الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف اللام
2766/ 7192 - " للَّهُ أشدُّ فرحًا بتوْبَةِ عبدِهِ من أحدِكُمَ إذا سقَطَ علَى بَعيره قَدْ أضلَّهُ بأرضٍ فلاةٍ"".
(ق) عن أنس
قلت: ورد أيضًا من حديث جماعة عنهم: أبو سعيد وابن مسعود وأبو هريرة، قال أبو القاسم المؤمل بن أحمد الشيبانى في السادس من فوائده:
حدثنا القاضى أبو عمر محمد بن يوسف ثنا أحمد بن منصور ثنا مرثد ثنا الفضل بن مرزوق عن عطية العوفى عن أبي سعيد الخدرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "للَّه أفرح بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بفلاة من الأرض فطلبها فلم يقدر عليها فتسجا للموت، فبينا هو كذلك إذ سمع وجبة الراحلة حتى بركت، فكشف عن وجهه فإذا هو براحلته"(1).
ثم قال: هنا حديث حسن من حديث الفضل بن مرزوق عن عطية.
وحديث ابن مسعود رواه البخارى ومسلم، وهو أيضًا في تاريخ أصبهان لأبي نعيم في ترجمة إسماعبل بن حماد [1/ 206].
وحديث أبي هريرة أخرجه الذهبى في تذكرته من طريق معمر:
أنبأنا أبو الفتح الحداد أنبأنا ابن عبد ربه أنبأنا الطبرى ثنا على بن عبد العزيز ثنا
(1) بنحوه رواه البخارى (8/ 84)، ورواه مسلم في: كتاب التوبة، باب (1)، رقم:(7).
القعنبى ثنا مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: للَّه أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها".
ورواه أيضًا من وجه آخر من طريق على بن البسرى:
ثنا محمد بن عبد الرحمن ثنا يحيى بن محمد ثنا عبد اللَّه بن عمران العابدى ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبي هريرة به: "إن اللَّه لأفرح بتوبة عبده من أحدكم بضالته يجدها بأرض مهلكة كاد يقتله بها العطش".
2767/ 7195 - "للَّهُ أشدُّ أذنًا إلى الرجُلِ الحَسنِ الصوتِ بالقرآنِ يجهَرُ بهِ من صاحبِ القينَةِ إلى قينتِهِ".
(هـ. حب. ك. هب) عن فضالة بن عبيد
قال الشارح في الكبير: من حديث الأوزاعى عن إسماعيل بن عبيد اللَّه بن فضالة بن عبيد عن فضالة بن عبيد، قال الحاكم: على شرطهما فرده الذهبى فقال: قلت: بل هو منقطع.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن إسماعيل بن عبيد اللَّه ليس هو ابن فضالة ابن عبيد بل هو ابن أبي المهاجر.
ثانيهما: أن الانقطاع إنما حصل في سند الحاكم [1/ 571] فإنه رواه من طريق دحيم عن الوليد بن مسلم:
حدثنى الأوزاعى حدثنى إسماعيل بن عبيد اللَّه بن أبي المهاجر عن فضالة بن عبيد، وإسماعيل لم يدرك فضالة، وإنما رواه عن ميسرة مولى فضالة عن فضالة، كذلك أخرجه ابن ماجه [رقم 1340] عن راشد بن سعيد الرملى: ثنا الوليد بن مسلم به.
وكذلك رواه البخارى في التاريخ عن صدقة [2/ 218]: ثنا الوليد بن مسلم به، بذكر ميسرة أيضًا.
ثم قال البخارى: وقال إبراهيم بن موسى عن عيسى بن يونس: ثنا ثور عن إسماعيل بن عبيد اللَّه عن فضالة بن عبيد نحوه بدون ذكر ميسرة.
2768/ 7197 - "لأنَا أشدُّ عليكُم خوفًا من النعمِ منى منَ الذُّنوبِ، ألا إنَّ النِّعَمَ التي لا تُشكَرُ هى الحَتْفُ القاضِى".
ابن عساكر عن المنكدر بن محمد بن المنكدر بلاغا
قلت: أخطأ الشارح هنا في الشرحين فكتب عن محمد بن المنكدر: ثقة فاضل متأله عابد بكاء روى عن عائشة وجابر وغيرهما، وعنه مالك والسفيانان. . . إلخ.
والحديث إنما هو من رواية ابنه المنكدر، ولو كان من رواية محمد لقال المصنف عنه: مرسلا.
2769/ 7200 - "لأنْ اْطأَ علَى جمرةٍ أحبُّ إليَّ مِن أنْ أطأَ على قبرٍ".
(خط) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وظاهر كلام المصنف أن هذا الحديث مما لم يتعرض أحد من الستة التي هي دواوين الإسلام لتخريجه وإلا لما عدل لهذا الطريق المعلول وأبعد النجعة وهو عجب، فقد خرجه بمعناه الجماعة كلهم في الجنائز إلا البخارى والترمذى بلفظ:"لأن يجلس أحدكم. . ." الحديث.
قلت: بل العجب من غفلتك وعدم معرفتك فهذا موضع حرف "لأن" بعده كلمة مصدرة بـ "الألف"، واللفظ الذي ذكرته مصدر بحرف الياء بعد كلمة "لأن".
وأعجب من هذا أن المؤلف ذكره كذلك بعد هذا بأثنى عشر حديثًا وعزاه لـ (حم. م. د. ن. هـ) فالعجب إنما هو من غفلة الشارح.
2770/ 7201 - "لأنْ أطعم أخًا في اللَّهِ مسلمًا لُقمةً أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أتَصدَّق بدرْهَمٍ، ولأن أُعطِى أخًا في اللَّه مسلمًا درهمًا أحبُّ إليَّ مِن أنْ أتصدَّق بعشرةٍ، ولأن أعطيَهُ عشرةً أحَبُّ إليَّ مِن أنْ أعتِقَ رقبةً".
هناد (هب) عن بديل مرسلا
قال في الكبير: هو ابن ميسرة العقيلى تابعى مشهور. . إلخ.
قلت: وهم المصنف في قوله: عن بديل مرسلا، فإن الحديث ليس بمرسل وبديل ليس هو ابن ميسرة وإنما هو بديل بن ورقاء وهو صحابى كبير، كذلك صرح به الديلمى في روايته فقال في مسند الفردوس:
أخبرنا بحير بن منصور أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسين الأبهرى عن أبي القاسم على بن الحسن بن الربيع عن محمد بن صالح بن عبد اللَّه الطبرى عن يوسف بن موسى عن قبيصة عن سفيان عن حجاج بن فرافصة عن أبي العلاء عن بديل بن ورقاء العدوى به.
ورواه ابن المبارك في الزهد [رقم 258] من وجه آخر معضلا، فقال: أخبرنا عبيد اللَّه بن الوليد قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لأن أطعم أخا لي في اللَّه لقمة أحب إلى من أن أتصدق على مسكين بدرهم، ولأن أعطى أخا لي في اللَّه درهما أحب إلى من أن أتصدق على مسكين بعشرة دراهم، ولأن أعطى أخا لي في اللَّه عشرة دراهم أحب إلى من أن أتصدق على مسكين بمائة".
2771/ 7202 - "لأن أُعينَ أخِى المؤمنَ علَى حاجَتِهِ أحبُّ إليَّ مِن صِيام شهرٍ واعتكافِهِ في المسجدِ الحَرام".
أَبو الغنائم النرسى في قضاء الحوائج عن ابن عمر
قلت: أسنده الذهبى في الميزان من رواية محمد بن صالح بن فيروز:
حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر به، وقال: موضوع، أورده في ترجمة
محمد بن صالح واتهمه به، مع أنه لم ينفرد به بل تابعه عليه موسى بن محمد البلقاوى إلا أنه وضاع يسرق الحديث، أخرجه أبو نعيم في ترجمة مالك من الحلية من رواية موسى المذكور عن مالك لكنه قال: عن عبد اللَّه ابن دينار عن ابن عمر مرفوعًا أثناء حديث: "ومن مشى مع أخيه في حاجته كان كصيام شهر واعتكافه، ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت اللَّه قدمه يوم تزول الأقدام" الحديث.
وله طريق آخر أيضًا أخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق من طريق محمد ابن يزيد عن بكر بن خنيس عن عبد اللَّه بن دينار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مثله، ومحمد بن يزيد يسرق الحديث أيضًا.
وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الدينورى في المجالسة من طريق سكين ابن أبي سراج عن عبد اللَّه بن دينار عن ميمون بن مهران عن ابن عباس به نحوه، وسكين ضعيف وقد اضطرب فيه كما بينته في المستخرج على أحاديث مسند الشهاب.
وعزاه الحافظ المنذرى للحاكم في المستدرك بلفظ آخر وصدره بـ "عن" ولا يحضرنى الآن موضعه من المستدرك.
وقال ابن المبارك في الزهد:
أخبرنا عبيد اللَّه بن الوليد الوصافى عن أبي جعفر قال: جاء رجل إلى الحسين ابن على عليهما السلام فاستعان به على حاجة فوجده معتكفا فقال: لولا اعتكافى لخرجت فقضيت لك حاجتك، ثم خرج من عنده فأتى الحسن بن على عليه السلام فذكر له حاجته، فخرج معه فقال: أما إنى كرهت أن أعينك في حاجتى، ولقد بدأت بالحسين فقال: لولا اعتكافى لخرجت معك، فقال: لقضاء حاجة أخ لى في اللَّه أحب إلى من اعتكاف شهر.
وقال أيضًا: أخبرنا حميد الطويل عن الحسن أنه دخل على ثابت البنانى
لينطلق في حاجة لرجل فقال ثابت: إنى معتكف، فقال الحسن: لأن أقضى حاجة أخ لى مسلم أحب إلى من أن أعتكف سنة.
2772/ 7203 - "لأنْ أقعُدَ معَ قومٍ يذكُرونَ اللَّهَ تعالَى من صلاةِ الغَدَاةِ حتَّى تَطلُعَ الشمس أحبُّ إليَّ مِن أنْ أُعِتقَ أربعةً من ولد إسماعيلَ، ولأنْ أقعُدَ معَ قومٍ يذكُرونَ اللَّهَ منْ صلاةِ العصرِ إلى أنْ تغرُبَ الشمسُ أحبُّ إليَّ منْ أنْ أعتِقَ أربعةً".
(د. ن) عن أنس.
قال في الكبير: رواه أبو داود في كتاب العلم من حديث الأعمش عن أنس، قال الأعمش: اختلف أهل البصرة في القصص فأتوا أنسا فقالوا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص؟ قال: لا إنما بعث بالسيف ولكن سمعته يقول: "لأن أقعد. . ." إلخ. رمز المصنف لحسنه، وهو فيه تابع للحافظ العراقى حيث قال: إسناده حسن لكن قال تلميذه الهيثمى: فيه محتسب أبو عائد وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله ثقات.
قلت: هذا كذب وتخليط من وجوه، أحدها: أن الحديث ليس هو من رواية الأعمش عن أنس وإنما هو من رواية قتادة عن أنس.
ثانيها: أنه ليس فيه ذكر للقص واختلاف أهل البصرة فيه.
ثالثها: أنه ليس من رواية محتسب أبي عائذ ولا هو موجود في سنده عند أبي داود، قال أبو داود [رقم 3667]:
حدثنا محمد بن المثنى حدثنى عبد السلام -يعنى ابن مطهر- ثنا موسى بن خلف العمى عن قتادة عن أنس قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لأن أقعد. . ." الحديث.
رابعها: أن الهيثمى [10/ 105] قال ذلك في رواية أبي يعلى، وفيها زيادة لا
توجد في رواية أبي داود فإنه قال: "أربعة من ولد إسماعيل دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفًا".
وقد رواه أبو نعيم في الحلية وفي تاريخ أصبهان [1/ 200] من وجه آخر من رواية سليمان التيمى عن أنس فقال:
ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ثنا أحمد بن محمد بن نصر الضبعى ثنا مطر بن محمد بن الضحاك ثنا عبد المؤمن بن سالم ثنا سليمان عن أنس قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به مثل اللفظ المذكور في المتن.
ورواه أبو بكر الصيرفى في فوائده من حديث قتادة عن أنس كما عند أبي داود أيضًا فقال:
حدثنا أبو عمرو المزكى الحافظ إملاء أنبأنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس البجلى أنبأنا عبد السلام بن مطهر به مثله.
فما أدرى من أين أتى الشارح بذكر الأعمش وذكر اختلاف أهل البصرة في القص، فما هو مذكور في سنن أبي داود، ولا في مجمع الزوائد وهذا نهاية التهور والتخليط.
2773/ 7208 - "لأنْ تُصلِّى المرأةُ في بيتِها خيرٌ لَها منْ أنْ تُصلِّى فِي حُجرتهَا، ولأن تُصلِّى في حُجرَتِها خيرٌ منْ أنْ تُصلِّى فِي الدارِ، ولأنْ تُصلِّى في الدارِ خيرٌ لها منْ أن تصلِّى في المسجد".
(هق) عن عائشة
قال الشارح: بإسناد ضعيف خلافًا للمؤلف.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس كما قال، فقد تعقبه الذهبى على الدارقطنى في المهذب بأن فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، وهو ضعيف.
قلت: الحديث حسن كما قال المؤلف، وعبد الرحمن بن أبي لبيبة ويقال: ابن لبيبة ذكره ابن حبان في الثقات، ومع ذلك فله شواهد متعددة ذكر منها البيهقى [3/ 131] في الباب نحو أربعة أو خمسة وتقدم منها للمصنف في حرف "الخاء" وفي حرف "الصاد"، ومنها ما هو حسن كما صرح به الذهبى في المهذب، وقد رأى الشارح تلك الأحاديث فيه، ولكنه متعصب لهواه، ثم إن قوله: تعقبه الذهبى على الدارقطنى كلام لا أصل له، فليس للدارقطنى ذكر في المهذب ولا في هذا الحديث.
2774/ 7210 - "لأنْ يؤدِّبَ الرجلُ ولدَهُ خيرٌ لهُ منْ أنْ يتصدقَ بصاعٍ".
(ت) عن جابر بن سمرة
قال في الكبير: وقال (ت): حسن غريب، قال المنذرى: ناصح -يعنى- راوية عن سماك عن جابر هو ابن عبد اللَّه المحملى واه، قال: وهذا مما أنكره عليه الحفاظ.
قلت: الترمذى [رقم 1951] لم يقل عن هذا الحديث: حسن غريب، بل قال: غريب فقط، وزاد: وناصح بن العلاء الكوفى ليس عند أهل الحديث بالقوى ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه اهـ.
كذا قال الترمذى: ناصح بن العلاء وإنما هو ناصح بن عبد اللَّه، وهو غير ناصح بن عبد العلاء، والحديث وقع للترمذى مختصرا، وقد أخرجه ابن حبان في الضعفاء [3/ 55] بلفظ:"لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع".
قال ابن حبان:
حدثنا محمد بن المسيب ثنا أحمد بن سنان القطان ثنا إسماعيل ابن أبان ثنا ناصح المحملى عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة به، وبهذا اللفظ رواه
أيضًا أبو عبد اللَّه محمد بن مخلد الدورى قال:
حدثنا أحمد بن عبد اللَّه الحرانى ثنا عبد العزيز بن الخطاب ثنا ناصح به، وقال ابن حبان في ناصح (1) المذكور [3/ 55]: كان شيخا صالحا يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات وينفرد بالمناكير عن ثقات مشاهير غلب عليه الصلاح وكان يأتى بالشئ على التوهم، فلما كثر ذلك منه استحق ترك حديثه.
2775/ 7217 - "لأن يلبسَ أحدُكمُ ثوبًا من رِقاعٍ شتَّى خيرٌ لهُ مِن أن يأخُذَ بأمانَتِهِ ما ليسَ عنْدَهُ".
(حم) عن أنس
قال في الكبير: قال الهيثمى: وفيه راو يقال: جابر بن يزيد وليس بالجعفى، ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات.
قلت: قال أحمد [3/ 244]:
حدثنا محمد بن يزيد ثنا أبو سلمة صاحب الطعام أخبرنى جابر بن يزيد وليس بالجعفى عن الربيع بن أنس هو البكرى عن أنس قال: "بعثنى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى حليق النصرانى أطلب منه أثوابا إلى الميسرة فقال: وما الميسرة؟ واللَّه ما لمحمد ناغية ولا راعية، فرجعت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآنى قال: كذب عدو اللَّه أنا خير من بايع، لأن يلبس أحدكم. . ."، وذكره.
ورواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائد الزهد قال:
حدثنا نصر بن على حدثنى سليمان بن سليم عن جابر بن يزيد حدثنا سفيان الزيات عن الربيع بن أنس عن أنس به، وهذا يدل على أن سند أحمد فيه انقطاع أو سند ابنه عبد اللَّه من قبيل المزيد في متصل الأسانيد كما يشير إليه كلام ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وجابر المذكور في الإسناد لا يعرف.
ولكن الحديث له طريق آخر، قال الدولابى في الكنى:
اْخبرنى أبو جعفر أنبأنا محمد بن يحيى بن منده، حدثنى سعيد بن أبي هانئ عن أبيه عن سفيان عن أبي عمارة البصرى عن النضر بن أنس عن أنس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لأن يلبس العبد المؤمن أو المرأة المؤمنة ألوانا من رقاع شتى. . ." الحديث.
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 327] قال:
حدثنا أبو محمد بن حيان ثنا محمد بن يحيى هو ابن منده به مثله.
وقال ابن أبي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث رواه سعيد بن أبي هانئ إسماعيل بن خليفة قاضى أصبهان عن أبيه أبي هانئ عن سفيان الثورى عن أبي عمارة عن النضر بن أنس عن أنس بالحديث، فسمعت أبي يقول: روى هذا الحديث يحيى بن يمان عن الثورى عن أبي عمار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو عمار هذا يشبه أن يكون زياد بن ميمون، وزياد بن ميمون متروك اهـ.
قلت: هذا ظن من أبي حاتم [رقم 1924] والظن لا يغنى من الحق شيئًا، وكأنه لم يستحضر الطريق الآخر الذي خرجه منه أحمد وابنه فهو شاهد له سواء كان أبو عمار هو زياد بن ميمون أو كان راوى الحديث أبا عمارة الذي لم يعرفه أبو حاتم.
2776/ 7223 - "لتأمرُن بالمعروفِ ولتنهَون عن المنكر أو ليُسلِّطَن اللَّهُ عليكُم شِرارَكُم فيدْعُو خيارُكُم فلَا يستجابُ لهُمْ".
البزار (طس) عن أبي هريرة
قال الشارح: وإسناده حسن.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس ذا منه بحسن، فقد أعله الحافظ الهيثمى بأن فيه حبان بن على وهو متروك، وقال شيخه العراقى: كلا طريقيه ضعيف.
قلت: فيه أمور، الأول: أنه بعد ما قال هذا في الكبير جزم في الصغير بأنه حسن.
الثانى: أن الحافظ الهيثمى [7/ 266] قال: فيه حبان بن على وهو متروك، وقد وثقه ابن معين في رواية وضعفه في غيرها اهـ. فأسقط الشارح هذه الزيادة ليتوصل إلى غرضه.
الثالث: أن حبان بن على قد وثقه جماعة منهم: ابن معين وابن حبان والعجلى والبزار، وقال الخطيب [8/ 299، 13/ 92]: كان صالحا دينا، وتكلم فيه آخرون لأجل التشيع ولم يتهموه بكذب بل أغلبهم لينه، وهى من أخف عبارات التجريح.
الرابع: أن الحافظ العراقى قال: رواه البزار من حديث عمر بن الخطاب والطبرانى في الأوسط من حديث أبي هريرة وكلاهما ضعيف، وللترمذى من حديث حذيفة نحوه إلا أنه قال:"أو ليوشكن اللَّه أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم" وقال: هذا حديث حسن اهـ. فحذف الشارح هذا كما حذف ذكر حديث عمر وصرح بأن الطريقين الضعيفين كلاهما لحديث أبي هريرة وهو وكذب وتدليس وخيانة.
الخامس: أن حديث أبي هريرة له طرق أخرى ليس فيها حبان بن على، قال أبو عمرو بن حمدان في فوائد الحاج:
حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفى إملاء ثنا محمود بن محمد بن محمود بن عدى بن ثابت ثنا أيوب بن النجار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة به.
ومن هذا الطريق رواه الدارقطنى في الأفراد ومن جهته الخطيب في التاريخ، ومع هذا فله شواهد متعددة من حديث عمر وابن عمر وعائشة وحذيفة
وغيرهم، وفيها ما هو على انفراده حسن، فالحديث بمجموعها صحيح فضلا عن كونه حسنا.
2777/ 7224 - "لَتركَبُنَّ سَنَنَ من كانَ قَبْلكُمْ شبْرا بشبر وذراعًا بذرَاع، وحتَّى لوْ أنَّ أحدَهُم دخَلَ جُحرَ ضبٍّ لدخَلتُم، وحتى لو أنَّ أحدَهُم جامَعَ امرأتَهُ بالطريقِ لَفعلتُمُوُه".
(ك) عن ابن عباس
زاد الشارح: في الإيمان.
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا البزار، قال الهيثمى: ورجاله ثقات، ورواه البخارى ومسلم بدون قوله:"حتى لو أن أحدهم جامع امرأت". . . إلخ.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن الحاكم لم يخرج حديث ابن عباس هذا في كتاب الإيمان بل خرجه في كتاب الفتن والملاحم من طريق أبي أويس المدنى [4/ 455]: حدثنى ثور بن يزيد وموسى بن ميسرة عن عكرمة عن ابن عباس.
وكذلك أخرجه من هذا الوجه الدولابى في الكنى، وزاد: ولا أعلمهما إلا حدثانى مثل ذلك سواء عن أبي الغيث سالم مولى ابن مطيع عن أبي هريرة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
وأما الذي خرجه الحاكم [1/ 37] في كتاب الإيمان فهو حديث أبي هريرة رواه من طريق محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لتتبعن سنن من قبلكم باعا فباعا وذراعا فذراعا وشبرا فشبرا حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه معهم، قال: قيل: يا رسول اللَّه اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذًا".
ثم قال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه -يعنى من حديث أبي هريرة فهذا حديث آخر ليس فيه ذكر الجماع.
ثانيهما: قوله: ورواه البخارى [4/ 206، 9/ 126] ومسلم (1). . . إلخ يفيد أنهما رويا حديث ابن عباس هذا وليس كذلك بل رويا حديث أبي سعيد الخدرى بلفظ حديث أبي هريرة الذي خرجه الحاكم في كتاب الإيمان، والحديث له طرق متعددة.
2778/ 7230 - "لَتُنْتَقَونَّ كمَا يُنْتَقَى التمرُ من الحُثالَة، فليذَهَبنَّ خيارُكُم ولَيبقيَنَّ شرارُكُم، فمُوتُوا إن استطعتُمْ".
(هـ. ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قال (ك): صحيح وأقره الذهبى، وفيه عند ابن ماجه طلحة بن يحيى قال في الكاشف: وثقه جمع، وقال البخارى: منكر الحديث.
قلت: طلحة بن يحيى المذكور في سند الحديث عند ابن ماجه [رقم 4038] غير الذي قال فيه البخارى: منكر الحديث، فالذي في سند الحديث هو طلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقى اتفق الشيخان على الاحتجاج به، وطلحة بن يحيى الذي قال فيه البخارى: منكر الحديث هو طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد اللَّه التميمى روى له مسلم ولم يرو له البخارى.
والحديث خرجه أيضًا البخارى في الكنى [ص 25، رقم 196]، قال:
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثنى سليمان بن بلال عن يونس عن ابن شهاب عن أبي حميد أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثله.
(1) كتاب العلم باب (3)، رقم:(6).
قلت: ومن هذا الطريق. رواه الحاكم [4/ 316، 434]، ثم قال البخارى:
وحدثنا عثمان بن محمد ثنا طلحة بن يحيى الأنصارى عن يونس عن ابن شهاب مثله.
قلت: وعن عثمان رواه ابن ماجه ثم قال البخارى: وقال جنادة بن محمد: ثنا عبد الحميد بن أبي العشرين ثنا الأوزاعى عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مثله ولم يرفعه.
2779/ 7232 - "لَتنتقضَن عُرَى الإسلامِ عُروةً عُروة، فَكُلَّمَا انتقضتْ عروة تَشبَّث الناسُ بالَّتِى تَلِيهَا، فأولُهُنَّ نقضًا الحكمُ، وآخِرُهُنَّ الصَّلاةُ".
(حم. حب. ك) عن أبي أمامة
قال الشارح: ورجال أحمد رجال الصحيح.
وقال في الكبير: قال الحاكم: صحيح تفرد به عبد العزيز بن عبيد اللَّه عن إسماعيل، وتعقبه الذهبى بأن عبد العزيز ضعيف، وقال الهيثمى: رجال أحمد رجال الصحيح.
قلت: رجال أحمد هم رجال الحاكم، فإن الحاكم رواه من طريق أحمد بن حنبل [4/ 92] فقال:
أخبرنا القطيعى ثنا عبد اللَّه بن أحمد حدثنى أبي ثنا الوليد بن مسلم حدثنى عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد اللَّه أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة به.
ثم قال الحاكم: عبد العزيز هذا هو ابن عبيد اللَّه بن حمزة بن صهيب، وإسماعيل هو ابن عبيد اللَّه بن المهاجر، والإسناد كله صحيح ولم يخرجاه اهـ.
والحافظ الهيثمى قال [7/ 281]: رواه أحمد والطبرانى ورجالهما رجال الصحيح، إلا أن في الأصل حبيب بن سليمان عن أبي أمامة وصوابه: سليمان بن حبيب المحاربى، فإنه روى عن أبي أمامة وروى عنه عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد اللَّه اهـ.
فهذا منشأ غلط الحافظ الهيثمى فإنه وقع له في الأصل الذي نقل منه تحريفٌ عن إسماعيل، بلفظ ابن إسماعيل وإلا فعبد العزيز هو ابن عبيد اللَّه بن حمزة وليس هو من رجال الصحيح ولم يرو له إلا ابن ماجه.
وقد رواه الطوسى في أماليه من طريق شريح أبي الحارث عن الوليد بن مسلم فقال: عن عبد العزيز بن سليمان عن سليمان بن حبيب عن أبي أمامة، وعبد العزيز بن سليمان هذا غير معروف إن لم يكن وقع فيه وهم من الراوى.
ورواه البخارى في التاريخ الكبير مختصرا من حديث حذيفة وهو عنده في ترجمة يزيد بن زيد الحضرمى.
2780/ 7236 - "لَزَوالُ الدُّنيا أهونُ علَى اللَّهِ من قتلِ رجُلٍ مسلمٍ"
(ت. ن) عن ابن عمرو
قال في الكبير: مرفوعًا، قال الترمذى عن البخارى: وقفه أصح، ثم قال: وقضية صنيع المصنف أن هذا الحديث ليس في الصحيحين ولا أحدهما والأمر بخلافه، بل هو في مسلم كما حكاه المنذرى.
قلت: الحديث لم يخرجه مسلم أصلا، والمنذرى لم يعزه إلى مسلم وإنما وقع ذكر مسلم في الترغيب [3/ 393] من كاتب النسخة سبقه قلمه إليه من لفظ مسلم الموجود آخر الحديث لأنه قال: والنسائى [7/ 82]، والترمذى [رقم 1395] مرفوعًا وموقوفًا ورجح الموقوف اهـ.
فلو كان الحديث في مسلم لما تصور أن يقول عقبه: مرفوعًا وموقوفًا، فإن مسلما لا يخرج الموقوف، لاسيما وقد حكى أن الترمذى رجح الموقوف.
2781/ 7237 - "لسانُ القاضِى بَيْنَ جمرتَيْنِ إمَّا إِلى الجنةِ وإما إلى النارِ".
(فر) عن أنس
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو نعيم ومن طريقه وعنه أورده الديلمى مصرحا، ثم إن فيه يوسف بن أسباط، وقد سبق عن جمع تضعيفه.
قلت: أبو نعيم رواه في تاريخ أصبهان [2/ 9] واذ لم يقف المؤلف عليه فيه فالواجب عزوه إلى الديلمى، ثم إن علته ليس هو يوسف بن أسباط بل فيه سهل أبو الحسن وهو ضعيف، بل اتهمه الخطيب بالوضع، وفيه أيضًا من لا أعرفه، قال أبو نعيم في ترجمة على بن محمد بن الحسن المعروف بعلى بن متويه العابد: ذكر ابن أخيه أبو عبد اللَّه محمد بن إبراهيم بن الحسن ثنا عمى على بن متويه ثنا إبراهيم بن سعدويه ثنا على الطنافسى عن سهل أبي الحسن ثنا يوسف بن أسباط عن سفيان عن مختار بن فلفل عن أنس به.
2782/ 7240 - "لَستُ من دَدٍّ، ولا الدِّدُّ منّى".
(خد. هق) عن أنس، (طب) عن معاوية
ثم ذكر المصنف حديث:
2782/ 7241 - "لستُ من دَدّ ولا ددُّ منى ولستُ من الباطِلِ ولا الباطلُ منِّى".
ابن عساكر عن أنس
قال في الكبير: وفيه يحيى بن محمد بن قيس المدنى المؤذن قال الذهبى:
ضعيف، وقضية اقتصار المصنف على ابن عساكر أنه لا يعرف مخرجًا لأشهر منه ممن وضع لهم الرموز، والأمر بخلافه، فقد خرجه الطبرانى والبزار عن أنس باللفظ المذكور، قال الهيثمى: وفيه يحيى المذكور وقد وثق. . . إلخ.
قلت: انظر إلى هذا الرجل ما أكثر جهله، فالحديث حديث واحد وقد ذكره المصنف وعزاه للبخارى في الأدب المفرد والبيهقى في السنن [10/ 217] ثم عقبه بلفظ آخر فيه زيادة:"ولست من الباطل ولا الباطل منى" وعزاه لابن عساكر لأنه عند الآخرين لم تذكر فيه تلك الزيادة على أنها من الحديث، بل ذكرت فيه تفسيرا للفظ:"الدد"، قال البخارى:
حدثنا محمد بن سلام أخبرنا يحيى بن محمد أبو عمرو البصرى قال: سمعت عمرو مولى المطلب قال: سمعت أنسا يقول: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لست من دد ولا الدد منى بشيء" يعنى: ليس الباطل منى بشيء.
ورواه البيهقى من طريق ابن المدينى:
ثنا يحيى بن محمد بن قيس قال: سمعت عمرو بن أبي عمرو قال: سمعت أنس بن مالك يقول: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لست من دد ولا دد منى"، قال على بن المدينى: سألت أبا عبيدة صاحب العربية عن هذا فقال: يقول: لست من الباطل ولا الباطل منى، قال البيهقى: وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: الدد: هو اللعب واللهو، وقيل: عن عمرو عن المطلب عن معاوية.
ورواه البزار من هذا الوجه وزاد: قال يحيى: يقول: لست من الباطل ولا الباطل منى، ثم قال: لا نعلمه يروى إلا عن أنس ولا نعلم رواه عن عمرو ابن أبي عمرو إلا يحيى بن قيس.
وهكذا رواه ابن عدى في الكامل [7/ 2698] وقال في يحيى: عامة رواياته مستقيمة إلا هذا الحديث وهو يعرف به اهـ.
وقال ابن أبي حاتم في العلل [رقم 2295]: وقد رواه الدراوردى عن عمرو ابن أبي عمرو عن المطلب بن عبد اللَّه عن معاوية بن أبي سفيان به، قال: وسألت أبي وأبا زرعة أيهما أشبه حديث يحيى أو حديث الدراوردى؟ فقالا: حديث الدراوردى أشبه اهـ.
فأعجب لقوله: إن البزار والطبرانى روياه باللفظ المذكور!!.
وكذلك رواه الدولابى في الكنى بدون تلك الزيادة أيضًا فقال:
حدثنى إبراهيم بن الجنيد حدثنى على بن عبد اللَّه بن جعفر وعبد اللَّه بن محمد ابن حميد بن الأسود قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن قيس أبو زكريا قال: حدثنا عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب قال: سمعت المطلب يقول: إن أنس ابن مالك قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لست من دد ولا الدد منى"، هكذا وقع عنده زيادة المطلب في الإسناد، وهو من المزيد في المتصل؛ لأن عمرًا المذكور يروى عن أنس وعن مولاه المطلب إن لم تكن هذه الرواية أصح والأخرى منقطعة.
2783/ 7244 - "لَسقطٌ أُقدِّمُهُ بينَ يَدَيَّ أحَبُّ إليَّ مِنْ فارسٍ أُخَلِّفُهُ خَلْفِى".
(هـ) عن أبي هريرة
قلت: أخرجه ابن ماجه [رقم 1607]:
ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا خالد بن مخلد ثنا يزيد بن عبد الملك النوفلى عن يزيد بن رومان عن أبي هريرة به.
ويزيد بن عبد الملك وثقه ابن سعد وضعفه جماعة، ويزيد بن رومان لم يدرك أبا هريرة لكن اختلف فيه على يزيد بن رومان فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة، وهذا متصل.
كذلك أخرجه ابن حبان في الضعفاء [3/ 17]:
ثنا عمر بن موسى بن مجاشع ثنا هارون بن عبد اللَّه الحمال ثنا معن بن عيسى ثنا يزيد بن عبد الملك عن سهيل به.
قال ابن حبان في يزيد: كان ممن ساء حفظه حتى كان يروى المقلوبات عن الثقات ويأتى بالمناكير عن أقوام مشاهير فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسا اهـ.
قلت: لكنه لم ينفرد به بل توبع عليه عن سهيل، قال الحاكم في علوم الحديث:
حدثنا أحمد بن عثمان بن يحيى الآدمى ثنا إبراهيم بن عبد الرحيم دنوقا ثنا خالد بن يزيد العمرى ثنا أبو حردود عبد العزيز بن سليمان عن سهيل بن أبي صالح به مثله.
2784/ 7246 - "لَصوتُ أبي طلحةَ في الجيشِ خيرٌ من فئةٍ".
(حم. ك) عن أنس
قال في الكبير: وفي رواية لأحمد: وَأُبَى "لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة" قال الهيثمى: رجال هذه الرواية رجال الصحيح، فاعجب للمصنف كيف أهمل الرواية المشهود لها بالصحة وآثر غيرها مقتصرا عليها!
قلت: بل العجب للشارح الذي لا يميز بين اللام والواو، أما المصنف فعاقل لا يذكر حديثا أوله حرف الواو في باب اللام.
2785/ 7248 - "لَعثرة في كدٍّ حلالٍ على عيِّلٍ محجوبٍ، أفضلُ عندَ اللَّهِ من ضربٍ بسيفٍ حولًا كاملًا لَا يَجِفُّ دمًا معَ إمامٍ عَادلٍ".
ابن عساكر عن عثمان
قلت: هذا إن شاء اللَّه كذب.
2786/ 7253 - "لعنَ اللَّه الخمرَ وشارِبَهَا وساقيَهَا وبائِعَهَا ومُبتاعَهَا وعاصِرَهَا ومعتصرَهَا وحاملَهَا والمحمولةَ إليهِ وآكلَ ثمنِهَا".
(د. ك) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الحاكم: صحيح اهـ. وفيه عبد الرحمن الغافقى قال ابن معين: لا أعرفه.
قلت: عبد الرحمن الغافقى إنما هو في سند أبي داود [رقم 3674]، أما الحاكم [2/ 33] فرواه من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن شريح الخولانى عن ابن عمر.
وله طريق ثالث من رواية نافع عن ابن عمر، قال أبو الشيخ في عواليه:
حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا أبو نصر التمار ثنا كوثر بن حكيم عن نافع به.
ورواه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة كوثر بهذا السند عن أحمد بن الحسن أيضًا، وقال في كوثر: كان يروى المناكير عن المشاهير ويأتى عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات اهـ.
وله طريق رابع عن ابن عمر، قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان:
ثنا عبد اللَّه بن جعفر ثنا إبراهيم بن عامر ثنا أبي ثنا يعقوب عن ليث بن أبي سليم عن سالم بن عبد اللَّه عن ابن عمر.
2787/ 7255 - "لعنَ اللَّهُ الراشى، والمرتشِى والرائشَ الَّذِى يمشِى بينهُما".
(حم) عن ثوبان
قال في الكبير: قال المنذرى: فيه أبو الخطاب لا يعرف، وقال الهيثمى: مجهول اهـ. وبه يعرف أن جزم السخاوى بصحة سنده مجازفة.
قلت: فيه أمور، الأول: الكذب على السخاوى فإنه ما صححه بل قال ما نصه [335 - 863]: رواه أحمد بن منيع عن ابن عمر، وفي الباب عن عبد الرحمن بن عوف وثوبان وعائشة وأم سلمة وآخرون، وقد قال ابن مسعود:"الرشوة في الحكم كفر وهى في الناس سحت" رواه الطبرانى وسنده صحيح اهـ.
يريد سند قول ابن مسعود لا سند الحديث.
الثانى: أن الحديث وإن لم يصرح السخاوى بصحته فهو صحيح؛ لأنه ورد من طرق متعددة كما أشار إليه السخاوى.
2788/ 7265 - "لعنَ اللَّهُ المتشبهاتِ من النساءِ بالرجالِ، والمتُشبِّهين منَ الرجالِ بالنساءِ".
(حم. د. ت. هـ) عن ابن عباس
قلت: رواه أيضًا البخارى في صحيحه بلفظ: "لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال. . ." الحديث.
وكذلك الدولابى في الكنى فيمن كنيته أبو أسامة.
وقال أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 120]:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن عمر ثنا أبو أسيد ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الرحمن ابن زياد ثنا محمد بن مسلم الطائفى عن عمرو بن دينار عن ابن عباس: "أن امرأة مرت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم متقلدة قوسا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن اللَّه المتشبهات من النساء بالرجال. . ." الحديث.
2789/ 7266 - "لعنَ اللَّهُ المحلِّلَ والمحلَّلَ لَهُ".
