الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الانطلاقة السادسة
نساء اليوم يسابقن الرجل في كل واد .. منهن الخراجة الولاجة التي لا يقر لها قرار، ومنهن التي تلاعب الشيطان بعباءتها فاتخذتها زينة وفتنة ومنهن من لا ترى أثر تعاليم الإسلام في لباسها ومأكلها ومشربها.
دع عنك نساء اليوم مع أن فيهن خيرات تقر بهن أعين المسلمين ولننطلق نرى واقع نساء السلف وكيف كن.
عن أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد فاختلط رجال مع النساء في الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن (1) الطريق عليكن بحافات الطريق"(2).
فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها يتعلق بالجدار من لصوقها به.
أما سودة رضي الله عنها فإنها لما سئلت: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟
قالت: قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي.
قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها (3).
(1) تحققن الطريق أي تركبن حقها وهو وسطها.
(2)
رواه أبو داود.
(3)
القرطبي (14/ 180).
وقال أبو بكر ابن العربي في كتابه: أحكام القرآن (ولقد دخلت نيفًا على ألف قرية من برية فما رأيت أصون عيالاً ولا أعف نساء من نساء نابلس، التي رمي بها الخليل عليه الصلاة والسلام في النار، فإني أقمت فيها شهرًا فما رأيت امرأة في طريق نهارًا إلا يوم الجمعة فإنهن يخرجن إليها حتى يمتلئ منهن، فإذا قضيت الصلاة وانقلبن إلى منازلهن لم تقع عيني على واحدة منهن إلى الجمعة الأخرى).
واليوم: الحال مبكية والجدار سقط وإلا منذ متى والمسلمة تعرض مفاتنها للغادي والرائح؟ ومنذ متى والمسلمة تنصب نفسها للأعين الجائعة من الذئاب البشرية؟ وإن سلمت هي لم يسلم الشاب المسكين.
لقد انزوى العفاف، واستحيا الحياء، وعف العفاف حتى لا يكاد يرى على سواد الأمة إلا من رحم ربي من المؤمنات الصادقات الطائعات لله ولرسوله، فأنعم وأكرم بهن من أمهات وبنات وزوجات.