الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
المتوفون في الطبقة الخمسون:
وفيات سنة إحدى وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
1-
أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد: أبو العبّاس بْن الحَطّاب الرّازيّ1، ثمّ الْمَصْرِيّ الفقيه الشّافعيّ. سمع: أبا الحَسَن بْن السِّمْسار بدمشق، وشُعَيب بْن المنهال، وإسماعيل بْن عَمْرو الحدّاد، وعليّ بْن منير الخلّال بمصر، وجماعة كثيرة. روى عَنْهُ: ابنه أبو عَبْد اللَّه الرّازيّ صاحب المشيخة والسُّداسيّات، وغيث بْن عليّ. وكتب عَنْهُ من القدماء: أبو زكريّا عَبْد الرحيم البخاري، ومكي الرميلي. قال ابنه: قَالَ أَبِي في سَكْرَة الموت: ما لي في الدّنيا حسْرة إلّا أنّي مشيت في ركاب الشّيوخ، وسافرت إليهم باليمن والشّام، ومصر، وها أَنَا أموت، ولم يؤخذ عنّي ما سَمِعْتُهُ عَلَى الوجه الّذي أردت. قَالَ أَبِي: وحججت سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقرأت بمكّة بروايات عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الكارِزينيّ.
2-
أحمد بْن الحُسين بْن أحمد بْن جعفر.
أبو حامد الفقيه الهمذاني2. روى عَنْ: أَبِيهِ، ومحمد بْن عيسى، وأبي نَصْر أحمد بن الحسين الكسار، وجعفر بن محمد الحسيني. قال شيرويه: سمعته، وكان أحد المشايخ البلد ومفتيه. مات في صفر في سادس وعشرين وكان من جلة الشافعية.
3-
أحمد بن سهل أبو بكر النيسابوري السراج3. روى عَنْ: محمد بْن موسى الصَّيْرفيّ، وأبي بَكْر الحِيّريّ، وعليّ بْن محمد الطّرازيّ، وكان فقيهًا ورعًا، عابدًا صالحًا. ولد سنة ثمان وأربعمائة، وكان يتكلم عن الحديث وشرحه. حدّث
1 السير "19/ 190".
2 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
3 انظر السابق.
عنه: أبو سعيد محمد بْن أحمد الخليليّ النَّوقانيّ الحافظ، وعُمَر بن أحمد الصفار، وعبد اللَّه بْن الفَرَاويّ، وَعَبْد الخالق بْن زاهر، وأبوه زاهر ووجيه ابنا الشّحّاميّ، وجماعته. تُوُفّي فِي ليلة السّابع والعشرين من رمضان.
4-
أحمد بْن عَبْد الغفار بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن أَشْتَه.
أبو العبّاس الأصبهاني الكاتب1. شيخ مكثِر مُسْنِد. سمع: أبا سَعِيد النّقّاش، وعليّ بْن ميلة الفقيه، وابن عقيل البارودي، والفضل بْن شَهْرَيار، وغيرهم. وتُوُفّي في ذي الحجّة عَن اثنتين وثمانين سنة. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وأبو سَعِيد البغداديّ.
5-
أَحْمَد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرحيم التَّيْميّ.
المعروف بابن اللبان المتكلم2. يروي عَنْ: أَبِي نُعَيْم، وغيره. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وورخه.
6-
أحمد بن عبد اللعزيز.
الْإِمَام أبو سعْد البردعي الحنفيّ الفقيه3. كَانَ عَلَيْهِ مَدَار الفتوى بنَيْسابور. وكان يعقد مجالس الوعظ من غير تكلُّف عَلَى طريقة أهل الورع، ويذكر مسائل أهل الفقه مما ينفع العوامّ. وكان يميل إلى الاعتزال. ثمّ صار يحضر مجالس الشّافعيّة، يستطيب طريقة أهل السُّنَّة ويظهر أَنَّهُ تاركٌ لما كَانَ عَلَيْهِ. ومال إلى التصوّف. تُوُفّي في ثامن عشر ذي القعدة. وما أظنه حدَّثَ.
7-
أحمد بْن المبارك أبو سعْد البغداديّ الأكفانيّ المقرئ4. شيخ مَعْمَر. قرأ عَلَى: أَبِي الحَسَن الحمّاميّ إلى سَورَة سبأ. قرأ عَلَيْهِ: أبو الكرم الشَّهْرَزُوريّ. وروى عَنْ: بِشْر بْن القاسم. روى عَنْهُ: ابن السمرقندي، وابن ناصر. وكان سمسارًا.