(حم: 4) عن على (ت. ن) عن ابن مسعود، (ت) عن جابر
قال في الكبير: وقال الذهبى في الكبائر: صح من حديث ابن مسعود رواه النسائى والترمذى، وبإسناد جيد عن على رواه أهل السنن إلا النسائى، هذه عبارته وبه يعرف ما في صنيع المؤلف من عدم تحرير التخريج.
قلت: فماذا ثبت من عدم تحرير التخريج غير كون المؤلف عزا حديث على للأربعة (1)، والذهبى استثنى منهم النسائى؟!.
والمؤلف قد يعزو أحيانا إلى سنن النسائى ويريد الكبرى وإن كان في ذلك مخالفة لأصله.
2790/ 7268 - "لعنَ اللَّهُ المخنَّثِينَ من الرجالِ والمتُرجِّلَات من النساءِ".
(خد. ت) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه ثوير بن فاختة وهو متروك، وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد في أحد الصحيحين وهو ذهول؛ إذ هو في صحيح البخارى. . . إلخ.
(1) أبو داود: (رقم 2076، 2077)، والترمذى:(رقم 1119، 1120)، وابن ماجة:(1934، 1936).
قلت: فيه أمور، الأول: أن قوله: قال الهيثمى [8/ 103]: وفيه ثوير بن فاختة يدل على أن الهيثمى قال ذلك في هذا الحديث الذي خرجه البخارى والترمذى مع أن الهيثمى لا يورد حديثا في الكتب الستة وإنما يورد الزوائد عليها.
الثانى: أن هذا الحديث لا يوجد فيه ثوير، قال الترمذى:
حدثنا الحسن بن على الخلال ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن يحيى بن أبي كثير وأيوب عن عكرمة عن ابن عباس به.
الثالث: أن الهيثمى قال: وعن ابن عمر قال: "لعن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء" رواه أحمد والبزار والطبرانى وفيه ثوير بن أبي فاختة وهو متروك، فالهيثمى قال ذلك في حديث ابن عمر والشارح نقله إلى حديث ابن عباس، وإذ لم يكن عنده علم بالحديث ولا تمييز بين رجاله فكان الواجب عليه ألَّا يدخل في الفضول.
الرابع: أن المؤلف عزا الحديث للبخارى في الصحيح والناسخ زاد من عنده "الدال" تحريفا فجاء عزوه إلى الأدب المفرد وإلا فالبخارى لم يخرجه فيه.
2791/ 7269 - "لعنَ اللَّهُ المُسَوِّفَاتِ، الَّتِى يدعُوهَا زوجُهَا إلى فِرَاشِهِ فتقولُ: سَوْفَ، حَتَّى تغلبَهُ عيناهُ".
(طب) عن ابن عمر
قال الشارح: بإسناد فيه ضعف وانقطاع.
قلت: لا انقطاع فيه وهو إنما استند في ذلك إلى قول الحافظ الهيثمى [4/ 296]: رواه الطبرانى من طريق جعفر بن ميسرة عن أبيه، ولم أر لأبيه سماعا من ابن عمر اهـ. وهذا لا يدل على الانقطاع، فإن أهل الجرح
والتعديل لم يتعرض منهم أحد لعدم سماع أبيه من ابن عمر.
أما الحديث فساقط واه، قال ابن حبان في الضعفاء [1/ 213]:
جعفر بن ميسرة الأشجعى يروى عن أبيه عن ابن عمر وأبوه مستقيم الحديث، أما ابنه جعفر فعنده مناكير كثيرة لا تشبه حديث الثقات عن أبيه، كتبنا عنه نسخة لا يحل ذكرها في الكتب إلا على سبيل التعجب، قال:
أخبرنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن الصباح ثنا على بن ثابت عن جعفر بن ميسرة الأشجعى عن أبيه عن ابن عمر به اهـ.
وهكذا ضعفه جماعة لكن لحديثه هذا شاهد أخرجه البخارى في التاريخ الكبير:
ثنا أبو حفص عمرو بن على ثنا يحيى حدثنا سفيان قال: حدثنى رجل يقال له محمد قال: سمعت عكرمة قال: "لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتسوفات أو المسوفات.
2792/ 7278 - "لعنَ اللَّهُ من سبَّ أصْحابِى".
(طب) عن ابن عمر
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وهو زلل كيف وفيه عبد اللَّه بن سيف، قال الذهبى في الضعفاء: لا يعرف وحديثه منكر، وفي الميزان عن ابن عدى: رأيت له غير حديث منكر، وعن العقيلى: حديثه غير محفوظ.
قلت: المؤلف يحكم على المتون لا على الأسانيد، وهذا المتن وإن كان ضعيف السند إلا أنه صحيح لكثرة طرقه وشواهده، فلحديث ابن عمر هذا طريقان، وله شاهد من حديث جابر بن عبد اللَّه وابن عباس وعائشة وأبي سعيد الخدرى وعويم بن ساعدة وغيرهم وفيها ما هو على انفراده حسن.
2793/ 7280 - "لعنَ اللَّهُ من يَسِمُ في الوَجْهِ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يخرجه أحد الشيخين وهو ذهول ففي صحيح مسلم مر النبي صلى الله عليه وسلم على حمار قد وسم في وجهه فقال: لعن اللَّه الذي وسمه".
قلت: هذا حديث آخر من رواية صحابى آخر وهو جابر بن عبد اللَّه، وأيضًا هذا اللفظ لا يذكر مثله المؤلف في كتابه لأنه يقتصر على المرفوع ولا يذكر سببه فلو أورده كذلك لجاء المتن ناقصا إذ لا يعرف على من يعود الضمير فيه.
2794/ 7281 - "لعنَ اللَّهُ مَنْ فرَقَ بَيْنَ الوالِدَةِ وولدِهَا، وبينَ الأخِ وأخيهِ".
(هـ) عن أبي موسى
قال في الكبير: قال الذهبى: فيه إبراهيم بن إسماعيل ضعفوه.
قلت: وقد اختلف عليه فيه فرواه ابن ماجه والدارقطنى كلاهما من رواية عبيد اللَّه بن موسى عنه عن طليق بن عمران عن أبي بردة عن أبي موسى.
وذكره البخارى في التاريخ الكبير من جهته فقال:
عن صالح بن كيسان عن طليق بن عمران بسنده، فأدخل بينه وبين طليق صالح بن كيسان، وهو لم ينفرد به إلا أنه اختلف فيه أيضًا على طليق فقيل عنه كما سبق، وقيل: عنه عن عمران بن حصين.
كذلك أخرجه الدارقطنى [3/ 67] من طريق أبي بكر بن عيوش ثنا سليمان التيمى عن طليق بن محمد عن عمران بن حصين قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ملعون من فرق. . . "، قال أبو بكر: هذا مبهم وهذا عندنا في السبى
والولد، ومن العجيب أن الحاكم خرجه في المستدرك [2/ 55] من هذا الوجه ثم قال: إسناد صحيح ولم يخرجاه، وأقره الذهبى.
2795/ 7282 - "لعنَ اللَّهُ من لعنَ والديْه، ولعنَ اللَّهُ من ذَبحَ لغيرِ اللَّهِ، ولعنَ اللَّهُ من آوى مُحدثًا، ولعَنَ اللَّهُ من غَيَّرَ منارَ الأرضِ".
(حم. م. ن) عن على
قلت: وأخرجه أيضًا البخارى في الأدب المفرد:
حدثنا عمرو بن مرزوق قال: أخبرنا شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل قال: "سئل على: هل خصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس كافة؟ قال: ما خصنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بشيء لم يخص به الناس إلا ما في قراب سيفى ثم أخرج صحيفة فإذا فيها مكتوب: لعن اللَّه من ذبح لغير اللَّه. . ."، وذكره.
ورواه أيضًا في التاريخ الكبير من وجه آخر فقال: ثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أخيه عن سليمان عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن هانى مولى على ابن أبي طالب عن على به.
2796/ 7284 - "لُعِنَ عبدُ الدينارِ، لُعِنَ عبدُ الدِّرْهَم".
(ت) عن أبي هريرة
قلت: رواه أيضًا المخلص في فوائده قال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا بشر بن هلال ثنا عبد الوارث عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة به.
2797/ 7289 - "لَقد أُمِرتُ أنْ أتجوزَ في القولِ، فإنَّ الجوازَ في القولِ هُوَ خيرٌ".
(د. هب) عن عمرو بن العاص
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس بحسن؛ إذ فيه سليمان بن عبد الحميد البهرانى قال في الكاشف: ضعيف، وفي ذيل الضعفاء كذبه النسائى، وإسماعيل بن عياش وليس بقوى وابنه محمد قال أبو داود: ليس بذاك، وقال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه وقد حدث عنه، وضمضم بن زرعة ضعفه أبو حاتم، وأبو ظبية مجهول.
قلت: هذه جعجعة ليس وراءها إلا التلبيس، فسليمان بن عبد الحميد انفرد النسائى بما قال فيه وكأنه لمنافسة كانت بينهما أو لأجل مذهبه فإنه كان مذهبيا، وإلا فقد قال أبو حاتم: صدوق، وقال مسلمة بن قاسم: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وإسماعيل بن عياش صدوق وإنما ضعف في روايته عن غير أهل بلده، وهذا الحديث من روايته عن أهل بلده الحمصيين، وابنه محمد لا دخل له في الحديث فإن سليمان بن عبد الحميد قال: قرأت في أصل إسماعيل بن عياش وحدثنى ابنه محمد عنه، فإذ رآه سليمان في أصل إسماعيل بن عياش فهو ثابت ولو كان السماع شرطا مع وجود الحديث في الأصل لما صح في الدنيا حديث بيد مخلوق.
وضمضم بن زرعة وثقه ابن معين وابن نمير وابن حبان وقال [6/ 485]: أحمدبن محمد بن عيسى لا بأس به.
وأبو ظبية روى عنه جماعة منهم: ثابت البنانى وشهر بن حوشب وشريح بن عبيد وغيلان ومحمد بن سعيد الأنصارى وبشر بن عطية وغيرهم وذكره جماعة في الطبقة العليا من التابعين؛ لأنه روى عن عمر بن الخطاب ومعاذ بن
جبل والمقداد بن الأسود وأبي أمامة وجماعة من الصحابة، وقال ابن معين: هو مدنى ثقة، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال الدارقطنى: لا بأس به، وقال الأعمش: كانوا لا يعدلون به رجلا إلا رجلا صحب محمد صلى الله عليه وسلم.
فهل هذا يقال عنه: مجهول ويضعف به الحديث؟! فالسند كما ترى على شرط الحسن ولكن الشارح يهرف بما لا يعرف.
2798/ 7294 - "لقدْ رأيتُ رجُلًا يتقلَّبُ في الجنةِ فِي شجرةٍ قطعَهَا منْ ظهْرِ الطَّريقِ كانتْ تؤُذِى الناسَ".
(م) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهره أنه مما تفرد به مسلم عن صاحبه وهو في محل المنع فقد خرجه البخارى في الظلم عن أبي هريرة.
قلت: ليس في البخارى كتاب الظلم بل المظالم، وإنما الظلم في قلم الشارح مع التدليس والتلبيس فاسمع لفظ حديث البخارى، قال في كتاب المظالم:
حدثنا عبد اللَّه بن يوسف أخبرنا مالك عن سُمُّى عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشى بطريق وجد غصن شوك على الطريق فأخذه فشكر اللَّه له فغفر له".
فانظر كم بين هذين الحديثين من البون في اللفظ والمعنى.
2799/ 7297 - "لقدْ هَمَمْتُ أَلَّا أقبلَ هَدِيَّةً إلا من قُرشِيٍّ، أو أنصاريٍّ، أو ثقفِيٍّ، أو دوُسيٍّ".
(ن) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وعزاه الهيثمى لأحمد والبزار ثم قال: رجال أحمد رجال الصحيح اهـ. ولعل المؤلف ذهل عنه، وقال في شرح الحديث: لأنهم
أعرف بمكارم الأخلاق وأحرى بالبعد عما تطمح إليه نفوس الأرذال والأخلاط.
قلت: قوله: وعزاه الهيثمى. . . إلخ يفيد أن الهيثمى عزا حديث أبي هريرة هذا مع أنه لا يورد في كتابه حديثا مذكورا في الكتب الستة إلا إذا اشتمل على زيادة، والواقع أنه ذكر حديثا آخر من رواية ابن عباس لا من رواية أبي هريرة وزاد عزوه للطبرانى، وقوله في المعنى: لأنهم أعرف بمكارم الأخلاق فقد فسره سفيان بن عيينة بخلاف هذا فأخرج لوين في جزئه قال:
حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن طاوس قال: "وهب رجل من الأعراب للنبي صلى الله عليه وسلم هبة فأثابه، فقال: أرضيت؟ قال: لا، ثم أثابه، فقال: أرضيت؟ قال: لا، ثم أثابه، فقال: أرضيت؟، قال: نعم: فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لقد هممت ألا أتهب هبة إلا من قرشى أو أنصارى أو ثقفى". قال ابن عيينة: وقال غيره: هؤلاء أهل القرى لأن قريشا والأنصار وثقيف أهل قرى، وهذا المرسل رواه أحمد موصولا من رواية حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن ابن عباس وليس فيه التفسير.
2800/ 7301 - "لقِّنُوا موتاكمُ لَا إلهَ إلَّا اللَّهُ".
(حم. م. 4) عن أبي سعيد (م. هـ) عن أبي هريرة (ن) عن عائشة
قلت: عند المؤلف هذا الحديث في المتواتر فقال في الأزهار المتناثرة: أخرجه مسلم (1) عن أبي سعيد وأبي هريرة، والنسائى [4/ 5] عن عبد اللَّه بن جعفر وعائشة، والطبرانى عن ابن عباس وابن مسعود، والبزار (2) عن جابر بن عبد
(1) الجنائز باب (1)، رقم (1، 2).
(2)
المجمع (2/ 323).
اللَّه، والعقيلى في الضعفاء [3/ 73] عن عروة بن مسعود، وابن أبي الدنيا، في المحتضرين عن حذيفة وعمر وعثمان وأنس اهـ.
قلت: وورد أيضًا من حديث على وواثلة وعبد اللَّه بن عمر.
ثم إن حديث أبي هريرة ورد عنه بألفاظ مختلفة من طرق متعددة من رواية أبي حازم وأبي سلمة وموسى بن وردان ومحمد بن سيرين وداود بن فراهيج ويزيد ابن رومان، فرواية أبي حازم عند مسلم وابن ماجه [رقم 1446] والبيهقى في السنن [3/ 383] ورواية أبي سلمة قال الطبرانى في الصغير [2/ 125]:
ثنى وصيف الأنطاكى الحافظ ثنا سليمان بن سيف أبو داود الحرانى ثنا سعيد بن سلام العطار ثنا عمر بن محمد بن صهبان المدنى عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه وقولوا: الثبات الثبات ولا قوة إلا باللَّه".
قلت: سعيد بن سلام العطار كذاب وضاع (1)، والحديث بهذه الزيادة من وضعه ولا بد، ورواية موسى بن وردان قال أبو الحسن على بن عمر الحربى: حدثنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكنانى الحافظ إملاء ثنا أبو عبد اللَّه محمد ابن داود بن عثمان بن سعيد بن أسلم الصدفى ثنا يحيى بن يزيد يكنى: أبا شريك ثنا ضمام بن إسماعيل عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أكثروا من شهادة أن لا إله إلا اللَّه قبل أن يحال بينكم وبينها ولقنوها موتاكم".
ورواية محمد بن سيرين قال أبو عمرو بن منده في فوائده:
أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه الدقاق ثنا محمد بن عيسى بن
(1) انظر المغنى في الضعفاء (1/ 260، رقم 2400).
حيان ثنا محمد بن الفضل بن عطية عن سليمان التيمى عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه".
ورواه أبو بكر بن النقور في فوائده من هذا الوجه فقال:
أخبرنا أبو القاسم على بن الحسين الربعى أنا أبو الحسن بن مخلد ثنا عثمان بن أحمد بن عبد اللَّه الدقاق به ولفظه: "لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه ولا تملوهم"، ومحمد بن الفضل بن عطية متروك، ورواية داود بن فراهيج أخرجها أبو نعيم في تاريخ أصبهان:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا أبو على الحسن بن محمد بن أبي هريرة ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا معن بن عيسى عن يزيد بن عبد الملك عن داود بن فراهيج عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "زودوا موتاكم لا إله إلا اللَّه".
ورواية يزيد بن رومان عن أبيه قال الحاكم في التاريخ:
ثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل ثنا أبو بكر محمد بن شعيب القصير ثنا عمرو ابن زرارة ثنا معن بن عيسى ثنا يزيد بن عبد الملك عن يزيد بن رومان عن أبيه عن أبي هريرة به مثل الذي قبله، وهذا السند هو عين الذي قبله، وكأنه اختلف فيه على معن بن عيسى أو يزيد بن عبد الملك أو وهم فيه بعض الرواة.
وحديث عبد اللَّه بن جعفر وهم المؤلف في عزوه إلى النسائى [4/ 5]، وإنما أخرجه ابن ماجه كما في المتن [رقم 1446]، وأخرجه أيضًا الحكيم الترمذى في نوادر الأصول:
أخبرنا عبد اللَّه بن أبي زياد القطوانى ثنا أبو عامر العقدى ثنا كثير بن زيد عن
إسحاق بن عبد اللَّه بن جعفر عن أبيه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه الحليم الكريم، سبحان اللَّه رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد للَّه رب العالمين، قالوا: يا رسول اللَّه كيف هي للحى؟ قال: أجود وأجود"، وبهذا اللفظ هو عند ابن ماجه.
وحديث عائشة أخرجه أيضًا الطبرانى في الكبير:
ثنا محمد بن عبد اللَّه الحضرمى ثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى وهو شيخ النسائى فيه بإسناده.
وحديث جابر أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [3/ 310]:
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ثنا إبراهيم بن جهد ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن جابر به.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا الطبرانى في كتاب الدعاء، وعبد الوهاب بن مجاهد فيه فقال: وقال ابن جميع في معجمه:
ثنا محمد بن حمدون أبو بكر ببالس ثنا أحمد بن الأسود ثنا عثمان بن الهيثم ثنا عبد الوهاب بن مجاهد به.
وحديث ابن عباس أخرجه ابن جرير:
حدثنى على ثنا عبد اللَّه حدثنى معاوية عن على عن ابن عباس في قوله: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ} الآية [مريم: 90] قال: "إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين"، قال: وقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم شهادة أن لا إله اللَّه فمن قالها عند موته وجبت له الجنة، قالوا: يا رسول اللَّه فمن قالها في صحته؟، قال: تلك أوجب وأوجب، ثم قال: والذي نفسى بيده لو جئ بالسموات والأرض
ومن فيهن وما بينهن وما تحتهن فوضعن في كفة الميزان ووضعت شهادة أن لا إله إلا اللَّه في الكفة الأخرى لرجحت بهن"، وهكذا رواه الطبرانى، ويقول الحافظ نور الدين: إن رجاله ثقات إلا أن ابن أبي طلحة -يعنى عليا- لم يسمع من ابن عباس، قال ابن جرير: وشهد له حديث البطاقة.
قلت: ولابن عباس حديث آخر أخرجه ابن الجوزى في الموضوعات من طريق الحاكم:
ثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا ابن محمويه بن مسلم حدثنا أبي ثنا النضر بن محمد ثنا سفيان الثورى عن إبراهيم بن مهاجر عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "افتحوا على صبيانكم أول كلمة: لا إله إلا اللَّه، ولقنوهم عند الموت: لا إله إلا اللَّه فإنه من كان أول كلامه: لا إله إلا اللَّه، وآخر كلامه: لا إله إلا اللَّه، ثم عاش ألف سنة لم يسأل عن ذنب واحد"، ثم قال: موضوع وابن محمويه وأبوه مجهولان، وقد ضعف البخارى إبراهيم بن مهاجر وتعقبه المؤلف بأن الحديث في المستدرك [1/ 351] وأن البيهقى خرجه في الشعب عن الحاكم وقال: متن غريب لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، وأورده الحافظ في أماليه ولم يقدح في سنده بشيء إلا أنه قال: إبراهيم فيه لين، وقد أخرج له مسلم في المتابعات اهـ.
وحديث واثلة قال أبو نعيم في الحلية:
ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن عبد المؤمن ثنا أبو بكر ثنا عبد اللَّه بن على بن الجارود ثنا إسحاق بن منصور ثنا أحمد بن أبي طالب أبو سليمان ثنا إسماعيل بن عياش عن أبي معاذ عتبة بن حميد عن مكحول عن واثلة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "احضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا اللَّه وبشروهم بالجنة، فإن الحليم من الرجال والنساء يتحيرون عند ذلك المصرع. . ."، الحديث.
وحديث ابن عمر رواه ابن شاهين في الجنائز:
حدثنا عثمان بن جعفر بن أحمد السبيعى ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ثنا على بن عياش ثنا حفص بن سليمان ثنى عاصم وعطاء بن السائب عن زاذان عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لقنوا موتاكم لا إله إلا اللَّه، فإنه ليس مسلم يقولها عند الموت إلا أنجاه اللَّه من النار".
قلت: وقد اختلف فيه على عطاء بن السائب وكان قد اختلط فرواه أحمد [3/ 474] من طريقه فقال: عن زاذان فقال: حدثنى من سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من لقن عند الموت لا إله إلا اللَّه دخل الجنة".
ورواه الطبرانى في الكبير والأوسط من جهته أيضًا فقال:
عن زاذان قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من لقن لا إله إلا اللَّه عند الموت دخل الجنة".
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن زاذان قال: "من قال: لا إله إلا اللَّه. . ."، الحديث مقطوعا.
ورواه الطبرانى في الكبير عن عطاء أيضًا فقال: عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وحديث على رواه زيد بن على في مسنده عن آبائه عن على عليه السلام قال: "دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على رجل من ولد عبد المطلب وهو يجود بنفسه وقد وجهوه لغير القبلة فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: وجهوه إلى القبلة فإنكم إذا فعلتم ذلك أقبلت الملائكة عليه وأقبل اللَّه عليه بوجهه فلم يزل كذلك حتى يقبض. قال: ثم أقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يلقنه لا إله إلا اللَّه، وقال: لقنوها موتاكم فإنه من كانت آخر كلامه دخل الجنة".
وروى الطبرانى في الأوسط آخره من حديث على وهو قوله: "من كان آخر كلامه لا إله إلا اللَّه دخل الجنة".
2801/ 7302 - "لقيامُ رجُلٍ في الصفِّ في سبيلِ اللَّهِ عز وجل ساعةً أفضلُ مِنْ عبادةِ ستين سنةٍ".
(هق - خط) عن عمران بن حصين
قال في الكبير: وفيه إسماعيل بن عبيد المكى، قال في الميزان: لا يعرف، وسبقه العقيلى فأورده في الضعفاء وقال: لا تحفظ أحاديثه، وساق له هذا الحديث، فما أوهمه صنيع المؤلف أن مخرجه العقيلى خرجه وسكت عليه غير صواب.
قلت: فيه عدة أوهام، الأول: أن العقيلى ليس بنبى الجرح والتعديل حتى يكون قوله حجة على المؤلف بل له رأيه وللمؤلف رأيه.
الثانى: أن المؤلف من شرطه في هذا الكتاب عدم التعرض لذكر كلام المخرجين بل بناه على الاختصار والرموز في العزو ومراتب الأحاديث.
الثالث: أن المؤلف لم يعزوه للعقيلى وإنما عزاه للبيهقى، والشارح حرف "الهاء" بـ "العين" فجعله رمزا للعقيلى وإنما هو بـ "الهاء" رمزا للبيهقى فسقط هذا الهراء من أصله.
الرابع: أن إسماعيل بن عبيد المكى إنما هو في سند الخطيب [10/ 295]، فإنه رواه من طريق يحيى بن سليم عن إسماعيل المكى عن الحسن عن عمران بن حصين، وأما البيهقى فرواه من وجه آخر كما سأذكره.
الخامس: أن إسماعيل المذكور وإن قال فيه العقيلى ذلك فإنه ليس كما قال بل هو معروف من أهل الحجاز، روى عنه يحيى بن سليم ويعقوب بن محمد
الزهرى ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحا ولا وصفه بجهالة بل ذكره ابن حبان في الثقات.
السادس: أن المصنف لم يسكت على الحديث بل رمز له بعلامة الصحيح وهو صحيح كما قال فقد خرجه الحاكم في المستدرك من طريق عبد اللَّه بن صالح المصرى [2/ 68]:
ثنا يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران مرفوعًا: "مقام الرجل في الصف في سبيل اللَّه أفضل عند اللَّه من عبادة رجل ستين سنة"، ثم قال: صحيح على شرط البخارى وأقره الذهبى.
ومن هذا الطريق خرجه البيهقى [9/ 161] فقال:
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر حدثنا عبد اللَّه بن صالح به.
وقد ذكره المصنف فيما سيأتى من حرف "الميم" ونص الشارح على صحته، وكذلك خرجه من هذا الوجه الدينورى في المجالسة قال:
حدثنا بكر بن سهل ثنا عبد اللَّه بن صالح ثنا الليث بن سعد عن يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان به.
2802/ 7304 - "لكُلِّ أمةٍ مجوس، ومجوسُ أمَّتى الذين يقولُون: لا قدَرَ، إنْ مرضُوا فلا تعودُوهُمْ، وإن ماتُوا فَلا تشهدُوهُم".
(حم) عن ابن عمر
قال في الكبير: عن أبي ضمرة عن عمر بن عبد اللَّه مولى عفرة عن ابن عمر، ثم قال الإمام أحمد: ما أرى عمر بن عبد اللَّه لقى عبد اللَّه بن عمر فالحديث
مرسل قال: وأكثر حديث عمر مولى عفرة مراسيل، وقال ابن الجوزى في العلل: هذا حديث لا يصح فيه عمر مولى عفرة، قال ابن حبان: يقلب الأخبار لا يحتج به، وأورده -أعنى ابن الجوزى- في الموضوعات أيضًا، وتعقبه العلائى بأن له شواهد ينتهى مجموعها إلى درجة الحسن، وهو وإن كان مرسلا لكنه اعتضد فلا يحكم عليه بالوضع ومن ثم رمز المؤلف لحسنه.
قلت: في هذا أوهام، الأول: قوله: ثم قال الإمام أحمد. . . إلخ صريح في أن أحمد قال ذلك في المسند عقب الحديث وليس كذلك، فإنه لم يقل فيه شيئًا، وإنما نقل أهل الجرح والتعديل عن عبد اللَّه بن أحمد عن أبيه أنه قال: ليس به بأس، لكن أكثر حديثه مراسيل.
الثانى: أن أحمد كما رواه من هذا الطريق المرسل رواه من طريق آخر متصل فقال:
حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنى عبد الرحمن بن صالح بن محمد الأنصارى عن عمر بن عبد اللَّه مولى عفرة عن نافع عن ابن عمر به، فالاقتصار على الطريق المنقطع قصور.
الثالث: قوله: وأورده ابن الجوزى في الموضوعات كذب فإنه ما أورد حديث ابن عمر، وإنما أورد حديث أبي هريرة، فتعقبه المؤلف بأن له طرقا متعددة وبدأ بحديث ابن عمر فقال: قال أبو داود [رقم 4691]:
ثنا موسى بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "القدرية مجوس هذه الأمة إن مرضوا فلا تعودوهم. . ." الحديث، قال: ثم رواه أبو داود من طريق سفيان الثورى عن عمر بن محمد عن عمر مولى عفرة عن رجل من الأنصار عن حذيفة، ثم قال: قال الحافظ
صلاح الدين العلائى في أجوبته عن الأحاديث التي انتقدها السراج القزوينى على المصابيح وزعم أنها موضوعة: أما حديث ابن عمر فرجال إسناده على شرط الشيخين لكنه منقطع لأن أبا حازم سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر، بل ذكر أنه لم يسمع من أحد من الصحابة غير سهل بن سعد.
ولكنه رواه جعفر الفريابى في كتاب القدر:
حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكى ثنا زكريا بن منظور حدثنى أبو حازم عن نافع عن ابن عمر فذكر الحديث.
وزكريا بن منظور ضعفوه كثيرا وروى عباس الدورى عن ابن معين أنه قال: ليس به بأس، إنما كان فيه شيء زعموا أنه طفيلى، وقال ابن عدى [3/ 1068]: هو ضعيف يكتب حديثه فإنه يغلب على الظن أن زيادة نافع في روايته معتبرة ويتبين بها الساقط في رواية أبي داود. . . إلخ ما ذكره، وقد أطال المؤلف في طرق هذا الحديث ما يصح أن يفرد في جزء حديثى ولكن الشارح ضرب عن ذلك صفحا لما تعلم.
2803/ 7308 - "لكلِّ سهوٍ سجدتانِ بعدَ مَا يُسَلِّمُ".
(حم. د. هـ) عن ثوبان
قال في الكبير: قال البيهقى في المعرفة: انفرد به إسماعيل بن عياش وليس بقوى، وقال الذهبى: قال الأثرم: هذا منسوخ، وقال العراقى: حديث مضطرب، وقال ابن عبد الهادى كابن الجوزى: إسماعيل بن عياش مقدوح فيه، وقال ابن حجر: في سنده اختلاف اهـ. فرمز المؤلف لحسنه غير حسن.
قلت: بل الكذب قبيح غير حسن فالمؤلف ما رمز لحسنه ولكن رمز لضعفه.
2804/ 7310 - "لِكلِّ شيءٍ آفةٌ تُفْسِدُهُ، وآفةُ هذا الدِّين ولاة السُّوء".
الحارث عن ابن مسعود
قال الشارح: بإسناد فيه متهم.
وقال في الكبير: فيه مبارك بن حسان، قال الذهبى: قال الأزدى: يرمى بالكذب.
قلت: الشارح جاهل بقواعد الجرح والتعديل فمبارك بن حسان وإن قال فيه ذلك الأزدى فقد قال فيه من هو أولى منه وهو ابن معين: إنه ثقة، وذكره البخارى فما جرحه بشيء، وذكره ابن حبان في الثقات، بل كلام الأزدى في الجرح غير مقبول عند علماء الحديث، والذهبى الذي ذكر قول الأزدى ذكر بجانبه قول ابن معين فلا يصح أن يقتصر على حكاية الاتهام إلا إذا كان متفقا على ذلك، ثم إن فيه علل أخرى لم يذكرها.
فإن الحديث قال فيه الحارث بن أبي أسامة:
حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل ثنا إسماعيل بن عياش ثنا مبارك بن حسان السلمى عن الحسن البصرى عن عبد اللَّه بن مسعود به، وإسماعيل بن عياش ضعيف في غير أهل بلده الشاميين، وشيخه هذا بصرى ثم مكى، والحسن البصرى لم يسمع من عبد اللَّه بن مسعود.
2805/ 7311 - "لِكلِّ شيء أسٌّ، وأسُّ الإيمان الورعُ، ولِكلِّ شيءٍ فرعٌ، وفرعُ الإيمان الصَبرُ؛ وَلكلِّ شيءٍ سنامٌ، وسنامُ هذه الأمَّةَ عمِّى العباسُ، ولِكلِّ شيءٍ سِبَطٌ، وسبَطُ هذه الأمَّة الحسنُ والحسينُ، ولِكلِّ شيءٍ جناحٌ، وجناحُ هذهِ الأمَّة أبو بَكر وعمرُ، ولِكلِّ شيءٍ مجنٌّ، ومجن هذه الأمة علي بن أبي طالب".
(خط) وابن عساكر عن ابن عباس
قلت: هذا حديث كذب موضوع يلام المؤلف على ذكره ولم أره في تاريخ الخطيب.
2806/ 7313 - "لِكلِّ شيءٍ حِلية وحِليةُ القرآنِ الصوتُ الحسنُ".
(عب) والضياء عن أنس
قال الشارح: وفيه كذاب.
وقال في الكبير: فيه عبد اللَّه بن محررة الجزرى تركوا حديثه، وقال الجوزجانى: هالك، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد اللَّه لكنه يكذب ولا يعلم ويقلب الأخبار ولا يفهم، ورواه أيضًا باللفظ المزبور البيهقى، قال الهيثمى: فيه عبد اللَّه بن محرر وهو متروك ورواه الطبرانى عن أبي هريرة، وفيه عنده إسماعيل بن عمرو البجلى وهو ضعيف.
قلت: المختارة للضياء المقدسى من كتب الصحيح فما أظنه خرج الحديث فيه من طريق عبد اللَّه بن محرر بل لابد أن يكون خرجه من طريق غيره، فإن الحديث كما ورد من روايته عن قتادة عن أنس، كذلك ورد من طريق عبد الرحمن بن بديل عن أبيه عن أنس به مثله، ومن هذا الطريق أخرجه الخطيب في التاريخ [7/ 268] من رواية الفضل بن حرب البجلى عنه، فهذه متابعة رواية عبد اللَّه بن محرر.
وقد أخرجه من طريقه أيضًا أبو القاسم القشيرى في الرسالة من طريق أحمد ابن عبيد الصفار -ولعله في مسنده-:
ثنا عثمان بن عمر الضبى ثنا أبو الربيع ثنا عبد السلام بن هاشم ثنا عبد اللَّه بن محرر عن قتادة عن أنس به.
أما قول الشارح: ورواه الطبرانى عن أبي هريرة فغلط منه بل رواه من حديث ابن عباس وهو أيضًا شاهد لحديث عبد اللَّه بن محرر (1).
2807/ 7315 - "لِكلِّ شيءٍ زكاةٌ وزكاةُ الدَّار بيتُ الضيافَةِ".
الرافعى عن ثابت
قال الشارح: عن ثابت عن أنس كذا هو في الميزان ولسانه وهو حديث منكر كما فيهما.
قلت: هو حديث موضوع كما فيهما لا أنه منكر.
قال الذهبى في الميزان:
أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ أنا ابن اللتى أنا أبو الوقت اخبرتنا بيبى الهرثمية أنا ابن أبي شريح أنا أحمد بن عثمان النهروانى حدثنى عبد اللَّه عبد القدوس أبو صالح الكرخى ثنا عاصم بن على ثنا شعبة عن ثابت عن أنس به.
قال النقاش في الموضوعات له: وضعه أحمد أو شيخه اهـ.
زاد في اللسان: وقال الجوزقانى في كتاب الأباطيل -أى الموضوعات-: حديث منكر وعبد اللَّه بن عبد القدوس مجهول اهـ.
(1) انظر المجمع: (7/ 171) وقد تصحف اسم عبد اللَّه بن محرر إلى ابن محرز في المطبوع من المجمع ومن الفيض، والصواب ما أثبته الشيخ رحمه الله، انظر تقريب التهذيب (320، رقم 3573)، وانظر الضعفاء والمتروكين (2/ 136، رقم 2099).
والقاعدة: إذا ذكر الحديث في الموضوعات وقيل عقبه: منكر فمرادهم به موضوع، بل أكثر ما يطلق المقدمون المنكر ويريدون الموضوع فكان على المؤلف ألَّا يورده في هذا الكتاب.
2808/ 7317 - "لكلِّ شيءٍ صفوة، وصفوةُ الصلاةِ التكبيرةُ الأولَى".
(ع. هب) عن أبي هريرة (حل) عن عبد اللَّه بن أبي أوفى
قال الشارح: بالتحريك بإسناد ضعيف خلافًا للمؤلف.
وقال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس كما قال، ففي الطريق الأول: الحسن بن السكن، ضعفه أحمد ولم يرتضه الفلاس، وفي الثانى: الحسن بن عمارة وقد ذكره العقيلى في الضعفاء.
قلت: عبد اللَّه بن أبي أوفى بالسكون لا بالتحريك، والحسن بن السكن ذكره ابن حبان في الثقات [8/ 178] وهو شاهد لحديث الحسن بن عمارة، ولهما شاهد ثالث من حديث أبي الدرداء فبمجموع الطرق يحسن الحديث.
2809/ 7319 - "لِكلِّ شيءٍ عروسٌ، وعروسُ القرآنِ الرحمنُ".
(هب) عن على
قال الشارح: وإسناده حسن.
وقال في الكبير: فيه على بن الحسن دبيس عده الذهبى في الضعفاء والمتروكين، وقال الدارقطنى: ليس بثقة.
قلت: وإذ ذلك كذلك فمن أين قلت في الصغير: إنه حسن مع أن المؤلف رمز لضعف؟!
2810/ 7322 - "لِكلِّ شيءٍ مِفتاحٌ، ومفتاحُ الجنةِ حُبُّ المساكيِن والفقراءِ".
ابن لال عن ابن عمر
قال في الكبير: وفيه عمر بن راشد عن مالك، قال أبو حاتم: وجدت حديثه كذبا، قال الحافظ العراقى: ورواه أيضًا الدارقطنى في غرائب مالك، وابن عدى وابن حبان في الضعفاء من حديث ابن عمر باللفظ المزبور اهـ. وأورده ابن الجوزى من عدة طرق وحكم عليه بالوضع.
قلت: لم يورده ابن الجوزى من طرق متعددة إنما أورده من عند ابن حبان ثم من رواية أحمد بن داود بن عبد الغفار:
ثنا أبو مصعب ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر به.
ثم قال: قال ابن حبان: هذا حديث موضوع وأحمد بن داود كان يضع الحديث، وقال الدارقطنى: وهذا الحديث وضعه عمر بن راشد الحارثى على مالك وسرقه منه هذا الشيخ فوضعه على أبي مصعب، فزاد المصنف بيان من خرج رواية عمر بن راشد ووهم أبو الحسن بن صخر في عوالى مالك والخطيب في رواة مالك وابن لال في مكارم الأخلاق وابن عدى في الكامل.
قلت: وأخرجه أيضًا القشيرى في الرسالة، فما للحديث إلا طريقان عن مالك، طريق ذكره ابن الجوزى وأشار إلى متابع له فخرجه المؤلف.
2811/ 7323 - "لكلِّ عبدٍ صيت: فإنْ كانَ صالِحًا وُضِعَ فِي الأرضِ، وإن كانَ مُسيئًا وُضِعَ فَى الأرضِ".
