المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: في كيفية الوقف - بغية المستفيد في علم التجويد

[ابن بلبان الحنبلي]

الفصل: ‌فصل: في كيفية الوقف

‌فصل: في كيفية الوقف

اعلم أنَّ الكلمة الموقوف عليها لا يخلو إما أن تكون متحركة أو ساكنة. فإن كانت ساكنة فليس الوقف عليها إلَّا بالسكون كالوصل، نحو:{وَاصْبِرْ} ، {وَاسْجُدْ} ، {وَاقْتَرِبْ} ، {وَانْحَرْ} وشبهها.

وإن كانت متحركة فلا يخلو إما أن تكون منوَّنة أو لا.

فإن كانت منوَّنة فلا يخلو إما أن تكون حركتها حركة رفع أو نصب أو خفض.

فإن كانت حركتها حركة رفع أو خفض وقف عليها بالسكون أيضًا، نحو:{وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ، {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ} ، {مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} وشبهها.

وإن كانت حركة نصب وقف عليها بالألف، نحو:{وَكِيلًا} ، {شَهِيدًا} ، {رَحِيمًا} وما أشبهها.

وإن كانت متحركة غير منوَّنة وقف عليها بالسكون، سواء كانت حركتها ضمة أو فتحة أو كسرة، نحو:{لَا رَيْبَ فِيهِ} ، {رُسُلُ اللَّهِ} ، {اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} وشبهها.

ص: 57

فائدة: الاسم اللاحقة له تاء التأنيث المتحركة إما أن يكون منوَّنًا أو لا.

فإن كان منونًا وقف عليها بالهاء، سواء كان مرفوعًا أو منصوبًا أو مخفوضًا. وكذلك إن لم يكن منونًا وكانت التاء مربوطة، مثالها:{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} ، {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً} ، و {الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ} .

أما نحو: {وَأَمْوَاتًا} ، و {مُقِيتًا} ، فيوقف عليه بالألف كما تقدَّم؛ لأنَّ التاء فيه ليست للتأنيث، بل هي من نفس الكلمة.

وإن كانت غير منونة وهي مرسومة مجرورةً (1) فقد جاء عن بعض القرَّاء الوقف عليها بالتاء رعاية للرسم، وعن بعضهم بالهاء على الأصل، وذلك نحو:{شَجَرَتَ الزَّقُّومِ} ، و {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ} ، و {امْرَأَتُ عِمْرَانَ} ، ونحوها مما رسم بالتاء المجرورة في مصحف الإِمام.

فائدة: ويجوز الوقف بالروم على غير المنصوب والمفتوح، وهو الإِتيان ببعض الحركة، لكن المحذوف منها أكثر؛ وبالإشمام على المرفوع والمضموم فقط، وهو ضم الشفتين بعد الإِسكان إشارة إلى

(1) كل هاء كتبت تاء مجرورة أي مبسوطة فإن الإِمام أبا عمرو، وابن كثير، والكسائي يقرؤونها بالهاء المربوطة، ويقرؤها بقية القراء السبع بحسب ما رسمت تاء مجرورة أي مبسوطة.

قال الشاطبي:

إذا كُتِبتْ بالتَّاءِ هَاءُ مُونَّثٍ

فَبِالهاءِ قِفْ حقًّا رضًى ومُعوِّلا

ص: 58

الضم وترك بعض انفراج بينهما ليخرج منه النَّفَس (1).

والإِشمام لا يدركه الأعمى بخلاف الروم فإنه يدركه القريب المصغي مطلقًا.

ولا روم ولا إشمام في حركة عارضة، ولا في حركة ميم الجمع في مذهب من ضمها (2)، ولا في هاء التأنيث التي ترسم تاء مجرورة.

(1) لا يوجد في قراءة حفص عن عاصم روم وإشمام إلَّا في قوله تعالى في سورة يوسف: {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا} .

(2)

أي عند الوصل كقراءة ابن كثير وأبي جعفر.

ص: 59