1 السير "19/ 183".
2 في عداد المجهولين.
3 الجواهر المضية "1/ 191، 192".
4 غاية النهاية "1/ 99".
8-
أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ بن بشرويه.
أبوالعباس الأصبهاني الحافظ1. سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن حَسَنْكُوَيْه، ومحمد بْن عليّ بْن مُصْعَب، وأبا نُعَيْم الحافظ، ومحمد بْن عَبْد اللَّه بْن شَهْرَيار، والهيثم بْن محمد الخرّاط، وإبراهيم بْن محمد بْن إِبْرَاهِيم الجلّاب، وأبا ذَرّ محمد بْن إِبْرَاهِيم الصّالحانيّ، ومن بعدهم. قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ من أهل المعرفة بالحديث والفقه والفرائض، كتبنا بانتخابه كثيرًا، وأكثرنا عَنْهُ لثبته ومعرفته. وسمعته يَقُولُ: ولدت سنة خمس عشرة. قلت: تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. وروى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن طاوس. وقيل: مات سنة سبعٍ.
9-
إِبْرَاهِيم بْن خَلَف بْن إِبْرَاهِيم بْن لُبّ. أبو إِسْحَاق التُّجَيْبيّ القُرْطُبيّ2، ويُعرف بابن الحاجّ. سمع من: بَكْر بْن عيسى الكِنْديّ، وحجّ ورأى أبا ذر الهروي، ولم يسمع عنه. وأجاز لابن أخيه محمد بْن أحمد بْن خَلَف في هذا العام، وانقطع خبره بعد.
10-
إِبْرَاهِيم بْن سُلَيْم بْن أيّوب أبو سعْد الرّازيّ3. سمع من والده؛ ومن أَبِي الحُسين بن الطّبّال بمصر؛ ومن عَبْد الوهاب بْن بُرهان الغزالي بصور؛ ومن كريمة بمكّة؛ ومن الجوهريّ ببغداد. وتُوُفّي بدمشق في ذي الحجّة. سمع منه: غَيْث، وأبو محمد بْن صابر.
11-
إِبْرَاهِيم بْن يحيى بْن موسى. أبو إِسْحَاق الكَلاعيّ القُرْطُبيّ4. ويُعرف بابن العطّار. سمع من: أَبِي محمد الشَّنْتَجاليّ. وحجّ، وسمع من: أَبِي زكريّا عَبْد الرحيم الْبُخَارِيّ، وغيره. قَالَ أبو بحر الأَسَديّ: لقيته في سنة إحدى وتسعين بالجزائر، وكان ثقة نبيهًا.
12-
إِبْرَاهِيم بْن يونس بْن محمد.
أبو إسحاق المقدسي الخطيب الأصبهاني الأصل5.
1 السير "19/ 218".
2 في عداد المجهولين.
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 214".
4 الصلة "1/ 97، 98".
5 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 314".
سمع بدمشق: أبا القاسم إِبْرَاهِيم بْن محمد الحِنّائيّ، وأبا القاسم عليّ بْن محمد السُّمَيْساطيّ. وبالقدس: الفقيه أبا محمد عَبْد اللَّه بْن الوليد الأندلسيّ، وعليّ بْن طاهر، وعبد الرحيم بْن أحمد الْبُخَارِيّ الحافظ، وخَزْرُون بْن الحَسَن، وجماعة. روى عنه: أبو محمد بْن الأكفاني، والخضر بْن عَبْدان، ونصر بْن أحمد بْن مقاتل. وكان تلا القرآن. توفي بدمشق في ذي الحجة، له سبعون سنة.
13-
إسماعيل بْن عليّ بْن طاهر.
أبو القاسم الرّازيّ السِّلَفيّ1. من شيوخ إصبهان. روى عن: أبي بكر بن أبي علي الذكواني المعدل، وأبي بكر بن محمد بن حمويه، وعلي بن أحمد الجرجاني. وعنه: أبو طاهر السلفي، وقال: توُفيّ في ربيع الآخر.
"حرف الجيم":
14-
جعفر بْن حيدر بْن محمد2.
الشَّيْخ أبو المعالي العلوي الهروي، شيخ الصوفية. وكان ورعًا زاهدًا. سمع بنَيْسابور: شيخ الإسلام أبا عثمان الصابوني، وأبا سَعِيد الكَنْجَرُوذيّ. وتُوُفّي بهراة. ذكر السمعاني في الذِّيل.