الحكيم عن أبي هريرة
قلت: قال الحكيم في الأصل الستين والمائة (1):
(1) هو في الأصل التاسع والخمسين والمائة من المطبوع (2/ 35).
حدثنا إبراهيم بن المستمر ثنا محمد بن بكار العقيلى ثنا سعيد بن بشير عن الأعمش عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة به.
2812/ 7324 - "لكلِّ صائمٍ دعوةٌ مُستجابَةٌ عندَ إفطارِهِ أُعطِيهَا فِي الدُّنْيَا أو ادُّخِرَت لهُ في الآخرةِ".
الحكيم عن ابن عمر
قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن هذا الحديث مَرْفوعٌ اتفاقا كغيره من الأحاديث التي يوردها، ومخرجه الحكيم إنما قال: إن النضر بن دعبل رفعه وإن الباقين وقفوه على ابن عمر، فأشار إلى تفرد نضر برفعه، فإطلاق المصنف عزو الحديث لمخرجه وسكوته غير مرضى.
قلت: هذا واللَّه كلام جاهل بالفن بليد الذهن، فالحديث إذا اختلف الرواة في رفعه ووقفه لا يلزم أولا أن يكون كل اختلافهم معتبرا، بل قد يكون الرافع مقدما على غيره، هذا إذا لم تكن هناك قرينة تدل على أن الحديث له حكم الرفع، وإن لم يصرح الراوى برفعه كهذا، وبعد هذا كله فكتاب المؤلف متن من شرطه عدم التعرض لأحوال المخرجين وذكر الاختلاف في الرفع والوقف، وكم حديث في الصحيحين اختلف في رفعه ووقفه فذكر الشيخان المرفوع ولم يتعرضا للموقوف، لأن المرفوع أرجح.
2813/ 7327 - "لِكلَّ قرنٍ مِنْ أُمَّتِى سَابِقُونَ".
(حل) عن ابن عمر
وقال في الكبير بعد أن ذكر أن صحابى الحديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب: وفيه محمد بن عجلان ذكره البخارى في الضعفاء.
قلت: سقط من قلم الناسخ "واو" عمرو فظنه الشارح عبد اللَّه بن عمر بن
الخطاب وهو غلط، إنما هو عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، ومحمد بن عجلان ثقة من رجال مسلم، قال الذهبى عنه: إمام صدوق مشهور، وأورد هذا الحديث في تذكرة الحفاظ بسنده من طريق أبي نعيم ثم قال: غريب جدا وإسناده صالح.
2814/ 7328 - "لِكلِّ قرنٍ سابقٌ".
(حل) عن أنس
قلت: قال أبو نعيم في ترجمة سالم الخواص [8/ 278]:
حدثنا أحمد بن محمد بن جعفر ثنا الحسن بن هارون بن سليمان ثنا الحسن بن شاذان النيسابورى سمعت مؤمل بن إهاب سمعت القعنبى الأكبر -يعنى إسماعيل ابن مسلم- يقول: رأيت في المنام كأن القيامة قد قامت وكأن مناديا ينادى: ألا ليقم السابقون، فقام سفيان الثورى، ثم نادى الثانية: ألا ليقم السابقون، فقام سالم الخواص، ثم نادى الثالثة: ألا ليقم السابقون، فقام إبراهيم بن أدهم، فأولت ذلك ما حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس قال:"قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لكل قرن سابق".
2815/ 7331 - "لكلِّ نبيٍّ خليلٌ فِي أُمَّتى وإنَّ خَليِلى عثمانُ بن عفانَ".
ابن عساكر عن أبي هريرة.
قلت: هذا حديث موضوع يلام المؤلف على ذكره وقد انفرد به كذابان وضاعان كما ذكرهما الشارح في الكبير.
2816/ 7337 - "للجارِ حقٌّ".
البزار والخرائطى عن سعيد بن زيد
قال الشارح: بإسناد ضعيف خلافا لقول المؤلف: حسن، وبين في الكبير سببه وهو أنه من رواية إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف.
قلت: إبراهيم لم يتهم بكذب وإنما ضعف للوهم، وقد استشهد به البخارى تعليقا، وقال ابن عدى: يكتب حديثه ولا يحتج به، ومن هذا قصد إذا أورد لحديثه شاهد يرتقى إلى الحسن، وهذا الحديث له شواهد متعددة لأجلها حسنه المؤلف.
2817/ 7345 - "للغَازِى أجرُهُ وللجاعِل أجرُهُ وأجرُ الغازِى".
(د) عن ابن عمرو
قلت: أخرجه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير في ترجمة شفي بن ماتع قال:
حدثنا عبد اللَّه ثنى الليث عن حيوة بن شريح الكندى عن ابن شفي الأصبحى عن شفى عن عبد اللَّه بن عمرو به.
ورواه الطحاوى في المشكل [4/ 272]:
ثنا عبد الملك بن مروان الرقى ثنا حجاج بن محمد عن الليث به إلا أنه جعله من رواية شريح عن شفى دون واسطة ابنه.
ثم قال: هكذا حدثناه عبد الملك ولم يدخل بين حيوة وبين شفى أحدًا.
وقد حدثنا إسماعيل بن إسحاق الكوفى ثنا محمد بن رمح ثنا الليث فذكره، وفيه عن ابن شفى عن أبيه.
ثم قال: وقد روى حديث حيوة عبد اللَّه بن لهيعة عن حيوة بخلاف ما رواه الليث عنه في إسناده ومتنه كما حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد اللَّه بن وهب قال:
أخبرنى ابن لهيعة عن حيوة بن شريح عن حسين بن شفى الأصبحى عن الصحابة أنهم قالوا: "يا رسول اللَّه أفتنا عن الجاعل والمجتعل في سبيل اللَّه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: للغازى أجر ما احتسب، وللجاعل أجر الجاعل والمجتعل".
2818/ 7346 - "للمائدِ أجرُ شهيدٍ، وللغريقِ أجر شهيدَيْنِ".
(طب) عن أم حرام
قلت: لم يتكلم عليه الشارح وفي المتن وضع له علامة الضعيف.
وقد أخرجه الدولابى في الكنى بسند لا بأس به فقال:
حدثنا العباس بن محمد الدورى سمعت يحيى بن معين يقول: ثنا مروان بن معاوية عن هلال بن ميمون الجهنى أبي المغيرة عن أبي ثابت يعلى بن شداد عن أم حرام به مثله.
2819/ 7348 - "للمُسلم على المسلم ستٌّ بالمعروفِ: يُسلِّمُ عليهِ إذا لَقِيَهُ، ويجيبُه إذا دعاه، ويشمتُّه إذا عطَسَ، ويعودُه إذا مَرِضَ، وَيَتْبَعُ جنازتَهُ إذَا ماتَ، وَيُحِبُّ لهُ ما يُحِبُّ لنفسِهِ".
(حم. ت. هـ) عن على
قال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله ثقات. . . إلخ
قلت: ما ذكر الحافظ الهيثمى حديث على في باب حقوق المسلم ولا قال عنه شيئًا ولا هو من شرط كتابه لأنه لا يذكر إلا الزوائد وهذا في سنن الترمذى [رقم 2739] وابن ماجه [رقم 1433].
2820/ 7351 - "للمَمْلُوك طَعامُهُ وَكسوتُهُ بالمعروفِ، ولَا يكلَّفُ من العملِ إلا مَا يُطيقُ".
(حم. م. هق) عن أبي هريرة
قال في الكبير: قال ابن حجر: فيه محمد بن عجلان ورواه عنه أيضًا مالك والشافعى ولم يخرجه البخارى.
قلت: هذا خطأ من وجهين:
أحدهما: أن مسلما (1) لم يخرجه من طريق محمد بن عجلان بل رواه من طريق ابن وهب:
أخبرنا عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج حدثه عن العجلان مولى فاطمة عن أبي هريرة به.
قوله: ورواه عنه أيضًا مالك [رقم 98] دليل على أن مالك رواه بسنده وليس كذلك، بل ذكره بلاغا عن أبي هريرة، نعم أسنده مالك خارج الموطإ.
فذكر ابن عبد البر والمزى في الأطراف أن إبراهيم بن طهمان والنعمان بن عبد السلام روياه عن مالك عن ابن عجلان عن أبي هريرة.
وقال الحاكم في علوم الحديث في نوع المعضل: ربما أغفل أتباع التابعين الحديث وأتباعهم في وقت، ثم وصلاه أو أرسلاه في وقت، مثال ذلك ما حدثنا أبو بكر بن أبي نصر الدرابردى بمرو:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضى ثنا القعنبى عن مالك بلغه عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
ثم قال: هذا معضل أعضله عن مالك في الموطإ إلا أنه قد وصل عنه خارج الموطإ:
أخبرنا أبو الطيب محمد بن عبد اللَّه الشعيرى ثنا محمش بن عصام المعدل ثنا حفص بن عبد اللَّه ثنا إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به قال: وهكذا رواه النعمان بن عبد السلام وغيره عن مالك اهـ.
(1) كتاب الايمان، باب (10)، رقم:(42).
2821/ 7358 - "لمْ يبقَ من النبوةِ إلا المبشراتُ: الرؤيَا الصالحةُ".
(خ) عن أبي هريرة
قال الشارح: ورواه مسلم عن ابن عباس.
وقال في الكبير: وكذا مسلم عن ابن عباس، فعزوه للبخارى وحده موهما أن ذلك مما تفرد به غير سديد.
قلت: بل الكذب غير سديد فالحديث من إفراد البخارى [9/ 40] كما نص عليه في كتب الأطراف ولم يخرجه مسلم أصلا لا من حديث ابن عباس ولا من حديث غيره.
2822/ 7360 - "لمْ تحسُدْنَا اليهودُ (1) ما حسدُونَا بثلاثٍ: التسليمِ والتأمينِ واللهم ربنَا ولكَ الحمدُ".
(هق) عن عائشة
قال في الكبير: قضية صنيع المصنف أن ذا لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه والأمر بخلافه، فقد خرجه ابن ماجه باللفظ المزبور من حديث ابن عباس.
قلت: قبح اللَّه الكذب قال ابن ماجه [رقم 856]:
ثنا العباس بن الوليد الخلال ثنا مروان بن محمد وأبو مسهر قالا: حدثنا خالد ابن يزيد بن صبيح المرى ثنا طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين فأكثروا من قول آمين" فأين اللفظ المزبور والعجب أن المصنف ذكر هذا الحديث فيما سيأتى من حرف "الميم" وعزاه لابن ماجه وكتب عليه: ضعيف لضعف طلحة الحضرمى وغيره، لكن له شواهد، وأعجب منه أن ابن ماجه رواه من
(1) في المطبوع من الفيض: "لم تحسدنا اليهود بشيء. . . " الحديث.
حديث عائشة أيضًا لكن بلفظ: "ما حسدتكم" وقد ذكره المصنف في الميم أيضًا وعزاه للبخارى في الأدب المفرد وابن ماجه.
2823/ 7361 - "لمْ يُرَ للمتحَابِّينَ مثلُ النكاحِ".
(هـ. ك) عن ابن عباس
قال في الكبير: لفظ ابن ماجه والحاكم: "مثل التزوج".
قلت: هذا كذب بل لفظ ابن ماجه [رقم 1847] كما هنا، وإنما ذكره بلفظ:"التزوج" الحاكم وحده [2/ 160]، والشارح لم يقف على متن ابن ماجه وإنما رآه في تلخيص المستدرك للذهبى فجزم بأنه كذلك عند ابن ماجه.
2824/ 7365 - "لمْ يكذِبْ من نَمَى بين اثنيْنِ ليُصِلحَ".
(د) عن أم كلثوم بنت عقبة
قال في الكبير: سكت عليه أبو داود وأقره عليه المنذرى فهو صالح ومن ثم رمز المصنف لحسنه.
قلت: لم يعلم أن أصل هذا الحديث في الصحيحين (1) بلفظ: "ليس الكذاب" وإلا لهول على عادته وتعتنه، وسيذكره المؤلف قريبًا في حرف ليس.
وقد أخرجه بهذا اللفظ أيضًا أبو نعيم في الحلية [6/ 66] من طريق حماد بن زيد عن النعمان ومعمر عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم به بلفظ: "لم يكذب من نمى خيرا أو قالا خيرا ليصلح بين اثنين".
ورواه ابن قتيبة في عيون الأخبار:
حدثنى محمد بن عبيد ثنا بربر بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه به، كذا قال عن أبيه وهو وهم من بعض
(1) البخارى: (3/ 240)، ومسلم كتاب البر باب (27)، رقم:(101).
الرواة، والصواب: عن أمه، وانظر:"ليس الكذاب" الآتى قريبًا.
2825/ 7369 - "لمْ يمنعْ قومٌ زكاةَ أموالِهمْ إلا مُنِعُوا القطرَ من السَّمَاءِ ولولَا البهائمُ لم يُمطرُوا".
(طب) عن ابن عمر
قلت: رمز المؤلف لضعفه وسكت الشارح عن تعليله لعدم ذكر الحافظ نور الدين إياه.
وقد أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [3/ 320] من طريق جعفر بن محمد الفريابى:
ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقى ثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه عن عطاء عن ابن عمر به، وخالد بن يزيد متروك.
2826/ 7372 - "لمَّا نُفِخ في آدمَ الروحُ مارَتْ وطارَتْ فصارَت في رأسِهِ فَعطَس فقالَ: الحمدُ للَّه ربِّ العالمَيِن، فقال اللَّهُ: يَرحمُكَ اللَّهُ".
(حب. ك) عن أنس
قلت: تحرف في الشرح الصغير رمز ابن حبان برمز أحمد وهو خطأ إما من الشارح وإما من الكاتب.
والحديث رواه البزار من حديث أبي هريرة، وكذلك أبو يعلى مطولا وأصله في سنن الترمذى، وانظر أسانيده في تاريخ ابن كثير.
2827/ 7373 - "لما خلقَ اللَّهُ جنةَ عدن خلقَ فيهَا مَا لَا عينٌ رأتْ ولا خَطَرَ على قلبِ بشرٍ، ثمَّ قالَ لَهَا: تكلَّمِى، فقالتْ: قَدْ أفلحَ المؤمنوُنَ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال المنذرى: رواه فيهما بإسنادين أحدهما جيد، وقال الهيثمى بعدما عزاه للكبير والأوسط: أحد إسنادى الأوسط جيد اهـ. وقضيته أن سند الكبير غير جيد فعليه فكان ينبغى للمصنف العزو للأوسط.
قلت: يكون عليه ذلك لو التزم ألا يورد في كتابه إلا الصحيح والحسن، وإذا لم يلتزم ذلك فليس عليه ذلك.
والحديث قال فيه الطبرانى [11/ 184]:
حدثنا أحمد بن على ثنا هشام بن خالد ثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لما خلق جنة عدن خلق فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم قال لها: تكلمى. . . " الحديث.
وقال أيضًا:
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا منجاب بن الحارث حدثنا حماد بن عيسى العبسى عن إسماعيل السدى عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعًا: "لما خلق اللَّه جنة عدن بيده ودلى فيها ثمارها وشق فيها أنهارها ثم نظر إليها فقالت: قد أفلح المؤمنون، قال: وعزتى وجلالى لا يجاورنى فيك بخيل".
2828/ 7374 - "لمَّا ألُقِيَ إبراهيمُ في النارِ قَالَ: اللَّهُمَّ أنتَ فِي السَّماءِ واحدٌ وأنَا في الأرضِ واحدٌ أعبُدُكَ".
(ع. حل) عن أبي هريرة
قلت: عزا الشارح في الكبير هذا الحديث لابن النجار ثم قال: ورواه الديلمى باللفظ المزبور فلو ضمه المصنف لابن النجار في العزو لكن أولى اهـ.
مع أن هذا الحديث كما ترى عزاه المصنف لأبي يعلى وأبي نعيم، وابن النجار
إنما عزا إليه الحديث المذكور بعده فحذف الشارح مخرجى هذا الحديث ومتن الحديث الذي بعده وألحق عزو الثانى بالأول.
والحديث أخرجه أبو نعيم من طريق الحسن بن سفيان:
ثنا محمد بن يزيد أبو هشام الرفاعى ثنا إسحاق بن سليمان ثنا أبو جعفر الرازى عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن أبي هريرة به.
وأسنده الذهبى في الميزان في ترجمة أبي هشام من طريق أبي نعيم ثم قال: غريب جدا، قال البرقانى: أبو هشام ثقة أمرنى الدارقطنى أن أخرج حديثه في الصحيح اهـ.
وعن أبي هشام رواه أبو يعلى إلا أنه قال: عن عاصم عن أبي صالح ولم يسم والد عاصم فظنه الحافظ نور الدين عاصم بن عمر بن حفص فعزاه للبزار ثم قال: وفيه عاصم بن عمر بن حفص وثقه ابن حبان وقال: يخطئ ويخالف وضعفه الجمهور اهـ.
اللهم إلا أن يكون وقع التصريح به كذلك في سند البزار وهو بعيد واللَّه أعلم.
2829/ 7375 - "لما ألقى إبراهيمُ الخليلُ في النارِ قالَ: حسبِى اللَّهُ ونعمَ الوكيلُ، فَمَا احترقَ منهُ إلا موضِعُ الكِتَافِ".
ابن النجار عن أبي هريرة
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الديلمى باللفظ المزبور فلو ضمه المصنف لابن النجار كان أولى.
قلت: قد تقدم ما في هذا من الوهم في الذي قبله وأزيد هنا أن الحديث خرجه من هو أقدم من ابن النجار والديلمى وهو أبو نعيم في الحلية إلا أنه لم
يذكر قوله: "فما احترق منه إلا موضع الكتاف" فقال:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا محمد بن محمد بن سليمان ثنا سليمان ابن توبة ثنا سلام بن سليمان الدمشقى ثنا إسرائيل عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لما ألقى إبراهيم عليه السلام في النار قال: حسبى اللَّه ونعم الوكيل".
2830/ 7378 - "لمَعالَجةُ ملك الموتِ أشدُّ منْ ألفِ ضربةٍ بالسيفِ".
(خط) عن أنس
قال في الكبير: وفيه محمد بن قاسم البلخى، قال ابن الجوزى: وضاع وأورد الحديث في الموضوعات وتعقبه المصنف بأن فيه مرسلا جيدا يشهد له.
قلت: ابن الجوزى أعله بقاسم البلخى وبكثير راويه عن أنس، ثم قال: وإنما يروى عن الحسن.
وتعقبه المؤلف بما رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده:
ثنا الحسن بن قتيبة ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مثله.
وبما رواه ابن المبارك في الزهد:
أنبأنا حريث بن السائب الأسدى حدثنا الحسن أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ذكر الموت وغمه وكربه وعاره "فقال: ثلاثمائة ضربة بالسيف" اهـ.
قلت: ومرسل عطاء أخرجه أبو نعيم في الحلية عن أبي بكر بن خلاد عن الحارث بن أبي أسامة به، ثم قال: كذا رواه عن عطاء مرسلا وما كتبته عاليا إلا من حديث الحسن عنه أى عن عبد العزيز بن أبي رواد.
ورواه غيره فقال: عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدرى اهـ. وليته أسنده.
2831/ 7379 - "لن تخلُو الأرضُ منْ ثلاثيَن مثلَ إبراهيمَ خليل الرحمنِ، بِهِمْ تُغَاثُون، وَبِهِمْ تُرزَقُون، وَبِهِمْ تُمطَرُون".
(حب) في تاريخه عن أبي هريرة
قال في الكبير: رواه (حب) من حديث محمد بن المسيب عن عبد اللَّه بن مرزوق عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ثم قال ابن حبان: وابن مرزوق هو الطرسوسى لا البزورى يضع الحديث لا يحل ذكره إلا للقدح فيه اهـ. وحكاه عنه في الميزان وأورد له هذا الخبر ثم قال: هذا كذب اهـ. وبه يعرف اتجاه جزم ابن الجوزى بوضعه ومن ثمَّ وافقه المؤلف في اختصار الموضوعات وما صنعه المؤلف هنا من عزوه لابن حبان وسكوته عما عقبه به غير صواب.
قلت: فيه أمور، الأول: أن المؤلف عزا الحديث لابن حبان في التاريخ وهذا السند الذي ذكره الشارح هو سنده في الضعفاء [2/ 177] نقله من اللألئ المصنوعة للمؤلف الذي ما عدل عن عزوه إلى الضعفاء وعزاه للتاريخ إلا لنكتة، فلعله وقع لابن حبان في التاريخ بسند أنظف مما في الضعفاء.
الثانى: أن ابن مرزوق المذكور في السند اسمه عبد الرحمن لا عبد اللَّه.
الثالث: أن ابن حبان لم يقل: وابن مرروق هو الطرسوسى لا البزورى، بل ذلك من كلام الذهبى ونصه: عبد الرحمن بن مرزوق أبو عوف الطرسوسى لا البزورى يروى عن عبد الوهاب بن عطاء وغيره.
قال ابن حبان: كان يسكن طرسوس يضع الحديث. . . إلخ، فذكر ابن
حبان بعد هذا البيان الذي نسبه الشارح إلى ابن حبان.
الرابع: قوله: وحكاه عنه في الميزان يوهم أنه نقل من الضعفاء لابن حبان أولا ثم حكى أن الذهبى نقله أيضًا وهو كذب فإنه ما نقل من الضعفاء ولا رآه.
الخامس قوله: وما صنعه المؤلف من عزوه لمخرجه ابن حبان وسكوته عما عقبه به غير صواب كذب من وجهين:
أحدهما: أن المؤلف لم يسكت بل رمز له بعلامة الضعيف الشامل للمنكر والواهى وغيرهما من أقسام الضعيف مع أنه لم يلتزم نقل كلام المخرجين بل التزم عكسه لأن الكتاب متن مختصر.
ثانيهما: أن ابن حبان لم يعقب الحديث بشيء بل عقب به كلامه في جرح الرجل وجعله دليلا على ضعفه، ونص ابن حبان في الضعفاء: عبد الرحمن ابن مرزوق بن عوف أبو عوف شيخ كان بطرسوس يضع الحديث لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه روى عن عبد الوهاب بن عطاء الخفاف عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لن تخلو الأرض. . . " الحديث.
حدثناه محمد بن المسيب ثنا عبد الرحمن بن مرزوق بطرسوس ثنا عبد الوهاب ابن عطاء اهـ. فأين التعقيب.
السادس: أن المؤلف لم يقر ابن الجوزى على الحكم بوضع الحديث بل جمع أحاديث الأبدال ثم تكلم على الجميع وأورد لها شواهد متعددة وأحال على كتابه الخبر الدال.
2832/ 7380 - "لنْ تَخْلُوَ الأرضُ من أربعينَ رجُلًا مثلَ خليلِ الرحمنِ، فبِهِمْ تُسْقَوْن، وبِهمْ تُنْصَرُونَ، مَا مَاتَ منهُمْ أحدٌ إلا أبدَلَ اللَّهُ مكانَهُ آخَرَ".
(طب) عن أنس
قال الشارح: تمامه عند مخرجه الطبرانى قال سعيد: سمعت قتادة يقول: لسنا نشك أن الحسن منهم، ثم قال: قال الهيثمى إسناده حسن.
قلت: لكن خرجه الدينورى في المجالسة مقطوعا من كلام قتادة فقال:
حدثنا الحسين بن عبد المجيد ثنا عمران بن محمد أبو حفص الحيزرابى ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: لن تخلو الأرض من أربعين بهم يغاث الناس وبهم ينصرون وبهم يرزقون. . . " الحديث.
قال قتادة: واللَّه إنى لارجو أن يكون الحسن منهم، وهذا لا يقال من قبل الرأى فهو بلا شك مما حمله عن أنس وقصر به بعض الرواة.
2833/ 7384 - "لنْ تَهْلِكَ أمةٌ أنَا فِي أوَّلِها، وَعيسَى بن مريمَ فِي آخرِها، والمهِديُّ في وَسَطِهَا".
أبو نعيم في أخبار المهدى عن ابن عباس
قال الشارح: ورواه النسائى وغيره.
وقال في الكبير: ظاهره أنه ليس في أحد الستة التي هي دواوين الإسلام وإلا لما أبعد النجعة، والأمر بخلافه فقد رواه منهم النسائى.
قلت: هذا كذب ما رواه النسائى ولا خرج في سننه حديثا في أخبار المهدى قط.
2834/ 7390 - "لنْ يشبَعَ المؤمنُ من خيرٍ يسمَعُه حتى يكونَ مُنتهاهُ الجنَّةَ".
(ت. حب) عن أبي سعيد الخدرى
قال في الكبير: وفيه عند الترمذى دراج عن أبي الهيثم، قال أبو داود: حديث دراج مستقيم إلا ما كان عن أبي الهيثم.
قلت: الحديث عند ابن حبان من طريق دراج أيضًا، وكذلك خرجه من طريقه الحاكم في المستدرك في كتاب الأطعمة وصححه والقضاعى في مسند الشهاب بلفظ:"لا يشبع عالم من علم"، والباقى سواء، ودراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد نسخة يصححها مثل ابن حبان والحاكم، ويحسنها مثل الترمذى [5/ 49 رقم 2686]، وربما يضعفها بعضهم كالدارقطنى، وما أظن ما نقله الشارح عن أبي داود صحيحا، فليحرر وليبحث عنه.
2835/ 7391 - "لنْ يعجِزَ اللَّهُ هذِهِ الأمةَ من نصف يومٍ".
(د. ك) عن أبي ثعلبة
قلت: وأخرجه أيضًا ابن جرير في أول التاريخ [1/ 16]، وذكره المعافرى في "السراج" بلفظ:"عمر أمتى نصف يوم خمسمائة عام"، وقال: إنه حديث حسن.
2836/ 7392 - "لنْ يغلبَ عسرٌ يسريْنِ، {إنَّ مع العُسْرِ يُسْرا، إنَّ مع العُسْرِ يُسرًا} ".
(ك) عن الحسن مرسلا
قال في الكبير: وأفاد الزيلعى أن ابن مردويه رفعه إلى جابر في تفسيره يرفعه.
قلت: هذا تعبير غريب ركيك، ثم إنه يوهم أن ابن مردويه وصله من طريق.
الحسن عن جابر، وليس كذلك، بل قال ابن مردويه:
حدثنا أحمد بن محمد بن السرى ثنا المنذر بن محمد بن المنذر ثنى أبي ثنا يحيى ابن محمد بن هانئ عن محمد بن إسحاق ثنى الحسن بن عطية العوفى عن أبيه عن جابر بن عبد اللَّه قال: " لما نزلت: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 6] قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبشروا ولن يغلب عسر يسرين"(1).
2837/ 7393 - " لنْ يلجَ النَّارَ أحدٌ صلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ وقبْلَ غُروبِهَا".
(حم. م. د. ن) عن عمارة بن رؤيبة
وكتبه الشارح أويبة ثم قال: كذا هو بخط المصنف بالهمزة، والظاهر أنه سبق قلم وإنما هو رويبة براء مهملة أوله وموحدة، كذا رأيته بخط الحافظ ابن حجر في الإصابة، قال: وما ذكره أن هؤلاء خرجوه عن عمارة عن النبي صلى الله عليه وسلم غير صواب بل عمارة رواه عن أبيه رويبة رفعه.
قلت: كل هذا كذب لا أصل له، أما عمارة فهو ابن رؤيبة لا يهم فيه صغار طلبة الحديث، فضلا عن المصنف، وكذلك هو موجود في جميع النسخ، وإنما الشارح رأى الراء طويلة نوعا فظنها ألف وحرف الاسم من عنده، ونسبه إلى المؤلف هذا إن لم يكن تعمد الكذب، وأما صحابى الحديث فهو عمارة، ولم يروه أحد عنه عن أبيه أصلا، ولا لرؤيبة صحبة أيضًا، وإنم هو من رواية أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه، فالضمير في أبيه عائد إلى أبي بكر، والشارح أعاده إلى عمارة فأخطأ على عادته، ونسب خطأه إلى المؤلف، وهو المخطئ في كل ما ينقل أو يقول.
(1) انظر الحاكم في المستدرك: (2/ 528)، وفتح البارى (7/ 712) وتفسير القرطبى (20/ 107).
2838/ 7395 - "لنْ يلجَ الدرجاتِ العُلى منْ تكهَّنَ، أو استقْسَمَ، أو رَجَعَ من سفرٍ تطيُّرًا".
(طب) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: قال الهيثمى تبعا للمنذرى رواه الطبرانى بإسنادين، أحدهما رجاله ثقات، وقال في الفتح: رجاله ثقات، لكنى أظن أن فيه انقطاعا، لكن له شاهد عن عمران بن حصين خرجه البزار أثناء حديث بسند جيد.
قلت: وله شاهد آخر من حديث عقبة بن عامر (1)، وأخرجه الدولابى في الكنى آخر الجزء الأول:
حدثنا محمد بن عبد اللَّه بن يزيد ثنا مروان بن معاوية ثنا محمد بن قيس الأزدى ثنا عبادة بن نسى عن أبي سحابة الصدفى حين حدثنا ونحن برودس هذا الحديث قال: حدثنا عقبة بن عامر الجهنى قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لا تحل الدرجات العلى لمن تكهن، ولا لمن استقسم، ولا لمن رده طائر عن سفره"، ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"لا تقولوا: لا تحل الجنة، ولكن قولوا: لا تحل الدرجات العلى" اهـ.
ثم إن قول الشارح. قال الهيثمى: تبعا للمنذرى. . . إلخ كذب منه، فإن الهيثمى ما رأى كتاب الترغيب للحافظ المنذرى، والرجل رتب معاجم الطبرانى، وتكلم على جميع أحاديثها فما تبع في ذلك أحد.
2839/ 7396 - "لنْ ينفَعَ حذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، ولكنَّ الدعاءَ ينفعُ مِمَّا نَزَلَ وِممَّا لمْ يَنْزِلْ، فعَليكُم بالدعاءِ عبادَ اللَّهِ".
(حم. ع. طب) عن معاذ
(1) انظر: تفسير ابن كثير (3/ 21)، والدر المنثور (2/ 257).
قال في الكبير: رووه من رواية إسماعيل بن عياش عن شهر بن حوشب عن معاذ، قال الهيثمى: وشهر لم يسمع من معاذ، ورواية إسماعيل بن عياش عن أهل الحجاز ضعيفة اهـ. وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه.
قلت: بل به يعرف ما فيك من الكذب والتهور والجهل والتعنت، فإن إسماعيل بن عياش لم يروه عن شهر بن حوشب، بل رواه عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب، والحديث له شواهد من حديث عائشة (1).
أخرجه الحاكم في المستدرك [1/ 492]، والقضاعى في مسند الشهاب من طريقين عنها، وسيذكره المصنف بلفظ:"لا يغنى حذر من قدر".
وشاهد آخر من حديث ابن عباس موقوفًا.
أخرجه الحاكم [1/ 492] أيضًا وصححه، فلأجل هذه الشواهد حسنه المؤلف.
2840/ 7398 - "لوْ أنَّ الدُّنيَا كُلَّها بحذافِيرِهَا بيد رجُلٍ من أُمَّتى ثُمَّ قالَ: الحمدُ لِلَّهِ، لكانتْ الحمدُ لِلَّهِ أفضلَ من ذلِكَ كُلِّهِ".
ابن عساكر عن أنس
قلت: ومن قبل ابن عساكر أخرجه الحكيم الترمذى في نوادر الأصول، قال:
حدثنا موسى بن عبد اللَّه ثنا محمد بن زياد ثنا بشر بن الحسين الهلالى عن الزبير بن عدى عن أنس به، وبشر بن الحسين قال الدارقطنى: متروك، وقال أبو حاتم: يكذب على الزبير، وقال ابن حبان [1/ 190]: روى عن الزبير نسخة موضوعة شبيهًا بمائة وخمسين حديثا.
(1) رواه أحمد (5/ 234)، ومجمع الزوائد (10/ 146).
قلت: لكن له طريق آخر من حديث جابر بن عبد اللَّه، أخرجه الطوسى في أماليه من طريق أبي المفضل الشيبانى:
ثنا أبو عبد اللَّه جعفر بن محمد بن جعفر العلوى الحسينى ثنا أبو نصر أحمد ابن عبد المنعم بن نصر الصيداوى ثنا عبد اللَّه بن بكير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر، قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أن الدنيا كلها لقمة واحدة فأكلها العبد المسلم، ثم قال: الحمد للَّه، لكان قوله ذلك خيرا من الدنيا وما فيها".
2841/ 7407 - "لوْ أنَّ أهلَ السماءِ والأرضِ اشترَكُوا في دَمِ مؤمنٍ لكبَّهُمُ اللَّهُ عز وجل فِي النارِ".
(ت) عن أبي سعيد وأبي هريرة معا
قال في الكبير: وسببه كما في معجم الطبرانى عن أبي سعيد: "أنه قتل قتيل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فخطب فقال: ألا تعلمون من قتله؟ قالوا: اللهم لا، فقال: والذي نفس محمد بيده لو أن أهل السماء. . . " إلخ.
قلت: حديث أبي سعيد ليس هو في معجم الطبرانى، بل هو في مسند البزار أما الطبرانى [12/ 133]، فأخرجه من حديث ابن عباس، كذلك هو عند أبي نعيم في الحلية [5/ 62]، من طريق عبد الرحمن بن يونس الرقى:
ثنا عطاء بن مسلم عن العلاء بن المسيب عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس، قال:"قتل قتيل على عهد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم يعلم من قتله، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحمد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: ياأيها الناس يقتل قتيل بين أظهركم لا يعلم من قتله، لو أن أهل السماء. . . " الحديث.
2842/ 7411 - "لوْ أنَّ رجُلًا يُجَرُّ عَلَى وَجْهِهِ مِنْ يومِ وُلِدَ إلى يومِ يمُوتُ هَرِمًا فِي مرضاةِ اللَّهِ تعالَى لحقَرهُ يومَ القيامةِ".
(حم. تخ. طب) عن عتبة بن عبد
قال في الكبير: قال المنذرى: رواة الطبرانى ثقات إلا بقية، وقال الهيثمى: إسناد أحمد جيد، وفي سند الطبرانى بقية مدلس، لكنه صرح بالتحديث وبقية رجاله وثقوا.
قلت: هذا يفيد أن أحمد خرجه من غير طريق بقية مع أن أحمد [4/ 185] خرجه من طريقه أيضًا، فقال:
حدثنا حيوة بن شريح ثنا بقية حدثنى بحير بن سعيد عن خالد بن معدان عن عتبة بن عبد السلمى به، ثم راجعت مجمع الزوائد فوجدت الحافظ الهيثمى قال عن الحديث: رواه أحمد وإسناده جيد، هكذا ذكره في باب احتقار العبد عمله يوم القيامة، ولا يتصور أن يذكر غيره، فما أدرى من أين أتى الشارح بما نقل عنه؟!
وقد قال أبو نعيم في الحلية [2/ 15، 5/ 219] بعد أن أخرجه في ترجمة خالد بن معدان: تفرد به بقية عن بحير بن سعيد، واعلم أن لخالد بن معدان في سند هذا الحديث قولان، فرواه بحير بن سعيد عنه كما سبق.
ورواه ثور بن يزيد عنه عن جبير بن نفير عن محمد بن أبي عميرة، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره موقوفًا.
كذلك أخرجه أحمد [4/ 185] والبخارى في التاريخ أيضًا [1/ 1/ 15]، أما أحمد ففي مسند عتبة بن عبد عقب الحديث الأول، وأما البخارى ففي ترجمة محمد بن أبي عميرة، وفيها خرج حديث عتبة بن عبد.
2843/ 7420 - "لوْ أنَّكُم توكَّلُون علَى اللَّه تعالَى حقَّ توكُّلِه لرزقَكُمْ كَما تُرزَقُ الطير، تَغدُوا خِماصًا، وتروحُ بِطانًا".
(حم. ت. هـ. ك) عن عمر
قال في الكبير: ورواه النسائى عنه أيضًا.
قلت: لا ما رواه النسائى في المجتبى الذي يطلق العزو إليه.
وقد أخرجه ابن المبارك في الزهد [رقم 196] والحارث بن أبي أسامة في المسند، وابن أبي الدنيا في التوكل، وأبو نعيم في الحلية، والبغوى في التفسير، والقضاعى في مسند الشهاب، وابن نظيف في جزئه، والبندهى في شرح المقامات، وآخرون كلهم من حديث عمر به.
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان من رواية مالك بن سيف التجيبى:
ثنا سعيد بن إسحاق ثنا الليث عن محمد بن عبد الرحمن عن نافع عن ابن عمر به.
ورواه أيضًا ابن أبي حاتم في العلل عن مالك المذكور [رقم 1832]، وذكر أنه سأل أباه عن هذا الحديث فقال: إنه باطل بهذا الإسناد، وسعيد بن إسحاق مجهول.
2844/ 7423 - "لوْ أذنَ اللَّهُ تَعالَى في التِّجارة لأهلِ الجنة لاتَّجرُوا فِي البَزِّ والعِطْرِ".
(طب) عن ابن عمر
قال في الكبير: كذا في أكثر النسخ والذي رأيته في كلام بعض الحفاظ عازيًا للطبرانى، إنما هو في الصغير لا الكبير فليحرر.
قلت: لعل الناسخ حرفه أو سبقه قلمه على أنه لا يبعد أن يكون الطبرانى خرجه في الكبير والصغير معا، والذي أجزم به أنه في الصغير، فقد قال فيه:
حدثنا عبد السلام بن العباس بن الوليد الحمصى ثنا عبد الرحمن بن أيوب السكونى الحمصى ثنا عطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر به، وقال: تفرد به عن نافع عطاف وعنه أيوب اهـ.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية [10/ 365] في ترجمة إبراهيم بن أحمد المولد آخر الحلية، وفي تاريخ أصبهان أيضًا في ترجمة محمد بن محمد بن عبيد اللَّه الجرجانى من طريق عبد الرحمن بن أيوب السكونى بسنده، وقد ذكره العقيلى في ترجمته من الضعفاء [3/ 68]، وقال: لا يتابع عليه وليس بمحفوظ عن نافع، وإنما يروى بإسناد مجهول، ثم ساق عن اليمان بن عباد عن محمد بن حفص الشيبانى عن إبراهيم بن إسحاق الرازى:
ثنا إسماعيل بن نوح عن رجل عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه مرفوعًا: "لو تبايع أهل الجنة، ولن يتبايعوا ما تبايعوا إلا بالبز"، قال: هذا أولى، وليس له إسناد يصح اهـ.
