الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[المبحث الثاني المشروع في عمارة المسجد وبنائه وصيانته]
[الأرض التي تكون مسجدًا]
المبحث الثاني
المشروع في عمارة المسجد وبنائه وصيانته قد سبق معنا أن من الأعمال الفاضلة عمارة المسجد حسيًا، وهو من أفضل الأعمال، ومن أحسن المجالات التي يسبل عليها الوقف، لأنها مصدر نفع لعامة المسلمين. ولذلك تحدث أهل العلم كثيرًا عما ينبغي في المسجد عمارة وبناء وزخرفة، وإكمال مرافقه، وصيانته وغيرها. وهنا أوجز ما كان مشروعًا، أو ما ينبغي أن يكون عليه المسجد.
1 -
الأرض التي تكون مسجدًا: ذكر أهل العلم أن كل أرض تصلح أن تكون مسجدًا سوى ما يلي:
أ- ألا تكون الأرض قبورًا للمسلمين: أو فيها قبور مسلمين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في المقابر، وذكر البخاري عددًا من الأحاديث وعنون للباب: باب كراهية الصلاة في المقابر.
وروى مسلم رحمه الله تعالى عن مرثد الغنوي مرفوعًا:
«لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا عليها» (1) .
وروى البخاري رحمه الله تعالى عن عائشة رضي الله عنها عن «النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه: (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) » (2) .
ب - ألا تكون الأرض مغصوبة: بل ذهب بعض أهل العلم إلى عدم صحة الصلاة في الأرض المغصوبة أما تحريم الصلاة فمحل إجماع من أهل العلم (3) . وهنا- في بناء المسجد على أرض مغصوبة يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: بناء المسجد على ملك المرء جائز بالإجماع وفي غير ملكه ممتنع بالإجماع.
ج- ألا يكون في محل انتفاع الناس: مثل أن يكون في طريق ينتفع فيه كثير من الناس.
(1) رواه مسلم 2 / 668 برقم (972) في الجنائز، باب النهي عن الجلوس على القبر والصلاة عليه.
(2)
رواه البخاري 3 / 255 برقم (1390) في الجنائز باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، و3 / 200 برقم (1330) باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور. ورواه مسلم برقم (529) في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور.
(3)
ينظر إلى مجموع الفتاوى 22 / 195.