"حرف الحاء":
15-
حاتم بْن محمد بْن عليّ بْن أَبِي محمد حاتم محمد بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن محمود أبو محمد الهَرَوِيّ الحاتميّ3. شيخ صالح. سمع: أبا منصور محمد بْن عَبْد اللَّه بْن إبراهيم الفاسي صاحب حامد الرّفّاء. روى عَنْهُ: عليّ بْن حمزة الموسويّ، وعبد الفتّاح بْن عطاء، وعبد الواسع بْن أَبِي بَكْر السَّقَطيّ. مات بهَرَاة في جُمَادَى الأولى عَنْ نيفٍ وثمانين سنة.
16-
حديد بن حسن المؤدب الشيباني4.
1 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
2 انظر السابق.
3 انظر السابق.
4 في عداد المجهولين.
حدَّثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاق البَرْمكيّ، تُوُفّي في شوّال.
17-
الحَسَن بْن أحمد بْن محمد الحافظ أبو محمد السَّمَرْقَنْديّ1 صاحب الحافظ جعفر بْن محمد المُسْتَغِفريّ. تُوُفّي في ذي القعدة بنَيْسابور عَن اثنتين وثمانين سنة. كَانَ مكثِرًا فاضلًا، وغيره أتقن وأحفظ منه.
وقال ابن السّمعانيّ: سألت إسماعيل الحافظ عَن الحَسَن السَّمَرْقَنْديّ فقال: إمام حافظ. سمع وجمع وصنَّف. سمع من: المُسْتَغِفريّ، وعبد الصَّمد العاصمي، وشيوخ بُخاري، وبلْخ، ونيسابور. وأكثر السّماع عَنْهُمْ. قلت: روى عَنْهُ خلْقٌ من شيوخ عَبْد الرحيم بْن السّمعانيّ. وقال عُمَر بْن محمد بْن لُقمان النَّسَفيّ في كتاب القنْد: ذكر الْإِمَام الحافظ قوامُ السُّنَّة أبو محمد الحَسَن بْن أحمد بْن محمد بْن القاسم بْن جعفر السَّمَرْقَنْديّ اللّوخميتنيّ نزيل نَيْسابور: لم يكن في زمانه في فنّه مثله في الشرق والغرب، لَهُ كتاب بحر الأسانيد في صحاح المسانيد، وجمع فيه مائة ألف حديث، ورتَّب وهذّب، لم يقع في الإسلام مثله وهو ثمانمائة جزء. وذكر عَبْد الغافر فقال: عديم النظير في حفظه. قدِم نَيْسابور، وسمع ابن مسرور، وأبا عثمان الصابونيّ، والكَنْجَرُوذيّ. وطائفة. وعاد إلي سمرقند. ثم قدم نيسابور واستوطنها. وهو مكثر عَن المستغفريّ. قلت: روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن القُشَيْريّ، ومحمد بْن جامع خيّاط الصُّوف، والْجُنَيْد القاينيّ. وأكبر شيخ لَهُ منصور الكاغديّ.
18-
الحُسين بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن أيّوب بْن مُعَافَى. أبو عَبْد اللَّه العُكْبَريّ2.
سمع: أبا الحُسين بْن بِشْران، ومحمود بْن عُمَر العُكْبَريّ. وعنه: إسماعيل السَّمَرْقَنْديّ، وأبو الكرم الشَّهْرَزُوريّ، وعُمَر بْن ظفر. مات في شوّال، وقيل: في رمضان عَنْ ثمانٍ وثمانين سنة.
1 السير "19/ 205، 206".
2 لا بأس به.
19-
الحُسين بْن الحَسَن الفقيه، أبو عَبْد اللَّه الشِّهْرستانيّ الشّافعيّ1. قاضي دمشق.
سمع بنَيْسابور من: أَبِي القاسم القُشَيْريّ؛ وبجرجان من إسماعيل بْن مَسْعَدَة؛ وبالعراق من ابن هزارمرد الصَّرِيفينيّ. قَالَ ابن عساكر: ثنا عَنْهُ هبة اللَّه بْن طاوس، وكان حَسَن السيرة في الأحكام. ولي قضاء دمشق سنة سبعٍ وسبعين في أيّام تتش، وكان شديدًا عَلَى من خالف الحقّ. واستُشْهد بظاهر أنطاكيّة بيد الإفرنج يوم المصافّ.