قلت: كذا وقع في الأصل المنقول عنه في سند هذا الحديث إسماعيل بن نوح عن رجل عن أبي بكر.
وقد أخرجه الدولابى في الكنى [1/ 100] فيمن كنيته أبو إسحاق، قال:
حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان ثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الباجى أبو إسحاق حدثنى إسماعيل بن نوح من ولد أبي بكر الصديق عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أهل الجنة يتبايعون، ولا يتبايعون ما تبايعوا إلا بالبز"، وإسماعيل بن نوح قال الأزدى: متروك، وقال غيره: مجهول.
2845/ 7425 - "لوْ اغتسلْتُم من المَذْى لكانَ أشدَّ عليكُمْ مِنَ الحْيضِ".
العسكرى في الصحابة عن حسان بن عبد الرحمن الضبعى مرسلا
قال في الكبير: الضبعى بضم المعجمة وسكون الموحدة وعين مهملة نسبة إلى ضبعة قبيلة من قيس نزلوا البصرة.
قلت: هذا خطأ فاحش، بل هو بضم المعجمة وفتح الباء الموحدة لا يختلف فيه اثنان، ولا يخفى على صغار الطلبة، وهو نسبة إلى ضُبَيْعَة -بالتصغير- ابن قيس، لا قبيلة من قيس، بل ضبيعة بن قيس قبيلة من بكر بن وائل كما في الأنساب للسمعانى وابن الأثير والمؤلف.
2846/ 7426 - "لو أفْلَتَ أحدٌ منْ ضمةِ القبرِ لأَفْلَتَ هذَا الصِبيُّ".
(طب) عن أبي أيوب
قلت: وفي الباب عن أنس أخرجه عبد اللَّه بن أحمد في السنة عن أبيه، قال: حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثمامة بن عبد اللَّه بن أنس عن أنس بن مالك قال: "مات صبى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أفلت أحد من ضمة القبر أفلت هذا الصبى".
ورواه أيضًا عن إبراهيم بن الحجاج الناجى عن حماد بن سلمة به أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على صبية أو صبى، فقال:"لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا هذا الصبى".
ورواه أيضًا الطبرانى في الأوسط.
2847/ 7428 - "لوْ أقسمْتُ لبرَرْتُ، إِنَّ أحبَّ عبادِ اللَّهِ إلى اللَّهِ لرُعاةُ الشمسِ والقمرِ، وإنهُم ليعرَفُوَن يومَ القيامةِ بطُولِ أعنَاقِهِمْ".
(خط) عن أنس
قلت: أخرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب، قال:
حدثنا محمد بن أبي حذيفة بدمشق ثنا الوليد بن مروان ثنا جنادة ثنا الحارث بن النعمان، قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أقسمت بررت إن أحب عباد اللَّه إلى اللَّه لرعاة الشمس والقمر يعنى المؤذنين".
2848/ 7430 - "لوْ بَغَى جبلٌ علَى جبلٍ لَدُكَّ الباغِى منهُما".
ابن لال عن أبي هريرة
قال في الكبير: وظاهره أن المصنف لم يره مخرجًا لأشهر منه ولا أمثل، وهو ذهول عجيب، فقد خرجه البخارى في الأدب المفرد باللفظ المذكور عن ابن عباس، وكذا البيهقى في الشعب، وابن حبان وابن المبارك وابن مردويه وغيرهم، فاقتصاره على ابن لال من ضيق العطن.
قلت: لا بل كلامك هذا من سعة الجهل وقوة العارضة في التهور والتخليط وعدم الأمانة والتحقيق، أول ذلك: أن البخارى رواه في الأدب المفرد [2/ 45 - 46، رقم 588]، موقوفًا على ابن عباس، وليس الموقوف من شرط هذا الكتاب، قال البخارى:
حدثنا أبو نعيم حدثنا فطر عن أبي يحيى القتات سمعت مجاهدا عن ابن عباس قال: " لو أن جبلًا بغى على جبل لدك الباغى".
وكذلك رواه البيهقى في الشعب موقوفًا أيضًا من رواية الأعمش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد قال: قال ابن عباس، فذكره.
الثانى: أن إطلاقه العزو لابن حبان يفيد أنه في صحيحه، وليس كذلك، بل رواه في الضعفاء.
الثالث: قوله: وكذا البيهقى وابن حبان، يفيد أيضًا أن ابن حبان خرجه من حديث ابن عباس لأنه معطوف على من خرجاه من حديثه وليس كذلك، بل رواه من حديث أنس بن مالك، فقال في ترجمة أحمد بن محمد بن الفضل [1/ 155]: كتبت عنه شبيها بخمسمائة حديث كلها موضوعة يضعها نسخة نسخة على الثقات، فمما كتبنا عنه عن سفيان بن عيينة عن الزهرى عن أنس، فذكر حديثين، ثم قال: وبإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو بغى جبل على جبل لجعله اللَّه دكا"، ثم قال: أخبرنا بهذه النسخة من لفظه:
حدثنا نصر بن على الجهضمى ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن أنس، وإنما ذكرت هذا الشيخ ليعرف، فلا يحتج به مخالفًا أو موافقًا على من لم ينعم النظر في أسباب الحديث، ولا دار المدن والقرى في جمعه، ولعل هذا الشيخ قد وضع على الأئمة المرضيين أكثر من ثلاثة آلاف حديث اهـ.
فكيف يعزى إليه حديث يصرح بوضعه من حديث أنس عند ذكر حديث أبي هريرة.
الرابع: قوله: وابن المبارك يفيد أيضًا أنه خرجه من حديث ابن عباس، وليس كذلك، وإنما خرجه من مرسل مجاهد، وأيضًا أطلق العزو إليه، فافاد أنه عنده في كتاب الزهد، وليس كذلك، بل هو عنده في كتاب البر والصلة قال فيه:
أخبرنا فطر بن خليفة ثنا أبو يحيى القتات عن مجاهد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو أن جبلا. . ." إلخ.
الخامس: ابن مردويه رواه من حديث ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا ومن حديث
ابن عمر مرفوعًا فروى من حديث قطبة بن عبد العزيز عن أبيه عن جده.
ثنا الأعمش عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
ثم رواه من حديث سفيان عن الأعمش به موقوفًا، قال ابن أبي حاتم في العلل [رقم 2548]: اختلف في هذا الحديث على أبي يحيى القتات، فرواه فطر ابن خليفة عنه عن مجاهد مرسلا، ورواه الثورى وإسرائيل عنه عن مجاهد عن ابن عباس موقوفًا، وهو أصح.
وقال ابن مردويه:
حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا محمد بن أحمد بن راشد ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمى ثنا عبد اللَّه بن عمر وجرير بن حازم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم به، وأحمد بن عبد الرحمن ابن أخى ابن وهب ضعيف.
والحديث خرجه عمه في كتاب الجامع من حديث ابن عباس موقوفًا، فقال: أخبرنى يحيى بن أيوب عن عبيد اللَّه بن زحر عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال: "لو أن جبلين بغى أحدهما على الآخر جعل اللَّه الباغى دكا"، وهذا سند منقطع سقط منه أبو يحيى القتات لأن الأعمش لم يسمعه من مجاهد.
2849/ 7431 - "لوْ بنى مسجدى هذا إلى المدينة (1) كان مسجدى".
الزبير بن بكار في أخبار المدينة، عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر كلام المصنف أنه لم يره مخرجًا لأحد من المشاهير، وهو عجب، فقد خرجه الديلمى باللفظ المذكور وكذا الطيالسى.
(1) في المطبوع من فيض القدير: "لو بنى مسجدى هذا إلى صنعاء. . . " الحديث.
قلت: هذا كذب على الطيالسى وجهل بكتب الحديث وصناعته، فما خرجه الطيالسى، ولا الديلمى أشهر من الزبير بن بكار، بل العزو إلى الزبير أولى لأنه أقدم، وكلام الشارح من أصله ساقط لا أصل له.
2850/ 7433 - "لوْ تعلمُ البهائمُ منَ الموتِ ما يعلَمُ بنو آدمَ ما أكلْتُمْ منهَا سمينًا".
(هب) عن أم صبية
ذكر في الكبير أن سبب ورود هذا الحديث ما رواه السهيلى والحاكم بإسناد فيه ضعفاء إلى أبي سعيد الخدرى قال: "مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بظبية مربوطة إلى خباء، فقالت: يا رسول اللَّه حلنى حتى أذهب فأرضع خشفى، ثم أرجع فتربطنى. . " الحديث، وفيه:"فأطلقها النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: لو يعلم البهائم. . . " إلخ.
قلت: هذا كذب على الحاكم فإن إطلاق العزو إليه يفيد أنه في مستدركه، وليس فيه شيء من هذا، وقصة الظبية خرجها البيهقى في الشعب من حديث أبي سعيد والطبرانى، وأبو نعيم من حديث أم سلمة، ومن حديث أنس بن مالك، والبيهقى وأبو نعيم من حديث زيد بن أرقم وليس في شيء من هذه الطرق ذكر هذا الحديث في آخرها، ولا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله عندها، ولينظر الروض للسهيلى.
ثم إن حديث الباب خرجه أيضًا القضاعى في مسند الشهاب، وابن الأعرابى في المعجم، قال:
حدثنا محمد بن صالح كيلجد ثنا محمد بن إسماعيل الجعفرى ثنا عبد اللَّه بن سلمة عن أبيه عن أم صبية به.
ورواه ابن المبارك في الزهد، قال:
أخبرنا الحسن بن صالح أنه بلغه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن البهائم لو تعلم من الموت ما تعلمون ما أكلتم منها سمينا".
2851/ 7441 - "لو تعلَمُون ما لَكُم عندَ اللَّهِ لأحببتُم أنْ تزدَادُوا فاقةً وَحاجةً".
(ت) عن فضالة بن عبيد
قلت: وأخرجه أبو نعيم في الحلية [2/ 17] فقال:
حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة (ح)
وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن حدثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة أخبرنى أبو هانئ أن أبا على الجنبى حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة لما بهم من الخصاصة -وهم أصحاب الصفة- حتى يقول الأعراب: إن هؤلاء مجانين، فإذا قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاته انصرف إليهم، فيقول: لو تعلمون. . . "، وذكره.
2852/ 7443 - "لوْ تعلَمُونَ ما فِي المسألة ما مَشَى أحدٌ إلى أحدٍ يسألُه شيئًا".
(ن) عن عائذ بن عمرو
قلت: وقع في الكبير عزو هذا الحديث لأبي داود، فيحتمل أن يكون من تحريف الناسخ والطابع أو من قلم الشارح، والحديث إنما خرجه النسائى في الزكاة من سننه، وأخرجه ابن أبي الدنيا، ومن طريقه البندهى، قال ابن أبي الدنيا:
حدثنا عن محمد بن صفوان الثقفى ثنا أمية بن خالد ثنا شعبة عن بسطام عن بسطام بن مسلم عن عبد اللَّه بن خليفة عن عائذ بن عمرو المزنى به.
2853/ 7446 - "لو جاءَ العسرُ فدخلَ هذا الجحرَ لجاءَ اليسرُ فدخلَ عليهِ فأخرجَهُ".
(ك) عن أنس
قلت: سكت عليه الشارح مع أن الذهبى تعقب الحاكم عليه، والشارح ولوع بنقل تعقب الذهبى، ولكنه لم يهتد إلى موضعه في المستدرك لأن الحاكم خرجه أول كتاب التفسير لا في سورة الانشراح، وذلك من طريق حميد بن حماد:
ثنا عائذ بن شريح سمعت أنس بن مالك يقول: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وبحياله جحرٌ، فقال: لو جاء العسر" الحديث، ثم قال [2/ 255]: هذا حديث عجيب، غير أن الشيخين لم يحتجا بعائذ بن شريح، قال الذهبى: تفرد به حميد بن حماد عن عائذ، وحميد منكر الحديث كعائذ اهـ.
قلت: هذا تعنت من الذهبى، فحميد روى له أبو داود، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وكذا قال أبو زرعة، وقال الدارقطنى: معتبر، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ فهذا ليس بمنكر الحديث، وإن انفرد ابن عدى بقوله: إنه يأتى عن الثقات بالمناكير، وعائذ بن شريح قال أبو حاتم: في حديثه ضعف، وقال ابن طاهر: ليس بشيء، واحتج على ذلك بروايته عن أنس حديث:"ما الذي يعطى من سعة بأعظم أجرا من الذي يأخذ إذا كان محتاجا"، وهذا ليس فيه ما ينكر ولا ما يستغرب، وإنما عقول بعض أهل الحديث، بل أكثرهم قاصرة عن فهم مدارك الشريعة وحل ما يرد الأخبار من الإشكال الذي لا يجدون منه مفرًا إلا بالطعن في الرواة، وربما يتكلم بعضهم في عائذ لروايته عن أنس أيضًا حديث الطير الذي رواه عن أنس نحو من عشرين رجلا، ولكن حديث الطير هو الداهية العظماء والمصيبة الكبرى على الرواة، فكل من رواه فهو عندهم مجروح كما بيناه في فتح الملك
العلى، فما يجب على رائد الحقيقة أن يرجع إليه.
وهذا الحديث خرجه أيضًا أبو نعيم في التاريخ [1/ 107]:
في ترجمة أحمد بن إبراهيم بن يعيش أبي العباس.
وكذلك ابن أبي حاتم في التفسير، والبزار في المسند كلهم من طريق حميد المذكور، وقال البزار: لا نعلم رواه عن أنس إلا عائذ بن شريح، قال ابن كثير: وقد قال أبو حاتم الرازى: في حديثه ضعف، ولكن رواه شعبة عن معاوية بن قرة عن رجل عن عبد اللَّه بن مسعود موقوفًا اهـ.
قلت: رواه ابن المبارك في الزهد عن شعبة بسنده عن ابن مسعود، قال "لو دخل العسر حجرًا لجاء اليسر حتى يدخل عليه لأن اللَّه تعالى يقول:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ".
2854/ 7448 - "لوْ خفتُمُ اللَّهَ تعالَى حقَّ خِيْفَتهِ لعلمتُم العلمَ الذي لا جهَل معَهُ، ولو عرفتُمُ اللَّهَ تعالَى حقَّ معرفتِهِ لَزالتْ لِدُعائِكُمُ الجَبالُ".
الحكيم عن معاذ
قلت: قال الحكيم: حدثنا عمر بن أبي عمر العبدى ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ثنا الحجاج بن أرطأة عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل به.
وراوه البيهقى في الزهد مرسلا مطولا، فقال:
أخبرنا أبو عبد المراسمى أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ثنا مسدد بن فطر أنبأنا أحمد بن إبراهيم الدورقى ثنا إسحاق أنبأنا حجاج بن محمد أنبأنا جرير بن حازم عن وهيب المكى قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لو عرفتم اللَّه حق معرفته لعلمكم العلم الذي ليس معه جهل، ولو عرفتم اللَّه حق معرفته لزالت الجبال
بدعائكم، وما أُتِى أحد من اليقين شيئًا إلا ما لم يؤت منه أكثر مما أتى، قال معاذ بن جبل: ولا أنت يا رسول اللَّه؟ قال: ولا أنا، فقال معاذ ابن جبل: بلغنا أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يمشى على الماء، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لو ازداد يقينا لمشى على الهواء"، قال البيهقى: هذا منقطع.
ورواه أيضًا المفضلى بن غسان القلابى عن يحيى بن معين عن رجل عن وهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا مرسلا، لم يسم معاذا في متنه.
2855/ 7451 - "لوْ رأيت الأجلَ ومسيَرهُ أبغضْتَ الأملَ وغرورَهُ".
(هب) عن أنس
قال في الكبير: قال البيهقى: قال أبو بكر -يعنى ابن خزيمة-: لم كتب عن هذا الرجل -يعنى أحمد بن يحيى المعدل- غير هذا الحديث.
قلت: هذا نقل لا معنى له ولا فائدة في ذكره، فإن الحديث منكر ساقط، فكان الواجب تبيين من في سنده من الضعفاء ليعرف مرتبة الحديث، أما كون أبي بكر بن خزيمة لم يكتبه إلا عن أحمد بن يحيى، فعلم لا ينفع وجهل لا يضر، وهذا الكلام لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو من كلام بعض السلف، سرقه الوضاعون وركبوا له أسانيد، منها: عن ابن عمر وعن زيد بن ثابت أيضًا.
قال القضاعى:
أنا محمد بن منصور التسترى أنا بحر بن إبراهيم بن زياد الغرقدى ثنا أبو سعيد الحسن بن أحمد بن المبارك الطوسى ثنا محمد بن أحمد بن محمد بن أمية ثنا أبي ثنا نوفل بن سليمان الهناى عن عبيد اللَّه ابن عمر عن نافع عن بن عمر
مرفوعًا: "لو نظرتم إلى الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره"، والحسن ابن أحمد الطوسى منكر الحديث، بل متهم بالوضع. وأخرجه أيضًا من طريق عبد الرحمن بن يحيى بن سعيد عن مالك عن أبي الزناد عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لو رأيتم الأجل ومسيرة لأبغضتم الأمل وغروره، وما من أهل بيت إلا وملك الموت يتعاهدهم في كل يوم مرة. . . " الحديث.
وعبد الرحمن بن يحيى مجهول، وقال الأزدى: متروك الحديث، والأصل في هذا أنه من كلام بعض السلف، فقد رواه البيهقى في الزهد عن مسعر بن كدام، ورواه أيضًا عنه عن عون بن عبد اللَّه.
2856/ 7458 - "لوْ قيلَ لأهلِ النارِ: إنَّكم ماكِثوُن في النارِ عددَ كل حصاةٍ في الدُّنيا لفرِحوُا بِهَا، ولو قيلَ لأهلِ الجَنَّةِ: إنكُمْ مَاكِثُون عدَدَ كلِّ حصاةِ لحزِنُوا، ولكنْ جُعِلَ لهُمُ الأبدَ".
(طب) عن ابن مسعود
قلت: أخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [4/ 168]، في ترجمة مرة بن شراحيل من طريق الحكم بن ظهير عن السدى عن مرة عن ابن مسعود به، ثم قال: تفرد به الحكم بن ظهير.
قلت: وهو منكر الحديث.
2857/ 7459 - "لوْ كانَ الإيمانُ عندَ الثُريَّا لتناولَهُ رجالٌ منْ فَارسٍ".
(ق. ت) عن أبي هريرة
قلت: لهذا الحديث ألفاظ في سبب وروده ذكرها الطحاوى في مشكل الآثار وغيره، ومن ألفاظ متنه:"لو كان العلم بالثريا"، وهى رواية باطلة منكرة،
أفردنا لبيان بطلانها جزءً سميناه: "إظهار ما كان خفيا؛ من بطلان حديث: "لو كان العلم بالثريا"، رددنا به على بعض متعصبة العجم الأحناف الذين يفضلون أبا حنيفة على كل مخلوق، ويستدلون بخرافات وأوهام وأغاليط كهذا الحديث.
2858/ 7461 - "لوْ كانَ الصَّبرُ رَجُلًا لكانَ رجُلًا كرِيمًا".
(حل) عن عائشة
قال في الكبير: ورواه عنها أيضًا الطبرانى باللفظ المزبور، قال الزين العراقى: وفيه صبح بن دينار ضعفه العقيلى وغيره.
قلت: أبو نعيم خرجه عن الطبرانى، فلذلك عزاه الشارح إليه.
وخرجه أيضًا ابن شاهين في الترغيب، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن زياد القطان ثنا محمد بن غالب بن حرب ثنا صبح ابن دينار ثنا المعافى بن عمران عن سفيان وإسرائيل عن منصور عن مجاهد عن عائشة به.
2859/ 7464 - "لوْ كانَ العلمُ معلَّقًا بالثُريَّا لتناوَلَهُ قومٌ من أبناءِ فارسٍ".
(حل) عن أبي هريرة، الشيرازى في الألقاب عن قيس بن سعد
قال الشارح: ورواه أحمد عن أبي هريرة بإسناد صحيح.
قلت: هذا غلط من وجهين، أحدهما: أن سنده ليس بحسن ولا ضعيف فضلا عن أن يكون صحيحا، لأنه من رواية شهر بن حوشب وهو ضعيف، ومع ضعفه خالفه الحفاظ في متنه، واتفقوا على روايته بلفظ: "الإيمان
والدين"، وانفرد هو بروايته بلفظ: "العلم"، كما بينته في جزء مستقل أفردته لهذا الحديث، وانظر حديث: "لو كان الإيمان" المار قريبًا.
ثانيهما: تخصيصه ذكر سند أحمد [2/ 420، 422، 469] بالصحة يقتضى أن سند أبي نعيم مغايرٌ له مع أن الجميع رواه من طريق شهر بن حوشب.
2860/ 7465 - "لوْ كانَ الفُحْشُ رجلًا لكانَ شرُّ خلقِ اللَّهِ".
ابن أبي الدنيا في الصمت عن عائشة
قال في الكبير: وفيه عبد الجبار بن الورد، قال البخارى: يخالف في بعض حديثه، قال في الميزان: وثقه أبو حاتم، ورواه عنها أيضًا الطبرانى والطيالسى والعسكرى وغيرهم، فاقتصار المصنف على عزوه لابن أبي الدنيا تقصير.
قلت: فيه أوهام، الأول: أن الشارح لم ير الحديث في الصمت لابن أبي الدنيا حتى يعرف هل خرجه من طريق عبد الجبار أم لا، وإنما رأى الذهبى ذكر في الميزان: أن أسد بن موسى روى هذا الحديث عن عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة [عن] عائشة، فجزم بأن الذهبى خرجه من طريقه.
الثانى: أن عبد الجبار ثقة، وثقه أحمد وابن معين وأبو حاتم وأبو داود ويعقوب بن سفيان والعجلى وابن حبان وابن عدى وابن المدينى وآخرون.
وقول البخارى فيه لا يؤثر في ثقته حتى يعلل به الحديث ويكون ضعيفا كما رمز له المؤلف.
الثالث: أن علة الحديث طلحة بن عمرو الذي رواه عن عطاء عن عائشة.
وعن طلحة رواه الطيالسى، ومن طريقه رواه الطبرانى والعسكرى.
الرابع: أن الطيالسى والمذكورين معه رووه بلفظ: "يا عائشة، إن الفحش لو كان رجلا. . . " الحديث، وهذا موضعه حرف "الياء" لا حرف
"اللام" فلا تقصير إلا من الشارح.
2861/ 7466 - "لوْ كانَ القرآنُ في إهابٍ ما أكلتْهُ النارُ".
(طب) عن عقبة بن عامر وعن عصمة بن مالك
قال الشارح: معا، ثم قال: وفيه ابن لهيعة وغيره.
وقال في الكبير: قال الهيثمى: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك اهـ. وقضية تصرف المصنف أنه لم يخرجه أشهر ولا أعلى من الطبرانى، وكأنه ذهول، فقد خرجه أحمد عن عقبة، ورواه عن عقبة أيضًا الدارمى، قال الحافظ العراقى: وفيه ابن لهيعة وابن عدى، والبيهقى عن عصمة المذكور، وابن عدى عن سهل بن سعد، قال العراقى: وسنده ضعيف، وقال ابن القطان: فيه من كان يلقن، وقال الصدر المناوى: فيه عند أحمد: ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان ولا يحتج بحديثهما عن عقبة اهـ. لكنه يتقوى بتعدد طرقه، فقد رواه أيضًا ابن حبان عن سهل بن سعد ورواه البغوى في شرح السنة وغيره.
قلت: فيه من التخليط والأوهام أمور، الأول: قوله في الشرحين: عن عقبة وعن عصمة معا -غلط، فإن قوله: معا يقتضى أنه رواه بإسناد واحد قال فيه التابعى: عن عقبة بن عامر وعصمة بن مالك أنهما سمعا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول. . .، وليس كذلك بل رواه عن كل واحد منهما بإسناد، ولذلك أعاد المصنف حرف الجر لأن القاعدة عند المحدثين أن الحديث إذا روى عن صحابين معا قال: عن فلان وفلان، بدون إعادة حرف الجر، وإذا روى عن كل واحد بإسناد قالوا: عن فلان وعن فلان كما فعل المؤلف.
الثانى: أنه قال في الصغير عقب حديث عصمة بن مالك: وفيه ابن لهيعة وغيره، مع أن ابن لهيعة لا يوجد في حديث عصمة، وإنما هو في حديث
عقبة بن عامر كما صرح هو بذلك في الكبير نقلا عن غيره.
الثالث: إنه قال في الكبير عقب حديث عصمة أيضًا: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك، وهذا يخالف ما قاله في الصغير.
الرابع: إنه نسب ذلك إلى الحافظ الهيثمى فقال: قال الهيثمى: فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك اهـ. وهذا غلط وكذب على الحافظ الهيثمى فإنه قال في حديث عصمة: رواه الطبرانى [17/ 308]، وفيه الفضل بن مختار وهو ضعيف.
الخامس: أن الهيثمى قال في حديث سهل بن سعد الذي لم يذكر المصنف في المتن فيه عبد الوهاب بن الضحاك: وهو متروك، فنقله الشارح إلى حديث عصمة بن مالك.
السادس: وقضية تصرف المصنف. . . إلخ هو ذهول من الشارح لا من المؤلف، فإن أحمد رواه بلفظ:"لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقى في النار ما احترق "، وهذا موضعه حرف "لو" بعدها "إن" لا "كان" كما هنا.
السابع: قوله: ورواه ابن عدى [1/ 46، 5/ 1933، 8/ 2460] عن سهل بن سعد، قال العراقى (1): وسنده ضعيف، وقال ابن القطان: فيه من كان يلقن -يقتضى أن ابن القطان قال ذلك في حديث سهل بن سعد، وليس كذلك، فإن حديث سهل فيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك، وقال أبو حاتم: كذاب، والدارقطنى: منكر الحديث، وقال ابن حبان: كان يسرق الحديث ثم قال:
(1) المغنى 1/ 274.
ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الوهاب بن الضحاك عن عبد العزيز بن أبي حازم عن سهل بن سعد به.
الثامن: قوله: لكنه يتقوى بتعدد طرقه، فقد رواه ابن حبان عن سهل بن سعد هو تكرار باطل، فإن ابن حبان [2/ 148] رواه من الطريق التي رواه منها ابن عدى.
التاسع: قوله: ورواه البغوى في شرح السنة وغيره، يفيد أن البغوى روى حديث سهل أيضًا، لأنه معطوف على من خرجه، وليس كذلك بل البغوى خرجه من حديث عقبة بن عامر، وذلك من طريق حميد بن زنجويه في الترغيب:
ثنا إسحاق بن عيسى قال: سمعت ابن لهيعة يقول: ثنا مشرح بن هاعان قال: سمعت عقبة بن عامر به.
والحديث أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، وابن شاهين في الترغيب، وابن المغير في جزئه، والطوسى في الأول من أماليه كلهم من طريق ابن لهيعة عن مشرح بن هاعان عن عقبة ابن عامر به.
وأسند ابن شاهين عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: وجه هذا عندنا أن يكون أراد بالإهاب قلب المؤمن وجوفه الذي قد وعى القرآن.
ورواه الطوسى بهذا المعنى ولفظه: "قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا يعذب اللَّه قلبا وعى القرآن".
2862/ 7468 - "لو كانَ المؤمنُ على قصبةٍ فِي البحرِ لَقَيَّضَ اللَّهُ لَهُ منْ يُؤذِيهِ".
(ش) عن -بياض-.
قال الشارح: لم يذكر المصنف صحابية.
قلت: صحابيه أنس بن مالك وهو الحديث المذكور قبله في المتن معزوا للطبرانى والبيهقى في الشعب من حديث أنس، فإن سندهما واحد، وإنما كرره المؤلف لاختلاف لفظه، وفي عزوه إلى ابن أبي شيبة نظر، فإن الحديث خرجه القضاعى في مسند الشهاب من طريق الدارقطنى:
ثنا عبد اللَّه بن جعفر بن أحمد بن حشيش ثنا عثمان بن معبد بن نوح ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو قتادة بن يعقوب بن عبد اللَّه بن ثعلبة بن صغير العذرى عن ابن أخى ابن شهاب عن ابن شهاب عن أنس به.
لكن رواه ابن شاهن في كتاب الصبر له وفي كتاب الترغيب أيضًا فقال: حدثنا عبد اللَّه بن حشيش به، إلا أنه قال: حدثنا عبد الملك بن شيبة المدينى بدل قوله في السند الأول: أبو بكر بن أبي شية.
فإن كان المؤلف نقله من نفس المسند أو المصنَّف وإلا فالعزو إليه غلط بل هو غلط جزما.
2863/ 7471 - "لوْ كانَ جُرَيْجُ الراهبُ فقيهًا عالما لَعلمَ أنَّ إِجابَتَهُ دعاءَ أُمِّهِ أولَى من عبادَة ربِّه".
الحسن بن سفيان والحكيم وابن قانع (هب) عن حوشب
قال الشارح في الشرحين معا: رووه عن شهر بن حوشب، زاد في الكبير: عن أبيه حوشب الفهرى نسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، قال البيهقى: هذا إسناد مجهول اهـ. وفيه محمد بن يونس القرشى الكديمى، قال ابن عدى: متهم بالوضع، وقال ابن منده: حديث غريب تفرد به الحكم ابن الريان عن الليث.
قلت: في هذا أوهام، الأول: أن شهر بن حوشب لا يروى عن أبيه.
الثانى: أن شهر بن حوشب أشعرى لا فهرى.
الثالث: أنه لا وجود لشهر بن حوشب في هذا الإسناد، قال الحكيم الترمذى في نوادر الأصول في الأصل التاسع والخمسن ومائة (1):
حدثنا إبراهيم بن المستمر الهذلى قال: حدثنا الحكم بن الريان اليشكرى حدثنى ليث بن سعد حدثنى يزيد بن حوشب الفهرى عن أبيه قال: "سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"، وذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه الباقون من رواية الليث بن سعد.
الرابع: أن محمد بن يونس الكديمى لم يقع في سند من عزاه المصنف إليهم، وإنما وقع في سند الخطيب [13/ 4]، فإنه رواه من طريقه عن الحكم بن الريان.
الخامس: أنه توبع عليه فرواه جماعة عن الحكم المذكور، فذكره من الجهل بالصناعة الحديثية ومن فضول الكلام.
2864/ 7480 - "لوْ كانَتْ الدُّنيَا تَعِدِلُ عندَ اللَّه جَناحَ بَعُوضَةٍ ما سَقَى كافرًا منها شربةَ ماءٍ".
(ت) والضياء عن سهل بن سعد
قال في الكبير: قال الترمذى: صحيح غريب وليس كما قال، ففيه عبد الحميد بن سليمان، قال أبو داود: غير ثقه، ورواه ابن ماجه والحاكم، وفيه عندهما: زكريا بن منظور، قال الذهبى: ضعفوه.
(1) هو في الأصل الثامن والخمسين والمائة من المطبوع (2/ 32) وبدون ذكر السند كما هو الحال في باقى الأحاديث في النسخة المطبوعة من نوادر الأصول ولعل هذا الاختلاف يرجع إلى تعدد النسخ واللَّه أعلم.
قلت: الحديث صحيح كما قال الترمذى [2/ 52] والحاكم، وإن كان من رواية عبد الحميد بن سليمان عن أبي حازم عن سهل بن سعد؛ لأن عبد الحميد بن سليمان لم ينفرد به، بل تابعه عليه زكريا بن منظور عن أبي حازم، أخرجه ابن ماجه [رقم 4110] والحاكم [4/ 306].
ومع هذا فقد ورد له شاهد من حديث ابن عباس وابن عمر ورجل من الصحابه، والحسن مرسلا.
فحديث ابن عباس خرجه أبو نعيم في الحلية من طريق الحسن بن عمارة عن الحكم عن مجاهد عن ابن عباس.
وحديث ابن عمر خرجه القضاعى [1/ 116] والخطيب [4/ 92] كلاهما من رواية أبي جعفر محمد بن أحمد بن أبي عون عن أبي مصعب عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
وحديث رجل من الصحابة رواه ابن المبارك في الزهد [رقم 509].
أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنى عثمان بن عبيد اللَّه بن رافع: "أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: لو أن الدنيا كانت عند اللَّه في الخير منزلة جناح بعوضة ما أعطى كافرا منها شيئًا".
ومرسل الحسن أخرجه ابن المبارك أيضًا:
أخبرنا حريث بن السائب الأسدى عن الحسن قال: "مر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على مزبلة في طريق من طرق المدينة فقال: من سره أن ينظر إلى الدنيا بحذافيرها فلينظر إلى هذه المزبلة، ثم قال: ولو أن الدنيا تعدل جناح ذباب ما أعطى كافرا منها شيئًا".
2865/ 4781 - "لَوْ كنُتُ آمرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأَة أنْ تسجُدَ لِزوْجِهَا ".
(ت) عن أبي هريرة، (حم) عن معاذ، (ك) عن بريدة
قال في الكبير: رواه أيضًا ابن ماجه عن عائشة، وابن حبان عن ابن أبي أوفى.
قلت: ابن ماجه رواه [رقم 1852] بلفظ: "لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أن رجلا أمر أمرأة أن تنقل من جبل أحمر إلى جبل أسود، ومن جبل أسود إلى جبل أحمر لكان نولها أن تفعل".
وحديث ابن أبي أوفى ظاهر عزو الشارح له إلى ابن حبان أنه لا يوجد مخرجًا في أحد الكتب الستة وإلا لما عدل عنه وهو قصور فقد أخرجه ابن ماجه [رقم 1853]:
حدثنا أزهر بن مروان ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن القاسم الشيبانى عن عبد اللَّه ابن أبي أوفى قال: "لما قدم معاذ من الشام سجد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما هذا يا معاذ؟ قال: أتيت الشام فوافقتهم يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم، فوددت في نفسى أن نفعل ذلك بك، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: فلا تفعلوا، فإنى لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير اللَّه لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها"، الحديث.
ورواه يحيى بن صاعد في مسند عبد اللَّه بن أبي أوفى:
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقى وزياد بن أيوب قالا: ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا أيوب عن القاسم به، ثم رواه عن أحمد بن منصور بن سيار: ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد به.
وحديث معاذ رواه أيضًا البخارى في التاريخ الكبير في الكنى منه عن عبد الرحمن بن شريك [ص 28، رقم 238]:
ثنا أبي سمع أبا خلف عن الحارث بن عميرة الحارثى سمع معاذا باليمن قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو يصلح لأحد أن يسجد لأحد" الحديث.
ورواه البغوى من وجه آخر في التفسير [5/ 58 و 518] عند قوله تعالى في البقرة: "وللرجال عليهن درجة"، وعند قوله تعالى في سورة النساء:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} الآية [34] وذلك من طريق سفيان عن الأعمش عن أبي ظبيان عن معاذ ابن جبل به.
2866/ 7482 - "لَوْ كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ لأمرتُ النساءَ أن يَسجُدْنَ لأزواجِهِنَّ لما جعلَ اللَّهُ لهُمْ عَليهنَّ مِنَ الحقِّ".
(د. ك) عن قيس بن سعد
قلت: أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [2/ 210]:
ثنا الباغندى ثنا عمرو بن عون الواسطى ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا شريك عن حصين عن عامر عن قيس بن سعد بن عبادة قال: "أتيت الحيرة فرأيتهم يسجدون لمرزبان لهم، فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم ذكرت ذلك، فقلت: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحق أن يسجد له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم" وذكره.
ورواه أسلم بن سهل الواسطى بحشل في تاريخ واسط: ثنا أبي ثنا إسحاق الأزرق به.
ورواه أحمد [3/ 158] من حديث أنس بالقصة التي ذكرها الشارح في الكبير، ووود نحوها بسياق أغرب من حديث بريدة أخرجه السمرقندى في التنبيه في باب حق الزوج [ص 422، رقم 1667] ولينظر سنده.
2867/ 7485 - "لوْ كُنتِ امرأةً لغيَّرْتِ أظفَارَكِ بالحِنَّاءِ".
(حم. ن) عن عائشة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وظاهر سكوته عليه أن مخرجه أحمد خرجه وأقره والأمر بخلافه، فقد قال في العلل: حديث منكر، وفي الميزان عن ابن عدى: إنه غير محفوظ.
قلت: هذا أشبه شيء بكلام المجانين، فبينما هو بقول: رمز المصنف لحسنه إذ يقول: وظاهر سكوته عليه، فكيف يجتمع تحسينه إياه مع سكوته عليه؟ ثم يقول: ظاهره أن أحمد خرجه وأقره مع أن أحمد لا يتكلم في مسنده على الأحاديث لا بتضعيف ولا تصحيح، وكونه قال في كتاب له آخر وهو العلل: إنه منكر، لا يقال قيه: إنه أخرجه ولم يقره، وقد نص أحمد نفسه على أن كل ما في المسند فهو عنده مقبول، وإنه لا يخرج فيه حديثا منكرا، وكذلك النسائى [8/ 142]، وقول ابن عدى في مطيع بن ميمون راوى هذا الحديث: إن له ثلاثة أحاديث غير محفوظة، إنما هو لقلة أحاديثه.
2868/ 7487 - "لَوْ لمْ تُذنِبُوا لجاءَ اللَّهُ تعالَى بقَوْمٍ يُذنِبون لِيغفرَ لهُمْ".
(حم) عن ابن عباس
قال في الكبير: فظاهر صنيع المصنف أنه مما لم يخرجه من الستة أحد، وهو عجيب، فقد خرجه مسلم في التوبة من حديث أبي أيوب بلفظ:"لولا أنكم تذنبون لخلق اللَّه خلقا يذنبون فيغفر لهم"، وبلفظ:"لولا أتكلم لم تكن لكم ذنوب يغفرها لكم لجاء اللَّه بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم"، ومن حديث أبي هريرة بلفظ:"والذي نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب اللَّه بكم ولجاء بقوم يذنبون فيغفر لهم".
قلت: جوابه فيه، فإنه ليس واحد من هذه الألفاظ يدخل هنا في "لو لم". وقد ذكر المصنف حديث أبي أيوب فيما سيأتى قريبًا بلفظ:"لولا أنكم"، وعزاه لأحمد [5/ 414] ومسلم [17/ 64] والترمذى [رقم 3606]، وذكر جميع رواياته في الكبير.
ثم ظاهر اقتصار الشارح على عزو حديث أبي هريرة لمسلم أنه لم يخرجه من الستة غيره، وقد خرجه أيضًا الترمذى، وخرجه الطيالسى [ص 337، رقم: 2583]، وابن أبي الدنيا في حسن الظن [ص 33، رقم 22 وص 94، رقم 122] من وجه آخر غير الذي خرجه منه الترمذى.
وخرجه أيضًا أحمد والحاكم من وجهين آخرين.
وحديث أبي هريرة أخرجه أيضًا أحمد في المسند [2/ 305] وغيره.
وورد الحديث أيضًا من حديث عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب عند القضاعى في مسند الشهاب، ومن حديث أنس بن مالك عند أحمد، وابن أبي الدنيا في حسن الظن [ص 34، رقم 23].
ورواه البخارى في التاريخ الكبير عنه موقوفًا، ومن حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص عند ابن جرير في التفسير، والدولابى في الكنى، وابن أبي الدنيا في حسن الظن [ص 34، رقم 24]، والطبرانى في الكبير، والحاكم في المستدرك [4/ 246]، وقد ذكرت أسانيد الجميع في مستخرجنا على مسند الشهاب، وورد موقوفًا من حديث حذيفه عند البخارى في التاريخ الكبير [7/ 176].
2869/ 7488 - "لَوْ لَمْ تَكونُوا تُذنبُون لخفْتُ عليكُمْ مَا هُو أكبرُ منْ ذلكَ العُجبَ العُجبَ".
(هب) عن أنس بإسناد ضعيف
قال في الكبير: قال الحافظ العراقى: فيه سلام بن أبي الصهباء، قال البخارى: منكر الحديث، وأحمد: حسن الحديث اهـ. ورواه أيضًا ابن حبان في الضعفاء، والديلمى في مسند الفردوس وطرقه كلها ضعيفه، ولهذا قال في الميزان عند إيراده: ما أحسنه من حديث لو صح، وكان ينبغى للمصنف تقويته بتعددها الذي رقاه إلى رتبة الحسن، ولهذا قال في المنار: هو حسن بها، بل قال المنذرى: رواه البزار بإسناد جيد.
قلت: بل كان ينبغى لك السكوت عن هذا الفضول الذي نزل بك إلى رتبة الجهل، فهؤلاء كلهم رووه من طريق واحدة من رواية سلام بن أبي الصهباء، على أن ابن حبان لم يسنده بل قال في ترجمة سلام بن أبي الصهباء [2/ 340]: هو ممن فحش خطئه وكثر وهمه لا يجور الاحتجاج به إذا انفرد، روى عن ثابت البنانى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لو لم تذنبون" الحديث رواه عنه الحجبى اهـ.
فقول الشارح: رواه ابن حبان من خطئه أيضًا.
ورواه القضاعى في مسند الشهاب من طريق العباس بن الفضل الإسفاطى: ثنا الحجبى ثنا سلام بن أبي الصهباء به.
ورواه ابن عدى في الكامل [1/ 64 و 3/ 1152] عن إسحاق المنجنيقى: ثنا ابن أبي الشراب ثنا سلام بن أبي الصهباء به.
وذكره البخارى في التاريخ الكبير من طريق عبد اللَّه بن عبد الوهاب: ثنا سلام ابن أبي الصهباء به، وقال العقيلى [2/ 159]: إنه لا يتابع عليه، وقد روى بإسناد صالح.
قلت: يريد ما هو أعم من هذا اللفظ كما علم من اطلاقاته، وكأنه يريد الحديث المذكور قبله المخرج في صحيح مسلم، أما هذا فانفرد به سلام بن أبي الصهباء، وقول الحافظين المنذرى والهيثمى: رواه البزار بإسناد جيد يعنيان هذا
الإسناد أيضًا، لأن سلام بن أبي الصهباء قال فيه أحمد: حسن الحديث، وقال أبو حاتم: شيخ، وقال ابن عدى: أرجو أنه لا بأس به، فلم يبق لما قاله الشارح أصلا ولا مستند.
2870/ 7492 - "لَوْ مرَّت الصدقة علَى يدى مائةٍ لَكانَ لهُمْ منَ الأجرِ مثلُ المبْتدئ من غير أَنْ ينقُصَ من أجرِهِ شيئًا".
(خط) عن أبي هريرة
قال في الكبير: وفيه عبد اللَّه بن سعيد المقبرى، قال في الضعفاء: تركوه.
قلت: له شاهد من حديث جابر، قال الطبرانى في مكارم الأخلاق:
ثنا محمد بن عبد اللَّه الحضرمى ثنا سفيان بن وكيع ثنا حيويه الرازى ثنا محمد ابن عبد الملك عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لو مرت الصدقة على يدى سبعين ألفا لكان آجر آخرهم مثل أجر أولهم".
2871/ 7493 - "لوْ نَجَا إحد من ضمَّةِ القبرِ لنَجا سعدُ بنُ معاذٍ، ولقَدْ ضُمَّ ضمَّةً ثم روخِى عنْهُ".
(طب) عن ابن عباس
قلت: في الباب عن جماعة منهم عائشة وابن عمر خرجها الطحاوى في مشكل الآثار انظر (ص 107 من الجزء الأول):
2872/ 7499 - "لَو يعلمُ المؤمنُ مَا عندَ اللَّه من العقُوبة مَا طمِعَ في الجنَّة أحدٌ، ولو يعلَمُ الكافرُ ما عِنْدَ اللَّهِ منَ الرَّحمة ما قَنَطَ مِنَ الجنَّةِ أحدٌ".
(ت) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهره أن الترمذى تفرد به عن الستة، وأنه لا وجود له في أحد الشيخين وإلا لما عدل عنه، وهو ذهول عجيب فقد خرجه الشيخان في التوبة واللفظ لمسلم.
قلت: أبى اللَّه لهذا الرجل أن ينطق بصواب ولو في موضع الصواب، فإنه أصاب في هذا التعقب والمؤلف قصر في عزو الحديث إلى الترمذى وحده مع أنه في صحيح مسلم بهذا اللفظ، ولكن الشارح أخطأ أيضًا في عزوه إلى البخارى، فإنه لم يخرجه، وأخطأ في قوله: في كتاب التوبة، فإن صحيح البخارى ليس فيه كتاب التوبة، وإنما هو في صحيح المسلم (1).
2873/ 7503 - "لَوْ يعلَمُ الناسُ مَا فِي التأذين لتضاربُوا عليهِ بالسيُوفِ".
(حم) عن أبي سعيد
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وقد قال المنذرى والهيثمى: فيه ابن لهيعة وفيه ضعف وأقول: اقتصارهما على ابن لهيعة غير مرضى إذ فيه أيضًا دراج عن أبي الهيثم وقد ضعفوه.
قلت: لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف، ومن عجائب الدنيا أن يتعقب الشارح على الحافظين المنذرى والهيثمى فيما يتعلق بالرجال وصناعة الحديث، فدراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد نسخة حسنة على مذهب الجمهور، وكم منها في صحيح ابن حبان وابن خزيمة والحاكم، فلا يتعرض لها إلا مثل الشارح الذي لا يعلم عن هذا الفن شيئًا، وإنما يدخل نفسه في الفضول، أما ابن لهيعة ففيه مقال طويل معروف وكثير من الحفاظ يحسن ما انفرد به، فكيف بما توبع عليه كهذا الحديث المخرج معناه في الصحيحين (2) من حديث أبي هريرة كما مر في المتن قبل هذا.
(1) كتاب التوبة، باب (4)، رقم (23).
(2)
رواه البخارى (1/ 159، 167، 3/ 238) ورواه مسلم في: كتاب الصلاة باب (28)، رقم:(129).
2874/ 7505 - "لَوْ يعلَم صَاحِبُ المسألة مَا لَهُ فِيهَا لمُ يَسْألُ".
(طب) والضياء عن ابن عباس
قال في الكير: قال الهيثمى: فيه قابوس بن أبي ظبيان وفيه كلام، وأقول: فيه أيضًا حرملة بن يحيى، أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: قال أبو حاتم: لا يحتج به، وجرير بن حازم قال الذهبى: تغير قبل موته.
قلت: الرجلان ثقتان إمامان من رجال الصحيح بيد أن الشارح لا يفهم من هذا الفن شيئًا.
2875/ 7514 - "لَوْلا أنَّ الكلابَ أمةٌ منَ الأُمَمِ لأمرْتُ بقتْلِهَا كُلِّهَا، فاقتُلُوا مِنْهَا الأسودَ البهيمَ".
(د. ت) عن عبد اللَّه بن مغفل
قلت: ورواه أيضًا أبو نعيم في الحلية [7/ 111] عن الطبرانى، ثم من رواية الثورى والأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عبد اللَّه بن مغفل.
ورواه أبو أحمد الغطريفى في جزئه من طريق أبي عامر سعيد بن العلاء قال: كنت في جنازة أبي سفيان بن العلاء أخى أبي عمرو بن العلاء ومعنا شعبة، فلما وفي قال شعبة:
حدثنى هذا وأشار إلى أبي سفيان أنه قال: سمعت رجلا يسأل الحسن من حدثك أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها؟ فقال: حدثنى -واللَّه- عبد اللَّه بن مغفل في هذا المسجد، وأشار إلى الجامع.
ورواه البغوى في التفسير من طريق أبي القاسم البغوى في الجعديات: أنا على ابن الجعد أنا المبارك بن فضالة عن عبد اللَّه بن مغفل به.
ورواه الثقفى في الثقفيات من حديث جابر بزيادة فقال:
حدثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى ثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب الشيبانى الحافظ ثنا الحسين بن الفضل ثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد اللَّه قال: "أمرنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب فقتلناها حتى أن كانت الأعرابية تجئ معها كلبها فنقتله، ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لولا أن الكلاب أمة من الأمم أكره أن أفنيها لأمرت بقتلها، لكن اقتلوا منها كل أسود بهيم ذى عينين ببغاوين".
2876/ 7515 - "لَوْلَا أنَّ المسَاكينَ يكذبُونَ ما أَفلحَ مَن ردَّهُمْ".
(طب)
زاد الشارح في الكبير: والقضاعى عن أبي أمامة، قال الهيثمى: فيه جعفر ابن الزبير وهو ضعيف، وفي الميزان عن العقيلى: لا يصح في هذا شيء، وحكم ابن الجوزى بوضعه ونازعه المصنف.
قلت: عطف الشارح للقضاعى على الطبرانى صريح في أنه خرجه أيضًا من حديث أبي أمامة وليس كذلك، بل أخرجه من حديث عائشة ففيه إيهام قبيح، وقوله: وحكم ابن الجوزى بوضعه يفيد أنه حكم بوضعه من هذا الطريق وليس كذلك، بل أورده من عند ابن عدى، ثم من طريق عمر بن موسى عن القاسم عن أبي أمامة قال [2/ 156]: وتابعه عبد العزيز بن بحر عن هياج بن بسطام عن جعفر بن الزبير عن القاسم، قال: وعمر بن موسى يضع، قال: وهياج وشيخه متروكان اهـ.
مع أن الطبرانى خرجه من رواية إبراهيم بن طهمان عن جعفر بن الزبير، والحديث له طرق أخرى من حديث عائشة وأنس وأبي هريرة وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص.
فحديث عائشة رواه الدينورى في المجالسة، والقضاعى في مسند الشهاب، وابن السبط في فوائده، والعقيلى في الضعفاء.
وحديث أنس رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان، والثقفى في الثقفيات، والعقيلى في الضعفاء.
وحديث أبي هريرة رواه ابن صرصرى في أماليه.
وحديث عبد اللَّه بن عمرو رواه العقيلى.
وقد أوردت أسانيد الجميع في المستخرج على مسند القضاعى.
2877/ 7418 - "لَوْلَا المرأةُ لَدخَلَ الرجلُ الجنةَ".
الثقفى عن أنس
أورد الشارح في الكبير سنده الذي ذكره المؤلف في اللآلئ وهو من رواية بشر ابن الحسين عن الزبير بن عدى عن أنس، ثم قال: أورده المؤلف في مختصر الموضوعات، وقال: بشر متروك اهـ. ثم قال: وظاهره أنه لم يره مخرجًا لأحد من المشاهير الذين يضع لهم الرموز وإلا لما أبعد النجعة مع أن الديلمى خرجه باللفظ المزبور.
قلت: هذا من الهراء الفارغ والتعنت البارد، بل من الجهل بقواعد العزو والتخريج فإن العزو إلى الثقفى أعلى من العزو إلى الديلمى لكونه أكبر وأقدم ولكون مسند الفردوس مشحونا بالموضوعات والمنكرات بحيث لا يعزى إليه إلا عند الضرورة على أنه يسند من طريق أبي نعيم.
وهذا الحديث خرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 333، 2/ 233] في ترجمة بشر بن الحسين، ثم أعاده في ترجمة عمرو بن سليمان بن محمد القرشى فكان العزو إليه أولى من الديلمى هذا لو كان التعقب حقًا، وكان الديلمى خرجه بهذا اللفظ، بل خرجه بلفظ [3/ 402، رقم 5118]: "لولا النساء لعبد اللَّه حق عبادته"، وقد ذكره المصنف بعد هذا بحديث وعزاه الديلمى فاعجب لجهل الشارح.
2878/ 7523 - "لَوْلَا عباد للَّه ركَّعٌ، وصِبيةٌ رضَّعٌ، وبهائم رتَّعٌ، لَصُبَّ عليكُم العذابُ صبا، ثم رُصَّ رصًا".
(طب. هق) عن مسافع الديلمى
قال في الكبير: هو من رواية مالك بن عبيدة بن مسافع عن أبيه عن جده، قال الذهبى في المهذب: ومالك وأبوه مجهولان، وقال الهيثمى بعد ما عزاه للطبرانى: فيه عبد الرحمن بن سعد بن عمار وهو ضعيف اهـ. وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه من التوقف إلا أن يكون اعتضد.
قلت: نعم اعتضد، فقد ورد له شاهد من حديث أبي هريرة، أخرجه البزار وأبو يعلى والطبرانى في الأوسط، وابن شاهين في الترغيب، والخطيب في التاريخ [6/ 64]، والكنجروذى في الكنجروذيات، ومن طريقه البندهى في شرح المقامات كلهم من طريق سريج بن يونس.
ثنا إبراهيم بن خيثم بن عراك بن مالك عن أبيه عن جده عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مهلا عن اللَّه مهلا فلولا شباب خشع وشيوخ ركع وبهائم رتع وأطفال رضع لصب علكم العذاب صبا"، لفظ ابن شاهين، وإبراهيم ابن خيثم ضعيف.
ثم إن حديث مسافع أخرجه أيضًا الدولابى في الكنى:
حدثنا محمد بن عوف الطائى ثنا هشام بن عمار ثنا عبد الرحمن بن سعد القرطى ثنى مالك بن عبيدة الديلمى عن أبيه أنه حدثه عن جده عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به.
2879/ 7526 - "لَيأتينَّ هذَا الحَجر يومَ القيامةِ لَهُ عينان يُبصرُ بِهِمَا ولسان ينِطقُ بِهِ، يشهَدَ عَلَى من استلَمَهُ بِحَقٍّ".
(هـ. هب) عن ابن عباس
قال في الكبير: ظاهر اقتصاره على ابن ماجه من بين الستة أنه لم يخرجه منهم سواه، وليس كذلك، بل خرجه الترمذى عن ابن عباس أيضًا وقال:
حسن، وتبعه المصنف فرمز لحسنه، لكن فيه عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم، أورده الذهبى في الضعفاء قال: قال يحيى: أحاديثه ليست بقوية.
قلت: الترمذى رواه بلفظ لا يدخل هنا، فإنه قال [رقم 961]:
حدثنا قتيبة ثنا جرير عن ابن خيثم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الحجر: "واللَّه ليبعثنه اللَّه يوم القيامة له عينان" الحديث، فهذا لو صح للمصنف إيراده لكان موضعه من كتابه حرف "الواو" لا حرف "اللام"، ولكنه لا يورده أصلًا لأنه مبنى على لفظ من ألفاظ الصحابى لو حذفه واقتصر على المرفوع الذي هو شرط كتابه لجاء المتن ناقصا لا يعرف الضمير فيه على أى شيء يعود، ثم إن عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم ثقة حجة من رجال الصحيح احتج به مسلم في صحيحه، وقال ابن معين: ثقة حجة ووثقه أيضًا جماعة، والشارح لجهله بالحديث ورجاله يظن أنه لا يصح الحديث أو يحسن حتى يكون راويه سالما من كل قول [و] لم يتكلم فيه أحد قط، وهذا لا يكاد يوجد في الرواة، بل وفي عباد اللَّه كافة، ولا تجد ترجمة رجل من رجال الصحيحين المجمع عليهما سالمة من مثل هذا القول وأشد منه بكثير، غير أن الشارح لا يعرف لأنه لم يكن من أهل هذه الصناعة.
2880/ 7528 - "لَيَأتينَّ عَلَى النَّاسِ زَمانٌ يُكذَّب فيه الصادِقُ، ويُصدَّقُ فيه الكاذِبُ، ويُخوَّن فيه الأمينُ، ويُؤتمَنُ الخؤونُ ويشهدُ المرءُ ولم يُستشهَدْ، ويَحلفُ وَإِنْ لم يُسْتحلفْ، ويكون أسعدُ الناسِ بالدُّنيا لُكَع ابن لُكع، لَا يُؤمِنُ باللَّهِ ورسُولِهِ".
(طب) عن أم سلمة
قلت: أخرجه من قبله البخارى في التاريخ الكبير [4/ 2/ 279](1):
حدثنا عبد اللَّه بن صالح ثنا الليث قال: حدثنى يحيى بن سليم بن زيد مولى
(1) وقع خطأ في فهارس التاريخ الكبير حيث تصحفت رقم الصفحة من (279) إلى (179).
النبي صلى الله عليه وسلم عن مصعب بن أبي أمية قال: حدثتنى أم سلمة أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول مثله.
2881/ 7533 - "ليُؤذِّن لَكُم خِيَارُكُمْ ولْيَؤمكُمْ قُرَّاؤُكُمْ".
(د. هـ) عن ابن عباس
قال في الكبير: هو عندهما من حديث حسين بن عيسى عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس، وحسين هو أخو سليم القارى، قال الذهبى: له مناكير، وفي فتح العزيز نسب إليه أبو زرعة وأبو حاتم النكارة في حديثه، وبذلك يعرف ما في رمز المصنف لصحته.
قلت: المصنف ما رمز لصحته وإنما رمز لحسنه، وذلك لأن حسين بن عيسى ذكره ابن حبان في الثقات، ولحديثه هذا شواهد بمعناه كثيرة.
2882/ 7536 - "لَيِؤُمَّكُمْ أكْثَركُمْ قراءةً للقرآنِ".
(ن) عن عمرو بن سلمة
قلت: ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان من حديث ابن عمر بزيادة فقال [1/ 352]:
حدثنا أبو عبد اللَّه طاهر بن أحمد بن حمدان اللاسكى ثنا محمد بن جعفر الأسنانى ثنا محمد بن يوسف الفراء ثنا هشام بن عبيد اللَّه ثنا محمد بن الفضل عن صالح بن حسان عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليؤمكم أقرؤكم وإن كان ولد زنى".
2883/ 7541 - "ليبلِّغ شَاهدكُمْ غائبَكُمْ لَا تُصَلُّوا بعدَ الفجرِ إلَّا سجدَتَيِنْ".
(د. هـ) عن ابن عمر
قال الشارح: وإسناده صحيح خلافا لقول المؤلف حسن فقط.
وقال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله موثقون ومن ثم رمز المصنف لحسنه.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن الحديث لولا شواهده لما حسنه المؤلف لأنه ضعيف فضلا عن أن يكون صحيحا، وذلك لأنه مضطرب السند وإن كان رجاله ثقات، فإنه من رواية قدامة بن موسى عن أيوب بن حصين عن أبي علقمة عن يسار مولى ابن عمر قال:"رآنى ابن عمر وأنا أصلى بعد طلوع الفجر فقال: يا يسار، إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج علينا ونحن نصلى هذه الصلاة فقال: ليبلغ. . . "، وذكره.
هكذا رواه أحمد [5/ 45، 49، 73، 366، 411] وأبو داود [رقم 1278] والبخارى في التاريخ الكبير.
ورواه ابن ماجه [رقم 235] من طريق الدراوردى عن قدامة بن موسى فقال: عن محمد بن الحصين عن أبي علقمة مولى ابن عباس عن يسار.
وهكذا رواه البخارى في التاريخ الكبير من رواية عمر بن على الفلاس عنه.
ورواه أبو عاصم عن قدامة فقال: عن أبي علقمة عن يسار ولم يذكر ابن الحصين.
ورواه وكيع عن قدامة فقال: عن شيخ عن ابن عمر ذكرها أيضًا البخارى، فهذا اضطراب يوجب ضعف الإسناد.
ثانيهما: أن الحافظ الهيثمى لم يذكر حديث ابن عمر هذا أصلًا ولا يتصور أن ذكره لأنه ليس من الزوائد.
2884/ 7542 - "لَيِبيتن أقوامٌ من أمتى علَى أكل وَلهوٍ وَلعبٍ ثُمَّ لَيُصبِحُنَّ قَردةً وخنَازيرَ".
(طب) عن أبي أمامة
قلت: أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان عن الطبرانى، لكن من حديث ابن
عباس، قال أبو نعيم [2/ 126]:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن محمد الجمال الأصبهانى ثنا على بن يونس الأصبهانى ثنا أبو داود الطيالسى ثنا جعفر بن سليمان الضبعى ثنا فرقد السبخى عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليبيتن قوم من هذه الأمة" الحديث.
قال أبو نعيم: غريب من حديث قتادة عن سعيد تفرد به على بن يونس عن أبي داود.
قلت: إن أراد أنه تفرد عن أبي داود برواية قتادة عن سعيد بن المسيب فيمكن، وإن أراد أنه تفرد به عن أبي داود مطلقا فلا، فقد رواه يونس بن حبيب في المسند عن أبي داود الطيالسى بسنده، إلا أنه قال:
حدثنا جعفر بن سليمان الضبعى عن فرقد السبخى عن عاصم بن عمرو البجلى عن أبي أمامة به مطولًا، وليس هذا اختلافا من فرقد، فقد رواه أحمد في المسند [5/ 259] عن سيار بن حاتم:
ثنا جعفر قال: أتيت فرقدا يوما فوجدته خاليا، فقلت: يا ابن أم فرقد لأسألنك اليوم عن هذا الحديث، فقلت: أخبرنى عن قولك في الخسف والقذف أشئ تقوله أنت أو تأثره عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لا، بل آثره عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قلت: ومن حدثك؟ قال: حدثنى عاصم بن عمرو البجلى عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثنى قتادة عن سعيد بن المسيب وحدثنى به إبراهيم النخعى أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"تبيت طائفة من أمتى على أكل وشرب" الحديث، هكذا قال أحمد في روايته.
ورواه ابنه عبد اللَّه في زوائده [5/ 329] عن إسحاق بن منصور الكوسج أنا الفضل بن دكين ثنا صدقة بن موسى عن فرقد السبخى ثنا أبو منيب الشامى عن أبي عطاء عن عبادة بن الصامت عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحدثنى شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحدثنى عاصم بن
عمرو البجلى عن أبي أمامة عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وحدثنى سعيد بن المسيب، أو حُدثتُ عنه عن ابن عباس عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"والذي نفس محمد بيده ليبيتن ناس من أمتى على أشر وبطر ولعب ولهو فيصبحوا قردة وخنازير باستحلالهم المحارم والقينات وشربهم الخمر وأكلهم الربا ولبسهم الحرير"، وفرقد السبخى ضعيف.
2885/ 7544 - "ليتَّخذ أحدُكُم قلبًا شاكِرًا، ولِسَانًا ذاكِرًا، وزوْجةً مؤمنةً تعينُه علَى أمرَ الآخَرةِ".
(حم. ت. هـ) عن ثوبان
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، قال الحافظ العراقى: هذا حديث منقطع.
قلت: هو من رواية سالم بن أبي الجعد عن ثوبان، وقد حسنه الترمذى [رقم 3093]، ثم قال: سألت البخارى، فقلت له: سالم بن أبي الجعد سمع من ثوبان؟، فقال: لا، قلت له: ممن سمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: سمع من جابر بن عبد اللَّه وأنس بن مالك، وذكر غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هـ.
وكذا قال أحمد وأبو حاتم.
والحديث خرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية [1/ 182 و 193] في ترجمة ثوبان من طرق عن سالم المذكور.
وكذا أخرجه المحاملى، ومن طريقه البندهى، وآخرون في التفسير (1).
2886/ 7556 - "ليدخلَنَّ الجنةَ بشفاعةِ رجلٍ من أمَّتى أكثرُ منْ بَنِى تَميمٍ".
(حم. هـ. حب. ك) عن عبد اللَّه بن أبي الجذعاء
(1) تفسير ابن كثير (4/ 81).
قال في الكبير: بضم الجيم وسكون المعجمة.
قلت: هذا خطأ فاحش بل هو بفتح الجيم.
2887/ 7558 - "ليدخلنَّ بشفاعةِ عُثْمَان سبعُون ألفًا، كُلُّهُم قَد استوجَبُوا النَّارَ الجنةَ بغيرِ حسَابٍ".
ابن عساكر عن ابن عباس
قال في الكبير: قضية تصرف المصنف أن ابن عساكر خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه، بل قال: روى بإسناد غريب عن ابن عباس رفعه وهو منكر اهـ. وأقره عليه الذهبى في اختصاره لتاريخه.
قلت: هذه صفاقة وجه متناهية، فالمؤلف رمز له بعلامة الضعيف، فكيف تكون هذه القضية لولا التعنت وقلة الحياء، نعم الحديث ظاهر الوضع والبطلان، فكان على المؤلف أن لا يذكره في هذا الكتاب.
2888/ 7565 - "لِيسْتَحِى أحدُكُمْ من مَلَكْيه اللَّذيْنِ معَهُ، كَمَا يَسْتَحِى منْ رجُلَيْنِ صالِحَيْن منْ جيَرانِهِ، وَهُمَا معَهُ باللَّيلِ والنَّهارِ".
(هب) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه سكت عليه والأمر بخلافه، بل تعقبه بقوله: إسناده ضعيف وله شاهد ضعيف اهـ. وذلك لأن فيه ضعفاء منهم معارك ضعفه الدارقطنى وغيره.
قلت: هذا كذب على ظاهر صنيع المصنف، فإنه رمز له بعلامة الضعيف.
2889/ 7566 - "لِيسْتَرجِعْ أحدُكُم فِي كُلِّ شيءٍ، حَتَّى في شِسْعِ نَعلِهِ، فإنَّهَا منَ المصَائبِ".
ابن السنى في عمل يوم وليلة عن أبي هريرة
قال في الكبير: وفيه يحيى بن عبد اللَّه وهو التيمى، قال الذهبى في الضعفاء: قال أحمد: ليس بثقة.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن يحيى بن عبد اللَّه المذكور في سنده ليس هو الجابر التيمى الذي يقصده الشارح لأن التيمى المذكور لا يروى عن أبيه، وهذا رواه عن أبيه عن أبي هريرة، فهو يحيى بن عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة والد إسماعيل بن يحيى التيمى، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: يعتبر حديثه إذا روى عنه غير يحيى بن عثمان.
قلت: وهذا من رواية هشيم عنه، وأما الذهبى فقال: ما علمت روى عنه سوى يحيى بن عثمان.
ثانيهما: أن الذهبى لم ينقل في ترجمة الجابر التيمى عن أحمد أنه قال: ليس بثقة، بل بالعكس فإنه نقل عن أحمد أنه قال: ليس به بأس.
2890/ 7567 - "لِيستَغْنِ أحدُكُم بِغنَى اللَّهِ غَدَاءَ يومِهِ وعَشَاءَ ليلَتِهَ".
ابن المبارك عن واصل مرسلا
قال في الكبير: واصل في التابعين أسدى ورقاشى وبصرى ومهلبى وغيرهم فتميزه كان أولى اهـ. ثم ظهر له أن يعينه، فقال في الصغير: واصل بن عطاء التابعى.
قلت: ما أصاب لا في الأول ولا في الأخير، أما الأول: فإن من ذكرهم ليس واحد منهم تابعيا إلا الأسدى، فجماعة فيهم من هو تابعى وفيهم من ليس بتابعى، وما رأى المصنف (1) إلا تقريب التهذيب، وليس فيه واصل أسدى تابعى.
وأما الأخير: فإن واصل بن عطاء ليس تابعيا أيضًا، وإنما هو من أصحاب الحسن، ثم هو ليس من أهل الحديث، ولئن كان هو فمن أين عرفه بعد أن توقف في تعيينه ولم يعرفه في الكبير؟!
(1) يقصد الشارح كما يدل على ذلك السياق.
2891/ 7570 - "ليْسَ الإيمانُ بالتَّمَنى وَلَا بالتَّحَلِّى، ولكنْ هُوَ مَا وَقَرَ فِي القلبِ، وصدَّقَهْ العملُ".
ابن النجار، (فر) عن أنس
قال في الكبير: قال العلائى: حديث منكر تفرد به عبد السلام بن صالح العابد، قال النسائى: متروك، وابن عدى: مجمع على ضعفه، وقد روى معناه بسند جيد عن الحسن من قوله: وهو الصحيح إلى هنا كلامه، وبه يعرف أن سكوت المصنف عليه لا يرتضى.
قلت: المصنف لم يسكت عليه، بل رمز لضعفه، وإذا كان الرمز لضعفه سكوتا فهو إذا لم يخرج حديثا ولا عزاه لأنه لم يصرح بأسماء المخرجين، وإنما ذكر رموزهم، ثم إن عبد السلام بن صالح ليس هو علة الحديث ولا هو مجمع على ضعفه، بل وثقه إمام أهل الفن يحيى بن معين وغيره، ومن تكلم فيه إنما تكلم لأجل التشيع على عادتهم مع شيعة أهل البيت، ولكن علة الحديث يوسف بن عطية، فإن عبد السلام بن صالح رواه عن يوسف بن عطية الصفار عن قتادة عن الحسن عن أنس، ويوسف ضعيف جدا.
والحديث خرجه أيضًا أبو عبد الرحمن السلمى في الأربعين بهذا السند، وكذلك أبو نعيم في الأربعين، إلا أنه قال عن قتادة عن أنس لم يذكر الحسن بينهما، وراد فيه:"والعلم علمان علم في القلب فذلك العلم النافع، وعلم في اللسان فذلك حجة اللَّه على ابن آدم".
ورواه ابن الجوزى في العلل المتناهية [1/ 73، 74] من طريق أبي بكر بن مردويه:
حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم ثنا عمران بن عبد الرحيم ثنا أبو الصلت به بإثبات الحسن، وقدم الجملة الأخيرة فقال: "العلم علمان علم باللسان وعلم بالقلب، فأما علم اللسان فحجة اللَّه على ابن آدم، وأما العلم الذي في
القلب فالعلم النافع، وليس الإيمان بالتحلى ولا بالتمنى" الحديث.
2892/ 7573 - "ليسَ الجهادُ أن يضربَ الرجلُ بسيفِهِ في سبيلِ اللَّهِ تعالَى، إنما الجهادُ من عالَ والديْهِ، وعالَ ولَدَهُ فَهُو فِي جهادٍ، وَمنْ عَالَ نَفْسَهُ فكفَّهَا عن الناس فَهُو فِي جِهاد".
ابن عساكر عن أنس
قال في الكبير: قضية تصرف المصنف أن هذا لم يره مخرجًا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو عجب فقد خرجه أبو نعيم والديلمى فكان ينبغى عزوه إليهما.
قلت: إنما العجب من تعتنتك وجهلك فأبو نعيم خرجه ولم يعزه إليه المؤلف فكان ماذا؟ ومن ذا قال أن أبا نعيم أشهر من ابن عساكر وأنه ينبغى العزو إلى المشهور دون غيره أو أنه يجب الاستقصاء في العزو؟!
ثم إن هذا المتعنت رأى الحديث في مسند الفردوس للديلمى مسندا فعزاه إلى أبي نعيم من غير أن يعرف في أى كتاب خرجه؟.
وهو عنده في الحلية [6/ 300] في ترجمة الربيع بن عبد الرحمن المعروف بابن برة.
2893/ 7581 - "ليَسَ الكذَابُ بالَّذِى يُصلِحُ بينَ النَّاس فَينمِى خَيْرًا ويقولَ خيرًا".
(حم. ق. د. ت) عن أم كلثوم بنت عقبة (طب) عن شداد بن أوس
قلت: وفي الباب أيضًا عن ابن عباس أخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان من طريق يعيش بن الجهم.
ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس الكذَّاب الذي يقول الخير وينشره".
ورواه ابن قتيبة في عيون الأخبار من حديث عبد الرحمن بن عوف فقال:
حدثنا محمد بن عبيد ثنا بربر بن هارون أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهرى عن حميد بن عبد الرحمن عن أبيه مرفوعًا: "لم يكذب من قال خيرا وأصلح بين اثنين".
قلت: وهذا غلط فإن الرواة عن الزهرى كلهم قالوا: عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم بنت عقبة.
2894/ 7583 - "ليسَ المؤمنُ الذي يشبع وجارهُ جائعٌ إلى جنبِهِ".
(خد. طب. ك. هق) عن ابن عباس
قال في الكبير: قال الحاكم: صحيح، فتعقبه الذهبى في التلخيص بأنه من حديث عبد العزيز بن يحيى وليسى بثقه، وفي المهذب بأن فيه ابن المساور مجهول، وقال الهيثمى: رجال الطبرانى ثقات، وقال المنذرى: رواة الطبرانى وأبي يعلى ثقات.
قلت: سبحان اللَّه لم يرد اللَّه تعالى لهذا الرجل أن يصيب لا في التعقب ولا في السكوت، فإن المؤلف وهم هنا في عزو حديث ابن عباس إلى الحاكم، فإن الحاكم لم يخرجه من حديثه، بل من حديث عائشة [2/ 12] وذلك من رواية محمد بن على بن زيد الصائغ:
ثنا عبد العزيز بن يحيى ثنا سليمان بن بلال عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه عن عائشة بلفظ: "ليس المؤمن الذي يبيت شبعانا وجاره جائع إلى جنبه".
والشارح نقل تعقب الذهبى من التخليص ولم يتنبه لكون الحديث فيه عن عائشة لا عن ابن عباس.
2895/ 7585 - "ليس المسكينُ الذي يطوفُ على الناسِ فتردُّهُ اللقمة واللقمتانِ، والتمرةُ والتمرتانِ، ولكن المسكينُ الَّذِى لا يجدُ غِنًى يُغنيهِ، ولا يُفطَنُ فَيُتَصَدَّقُ عليهِ، ولا يَقُومُ فيسألُ الناسَ".
مالك (حم. ق. د. ن) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر عزوه إلى من ذكر أن بقية الستة لم يخرجوه، لكن حكى بعضهم الاتفاق عليه من حديث عائشة.
قلت: بل الذي ينبغى أن يحكى هو الاتفاق على أنك ما شممت للحديث رائحة ولا قرأت يوما ما كتابًا من كتبه على الإطلاق، فكأنك فهمت أن قول المحدثين: متفق عليه معناه أنه رواه الستة كلهم، وهذا يكاد يعلم جهلة العجائز أن مرادهم به اتفاق البخارى ومسلم فقط، والعجب أن المؤلف رمز له بعلامة القاف إشارة إلى كونه متفقا عليه، ثم عطف عليه رمز أبي داود والنسائى، فهذا من أعجب ما رأيت من جهل هذا الرجل بالحديث وبعد هذا فما حكاه من كونهما اتفقا عليه من حديث عائشة كذب منه ولابد، أو من ذلك البعض فإنهما ما خرجاه إلا من حديث أبي هريرة (1).
2896/ 7588 - "ليسَ أحدٌ أفضلَ عندَ اللَّهِ مِنْ مُؤمن يُعمرُ فِي الإسلامِ لتكبيرِهِ وتحميدِهِ وتسبيحِهِ وتهليلِهِ".
(حم) عن طلحة
قال في الكبير: ورواه من الستة النسائى أيضًا، فما أوهمه اقتصار المصنف على أحمد غير جيد.
قلت: ما خرجه النسائى في المجتبى الذي هو أحد الكتب الستة، فما يقوله الشارح هراء لا أصل له.
(1) البخارى (2/ 153 و 6/ 40)، ومسلم في الزكاة (102).
2897/ 7589 - "ليسَ أحدٌ أحقَّ بالحدَّةِ من حامِلِ القرآنِ لِعِزَّةِ القرآنِ فِي جوْفِهِ"
أبو نصر السجزى في الإبانة (فر) عن أنس
قال الشارح: بإسناد ضعيف.
قلت: بل هو حديث موضوع كأحاديث الحدة التي مرت في الحاء، وقد ذكرها المؤلف في موضوعاته، فكان حقه أن لا يذكرها هنا.
2898/ 7591 - "ليسَ أحدٌ منكُم بأكسبَ من أحدٍ، قد كتبَ اللَّهُ المصيبةَ والأجلَ، وقسمَ المعيشةَ والعملَ، فالناسُ يجرُونَ فيهَا إِلى مُنتهَى".
