المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أَبو جَعْفرٍ أَحمدُ بنُ سُلَيْمن بنِ يوسفَ بنِ صالحٍ العقيليُّ، - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٣٥

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌ددن

- ‌دذن

- ‌درن

- ‌دربن

- ‌درجن

- ‌درحمن

- ‌درخبن

- ‌درخمن

- ‌درقن

- ‌دركزن

- ‌دشن

- ‌دعن

- ‌دعكن

- ‌دغن

- ‌دفن

- ‌دقن

- ‌دكن

- ‌دلهن

- ‌دلن

- ‌دمن

- ‌دنن

- ‌دون

- ‌دهن

- ‌دهدن

- ‌دهقن

- ‌د ي ن

- ‌دهمن

- ‌دنمزدن

- ‌ذأن

- ‌ذبن

- ‌دخن

- ‌ذعن

- ‌ذقن

- ‌ذمن

- ‌ذنن

- ‌ذون

- ‌ذهن

- ‌ذهبن

- ‌ذين

- ‌رأن

- ‌ربن

- ‌ربنجن

- ‌رتقن

- ‌رتن

- ‌رثن

- ‌رثعن

- ‌رجن

- ‌رجحن

- ‌رجعن

- ‌رخن

- ‌ردن

- ‌ردهن

- ‌رذن

- ‌راران

- ‌رزن

- ‌رسن

- ‌رستن

- ‌رسطن

- ‌رسعن

- ‌رستغن

- ‌رشن

- ‌رشذن

- ‌رصن

- ‌رضن

- ‌رطن

- ‌رعشن

- ‌رعثن

- ‌رعن

- ‌رغن

- ‌رفن

- ‌رْقَنْ

- ‌رفغن

- ‌رفهن

- ‌ركن

- ‌رمن

- ‌رمرن

- ‌رمثن

- ‌رمعن

- ‌رنن

- ‌رنجن

- ‌رون

- ‌رهن

- ‌رهدن

- ‌رين

- ‌زأن

- ‌زبن

- ‌زبرن

- ‌زبغدن

- ‌زتن

- ‌زجن

- ‌زحن

- ‌زخن

- ‌زذن

- ‌زرن

- ‌زربن

- ‌زرجن

- ‌زردن

- ‌زرفن

- ‌زركن

- ‌زرمن

- ‌زطن

- ‌زعن

- ‌زغن

- ‌زفن

- ‌زقن

- ‌زكن

- ‌زمن

- ‌زمخن

- ‌زنن

- ‌زنجن

- ‌زندن

- ‌زندخن

- ‌زندرمثن

- ‌زهدن

- ‌زون

- ‌زوزن

- ‌زين

- ‌سبن

- ‌ستن

- ‌ستغفن

- ‌سجن

- ‌سحن

- ‌سحتن

- ‌سخن

- ‌سختن

- ‌سدن

- ‌سربن

- ‌سرأن

- ‌سرون

- ‌سِيرِين

- ‌سمعن

- ‌سرجن

- ‌سرفن

- ‌سركن

- ‌سترسن

- ‌سرشن

- ‌سرسن

- ‌سرسمن

- ‌سرفن

- ‌سِرين

- ‌سسن

- ‌سستن

- ‌سسقن

- ‌سطن

- ‌سعن

- ‌سغن

- ‌سفجن

- ‌سفذن

- ‌سفرن

- ‌سفن

- ‌ سَفِينٌ

- ‌سفذبن

- ‌سفنقن

- ‌سفذجن

- ‌سقن

- ‌سقلطن

- ‌سكن

- ‌سكرن

- ‌سلن

- ‌سكتن

- ‌سلعن

- ‌سلتن

- ‌سمجن

- ‌سمحن

- ‌سمدن

- ‌سمن

- ‌سمنجن

- ‌سميجن

- ‌سنَن

- ‌سندن

- ‌سون

- ‌سهن

- ‌سين

- ‌(فصل الشين) مَعَ النُّون)

