بأنه محتاج، قال الدارقطنى: ثقة مأمون اهـ.
ثم إنه من أشهر شيوخ الطبرانى الذين أكثر عنهم، ولعله روى عنه [آلافًا] وآلاف من الحديث، أما الآخران فلا يشك في كونهما من شيوخ الطبرانى، إلا الشارح الذي لا يميز بين الطول والعرض في هذا الباب فعلي بن عبد العزيز المعروف بابن حاجب نعمان لا ابن الحاجب كما تصرف فيه الشارح لظنه أن مثل ذلك لا يضر، هو متأخر عن الطبرانى مات بعده بإحدى وستين سنة، وكذلك على بن عبد العزيز الخشاب تأخر بعد الطبرانى بمائة وثمانى عشرة سنة، وبالرغم من كونه عمر تسعين سنة فإنه ولد بعد موت الطبرانى بثمان وعشرين سنة، فكيف يشك أنه هو الموجود في سند الطبرانى؟! ثم إن المصنف لم يرمز للحديث بعلامة الصحيح، وإنما حرف الناسخ "ض" إلى "ص" مهملة وزادها "حاء" كما يقع ذلك في كثير من الأحاديث الواهية أو الموضوعة في المتن.
3104/ 8050 - "مَا مِن شيءٍ أحبُّ إِلَى اللَّهِ تعالَى من شَابٍ تائبٍ، ومَا منْ شيءٍ أبغضُ إلى اللَّهِ تعالَى من شيخ مُقيمٍ علَى معاصيهِ، ومَا في الحسنات حسنةٌ أحب إِلَى اللَّهِ تعالَى من حسنةٍ تُعمَلُ في ليلةِ جمعةٍ أو يومِ جُمعةٍ ومَا مِنَ الذنوبِ ذنبٌ أبغضُ إلى اللَّهِ منْ ذنبٍ يُعمَلُ في ليلةِ جُمعةٍ أو يومِ جُمعةٍ".
أبو المظفر السمعانى في أماليه
قلت: رمز المصنف لضعفه ولم يبين الشارح علته، وذلك أنه من رواية عمرو ابن الحصين وهو متروك، عن الفضل بن عميرة مختلف فيه، عن ميمون الكردى عن أبي عثمان النهدى عن سلمان الفارسى به، أخرجه أبو بكر الإسماعيلى قال:
حدثنا أبو بكر محمد بن حبان الباهلى ثنا عمرو بن الحصين ثنا الفضل بن عميرة به، ومن طريقه رواه البندهى في شرح المقامات، ولأوله شاهد من
حديث أنس أخرجه أحمد بن عبيد الصفار في مسنده قال:
أخبرنا محمد بن الفضل بن جابر أخبرنا الحكم بن موسى ثنا غسان بن عبيد عن أبي عاتكة طريف بن سليمان عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من شيء أحب إلى اللَّه من شاب تائب".
ورواه الديلمى في مسند الفردوس من وجه آخر عن أنس.
3105/ 8051 - "مَا مِن صباحٍ يُصبِحُ العبادُ إلَّا مُنادٍ يُنادِى: سبحانَ الملكِ القُدُّوسِ"
(ت) عن الزبير
قال في الكبير عن الصدر المناوى: فيه سفيان بن وكيع وموسى بن عبيدة وهما ضعيفان، وقال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف جدًا.
قلت: ما أظن هذا صحيحا عن الحافظ الهيثمى، فإن الحديث في الترمذى وهو لا يذكر إلا الزوائد اللهم إلا أن يكون خرجه بعض من جمع حديثهم بزيادة لم يذكرها الترمذى، والحديث له طريق آخر من حديث أبي سعيد، أخرجه ابن مردك في فوائده تخريج الدارقطنى قال:
حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا عمرو الأودى ثنا وكيع عن خارجة بن مصعب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من صباح إلا وملكان يناديان: سبحان الملك القدوس، وملكان يناديان اللهم اعط منفقا خلفا، واعط ممسكا تلفا، وملكان يناديان ويل للرجال من النساء، وويل للنساء من الرجال"، وخارجة بن مصعب ضعيف بل كذبه ابن معين.
3106/ 8057 - "مَا مِنْ صلاةٍ مفرُوضَةٍ إلَّا وبينَ يديْها ركعتانٍ"
(حب. طب) عن ابن الزبير
قال [الشارح]: قال الهيثمى: فيه سويد بن عبد العزيز وهو ضعيف.
قلت: سويد وثقه بعضهم والحديث له شواهد كثيرة، وقد أخرجه من طريقه أيضًا محمد بن نصر في قيام الليل قال:
حدثنا إسحاق أخبرنا سويد بن عبد العزيز ثنا ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر عن عبد اللَّه [بن] الزبير به.
3107/ 8064 - "ما مِن عبد يسترعيه اللَّهُ رعيَّةً يموتُ يومَ يموتُ وهو غاشٌّ لرعيتِهِ إلَّا حرَّمَ اللَّهُ عليهِ الجنةَ".
(ق) عن معقل بن يسار
قلت: ورد أيضًا من حديث أبي هريرة وابن عمر وابن عباس وعبد الرحمن ابن سمرة وجابر بن سمرة ذكرتها مسندة في مستخرجى على مسند الشهاب.
3108/ 8066 - "ما من عبدِ يخطُو خُطوةً إلا سُئلَ عنهَا ما أرادَ بَهِا".
(حل) عن ابن مسعود
قال في الكبير: رواه من حديث محمد بن صبيح السماك عن الأعمش عن شقيق عن ابن مسعود، وقال: غريب، وشقيق إن كان الضبى فخارجى أو الأسدى أو ابن حيان فمجهولان ذكره الذهبى.
قلت: هذا واللَّه العجب العجاب فكأن هذا الرجل ما ولدته أمه في ميدان الطلب ولا سمع يوما شيئًا من كتب الحديث، فشقيق وابن سلمة أبو وائل الثقة الإمام المشهور أشهر أصحاب عبد اللَّه بن مسعود، وأحد كبار التابعين وعلمائهم لا يشك فيه من شم رائحة العلم، والعجب أن الذهبى ذكر ممن اسمه شقيق ستة فما أدرى لم اقتصر هذا الرجل على ذكر ثلاثة منهم، ولم
يشك في كونه أحد الباقين أيضًا فمن كان جاهلا بالرجال فمثل هذا وإلا فلا يكن.
3109/ 8067 - "مَا مِن عبدٍ مسلمٍ إلَّا لهُ بابانِ في السماء: بابٌ ينزِلُ منهُ رزقهُ وبابٌ يدخلُ فيه عَملهُ وكلامهُ فإذا فقدَاه بَكَيَا عليهِ".
