المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌مدخل

- ‌وقفة

- ‌الانطلاقة الأولى

- ‌الانطلاقة الثانية

- ‌الانطلاقة الثالثة

- ‌الانطلاقة الرابعة

- ‌الانطلاقة الخامسة

- ‌الانطلاقة السادسة

- ‌الانطلاقة السابعة

- ‌الانطلاقة الثامنة

- ‌الانطلاقة التاسعة

- ‌الانطلاقة العاشرة

- ‌الانطلاقة الحادية عشر

- ‌الانطلاقة الثانية عشر

- ‌الانطلاقة الثالثة عشر

- ‌الانطلاقة الرابعة عشر

- ‌الانطلاقة الخامسة عشر

- ‌الانطلاقة السادسة عشر

- ‌الانطلاقة السابعة عشر

- ‌الانطلاقة الثامنة عشر

- ‌قبل أن نعاود المسير

- ‌الانطلاقة التاسعة عشر

- ‌الانطلاقة العشرون

- ‌الانطلاقة الحادية والعشرون

- ‌الانطلاقة الثانية والعشرون

- ‌الانطلاقة الثالثة والعشرون

- ‌وقفة محاسبة

- ‌الانطلاقة الرابعة والعشرون

- ‌الانطلاقة الخامسة والعشرون

- ‌الانطلاقة السادسة والعشرون

- ‌الانطلاقة السابعة والعشرون

- ‌الانطلاقة الثامنة والعشرون

- ‌الانطلاقة التاسعة والعشرون

- ‌الانطلاقة الثلاثون

- ‌الانطلاقة الحادية والثلاثون

- ‌الانطلاقة الثانية والثلاثون

- ‌الانطلاقة الثالثة والثلاثون

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌الانطلاقة الحادية عشر

‌الانطلاقة الحادية عشر

قال الحافظ ابن كثير (1) رحمه الله تعالى في سياق قصة مقتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة: فلما تواجه الجيشان قال مسيلمة لقومه: اليوم يوم الغيرة، اليوم إن هزمتم، تستنكح النساء سبيات، وينكحن غير حظيات، فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم، وتقدم المسلمون حتى نزل بهم خالد بن الوليد على كثيب يشرف على اليمامة فضرب به عسكره وراية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة، وراية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس.

والعرب على راياتها فاصطدم المسلمون والكفار فكانت جولة وانهزمت الأعراب ثم تذامر الصحابة بينهم وقال ثابت بن قيس بن شماس: بئس ما عودتم أقرانكم ونادوا من كل جانب، أخلصنا يا خالد فخلصت ثلة من المهاجرين، والأنصار وحمى البراء بن معرور وكان إذا رأى الحرب أخذته العرواء فيجلس على ظهر الرحال حتى يبول في سراويله ثم يثور كما يثور الأسد.

وقاتلت بنو حنيفة قتالا لم يعهد مثله وجعلت الصحابة يتواصون بينهم ويقولون: يا أصحاب سورة البقرة بطل السحر اليوم، وحفر ثابت بن قيس لقدميه في الأرض إلى أنصاف ساقيه وهو حامل لواء الأنصار بعدما تحنط وتكفن، فلم يزل ثابتا حتى قتل هناك، وقال المهاجرون لسالم مولى أبي حذيفة أتخشى أن نؤتى من

(1) البداية والنهاية (6/ 717).

ص: 23

قبلك؟ فقال بئس حامل القرآن أنا إذا وقال زيد بن الخطاب: أيها الناس عضوا على أضراسكم واضربوا في عدوكم وامضوا قدما وقال: والله لا أتكلم حتى يهزمهم الله، أو ألقى الله فأكلمه بحجتي فقتل شهيدًا رضي الله عنه وقال أبو حذيفة: يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال، وحمل فيهم حتى أبعدهم وأصيب رضي الله عنه.

وحمل خالد بن الوليد حتى جاوزهم وسار لجبال مسيلمة وجعل يترقب أن يصل إليه فيقتله ثم رجع ثم وقف بين الصفين ودعا البراز وقال: أنا ابن الوليد العود، أنا ابن عامر وزيد، ثم نادى بشعار المسلمين وجعل لا يبرز له أحد إلا قتله ولا يدنو منه شيء إلا أكله ودارت رحى المسلمين ثم اقترب من مسيلمة فعرض عليه النصف والرجوع إلى الحق فجعل شيطان مسيلمة يلوي عنقه لا يقبل منه شيئا وكلما أراد مسيلمة يقارب من الأمر صرفه عنه شيطانه فانصرف عنه خالد وقد ميز خالد المهاجرين من الأنصار من الأعراب وكل بني أب على رايتهم يقاتلون تحتها حتى يعرف الناس من أين يؤتون وصبرت الصحابة في هذا الموطن صبرًا لم يعهد مثله ولم يزالوا يتقدمون إلى نحور عدوهم حتى فتح الله عليهم وولى الكفار الأدبار وأتبعوهم يقتلون في أقفائهم ويضعون السيوف في رقابهم حيث شاءوا حتى ألجئوهم إلى حديقة الموت وقد أشار عليهم محكم اليمامة وهو محكم بن الطفيل لعنة الله بدخولها فدخولها وفيها عدو الله، مسيلمة لعنة الله وأدرك عبد الرحمن بن أبي بكر محكم بن

ص: 24

الطفيل فرماه بسهم في عنقه وهو يخطب فقتله، وأغلقت بنو حنيفة الحديقة عليهم وأحاط بهم الصحابة، وقال البراء بن مالك: يا معشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة فاحتملوه فوق الجحف ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم من فوق سورها، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه ودخل المسلمون الحديقة من حيطانها وأبوابها يقتلون من فيها من المرتدة من أهل اليمامة حتى خلصوا إلى مسيلمة لعنة الله وإذا هو واقف في ثلمة جدار كأنه جمل أورق، وهو يريد يتساند، لا يعقل من الغيظ، وكان إذا اعتراه شيطانه أزبد حتى يخرج الزبد من شدقيه، فتقدم إليه وحشي بن حرب مولى جبير بن مطعم فرماه بحربته فأصابه وخرجت من الجانب الآخر وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة فضربه بالسيف فسقط فنادت امرأة من القصر: وأمير الوضاءة قتله العبد الأسود، فكان جملة من قتلوا في الحديقة وفي المعركة قريبا من عشرة آلاف مقاتل، وقيل أحد وعشرون ألفا، وقتل من المسلمين ستمائة، وقيل خمسمائة، فالله أعلم اهـ مختصرا.

أخي المسلم: رحلة جهادية سريعة لإعلاء راية هذا الدين، فهل تمنيت أن تكون مشاركًا فيها تحت راية خالد بن الوليد رضي الله عنه؟

ص: 25