الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1)
المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم
المؤلف:
محمد فؤاد بن عبد الباقي بن صالح بن الحاج صالح محمد. ولد في قرية بـ (القليوبية) بمصر عام 1299 هـ، ونشأ في القاهرة ودّرس في بعض مدارسها، ثم عمل مترجما عن الفرنسية في البنك الزراعي نحواً من ثمانٍ وعشرين سنة، ثم انقطع إلى التأليف، ترجم كتاب (مفتاح كتاب السنة) عن الإنجليزية و (تفصيل آيات القران الحكيم) عن الفرنسية، ووضع فهارس لبعض كتب الأحاديث الشريفة كموطأ مالك، وسنن ابن ماجه وصحيح مسلم وغيرها.
ضعف بصره إلى أن كفّ قبيل وفاته، وتوفي بالقاهرة عام 1388 هـ (1) .
هدفه ومنهجه:
وضع محمد فؤاد عبد الباقي هذا المعجم ليستدرك على كتاب (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) - لمؤلفه فلوجل الألماني - أمرين هما:
الأول: ما وقع فيه من أخطاء في رد بعض الألفاظ إلى موادّها اللغوية - وعددها تسعة وثلاثون كلمة – أثبتها في مقدمة المعجم وذكر المواضع الصحيحة لها (2) .
(1) بتصرف من الأعلام 6 / 333
(2)
تنظر: المقدمة (و – ز) .
الثاني: تصحيح أرقام الآيات في (نجوم الفرقان) اعتمادا على المصحف الذي طبعه (فلوجل) لنفسه ولم يستند في عدّ آياته إلى علم وثيق في ضبط الآي وعدّه.
وقد عني المؤلف بترتيب مواد المعجم على حروف الهجاء ترتيبا دقيقا، فرتب الأصول (المواد) بحسب الحرف الأول فالثاني فالثالث وهكذا – وفقا لطريقة الزمخشري في الأساس – مبتدئاً بحرف الهمزة ومختتماً بحرف الياء، فكانت المادة الأولى فيه (أب ب) والأخيره (ي وم) .
كما رتب المشتقات داخل المادة نفسها، فبدأ – أولا – بالفعل المجرد المبني للمعلوم: الماضي فالمضارع فالأمر، ثم المبني للمجهول: الماضي والمضارع منه، ثم الفعل المزيد بالتضعيف ثم المزيد بحرف ثم بحرفين الخ، ثم بقية المشتقات: المصدر واسم الفاعل واسم المفعول وبقية الأسماء. وسلك في ترتيب الكلمات في كل باب منها الطريقة التي انتهجها في ترتيب المواد الأصلية، وهي ترتيبها بحسب أوائلها فثوانيها فثوالثها.
وقد أحاط عمله بالمراجعة الدؤوب فاستدرك خمسة عشر موضعا على معجمه - بعد الفراغ من طبعه (1) - وقال مزكيّاً عمله: " فلئن كان كتاب من عند غير الله له أوفر نصيب من الصحة، لقد كان هذا الكتاب (2) ".
نقد المعجم:
وبنظرة متأنية في المعجم نجد أن مؤلفه رحمه الله على الرغم من إفراغه الوسع في ترتيب كلماته – وفق منهجه الذي رسمه والتزم به – لم يصدر
(1) المقدمة (ح) .
(2)
المقدمة (هـ) .
عن رأي راجح في الاعتداد بأصالة الكلمة أو زيادتها؛ مما ترتب عليه وضع كلمات عديدة في غير مواضعها الصحيحة؛ فلفظة (التراقي) وضعها في مادة (ر ق ي)(1) ولم يقل بذلك أحد والصحيح وضعها في مادة (ر ق و) كما نصّ عليه الفيروز آبادي في القاموس المحيط وغيره، وأما (لم يتسنّه) فوضعها في مادة (س ن هـ)(2) والأرجح وضعها في مادة
(أس ن) أو (س ت ن) والهاء للسكت، ومثل ذلك كثير يحتاج إلى تتبع واستقصاء؛ ولعل ذلك موضع دراسة قادمة بإذن الله.
