الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أما بعد:
فإن القرآن الكريم؛ بثروته اللفظية الزاخرة، ما يزال ـ وسيظلّ ـ محطّ عناية الدراسين والباحثين؛ لتوقّف فهم دلالاته وأحكامه على فهم المراد منها.
وقد حظيت الألفاظ القرآنية ـ والغريبة منها بوجه خاص ـ باهتمام العلماء منذ الصدر الأول من الإسلام، وأُفردت لها مصنفات عديدة تندّ عن الحصر، وصل إلينا ـ بحمد الله ـ قسم كبير منها، تلقفته أيدي الباحثين بالدرس والتحقيق، وإن كان بعضٌ منها لم يزل حبيس القماطر ينتظر من يزيل عنه غبار النسيان.
وفي الأزمان المتأخرة دعت الحاجة إلى فهرسة سائر ألفاظ الكتاب العزيز والدلالة على مواضعها في المصحف الشريف، وعرف الباحثون ما دُعي بـ " المعاجم المفهرِسة لألفاظ القرآن الكريم ".
وقد أتاحت لي هذه الندوة العلمية المباركة تتبّع هذا اللون من التأليف عبر مراحله الزمنية المختلفة، والتعريف بأبرز مؤلفاته والمناهج التي سارت عليها والوصول إلى مشروع مقترح لتأليف معجم مفهرس يلبي حاجة الشُّداة.
وكان ذلك من خلال توطئة وثلاثة مباحث وخاتمة، وفق ما يلي:
التوطئة: عرّفت فيها بلفظتي (المعجم) و (الفهرس) وأوضحت العلاقة بينهما،
ثم تحدثت عن مصطلح (المعجم المفهرس) وأوليّة ظهوره في العربية.
المبحث الأول: وفيه حديث مُوعِبٌ عن بواكير المعجمات القرآنية، والمناهج التي سلكها المؤلفون في تصنيف الغريب القرآني.
المبحث الثاني: عرضت فيه لنشوء المعاجم القرآنية المفهرسة، وتتبع بداياتها، والتعريف بأبرز مؤلفاتها، وخصصت ثلاثةً منها بمزيد من الحديث عن المؤلف والهدف والمنهج، وأبديت ما عنّ لي من ملحوظات حيالها.
المبحث الثالث: وازنت فيه بين المنهج المألوف في ترتيب المعاجم اللغوية ـ بعامة ـ باتخاذ أصول الكلمات أساساً للترتيب، ومنهج آخر ـ شاع في حقل الدراسات المعجمية ـ يعتدّ بجميع حروف الكلمة دون تفرقة بين أصلي أو مزيد، وأوردت نموذجاً معجمياً صدر حديثاً.
ثم ختمت البحث ببعض النتائج والمقترحات.
وفي الختام أقدم الشكر وافراً للإخوة الفضلاء في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على جهودهم الطيبة في إقامة هذه الندوة العلمية والدعوة إلى المشاركة بها.
وآمل أن يكون فيما قدمت ما يفيد وينفع، وذلك ما أردت، وإن يكن غير ذلك فحسبي أني اجتهدت.
والحمد لله أولاً وأخيراً.