(ع. حل) عن أنس
قال في الكبير: وقال أبو نعيم: لا أعرفه مرفوعًا إلا من حديث يزيد الرقاشى وعنه موسى بن عبيدة اهـ. فظاهر صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه، بل بقيته وتلى هذه الآية:{فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ} ، فذكر أنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملا صالحا يبكى عليهم ولم يصعد لهم إلى السماء من كلامهم ولا عملهم كلام طيب ولا عمل صالح فيفقدهم فيبكى عليهم.
قلت: فيه أمران: أحدهما: أن ما نقله عن أبي نعيم من قوله: وعنه موسى بن عبيدة غير موجود في نسختنا، ويرده أيضًا كون أبي نعيم رواه في موضع آخر من غير طريق موسى بن عبيدة، فقال [3/ 53]:
حدثنا سليمان بن أحمد هو الطبرانى ثنا محمد بن عبد اللَّه بن غرس (1) المصرى ثنا ميمون بن كليب ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار ثنا صفوان بن سليم عن يزيد بن أبيان عن أنس به.
ثم قال: رواه موسى بن عبيدة الربذى عن يزيد الرقاشى مثله اهـ.
فكيف يقول إنه لا يعلمه إلا من رواية الربذى عن الرقاشى؟!.
ثانيهما: قوله: وظاهر صنيعه أن هذا هو الحديث بتمامه. . . إلخ باطل، فإن تلك البقية ما عدا ذكر الآية ليست من تمام الحديث، بل هي مدرجة من
(1) في المطبوع من الحلية: ابن عرس، بالعين المهملة.
كلام الراوى، وكأنها من كلام يزيد الرقاشى ولم يذكرها أبو نعيم في كلا الموضعين ومن له ذوق في الحديث يعرف أنها ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
3110/ 8068 - "مَا من عبد منْ أمتي يُصلى على صلاةً صادقًا بهَا من قبلِ نفسِهِ إلَّا صلَّى اللَّهُ تعالَى عليه بها عشرَ صلواتٍ وكتبَ لهُ بِها عشرَ حسناتٍ، ومَحَا بها عنه عشرَ سيِّئاتٍ".
(حل) عن سعيد بن عمير الأنصارى
قال الشارح: صحابى بدرى.
قلت: هذا غلط ما هو بصحابى فضلا عن أن يكون بدريا، وقد وقع للمصنف هنا وهم أيضًا وهو أن الحديث عند أبي نعيم [8/ 373] من رواية سعيد بن عمير عن أبيه، فسقط من قلم المؤلف أو الناسخ قوله عن أبيه، ثم إن في الحلية عن أبيه وكان بدريا فحذف الشارح عن أبيه ونسب قوله وكان بدريا إلى ابنه، والحديث لأبيه عمير وهو ابن عقبة بن نيار ابن أخي أبي بردة ابن نيار، قال الحافظ في الإصابة: روى عنه ولده سعيد، وقد ينسب إلى جده فيقال عمير بن نيار، مدار حديثه -يعنى هذا- على أبي الصباح سعيد ابن سعيد الثقفى رواه عن سعيد بن عمير، فقال وكيع: عنه عن سعيد بن عمير ابن نيار عن أبيه، وقال أبو أسامة: عنه عن سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار عن أبيه عن عمه أبي بردة أخرجها النسائى -يعنى في الكبرى-، واختلف على وكيع، فقال الأكثر: عنه هكذا ولم يسموا والد عمير، وقال عمار بن أبي شيبة: عنه بهذا السند سعيد بن عمرو الأنصارى ولم يسم والد [عمر] أيضًا اهـ.
قلت: وذكر البخارى في التاريخ الكبير عن أبي أسامة خلاف ما سبق فقال قال أبو أسامة [2/ 1/ 502]: عن سعيد بن سعيد سمع سعيد بن عمير بن عقبة بن نيار الأنصارى عن عمه أبي بردة.
فالحديث ما سقط منه ذكر أبيه والكلام على الحديث مذكورٌ في محله وإنما الغرض بيان أن سعيد بن عمير ليس بصحابى ولا هو راوى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3111/ 8072 - "مَا مِنْ عبدٍ ولَا أمة اسْتعْفرَ اللَّه في كلِّ يوم سبعينَ مرَّة إلَّا غفرَ اللَّهُ تعالَى لهُ سَبعمائة ذنبٍ، وقد خَابَ عبدٌ أو أمَةٌ عمل في اليوم والليلةِ أكثرَ من سَبعمائةِ ذنْبٍ".
(هب) عن أنس
قال في الكبير: قال ابن الجوزى: حديث لا يصح، والحسن بن جعفر -أي أحد رواته- قال السعدى: واه، والنسائى: متروك.
قلت: الراوى المذكور اسمه الحسن بن أبي جعفر بزيادة أداة الكنية في اسم أبيه، وقد اختلف عليه فيه، فرواه الخطيب في التاريخ من طريق أبي العباس الفضل بن حماد النيسابورى:
ثنا أبو جابر ثنا الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن الحسن عن أنس به.
ورواه ابن قانع والحاكم في التاريخ، ومن طريقهما الديلمى في مسند الفردوس من طريق أحمد بن نصر وهي رواية ابن قانع ومن طريق على بن الحسن الدرايحردى وهي رواية الحاكم كلاهما قال:
حدثنا عبد الملك أبو جابر عن الحسن بن أبي جعفر عن محمد بن جحادة عن الحر بن الصباح بدل قوله عن الحسن عن أنس به.
3112/ 8075 - "مَا مِن عبدٍ مؤمنٍ يخرُجُ مَنْ عينَيْه مِنَ الدموعِ مثل رأسِ الذبابِ مِنْ خشيةِ اللَّهِ تعالَى فَتُصيبُ حُرَّ وجهِهِ فَتمسَّهُ النارُ أبدًا".
(هـ) عن ابن مسعود.
قال في الكبير: ورواه عنه الطبرانى والبيهقى، قال الحافظ العراقى: وسنده ضعيف.
قلت: كان الواجب أن يبين علته وهي أنه من رواية محمد بن حميد، ويقال فيه حماد بن أبي حميد وهو ضعيف، ومن طريقه أيضًا خرجه الدينورى في المجالسة، وابن شاهين في الترغيب، وأبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج.
3113/ 8077 - "ما من عبدٍ مؤمنٍ إلَّا ولَهُ ذنْبٌ يعتادهُ الفينةَ بعدَ الفينةِ أو ذنبٌ هُو مقيمٌ عليهِ لا يُفارقه حتى يُفارق الدُّنْيَا، إنَّ المؤمنَ خُلقَ توَابًا نَسِيًا إذَا ذُكِّرَ ذَكَرَ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: وكذا رواه في الأوسط، قال الهيثمى: أحد اسنادى الكبير رجاله ثقات.
