الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[النكتة 23]
ومنها أن الله تعالى قد وصف شخصا بكونه أتقى
فنحن معاشر أهل السنة والجماعة نقول إنه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه؛ لأن الآية نزلت فيه لما اشترى بلالا رضي الله تعالى عنه في جماعة من العبيد تولاهم المشركون وكانوا يؤذونهم وأعتقه، فقالت اليهود إن أبا بكر ما فعل ذلك لوجه الله تعالى بل لما كان لبلالمن جماعته من النعمة والإحسان على أبي بكر رضي الله تعالى عنه في أيام الجاهلية، فاشتراهم وأعتقهم مكافأة لما كان لهم عليه من النعمة والإحسان في الجاهلية، فنزلت الآية ردا على ما زعمته اليهود.
فمصداق هذه الآية إنما هو أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لا غير. لأن علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه لميكن له مال أصلا، بل النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي رباه، وذلك لأن أبا طالب كان فقير الحال وكان له عيال كثير فتشاور النبي صلى الله عليه وسلم مع عمّيه حمزةوالعباسعلى مساعدة أبي طالب في الجاهلية، فذهبوا إلى أبي طالب وطلبوا منه بعض أولاده فقال: اتركوا لي عقيلا وخذوا الباقين، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله تعالى عنه، وأخذ حمزة رضي الله عنه طالبا، والعباس جعفرا رضي الله عنهم، وتحملوا كلفتهم عن أبي طالب.
ولا يصلح علي رضي الله عنه لأن يكون مصداقا لهذه الآية لأن قوله تعالى: {الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى} مانع من حمل الآية على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، لأنه لم يكن له مال وكان في الجاهلية صغيرا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم. فلا يتصور أن يكون لأحد عليه نعمة، فلم يكن مصداقا للآية. وأما أبو بكر رضي الله تعالى عنه فكان له مال قد أنفقه في سبيل الله تعالى، وكان كبيرا في الجاهلية مستقلا بنفسه، فيمكن أن يسعفه أحد بشيء.
فثبت ثبوتا قطعيا أنه قد وجد رجل أتقى من غيره بنص هذه الآية، ليس هو علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه للمانع المذكور.
فإن سلّمت الشيعة أنه أبو بكر رضي الله تعالى عنه لأن الآية نزلت فيه فقد اعترفوا بأن أبا بكر رضي الله تعالى عنه أفضل من علي رضي الله تعالى عنه، لأن الأتقى أفضل، ووافقوا كلام الله تعالى واتبعوه. وإن قالوا إنه رجل غير أبي بكر وغير علي فقد ثبت وجود رجل أفضل من علي وهو خلاف اعتقادهم. وإن قالوا إنه علي رضي الله عنه فقد خالفوا كلام الله تعالى ووقع الخلاف بين الله تعالى وبينهم، لأن في الآية مانعا ظاهرا عن حملها على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وإنكار ذلك مجرد تعنت ومكابرة وحمق وغلو.