- ‌(فصل الشين) مَعَ النُّون)

- ‌شَأْن

- ‌شبن

- ‌شبجن

- ‌شتن

- ‌شتخن

- ‌شثن

- ‌شجن

- ‌شحن

- ‌شخن

- ‌شدن

- ‌شذن

- ‌شذكن

- ‌شذمن

- ‌شرن

- ‌شرحن

- ‌شرخدن

- ‌شرغن

- ‌شزن

- ‌شستن

- ‌ششن

- ‌شصن

- ‌شطن:

- ‌شعثن

- ‌شعن

- ‌شغن

- ‌شغرن

- ‌شفن

- ‌شفتن

- ‌شفطن

- ‌شقن

- ‌شكدن

- ‌شكن

- ‌شكستن

- ‌شلبن

- ‌شمن

- ‌شنن

- ‌شنتن

- ‌شون

- ‌شهن

- ‌شين

- ‌(فصل الصَّاد) مَعَ النُّون)

- ‌صبن

- ‌صبهن

- ‌صتن

- ‌صحن

- ‌صخن

- ‌صخدن

- ‌صدن

- ‌صعن

- ‌صغن

- ‌صفن

- ‌صنن

- ‌صهن

- ‌صون

- ‌(فصل الضَّاد) مَعَ النُّون)

- ‌ضَأْن

- ‌ضبن

- ‌ضجن

- ‌ضحن

- ‌ضدن

- ‌ضزن

- ‌ضطن

- ‌ضغن

- ‌ضفن

- ‌ضمن

- ‌ضمحن

- ‌ضنن

- ‌ضون

- ‌ضين

- ‌(فصل الطَّاء) مَعَ النُّون)

- ‌طبن

- ‌طبرزن

- ‌طبرن

- ‌طثن

- ‌طجن

- ‌طحن

- ‌طرن

- ‌طرخن

- ‌طركن

- ‌طسن

- ‌طشن

- ‌طعن

- ‌طعثن

- ‌طغن

- ‌طفن

- ‌طلن

- ‌طمن

- ‌طنن

- ‌طون

- ‌طهن

- ‌طين

- ‌(فصل الظَّاء) مَعَ النُّون)

- ‌ظرن

- ‌ظعن

- ‌ظنن

- ‌ظين

- ‌(فصل الْعين) مَعَ النُّون)

- ‌عبن

- ‌عبتن

- ‌عتن

- ‌عثن

- ‌عجن

- ‌عجهن

- ‌عدن

- ‌عدشن

- ‌عذن

- ‌عرن

- ‌عربن

- ‌عرتن

- ‌عرجن

- ‌عرضن

- ‌عرهن

- ‌عزن

- ‌عسن

- ‌عشن

- ‌عشزن

- ‌عصن

- ‌عطن

- ‌عظن

- ‌عفن

- ‌عفهن

- ‌عقن

- ‌عُكَن

- ‌علن

- ‌علجن

- ‌عَمَّن

- ‌عنن

- ‌عون

- ‌عهن

- ‌عِينُ

- ‌(فصل الْغَيْن) مَعَ النُّون)

- ‌غبن

- ‌غدن

- ‌غدفن

- ‌غذن

- ‌غرن

- ‌غردن

- ‌غرقن

- ‌غرمن

- ‌غزن

- ‌غسن

- ‌غشن

- ‌غُصْن

- ‌غضن

- ‌غفن

- ‌غلن

- ‌غمن

- ‌غنن

- ‌غندجن

- ‌غون

- ‌غين

- ‌(فصل الْفَاء) مَعَ النُّون)