قلت: لم يتعرض الشارح لذكر مخرج آخر لهذا الحديث مع أنه مخرج أيضًا في مسند الشهاب للقضاعى الذي اختصره الشارح ورتب أحاديثه، قال القضاعى:
أخبرنا أبو على الحسن بن خلف الواسطى ثنا محمد بن المظفر الحافظ ثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر أنا محمد بن سليمان الخزاز ثنا مصعب بن المقدام عن أبي معاذ عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به، لكنه قال: "ما من مؤمن إلا وله ذنب يصيبه الفينة بعد الفينة لا يفارقه حتى يفارق الدنيا،
وإن المؤمن خلق نساء إذا ذُكِرَ ذَكَرَ".
3114/ 8079 - "مَا مِن عبدٍ إلَّا ولهُ صيتٌ في السماءِ فإنْ كانَ صيتُهُ في السماء حسَنًا وُضِعَ في الأرضِ وإنْ كانَ صيتُه فِي السماءِ سيئًا وُضع في الأَرضِ".
البزار عن أبي هريرة
قال الشارح عن الهيثمى: رجاله رجال الصحيح.
قلت: أخرجه أيضًا البيهقى في الزهد قال:
أخبرنا على بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد ثنا الإسفاطى وهو عباس ابن الفضل بن أبو الوليد ثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
وفي الباب عن على قال الطوسى في أماليه:
حدثنا جماعة عن أبي المفضل يعنى الشيبانى قال: حدثنا رجاء بن يحيى ثنا يعقوب بن يزيد الأنبارى كاتب المنتصر حدثنى زياد بن مروان عن جراح بن مليح أبي وكيع عن أبي إسحاق السبيعى عن الحارث عن على قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا على ما من عبد إلا وله جوانى وبرانى -يعنى سريرة وعلانية- فمن أصلح جوانيه أصلح اللَّه عز وجل برانيه، ومن أفسد جوانيه أفسد اللَّه برانيه، وما من أحد إلا وله صيت في أهل السماء وصيت في أهل الأرض، فإذا حسن صيته في أهل السماء وضع ذلك له في أهل الأرض، وإذا ساء صيته في أهل السماء وضع ذلك له في الأرض".
3115/ 8080 - "مَا مِن عبدٍ استحْيَا منَ الحلالِ إلا ابتلاهُ اللَّهُ بالحرَامِ".
ابن عساكر عن أنس
قلت: هذا حديث موضوع ليس هو من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
3116/ 8083 - "مَا مِن قاضٍ من قُضاةِ المُسلمِينَ إلَّا ومَعَهُ مَلَكانِ يُسدِّدانه إِلى الحقِّ ما لمْ يُرِدْ غيرَه، فإِذا أرَادَ غيرَه وجارَ مُتعمِّدًا تبرأَ منهُ الملَكَانِ وَوَكلَاه إلى نفسِهِ".
(طب) عن عمران بن حصين
قال الشارح: وفيه أبو داود الأعمى كذاب، فرمز المؤلف لحسنه غير صواب.
قلت: المؤلف يحكم للمتن لا للإسناد وهذا الحديث له شواهد متعددة من حديث أبي هريرة عند البزار والطبرانى في الأوسط، ومن حديث ابن عباس عند البيهقى في السنن [10/ 88]، ومن حديث واثلة بن الأسقع عند الطبرانى في الكبير فهو بمجموعها لا ينحط عن درجة الحسن.
3117/ 8084 - "مَا مِن قلبٍ إلَّا وهُو معلَّقٌ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابع الرحمنِ، إن شاءَ أقامَهُ، وإن شاءَ أزاغَهُ والميزانُ بيدِ الرحمنِ يرفَعُ أقوامًا ويخفِضُ آخرينَ إلى يومِ القيامةِ".
(حم. هـ. ك) عن النواس
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف حيث أفرد ابن ماجه بالعزو أنه لم يخرجه من الستة سواه وليس كذلك، فقد خرجه النسائى في الكبرى عن عائشة، قال الحافظ العراقى: وسنده جيد.
قلت: فيه أمور: أحدها: أن النسائى لم يخرجه بهذا اللفظ، والحافظ العراقى نفسه قال بعد عزو حديث النواس: وللنسائى في الكبرى نحوه من حديث عائشة.
ثانيها: أن سنن النسائى الكبرى ليست من الكتب الستة.
ثالثها: وإذا فهم أن المراد أصحاب الكتب الستة فهو غالط، وأيضًا فقد خرجه البخارى في التاريخ الكبير في ترجمة النواس [4/ 2/ 126] فكان على هذا عزوه إليه أولى.
رابعها: أن الحديث فقريب منه في سنن الترمذى من حديث أنس كما سبق للمؤلف فكان ذكره أيضًا أولى.
3118/ 8086 - "مَا مِن قومٍ يقُومُون من مَجلسٍ لا يذكُرُون اللَّه تعالَى فيِه إلا قامُوا عن مثلِ جيفةِ حِمَارٍ، وكانَ ذلِكَ المجلس عليهِم حسَرةً يومَ القيامَةِ".
(د. ك) عن أبي هريرة
قلت: رواه أبو داود من طريق إسماعيل بن زكريا [4/ 265، رقم 4855]، والحاكم من طريق سليمان بن بلال ومن طريق عبد العزيز بن أبي حازم ثلاثتهم عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به، ورواه ابن السنى في اليوم والليلة، وأبو نعيم في الحلية من طريقه [7/ 207]، وله عند الحاكم وغيره طرق أخرى.
3119/ 8089 - "مَا مِن قومٍ يكون فيهِم رجلٌ صالحٌ فيموت فيخلفُ فيهِمْ مولودٌ فيسمونَه باسمِهِ إلَّا خلفهُمُ اللَّهُ تعالَى بالحُسَنى".
ابن عساكر عن على
قلت: هذا حديث كذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
3120/ 8102 - "مَا مِن مُسلمٍ تُدرِكُ لهُ ابنتانِ فيُحسِنُ إليهِمَا ما صحِبَتَاه إلَّا أدخلتاهُ الجنَّةَ".
(حم. خد. حب. ك) عن ابن عباس
قال في الكبير: وقضية صنيع المؤلف أن هذا مما لم يخرج في شيء من
الكتب الستة والأمر بخلافه، بل خرجه ابن ماجه عن ابن عباس بهذا اللفظ، وقال: إسناده صحيح وقد عرفت ما فيه.
قلت: نعم، خرجه ابن ماجه ولم يعزه المصنف إليه، فكان ماذا؟! أما كونه صححه فكذب عليه فإنه لا يصحح الأحاديث، وإنما صحح ابن القطان صاحبه حديثا فيه.
