الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو جهل يعتدي على النبي صلى الله عليه وسلم ليعفِّر وجهه في التراب، ولكن الله حماه منه، وردَّ كيد أبي جهل في نحره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: هل يعفِّر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: قيل: نعم. فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأنَّ على رقبته، أو لأعفرنَّ وجهه في التراب، قال: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، زعم ليطأنَّ على رقبته، قال: فما فجئهم (1) منه إلا وهو ينكص على عقبيه (2)، ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار، وهولاً، وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً)). قال: فأنزل الله عز وجل: {كَلاّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى} إلى آخر السورة (3).
وقد عصم الله النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الطاغية ومن غيره، وصبر على هذا الأذى العظيم ابتغاء وجه الله - تعالى -، فضحّى بنفسه وماله ووقته في سبيل الله تعالى.
الصورة الخامسة: وضع السَّلا على ظهره صلى الله عليه وسلم
-:
ومما أُصيب به محمد صلى الله عليه وسلم من الأذى ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس، وقد
(1) ويقال أيضاً: فجأهم، أي بغتهم. انظر: شرح النووي، 17/ 140.
(2)
يرجع يمشي إلى ورائه. انظر: المرجع السابق، 7/ 140.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب المنافقين، باب قوله تعالى:{كَلا إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى} 4/ 2154، برقم 2797. وانظر: شرح النووي، 17/ 140.