الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي قتادة السلمي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس» (1) .
ولا شك أن تأدية هاتين الركعتين لهما أثر على نفسية الفرد الداخل إذ أنه يشعر أنه ولج مكانًا ذا خاصية مميزة فتتهيأ نفسه له فيتعامل معه التعامل المشروع.
[حِفْظ القرآن وتحفيظه]
5 -
حِفْظ القرآن وتحفيظه: من أهم المهمات، وأوضح المشروعات عمله في المساجد إقامة تعلم القرآن وتعليمه، وقراءته وإقراؤه، بشكل فردي يقرؤه الفرد، ويحفظه، أو يحفظه ويقرئه غيره، أو بشكل تدارس جماعي، جاء في السنن:«وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» (2) .
ووجود هذا الفضل لهؤلاء الأفراد المجتمعين لقراءة
(1) رواه. البخاري برقم (444) في الصلاة، باب إذا دخل المسجد فليركع ركعتين، ومسلم برقم (714) في صلاة المسافرين. باب استحباب تحية المسجد.
(2)
رواه مسلم برقم (2699) في الذكر، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن والذكر.
القرآن وتدارسه بسبب وجودهم في هذا المسجد، ولا شك أن العلم المتفرع عن القرآن الكريم داخل في ذلك، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس في المسجد ويستمع لقراءة أصحابه رضي الله عنهم ، وهكذا كان الصحابة من بعده يتدارسون القرآن والعلم في المسجد واستمر الأمر على هذه الحال على امتداد التاريخ الإسلامي، ويلحق بقراءة القرآن الكريم، اشتغال الفرد بذكر الله تعالى، حيث تكون القلوب خالية من مشاغلها، فتخبت إلى ربها، متعلقة بمولاها، قال سبحانه وتعالى:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ - رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ} [النور: 36 - 37](1) .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث بول الأعرابي- في إحدى رواياته-: «إنما هي لذكر الله تعالى والصلاة وقراءة القرآن» (2) .
ولا يخفى على المسلم فوائد الذكر وبخاصة إذا كان في
(1) الآيتان رقم (36، 37) من سورة النور.
(2)
رواه مسلم برقم (285) في الطهارة. باب وجوب غسل البول وغيره من النجاسات إذا حصلت في المسجد.