- ‌فبزن

- ‌فيجن

- ‌فتن

- ‌فجن

- ‌فحن

- ‌فدن

- ‌فدمن

- ‌فزجن

- ‌فربن

- ‌فرن

- ‌فرتن

- ‌فرجن

- ‌فردن

- ‌فرزن

- ‌فرزمثن

- ‌فرسن

- ‌فرصن

- ‌فرعن

- ‌فرغن

- ‌فرفن

- ‌فسكن

- ‌فسنجن

- ‌فشن

- ‌فطرسلين

- ‌فطن

- ‌فَعَن

- ‌فغن

- ‌فَكُن

- ‌فَلَنْ

- ‌فنن

- ‌فنجكن

- ‌فلكن

- ‌فندن

- ‌فهكن

- ‌فون

- ‌فين

- ‌فيذسن

- ‌(فصل الْقَاف) مَعَ النُّون)

- ‌قأن

- ‌قبن

- ‌قتن

- ‌قحزن

- ‌قدن

- ‌قذن

- ‌قرن

- ‌قرجن

- ‌قردن

- ‌قرسطن

- ‌قرصعن

- ‌قرطعن

- ‌قرطن

- ‌قرمن

- ‌قزن

- ‌قسن

- ‌قسطبن

- ‌‌‌قسطنطن

- ‌قسطن

- ‌قشن

الفصل: أَبو جَعْفرٍ أَحمدُ بنُ سُلَيْمن بنِ يوسفَ بنِ صالحٍ العقيليُّ،

أَبو جَعْفرٍ أَحمدُ بنُ سُلَيْمن بنِ يوسفَ بنِ صالحٍ العقيليُّ، عَن أَبيهِ، وَعنهُ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ يَعْقوب الأَصْفهانيُّ تُوفي سَنَة 301.

‌فيجن

:) ! وفايجانُ، بالجيمِ بَدَل الزَّاي: قَرْيةٌ أُخْرى بأَصْفَهان غيرُ الأُولى، مِنْهَا أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ إبراهيمَ بنِ يَسَارٍ مَوْلَى قُرَيْش.

‌فتن

: (الفَتْنُ، بالفتحِ)، ذِكْرُ الفتْحِ مُسْتدركٌ لأنَّه مَفْهومٌ مِن إطْلاقِه:(الفَنُّ والحالُ؛ وَمِنْه) قوْلُ عَمْرو بنِ أَحْمر الباهِلِيّ:

إمَّا على نَفْسِي وإمَّا لَهاو (العَيْشُ فِتْنَان) فَحُلْوٌ ومُرْ (أَي) ضَرْبانِ و (لَوْنانِ حُلْوٌ ومُرٌّ) ؛ وقالَ نابِغَةُ بَني جعْدَةَ:

هما فَتْنَانِ مَقْضِيٌّ عليهلِسَاعَتِه فآذَنَ بالوَداعِ (و) الفَتْنُ: (الإِحْراقُ) بالنَّارِ. يقالُ: فَتَنَتِ النَّارُ الرَّغيفَ: أَحْرَقَتْهُ. (وَمِنْه) قوْلُه، عز وجل:{يومَ هم (على النَّارِ يُفْتَنُونَ) } ، أَي يُحْرَقُونَ بالنارِ. وجَعَلَ بعضُهم هَذَا المعْنَى هُوَ الأَصْل؛ وقيلَ: معْنَى الآيَةِ يُقَرَّرُونَ بذنوبِهم.

(والفِتْنَةُ، بالكسْرِ: الخِبْرَةُ) ؛ وَمِنْه قوْلُه تعالَى: {إنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً} ، أَي خِبْرَةً. وقوْلُه، عز وجل:{أَوَ لَا يَرَوْنَ أنَّهم يُفْتَنُونَ فِي كلِّ عامٍ مرَّةً أَو مَرَّتَيْن} ؛ قيلَ: مَعْناهُ يُخْتَبَرُونَ بالدّعاءِ إِلَى الجِهادِ، وقيلَ: بإنْزَالِ العَذابِ والمَكْروه؛ (كالمَفْتُونِ) ، صِيغَ المَصْدرُ على

ص: 489

لَفْظِ المَفْعولِ كالمَعْقُولِ والمَجْلودِ؛ (وَمِنْه) قوْلُه تعالَى: {فسَتُبْصِرُ ويُبْصِرُونَ (بأَيِّكُمُ المَفْتُونُ) } .

قالَ الجَوْهرِيُّ: الباءُ زائِدَةٌ كَمَا زِيدَتْ فِي قوْلِهِ تعالَى: {قلْ كَفَى بااِ شَهِيدا} . والمَفْتونُ: الفِتْنَةُ، وَهُوَ مَصْدرٌ كالمَحْلُوفِ والمَعْقولِ، ويكونُ أَيُّكم المُبْتدا والمَفْتُون خَبَره.

قالَ: وقالَ المازِنيُّ: المَفْتونُ هُوَ رفعٌ بالابْتِداءِ وَمَا قَبْله خَبَره كقوْلِهم: بمَنْ مُرْورُك وعَلى أَيِّهم نُزُولُك، لأنَّ الأوّل فِي معْنَى الظَّرْفِ.

قالَ ابنُ بَرِّي: إِذا كَانَت الباءُ زائِدَةً فالمَفْتُونُ الإِنْسان، وليسَ بمَصْدَر، فَإِن جعلت الْبَاء غَيْر زائِدَةٍ فالمَفْتُونُ مَصْدَرٌ بمعْنَى الفُتُونِ.

(و) الفِتْنَةُ: (إِعْجابُك بالشَّيءِ)، وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى:{ربَّنا لَا تَجْعَلْنا فِتْنةً للقَوْمِ الظَّالِمِينَ} ؛ أَي لَا تُظْهِرْهُم علينا فيُعْجبُوا ويظنُّوا أنَّهم خَيْرٌ منَّا، والفِتْنَةُ هُنَا إِعْجابُ الكفّارِ بكفْرِهم.

وَفِي الحدِيثِ: (مَا تَرَكْتُ فِتْنةً أَضَرَّ على الرِّجالِ مِن النِّساءِ) ؛ يقولُ: أَخافُ أَن يُعْجبُوا بهنَّ فيَشْتغِلُوا عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.

(وفَتَنَه يَفْتِنُه فَتْناً وفُتُوناً) : أَعْجَبَه (وأَفْتَنَه) ، كذلِكَ، الأولى لُغَةُ الحِجازِ، والثَّانيَةُ لُغَةُ نَجْدٍ، هَذَا قوْلُ أَكْثَر أَهْل اللغَةِ؛ قالَ أَعْشَى هَمْدانَ فجَاء باللُّغَتَيْن:

لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْسِ أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِمقالَ ابنُ بَرِّي: قالَ ابنُ جنيّ: ويقالُ هَذَا البَيْتُ لابنِ قَيْسٍ.

وقالَ الأَصْمعيُّ: هَذَا سَمِعْناه من

ص: 490

مُخَنَّثٍ وليسَ بثَبَتٍ، لأنَّه كَانَ ينكرُ أَفْتَنَ، وأَجازَه أَبُو زيدٍ، وقالَ: هُوَ فِي رجز رُؤْبَة يعْنِي قوْلَه:

يُعْرِضْنَ إعْراضاً لدِينِ المُفْتِنِ وقوْلُه أَيْضاً:

إنِّي وبعضَ المُفْتِنِينَ داوُدْويوسُفٌ كادَتْ بِهِ المَكايِيدْقالَ: وحكَى الزجَّاجيُّ فِي أَمالِيه بسنَدِه عَن الأَصْمعيّ قالَ: حدَّثنا عُمر بنُ أَبي زائِدَةَ قالَ: حدَّثَتْني أُمُّ عَمْرو بنْت الأَهْتم قالتْ: مَرَرْنا وَنحن جَوَارٍ بمجلسٍ فِيهِ سَعِيد بن جُبَيْر، ومَعَنا جارِيَة تغنِّي بدُفَ مَعهَا وتقولُ:

لئِنْ فتَنَتْني لَهْيَ بالأَمْس أَفْتَنَتْسَعِيداً فأَمْسَى قد قَلا كلَّ مُسْلِموأَلْقَى مَصابِيحَ القِراءَ واشْتَرى وِصالَ الغَواني بالكِتابِ المُتَمَّمِفقالَ سَعِيدٌ: كَذَبْتُنّ كذَبْتنَّ.