3121/ 8108 - "مَا مِن مُسلمٍ يموتُ يومَ الجمعةِ أو ليلةَ الجمعةِ إلا وقاهُ اللَّهُ تعالَى فتنةَ القبرِ".
(حم. ت) عن ابن عمرو
قال في الكبير: قال الترمذى: غريب وليس بمتصل ولا نعرف لربيعة بن سيف سماعا من ابن عمرو اهـ. لكن وصله الطبرانى فرواه من حديث ربيعة عن عياض بن عقبة عن ابن عمرو، وهكذا خرجه أبو يعلى والحكيم الترمذى متصلًا، وخرجه أبو نعيم متصلًا من حديث جابر، فلو عزاه المؤلف لهؤلاء كان أجود.
قلت: فيه أمور، الأول: لو عزاه المصنف إلى هؤلاء لأسخف عليه الشارح سخافته المعهودة بقوله: وظاهر صنيع المصنف أن هذا لا يوجد مخرجًا في شيء من الكتب الستة. . . إلخ.
فلما قدم الترمذى في العزو، قال هنا: لو عكس، كما سبق له مرارا أيضًا.
الثانى: أن أحمد خرجه من طريق آخر موصولا من رواية أبي قبيل، قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو، فلو عزاه إليه الشارح لكان أولى أيضًا، فإن قيل هذه الطريق لفظها عند أحمد:"من مات يوم الجمعة وقى فتنة القبر".
فالجواب وهو الثالث: أن لفظ حديث جابر عند أبي نعيم كذلك فإنه قال في الحلية [3/ 155، 156]:
حدثنا عبد الرحمن بن العباس الوراق ثنا أحمد بن داود السجستانى ثنا الحسن ابن سوار أبو العلاء ثنا عمر بن موسى بن الوجيه عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة أجير من عذاب القبر، وجاء يوم القيامة عليه طابع الشهداء"، قال أبو نعيم: تفرد به عمر بن موسى وهو مدنى فيه لين.
قلت: بل هو كذاب وضاع، ثم إن حديث عبد اللَّه بن عمرو أخرجه أيضًا الطحاوى في المشكل من رواية ربيعة بن سيف عن عبد اللَّه بن عمرو، ثم قال: هذا حديث منقطع، فإن ربيعة بن سيف لم يلق عبد اللَّه بن عمرو وإنما كان يحدث عن أبي عبد الرحمن الحبلى عنه، ثم طلبناه من بين ربيعة بن سيف، وبين عبد اللَّه بن عمرو في هذا الحديث، فوجدنا يونس قال:
حدثنا عبد اللَّه بن وهب حدثنى الليث بن سعد عن ربيعة بن سيف أن عبد الرحمن قحذم أخبره أن ابنًا لعياض بن عقبة مات في يوم جمعة فاشتد وجده عليه، فقال له رجل من أهل الصدق:"يا أبا يحيى ألا أبشرك بشيء سمعته من عبد اللَّه بن عمرو؟ سمعته يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم يموت. . . " وذكره.
وهذا سند صحيح إلى ربيعة بن سيف، وبه يتضح أن الطريق الذي وصله منه الحكيم والطبرانى وأبو يعلى معلول من ثلاث جهات: وقع فيه سقط رجلين وهما عبد الرحمن بن قحذم، والرجل الذي حدث عقبة بالحديث عن ابن عمرو، ووقع فيه قلب الإسناد وكونه من رواية رجل مجهول.
3122/ 8109 - "مَا مِنْ مُسْلِميْنِ يَلْتَقِيانِ فَيتَصَافَحان إِلا غُفر لَهُمَا قَبْل أَنْ يَتفرَّقَا".
(حم. د. ت. هـ)، والضياء عن البراء.
قال في الكبير: حسنه الترمذى، وقال الصدر المناوى: فيه الأجلح بن عبد اللَّه
الكندى، قال أحمد: له مناكير، وأبو حاتم: كثير الخطأ لكن يكتب حديثه ولا يحتج به.
قلت: الأجلح مختلف فيه وقد وثقه ابن معين والعجلى ويعقوب وسفيان وابن عدى، وادعى الذهبى أن هذا الحديث من مفاريده عن أبي إسحاق عن البراء وليس كما قال، فقد توبع عليه عن أبي إسحاق وعن البراء، فأما متابعته فقال أبو عمرو عبد الوهاب بن منده في الأول من فوائده:
أخبرنا محمد بن الحسين بن إسماعيل المدائنى بمصر ثنا محمد بن أصبغ بن الفرج المصرى ثنى أبي ثنا على بن عابس عن أبي إسحاق الهمدانى عن البراء به.
وأما المتابعة القاصرة فقد ورد من رواية زيد أبي الحكم، ويزيد بن عبد اللَّه بن الشخير، وأبي داود، ويزيد بن البراء عن أبيه.
أما رواية زيد أبي الحكم فقد قدمت الكلام عليها مطولا في حرف الألف في حديث: "إذا التقى المسلمان. . . ".
وأما رواية يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير فقال ابن السنى في اليوم والليلة:
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن الضحاك حدثنا محمد بن سحر ثنا عمرو بن عاصم ثنا عمرو بن حمزة القيسى ثنا المنذر بن ثعلبة عن يزيد بن عبد اللَّه بن الشخير عن البراء بن عازب قال: القيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فصافحته، فقلت: يا رسول اللَّه، هذا من أخلاق العجم أو هذا يكره؟ فقال: إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا وتكاشرا بود ونصيحة تناثرت خطاياهما بينهما".
وأما رواية أبي داود فقال أحمد [4/ 289]:
حدثنا ابن نمير أنا مالك عن أبي داود قال: "لقيت البراء بن عازب فسلم عليَّ وأخذ بيدى، وضحك في وجهى، قال: تدرى لم فعلت هذا بك؟ قلت: لا أدرى، ولكن لا أراك فعلته إلا لخير، قال: إنه لقينى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ففعل بي
مثل الذي فعلت بك، فسألنى فقلت مثل الذي قلت لي، فقال: ما من مسلمين يلتقيان فيسلم أحدهما على صاحبه ويأخذ بيده، لا يأخذه إلا للَّه عز وجل، لا يفترقان حتى يغفر لهما".
وأبو داود وهو الأعمى وهو كذاب، لكن الحديث له شواهد تؤيده.