20-
الحُسين بْن عليّ الدّمشقيّ المقرئ. ويُعرف بالدّمنْشيّ2. سمع أبا الحُسين بْن أَبِي الحديد. وكان رافضيًّا.
سعى بالحافظ أَبِي بَكْر الخطيب إلى أمير الجيوش وقال: هُوَ ناصبيّ يروي فضائل الصّحابة، وفضائل بني العبّاس في جامع دمشق. فكان ذَلِكَ سبب نفْي الخطيب من دمشق.
"حرف الراء":
21-
رَوْح بْن محمد بْن عَبْد الواحد بْن عَبَّاس.
أبو طاهر الرازامي الصُّوفيّ3. سمع: أبا الحَسَن عليّ بْن عَبْدكُوَيْه، وأبا بكر بن أبي علي الذكواني، وعبد الواحد منصور الكاغذي الباطرقانيّ، وعليّ بْن أحمد الْجُرْجانيّ. وتُوُفّي في شَعْبان. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ.
"حرف السين":
22-
سَعِيد بْن محمد بْن يحيى أبو الحُسين الأصبهاني الجوهريّ4، من كبار شيوخ السلفي. يروي عن: علي بن ميلة الفرضي، وأبي نُعَيْم الحافظ. تُوُفّي في المحرَّم. وكان فقيهًا عالمًا، وأبوه يروي عَن ابن المقرئ. حدث عنه أبو سعيد المُطَرِّزِيّ. قِيلَ: ظهر لسعيد سماع من ابن مردويه.
1 انظر السابق.
2 غاية النهاية "1/ 246".
3 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
4 كانت هذه الترجمة في غير ترتيبها فوضعت هنا ليصلح الترتيب.
23-
سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد.
أبو الفَرَج الإسْفَرائينيّ الصُّوفيّ المحدّث1، نزيل دمشق. سمع عَلَى: حِمِّصَة، وعليّ بْن منير، وعليّ بْن ربيعة، ومحمد بْن الحُسين الطّفّال، والحَسَن بْن خَلَف الواسطيّ صاحب الرّياشيّ بمصر. وسمع بجُرْجان: محمد بْن عَبْد الرّحيم. وببغداد: الجوهريّ. وبدمشق: رشأ بْن نظيف، وابن سلْوان، وهذه الطّبقة. وبالرملة: ابن التّرجمان الصُّوليّ. وبصور سُلَيْم بْن أيّوب. وبتنِّيس: عليّ بْن الحُسين بْن جابر. روى عنه: ابناه طاهر والفضل، وجمال الإسلام أبو الحَسَن، وهبة اللَّه بْن طاوس، ومحفوظ النّجّار، ونصر اللَّه المصِّيصيّ الفقيه، وأحمد بْن سلامة، وحمزة بْن علي الحُبُوبيّ، وَعَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الحَسَن الدّارانيّ، وجماعة. وقال: ولدت سنة تسعٍ وأربعمائة. تُوُفّي في ربيع الأوّل. وقال غَيْث: سألت أبا بَكْر الحافظ عَنْ سهل بْن بِشْر فقال: كَيِّسٌ صَدُوق.
"حرف الطاء":
24-
طِرَاد بْن مُحَمَّد بن عَليّ بن الحَسَن بن محمد. النّقيب، الكامل، أبو الفوارس بْن أَبِي الحَسَن بْن أبي القاسم بْن أَبِي تمّام الهاشْميّ العبّاسيّ الزينبي البغداديّ2، نقيب النُّقَباء. قَالَ السّمعانيّ: ساد الدَّهْر رُتْبةً وعُلُوًّا وفضلًا ورأيا وشهامة. ولي نقابة العباسيّين بالبصرة، ثمّ انتقل إلى بغداد. وكان من أكفى أهل الدَّهْر، متّعه اللَّه بسمعه وبصره وقوّته وحواسِّه. وكان يترسّل من الدّيوان إلى الملوك، وحدَّثَ بأصبهان كذلك، وصارت إِلَيْهِ الرحلة من الأقطار. وأملى بجامع المنصور، وكان يحضر مجلسَ إملائه جميعُ أهل العلم من الطوائف وأصحاب الحديث والفُقهاء. ولم يُرَ ببغداد عَلَى ما ذُكِر مثل مجالسه بعد أَبِي بَكْر القَطِيعيّ. وأملى سنة تسعٍ وثمانين بمكّة، والمدينة، وألحق الصِّغار بالكبار. سمع هلال بْن مُحَمَّد الحفّار، وأبا نَصْر أحمد بن محمد بن
1 السير "19/ 162، 163".
