الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمثلة اختلاف اللغات
النوع الأول
…
أمثلة اختلاف اللغات:
وقد فلينا كتب العربية والأدب، وتناسينا حساب الوقت في تصفحها لاستخراج هذه الدفائن التي نعتبرها بمنزلة الآثار التاريخية؛ وإنما جهدها مما جمعناه أن ندل على علم مات في رءوس علمائنا رحمهم الله، وتصور من بقاياه هيكلًا نصفه، كما يفعل علماء عصرنا في درس البقايا العظمية القديمة التي استحجرت عليها طبقات الأرض، والمثالان سواء في ذلك الموت الأبدي؛ ورأينا أن نقسم أنواع الاختلاف التي جمعناها إلى خمسة أقسام:
1-
لغات منسوبة ملقبة.
2-
لغات منسوبة غير ملقبة تجري في إبدال الحروف.
3-
لغات من ذلك في تغير الحركات.
4-
لغات غير منسوبة ولا ملقبة.
5-
لغة أو لثغة في منطق العرب.
وكما قدمنا أشياء من ذلك في بعض الفصول التي سلف ولا نعيدها، كذلك أخرنا أشياء لبعض الفصول التي تأتي فلا نثبتها؛ لأن لكل موضعًا متى اقتضاه استوفاه.
النوع الأول:
وقد عده العلماء من مستبشع اللغات ومستقبح الألفاظ، وهو كذلك بعد أن هذبت اللغة وأطبقت العرب على المنطق الحر والأسلوب المصفى؛ ومن أمثلته:
1-
الكشكشة، وهي في ربيعة ومضر: يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شيئًا، فيقولون في رأيتك: رأيتكش، وبكش، وعليكش؛ وهم في ذلك ثلاثة أقسام: قسم يثبت الشين حالة الوقف فقط، وهو الأشهر؛ وقسم يثبتها في الوصل أيضًا؛ وقسم يجعل الشين مكان الكاف ويكسرها في الوصول ويسكنها في الوقف، فيقولون في مررت بك اليوم: مررت بِشِ اليوم، وفي مررت بِك في الوقف: مررت بِشْ.
وقال ابن جني في "سر الصناعة": قرأت على أبي بكر محمد بن الحسن عن أبي العباس أحمد بن يحيى قول بعضهم:
علي فيما أبتغي أبغيش
…
بيضاء ترضيني ولا ترضيش
وتطبي ود بني أبيش
…
إذا دنوت جعلت تنئيش
وإن نأيت جعلت تدنيش
…
وإن تكلمت حثت في فيش
حتى تنقي كنقيق الديش
فشبه كاف الديك لكسرتها بكاف ضمير المؤنث.
وقد تروى الكشكشة لأسد وهوازن وقال ابن فارس في فقه اللغة: إنها في أسد.
2-
الكسكسة، وهي في ربيعة ومضر أيضًا: يجعلون بعد الكاف أو مكانها في خطاب المذكر سينًا على ما تقدم؛ وقصدوا بالفرق بين الحرفين: السين والشين، تحقيق الفرق بين المذكر والمؤنث في النطق.
ونقل الحريري أن الكسكسة لبكر لا لربيعة ومضر، وهي فيما نقله زيادة سين بعد كاف الخطاب في المؤنث لا في المذكر.
وروى صاحب القاموس أنها لتميم لا لبكر، وفسرها كما فسر الحريري.
3-
الشنشنة في لغة اليمن: يجعلون الكاف شينًا مطلقًا، فيقولون في لبيك اللهم لبيك: لبيش اللهم ليبش.
4-
العنعنة في لغة تميم وقيس: يجعلون الهمزة المبدوء بها عينًا، فيقولون في إنك: عِنّك، وفي أسلم: عسلم، وفي إذن: عذن، وهلم جرا.
5-
الفحفحة في لغة هذيل: يجعلون الحاء عينًا، فيقولون في مثل حلت الحياة لكل حي: علت العياة لكل عي. وعلى لغتهم قرأ ابن مسعود: عَتّى عِين، في قوله تعالى:{حَتَّى حِينٍ} [الذاريات: 43]، [الأعراف: 8] فأرسل إليه عمر بن الخطاب: إن القرآن لم ينزل على لغة هذيل، فأقرئ الناس بلغة قريش.
6-
العجعجة في لغة قضاعة: يجعلون الياء المشددة جيما فيقولون في تميمي: "تميمج"؛ وكذا يجعلون الياء الواقعة بعد عين، فيقولون في الراعي: الراعج، وهكذا -وسيأتي في النوع الثاني عكس هذه اللغة- وكانت قضاعة إذا تكلموا غمغموا فلا تكاد تظهر حروفهم، وقد سمى العلماء ذلك منهم "غمغمة قضاعة".
7-
الوتم في لغة اليمن أيضًا: يجعلون السين تاء، فيقولون في الناس: النات، وهكذا.
8-
الوكم في لغة ربيعة، وهم قوم من كلب يكسرون كاف الخطاب في الجمع متى كان قبلها ياء أو كسرة، فيقولون في عليكم وبكم: عليكِمِ وبِكِم.
9-
الوهم في لغة كلب: يكسرون هاء الغيبة متى وليتها ميم الجمع مطلقًا "والفصيح أنها لا تكسر إلا إذا كان قبلها ياء أو كسرة نحو: عليهم وبهم" فيقولون في منهُم وعنهُم وبينهُم: منهِم وعنهِم وبينهِم.
10-
الاستنطاء في لغة سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار يجعلون العين الساكنة نونًا إذا جاوزت الطاء، فيقولون في أعطى: أنطى.
وعلى لغتهم قرئ شذوذًا: "إِنَّا أَنْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ" وجاءت أمثلة منها في الحديث الشريف.
11-
التلتلة في بهراء، وهم بطن من تميم، وذلك أنهم يكسرون أحرف المضارعة مطلقًا، وقد