وأما رواية يزيد بن البراء فأخرجها القاضى عياض في معجمه قال: أخذ بيدى أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المعروف بابن الإِمام، وقال: أخذ بيدى أبو محمد عبد اللَّه بن أيوب الفهرى، أخذ بيدى أبو الحسن طاهر بن مفرز، أخذ بيدى أبو الفتح نصر بن الحسن الشاشى، أخذ بيدى أبو بكر أحمد بن منصور المقرى، أخذ بيدى والدى أبو القاسم منصور بن خلف، أخذ بيدى أبو بكر محمد بن على النفزى بالنصرة، أخذ بيدى أحمد بن محمد بن زياد الأعرابى بمكة، أخذ بيدى الحسن بن على بن عفار أخذ بيدى الحسن بن عطية أخذ بيدى قطرى الخشاب، أخذ بيدى يزيد بن البراء، قال: أخذ بيدى والدى البراء ابن عازب، وقال "دخلت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فرحب بي وأخذ بيدى ثم قال: أتدرى يا براء لم أخذت بيدك؟ قال: قلت: خيرا يا نبي اللَّه، قال: لا يلقى مسلم مسلما فيهش به ورحب به ويأخذ بيده إلا تناثرت الذنوب بينهما كما يتناثر ورق الشجر اليابس".
وأخرجه أيضًا ابن الآبار في معجم أصحاب الصدفى في ترجمة عبد اللَّه بن محمد بن أيوب الفهرى وأطال في طرقه.
وفي الباب عن ابن عباس وأنس، فحديثا ابن عباس قال أسلم بن سهل الواسطى في تاريخ واسط:
حدثنا وهب بن بقية أخبرنى عبيد اللَّه بن سفيان الواسطى عن الأوزاعى عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إذا لقى المسلم أخاه المسلم فأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما من بين أصابعهما كما يتناثر ورق الشجر بالشتاء".
وحديث أنس قال البخارى في التاريخ [2/ 1/ 252] وأبو يعلى في المعجم كلاهما:
حدثنا خليفة بن خيَاط ثنا دُرُست بن حمزة ثنا مطر الوراق عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من عبدين متحابين في اللَّه يستقبل أحدهما صاحبه فيصافحه ويصليان على النبي صلى الله عليه وسلم إلا لم يتفرقا حتى يغفر لهما ذنوبهما ما تقدم منها وما تأخر" لفظ أبي يعلى، ولفظ البخارى:"لم يبرحا حتى يغفر لهما"(1)، هكذا أورده البخارى في ترجمة دُرُست بن حمزة، وقال: لا يتابع عليه، وهكذا سماه أبو يعلى في روايته، وعنه رواه ابن السنى في اليوم والليلة، ورواه الحسن بن سفيان عن خليفة بن خياط أيضًا فقال: حدثنا درست بن زياد وذكره بمثل لفظ أبي يعلى.
وأخرجه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة درست بن زياد عن الحسن بن سفيان به وقال في درست بن زياد: وهو الذي يقال له درست بن حمزة كان منكر الحديث جدًا يروى عن مطر وغيره أشياء يتخيل إلى من يسمعها أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به اهـ.
أما البخارى ففرق بينهما فترجم أولًا لدُرُست بن حمزة وأورد الحديث في ترجمته كما سبق [2/ 1/ 252]، ثم ترجم لدرست بن زياد الرقاشى البصرى [2/ 1/ 253] وقال: حديثه ليس بالقائم.
3123/ 8111 - "مَا مِنْ مُصِلٍّ إلا وَمَلكٌ عَنْ يَمينِهِ، وَمَلكٌ عَنْ يَسَارِهِ، فإنْ أتمها عَرَجَا بِهَا، وَإنْ لَمْ يُتمَّها ضَرَبَا بِهَا وَجهَهُ".
(قط) في الأفراد عن عمر
(1) في المطبوع من التاريخ الكبير: "لم يريحا"، وعلق عليه محقق النسخة في الحاشية بما يلى: كذا وفي لسان الميزان "إلا لم يفترقا" ولعله هنا "إلا لم يبرحا" واللَّه أعلم.
قال الشارح: ثم قال -يعنى الدارقطنى-: تفرد به عبد اللَّه بن عبد العزيز لا يساوى فلسا.
قلت: هذا كذب على الدارقطنى، وقد كذب الشارح نفسه في الكبير فقال: وظاهر صنيع المصنف أن مخرجه الدارقطنى خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل تعقبه ببيان حاله فقال: تفرد به عبد اللَّه بن عبد العزيز عن يحيى بن سعيد الأنصارى ولم يروه عنه غير الوليد بن عطاء، قال ابن الجوزى: قال ابن الجنيد: أما عبد العزيز فلا يساوى فلسا، حدث بأحاديث كذب اهـ.
فَبِّينٌ أن قوله: لا يساوى فلسا ليس من كلام الدارقطنى، بل من كلام ابن الجنيد الذي نقله ابن الجوزى.
ثم في كلامه هذا أمور، الأول: الكذب على صنيع المصنف، فإنه رمز للحديث بعلامة الضعيف.
الثانى: الجهل بمراد الدارقطنى أو الكذب عليه، فإن كلام الدارقطنى هذا لا يفهم منه تسليم ولا اعتراض، وإنما نص على تفرد الراوى بالحديث الذي هو موضوع كتابه الأفراد، فإنه موضوع للأحاديث التي انفرد بها راو ولم يروها غيره، إمَّا تفردا مطلقا، وإمَّا تفردا نسبيا، ثم أنه تارة يكون المتفرد ضعيفًا كهذا، وتارة يكون ثقة ككثير من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها، ومنها حديث:"إنما الأعمال. . ".
فقوله: وظاهر صنيع المؤلف أنه سلمه والأمر بخلافه -جهل بقواعد الحديث؛ لظنه أن ذلك تعقب، وليس هو منه في شيء.
الثالث: أنه أطلق عبد اللَّه بن عبد العزيز، وهو في الرواة متعدد فكان فيه إيهام، والواقع أنه عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رواد.
3124/ 8118 - "مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدَهُ أفضَلَ مِنْ أدَبٍ حَسنٍ".
(ت. ك) عن عمرو بن سعيد بن العاص
قلت: أخرجه أيضًا أحمد وابنه عبد اللَّه، وعبد بن حميد، والبخارى في التاريخ الكبير، وعلي بن عبد العزيز البغوى في المعجم، وابن حبان في الضعفاء، والقضاعى في مسند الشهاب، والبندهى في شرح المقامات، كلهم من طريق عامر بن أبي عامر، وهو عامر بن صالح الخزاز، وقد قال ابن معين: كذاب، وقال ابن حبان: يروى الموضوعات عن الثقات، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب.
3125/ 8122 - "مَا وُلِدَ في أهْلِ بَيْت غُلَامٌ إلا أَصْبَحَ فيهم عِزٌّ لَمْ يَكُنْ".
(طس. هب) عن ابن عمر
قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في تاريخ أصبهان قال:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن الحسن ثنا الحسين بن منصور الواسطى ثنا موسى بن إسماعيل البجلى ثنا هاشم بن صبيح عن أبي أنس المكى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عمر به.