(والفِتْنَةُ: (الضَّلالُ.

(والفِتْنَةُ: (الإِثْمُ والمَعْصيَةُ، وَمِنْه قَوْلُه تعالَى:{أَلا فِي الفتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي الاثْم.

(والفِتْنَةُ: (الكُفْرُ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {والفِتْنَةُ أَشَدُّ مِن القَتْلِ} ؛ وَكَذَا قَوْلهُ تعالَى: {إنْ خِفْتُم أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذين كَفَرُوا} ؛ وَكَذَا قوْلُه تَعَالَى: {على خَوْفٍ مِن فرْعونَ ومَلَئِهِم أَن يَفْتِنَهُم} .

(والفِتْنَةُ: (الفَضِيحَةُ؛ وَمِنْه قوْلُه

ص: 491

تَعَالَى: {وَمن يرد الله فِتْنَتَهُ} ؛ أَي فَضِيحَتَه، وقيلَ: كفْرَه.

قالَ أَبو إسْحاق: ويجوزُ أَن يكونَ اخْتِيارَه بِمَا يَظْهَرُ بِهِ أَمْرُه.

(والفِتْنَةُ: (العَذَابُ نحْو تَعْذيبِ الكفَّارِ ضَعْفَى المُؤْمِنِين فِي أَوَّلِ الإسْلام ليَصُدُّوهم عَن الإِيمان؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {أَلا فِي الفِتْنَةِ سَقَطُوا} ؛ أَي فِي العَذابِ والبليةِ؛ وقوْلُه تعالَى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُم} ؛ أَي عَذَابَكم.

(وقالَ الأزْهرِيُّ وغيرُه: جِماعُ معْنَى الفِتْنَة الابْتِلاءُ والامْتِحانُ والاخْتِيارُ، وأَصْلُها مأْخوذٌ مِن الفتنِ، وَهُوَ (إذابَةُ الذَّهَبِ والفِضَّةِ بالنَّارِ لِتَمَيُّزِ الرَّدِيءِ من الجيِّدِ.

وَفِي الصِّحاحِ: لتنْظرَ مَا جَوْدَتُه.

زادَ الرَّاغبُ: ثمَّ اسْتعْمل فِي إدْخالِ الإِنْسان النَّار والعَذَاب، وتارَةً يسمّونَ مَا يَحْصَلُ عَنهُ العَذابُ فِتْنَةً فتسْتَعْملُ فِيهِ، وتارَةً فِي الاخْتِبارِ نحْو:{وفَتَّناكَ فُتُوناً} .

(والفِتْنَةُ: (الإِضْلالُ؛ نحْو قَوْله تعالَى: {مَا أَنْتم عَلَيْهِ بفاتِنينَ} ؛ أَي بمُضِلِّين إلَاّ من أَضَلّه الله تَعَالَى، أَي لسْتُم تُضِلُّونَ إِلَّا أَهلَ النارِ الَّذين سَبَقَ عِلْم الله تَعَالَى فِي ضلالِهم.

قالَ الفرَّاءُ: أَهْلُ الحجازِ يقُولُونَ بفاتِنِينَ، وأَهْلُ نَجْدٍ يقُولُونَ بمُفْتِنينَ مِن أَفْتَنْتُ.

(والفِتْنَةُ: (الجُنونُ كالفُتُونِ.

(والفِتْنَةُ: (المِحْنَةُ؛ عَن ابنِ الأَعْرابيِّ. وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وهم لَا يُفْتَنُونَ} ؛ أَي لَا يُمْتَحَنُونَ بِمَا يَبِينُ حَقِيقَة إيمانِهم.