(حل) عن ابن مسعود
قلت: رمز المصنف لضعفه وسكت الشارح عن بيان علته كأنه لم يعرف ذلك، والحديث من رواية يوسف بن السفر عن الأوزاعى عن عبدة عن شفيق بن سلمة عن عبد اللَّه بن مسعود به.
ويوسف بن السفر متروك منكر الحديث، بل متهم بالوضع لكن لأوله طريق آخر عن ابن مسعود أخرجه أبو نعيم أيضًا من طريق على بن حميد:
ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحد بأكسب من أحد، ولا عام بأمطر من عام ولكن اللَّه يصرفه حيث يشاء، ويعطى المال من يحب ومن لا يحب ولا يعطى الإيمان إلا من يحب"، وقال: تفرد به على بن حميد اهـ.
وذكره الذهبى في الميزان [4/ 466، رقم 9871] من وجه آخر عنه، وقال: إنه منكر وغريب جدا اهـ.
وله شاهد من حديث جابر بن عبد اللَّه أخرجه أبو نعيم أيضًا في تاريخ أصبهان [1/ 165] من طريق عبد اللَّه بن داود الخريبى:
ثنا الوازع عن أبي سلمة عن جابر قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد أكسب من أحد، ولكن الرزق مقسوم من اللَّه لعباده".
2899/ 7593 - "ليسَ بحكيم من لمْ يُعاشِرْ بالمعروف منْ لَا بُدَّ لَهُ منْ معاشَرَتِهِ حتَّى يجعلَ اللَّهُ لَهُ منْ ذلِكَ مخْرَجًا".
(هب) عن أبي فاطمة الإيادى
قال في الكبير: وكذلك رواه الحاكم وعنه ومن طريقه خرجه البيهقى مصرحا فلو عزاه للأصل كان أحق، ثم قال الحاكم: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، وإنما نعرفه عن محمد ابن الحنفية من قوله، وقال ابن حجر: المعروف موقوف، وقال العلائى: هذا إنما هو من كلام ابن الحنفية.
قلت: يتعجب من المؤلف في إيراد هذا الحديث، فإنه ظاهر البطلان واضح الوقف لا يلتبس أمره على صاحب حديث.
أما الشارح فكل كلامه خطأ وكل تصرفه عجيب.
أول ذلك: أن جل أحاديث البيهقى إنما يرويها في كل كتبه عن الحاكم، فعلى هذا الإعتبار لا يصح أن يعزى للبيهقى حديث إلا في النادر.
الثانى: أن الحاكم لم يخرج هذا الحديث في المستدرك، ففي أى كتاب يجب أن يعزوه المؤلف إلى كون الحاكم خرجه فيه؟ ثم في أى كتاب خرج الحاكم تلك الأحاديث الكثيرة التي ملأ منها البيهقى مصنفاته في الأحكام كالسنن الكبير والصغرى والمعرفة والخلافيات وغيرها مما أكثرها عن الحاكم؟ وكذلك كتبه في الأخلاق والترغيب وغيرها كشعب الإيمان والآداب والزهد والاعتقاد والأسماء والصفات والدعوات وغيرها؟! فعجبا للشارح ما أشد غفلته!
الثالث: قوله: وعنه ومن طريقه خرجه البيهقى مصرحا تعبير فاسد متناقض كما بيناه مرارا.
الرابع: أنه نقل قول الحاكم: لم نكتبه إلا بهذا الإسناد، ثم لم يذكر
الإسناد، ولا تعرض لبيان من فيه ممن يعلل به الحديث، فكان نقله لكلام الحاكم تسويد للورق بدون فائدة.
والحديث أسنده ابن الأثير [5/ 270] من طريق عثمان بن سعيد الدارمى:
أخبرنا محمد بن بكار ثنا عنبسة بن عبد الرحمن عن أبي عمران الجونى عن أبي فاطمة الإيادى به.
وعنبسة متروك، ومحمد بن بكار مجهول، والخبر رواه البخارى في الأدب المفرد عن محمد ابن الحنفية من قوله من رواية الحسن بن عمر عن منذر الثورى عن محمد ابن الحنفية قال: ليس بحكيم، فذكره.
2900/ 7594 - "ليسَ بخيركُم من تَرَك دُنياهُ لآخِرَته، ولَا آخرَتَهُ لدنياهُ حتَّى يُصيبَ منهُمَا جميعًا، فإنَّ الدُّنيا بَلاغ إلى الآخرةِ، ولا تكُونُوا كلا علَى الناسِ".
ابن عساكر عن أنس
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا الديلمى باللفظ المزبور فلو ضمه إليه في العزو كان أولى.
قلت: الحديث موضوع باطل، فلو تكلم الشارح على سنده وترك هذا الهراء الفارغ لكان أوجب، فإن الحديث من رواية يغنم بن سالم، وهو وضاع مشهور، وقد أفردت لبيان وضع هذا الحديث وبطلانه جزءا سميته: صفع التياه بإبطال حديث: "ليس بخيركم من ترك دنياه"، وقد مر له ذكر في حرف الخاء.
2901/ 7597 - "ليسَ بينَ العبدِ والشركِ إلا تركُ الصلاةِ، فإذَا تركَهَا فقدْ أشرَكَ".
(هـ) عن أنس
قال في الكبير: ورواه مسلم بدون "فإذا". . . إلخ.
قلت: هذا يفيد أن مسلما رواه بهذا اللفظ وأن المؤلف أغفل عزو الحديث إليه وهو مراد الشارح وليس كذلك، ثم هو يفيد أيضًا أن مسلما خرجه من حديث أنس وليس كذلك، بل هو عند مسلم من حديث جابر بن عبد اللَّه لا من حديث أنس وبلفظ:"إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، وبلفظ:"بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، وبهذا اللفظ ذكره المؤلف سابقا في حرف "الياء" وعزاه لمسلم (1) وأبي داود [رقم 4678] والترمذى [رقم 2619، 2620] وابن ماجه [رقم 1078]، وقد رواه أبو نعيم في الحلية [8/ 121] من حديث جابر مصدر بليس كما هنا، ورواه أيضًا من طريق سليمان التيمى عن أبي مجلز وعكرمة عن ابن عباس مرفوعًا [3/ 36 - 37]:"الشرك أخفى في أمتى من دبيب الذر على الصفا، وليس بين العبد والكفر إلا ترك الصلاة".
2902/ 7599 - "ليسَ شيءٌ أثقلَ في الميزانِ من الخُلُقِ الحسَنِ".
(حم) عن أبي الدرداء
قال في الكبير: وكذا رواه أبو نعيم وقال: غريب من حديث الثورى عن إبراهيم بن نافع.
قلت: نقل كلام أبي نعيم خطأ من وجهين، أحدهما: أنه لا فائدة فيه للقارئ
(1) كتاب الإيمان، رقم:(134).
الذي لم يتقدم له ذكر للسند ولا كلام عليه من جهة التفرد والمتابعة.
ثانيهما: أن المؤلف عزا الحديث لأحمد بن حنبل وهو بهذا اللفظ عنده من غير طريق الثورى وإبراهيم بن نافع فإنه قال [6/ 448]:
حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال: حدثنى القاسم بن أبي عطاء الكَيْخارَانى عن أم الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيء. . " الحديث.
ومن هذا الطريق رواه أبو نعيم في الحلية [7/ 107] في موضع آخر من رواية أبي قتادة الحرانى ثنا شعبة ومسعر عن القاسم بن أبي بزة به.
ورواه أبو أحمد الغطريفى في جزئه عن أبي خليفة: ثنا محمد بن كثير وشعيب بن محرز وأبو عمر الحوضى قالوا: حدثنا شعبة به.
ورواه الطبرانى في مكارم الأخلاق: ثنا على بن عبد العزيز حدثنا حفص بن عمو الحوضى ثنا شعبه به.
أما رواية الثورى فخرجها أبو نعيم عن الطبرانى وأبي الشيخ كلاهما قال:
ثنا محمد بن يحيى بن منده ثنا محمد بن عصام بن يزيد عن أبيه عن سفيان عن إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن خاله -يعنى عطاء- عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به، ثم قال أبو نعيم: غريب من حديث الثورى عن إبراهيم، تفرد به عصام بن يزيد.
قلت: وللحديث طريق آخر من طريق عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم الدرداء عن أبي الدرداء به، أخرجه أحمد عن سفيان عن عمرو [6/ 452].
ورواه الدولابى في الكنى عن محمد بن منصور عن سفيان.
ورواه ابن زنجويه عن على بن المدينى عن ابن عيينة به.
2903/ 7601 - "ليس شيءٌ أطيعَ اللَّه تعالى فيهِ أعجلَ ثوابًا من صلَة الرحم، وليس شيءٌ أعجلَ عقابًا منَ البغْى وقطَيعةِ الرحم، واليمينُ الفاجرةُ تدع الديارَ بلاقِعَ".
(هق) عن أبي هريرة
قلت: هو من رواية أبي حنيفة عن يحيى بن أبي كثير عن مجاهد وعكرمة عن أبي هريرة به، وقد اختلف فيه على أبي حنيفة وعلى يحيى بن كثير كما فصلته في المستخرج على مسند الشهاب في الحديث الثمانين ومائة ثم في الثالث والثلاثين وخمسمائة، وذكرت هناك من في الباب.
2904/ 7602 - "ليسَ شيء أكرمَ علَى اللَّهِ تعالَى من الدُّعاءِ".
(حم. خد. ت. ك) عن أبي هريرة
قال الشارح: وأسانيده صحيحه.
وقال في الكبير: قال (ك): صحيح وأقره الذهبى، وقال (ت): حسن غريب ولم يبين لم لا يصح، وذلك لأن فيه عمران القطان، قال في الميزان وغيره: ضعفه النسائى وأبو داود ومشاه أحمد، وقال ابن القطان: رواته كلهم ثقات وما موضع في إسناده ينظر فيه إلا عمران وفيه خلاف، وقال ابن حبان: حديث صحيح.
قلت: هذا كلام فيه تناقض، فإنه زعم في الصغير أن أسانيده صحيحة وفي الكبير زعم أنه من رواية عمران القطان، فأفاد أنه ليس له إسناد واحد وهو الواقع، فإن الجماعة المذكورين كلهم رووه من طريق عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي هريرة به، ومن هذا الطريق رواه أيضًا أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين:
أخبرنا أبو عمرو عبد الملك بن الحسن بن الفضل ثنا إبراهيم بن عبد اللَّه الليثى
ثنا عمرو بن مرزوق ثنا عمران القطان به.
نعم له طريق آخر من رواية أبي المليح الفارسى عن أبي صالح الخوزى عن أبي هريرة به مثله.
ذكره البخارى في التاريخ الكبير [2/ 355] في ترجمة أبي المليح واسمه حميد.
2905/ 7603 - "ليس شيءٌ أكرمَ على اللَّهِ تعالَى من المؤمِنِ".
(طس) عن ابن عمرو
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه عبيد اللَّه بن تمام وهو ضعيف جدا اهـ. لكن يشهد له ما في أوسط الطبرانى عن ابن عمرو أيضًا "أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى الكعبة فقال: لقد شرفك اللَّه وكرمك وعظمك، والمؤمن أعظم حرمة منك. . . " إلخ.
قلت: مما يعيبه الشارح على المؤلف عزوه حديثا في الكتب الستة لغيرها مع أن المؤلف لا يفعل ذلك إلا لنكتة كما بيناه، وهذا الحديث الذي عزاه الشارح لأوسط الطبرانى هو في سنن ابن ماجه فإنه قال [رقم 3932].
حدثنا أبو القاسم بن أبي ضمرة نصر بن محمد بن سليمان الحمصى ثنا أبي ثنا عبد اللَّه بن أبي قيس النصرى ثنا عبد اللَّه بن عمرو قال: "رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: ما أطيبك وأطيب ريحك، ما أعظمك وأعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن أعظم عند اللَّه حرمة منك ماله ودمه، وإن يظن به إلا خيرا".
ثم إن حديث الكتاب خرجه الطبرانى في الصغير أيضًا فقال [2/ 47]:
حدثنا محمد بن محمد بن عزرة الأهوازى ثنا معمر بن سهل ثنا عبيد اللَّه بن تمام عن يونس عن الوليد بن بشر عن بشر بن شقاف عن أبيه عن عبد اللَّه بن عمرو به مثله.
2906/ 7605 - "ليس شيءٌ من الجسدِ إلا وهو يشكو ذوب اللسانِ".
(ع. هب) عن أبي بكر
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمى: رجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حيان وقد وثقه ابن حبان اهـ، وأقول: ليس توثيقه بمتفق عليه، فقد أورده الذهبى في الضعفاء، وقال: ضعفه أبو زرعة.
قلت: انظر هذا وتعجب من غفلة هذا الرجل ثم إن موسى المذكور لم ينفرد به بل توبع عليه، قال ابن السنى في اليوم والليلة [رقم 7]:
أخبرنا أبو يعلى ثنا موسى بن محمد بن حيان (ح).
وأخبرنى أبو أحمد الصيرفى ثنا محمد بن إشكاب قالا: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر اطلع على أبي بكر رضي الله عنهما وهو يمد لسانه فقال: "ما تصنع يا خليفة رسول اللَّه؟ قال: إن هذا أوردنى الموارد إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال. . . " وذكره وله متابع آخر قال ابن النقور في فوائده [1/ 133]:
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلانى أنا أبو القاسم بن بشران أنا أبو بكر الآجرى ثنا أبو بكر قاسم بن زكريا المطرز ثنا عبد الرحمن بن أبي البخترى الطائى ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث به.
2907/ 7606 - "ليسَ شيء إلا وهوَ أطوعُ للَّهِ تعالَى من ابنِ آدم".
البزار عن بريدة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه ورواه عنه أيضًا الطبرانى في الصغير بإسنادين، قال الهيثمى: وفيه أبو عبيدة الأشجعى، ولم أر من سماه ولا
ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: قال الطبرانى في الصغير [1/ 52]:
حدثنا محمد بن عبد العزيز الأصبهانى الرازى ثنا أحمد بن الفرات ثنا أبو زهير المروزى ثنا أبو عبيدة بن الأشجعى عن الأشجعى عن سفيان الثورى عن علقمة ابن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه به، ثم قال الطبرانى: لم يروه عن سفإن إلا الأشجعى واسمه عبيد اللَّه بن عبد الرحمن، ولا عن الأشجعى إلا ابنه ثم قال:
حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل ثنى أبي أخبرت عن ابن الأشجعى عن أبيه عن سفيان بإسناده مثله.
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان [2/ 161] في ترجمة محمد بن عبد العزيز الداركى عن الطبرانى بسنده الأول.
ورواه الدولابى في الكنى من طريق الأشجعى فقال عن شقيق بدل سفيان عن علقمة به، قال الدولابى:
أخبرنى النسائى أنبأنا محمد بن إدريس ثنا أبو زهير محمد بن إسحاق المروزى ثنا ابن الأشجعى عن أبيه عن شقيق عن علقمة به.
2908/ 7607 - "ليسَ صَدَقَةٌ أعظمَ أجرًا منْ ماءٍ".
(هب) عن أبي هريرة
قال الشارح: وإسناده ضعيف، وقول المؤلف: حسن ممنوع.
وقال في الكبير: رمز لحسنه وفيه داود بن عطاء، قال البخارى: متروك، ويزيد بن عبد الملك النوفلى ضعفوه، وسعيد بن أبي سعيد، قال ابن عدى: مجهول.
قلت: سعيد بن أبي سعيد هو المعفرى المشهور، ويزيد بن عبد الملك وثقه ابن سعد، وقال ابن معين مرة: لا بأس به، والحديث له شواهد منها حديث سعد بن عبادة مرفوعًا "أفضل الصدقة سقى الماء"، رواه أحمد [5/ 285] وأبو داود والنسائى [6/ 254، 255] وابن ماجه [رقم 3684] وصححه ابن حبان [رقم 858] والحاكم [1/ 414].
ورواه أبو يعلى من حديث ابن عباس كما سبق للمؤلف في حرف "الألف" فلهذا حسنه المؤلف، والشارح لا يدرى الحديث ولا يسكت فيستريح ويريح.
2909/ 7608 - "ليْسَ عدُوُّكَ الذي إن قتلْتَهُ كانَ لكَ نُورا، وإن قتلَكَ دخلْتَ الجنةَ، ولكن أعدَى عدُو لكَ ولدَكَ الَّذي خرَجَ من صلبك ثمَّ أعدى عدُوٍّ لكَ مالكَ الذي ملكَتْ يمينُك".
(طب) عن أبي مالك الأشعرى
قلت: قال الطبرانى [3/ 294، رقم 3445]:
حدثنا هاشم بن مرثد ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش حدثنى أبي حدثنى ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعرى به، ومحمد بن إسماعيل قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًا، وقال أبو داود: لم يكن بذاك.
2910/ 7610 - "ليْسَ على الماءِ جَنَابَةٌ".
(طب) عن ميمونة
قال في الكبير: ورواه عنها أحمد ولعل المؤلف أغفله سهوا.
قلت: ما أغفله المؤلف ولكن أحمد لم يخرجه بهذا السياق بل بلفظ: "إن الماء لا يجنب"، وهو بهذا اللفظ في السنن فلا معنى لما قال الشارح.
2911/ 7612 - "ليْس علَى المختَلِسِ قطْعٌ".
(هـ) عن عبد الرحمن بن عوف
قال الشارح: وإسناده كما قال ابن حجر: صحيح، وقول المؤلف: حسن فقط غير معول عليه.
قلت: بل تهويلك غير معول عليه فالحسن من قسم الصحيح وهما في درجة واحدة في الاحتجاج والعمل، وإنما يفزع إلى الفرق بينهما عند التعارض والترجيح، ثم إن هذا الحديث من رواية يونس بن يزيد وهو وإن كان ثقة حافظا من رجال الصحيح إلا أن بعضهم يصفه بسوء الحفظ، وأحمد بن حنبل يحط عليه ويقول: إنه روى أحاديث منكرة عن الزهرى، ويقول ابن سعد: إنه حافظ ليس بحجة، ومع هذا ففي السند أيضًا من انفرد ابن ماجه بالراوية عنه ولم يخرج له أحد من الستة وهو محمد بن عاصم بن جعفر فلهذا توسط المؤلف ورمز له بعلامة الحسن الذي من أدنى مراتب الصحيح، فالأمر فيه هين ولكن الشارح يوجد من حبة المؤلف قبة ليثبت ما يريد مما يحيك في صدره نسأل اللَّه العافية.
2912/ 7620 - "ليسَ علَى أهلِ "لَا إلهَ إلا اللَّهُ" وحشةٌ فِي الموتِ، ولَا فِي القبورِ، ولا في النُّشورِ، كأنِّى أنظرُ إليهمْ عندَ الصيحَةِ ينفضُون رؤوسَهُم من الترابِ، يقولوُن:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34].
(طب) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الهيثمى: رواه الطبرانى من طريقين في إحداهما يحيى الحمانى، وفي الأخرى مجاشع بن عمرو وكلاهما ضعيف اهـ. وأورده ابن الجوزى في الواهيات وأعله، قال الحافظ العراقى: ورواه عنه أيضًا أبو يعلى والبيهقى بسند ضعيف.
قلت: في كل هذا قصور وتقصير في البحث والاطلاع والتحقيق، فالحديث رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن [ص 71، رقم 77]، والحكيم الترمذى في نوادر الأصول في الأصل الرابع عشر ومائتين (1)، وأبو يعلى وابن حبان في الضعفاء عنه، والطبرانى في الأوسط أيضًا وفي كتاب الدعاء، والبيهقى في شعب الإيمان في أوله [1/ 110 - 111، رقم 100]، وابن مردويه وابن أبي حاتم (2) والثعلبى والبغوى في تفاسيرهم، والخطيب في التاريخ [1/ 266] كلهم من رواية يحيى الحمانى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر به.
ويحيى الحمانى مختلف فيه فوثقه يحيى بن معين وغيره وضعفه آخرون، وقد قال الخطيب في التاريخ [1/ 266]:
كتب إلى أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد الموصلى يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمد الطوسى حدثهم قال: ثنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الأزدى قال: حدثنا موسى بن هارون الحمانى قال: حدثنا محمد بن أحمد ابن إبراهيم الموصلى قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت: يا رسول اللَّه إن يحيى الحمانى حدثنا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن ابن عمر عنك صلى اللَّه عليك أنك قلت: ليس على أهل لا إله إلا اللَّه وحشة في قبورهم ولا في
(1) هو في الأصل الثالث عشر ومائتين من المطبوع (2/ 162).
(2)
عزاه ابن كثير في تفسيره لابن أبي حاتم من طريق عبد الرحمن بن زيد، انظر (6/ 537).
منشرهم وكأنى بأهل اللَّه ينفضون التراب عن رءوسهم ويقولون: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34] فقال: صدق بن الحمانى" اهـ.
ومع هذا فلم ينفرد به بل تابعه عبد الرحمن بن واقد، أخرج متابعته الخطيب في التاريخ أيضًا في ترجمته [10/ 265] من رواية أحمد بن الحسين الصوفى عنه عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم به، وعبد الرحمن بن زيد ضعيف وهو علته لكنه لم ينفرد به أيضًا، بل تابعه عليه أخوه عبد اللَّه بن زيد، أخرج متابعته أبو القاسم الأصبهانى في الترغيب والترهيب، وأبو عمرو بن منده في فوائده، وله مع هذأ طريق آخر عن ابن عمر أخرجه ابن حبان في الضعفاء [1/ 202] وعبد الباقى ابن قانع كلاهما قال:
أخبرنا حمزة بن داود بن سليمان ثنا الحسن بن قزعة ثنا بهلول بن عبيد عن سلمة بن كهيل عن ناقع عن ابن عمر به مثله.
ومن هذا الطريق رواه البيهقى في البعث والنشور مثله [رقم 82].
ورواه ابن عدى في الكامل [4/ 1582]: أخبرنا المنجنيقى حدثنا الحسن بن قزعة به.
لكنه لم يذكر نافعا بين سلمة وابن عمر، وقال ابن حبان عن بهلول بن عبيد: إنه شيخ يسرق الحديث لا يجوز الاحتجاج به بحال، ثم أسند هذا الحديث كما سبق عنه ثم قال: وهذا حديث لا يعرف إلا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر، وعبد الرحمن ليس بشيء في الحديث اهـ.
قلت: وهذه مجرد دعوى من ابن حبان وظن ليس عليه دليل، فإن الحديث له طريق ثالث عن ابن عمر أيضًا قال الطبرانى في الكبير:
حدثنا جعفر بن محمد الفريابى ثنا يحيى بن موسى المروزى ثنا سليمان بن عبد اللَّه بن وهب الكوفى عن عبد العزيز بن حكيم عن ابن عمر به مثله.
ومن هذا الوجه أخرجه النسائى في الكنى من رواية سليمان بن عبد العزيز بن أبي رواد عن عبد العزيز بن حكيم به، ومع هذا أيضًا فله شاهد من حديث ابن عباس وأنس.
فحديث ابن عباس أخرجه تمام في فوائده قال:
حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازى بحمص ثنا محمد بن سعيد الطائفى حدثنى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس على أهل لا إله إلا اللَّه وحشة في قبورهم كأنى انظر إليهم إذا انفلقت الأرض عنهم يقولون: لا إله إلا اللَّه والناس بهم".
ومن هذا الوجه رواه الخطيب في التاريخ [5/ 305] في ترجمة محمد بن سعيد الطائفى وذكره ابن حبان في الضعفاء في ترجمة محمد بن سعيد أيضًا بلفظ: "والناس تبع لهم"، وقال: محمد بن سعيد يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عن ابن جريج فذكر هذا الحديث ثم قال: وهذا خبر باطل إنما يعرف هذا من حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر فقط اهـ.
وهو أيضًا دعوى مجردة وظن لا يغنى من الحق شيئًا.
وحديث أنس رواه ابن مردوية في التفسير من طريق القاسم بن مطيب عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي فروة عن أنس به، وإسحاق ضعيف والقاسم يكشف عنه.
2913/ 7623 - "ليسَ علَى مسلمٍ جزيةٌ".
(حم. د) عن ابن عباس
قال الشارح: بإسناد حسن لا صحيح خلافا للمؤلف.
وقال في الكبير: رمز المصنف لصحته وليس بصاف عن النزاع ففيه من طريق أبي داود قابوس، قال ابن القطان: ضعفوه وربما ترك حديثه ولا يدفع عن صدق، وإنما كان افترى على رجل فَحُد فكسد لذلك.
قلت: فحديثه إذًا حسن لذاته فإذا ورد له شواهد ارتفع إلى درجة الصحيح كهذا، فإن له شواهد متعددة كما ذكره الترمذى [رقم 633] فإنه لما رواه من هذا الوجه بلفظ:"لا يصلح قبلتان في أرض واحدة، وليس على المسلمين جزية".
قال: وفي الباب عن سعيد بن زيد وجد حرب بن عبيد اللَّه الثقفى اهـ.
وكذلك عن ابن عمر أخرجه الطبرانى بلفظ: "من أسلم فلا جزية عليه"، وفي سنده من لم يعرفهم الحافظ نور الدين، وقد خرجه ابن حبان في الضعفاء من وجه آخر عن ابن عمر مطولا بلفظ:"ليس على مداوى ضمان، وليس على مسلم جزية"، رواه عن الفضل بن الحباب:
ثنا عيسى بن أبي حرب الصفار ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا عمر بن زيد الصنعانى عن محارب بن دثار عن ابن عمر به، وقال: إن عمر بن زيد يروى المناكير عن المشاهير على قلة روايته حتى خرج عن حد الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات اهـ. وهذا مما وافق فيه الثقات.
وقد ذكر أبو عبيد في "الأموال" آثارا عن عمر وعلى وعمر بن عبد العزيز في هذا المعنى وهى شاهدة للحديث فلذلك حكم المصنف بصحته.
2914/ 7624 - "ليْسَ علَى مقهورٍ يمينٌ".
(قط) عن أبي أمامة
قال الشارح: ثم ضعفه يعنى الدارقطنى وغيره، فقول المؤلف: حسن هفوة.
قلت: الدارقطنى لم يتكلم على هذا الحديث بتضعيف ولا غيره، ورمز المؤلف لهذا الحديث بالحسن يجب أن يكون تحريفا من النساخ ولابد، فإن الحديث واه جدا بل موضوع باطل، وسنده مشتمل على جماعة من الكذابين والوضاعين، فلا يتصور الحكم له بالحسن، لا سيما والحديث عند الدارقطنى من حديث واثلة بن الأسقع وأبي أمامة والمؤلف لم يذكر إلا أبا أمامة، وذلك من تحريف النساخ إن شاء اللَّه تعالى، فإن كان من المؤلف هفوة قبيحة.
قال الدارقطنى [1/ 377]:
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن المقرى هو النقاش ثنا الحسين بن إدريس عن خالد بن الهياج ثنا أبي عن عنبسة بن عبد الرحمن عن العلاء عن مكحول عن واثلة بن الأسقع وعن أبي أمامة به.
2915/ 7625 - "ليسَ علَى من استفادَ مالًا زكاةٌ حتَّى يحولَ عليهِ الحول".
(طب) عن أم سعد
قال في الكبير: وفيه عنبسة بن عبد الرحمن وهو ضعيف، وبه يعرف ما في رمز المصنف لحسنه اللهم إلا أن يكون اعتضد.
قلت: ذكر المؤلف بعد هذا حديث: "ليس في المال زكاة حتى يحول عليه الحول"، وعزاه للدارقطنى [2/ 91] عن أنس، ورمز لحسنه فتعقبه الشارح أيضًا، ثم ذكر بعده حديث:"ليس في مال المستفيد زكاة حتى يحول عليه الحول"، وعزاه للبيهقى عن ابن عمر ورمز لحسنه أيضًا فتعقبه الشارح أيضًا، ثم ذكر المؤلف في باب "لا" حديث:"لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول"، وعزاه لابن ماجه من حديث عائشة ورمز لحسنه أيضًا، فتعقبه الشارح عليه أيضًا، فهذه أربعة طرق من حديث أربعة من الصحابة،
وهم: أم سعد وأنس وابن عمر وعائشة، ولحديث ابن عمر طرق متعددة.
وفي الباب أيضًا عن على بن أبي طالب عند أحمد [1/ 148] وأبي داود [رقم 1573] والبيهقى وغيرهم، فالمتن بالنظر لمجموع هذه الطرق حسن، هو إن كان كل واحد منها على انفراده فيه مقال، إلا أن الشارح ليس من أهل دراية الفن مع عدم سلامة صدره، فهو يلتمس العثرات، بل يخلقها من عنده.
2916/ 7626 - "ليسَ علَى من نامَ ساجدًا وضوءٌ حتى يضطجعَ فإنَّه إذا اضطَجَعَ استرخَتْ مفاصلُه".
(حم) عن ابن عباس
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وليس كما قال، فقد قال الحافظ ابن حجر: قال الدارقطنى: تفرد به أبو خالد الدالانى ولا يصح، وقال ابن حبان في الدالانى: كثير الخطأ لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد.
قلت: أبو خالد الدالانى قال ابن معين وأحمد بن حنبل والنسائى: لا بأس به، وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، وقال الحاكم: إن الأئمة المتقدمين شهدوا له بالصدق والإتقان، وقال ابن عدى: روى عنه الناس وفي حديثه لين إلا أنه يكتب حديثه، وقال الذهبى في المغنى: محدث مشهور حسن الحديث اهـ.
فحديثه إذا حسن على انفراده، فكيف وقد ورد له شاهد من حديث عبد اللَّه ابن عمرو بن العاص، ومن حديث حذيفة مرفوعًا، ومن حديث أبي هريرة موقوفًا كما هو مبين في كتب الأحكام؟! فالحق ما قاله المؤلف.
2917/ 7632 - "ليسَ في البقر العوامل صدقةٌ، ولكنْ في كُلِّ ثلاثينَ تَبِيعٌ، وفي كل أربعين مُسِنٌ أو مسنةٌ".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: رمز لحسنه، وقال الذهبى: فيه سوار متروك عن ليث لين، وقال الهيثمى: فيه ليث بن أبي سليم ثقة لكنه مدلس، ثم ظاهر صنيع المصنف أن ذا مما لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه وإلا لما عدل عنه، وكأنه ذهول فقد عزاه في مسند الفردوس إلى ابن ماجه من حديث ابن مسعود.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أن الحديث وإن كان في سنده من ذكرا إلا أن له شواهد من أجلها حسنه المؤلف، ويكفى منها ما ذكره الشارح نفسه قبل حديث واحد، فإن المؤلف ذكر حديث:"ليس في الإبل العوامل صدقة"، وعزاه لابن عدى والبيهقى في السنن من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، فكتب عليه الشارح ما نصه [5/ 372، رقم 7630]: وخرجه عنه الدارقطنى من هذا الوجه بهذا اللفظ، قال ابن حجر: وسنده ضعيف، قال البيهقى: وأشهر منه خبر على: "ليس في البقر العوامل شيء" اهـ. وصححه ابن القطان اهـ. ما كتبه الشارح، ثم بعد حديث واحد نسى هذا فكتب ما ترى.
وحديث على المذكور رواه أبو داود والدارقطنى وغيرهما.
ثانيهما: أن هذا الحديث لم يخرجه ابن ماجه، والديلمى عزا له حديث ابن مسعود في زكاة البقر لا في كون العوامل منها ليس فيها صدقة، فابن ماجه قال:
حدثنا سفيان بن وكيع ثنا عبد السلام بن حرب عن خصيف عن أبي عبيدة عن
عبد اللَّه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال [1/ 577، رقم 1804]: "في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة، وفي أربعين مسنة"، فهذا ما خرجه ابن ماجه، فأين هو من حديث الباب؟
2918/ 7634 - "ليس فِي الحُليِّ زكاةٌ".
(قط) عن جابر
قال الشارح: أى الحلى المباح المتخذ للاستعمال فلا تجب الزكاة فيه عند الشافعى كأحمد، وأوجبها الآخران.
قلت: هذا غلط على مالك، فإنه لا تجب عنده الزكاة في الحلى.
2919/ 7635 - "ليسَ في الخضرواتِ زكاةٌ".
(قط) عن أنس وعن طلحة، (ت) عن معاذ
ذكر الشارح في الشرحين معا أن طلحة هو ابن معاذ.
ثم قال في الكبير: وظاهر صنيع المصنف أن الترمذى خرجه وسكت عليه وهو إيهام فاحش، بل تعقبه بقوله: إسناده غير صحيح ولا يصح في هذا الباب شيء، والصحيح عن موسى بن طلحة مرسل. . . إلخ.
قلت: فيه أمران، أحدهما: أنه لا يوجد في الصحابة طلحة بن معاذ أصلا، وطلحة إذا أطلق لا ينصرف إلا إلى ابن عبيد اللَّه أحد العشرة لاسيما والشارح ذكر أن الحديث من رواية ابنه موسى عنه، وموسى معروف أنه ابن طلحة بن عبيد اللَّه، فما أبعد الشارح عن هذا الفن.
ثانيهما: أن ما نسبه لظاهر صنيع المصنف وجعله إيهاما فاحشا هو كذب منه متعمد وتدليس فاحش وتلبيس، فإن المصنف رمز للحديث بعلامة الضعيف.
2920/ 7636 - "ليسَ فِي الخيلِ والرقيقِ زكاةٌ إلا زكاةَ الفطرِ في الرقيقِ".
(د) عن أبي هريرة
قال في الكبير: رمز المصنف لصحته وهو غير صحيح، فقد قال الذهبى في المهذب: فيه انقطاع.
قلت: الشارح لا يدرى اصطلاح أهل الفن ولا قواعده، فالحديث صحيح متفق عليه، والانقطاع إنما وقع في طريق من طرقه على حسب ما يقتضيه تصريح بعض الطرق الأخرى، وإلا فالحديث بحسب ظاهر الإسناد متصل لا انقطاع فيه، وذلك أنه من رواية مكحول عن عراك بن مالك عن أبي هريرة، قال البيهقى: ومكحول لم يسمعه من عراك، إنما رواه عن سليمان بن يسار عن عراك، ثم رواه من طريق سفيان عن أيوب بن موسى عن مكحول عن سليمان بن يسار عن عراك بن مالك به، بلفظ:"ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة"، وهو من هذا الوجه عند مسلم في الصحيح (1)، ورواه البخارى [2/ 149] من رواية عبد اللَّه بن دينار عن سليمان بن يسار عن عراك ابن مالك به، ورواه البخارى في الصحيح أيضًا من طريق يحيى بن سعيد القطان عن خيثم بن عراك عن أبيه عن أبي هريرة.
ورواه مسلم من طريق حاتم بن إسماعيل عن خيثم به.
ورواه البيهقى [4/ 117] من طريق الدارقطنى، ثم من رواية عبيد اللَّه بن عمر عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة به مثل اللفظ المذكور في المتن، وله طرق كثيرة يطول نقلها، أكثرها صحيح ومخرج في الصحيح، وإنما تكلم البيهقى وتبعه الذهبى في المهذب على طريق مكحول خاصة،
(1) كتاب الزكاة، باب (2)، رقم:(8، 9).
وادعى أن فيها انقطاعا لأجل الرواية المصرحة بإن مكحولا سمعه من سليمان ابن يسار، وهذا مع كونه محتملا لأن يكون من المزيد في متصل الأسانيد فلا خير فيه بعد العلم بالسقوط من الإسناد، وأنه ثقة، وبعد العلم بأن للحديث طرق أخرى صحيحة، فلو سكت الشارح لأحسن إلى نفسه وأراح الناس من تعب أوهامه وأخطائه.
2921/ 7638 - "ليس في العبدِ صدقةٌ إلا صدقةَ الفطرِ".
(م) عن أبي هريرة
وكتبه الشارح في الكبير عن أبي موسى الأشعرى، ثم قال: وخرجه البخارى ولم يقل إلا صدقة الفطر، قال عبد الحق: هذا من رواية مخرمة بن بكير عن أبيه عن عراك بن مالك عن أبي هريرة، ومخرمة لم يسمع من أبيه، لكن الحديث حسن متصل، ذكره ابن أصبغ.
قلت: الشارح شديد الغفلة، فالحديث في المتن من رواية أبي هريرة، وهو ينقل سنده من رواية محراك عن أبي هريرة، ثم يكتبه من حديث أبي موسى الأشعرى، أما ما نقله عن عبد الحق ففضول منه وتسويد للورق بما لا فائدة فيه أصلا، فالحديث مجمع على صحته ومخرمة حلف لمالك أنه سمع من أبيه، وما أسرع الأقدمين في تقليد بعضهم إذا ادعى عدم سماع راو لشبهة قامت عنده ولو كانت أوهى من بيت العنكبوت.
2922/ 7640 - "ليسَ في المالِ زكاةٌ حتَّى يحولَ عليهِ الحولُ".
(قط) عن أنس
قال الشارح: ثم ضعفه -يعنى الدارقطنى- فرمز المؤلف لحسنه غير صواب.
وقال في الكبير: رمز المؤلف لحسنه وليس ذا منه بحسن، فقد أعله مخرجه الدارقطنى بأن حسان بن سنان أحد رواته ضعيف، ورواه -أعنى الدارقطنى-
أيضًا عن ابن عباس، وتعقبه الغريانى بأن فيه حارثة بن محمد بن أبي الرجال، مجمع على ضعفه، وقال الذهبى: فيه إسماعيل بن عياش واه في غير الشاميين، وقال ابن حجر: اختلف في رفعه ووقفه، قال الدارقطنى: والصحيح وقفه، وهو كذلك في الموطأ، ووصله الدارقطنى في الغرائب مرفوعًا وضعفه اهـ. وبه يعرف أن رمز المصنف لحسن المرفوع غير حسن.
قلت: فيه أمور، الأول: أن الحديث حسن كما قال المؤلف، وقد بينا ذلك قريبًا من حديث:"ليس على من استفاد مالا زكاة" الحديث.
الثانى: أن قوله: فقد أعله مخرجه الدارقطنى. . . إلخ، كذب لا أصل له، فالدارقطنى ما أعله ولا تكلم عليه أصلا، راجع (ص 199) منه.