كما فُرِّقت الأعلام الأعجمية في المعجم – بحسب ما توهم من أصالة بعض الحرف وزيادتها – فـ (إسحاق) في (س ح ق)(3) و (اليسع) في
(ي س ع)(4) و (مأجوج) في (م ج ج)(5) و (يأجوج)(6) في
(ي ج ج) . والحق أنها أعلام أعجمية لا يدخلها التصريف – كما نص عليه النحاة – فيعتد بمجموع حروفها أصولا، وكذلك الألفاظ المعربة – على القول بتعريبها – فـ (إستبرق) – مثلا – الأولى عدم وضعها في (ب ر ق)(7) – وفاقا للفيروز آبادي – أو تكرارها في (س ر ق) – كما في الصحاح واللسان – بل وضعها في باب الهمزة - والاعتداد بجمع
الحروف – كما صنع الجواليقي ومعجم ألفاظ القرآن الكريم (8) .
(1) المعجم المفهرس: 324.
(2)
نفسه: 367.
(3)
نفسه: 347.
(4)
نفسه: 773.
(5)
نفسه: 661.
(6)
نفسه: 770.
(7 نفسه: 118.
(8)
ينظر: المعرب: 108، ومعجم ألفاظ القرآن الكريم (اس ت ب ر ق) .
وإن مما يستدرك على عمله – رحمه الله – قصوره في فهرسة الحروف والضمائر الواردة في الكتاب العزيز؛ إذ اقتصر على ألفاظ القرآن – أسماء وأفعالاً – وبعض الحروف (1) ، دون وضع منهج واضح في فهرستها (2) .
ولعلّ هذا ما حدا ببعض الباحثين إلى تأليف معاجم مكملة لعمله، كـ" معجم الأدوات والضمائر في القرآن الكريم " للدكتور إسماعيل عمايرة والدكتور عبد الحميد السيد (3) ، فقد عدّا عملهما تتمة لمعجم محمد فؤاد عبد الباقي (4) ، وكذلك " معجم حروف المعاني في القرآن الكريم " لمحمد حسن الشريف (5) ، الذي نوه في مقدمته (6) إلى أن كتابه يعد إضافة متواضعة إلى الجهود السابقة لوضع فهارس شاملة للقرآن الكريم، مثل: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم.
ومما يستدرك عليه – أيضا – عدم كتابة الآيات الكريمة وفق الرسم العثماني تبعاً لخط المصحف. وخلو الآيات من الضبط التام بالشكل، مما يتحتم على الباحث العودة إلى المصحف الشريف في كل مرة يستشير فيها المعجم.
(1) ينظر: المعجم المفهرس (بلى) 136، (سوف) 371، (مع) 668 وغيرها.
(2)
أشار إلى هذا د. محمد عبد الخالق عضيمة في كتابه دراسات لأسلوب القرآن الكريم. تنظر: المقدمة
1 / 3.
(3)
صدرت طبعته الأولى عام 1407 هـ.
(4)
تنظر: المقدمة: 10.
(5)
نشرته مؤسسة الرسالة ببيروت – في ثلاثة مجلدات – عام 1417 هـ.
(6)
معجم حروف المعاني 1 / ح.
طبعاته:
فرغ المؤلف – رحمه الله – من إعداده في الحادي عشر من شهر جمادى الآخرة عام 1358 هـ واستكمل مراجعته وتبيضه في الرابع من شهر ربيع الآخر عام 1364 هـ، فتقدم به إلى دار الكتب المصرية لطباعته على نفقتها، وكان ذلك في يوم الأربعاء الثالث عشر من جمادى الآخرة عام 1364 هـ. وقدم لهذه الطبعة منصور فهمي مدير جامعة فاروق الأول
(القاهرة حاليا) بكلمة وافية.
ثم توالت طبعاته بعد ذلك حتى لم تعد تخلو منه مكتبة في العالم الإسلامي.