وَفِي الحدِيثِ: (فَبِي تُفْتَنُونَ وعنِّي تُسْأَلونَ) ، أَي

ص: 492

تُمْتَحَنُونَ فِي قُبورِكم ويُتَعَرَّف إيمانُكم لَا بنبوَّتي.

(والفِتْنَةُ: (المالُ.

(والفِتْنَةُ: (الأوْلادُ أُخِذَ ذلِكَ مِن قوْلهِ تَعَالَى: {واعْلَموا إنَّما أَمْوالُكُم وأَوْلادُكم فِتْنَة} ؛ فقد سمَّاهُم هَهُنَا فِتْنَة اعْتِباراً بِمَا ينالُ الإِنْسان مِنَ الاخْتِبار بهم، وسَمَّاهم عَدوّاً فِي قوْلِه، عز وجل:{إنَّ مِن أَزْواجِكم وأَوْلادِكم عَدوّاً لكم} ، اعْتِباراً بِمَا يتولَّدُ مِنْهُم. وجَعَلَهم زِينَة فِي قوْلِه، عز وجل:{زُيِّن للناسِ حُبُّ الشَّهَوات} ، الآيَة اعْتِباراً بأَحْوالِ الناسِ فِي تَزْيينِهم بهم.

قالَ الرَّاغبُ: وَفِي حدِيثِ عُمَر: سمعَ رجُلاً يَتَعَوَّذُ مِن الفِتَنِ فقالَ: أَتَسْأَلُ رَبَّك أَن لَا يَرْزُقَك أَهلاً ومالاً؟ تأَوَّلَ الآيَةَ المَذْكُورَة: وَلم يُرِدْ فِتَنَ القِتالِ والاخْتِلافِ.

(والفِتْنَةُ: (اخْتِلافُ النَّاسِ فِي الآراءِ؛ عَن ابنِ الأعْرابيِّ.

وقوْلُه، صلى الله عليه وسلم (إنِّي أَرَى الفِتَنَ خِلالَ بُيوتِكم) ؛ يكونُ القَتْلُ والحُرُوبُ والاخْتِلافُ الَّذِي يكونُ بينَ فِرَقِ المُسْلمين إِذا تَحَزَّبوا، ويكونُ مَا يُبْلَوْنَ بِهِ مِن زِينَةِ الدُّنيا وشَهَواتِهَا فيُفْتَنُونَ بذلكَ عَن الآخِرَةِ والعَمَل لَهَا.

قالَ الراغبُ: وجُعِلَتِ الفتْنَةُ كالبَلاءِ فِي أنَّهما يُسْتَعْملان فيمَا يدفعُ إِلَيْهِ الإِنْسانُ من شدَّةٍ ورخَاءٍ، وهما فِي الشدَّةِ أَظْهَر معْنًى، وَقد قالَ، عز وجل:{ونَبْلوَكُمْ بالشرِّ والخيْرِ فِتْنَة} ، وَقَالَ فِي الشدَّةِ:{وَمَا يُعَلَّمانِ مِن أَحَدٍ حَتَّى يقُولا إنَّما نَحن فِتْنَةٌ فَلَا تكْفُر} ؛ ثمَّ قالَ: والفتْنَة مِن

ص: 493

الأَفْعال الَّتِي تكون مِن اللهِ، عز وجل، ومِن العَبْدِ كالبليةِ والمَعْصيَةِ والقَتْلِ والعَذابِ وغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الأَفْعالِ الكَرِيهَةِ، وَمَتى كانتْ مِن اللهِ تَعَالَى تكونُ على وَجْه الحكْمَةِ، وَمَتى كانَتْ مِن الإِنْسانِ بغيرِ أَمْرِ اللهِ تَعَالَى تكونُ بضدِّ ذَلِك.