الثالث: أن الراوى المعلل به الحديث اسم والده سياه بالياء المنقوطة من تحت وآخره هاء لا سنان بنونين.
الرابع: قوله: ورواه الدارقطنى أيضًا عن ابن عباس كذب لا أصل له، فإن الدارقطنى لم يرو في الباب حديثا عن ابن عباس بل ولم يرد في هذا الباب حديث عن ابن عباس فيما أظن.
الخامس: قوله: وتعقبه الغريانى بأن فيه حارثة بن محمد. . . إلخ خطأ مركب على خطأ، فإن ظاهر هذا يفيد تحقيق عزو حديث ابن عباس إلى الدارقطنى وأنه من رواية حارثة وليس كذلك، بل حارثة بن محمد إنما هو في حديث عائشة، فإن الدارقطنى أخرجه من رواية أبي بدر شجاع بن الوليد، ومن رواية هريم كلاهما عن حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة به.
السادس: قوله: وقال الذهبى: فيه إسماعيل بن عياش. . . إلخ يفيد أنه في حديث ابن عباس الذي لا وجود له أو في حديث عائشة الذي هو من رواية حارثة بن محمد فكأنه سند واحد فيه الرجلان معا حارثة وإسماعيل بن
عياش وليس كذلك، بل هذا من تخاليط الشارح وعدم درايته الفن وفهمه لمسائله وعدم تحقيقه لما ينقل، فإن إسماعيل بن عياش في سند حديث آخر من رواية عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب.
قال الدارقطنى [2/ 91]:
ثنا الحسن بن أحمد بن صالح ثنا سعيد بن عثمان الوراق ثنا أبو التقى هشام بن عبد الملك ثنا بقية عن إسماعيل هو ابن عياش عن عبيد اللَّه بن عمر عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول"، قال الدارقطنى: رواه معتمر وغيره عن عبيد اللَّه موقوفًا.
السابع: قوله: وقال ابن حجر: هو من رواية إسماعيل بن عياش. . . إلخ هو مثل الذي قبله، ونص الحافظ في نصب الراية:
وفي الباب عن ابن عمر عند الدارقطنى وهو من رواية إسماعيل بن عياش. . . إلخ ما نقله الشارح بالحرف فأسقط ذكر ابن عمر وعطفه على سند حديث عائشة الذي جعله هو من حديث ابن عباس.
فهكذا الخبط والتخليط وإلا فلا يكن.
2923/ 7641 - "ليس فِي المالِ حقٌّ سِوَى الزكاةِ".
(هـ) عن فاطمة بنت قيس
قال في الكبير: قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث مضطرب المتن، والاضطراب موجب للضعف، وذلك لأن فاطمة روته عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ:"إن في المال حقا سوى الزكاة"، فرواه عنها الترمذى هكذا، وروته بلفظ:"ليس في المال حق سوى الزكاة"، فرواه عنها ابن ماجه كذلك وتعقبه الشيخ زكريا بأن شرط الاضطراب عدم إمكان الجمع، وهو ممكن بحمل الأول على المستحب والثانى على الواجب.
قلت: هذا تعقب فاسد فإن صح عن الشيخ زكريا الأنصارى فهو دليل على أنه لم يفرق بين مضطرب الحديث ومشكله، فالجواب الذي إجاب به هو حل للإشكال والتعارض الواقع بين الحديثين، أما ورود الحديث بلفظين متعارضين من طريق واحدة وعن راو واحد فهو اضطراب من ذلك الراوى ولابد، لأنه إما أن يكون سمع النفى وأما أن يكون سمع الإثبات، والتحديث يجب أن يكون بما سمع، فلما حدث بالحديث على الوجهين المتعارضين دل على أنه لم يضبط ما سمع وأنه في شك من ذلك وهو الاضطراب الموجب للضعف كما يقول الحافظ، أما لو روى النفى راو وروى الإثبات آخر، وادعى مدع سقوط الحديث وعدم إمكان العمل به للتعارض الواقع بين راوييه لكان الجواب هو ما ذكره الشيخ زكريا الأنصار، وإذ الروايتان كلاهما عن راو واحد فهو مضطرب، فإن قيل: يجوز أن يكون سمع الحديث على الوجهين فحدث به كذلك قلنا: الحديثان متعارضان، فلو فرضنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حدث به كذلك فمن المحال البين أن يكون حدث به كذلك في مجلس واحد بل لابد أن يكون أحدهما سابقا والآخر لاحقا، والمتأخر حينئذ يكون ناسخا للمتقدم رافعا لحكمه، فكان مقتضى الحال يوجب على الراوى الذي شاهد اختلاف الأحوال من النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكر ذلك ويحكى القصة ويعين الأول والآخر حتى يميز بين الناسخ والمنسوخ، فلما لم يفعل دل على أنه لم يسمع إلا شيئًا واحدًا، إما النفى وإما الإثبات وتحديثه بهما معا دليل على عدم تثبته مما سمع وهو عين الاضطراب.
2924/ 7646 - "ليسَ فِي مالِ المكاتبِ زكاةٌ حتَّى يعتقِ".
(قط) عن جابر
قال في الكبير: قال مخرجه الدارقطنى: عبد اللَّه بن بزيع أحد رواته تقدم تليينه، وقال عبد الحق: إسناده ضعيف، وذلك لأن فيه عبد اللَّه بن بزيع. . . إلخ.
قلت: الدارقطنى ما قال شيئًا مما نسبه إليه الشارح، بل خرج الحديث وسكت، وما ذكره الشارح بعد ذلك تكرار.
2925/ 7647 - "ليسَ فِي مالِ المستفيدِ زكاةٌ حتَّى يحولَ عليهِ الحولُ".
(هق) عن ابن عمر
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وهو زلل، فقد تعقبه الذهبى في المهذب على البيهقى بإن عبد اللَّه بن شبيب واه، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف اهـ. وقال غيره: فيه يحيى الحارثى، قال البخارى: متروك، ورواه الدارقطنى أيضًا عن ابن عمر من هذا الوجه، وتعقبه بأن عبد الرحمن ابن زيد ضعيف، قال البيهقى في المعرفة: إن رفعه غير محفوظ.
قلت: الحديث حسن كما بينته قريبًا في حديث: "ليس في المال زكاة"، وقبله في حديث:"ليس على من استفاد مالا زكاة"، لأن له طرقا متعددة، يقوم بمجموعها الحجة، وهو الدليل لهذا الحكم ليس في الباب غيره، ولو لم يكن حسن لمجموع طرقه لما صلح للحجة، ثم في كلام الشارح أمور، الأول: أن الذهبى لم يتكلم على الحديث تعقبا على البيهقى كما يقوله الشارح، بل هو حاكٍ لكلام البيهقى، فإنه الذي سبق لتعليله، لكن بعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإنما زاد الذهبى تعليله بعبد اللَّه بن شبيب أيضًا.
الثانى: قوله: وقال غيره: فيه يحيى الحارثى، هكذا ذكره بالحاء المهملة وآخره ثاء مثلثة وهو خطأ، بل هو الجارى بالجيم وآخره ياء نسبة إلى الجار، وهو موضع بساحل البحر من ناحية المدينة المنورة، وقيل: هو اسم لذلك الساحل بأجمعه.
الثالث: أن يحيى بن محمد الجارى وثقه العجلى وغيره، وذكره ابن حبان
في الثقات، وقال ابن عدى: لا بأس بحديثه، فلا ينبغى تعليل الحديث به.
الرابع: أن الدارقطنى لم يتعقب الحديث بشيء.
2926/ 7649 - "ليسَ للدينِ دواءٌ إلا القضاءُ والوفاءُ والحمدُ".
(خط) عن ابن عمر
قال في الكبير: وقضية تصرف المصنف أن الخطيب خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل أخرجه وأعله، فإنه أورده في ترجمة جعفر بن عامر البغدادى من روايته عنه، وقال: إنه شيخ مجهول، فإن الحسن بن عرفة ذكر أن أحاديثه منكرة اهـ. ومن ثم قال ابن الجوزى: حديث لا يصح والمتهم به جعفر المذكور، وقال في الميزان: هذا حديث منكر، وقال مرة أخرى في ترجمة جعفر: هذا حديث باطل ثم ساق هذا الخبر.
قلت: في هذا أمور، الأول: الكذب على تصرف المصنف، فإنه رمز له بعلامة الضعيف.
الثانى: الكذب على الخطيب، فإنه ما أعل الحديث بحرف واحد ولا كتابه مؤلف للحديث ولا لبيان علله، وإنما ترجم لجعفر بن أبي الليث، ثم أسند الحديث في ترجمته [7/ 198] على عادته وعادة أمثاله.
الثالث: الكذب على الخطيب أيضًا في نقله عنه أنه قال في جعفر المذكور إنه شيخ مجهول، فإن الخطيب ما قال ذلك في جعفر ولا جعفر مجهول، بل هو معروف، وإنما الشارح بعيد عن دراية الفن وعن فهم كلام أهله، فالخطيب قال ما نصه: جعفر بن أبي الليث، واسم أبي الليث عامر وكنيته جعفر أبو الفضل، نزل قزوين وحدث بها عن أحمد بن عمار بن نصير الشامى شيخ مجهول وعن الحسن بن عرفة أحاديث منكرة. . . إلخ، فقوله: شيخ
مجهول هو وصف لأحمد بن عمار الشامى لا لجعفر بن عامر البغدادى.
الرابع: الكذب على الحسن بن عرفة، بل النطق بما يشبه المحال، فإن الحسن ابن عرفة شيخ لجعفر المذكور، فكيف ينقل عنه الكلام فيه وهو ما حدث إلا بعده، بل قائل ذلك هو الخطيب نفسه فإنه يخبر أن جعفر بن عامر حدث بأحاديث منكرة عن الحسن بن عرفة، وعن أحمد بن عمار الذي ظن الخطيب أنه شيخ مجهول، فحرف الشارح هذا ونسب الكلام للحسن بن عرفة غفلة منه في الفهم وتهورا في النقل وعدم تحقيق في القول.
الخامس: الجهل بالفن وقواعده، فإنه حكى أن الرجل شيخ مجهول وجعل علة ذلك كون الحسن بن عرفة ذكر أن أحاديثه منكرة فكأن رواية المناكير تصير الراوى مجهولا ويكفى في هذا سماعه.
السادس: الكذب على الذهبى في قوله: وقال مرة أخرى في ترجمة جعفر هذا: حدث بحديث باطل ثم ساق هذا الخبر، فإن الذهبى قال ما نصه: جعفر بن عامر البغدادى عن أحمد بن عمار أخى هشام بخبر كذب واتهمه به ابن الجوزى اهـ. ولم يسق هذا الخبر كما ترى.
السابع: عدم فهم مراد أهل الحديث من كلامهم، فإن من حكم على هذا الحديث بالنكارة لا يريد متنه بإطلاق، وإنما يريده من رواية مالك عن نافع عن ابن عمر، لأن جعفر بن عامر رواه عن أحمد بن عمار بن نصير الشامى عن مالك بسنده، وهذا ليس من أحاديث مالك ولا رواه عنه الثقات من أصحابه، أما المتن فثابت من حديث عبد اللَّه بن أبي ربيعة بلفظ:"إنما جزاء السلف الحمد والوفاء"، رواه أحمد [4/ 36] والنسائى وابن ماجه [رقم 2424] وأبو نعيم في الحلية [7/ 11]، وقد ذكره المؤلف سابقا في حرف الهمزة، وكتب الشارح عليه أنه حسن الإسناد.
2927/ 7650 - "ليسَ لفاسقٍ غيبةٌ".
(طب) عن معاوية بن حيدة
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه العلاء بن بشر ضعفه الأزدى، وقال الحاكم: هذا حديث غير صحيح ولا يعتمد عليه، وقال أحمد: حديث منكر، وقال في الميزان: ضعفه الأزدى.
قلت: ظن الشارح أن قول الذهبى: ضعفه الأزدى راجع إلى الحديث، والضمير فيه إنما هو عائد إلى العلاء بن بشر كما نقله عن الهيثمى فهو تكرار وعدم معرفة، ثم إن العلاء بن بشر رواه عن سفيان بن عيينة عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، ومن طريق العلاء المذكور أيضًا أخرجه ابن عدى في الكامل [2/ 596، 5/ 1863]، والقضاعى في مسند الشهاب، قال الدارقطنى في العلل: هذا الحديث من وضع الجارود سرقه منه جماعة منهم عمرو بن الأزهر حدث به عن بهز، وعمرو كذاب، ومنهم سليمان بن عيسى وكان كذابا دجالا فرواه عن الثورى عن بهز، ومنهم العلاء بن بشر رواه عن سفيان بن عيينة عن بهز، وابن عيينة لم يسمع من بهز.
قلت: حديث الجارود هو بمعناه لا بلفظه، وقد حدث به عنه جماعة منهم مولاه سعيد بن عبد الرحمن وأبو شجاع أحمد بن محمد الصيدلانى ومحمد ابن سعيد الجلاب ومحمد بن عبد الملك بن زنجوية وسلمة بن شبيب وقطن ابن إبراهيم اليسابورى وجماعة، أخرجه من طريق هؤلاء الحكيم الترمذى في "نوادر الأصول"، وابن حبان في الضعفاء [1/ 220]، وكذا ابن عدى [2/ 595] والعقيلى [1/ 202]، والحاكم في تاريخ نيسابور، والبيهقى في السنن [10/ 210]، والخطيب في التاريخ [3/ 188، 7/ 262، 263، 268]، كما ذكرت أسانيدهم في المستخرج على مسند الشهاب ولفظه فيه:"أترعون عن ذكر الفاجر حتى يعرفه الناس، اذكروه بما فيه يحذره الناس"،
واتفق هؤلاء وغيرهم على تضعيف هذا الحديث وتوهينه فقال العقيلى: ليس له أصل من حديث بهز ولا من حديث غيره ولا يتابع عليه من طريق يثبت، وقال البيهقى: هذا حديث يعرف بالجارود بن يزيد النيسابورى وأنكره عليه أهل العلم بالحديث، سمعت أبا عبد اللَّه الحافظ يقول: سمعت أبا عبد اللَّه محمد بن يعقوب الحافظ غير مرة يقول: كان أبو بكر الجارودى إذا مر بقبر جده في مقبرة الحسين بن معاذ يقول: يا أبة لو لم تحدث بحديث بهز بن حكيم لزرتك، قال البيهقى: وقد سرقه منه جماعة من الضعفاء فرووه عن بهز بن حكيم ولم يصح فيه شيء اهـ.
وقال أيضًا في شعب الإيمان: هذا يعد في أفراد الجارود، وقد روى عن غيره وليس بشيء، ثم أسند عن الحاكم حديث العلاء بن بشر ونقل عنه أنه قال: هذا غير صحيح ولا معتمد، قال البيهقى: وهذا إن صح فإنما أراد به فاجرا معلنا بفجوره، أو هو ممن يعتمد في أمور الناس ويتعلق به شيء من الديانات فيحتاج إلى بيان حاله لئلا يعتمد عليه اهـ.
وذكره ابن حبان في ترجمة الجارود، ثم أسند عن أحمد بن حنبل أنه قال: هذا حديث منكر، وأطال ابن عدى في تضعيفه وبيان علله، وقال: كل من روى هذا الحديث فهو ضعيف، وقال الخطيب: روى أيضًا عن الثورى والنضر بن شميل ويزيد بن حكيم عن بهز ولا يثبت عن واحد منهم ذلك، والمحفوظ أن الجارود تفرد برواية هذا الحديث.
قلت: في المحدثين عادة قبيحة هي تقيد السابق منهم والاعتماد على ما يقول من غير تأمل ولا روية، ومع صرف النظر عن التحقيق والاستدلال والبحث فيما يؤيد قول ذلك السابق أو يبطله ويرده لأنهم ليسوا أهل نظر واستدلال، وإنما أهل رواية وإسناد، فإذا قال واحد منهم مثل أحمد وابن معين وأبي حاتم وأبي زرعة في حديث أو رجل قولا، فكل من جاء بعدهم سيعتمد ذلك
القول ويرد به الأحاديث المتعددة ويضعفها لا لدليل ولا برهان، بل يضعف كل دليل أيضًا يقاوم ذلك النقل ويعارضه، فلا يهولنك اجتماعهم على أمر واتفاقهم على شيء، ولا تعتمد عليه حتى تعلم صحته أو بطلانه من جهة الدليل، فإن أهل التحقيق والنظر لو سلكوا طريقتهم هذه لأبطلوا ثلث الشريعة وردوا أكثر الأحاديث الصحيحة لولا أن اللَّه أيدهم بنوره وأمدهم بتوفيقه فضربوا بأقوالهم عرض الحائط وداسوا اتفاقاتهم بالأقدام، وتطلعوا بنظرهم الصائب إلى الحقائق فاستخرجوا الصواب من معدنه وأظهروا الحق بدليله وطردوا الباطل من أصله، فعلى أقوال مثلهم الاعتماد لا على من قصارى أمره الرواية والإسناد، فإنك إذا نظرت إلى اتفاقهم على عدم سماع الحسن من على تحسبه اتفاقا مبنيا على دليل وبناء مشيدا على أساس، فإذا بحثت في الأمر وحققت المسألة وجدتهم يتفقون في وقت الضحى على إنكار وجود الشمس في السماء، لأن أولهم الأعمى أنكرها فتابعوه على ذلك ثقه منهم بقوله وتقديما لتقليده على يقين حسهم، وهكذا تجد اتفاقهم على تضعيف عبد السلام بن صالح الهروى، وعلى إبطال حديث:"الطير" وحديث: "أنا مدينة العلم"، وغير هذا مما يطول ذكره ويصعب تتبعه ومنه هذا الحديث، فإن النظر لا يوافق ما يقولونه والدليل لا يصدق ما يدعونه، لأن من تابعوا الجارود على هذا الحديث لو كانوا كلهم كذابين لأمكن أن يتهموا بسرقة هذا الحديث منه، لكن الواقع ليس كذلك، بل فيهم من كذاب متهم وفيهم من هو مستور لم يضعف إلا بسبب رواية هذا الحديث كما فعلوا في جماعة رووا حديث:"الطير"، وحديث:"العلم" ونحوهما، ومنهم من هو ثقة لا يمكن أن يتهم بكذب ولا سرقة.
قال الخطيب [1/ 382]:
أخبرنا على بن طلحة المقرى أخبرنا صالح بن محمد الهمدانى الحافظ قال:
حدثنا القاسم بن بندار بن أبي صالح الهمدانى قال: سمعت عمر بن مدرك وأنا برئ من عهدته يقول: كنا في مجلس مكى بن إبراهيم فقام رجل فقال: يا أبا السكن هاهنا رجل يقال له: الجارود، روى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده:"أترعون عن ذكر الفاجر" الحديث؟ فقال: ما تنكرون هذا إن الجارود رجل غنى كثير الصدقة مستغن عن الكذب، هذا معمر قد تفرد عن بهز بن حكيم بأحاديث:
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا أبو سعيد بن رميح النسوى قال: سمعت أحمد ابن محمد بن عمر بن بسطام يقول: قال أحمد بن سيار: روى الجارود بن يزيد العامرى عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أترعون عن ذكر الفاجر"، وأنكر عليه.
وقد سمعت يوسف وكان طلابة يذكر أنه رأى هذا الحديث في كتاب مكى بن إبراهيم قال: وامتنع أن يحدث به فقيل له في ذلك فقال: أما ترى ما لقى فيه الجارود اهـ.
فهذا مكى بن إبراهيم من الثقات بل من رجال الصحيح (1) قد تابع الجارود عليه ولا يمكن أن يتهم بأنه سرقه منه، وكذلك تابعه عبد الوهاب بن همام أخو عبد الرزاق عن معمر عن بهز، وعبد الوهاب وثقه يحيى بن معين، وذكره ابن حبان في الثقات، قال الطبرانى في الصغير:
حدثنا عبد اللَّه بن محمد بن أبي السرى العسقلانى ثنى أبي حدثنا عبد الوهاب ابن همام أخو عبد الرزاق ثنا معمر عن بهز بن حكيم به.
فهذا الطريق على شرط الحسن ولذلك حسنه الحافظ نور الدين الهيثمى في
(1) التهذيب (10/ 260).
مجمع الزوائد [1/ 149]، وسبقه إلى ذلك الحافظ الهروى في ذم الكلام، ومع هذا فله شواهد من حديث عمر بن الخطاب وعلى بن أبي طالب وأبي سعيد الخدرى وأنس بن مالك ذكرتها في مستخرجى على مسند الشهاب، وحديث على هو بلفظه في تاريخ أصبهان في ترجمة محمد بن يعقوب (2/ 239)، وسيأتى حديث أنس في حرف الميم بلفظ: "من ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له.
2928/ 7653 - "ليسَ للمرأةِ أن تَنْتَهِكَ شيئًا من مالِها إلا بإذنِ زوجِهَا".
(طب) عن واثلة
قال الشارح: وفيه مجهول اهـ.
وقال في الكبير: قال الهيثمى: فيه جماعة لم أعرفهم.
قلت: قول الحافظ الهيثمى فيه جماعة لم أعرفهم لا يدل على أنهم مجاهيل فقد يكونوا معروفين لغيره سلمنا ذلك فلما قال في الصغير: فيه مجهول، ولعله ظن أن ذلك من الاختصار، فإن جماعة المجاهيل يناسب ذكرهم في الشرح الكبير أما الصغير المختصر فلا يناسبه إلا ذكر مجهول واحد.
2929/ 7655 - "ليسَ للنساءِ في اتباع الجنائزِ أجرٌ".
(هق) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الذهبى في المهذب: فيه عفير بن معدان وقد مر بيان حاله.
قلت: قوله: وقد مر بيان حاله، لا يخلو أن يريد أنه من بقية كلام الذهبى، أو أنه من كلامه نفسه، فإن كان الأول فهو كذب، فإن الذهبى قال عقب الحديث: عفير واه، وإن كان الثانى فهو تسويد للورق بما لا فائدة فيه، وإحالة للقارئ على ما فيه تعب عظيم، فإنه قد مرت آلاف من الأحاديث ولا
يدرى في أى منها وقع ذكر عفير بن معدان، ثم إن قوله: وقد مر بيان حاله أكثر حروفا وكلمة مما لو قال: ضعيف، فاعجب لهذا التصرف السئ.
والحديث أخرجه أيضًا ابن حبان في الضعفاء [2/ 198] قال:
حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا: فياض بن زيهر ثنا يحيى بن صالح الوحاظى ثنا عفير بن معدان عن عطاء عن ابن عمر "أن النبي صلى الله عليه وسلم يلعن النائحة والمستمعة والحالقة والصالقة والواشمة والموشومة، وقال: ليس للنساء أجر في اتباع الجنائز".
وهكذا هو عند البيهقى [4/ 63] مطولا، وقال ابن حبان [2/ 198] في عفير: كان ممن يروى المناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره.
2930/ 7658 - "ليسَ للنساءِ وسطُ الطريقِ".
(هب) عن أبي عمرو بن حماس، وعن أبي هريرة
قال في الكبير: حماس بكسر المهملة والتخفيف، قال في التقريب كأصله: مقبول من الطبقة السادسة مات سنة 139 هـ، ومقتضاه أنه تابعى، وبه صرح الذهبى. . إلخ قال: ثم إن فيه هاشم بن القاسم أورده الذهبى في ذيل الضعفاء، وقال: قال أبو عروبة: كبر وتغير.
قلت: فيه أمور، الأول: قوله: قال في التقريب كأصله. . . إلخ، هو من خياتته وعدم أمانته في العزو والنقل، فإنه لم ير تهذيب التهذيب الذي هو أصل التقريب، وإنما ظن أن عبارة الأصل كالمختصر فعزا إليه دون تحقيق، مع أن عبارة التقريب هي من تصرف الحافظ، وما أداه إليه اجتهاده في الراوى المذكور في الأصل بخلاف الأصل، فإنه ليس فيه من عبارات التقريب شيء، فقوله: كأصله، كذب صراح.
الثانى: قوله: ثم إن فيه هاشم بن القاسم. . . إلخ غلط، فإن هاشما المذكور في سنده هو الحافظ المشهور لا هذا.
الثالث: أن الدولابى رواه في الكنى من غير طريقه فقال [1/ 45]:
حدثنا محمد بن عوف ثنا الفريابى عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن الحكم عن أبي عمرو بن حماس به، بلفظ:"ليس للنساء سراة الطريق".
الرابع: قوله: قال في ذيل الضعفاء. . . إلخ، كذب لا يدرى ما المراد منه، فإن تلك عبارة الذهبى في الميزان بالحرف، والشارح يعبر عنه تارة بالضعفاء وأخرى بذيل الضعفاء وأخرى بالميزان، وأخرى بالضعفاء والمتروكين فكل هذا أسماء لمسمى واحد هو الميزان، ثم إن حديث أبي هريرة أخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في الديات وترجم عليه باب رجل طرح شيئًا في وسط الطريق، ثم قال:
حدثنا الصلت بن مسعود الجحدرى ثنا مسلم بن خالد ثنا شريك بن عبد اللَّه ابن أبي نمير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس للنساء وسط الطريق"، وعن أبي أسيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء "عليكن بحافتى الطريق".
2931/ 7663 - "ليسَ لقاتلٍ ميراث".
(هـ) عن رجل
قال الشارح: قال ابن حجر: ليس له في الصحة مدخل.
قلت: بل أنت ليس لك في الفضل نصيب ولا في التحقيق مدخل، وإنما ابتلى اللَّه بك العلم وأهله، ولا سيما الحديث النبوى الشريف، فإلى اللَّه المشتكى من بليتك ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وهو المستعان على مصيبة أهل الحديث بك، فإن هذا التعبير لا يفهم له معنى ولا يدرك له مغزى إلا بالوقوف على الشرح الكبير، فإنه كتب فيه على هذا الحديث المنكوب به ما
نصه: رمز -يعنى المصنف- لحسنه، ورواه النسائى من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال الزركشى قال ابن عبد البر في كتاب الفرائض: وإسناده صحيح بالاتفاق وله شواهد كثيرة اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر: رواه الدارقطنى والبيهقى من حديث على وسنده ضعيف جدا، قاله عبد الحق وابن الجوزى، وقول إمام الحرمين: ليس هذا الحديث في الرتبة العالية من الصحة عجيب فإنه ليس له في أصل الصحة مدخل اهـ.
فهذا هو أصل ما ذكره في الصغير مجردا مقطوعا عن أوله وآخره، وليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل الداهية العظمى والطامة الكبرى أن الحديث ما خرجه الدارقطنى والبيهقى عن على، ولا قال فيه الحافظ ابن حجر شيئًا مما نقله هذا المخرف، بل الحافظ قال ذلك في حديث:"ليس للقاتل وصية"، وزاد بعده قوله: فإنه ليس له في أصل الصحة مدخل، فمداره على مبشر بن عبيد، وقد اتهموه بوضع الحديث اهـ.
هذه بقية عبارة الحافظ حذفها هذا المحرف ونقل الكلام على هذا الحديث المذكور في كتاب "الوصايا" من التلخيص [3/ 197، رقم 1420] للحافظ إلى حديث الباب المذكور في كتاب الفرائض منه أيضًا وبينهما عدة أوراق، والعجب من غفلة هذا الرجل الشديدة فبينما هو ينقل عن ابن عبد البر أنه صحيح بالاتفاق، إذ يختم المقال بأنه ليس له في أصل الصحة مدخل، فمن أراد أن يعتبر في المجترئين على أهل العلم فليعتبر بهذا الرجل، وإلا فما هو بمعتبر.
2932/ 7665 - "ليسَ ليومٍ فضلٌ علَى يومٍ في الصيامِ إلا شهرُ رمضانَ ويومَ عاشورَاءَ".
(طب. هب) عن ابن عباس
قلت: أخرجه أيضًا العباس بن أحمد البرتى في جزئه:
ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة قال: سمعت عبيد اللَّه بن أبي يزيد قال: قال ابن عباس: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم" فذكره.
وأخرجه أبو سعيد النقاش في فوائد العراقيين، قال:
أخبرنا أبو غانم سهل بن المفيد القاضى ثنا على بن عمرة ثنا عبد الأعلى به مثله.
2933/ 7666 - "ليسَ لِى أنْ أدخلَ بيتًا مزوقًا".
(حم. طب) عن سفينة
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو داود وابن ماجه فما أوهمه صنيع المصنف غير جيد.
قلت: لفظه عند أبي داود [رقم 3755 و 3756] وابن ماجه [رقم 3360]: "أنه ليس لى"، وهذا يحكم على المصنف بحسب ترتيبه أن يذكره في حرف "الألف"، لكنه لم يذكره فيه.
2934/ 7667 - "ليسَ من البرِّ الصيامُ في السفرِ".
(حم. ق. د. ن) عن جابر (هـ) عن ابن عمر
قال الشارح: قال المؤلف: وهو متواتر.
قلت: ليس هو بمتواتر، فإن غاية ما ذكره المؤلف من الطرق سبعة، فقال في الأزهار المتناثرة: أخرجه الشيخان عن جابر بن عبد اللَّه وأحمد عن كعب بن عاصم الأشعرى وأبي برزة الأسلمى، والطبرانى عن ابن عباس وابن عمر وعمار بن ياسر وأبي الدرداء اهـ.
وعند النظر في أسانيد هذه الطرق يعلم أنها ستة فقط لأن حديث كعب بن عاصم وأبي الدرداء كلاهما من رواية أم الدرداء، والصحيح أنه من روايتها عن كعب، أما روايتها عن أبي الدرداء فوهم من الراوى الذي قال: لا أعلمه إلا عن أبي الدرداء، فرجع الحديث إلى الستة وهو عدد لا يكفى للتواتر (1).
2935/ 7669 - "ليسَ من الصلواتِ صلاةٌ أفضل من صلاة الفجرِ يومَ الجمعةِ في الجماعَةِ وما أحسبُ من شهِدَهَا منكُم إلَّا مغفورًا لَهُ".
الحكيم (طب) عن أبي عبيدة
قلت: قال الحكيم في النوادر في الأصل الثالث والتسعين ومائة (2):
أخبرنا عمر بن أبي عمر حدثنا سعيد بن أبي مريم المصرى حدثنا يحيى بن أيوب قال: حدثنى عبيد اللَّه بن زحر عن على بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي عبيدة بن الجراح به.
وفي الباب عن ابن عمر تقدم في أفضل الصلوات، وتقدم الكلام عليه مطولا حيث وهم الشارح فيه على عادته.
2936/ 7670 - "ليسَ منْ المروءةِ الربحُ علَى الأخوانِ".
ابن عساكر عن ابن عمرو
(1) رواه البخارى (3/ 44)، ورواه مسلم في كتاب الصيام، باب (15)، رقم:(92). ورواه أبو داود: كتاب الصيام، باب (34)، ورواه الترمذى:(رقم 710)، ورواه النسائى:(4/ 116، 177)، ورواه ابن ماجه:(رقم 1664، 1665).
(2)
هو في الأصل الثانى والتسعين والمائة من المطبوع (2/ 114).
قلت: بل ليس من المروءة ولا من الدين الكذب على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فهذا حديث منكر باطل موضوع لا أصل له.
2937/ 7672 - "ليسَ منْ أخلاق المؤمنِ التملُّق ولا الحسد إلا فِي طلبِ العلم".
(هب) عن معاذ
قال في الكبير: وقضية صنيع المصنف أن البيهقى خرجه وسلمه والأمر بخلافه، بل قال: هذا الحديث إنما يروى بإسناد ضعيف، والحسن بن دينار ضعيف بمرة وكذا خصيب بن جحدر هذا لفظه بحروفه، فحذف المصنف له من كلامه غير صواب، ومن ثم حكم ابن الجوزى بوضعه، وتعقبه المؤلف فقعقع عليه وأبرق كعادته ولم يأت بطائل.
قلت: صنيع المصنف لا يدل على ما قلت، بل المصنف رمز للحديث بعلامة الضعيف، وهو بذلك يكتفى عن التصريح في أسماء المخرجين فضلا عن مراتب الحديث، وأنت تعلم أنه لا ينقل كلام المخرجين على الأحاديث ويبدله بالرموز، ومع هذا تكرر كونه لم يفعل صوابا بحذف كلام المخرج عند كل حديث لا بارك اللَّه فيك ولا في أمثالك وقد فعل والحمد للَّه فأخزاك وجعلك عبرة للعالمين، بحيث لم يجعل في هذه الأمة أكثر خطأ ولا أفحش غلطا منك، فالمؤلف ما أثبت هذا الحديث ولا ادعى صحته حتى يقول: إنه قعقع وأبرق وما أتى بطائل، بل غايته أن ابن الجوزى ذكر هذا الحديث [1/ 219] من حديث معاذ وأعله بالخصيب، ومن حديث أبي أمامة وأعله بعمر بن موسى الوجيهى، ومن حديث أبي هريرة وأعله بمحمد بن عبد اللَّه بن علاثة، ونقل عن ابن حبان أنه قال: يروى الموضوعات عن الثقات، فناقشه المؤلف في هذا الطريق الأخير من جهة تعليله بابن علاثة وقال: إنه روى له أبو داود والنسائى وابن ماجه ووثقه ابن معين، وقال ابن سعد: ثقة
إن شاء اللَّه، وقال أبو زرعة: صالح، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به، قال الذهبى: فهذا الحديث لعل آفته من عمرو بن الحصين الراوى عن ابن علاثة فإنه متروك قال: وقد أورد ابن عدى لأبن علاثة أحاديث حسنة وقال: أرجو أنه لا بأس به، ولما قال الأزدى حديثه يدل على كذبه، قال الخطيب: أفرط الأزدى، وأحسبه وقعت إليه روايات عمرو بن الحصين فكذبه لأجلها، وإنما الآفة من ابن الحصين فإنه كذاب، وأما ابن علاثة فقد وصفه يحيى بن معين بالثقة قال: ولم أحفظ لأحد من الأئمة خلاف ما وصفه به يحيى اهـ.
وهذا الحديث أخرجه البيهقى في شعب الإيمان وقال: هذا الإسناد ضعيف، قال: وروى من أوجه كلها ضعيفة اهـ.
وقد أورده الديلمى في مسند الفردوس من طريق ابن السنى:
حدثنا الحسين بن عبد اللَّه القطان عن عامر بن سيار عن ابن الصباح عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من غض صوته عند العلماء كان يوم القيامة مع الذين امتحن اللَّه قلوبهم للتقوى من أصحابى، ولا خير في التملق والتواضع إلا ما كان في اللَّه أو في طلب العلم" اهـ ما كتبه المؤلف.
فأنت ترى كيف دافع عن ابن علاثة الذي اتهمه ابن الجوزى بهذا الحديث وبين أنه ثقة لا ينبغى أن يتهم بوضع، وأتى في ذلك بكل طائل وبما لا يعرف أن ينقله هذا [الشارح] لو وجده مسطرا أمامه فضلا عن أن يهتدى إلى نقله من مواضعه، ثم نقل عن البيهقى أن هذا الحديث ضعيف من جميع طرقه، ومراده من هذا النقل مخالفة البيهقى وهو من أئمة الحديث لابن الجوزى في حكمه بوضعه، ثم ذكر له شاهدا آخر لم يذكره ابن الجوزى يتقوى به الحديث فهل بعد هذا من طائل؟!، واعلم أن حديث معاذ خرجه أيضًا
القضاعى في مسند الشهاب من طريق الحسن بن دينار المذكور فقال: عن النعمان بن نعيم دون واسطة الخصيب.
وهذا الشارح قد رتب أحاديث الشهاب وزعم أنه خرجها، وقد وقفت على تخريجه بل ملكته ثم أخرجته لأنه لا يساوى النظر فيه، فأين كان عن عزو هذا الحديث هنا إليه؟!.
2938/ 7676 - "ليسَ من ليلةٍ إلا والبحرُ يشرفُ فيها ثلاثَ مرَّاتٍ، يستأذنُ اللَّهَ تعالَى أن ينتضِحَ عليكم فيكفَّهُ اللَّهُ".
(حم) عن عمر
قال في الكبير: قال ابن الجوزى فيه العوام عن شيخ كان مرابطا بالساحل، والعوام ضعيف والشيخ مجهول.
قلت: قوله: والعوام ضعيف ما أراها إلا فرية من الشارح على ابن الجوزى، وما أرى ابن الجوزى يغلط هذا الغلط الفاحش لأنه حافظ له معرفة بالرجال، وإنما هذا الجهل الفاحش يتأتى من الشارح الجاهل بالحديث ورجاله، فالعوام المذكور في سند هذا الحديث هو ابن حوشب، وهو متفق على عدالته وتوثيقه لم يغمزه أحد بكلمة، واتفق الشيخان أيضًا على الاحتجاج بخبره اللهم إلا أن يكون ابن الجوزى لم يعرف أن العوام المذكور في السند هو ابن حوشب وظنه عواما آخر، فإن أحمد لم يصرح باسم والده بل قال:
حدثنا يزيد عن العوام حدثنى شيخ كان مرابطا بالساحل قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب فقال: حدثنا عمر بن الخطاب وذكره.
لكن الإسماعيلى رواه في معجمه فقال:
حدثنا الحسن بن سفيان عن إسحاق بن راهويه عن يزيد -هو ابن هارون- عن العوام بن حوشب حدثنى شيخ مرابط قال: "خرجت ليلة لمحرسى لم يخرج أحد من الحرس غيرى فأتيت الميناء فصعدت فجعل يخيل لى أن البحر يشرف يحاذى رؤوس الجبال فعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ، فلقيت أبا صالح فقال: حدثنا عمر بن الخطاب أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: ما من ليلة. . . " الحديث.
2939/ 7678 - "ليسَ منَّا من تشبَّه بالرجالِ من النساءِ، ولَا مَنْ تشبَّهَ بالنساءِ من الرجالِ".
(حم) عن ابن عمرو
وقال في الكبير: هو من حديث رجل من هذيل عن ابن عمرو، قال الهيثمى والهذلى: لا أعرفه وبقية رجاله ثقات، ورواه الطبرانى وأسقط الهذلى المبهم فعلى هذا رجال الطبرانى كلهم ثقات.