2 السير "19/ 37"، تذكرة الحفاظ "4/ 1228".
حنسون النَّرْسيّ، وأبا الحُسين بْن بِشْران، والحسين بْن عُمَر بْن برهان، وأبا الفَرَج أحمد بْن المقرّب الكَرْخيّ، ويحيى بْن ثابت البقّال. وشُهْدَة بنت الإبريّ، وخلْق كثير آخرهم وفاة أبو الفضل خطيب المَوْصِل، وقال أبو عليّ الصَّدَفيّ: كَانَ أعلى أهل بغداد منزلة عند الخليفة، وكنا نكر إليه، فيتعذر علينا السّماع منه والوصول إِلَيْهِ، وعند بابه الحُجّاب، ولعلّ زِيّ بعضهم فوق زِيّه. وكنّا نقرأ عليه وهو يركع، إذ ليس مثله ما يردّ. وربّما اتّبعناه ونحن نقرأ عَلَيْهِ إلى أنّ يركب. وقال السِّلَفيّ: كَانَ حنفيًّا من جِلّة النّاس وكُبَرائهم، ثقة فاضلًا، ثبتًا، لم أَلْحَقْه. وقال أبو الفضل بْن عطّاف: كَانَ شيخنا طِراد شيخًا حَسَنًا، حَسَن اليقظة، سريع الفِطْنة، جميل الطّريقة في الرّواية، فَقِه في جُمَيْع ما حدَّث بِهِ. وقال غيره: وُلِد في شوّال سنة ثمانٍ وتسعين وثلاثمائة. وقال ابن الناصر: توفي في سلخ شعبان: ودُفن بداره، ثمّ نُقِل في السّنة الآتية إلى مقابر الشّهداء. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ قُدَامَةَ: أَخْبَرَتْنَا شهدة بقراءتي عَلَيْهَا: أَنَا طِرادُ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا سُفْيَانُ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ عُمَرَ تَوَضَّأَ مِنْ بَيْتِ نَصْرَانِيَّةٍ1.
"حرف العين":
25-
عَبْد الرّزّاق بْن حسّان بْن سَعِيد بْن حسّان بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن منيع بْن خَالِد بْن عَبْد الرَّحْمَن ابن سيف اللَّه خَالِد بْن الوليد المخزوميّ المَنِيعيّ2.
أبو الفتح بْن أَبِي عليّ المَرْوَرُّوذِيّ، الحاجّيّ، الخطيب، محتشم خُراسان كوالده. وكان زاهدًا، عابدًا، عاملًا، متبتلًا، ورعًا، فقيهًا، قُدْوة. تفقّه عَلَى القاضي حسين، وعلّق عَنْهُ المذهب. وكان خطيب جامع والده. وقد حجّ وسمع ببغداد، وصار رئيس نَيْسابور. وقعد للتّدريس بالجامع، واجتمع عليه الفقهاء.
1 خبر صحيح.
2 الأنساب "11/ 510".
وعقد مجلس الإملاء، وحدَّث عَنْ: أَبِي الحُسين بْن النَّقُّور، وأبي بَكْر البَيْهقيّ، وسعد الزّنْجانيّ، وأبي مسعود أحمد بْن مُحَمَّد البَجَليّ. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّنْجيّ، وأبو شحمة مُحَمَّد بْن عليّ المعلّم المَرْوَزِيّ، وإسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن العصائديّ، وآخرون. تُوُفّي في ثامن عشر ذي القعدة وله ثمانون سنة.
26-
عَبْد الأحد بْن أحمد بْن الفضل: أبو الحارث العَنْبريّ الأصبهاني1. سمع: هارون بْن مُحَمَّد الكاتب، وأحمد بْن فاذشاه الوزير. ولي رُنْدَة. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ.
27-
عَبْد اللَّه بْن المبارك بْن عَبْد اللَّه: أبو مُحَمَّد المَدِينيّ2. سمع: عليّ بْن أحمد بْن مِهْران الصّحّاف. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ وقال: تُوُفّي في شوّال.
28-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بَلِّيزَة. أبو القاسم الخِرَقيّ الأصبهاني المقرئ3.