(وفَتَنَه يَفْتِنُه فتنا: (أَوْقْعَهُ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه قوْلُه تَعَالَى: {وَإِن كادُوا ليَفْتِنُونك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ؛ أَي يوقِعُونَك فِي بليةٍ وشدَّةٍ فِي صرْفِهم إيَّاك عمَّا أَوحى إِلَيْك. وقوْلُه تَعَالَى: {فَتَنْتم أَنْفسَكُم} ؛ أَي أَوْقَعْتُموها فِي بليةٍ وعَذابٍ (كفَتَّنَه، بالتَّشديدِ، (وأَفْتَنَه؛ الأَخيرَةُ عَن أَبي السَّفَر قَلِيلَة، بل أَنْكَرَها الأَصْمعيُّ، رحِمَه اللهُ تعالَى وَلم يَعْبَأ بِمَا أَنْشَدَه من قوْلِ الشاعِرِ، (فَهُوَ مُفْتَنٌ كمُعَظَّمٍ ومُكْرَمٍ، (ومَفْتُونٌ.

وَفِي الحدِيثِ: (المُؤْمِنُ خُلِقَ مُفَتَّناً) أَي مُمْتَحَناً يمتَحِنُه اللهُ تعالَى بالذَّنبِ ثمَّ يَتُوبُ ثمَّ يَعودُ ثمَّ يَتُوبُ.

(وفُتِنَ الرَّجُلُ فُتوناً: (وَقَعَ فِيهَا لازِمٌ مُتَعَدَ؛ وَمِنْه قوْلُهم: قلْبٌ فاتِنٌ: أَي مُفْتَتِنٌ؛ قالَ الشاعِرُ:

رَخِيمُ الكَلامِ قَطِيعُ القِيام أَمْسى فُؤَادِي بِهِ فاتِنا (كافْتَتَنَ فيهمَا، أَي فِي اللازِمِ والمْتَعدِّي. يقالُ: افْتَتَنَه افْتتاناً إِذْ فتنه.

وافْتَتَنَ فِي الشيءِ: فُتِنَ فِيهِ.

(وفَتِنَ (إِلَى النِّساءِ فُتُوناً وفُتِنَ إليهِنَّ، بالضَّمِّ: أَرادَ الفُجُورَ بِهِنَّ.

ص: 494

وقالَ أَبُو زيْدٍ: فُتِنَ الرَّجُلُ يُفْتَنُ فُتوناً إِذا أَرادَ الفُجُورَ.

وحكَى الأزْهريُّ عَن ابنِ شُمَيْل: افْتَتَنَ الرَّجلُ وافْتُتِنَ لُغَتَانِ؛ قالَ: وَهَذَا صَحيحٌ، وأَمَّا فتَنْتُه ففَتَنَ فَهِيَ لغَةٌ ضَعِيفَةٌ.

(والفَتِينُ، (كأميرٍ، مِن الأَرضِ: (الحَرَّةُ السَّوداءُ كأَنَّها مُحْرفَة؛ (ج فُتُنٌ (ككُتُبٍ.

(والفَتَّانُ، كشَدَّادٍ: (اللِّصُّ الَّذِي يَعْرِضُ للرُّفْقةِ فِي طريقِهم.

(وأَيْضاً: (الشَّيْطانُ لكوْنِه يفْتنُ الناسَ بخِداعِهِ وغرُورِه وتَزْيينِه المَعاصِي، وَبِهِمَا فُسِّرَ حدِيثُ قَيْلَة: (المُسْلِم أَخُو المُسْلِم يَسَعُهُما الماءُ والشَّجَرُ ويَتَعاوَنان على الفَتَّانِ) ؛ (كالفاتِنِ وَهُوَ الشَّيْطانُ، صفَةٌ غالِبَةٌ، وجَمْعُ الفَتَّانِ فُتَّانٌ، كرُمَّانٍ وَبِه رُوِي الحدِيثُ المَذْكورُ أَيْضاً.

