المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل: في همزة الوصل - بغية المستفيد في علم التجويد

[ابن بلبان الحنبلي]

الفصل: ‌فصل: في همزة الوصل

‌فصل: في همزة الوصل

وهي التي تَثْبُت في الابتداء وتُحذف في الوصل، وسُمِّيت بذلك لأنه يُتوصَّل بها إلى النطق بالساكن. واعلم أنَّ للقارئ حالتين: حالة ابتداء وحالة وقف، فكما أنَّ الأصل في الوقف السكون، فالابتداء لا بدَّ أن يكون بالحركة.

وهمزة الوصل تكون في الاسم والفعل.

وأما الفعل: فلا يخلو إما أن يكون أوَّله متحركًا أو ساكنًا، فإن كان متحركًا فلا يحتاج إلى همزة وصل، وإن كان ساكنًا احتاج إليها. ومن شأنها أنها لا تكون في مضارع مطلقًا، ولا في حرف غير لام التعريف، ولا في ماضٍ على ثلاثة أحرف، كـ {أَكَلَ} و {أَذِنَ} ، و {أَمِنَ} ولا في ماض على أربعة، كـ (أكرم) و {أَحْسَنَ} و {أَحْكَمُ} ونحوها، ولا في أمر رباعي: كـ {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ} ، {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} ونحوهما.

فالهمزة في هذه المواضع كلها همزة قطع مفتوحة مطلقًا إلَّا في مضارع رباعي فمضمومة مطلقًا.

وتكون همزة الوصل في الماضي الخماسي كـ (انطلق)، والسداسي كـ (اسْتَخْرَج)، وفي أمرهما كـ (انطَلِق) و (اسْتَخْرِج) وأمر

ص: 60

الثلاثي كـ {اضْرِبْ} و (اعلم) وحكمهما في الماضي الكسر.

وأما الأمر ففيه تفصيل، وهو أنه إذا كان ثالثه مضمومًا ضمًّا لازمًا، نحو:{انْظُرْ} و {اخْرُجْ} ، ابتُدئ بها مضمومة. وإن كان ثالثه مكسورًا كسرًا لازمًا أو مفتوحًا ابتدئ بها مكسورة فيهما، نحو:{اضْرِبْ} ، و {اذْهَبْ} و (اعلم) وشبهها. فإن كان الضم عارضًا كسرت أيضًا، نحو:{امْشُوا} . وإن كان الكسر عارضًا، نحو:(اغزي يا هند)، ففي الابتداء بهمزة الوصل وجهان: الضم الخالص وإشمامه بالكسر.

وأما الاسم: فهمزة الوصل فيه نوعان: قياسي، وسماعي. فأما القياسي: ففي مصدر الخماسي والسداسي كـ (الانطِلَاق) و (الاستِخْرَاج)(1).

وأما السماعي: فهي عشرة ألفاظ محفوظة، وهي: اسم وابنت وابن وابنم وابنة وامرأة وامرؤ واثنان واثنتان وايمن الله المخصوص بالقسم؛ وحكم هذه الهمزة عند الابتداء الكسر إلَّا مع لام التعريف فإنَّ حكمها الفتح، والله أعلم بالصواب.

وليكن هذا آخر ما تيسَّر جمعُه في هذه الرسالة، ومن أراد أكثر من ذلك فعليه بالمطوَّلات.

والله المسؤول أن ينفع بها كما نفع بأصلها إنه قريب سميع مجيب

(1) مثال الخماسي في المصحف: {اخْتِلَافِ} في قوله تعالى: {إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} . ومثال السداسي نحو: {اسْتِكْبَارًا} في قوله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ} .

ص: 61

الدعوات، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمَّد سيِّد السادات، وعلى آله وجميع أصحابه أولو (1) الفضل والعنايات، ونسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ولا يفضحنا، إنه غافر الزلَاّت وساتر العورات وراحم العَبَرات وكاشف العَثَرات، والحمد لله رب العالمين (2).

[وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين .. آمين. وقد نقلت هذه المقدمة من خط شيخنا مصطفى الغزالي، وقد نقلها شيخنا من خط مؤلفها من سادس (3) في عصره وأوانه المحقق الشيخ محمد البلباني الحنبلي رحمه الله الملك الصمداني .. آمين، (4)](5).

(1) هكذا جاءت في المخطوط، وهي خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم.

(2)

هذه خاتمة نسخة المتحف البريطاني، وجاء آخر نسخة مكتبة مكة المكرمة: وهذا ما تيسَّر جمعه في هذه المقدمة، ومن أراد أكثر من ذلك فعليه بالمطوَّلات، والله المسؤول أن ينفع بها إنَّه رب الأرض والسماوات، وصلَّى الله على سيِّدنا ونبيّنا محمَّد سيِّد السادات، وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والكرامات، والحمد لله رب العالمين أوَّلًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا.

(3)

هي كذلك في المخطوطة، والذي يبدو أنه لا معنى لها. والظاهر أن السين زائدة، والصواب:(ساد)، والله أعلم.

(4)

ما بين المعقوفين من نسخة المتحف البريطاني ويظهر أنها من زيادة الناسخ.

(5)

تمت القراءة لهذه الرسالة المباركة النافعة على نسخة مكتبة مكة المكرمة بعد صلاة المغرب من ليلة 26 رمضان المبارك سنة 1421 هـ في مكاننا المعهود في الصحن من الحرم تجاه الكعبة بقراءتي ومتابعة الشيخ نظام يعقوبي على الأصل المخطوط وبحضور وسماع ومتابعة من الأستاذ الدكتور عبد الله محارب والأخ العزيز عاشق الكتب الشيخ محمد بن ناصر العجمي، يسَّر المولى الكريم إخراجها بما يليق بها. =

ص: 62

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= - وتمت القراءة الثانية لهذه الرسالة ضبطًا لمتنها وهوامشها على شيخ قراء الشام وعين عيون خطبائها وعلمائها الشيخ محمد كريِّم راجح حفظه المولى ونفع بعلومه، وذلك في منزلنا الصيفي ببلدة بحمدون في جبل لبنان، قبيل غروب شمس يوم السبت 28 جمادى الأولى سنة 1422 هـ، وبحضور وسماع الإِخوة الأفاضل: الدكتور حسَّان الطيَّان، والدكتور يحيى مِيْر عَلَم، والأستاذ بسام الجابي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلَّى الله وسلَّم وبارك على إمام الهدى ونور الدُّجى، وعلى الآل والصَّحب ومَنْ تَبِعَ وسار على الدرب ومشى.

وكتبه

رمزي سعد الدين دمشقية

ص: 63