الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تعالى عنهم وحصرها فيهم وسلب الولاية عن سائر المتقين. فوقع الخلاف بينهم وبين الله تعالى.
[النكتة 35]
ومنها أن الله تعالى قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتبليغ ما أُنزل إليه من الله تعالى إلى عباده بقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}
وذهب الشيعة إلى أن الله تعالى قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يجعل الخليفة من بعده علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، وأنه صلى الله عليه وسلم قد أشار في مرض موته إلى علي رضي الله عنه خفية بأنه الخليفة من بعده بالاستحقاق، وأن الآية نزلت في علي رضي الله تعالى عنه، أي بلِّغ ما أنزل إليك من أمر علي، بزعمهم الباطل، إلا أنه أسرّ أمر الخلافة بينه وبين علي وأمره بعدم دعوى الخلافة
بعده وبكتم أمرها لأمر ما، على ما هو مسطور في بعض دفاتر ابن المنجَّس الحلي وغيره.
فانظر إلى هذا الهذيان المستلزم لعدم تبليغ النبي صلى الله عليه وسلم أوامر الله تعالى، لأن معنى التبليغ إعلان الأمر لجميع الأمة. فما أعمى بصائرهم! والعياذ بالله تعالى من سوء المنقلب.
وغير ذلك من المخالفات التي لا تحصى الواقعة بين الله تعالى والشيعة. ومن تتبع القرآن العظيم وأمعن النظر فيه غاية الإمعان واطلع على ما في دفاتر الشيعة من الهذيان فقد وقف على مخالفات كثيرة بينهم وبين الله تعالى في الأحكام والعقائد والسير والأخبار والجرح والتعديل، لأن مذهبهم مبني على الغلو في علي وأولاده رضي الله تعالى عنهم، وقواعد مذهبهم التي بُني عليها إنما هي لأغراض فاسدة والكذب واللعن والغلو. والقرآن مشحون بالرد عليهم وهم بمعزل عن اتّباعه،
حتى أن الصافي الكدر من علماء الشيعة لعنه الله تعالى قد ذكر في مقدمة تفسيره (1) أن القرآن الموجود المتلو الآن ليس كلام الله تعالى، والقرآن الذي هو كلام الله تعالى حقيقة إنما قد أخفاه أهل البيت رضي الله عنهم وأمروا شيعتهم بأن يتلوا هذا القرآن إلى أن يأتي أمر الله فيظهر القرآن الحقيقي. فراجع التفسير المذكور حتى تقف على هذا الكفر الصريح وأمثاله، فإن مقدمته مشحونة بالكفريات الصريحة.
فانظر إلى جسارة الرافضة على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم بحيث أدّاهم بغضهم للصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى إنكار القرآن الذي هو أعظم معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ومنهم من قال إنه نقص منه عشرة أجزاء! والله يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
وجميع ما ذكرته من عقائد الرافضة في حق الصحابة رضي الله تعالى عنهم مسطور في دفاتر علمائهم، سفهاء المتقدمين والمتأخرين. ولقد وقعت على عدة كتب من دفاترهم للصافي الكدر وغيره مشحونة بهذيانات، لو اطلعتَ عليها لوليت عنهم لاعنا ولملئت منهم غيظا.
(1) قال في تفسير الصافي ج1 ص49: "أقول: المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أُنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغير محرف وإنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع ومنها غير ذلك وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم"