الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الانطلاقة الثلاثون
دعنا نطل على رجل دخل بزوجته في ليلة عرسه وهو يهنأ بامرأة تحادثه وتجالسه وتؤانسه لكن الهم الذي يحمله تدفق حين سمع صوت العدو وعندها خرج من غرفة نومه تاركا الزوجة خلفه ولم يعد إليها حتى استشهد.
إنه الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة.
قال ابن إسحاق في المغازي: كان حنظلة بن أبي عامر الغسيل التقي هو وأبو سفيان بن حرب، فلما استعلى حنظلة رآه شداد بن شعوب، فعلاه بالسيف حتى قتله، وقد كاد يقتل أبا سفيان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إن صاحبكم تغسله الملائكة فاسألوا صاحبته" فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لذلك تغسله الملائكة"(1).
إنه رجل خرج للقاء حتفه ومناجزة عدوه غير عابئ بلذيذ الدنيا ونعيمها وغير عابئ بالزوجة وأنس معشرها.
اليوم إذا عين أحد الشباب مدرسا في قرية نائية ينفع الله به العباد والبلاد تراه يطرق كل باب حتى لا يبعد عن بلده وكأن لم يفطم عن ثدي أمه.
أولئك رجال وهؤلاء رجال لكن الهم مختلف.
(1) رواه الحاكم في المستدرك.