(والفَتَّانُ: (الصَّائِغُ لإِذابَتِه الذَّهَب والفِضَّة فِي النارِ.

(والفَتَّانانِ: الدِّرْهَمُ والدِّينارُ لأنَّهما يَفْتِنان الناسَ.

(وفَتَّانَا القَبْر: (مُنْكَرٌ ونَكِيرٌ؛ وَفِي حدِيثِ الكُسوفِ: (وإِنَّكم تُفْتَنُونَ فِي القُبورِ) ، يُريدُ مُساءَلَة مُنْكَر ونَكِيرِ مِن الفِتْنَةِ الامْتِحانِ.

(والفَيْتَنُ، كحَيْدَرٍ: النَّجَّارُ.

(وفاتُونُ: خَبَّازُ فِرْعَوْنَ، وَهُوَ (قَتيلُ موسَى، عليه السلام، هَكَذَا سَمَّاه بعضُ المُفَسِّرين.

(والفَتْنانِ الغُدْوَةُ والعَشِيُّ، مُثَنَّى فَتْن، لأنَّهما حَالانِ وضَرْبانِ.

(والفِتانُ، ككِتابٍ: غِشاءٌ.

(يكونُ (للرَّحْلِ مِن أَدَمٍ؛ قالَ لبيدٌ:

فثَنَيْت كَفِّي والفِتانَ ونُمْرُقيومَكانُهنَّ الكُورُ والنَّسْعانُ

ص: 495

والجَمْعُ فُتْنٌ.

(وكصاحِبٍ وزُبَيْرٍ: اسْمانِ؛ ومِن الأَوَّل: فاتِنُ المطينيُّ ومَوْلاه أَبو الحَسَنِ بِشْرُ بنُ عبدِ اللهِ الفاتِنيّ صالِحٌ صَدُوقٌ، رَوَى عَنهُ الخَطيبُ وابنُ ماكُولا.

(والمَفْتونُ: المَجْنونُ؛ وَبِه فَسَّر أَبو إسْحاق قوْلَه تَعَالَى: {بأَيّكم المَفْتون} .

وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:

قالَ سِيْبَوَيْه: فتَنَه جَعَلَ فِيهِ فِتْنَةً وأَفْتَنَهُ أَوْصَلَ الفِتْنَةَ إِلَيْهِ.

وحَكَى أَبو زيْدٍ: أُفْتِنَ الرَّجلُ، بالضمِّ، أَي فُتِنَ.

وقالَ أَبو السَّفَر: أُفْتِنَ الرَّجلُ وفُتِنَ فَهُوَ مَفْتونٌ أَصابَتْه فِتْنَةٌ فذَهَبَ مالَهُ أَو عَقْلُه، وكذلِكَ إِذا اخْتُبِرَ.

ووَرِقٌ فَتِينٌ: أَي فِضَّة مُحْرَقَة.

ودِينارٌ مَفْتونٌ: فتنَ بالنارِ.

والفَتَّانُ: مِن أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ فِي الفِتْنَةِ؛ وَمِنْه الحدِيثُ: (أَفَتَّانٌ أَنتَ يَا معَاذ؟) .

وقيلَ فِي قوْلِه تَعَالَى: {وفتَنَّاكَ فُتُوناً} ؛ أَي أَخْلَصناكَ إخلاصاً.

وفَتَنَه فتْناً: أَمالَهُ عَن القصْدِ وأَزَالَه وصَرَفَه، وَبِه فُسِّر قوْلُه تعالَى:{وَإِن كادُوا ليَفْتِنونَك عَن الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْك} ، أَي يُمِيلُونك ويُزِيلُونك.

والفُتُونُ: الجُنُونُ.

والفِتْنَةُ: مَا يَقَعْ بينَ الناسِ مِن الحَرْبِ والقِتالِ.

ويقالُ: بنُو ثَقِيف يفتنون أَبداً أَي يَتَحارَبُون.

ص: 496