وقال البندهى في شرح المقامات:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن على بن محمد المشاط أنا أبو إسماعيل عبد اللَّه بن محمد الأنصارى أنا أبو المظفر محمد بن عثمان المكى أنا جدى أبو الحسن على ابن أحمد بن يزيد المالكي ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن يحيى الهمدانى ثنا أبو عبد الرحمن الحسين بن منصور ثنا موسى بن إسماعيل به.
3126/ 8126 - "مَانِعُ الزَّكَاةِ يَوم القِيامَةِ في النَّار".
(طص) عن أنس
قال في الكبير: قال الحافظ ابن حجر: إن كان هذا محفوظًا فهو حسن، وفيه رد على قول ابن الصلاح: لم نجد له أصلًا.
قلت: ومع هذا فله طريق آخر من حديث على عليه السلام أخرجه الطوسى في أماليه من طريق أبي المفضل الشيبانى قال:
حدثنا المفضل بن محمد بن المسيب البيهقى ثنا هارون بن عمر المجاشعى ثنا محمد بن جعفر بن محمد حدثنا أبي أبو عبد اللَّه، قال المجاشعى: وحدثنا الرضا على بن موسى عن أبيه عن أبي عبد اللَّه جعفر بن محمد عن آبائه متصلًا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "مانع الزكاة يجر قصبه في النار. . . " الحديث.
3127/ 8130 - "مَثلُ الجَلِيس الصَّالحِ والجَلِيس السُّوءِ، كَمَثلِ صَاحِبِ المِسْكِ وَكِيرِ الحدَّاد، لَا يَعْدِمُكَ مِنْ صَاحب المِسْك إِمَّا تَشْتريَهُ أو تَجِدَ رِيحهُ، وكيرُ الحَدَّادِ يحْرِقُ بيتَكَ أو ثوبَكَ أو تجِدَ منْهُ ريحًا خَبيثَةً".
(خ) عن أبي موسى
قلت: لم يعلم الشارح أن هذا الحديث متفق عليه، وأنه في صحيح مسلم أيضًا، وإلا لأسخف على عادته، ولكنه في صحيح مسلم مصدر بـ "إنما" في أوله، وقد ذكره المؤلف في حرف الهمزة وعزاه لهما.
3128/ 8131 - "مَثَلُ الجَليسِ الصَّالِح مَثَلُ العطَّار، إنْ لَمْ يُعطِكَ مِنْ عطْرِهِ أصَابَكَ مِنْ ريحِهِ".
(د. ك) عن أنس
قلت: أخرجه أيضًا ابن حبان في روضة العقلاء وقال: أخطأ فيه شبيل، لأن أنس بن مالك سمع هذا الحديث من أبي موسى.
3129/ 8134 - "مثلُ العَالِم الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ (1) ويَنْسَى نَفْسَهُ كَمَثَلِ السِّراج يُضِئُ للنَّاس وَيَحرِقُ نَفْسَهُ".
(طب) والضياء عن جندب
قال في الكبير: قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريقين في أحدهما ليث بن أبي سليم مدلس، وفي أخرى على بن سليمان الكلبى ولم أعرفه، وبقية رجالهما ثقات اهـ وقضية صنيع المؤلف أن ما أورده هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه، بل بقيته عند مخرجه الطبرانى:"ومن سمع الناس بعلمه سمع اللَّه به، واعلموا أن أول ما ينق من أحدكم إذا مات بطنه. . . " الحديث.
قلت: هذان حديثان رواهما الطبرانى بلفظين اختار منهما المؤلف ما وافقه فيه الضياء المقدسى، قال الطبرانى [2/ 165 - 166، رقم 1681]:
حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقى والحسن بن على العمرى (2) قالا: حدثنا هشام ابن عمار ثنا على بن سليمان الكلبى ثنا الأعمش عن أبي تميمة الهجيمى عن جندب بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضئ للناس ويحرق نفسه"، هكذا أخرجه الطبرانى كما أورده المؤلف، وهكذا ذكره الحافظ ابن كثير في التفسير عند قوله تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة: 44]، وقال: غريب من هذا الوجه.
3130/ 8135 - "مَثَلُ القلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقلبُها الرِّيَاحُ بِفَلاةٍ".
(هـ) عن أبي موسى
(1) في النسخة المطبوعة من فيض القدير: "يعلم الناس الخير".
(2)
في المطبوع من المعجم الكبير: الحسن بن على المعمرى.
قال في الكبير: وظاهر صنيع المؤلف أنه لم يره لأعلى من ابن ماجه، ولا أحق بالعزو منه، مع أن الإِمام أحمد رواه أيضًا باللفظ المذكور.
قلت: كم مرة يصرح بأن العزو إلى أحد الكتب الستة أولى من العزو إلى مسند أحمد، ويؤيد ذلك بنقل يكرره كل مرة عن مغلطاى أنه قال: لا يعزى حديث إلى غير الكتب الستة وهو في أحدها بلفظه أو معناه، ولكن ذلك عندما يورد المصنف حديثًا في بابه ويعزوه لغير أهل الكتب الستة، ويكون هو في أحدها بلفظ آخر، قد ذكره في موضع آخر من هذا الكتاب نفسه، وهنا لما عزا الحديث لابن ماجه عكس الشارح المسألة؛ لأن غرضه التعنت، ثم لم يخف اللَّه تعالى وأيد وقاحته هذه بالكذب على عادته، فقال: مع أن الإمام أحمد رواه باللفظ المذكور، والإمام أحمد رواه بلفظ:"إنما سمى القلب من تقلبه، إنما مثل القلب. . . " الحديث، فهذا لفظ يذكر في حرف الهمزة وقد ذكره المؤلف فيه، ثم إن الحديث له طريق آخر من حديث أنس أخرجه القضاعى في مسند الشهاب الذي رتبه الشارح، فأين كان عن استدراكه؟!.
وقد استخرجت عليه من فوائد ابن السبط وكلاهما -أعنى: هو والقضاعى- خرجاه من طريق ابن الأعرابى في معجمه قال:
حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس به مثله.
3131/ 1838 - "مَثَلُ الَّذِي يَتَعلَّمُ العِلمَ في صِغَرِه كالنَّقْشِ عَلَى الحَجَرِ، وَمَثَلُ الَّذِي يتعلَّمُ العِلمَ فِي كِبَرهِ كَالَّذِي يَكتُبُ عَلَى المَاءِ".
(طب) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: قال المصنف في الدرر: سنده ضعيف.
