المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: في أحكام الميم الساكنة - بغية المستفيد في علم التجويد

[ابن بلبان الحنبلي]

الفصل: ‌فصل: في أحكام الميم الساكنة

‌فصل: في أحكام الميم الساكنة

وهي ثلاثة: حالة إدغام، وحالة إخفاء، وحالة إظهار (1).

فالأولى: أن يقع بعدها ميم (2)، فيجب أن تُدغم فيها بغنَّة كاملة، نحو:{وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ} ، {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا} ، {وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} وشِبْهَه.

والثانية: أن يقع بعدها باء موحدة (3)، فيجب أن تُخفى عندها على المختار بغنَّة (4)، نحو:{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ} ، {ذَلِكُمْ بِأَنَّكُمُ} ، {مَا لَهُمْ

(1) وتسمَّى: إدغامًا شفويًا، وإخفاءً شفويًا، وإظهارًا شفويًا، وذلك لخروج حرف الميم من الشفتين.

(2)

ولا يتحقَّق هذا الحكم إلَّا في كلمتين.

(3)

ولا يتحقَّق هذا الحكم أيضًا إلَّا في كلمتين.

(4)

وينبغي إطباق الشفتين دون إدخالهما إلى الفم ودون فتحهما، كما مرّ في قلب النون الساكنة والتنوين. وأزيد هنا نصيحة للذين يخالفون ذلك بأن القرآن الكريم تلقي من فم سيدنا جبريل عليه السلام مشافهة، ومن فم رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا مشافهة، وهكذا أخذه القراء والعلماء مشافهة، أما القواعد وكتب التجويد فجاءت بعد ذلك لضبط هذه المشافهة بقدر ما يمكن.

أما العبارة فإنها مهما كانت دقيقة فإنها لا تُعبِّر عن الحرف كما هو، فأي كاتب =

ص: 38

بِهِ مِنْ عِلْمٍ} ونحو ذلك.

والثالثة: أن يقع بعدها غير الحرفين المذكورين فيجب إظهارها عنده. ويكون في كلمة، نحو:{أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} ، {تُمْسُونَ} . وفي كلمتين، نحو:{مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ} ، {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ} وشبهها.

وتكون أشد إظهارًا إذا وقع بعدها واو وفاء (1){عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} ، {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} .

= يستطيع أن يضبط حرف (p) بعبارة تحدها مهما كان فصيحًا، ولكن عندما تنطق أمامه فإنه ينطق بها كما سمعها. وهذا مثال، وللقرآن المثل الأعلى. فليتَّقِ الله الذين يقرؤون القرآن أو يقرؤونه، ومنهم من أخذوا عني وعن إخواني من القراء، ومنهم من أخذوا عن شيوخي وشيوخ إخواني وقد ماتوا، ولكن ما أدري لماذا خالفوا التلقي. فليعُد هؤلاء الذين يقرؤون على غير مثال التلقي وليتقوا الله، والله ولي التوفيق. قاله وكتبه: شيخ قراء الشام الشيخ محمد كريِّم راجح حفظه الله.

(1)

وذلك لاتحاد الميم والواو في المخرج، وتقارب مخرج الميم والفاء، فقد يؤدي هذا إلى سَبْق لسان القارئ إلى إخفاء الميم عند الواو والفاء، لذا نبَّه علماء الأداء إلى وجوب تحقيق إظهار الميم عند الواو والفاء.

ص: 39