الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنَّ رَجُلًا تُوُفِّيَ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ". فَتَغَيَّرَتْ وُجُوهُهُمْ: فَقَالَ: "إِنَّ صَاحِبَكُمْ غَلَّ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". فَفَتَّشْنَا مَتَاعَهُ، فَوَجَدْنَا خَرَزًا مِنْ خَرَزِ الْيَهُودِ يُسَاوِي دِرْهَمَيْنِ1.
1 وفي "الصحيحين" وغيرها: أن عبدًا يقال له: "مدعم"، وكان قد أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاءه سهم فقتله -يعني عام خيبر، فَقَالَ النَّاسُ: هَنِيئًا لَهُ الْجَنَّةَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "كلا، والذي نفسي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ من المغانم لم تصبها المقاسم، لتشتعل عليه نارًا".
شَأْنُ الشَّاةِ الْمَسْمُومَةِ:
وَقَالَ لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اجْمَعُوا مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنَ الْيَهُودِ". فَجَمَعُوا لَهُ، فَقَالَ لهم رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ"؟ قَالُوا: نعَمَ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ. فَقَالَ لهم رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَبُوكُمْ"؟ قَالُوا: أَبُونَا فُلانٌ. قَالَ: "كَذَبْتُمْ، بَلْ أَبُوكُمْ فُلانٌ"، قَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ. قَالَ لَهُمْ: "هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ"؟ قَالُوا: نَعَمْ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي آبائنا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَهْلُ النَّارِ"؟ فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اخْسَئُوا فِيهَا، فَوَاللَّهِ لَا نَخْلُفَنَّكُمْ فِيهَا أبدًا"، ثُمَّ قَالَ:"هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ فِي شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ"؟ قالوا: نعم. قال: "أجعلتم في هذه الشاة سمًّا"؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ:"فَمَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ"؟ قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أَنْ نَسْتَرِيحَ مِنْكَ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ. أَخْرَجَهُ خ1.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ: ثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ يَهُودِيَّةَ أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ، قَالَتْ: أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ. فَقَالَ: "مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَلِكَ". أَوْ قَالَ: "عَلَيَّ". قَالُوا: أَلَا نَقْتُلُهَا. قَالَ: "لَا". فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ2 رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
1 أخرجه البخاري في "الجهاد" باب: إذا غور المشركون بالمسلمين هل يعفى عنهم "4/ 66".
2 لهوات: جمع لهاة، اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك، كأنه بقي للسم علامة، سوادًا وغيره.
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ خَالِدٍ1.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أَنَّ امْرَأَةً مِنَ الْيَهُودِ أَهْدَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَاةً مَسْمُومَةً، فَقَالَ:"أَمْسِكُوا فَإِنَّهَا مَسْمُومَةً"، قَالَ:"وَمَا حَمَلَكِ عَلَى مَا صَنَعْتِ"؟ قَالَتْ: أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا فَسَيُطْلِعُكَ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتَ كَاذِبًا أُرِيحُ النَّاسَ مِنْكَ قَالَ: فَمَا عَرَضَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ نَحْوَهُ.
وَقَالَ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ يَهُودِيَّةً أَهْدَتْ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم شَاةً مَصْلِيَّةً2 بِخَيْبَرَ، فَأَكَلَ وَأَكَلُوا، ثُمَّ قَالَ:"أَمْسِكُوا". وَقَالَ لَهَا: "هَلْ سميت هَذِهِ الشَّاةَ"؟ قَالَتْ: مَنْ أَخْبَرَكَ؟ قَالَ: "هَذَا الْعَظْمُ". قَالَتْ: نَعَمْ. فَاحْتَجَمَ عَلَى الْكَاهِلِ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَاحْتَجَمُوا، فَمَاتَ بَعْضُهُمْ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ: فَأَسْلَمَتْ، وَتَرَكَهَا.
وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنِهِ: ثنا سُلَيْمَانُ الْمَهْدِيُّ، نا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: كَانَ جَابِرٌ يُحَدِّثُ أَنَّ يَهُودِيَّةً سَمَّتْ شَاةً أَهْدَتْهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. الْحَدِيثَ.
وَقَالَ خَالِدٌ الطَّحَاوِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً، نَحْوَ حَدِيثِ جَابِرٍ. قَالَ: فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ، وَأَمَرَ بِهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فقُتِلَتْ.
وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ لَمْ يَقْتُلْهَا أَوَّلا، ثُمَّ لَمَّا مَاتَ بِشْرٌ قَتَلَهَا.
وَبِشْرٌ شَهِدَ الْعَقَبَةَ وَبَدْرًا، وَأَبُوهُ قَائِدُ النُّقَبَاءِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ. وَهُوَ الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"يَا بَنِي سَلَمَةَ، مَنْ سَيِّدُكُمْ"؟ قَالُوا: الْجَدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى بُخْلٍ فِيهِ. فَقَالَ:"وأي داء أدوى من البخل؟ بل سيدكم الأَبْيَضُ الْجَعْدُ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ".
وقال موسى بْن عُقْبة، وابن شهاب، وعُرْوة، والَّلفظ لموسى قَالُوا: لما فُتحت خيبر أهدت زينبُ بِنْت الحارث اليهودية -وهي ابْنَة أخي مَرْحَب- لصفية شاةً مَصْلِيَّةً وَسَمَّتْها وأكثرت فِي الذَّراع، لأنّه بَلَغَها أنّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يحب الذراع. وذكر الحديث.
1 أخرجه البخاري "2617"، ومسلم "2190"، وأبو داود "4508".
2 مصلية: مشوية.