قلت: أورد ابن الجوزى في الموضوعات هذا الحديث من حديث أبي هريرة، وتعقبه المؤلف بأن له طرقا وشواهد، منها حديث أبي الدرداء هذا، فراجعه
في اللآلئ المصنوعة تستفد، والشارح أهمل ذلك عن قصد لغرض سئ.
3132/ 1837 - "مَثَلُ الذِى يَتَعَلَّمُ العِلمَ ثُمَّ لا يُحَدِّثُ بِهِ كَمَثلِ الذِى يَكْنِزُ الكنْزَ فَلا يُنْفِقُ مِنْهُ".
(طس) عن أبي هريرة
قال الشارح: وفيه ابن لهيعة.
قلت: راجع باب: جامع لنشر العلم من كتاب العلم لابن عبد البر ففيه طرق وشواهد لهذا الحديث.
3133/ 8139 - "مَثَلُ الَّذِي يَجْلِسُ يَسْمَعُ الحكْمَةَ وَلا يُحَدِّثُ عَنْ صَاحِبِهِ إلا بشَرِّ مَا يَسْمَعُ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أتَى رَاعَيًا فَقَالَ: يَا رَاعِى، أَجْزِرْني شَاةً مِنْ غَنَمِكَ، قَالَ: اذْهَبْ فَخُذْ بِأذُنِ خَيرِهَا شَاةً، فَذَهَبَ فَأخَذَ بِأذُنِ كَلْبَ الغَنَمِ".
(حم. هـ) عن أبي هريرة.
قال الشارح: قال الهيثمى كالعراقى: وإسناده ضعيف، فقول المؤلف حسن ممنوع.
قلت: الهيثمى لم يقل: ضعيف، بل قال كما نقله الشارح نفسه في الكبير: فيه على بن زيد مختلف في الاحتجاج به اهـ.
وهو من شرط الحسن على رأى بعضهم ولذلك حسنه المؤلف، ثم إن الحديث معزو في المتن لابن ماجه وليس هو فيه (1).
(1) أخرجه ابن ماجه في سننه (2/ 1396 - 1397، رقم 4172) من حديث أبي هريرة به مثله.
3134/ 8140 - "مَثَلُ الذِي يَتَكَلمُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَالإمَامُ يَخطُبُ مَثَلُ الحِمَار يَحْمِلُ أسْفَارًا، وَالذِي يَقُولُ لَهُ: أَنْصِتْ، لَا جُمُعَةَ لَهُ".
(حم) عن ابن عباس
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وفيه محمد بن نمير أورده الذهبى في الضعفاء وقال: ضعفه الدارقطنى، ومجالد الهمدانى قال أحمد: ليس بشيء، وضعفه غيره.
قلت: ابن نمير الذي في السند هو شيخ أحمد "عبد اللَّه بن نمير" وهو ثقة متفق عليه احتج به الشيخان والجميع، والعجب أن الذهبى لم يذكر في الضعفاء إلا محمد بن نمير الفارابى، وقال فيه: لا أعرفه، عده البيلمانى فيمن يضع الحديث اهـ.
ولم يقل: ضعفه الدارقطنى، ولكن بعده بترجمة أخرى قال: محمد بن نهار شيخ لابن نجيح ضعفه الدارقطنى، يقال له: ابن أبي الحياة اهـ.
فأتى الشارح بهذه الأعجوبة كسائر أقواله، فجعل عبد اللَّه بن نمير الثقة هو محمد بن نمير المتأخر عنه، ثم انتقل من هذا إلى رجل آخر اسم والده نهار ونقل ما قيل فيه إلى الذي قبله بترجمة.
وأما مجالد فصدوق وقد روى له مسلم مقرونا، وإنما ضعف للوهم.
3135/ 8142 - "مَثَلُ الذِى يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الحقِّ مَثَلُ بَعِيرٍ تَرَدَّى وَهُوَ يُجَرُّ بِذَنَبِهِ".
(هق) عن ابن مسعود
قال في الكبير: وقضية تصرف المصنف أن هذا لم يخرج في شيء من الكتب الستة والأمر بخلافه، فقد عزاه المنذرى وغيره إلى أبي داود وكذا ابن حبان.
قلت: أبو داود ذكر سند الحديث ولم يسق متنه، فإنه قال:
حدثنا النفيلى ثنا زهير عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن مسعود عن أبيه قال: "من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردى فهو ينزع بذنبه"، فهذا موقوف على ابن مسعود، ولو كان مرفوعًا لما ذكره المؤلف هنا، بل في حرف حق، ثم قال أبو داود:
حدثنا ابن بشار ثنا أبو عامر ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه عن أبيه قال: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبة من آدم فذكر نحوه اهـ.
فلم يسق لفظ المرفوع، والمنذرى حمل لفظه على لفظ ابن حبان وعزاه لهما معا، وذلك سائغ عند أهل الحديث الذين يؤلفون على الأبواب، أما من يؤلف على الحروف كالمؤلف فلا إذ لو عزا هذا اللفظ بخصوصه إلى أبي داود لكان كاذبا لأنه لا يوجد فيه.
3136/ 8147 - "مَثَلُ المؤمِنِ مَثَلُ النَّحْلَة لا تَأكُلُ إلا طَيِّبًا وَلا تَضَعُ إلا طَيِّبًا".
(طب. حب) عن أبي رزين
قال الشارح: مصغرًا.
قلت: هذا خطأ فاحش، وكل أخطاء هذا الرجل فاحشة مضحكة، بل هو رزين مكبرا.
3137/ 8149 - "مَثَل المؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلةِ تَسْتَقيمُ مَرَّةً وَتَخِرُّ مَرَّةً، وَمَثَل الكَافِرِ مَثَل الأرزةِ لا تَزَال مُسْتَقِيمَةً حَتَّى تَخِرَّ وَلا تَشْعُرَ".
(حم) والضياء عن جابر
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمى: وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، ورواه عنه البزار باللفظ المزبور بسند رجاله ثقات اهـ. وبه يعرف أن المصنف لو عزاه للبزار لصحة سنده كان أولى.
قلت: فيه أمور، الأول: أنه مر قريبًا في حديث: "مثل القلب مثل الريشة" أن المؤلف عزاه لابن ماجه، فتعقبه الشارح بأنه قد خرجه من هو أحق وأولى بالعزو منه وهو أحمد، وأن الأولى كان عزوه إليه، وهنا عكس المسألة وجعل العزو إلى البزار الذي ليس هو من الكتب الستة أولى.
الثانى: أن المؤلف عزاه لأحمد والضياء فمن أدراه أن الضياء -وهو كتاب خاص بالصحيح- خرجه من طريق ابن لهيعة أيضًا.
الثالث: أن المؤلف قرن العزو لأحمد بالضياء وهو أولى من مسند البزار.