قلت: وكذلك رواه أبو نعيم في الحلية من طريق أحمد بن حنبل فقال [3/ 321]:
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا عبد الرزاق ثنا عمرو بن حوشب أخبرنى عمرو بن دينار عن عطاء عن عبد اللَّه بن عمرو به.
وهذا هو السند إلى مسند أحمد وهو سند أحمد في مسنده [2/ 200] لكنه قال فيه:
حدثنا عبد الرزاق أنا عمرو بن حوشب -رجل صالح- أخبرنى عمرو بن دينار عن عطاء عن رجل من هذيل قال: "رأيت عبد اللَّه بن عمرو. . . " إلخ ما نقله الشارح فكان حذف الرجل من هذيل من تصرف عبد اللَّه بن أحمد أو أبي بكر القطيعى واللَّه أعلم.
2940/ 7680 - "ليس منَّا من تطير، ولا مَنْ تُطِير لَه، أو تَكهن، أو تُكهن له، أو سَحر أو سُحر له".
(طب) عن عمران بن حصين
قلت: أخرجه أيضًا غير من ذكر الشارح الدولابى في الكنى [2/ 166]:
حدثنا أبو زرعة الرازى حدثنا عيسى بن إبراهيم أبو يحيى قال: حدثنا أبو حمزة العطار إسحاق بن الربيع قال: حدثنا عمران بن حصين به بدون ذكر السحر.
2941/ 7683 - "ليسَ منَّا منْ خَصَى، أو اخْتَصى، ولكنْ صُم ووفِّرْ شعرَ جَسدِك".
(طب) عن ابن عباس
قال في الكبير: ورواه البغوى في شرح السنة بسند فيه مقال، ورمز المصنف لحسنه.
قلت: إن ثبت أنه رمز لحسنه فذلك لشواهده وإلا فحديث ابن عباس فيه معلى ابن هلال وهو متروك، والطريق الذي عزاه الشارح إلى البغوى في شرح السنة هو عنده في التفسير أيضًا في سورة المائدة عند قوله تعالى:{لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ} [المائدة: 87] من طريق ابن المبارك عن رشدين ابن سعد حدثنى ابن أنعم عن سعد بن مسعود أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ائذن لنا في الاختصاء، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من خصى ولا من اختصى إن خصاء أمتى الصيام، فقال: يا رسول اللَّه: ائذن لنا في السياحة، فقال: إن سياحة أمتى الجهاد في سبيل اللَّه، فقال: يا رسول اللَّه ائذن لنا في الترهب قال: إن ترهب أمتى الجلوس في المساجد انتظار الصلاة".
ثم وجدته في كتاب الزهد لابن المبارك، ورشدين بن سعد ضعيف وكذا ابن أنعم، وسعد بن مسعود لم يدرك عثمان ولا أحدا من الصحابة فيما أظن فهو منقطع.
2942/ 7684 - "ليسَ منَّا منْ دعَا إلى عصبِيَّةٍ وليسَ منَّا من قَاتَلَ علَى عصِبيَّةٍ، وليسَ منَّا منْ ماتَ على عصِبِيَّةٍ".
(د) عن جبير بن مطعم
قال في الكبير: وعجب من المصنف كيف اقتصر على رواية أبي داود هذه مع قول المنذرى وغيره: هو في صحيح مسلم بأتم منه وأفيد وكذا في سنن النسائى.
قلت: بل عجب من غفلتك الشديدة وكذبك المذموم فالمنذرى بعد أن ذكر في تلخيص السنن قول أبي داود في رواية ابن العبد عنه إن هذا الحديث مرسل أى منقطع لأن عبد اللَّه بن أبي سليمان لم يسمع من جبير، وزاد المنذرى أنه من رواية محمد بن عبد الرحمن المكى ويقال: العكى، وقد قال أبو حاتم: إنه مجهول، قال ما نصه: وقد أخرج مسلم في صحيحه والنسائى في سننه من حديث أبي هريرة بمعناه أتم منه، ومن حديث جندب ابن عبد اللَّه البجلى مختصرا اهـ.
فصرح بأنه حديث آخر من رواية أبي هريرة لا من رواية جبير بن مطعم وأنه بمعناه لا بلفظه، فحذف الشارح ذلك وجعل هذا الحديث نفسه في صحيح مسلم فكذب على الصحيح وعلى المنذرى ودلس وتعجب من الباطل ولم يتعجب من حاله، وبعد فالحديث لفظ عند مسلم في باب "الأمر بلزوم الجماعة" (1) عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من خرج من
(1) حديث رقم (53) كتاب الإمارة.
الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية حمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية، ومن خرج على أمتى يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها، ولا يفى لذى عهد عهده فليس منى ولست منه" اهـ.
فهذا الحديث المصدر بحرف "من" هو الذي يتعجب هذا الجاهل من المؤلف إذ لم يورده هنا في حرف "اللام" مع الأحاديث المصدرة "بليس".
2843/ 7686 - "ليسَ منَّا من عمِل بسُنَّةِ غيرِنَا".
(فر) عن ابن عباس
قال في الكبير: ورواه عنه أبو الشيخ ومن طريقه وعنه أورده الديلمى مصرحا فهو بالعزو إليه أحق.
قلت: نعم ليكن ذلك كذلك، ولكن قل لنا: في أى كتاب خرجه أبو الشيخ حتى ننوب نحن عن المؤلف ونقول: رواه أبو الشيخ في كتاب كذا؟ فإن لأبي الشيخ كتبا كثيرة منها التاريخ والطبقات والثواب والتوبيخ والفوائد والعوالى والنوادر والنتف والعظمة والأذان والسنن والتفسير والمسند وغيرها، ثم إن قوله: ومن طريقه وعنه عبارة مؤذنة بجهله بالفن وبعده عن درايته كما نبهنا عليه مرارا.
2944/ 7687 - "ليسَ منَّا مَنْ غشَّ".
(حم. د. هـ. ك) عن أبي هريرة
قال في الكبير: ظاهر صنيعه أنه لم يخرجه أحد من الشيخين وقد اغتر في ذلك بالحاكم مع أن مسلما خرجه.
قلت: مسلم خرجه بلفظ [1/ 99/ 164]: "من حمل علينا السلاح فليس
منا، ومن غشنا فليس منا"، وبلفظ [1/ 99/ 164]: "من غش فليس منى"، وموضع هذا حرف "الميم"، ولكن الشارح لا يعرف ولا يعقل.
2945/ 7690 - "ليسَ منَّا منْ لَمْ يتغَنَّ بالقرآنِ".
(خ) عن أبي هريرة، (حم. د. حب. ك) عن سعد (د) عن أبي لبابة بن عبد المنذر، (ك) عن ابن عباس وعن عائشة
قلت: هذا الحديث بهذا اللفظ معلول ولو أنه في صحيح البخارى، فإنه رواه من طريق أبي عاصم [9/ 188]:
أخبرنا ابن جريج أخبرنا ابن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة به، وهذا السند إنما يروى به الحديث بلفظ:"ما أذن اللَّه لشئ ما أذن لنبى أن يتغنى بالقرآن يجهر به".
هكذا رواه جمهور أصحاب ابن شهاب ومنهم ابن جريج.
قال الخطيب [1/ 359]:
رواه الأوزاعى وعمرو بن الحارث ومحمد بن الوليد الزبيدى وشعيب بن أبي حمزة ومعمر بن راشد ومعاوية بن يحيى الصدفى وعقيل بن خالد ويونس بن يزيد وعبيد اللَّه بن أبي زياد وإسحاق بن راشد والوليد بن محمد الموقرى عن الزهرى، واتفقوا كلهم وابن جريج منهم على أن لفظه:"ما أذن اللَّه لشئ ما أذن لنبى حسن الصوت أن يتغنى بالقرآن"، وأما المتن الذي ذكره أبو عاصم فإنما يروى عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو بكر النيسابورى: قول أبي عاصم في هذا الحديث: ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، وَهمٌ منه لكثرة من رواه عن الزهرى بلفظ: "ما أذن".
قلت: وكذلك رواه غير الزهرى عن أبي سلمة أيضًا وَهُمْ جماعة أيضًا، ولذلك لم يخرج مسلم في صحيحه رواية أبي عاصم واقتصر على رواية الجمهور عن الزهرى وعن أبي سلمة بلفظ (1):"ما أذن اللَّه" الحديث، وإذ رجع هذا اللفظ إلى حديث ابن أبي مليكة فهو معلول بالاضطراب، فإنهم اختلفوا عليه فيه على أقوال، الأول: عنه عن عبيد اللَّه بن أبي نهيك عن سعد بن أبي وقاص، هكذا رواه أبو داود الطيالسى [رقم 738] في مسنده عن سعيد بن حسان المكى عنه، وكذلك رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن دينار وابن جريج كلاهما عنه، ثم قال الحاكم [1/ 569]: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذا الإسناد.
ورواه سعيد بن حسان المخزومى عن عبد اللَّه بن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك، وخالفهما الليث بن سعد فقال: عبد اللَّه بن أبي مليكة عن عبيد اللَّه ابن أبي نُهَيك -يعنى بالتصغير-، وقد اتفقت رواية عمرو بن دينار وابن جريج وسعيد بن حسان عن ابن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك -يعنى المكبر.
قلت: وليس كذلك، بل قد روى عن الليث عن عبد اللَّه بن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك المكبر أيضًا، وروى عن سعيد بن حسان وعمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن عبيد اللَّه بن أبي نهيك المصغر أيضًا، فكل منهم روى عنه القولان، فأما رواية الليث عن المكبر فأخرجها أحمد [2/ 271] عن حجاج وأبي النضر عنه، وأما رواية الآخرين فأذكرها في القول بعده.
القول الثانى: عنه عن عبيد اللَّه المصغر ابن أبي نهيك، رواه عنه سعيد بن حسان المخزومى، وعمرو بن دينار والليث بن سعد، فرواية سعيد بن حسان
(1) صلاة المسافر، باب (34)، رقم (232، 234).
رواها أحمد عن وكيع عنه ثم قال: قال وكيع: يعنى يستغنى به، ورواية عمرو بن دينار رواها أحمد [1/ 172، 175، 179] عن سفيان بن عيينة عنه، ورواها الدارمى في مسنده [2/ 472، 473] عن محمد بن أحمد بن أبي خلف، وأبو داود في سننه [رقم 1469، 1471] عن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن نصر المروزى في قيام الليل عن إسحاق كلهم عن سفيان به، ورواية الليث رواها أبو داود عن أبي الوليد الطيالسى، والحاكم في المستدرك [1/ 569، 570] من طريق يححص بن بكير وقتيبة بن سعيد كلهم عنه، قال: وليس يدفع رواية الليث تلك عن عبد اللَّه بن أبي نهيك فإنهما أخوان تابعيان، والدليل على صحة الروايتين رواية عمرو بن الحارث، وهو أحد الحفاظ الأثبات عن ابن أبي مليكة، ثم أخرج الرواية المذكورة بعده.
القول الثالث: عنه عن ناس دخلوا على سعد بن أبي وقاص، أخرجه الحاكم [1/ 570] من طريق ابن وهب:
أنبأنا عمرو بن الحارث عن ابن أبي مليكة أنه حدثه عن ناس دخلوا على سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه فسألوه عن القرآن، فقال سعد: أما أنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، قال الحاكم: فهذه الرواية تدل على أن ابن أبي مليكة لم يسمعه من راو واحد إنما سمعه من رواة لسعد.
قلت: وهذا جمع حسن بالنسبة لروايته عن ابن أبي نهيك، ولكون الحديث عنده عن سعد بن أبي وقاص، لكن يعكر عليه الأقوال الأخرى في كون الحديث لصحابة آخرين.
القول الرابع: عنه عن عبيد اللَّه بن أبي يزيد عن أبي لبابة بن عبد المنذر، أخرجه أبو داود [2/ 75، رقم 1471]:
حدثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي
مليكة يقول: قال عبيد اللَّه بن أبي يزيد: مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه، فإذا رجل رث البيت رث الهيئة، فسمعته يقول: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت، قال: يحسنه ما استطاع.
ورواه الطحاوى في مشكل الآثار [2/ 127، 129] عن بكار بن قتيبة:
ثنا إبراهيم بن أبي الوزير ثنا عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي يزيد، قال الطحاوى: هكذا قال: وإنما هو ابن أبي نهيك قال: دخلنا على أبي لبابة بن عبد المنذر الحديث.
قلت: ظن الطحاوى أن قوله: ابن أبي زيد، وهم من عبد الجبار بن الورد وليس كذلك، لأن ابن أبي نهيك لم يروه عن أبي لبابة بن عبد المنذر وإنما رواه عن سعد ابن أبي وقاص، فالقول من اضطراب ابن أبي مليكة.
القول الخامس: عنه عن ابن الزبير، قال الدولابى في الكنى [1/ 65، 160]:
حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك الدقيقى ثنا محمد بن ماهان أبو حنيفة الواسطى ثنا نافع بن عمر الجمحى عن ابن أبي مليكة عن ابن الزبير قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن، قال: وأنتم فتغنوا به إن استطعتم".
القول السادس: عنه عن ابن عباس أخرجه الحاكم من طريق عبد الرحمن ابن غزوان [1/ 570]:
ثنا عبيد اللَّه بن الأخنس ثنا عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
ورواه أيضًا من طريق الحارث بن مرة الثقفى [1/ 570]: ثنا عسل بن سفيان عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس.
ورواه أبو أمية الطرسوسى:
ثنا مسلم بن الحارث بن عبيد أنا عبيد اللَّه بن الأخنس به
وقال الحاكم: إنه سند شاذ، قال: وليس بمستبعد من عسل بن سفيان الوهم.
قلت: لا سيما وقد رواه مرة أخرى، فقال: عن ابن أبي مليكة عن عائشة كما في الذي بعده، لكن تابعه على روايته عن ابن عباس عبيد اللَّه بن الأخنس كما سبق.
القول السابع: عنه عن عائشة ذكره الحاكم [1/ 570] من رواية الحارث بن مرة الثقفى عن عسل بن سفيان عن ابن أبي مليكة عن عائشة، وقال الحاكم إنه سند شاذ.
القول الثامن: عنه عن عبيد اللَّه بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد، رواه أبو داود [2/ 75، رقم 1469] عن قتيبة ويزيد بن خالد بن موهب الرملى عن الليث بن سعد عن ابن أبي مليكة به.
القول التاسع: مثله إلا أنه عن عبد اللَّه بن أبي نهيك المكبر، أخرجه الطحاوى في المشكل عن فهد بن سليمان [2/ 127]:
ثنا عبد اللَّه بن صالح ثنا الليث أنبأنا عبد اللَّه بن عبيد اللَّه بن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك عن سعيد بن أبي سعيد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به.
القول العاشر: مثله، لكن عن سعيد دون ذكر ابن أبي سعيد، أخرجه الطحاوى أيضًا [2/ 129] عن بحر بن نصر عن شعيب بن الليث، وأخرجه
أيضًا عن محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم ثنا أبي وشعيب بن الليث حدثنى الليث به.
وأخرجه أيضًا عن بكار بن قتيبة:
ثنا إبراهيم بن أبي الوزير ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن ابن أبي نهيك عن سعيد قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به.
القول الحادى عشر: مثله، إلا أنه عن سعيد أو سعد بالشك، أخرجه الطحاوى عن الربيع بن سليمان:
ثنا شعيب بن الليث ثنا الليث عن عبد اللَّه بن أبي مليكة عن عبد اللَّه بن أبي نهيك عن سعيد أو سعد عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم به.
القول الثانى عشر: عنه قال: قال عبيد اللَّه: بينا أنا وعبد اللَّه بن السائب إذ مر بنا أبو لبابة فقال لنا: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"، أسنده الذهبى في التذكرة من طريق أبي عوانة [رقم 77]:
ثنا أبو أمية الطرسوسى ثنا داود بن مهران ثنا عبد الجبار بن الورد ثنا ابن أبي مليكة به.
القول الثالث عشر: عنه عن عبد الرحمن بن السائب عن سعد بن أبي وقاص، أخرجه ابن ماجه من طريق الوليد بن مسلم [رقم 1337]:
ثنا أبو رافع عن ابن أبي مليكة عن عبد الرحمن بن السائب قال: "قدم علينا سعد بن أبي وقاص، وقد كف بصره، فسلمت عليه فقال: من أنت؟ فأخبرته، فقال: مرحبا يا ابن أخى بلغنى أنك حسن الصوت بالقرآن، سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن هذا القرآن أنزل بحزن فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به، فمن لم يتغن به فليس منا".
القول الرابع عشر: عنه عن القاسم بن محمد عن السائب قال: قال لى
سعيد: يا ابن أخى هل قرأت القرآن؟ قلت: نعم قال: تغن بالقرآن فإنى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "تغنوا بالقرآن ليس منا من لم يتغن بالقرآن، وابكوا فإن لم تقدروا على البكاء فتباكوا"، أخرجه المخلص في فوائده:
ثنا عبد اللَّه بن محمد ثنا محمد بن حميد ثنا سلمة بن الفضل ثنا عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي مليكة، كذا قال: عبد اللَّه بن عبد الرحمن وهو وهم، وعبد اللَّه بن محمد شيخ المخلص هو أبو القاسم البغوى، والحديث في معجمة كذلك.
2946/ 7692 - "ليسَ منَّا منْ لمْ يرحَمْ صغيَرنَا، ويعرِفْ شرَفَ كبيرنَا".
(حم. ت. ك) عن ابن عمرو
قال في الكبير: ورواه عنه أيضًا أبو داود، قال في الرياض: حديث صحيح، وقال الحاكم: على شرط مالك وأقره الذهبى، وقال العراقى: سنده حسن، وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد مخرجًا لأعلى مما ذكر وليس كذلك، فقد خرجه سلطان الفن في الأدب المفرد، فكان ينبغى ذكره معهم.
قلت: سلطان الفن إنما ينبغى تقديمه وذكره إذا خرج الحديث في الصحيح الذي به ظهرت سلطنته، أما كتبه الأخرى فلا مزية لها على غيرها، وكيفما كان الحال فالسنن الأربعة مقدمة على ساثر كتب البخارى بعد الصحيح بالاتفاق هذا لو لم يعزه إليه المصنف فكيف وقد ذكر الحديث في حرف "الميم" بلفظ:"من لم يرحم صغيرنا. . . " الحديث، وعزاه للبخارى في الأدب المفرد، وأبي داود الذي لم يخرجه بهذا اللفظ المذكور هنا.
فلو كان للشارح مسكة من عقل لأمسك عن الفضول.
ثم إن في الباب عن أنس وأبي زيد وأبي أمامة وأبي هريرة خلاف المذكورين في المتن.
فحديث أنس قال أبو نعيم في تاريخ أصبهان [1/ 135]:
ثنا عبد اللَّه بن محمد بن جعفر ثنا أبو عبد اللَّه محمد بن يعقوب الغزالى ثنا عبد اللَّه بن عمر بن يزيد ثنا عبيد بن واقد ثنا عبد القدوس عن "أنس بن مالك أن شيخا جاء يريد النبي صلى الله عليه وسلم وحوله أصحابه فأبطاوا على الشيخ أن يوسعوا له فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا".
وحديث أبي زيد قال أبو نعيم في التاريخ أيضًا [2/ 254]:
ثنا محمد بن محمد بن سيبويه ثنا أحمد بن عبد اللَّه بن النعمان ثنا محمد بن عاصم ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرنى سعيد بن قطن قال: "سمعت أبا زيد يقول: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا".
وحديث أبي أمامة رواه البخارى في الأدب المفرد [رقم 355، 363]:
ثنا محمود ثنا يزيد بن هارون أخبرنا الوليد بن جميل عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا فليس منا".
وحديث أبي هريرة قال البخارى في الأدب المفرد أيضًا [رقم 353، 354، 356]:
حدثنا أحمد بن عيسى ثنا عبد اللَّه بن وهب عن أبي صخر عن أبي قسيط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا".
2947/ 7694 - "ليسَ منَّا منْ لمْ يُجِل كبيرَنَا، ويرحَمْ صغيرَنا، ويعرِفْ لعالِمنِا حقَّهُ".
(حم. ك) عن عبادة بن الصامت
قلت: أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [2/ 133]:
حدثنا يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم ثنا عبد اللَّه بن وهب حدثنى مالك الرمادى عن أبي قبيل عن عبادة بن الصامت به مثله.
وأخرجه الطبرانى في مكارم الأخلاق:
ثنا مطلب بن شعيب الأزدى ثنا عبد اللَّه بن صالح ثنا ابن لهيعة عن أبي قبيل به، بلفظ:"ليس من أمتى" والباقى مثله.
2948/ 7695 - "ليسَ منَّا من لمْ يرحَمْ صغيَرنَا، ولم يعرفْ حقَّ كبيرَنَا، وليسَ منَّا من غشَّنَا، ولا يكونُ المؤمنُ مؤمنًا حتى يحبَّ للمؤمِنينَ ما يُحِبُّ لنفسِهِ".
(طب) عن ضميرة
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه حسين بن عبد اللَّه بن ضميرة كذاب اهـ. فكان ينبغى للمصنف حذفه من الكتاب.
قلت: وإذا كان كذلك فلم قلت بعد هذا في شرحك الصغير المختصر من الكبير: إسناده حسن؟ وكيف يكون حسنا ما حكمت بوضعه واعترفت بأن في سنده راويا كذابا؟ أليس هذا من التلاعب والتضارب؟
وبعد، فكان ينبغى للمؤلف حذف هذا لو انفرد به الحسين المذكور، لأنه قال في خطبة الكتاب: وصنته عما انفرد به وضاع أو كذاب، وهذا لم ينفرد به بل له طرق متعددة صحيحة لكن لكل من جمله الثلاثة على انفردا.
2949/ 7697 - "ليسَ منَّا من وطئَ حُبلَى".
(طب) عن ابن عباس
قلت: أخرجه أيضًا الطحاوى في مشكل الآثار [2/ 138]:
حدثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا سليمان بن حيان عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس به.
2950/ 7699 - "ليسَ منِّى إلا عالِمٌ أوْ متعلِّمٌ".
ابن النجار (فر) عن ابن عمر
قال في الكبير: وفيه مخارق بن ميسرة، قال الذهبى: لا يعرف.
قلت: له طريق آخر من حديث جابر بن عبد اللَّه أخرجه الخطيب في المتفق من طريق عبد اللَّه بن المبارك وهو شيخ لا يعرف عن أبي عوانة الوضاح بن عبد اللَّه اليشكرى عن أبي الزبير عن جابر به.
قال الحافظ: وهو منكر بهذا الإسناد.
2951/ 7703 - "ليسُوقَن رجلٌ من قحطانَ الناسَ بعصًا".
(طب) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الهيثمى: فيه ابن إسحاق وهو مدلس، والحسين بن عيسى بن ميسرة لم أعرفه، فرمز المصنف لصحته مردود.
قلت: أما تدليس ابن إسحاق فلا يضر وقد خرج له أهل الصحيح، وأما كون الحسين لم يعرفه الحافظ نور الدين فلا يلزم منه أن لا يعرفه المؤلف فبطل ما هذى به الشارح.
2952/ 7707 - "ليُصلِّ الرجل في المسجدِ الَّذِى يليِه ولا يتَّبِع المساجدَ".
(طب) عن ابن عمر
قال في الكبير: قال الهيثمى: رجاله موثقون إلا شيخ الطبرانى محمد بن أحمد بن النضر الترمذى، ولم أجد من ترجمه، وذكر ابن حبان محمد بن أحمد بن النضر ابن بنت معاوية بن عمرو ولا أدرى هو أم لا.
قلت: هذا الحديث باطل موضوع لا أصل له من كلام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم،
والحافظ الهيثمى واهم في قوله: رجاله موثقون، لأن الحديث من رواية عبيس بن ميمون، وعبيس بعين مضمومة بعدها باء موحدة تصغير عبس.
والهيثمى تحرف عليه بعيسى بن ميمون الجرشى المكى وهو ثقة (1) وكلاهما في طبقة واحدة، لكن عبيس راوى هذا الحديث واه، قال أحمد والبخارى منكر الحديث، وقال الفلاس: متروك، وقال النسائى: ليس بثقة، وقال ابن معين وأبو داود: ضعيف، وقال ابن حبان: كان شيخا مغفلا يروى عن الثقات الأشياء الموضوعات توهما لا تعمدا فإذا سمعها أهل [الفن] سبق إلى قلوبهم أنه كان المتعمد لها.
قلت: إى واللَّه فإنه بمجرد ما رأينا هذا الحديث علمنا لركاكة لفظه ومعناه أنه باطل وتوقفنا في قول الحافظ نور الدين إن رجاله موثقون، إلى أن وقفنا عليه في الضعفاء لابن حبان فارتفع التوقف وصدق الظن والحمد للَّه.
قال ابن حبان [2/ 120، 121]:
حدثنا الحسن بن سفيان ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا عبيس بن ميمون قال: سمعت بكر بن عبد اللَّه المزنى يحدث عن ابن عمر قال: "قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . " فذكر مثله.
وهو في نقدنا مركب من قول الفقهاء: إن من ترك المسجد القريب منه وذهب إلى مسجد أبعد لا يثاب على ما زاده من الخطوات إلى المسجد الأبعد، تحجيرا منهم لفضل اللَّه تعالى بحسب نظرهم فأخذ هذا الرجل هذا المعنى وابتكر له هذا اللفظ وركب له الإسناد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
2953/ 7718 - "لِيكْفِ الرَّجُلَ منكُم كَزادِ الراكبِ".
(هـ. حب) عن سلمان
(1) انظر التهذيب (8/ 211/ 439).
قال في الكبير: ورواه عنه الحاكم بنحوه وذكر بيان السبب، وهو أن سعدا قدم على سلمان يعوده فبكى، فقال سعد: ما يبكيك؟ توفى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض وترد عليه الحوض، وتلقى أصحابك، فقال: ما أبكى جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا، ولكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عهد إلينا:"لتكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب"، وحولى هذه الأساود -أى الشخوص- قال: وإنما حوله أجانة وجفنة ومطهرة، فقال سعد: أعهد إلينا، فقال: يا سعد أذكر اللَّه عند همك إذا هممت، وعند يدك إذا قسمت، وعند حكمك إذا حكمت"، رواه الحاكم بطوله، وقال: صحيح، قال المنذرى: كذا قال.
قلت: فيه أمران، أحدهما: قوله: ورواه عنه الحاكم بنحوه وذكر بيان السبب. . . إلخ صريح في أن ابن ماجه الذي عزاه إليه المصنف لم يذكره بهذا السياق الذي سماه سببا وإنما ذكره الحاكم وحده وليس كذلك بل هو في سنن ابن ماجه كذلك أيضًا، قال ابن ماجه [رقم 4101]:
حدثنا الحسن بن أبي الربيع ثنا عبد الرزاق ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: "اشتكى سلمان فعاده سعد فرآه يبكى، فقال له سعد: ما يبكيك يا أخى؟ أليس قد صحبت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم؟، أليس، أليس؟ قال: ما أبكى واحدة من اثنتين، ما أبكى ضنا بالدنيا ولا كراهية للموت، ولكن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عهد إلى عهدا فما أرانى إلا قد تعديت، قال: وما عهد إليك؟ قال: عهد إلى أنه يكفى أحدكم مثل زاد الراكب. . . " الحديث مثله.
ثانيهما: أنه سمى هذه القصة التي جرت بين سعد وسلمان رضي الله عنهما سببا للورود وليس كذلك، فإن سبب الحديث هو ما لأجله حدث به النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا إنما هو سبب لتحديث سلمان به وهذا مما يغلط فيه كثير من الناس ليس الشارح وحده، ثم إن الحديث له طرق متعددة عن سلمان،
وأخرجه جماعة منهم الدولابى في الكنى والدينورى في المجالسة وأحمد في الزهد والحسن بن سفيان في مسنده وأبو نعيم في الحلية [1/ 196]، والقضاعى في مسند الشهاب وآخرون ذكرت أسانيدهم في مستخرجى على مسند الشهاب مع من في الباب من الصحابة وهم خباب وبريدة وعائشة بأسانيد أحاديثهم.
2954/ 7719 - "لِيكْفِ أحدَكُم من الدُّنيَا خادِمٌ ومَرْكبٌ".
(حم. ن) والضياء عن بريدة
قلت: أخرجه أيضًا ابن عبد البر في العلم [2/ 19] من طريق أبي بكر بن أبي شيبة:
ثنا أبو عفان ثنا حماد بن سلمة عن الجريرى عن أبي نضرة عن عبد اللَّه بن مدله عن بريدة.
وأخرج أيضًا نحوه من طريق أبي بكر [2/ 18، 19]:
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: "دخل معاوية على خاله أبي هاشم بن عتبة يعوده فبكى، فقال له معاوية: ما يبكيك يا خالى أوجع تجده أم حرص على الدنيا؟ قال: كلا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى: يا أبا هاشم أأنا لعلك تدرك أموال يؤتاها أقوام فإنه يكفيك من المال خادم ومركب في سبيل اللَّه، وأرانى قد جمعت".
2955/ 7721 - "لَيكُونون في ولدِ العبَّاسِ ملوكٌ يَلُون أمرَ أمَّتى، يُعزُّ اللَّهُ تعالَى بِهِمُ الدِّين".
(قط) في الأفراد عن جابر
قلت: هذا حديث موضوع يلام المؤلف على ذكره.
2956/ 7723 - "لَيلَةُ القدرِ ليلةُ سَبعٍ وَعشرِين".
(د) عن معاوية
قال في الكبير: ظاهر صنيعه أن ذا لم يتعرض أحد من الشيخين لتخريجه والأمر بخلافه، فقد عزاه الديلمى إلى مسلم باللفظ المزبور عن أبي بن كعب.
قلت: هذا كذب على الديلمى فإنه ما عزاه إلى مسلم باللفظ المزبور وإنما عزى إليه أصل الحديث وهذا أشهر من نار على علم عند أهل الحديث كون أبي بن كعب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين" وأن حديثه في الصحيح (1) أما بهذا اللفظ الذي يدخل هنا في حرف "اللام" فكذب وجهل بالحديث وبكتبه.
2957/ 7724 - "لَيلَةُ القدرِ ليلَةُ أربعٍ وَعشرِينَ".
(حم) عن بلال الطيالسى عن أبي سعيد
قال في الكبير: قال الهيثمى: سند أحمد حسن اهـ، والمصنف رمز لصحته فليحرر.
قلت: تحريره هو، أولا: إنك كاذب في قولك أنه رمز لصحته، بل الواقع أنه رمز لحسنه، وإذا كنت صادقا فيما تقول فإذا كان حديث بلال حسن فانضمام حديث أبي سعيد إليه يرفعه إلى درجة الصحيح فهذا هو التحرير لو كنت من أهل العلم، والإنصاف.
(1) في الصيام: (207).
2958/ 7727 - "ليلَةُ القدرِ ليلَةٌ بلجَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ، ولا سحابَ فيهَا، ولا مطَرَ، ولا ريحَ ولا يُرمَى فيها بِنجمٍ ومن علامَة يومِهَا تطلُع الشمسُ لا شعاعَ لَهَا".
(طب) عن واثلة
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمى: وفيه بشر بن عوف عن بكار بن تميم وكلاهما ضعيف.
وقال في الشرح الصغير: إسناده ضعيف خلافا لقول المؤلف: حسن.
قلت: هذا كذب على المؤلف فإنه سكت على هذا الحديث ولم يرمز له بشيء.
2959/ 7728 - "لَيلةُ القدرِ سمْحَةُ طلقةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردَةٌ تصبِحُ الشمس صبيحَتَها ضعيفةٌ حمراء".
الطيالسى (هب) عن ابن عباس
قال في الكبير: رمز المصنف لحسنه وفيه زمعة بن صالح، قال الذهبى: ضعفه أحمد وأبو حاتم وغيرهما، وفيه سلمة بن وهرام ضعفه أبو داود، وقال أحمد: له مناكير. . . إلخ.
قلت: زمعة روى له مسلم مقرونا، وقال ابن معين: صويلح الحديث، وقال الفلاس: هو جائز الحديث مع الضعف الذي فيه، وقال الجوزجانى: متماسك، وقال ابن عدى: ربما يهم في بعض ما يرويه وأرجو أن حديثه صالح لا بأس به، وقال ابن حبان [1/ 312]: كان رجلا صالحا يهم ولا يعلم ويخطئ ولا يفهم.
وسلمة بن وهرام وثقه ابن معين وأبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات فهذا شرط الحسن فكيف مع شاهده المذكور قبله، بل لو كان ضعيفا لارتفع به إلى
درجة الحسن، لأن راوييه لم يتهما بكذب وإنما ضعفا للوهم والخطأ، ومن هذا حاله إذا توبع ارتقى حديثه إلى الحسن.
2960/ 7729 - "ليلَةُ أُسِرى بى ما مَرَرْتُ على ملإٍ منَ الملائكةِ إلَّا أمرُونِى بالحجَامَةِ".
(طب) عن ابن عباس
قلت: سكت عليه الشارح لأن الحافظ الهيثمى لم يذكره في مجمع الزوائد لأنه في سنن الترمذى (1) وابن ماجه [رقم 3477، 3479] بلفظ آخر، أما أن الشارح لا يعرف ذلك ولو عرفه لأسخف سخانته المعلومة، وسيذكره المؤلف في الميم بلفظ:"ما مرت ليلة أسرى بى. . . " الحديث.
2961/ 7743 - "لَىُّ الواجدِ يُحِلُّ عرضَهُ وعقوبَتَهُ".
(حم. د. ن. هـ. ك) عن الشريد بن سويد
قال في الكبير: قال (ك): صحيح، وأقره الذهبى ولم يضعفه أبو داود، وعلقه البخارى.
قلت: ووصله في تاريخه الكبير في ترجمة الشريد، فقال [2/ 2/ 259]:
حدثنا أبو عاصم عن وبر بن أبي دليلة حدثنى محمد بن عبد اللَّه بن ميمون حدثنى عمرو بن الشريد حدثنى [أبي](2) قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: مثله.
حدثنا عبد اللَّه بن عثمان عن ابن المبارك أنا وبر بن أبي دليلة حدثنى محمد بن ميمون عن عمرو عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه وسلم به.
ورواه الطحاوى في مشكل الآثار [1/ 413]: حدثنا ابن مرزوق ثنا أبو عاصم به.
(1) الترمذى في الطب رقم (12).
(2)
الزيادة من التاريخ الكبير.
ورواه الطوسى في أماليه من حديث على عليه السلام بزيادة قال:
أخبرنا جماعة عن أبي المفضل الشيبانى ثنا الفضل بن محمد البيهقى ثنا هارون ابن عمرو المجاشعى ثنا الرضا على بن موسى عن أبيه موسى عن أبي عبد اللَّه جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين على عليه السلام قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "لى الواجد بالدين يحل عرضه وعقوبته فلم يكن دينه فيما يكره اللَّه عز وجل.
2962/ 7748 - "اللَّحدُ لَنَا، والشقُّ لغيرِنَا منْ أهلِ الكتابِ".
(حم) عن جرير
قال في الكبير: وفيه أبو اليقظان الأعمى عثمان بن عمير، قال الصدر المناوى كغيره: ضعيف.
قلت: له عند أحمد [4/ 362، 363] متابع فإن أبا اليقظان رواه عن زاذان عن جرير، ومن طريق أبي اليقظان رواه أيضًا ابن ماجه في سننه [رقم 1555] لكن بدون ذكر "أهل الكتاب"، وتابعه عليه عمرو بن مرة عن زاذان.
رواه أحمد [4/ 357] عن عفان: ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن عمرو ابن مرة به بلفظ: "اللحد لنا والشق لغيرنا"، وتابعه عليه أيضًا بزيادة ذكر أهل الكتاب أبو حمزة الثمالى، أخرجه الطحاوى في مشكل الآثار [4/ 44، 48].
حدثنا أحمد بن الحسن الكوفى ثنا عبد اللَّه بن نمير عن أبي حمزة الثمالى عن زاذان عن جرير قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اللحد لنا والشق لأهل الكتاب"، وهكذا لفظ الحديث في مسند أحمد أيضًا لا كما ذكره المؤلف.
2963/ 7752 - "الذِي يَمُرُّ بين يدَى الرَّجُلِ وهو يُصَلِّى عمْدًا، يتَمَنَّى يومَ القيامِة أنَّهُ شَجرةٌ يابِسةٌ".
(طب) عن عبد اللَّه بن عمرو
قال في الكبير: قال الهيثمى: وفيه من لم أجد ترجمته.
قلت: له طريق آخر من حديث أبي رزين، قال الدولابى في الكنى:
حدثنا أحمد بن عبد المؤمن الفراء حدثنا إدريس بن يحيى حدثنى عبد اللَّه بن عباس عن عبد اللَّه بن عياض عن أبي رزين الغافقى سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: "الذي يمر بين يدى أخيه وهو يصلى متعمدا يتمنى يوم القيامة لو كان شجرة يابسة".
2964/ 7755 - "اللَّيلُ والنهارُ مطيَّتَانِ فاركبُوهُمَا بلاغًا إِلى الآخِرَةِ".
(عد) وابن عساكر عن ابن عباس
قال في الكبير: ظاهر كلام المصنف أن ابن عدى خرجه وأقره والأمر بخلافه. . . إلخ.
قلت: هذا كذب على ظاهر كلام المؤلف وعلى ابن عدى أيضًا، أما المؤلف فإنه رمز له بعلامة الضعيف الشامل للمنكر والواهى وغيرهما من أنواعه، وأما ابن عدى فليس مصنفه في الحديث حتى يقر أو يرد بل مصنفه في ضعفاء الرجال، والأحاديث إنما يوردها في ترجمة الراوى ليعرف منها حاله، فكلام الشارح مغرب ومصنف ابن عدى مشرق، والحديث جزم الذهبى بأنه موضوع وهو كذلك.