المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ترجمة المؤلف (1) هو محمد بن بدر الدين بن بلبان البعليِّ - بغية المستفيد في علم التجويد

[ابن بلبان الحنبلي]

الفصل: ‌ ‌ترجمة المؤلف (1) هو محمد بن بدر الدين بن بلبان البعليِّ

‌ترجمة المؤلف

(1)

هو محمد بن بدر الدين بن بلبان البعليِّ الأصل الدمشقي الصالحي، الفقيه المُحدِّث الحنبلي المذهب المُعَمَّر، أحد الأئمة الزُّهّاد، من كبار أصحاب الشهاب ابن أبي الوفاء الوفائي الحنبلي في الحديث والفقه، ثم زاد عليه في معرفة فقه المذاهب زيادة على مذهبه، وكان يُقرئ في المذاهب الأربعة.

وسمع ببعلبك وبدمشق على الشهاب العيثاوي والشمس الميداني، وأفتى مُدَّة عُمره، وانتهت إليه رئاسة العلم بالصَّالحية بعد وفاة الشيخ علي القبودي.

وكان عالمًا ورعًا عابدًا، قَطَع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس والطلب، حتى مكَّن الله تعالى منزلته من القلوب، وأحبَّه الخاص والعام، وكان دَيِّنًا صالحًا حَسَن الخُلُق والصحبة، متواضعًا حلوَ العبارة، كثير التحري في أمر الدِّين والدُّنيا، منقطعًا إلى الله تعالى.

وكان كثيرًا ما يُورد كلام الحافظ أبي الحَسَنُ عَلي بن أحمد الزيدي -نسبة لزيد بن علي بن الحسين لأنه من ذريته- ويستحسنه

(1) منقولة من كتاب "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر" للمُحِبِّي 3/ 401 - 402، وينظر مصادر ترجمته في "معجم المؤلفين" لكحالة 9/ 100، و "الأعلام" للزركلي 6/ 51.

ص: 15

وهو قوله: اجعلوا النوافل كالفرائض، والمعاصي كالكفر، والشهوات كالسُّمِّ، ومخالطةَ الناس كالنَّار، والغذاءَ كالدواء.

وكان في أحواله مستقيمًا على أسلوب واحد منذ عرف، فكان يأتي من بيته إلى المدرسة العُمرية في الصباح فيجلس فيها، وأوقاته منقسمة إلى أقسام: إما صلاة، أو قراءة قرآن، أو كتابة أو إقراء، وانتفع به خلق كثير.

وأخذ عنه الحديث جَمعٌ من أعيان العلماء منهم: الإِمام المُحقِّق محمد بن محمد بن سليمان المغربي، والوزير الكبير مصطفى باشا بن محمد باشا الكُوبري، وابن عمِّه حسين الفاضل، وأشياخنا الثلاثة: أبو المواهب الحنبلي، وعبد القادر بن عبد الهادي، وعبد الحيّ العكري وغيرهم، وحضرتُهُ أنا وقرأتُ عليه في الحديث، واتفق أهل عصرنا على تفضيله وتقديمه.

وله من التآليف مختصرٌ في مذهبه (1) صغير الحجم كثير الفائدة، وله محاسن ولطائف مع العلماء، وولي خطابة الجامع المظفَّري المعروف بجامع الحنابلة، وكان الناس يقصدون الجامع المذكور للصلاة خلفه، وبالجملة فقد كان بقيَّة السَّلف وبركة الخَلَف.

وكانت وفاته في سنة ثلاث وثمانين وألف، ودفن بالسفح، وكانت جنازته حافلة جدًّا، رحمه الله تعالى.

(1) لعله يريد كتاب "أخصر المختصرات" فقد اعتنى به العلماء شرحًا وتدريسًا. وقد نشرته دار البشائر الإِسلامية مع حاشية ابن بدران الدمشقي عليه بتحقيق الأخ الشيخ محمد العجمي.

ص: 16

صورة الورقة الأولى من مخطوطة مكتبة مكة المكرمة

ص: 17

صورة الورقة الأخيرة من مخطوطة مكتبة مكة المكرمة

ص: 18

صورة الورقة الأولى من مخطوطة مكتبة المتحف البريطاني

ص: 19

صورة الورقة الأخيرة من مخطوطة مكتبة المتحف البريطاني

ص: 20

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي تفضَّل علينا بإنزال القرآن، وعلَّمه بقدرته الباهرة لمن شاء من الجنِّ والإِنسان، وتكرَّم على قارئه بوافر الأجور لا سيَّما مع التجويد والإِتقان؛ والصلاة والسلام على أفضل الأنام محمد سيِّد الأكوان (1)، وعلى آله وصحبه رؤساء أهل التحقيق والإِيمان.

وبعد، فهذه مقدمة لطيفة تشتمل على جملة من أحكام التجويد، وذلك ما لا بدَّ منه مما يجب على قارئ كلام الله القديم المجيد، وهي كافية إن شاء الله تعالى لمن اقتصر عليها ولديه المزيد، وسمَّيتها:

"بغية المستفيد في علم التجويد"

واللهَ أسأل أن ينفع بها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم إنه برحمته قريب مجيب، وما توفيقي إلَاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

(1) في نسخة (ب): سيدنا محمد المنزه عن كل عيب ونقصان.

ص: 23