الرابع: أن ابن لهيعة إمام صدوق وحديثه حسن كما يحكم به الحافظ الهيثمى نفسه.
[الخامس](1) أن القضاعى خرجه في مسند الشهاب من غير طريق [ابن لهيعة](2)، وهو قد رتب أحاديث الشهاب، فلم لم يعزه إليه؟! ولم يجعل التبعة دائمًا على المؤلف ولا يجعل شيئًا منها على نفسه؟!.
3138/ 8155 - "مَثَلُ المؤْمنِين في تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفهِمْ مَثَلُ الجَسَد، إذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والحُمَّى"
(حم. م) عن النعمان
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما تفرد به مسلم عن صاحبه والأمر بخلافه، بل خرجه البخارى في الأدب، لكنه أبدل "مثل" بـ "ترى" والكل بحاله.
قلت: هذا جوابه فيه.
(1) سقط في الأصل ولا يستقيم السياق إلا بها.
(2)
في الأصل المخطوط: القضاعى.
3139/ 8160 - "مَثَلُ أمَّتِى مَثَلُ المِلْحِ في الطَّعَامِ لا يَصْلُحُ الطَّعَامُ إلا بِالمِلح".
(ع) عن أنس
قال الشارح: ضعيف لضعف إسماعيل بن مسلم، فقول المؤلف: حسن، ممنوع.
قلت: إسماعيل بن مسلم المكى كان فقيها مفتيا صدوقا إلا أنه كان يهم فضعفوه لأجل ذلك، وهذا الحديث سمعه ابن المبارك منه، فقال في كتاب الزهد: أخبرنا إسماعيل المكى عن الحسن عن أنس به، وفي آخره قال الحسن: فقد ذهب ملحنا فكيف نصلح؟!.
ومن طريق ابن المبارك خرجه أبو يعلى والبغوى في التفسير وغيرهما، وابن المبارك أحد من ضعف إسماعيل المذكور، وترك الرواية عنه، فلما حدث عنه بهذا الحديث دل على أنه رأى أن هذا ليس مما يوهم فيه لقلة سنده ومتنه، وإذا كان كذلك فالحديث حسن.
3140/ 8161 - "مَثَلُ أمَّتى مَثَلُ المطرِ، لَا يُدرَى أولهُ خَيرٌ أم آخره".
(حم. ت) عن أنس (حم) عن عمار (ع) عن على (طب) عن ابن عمر، وعن ابن عمرو
قلت: أوردت أسانيد هذه الطرق في مستخرجى على مسند الشهاب.
3141/ 8162 - "مَثَلُ أهْل بيتِى مَثَلُ سَفِينةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَها نَجَا، وَمَنْ تَخلفَ عَنها غَرِقَ".
[البزار عن ابن عباس، وعن ابن الزبير (ك) عن أبي ذر]
قلت: أوردت الكثير من أسانيده وطرقه في مستخرجى على مسند الشهاب.
3142/ 8163 - "مَثَلُ بلالٍ كمثَلِ نَحْلَةٍ، غَدَتْ تَأكُلُ منَ الحُلوِ وَالمُرِّ، ثُمَّ يُمْسِى حُلْوًا كُلَّهُ".
الحكم عن أبي هريرة
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الطبرانى باللفظ المزبور، فلو عزاه إليه كان أولى، قال الهيثمى: إسناده حسن، فعدول المصنف للحكيم واقتصاره عليه من ضيق العطن، وقد ذكر المصنف عن ابن الصلاح والنووى أن الكتب المبوبة أولى بالعزو إليها والركون؛ لما فيها من المسانيد وغيرها؛ لأن المصنف على الأبواب إنما يورد أصح ما فيه فيصلح الاحتجاج به.
قلت: سبحان اللَّه، يفعل الجاهل المغفل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه، فهذا الرجل قد رد على نفسه بنفسه وبحث على حتفه بظلفه، وانتصر للمؤلف وأجاب عنه من حيث أراد الانتقاد عليه، فنوادر الأصول للحكيم الترمذى الذي عزا المؤلف إليه مصنَّفٌ على الأبواب، ومعجم الطبرانى الذي لامه الشارح على عدم العزو إليه مصنف على أسماء الرجال، فاعجب لصنع اللَّه بهذا الرجل! وكيف يؤدبه على إجرامه وهو متماد في غيه مطاوع لما في نفسه؟!.
3143/ 8170 - "مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ".
(حم. طب. هب) عن جابر
قال في الكبير: هذا الحديث له طرق عديدة وهذا الطريق كما قاله العلائى
وغيره أعدلها، فمن ثم عدل لها المصنف واقتصر عليها، ومع ذلك فيه يوسف ابن أسباط الزاهد، أورده الذهبى في الضعفاء، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا، وفي اللسان عن ابن على: حديث لا أعرفه إلا من حديث أصرم، والعباس الراوى عنه في عداد "الضعفاء" وقال الهيثمى: فيه عند الطبرانى يوسف بن محمد بن المنكدر متروك، وقال الحافظ في الفتح بعد ما عزاه لابن على والطبرانى في الأوسط: فيه يوسف بن محمد بن المنكدر ضعفوه، وقال ابن عدى: لا بأس به.
قلت: فيه من التخليط والخبط والوهم أمور، الأول: أن هذا الحديث ليس له طرق متعددة ولم يرد مسندا إلا من حديث جابر بن عبد اللَّه، ولم يرو عنه إلا من طريق يوسف بن أسباط عن سفيان الثورى عن محمد بن المنكدر عن جابر، ومن هذا الطريق خرجه ابن حبان في الصحيح، وفي روضة العقلاء، والطبرانى في المعجم، وفي مكارم الأخلاق، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق له، وابن الأعرابى في المعجم، والعسكرى في الأمثال، والقضاعى في مسند الشهاب، وأبو نعيم في الحلية [8/ 246]، وفي تاريخ أصبهان، والخطيب في التاريخ، وقال أبو نعيم [8/ 246]: تفرد به يوسف عن الثورى.
وقد أوردت أسانيدهم إليه في مستخرجى على مسشد الشهاب، والحافظ العلائى لم يقل ذلك في خصوص هذا الحديث، بل قال ذلك في أحاديث المداراة لا بخصوص هذا اللفظ، فإنه ورد فيها أحاديث ضعيفة أفردها بعضهم بالتأليف كما حكاه السخاوى.
الثانى: أن يوسف بن أسباط ثقة عابد زاهد، وكونه كان يهم لا يضر في مثل هذا الحديث، ولذلك صححه ابن حبان.
الثالث: قوله: وفي اللسان عن ابن [عدى] حديث لا أعرفه. . . إلخ، تخليط لإسناد بإسناد، وإدخال حديث في حديث، فابن [عدى] أورد في