سمع: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شَمَهْ. وقرأ القرآن عَلَى أحمد بْن مُحَمَّد المِلَنْجيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن زَنْجَوَيْه. وتلاوته عَلَى ابن زنجوَيْه في سنة ثلاثٍ وعشرين وأربعمائة. سمع منه: السِّلَفيّ، وتلا عَلَيْهِ ختّمة لقُنْبُل في هذا الوقت، ولم يؤرخ وفاته.
29-
عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن هارون: أبو نَصْر الخُراسانيّ النّاسخ4. سمع: أبا بَكْر أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحارث التَّميميّ النَّحْويّ، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة، وأملى مدّة. ومات في المحرَّم.
روى عَنْه: أبو سعد محمد بن أَحْمَد بن محمد الخليليّ النَّوْقانيّ الحافظ، ومحمد بْن أحمد الْجُنَيْد الخطيب، وعُمَر بْن أحمد بْن الصّفّار، وأبو البركات بن الفراوي، وعبد الخالق الشحامي، شافع بْن عليّ، وآخرون.
30-
عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن عتّاب بْن محسن. أبو القاسم القُرْطُبيّ5 أخو عبد
1 لم نقف عليه.
2 انظر السابق.
3 غاية النهاية "1/ 407".
4 السابق "1/ 418".
5 الصلة "2/ 371".
الرَّحْمَن. روى عَنْ: أَبِيهِ كثيرًا، وعن: حاتم الطرابلسي. وأجاز له أبو حفص الزّهْراويّ، وأبو عُمَر بْن الحذّاء، وجماعة. وكان عارفًا بمذهب مالك، بصيرًا بالفتوى، مقدمًا في الشُّروط، لَهُ عناية بالحديث ونقله. وكان مهيبًا، وقورًا، معظمًا عند الخاصّة والعامّة. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى عَنْ إحدى وخمسين سنة. روى اليسير.
31-
عَبْد اللَّه بْن الحُسين بْن هارون. أبو نَصْر الخُراسانيّ1 النّاسخ. سمع: أبا بَكْر أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحارث التَّميميّ النَّحْويّ، وأبا بكر الحيري. ولد سنة ثلاث عشرة.
32-
عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن المحسِّن. أبو غانم بن أَبِي حصن التّنُوخيّ المَعَرّيّ القاضي2. سمع: أَبَاهُ، وأبا صالح مُحَمَّد بْن المهذب، وأبا عثمان إسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن الصّابونيّ، والسُّمَيْساطيّ، وأبا إِسْحَاق الحبّال الحافظ، وطائفة بدمشق، والقدس ومصر. روى عَنْهُ: الخطيب مَعَ تقدُّمه شيئًا ممّا سمعه، وأبو البيان مُحَمَّد بْن أَبِي غانم، وغيرهما. وتُوُفّي بالمَعَرَّة.
33-
عَبْد السّميع بْن عليّ بْن عَبْد السَّميع3. أبو الحُسين الهاشْميّ. من أهل البصرة ببغداد. سمع: أبا الحَسَن بْن مَخْلَد. روى عَنْهُ: أبو البركات الأَنْماطيّ، وأبو بَكْر الزّاغُوانيّ. وتُوُفّي في ربيع الآخر. ومولده سنة تسعٍ.
34-
عَبْد الواحد بْن أحمد بْن إِبْرَاهِيم: أبو طاهر المغازليّ الأصبهاني الشّرابيّ4. سمع: أبا نُعَيْم الحافظ. وعنه: السِّلَفيّ، وقال: مات في صَفَر.
35-
عُمَر بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الخليل: أبو حفص البَغَويّ5. سمع مُسْنِد إِسْحَاق الكَوْسَج، من أَبِي الهنديّ مُحَمَّد بْن مُحَمَّد إسماعيل البَغَويّ. ومات بعد شَعْبان في هذا العام أو بعده. روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن المظفّر البنّا، وأسعد بْن أحمد الخطيب، وأبو أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أبي نصر البغويون.
1 سبقت الترجمة له.
2 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
3 لم نقف عليه.
4، 5 انظر السابق.
36-
عَبْد الواحد بْن عُلْوان بْن عَقِيل بْن قيس الشِّيبانيّ1: أبو الفتح السَّقْلاطُونيّ البغداديّ النَّصْريّ من النَّصْريّة. شيخ ثقة صَدُوق.
سمع: أبا نصر بن حسنون، وأبا القاسم الحرفي، وعثمان بْن دُوَسْت، وهو أخو عَبْد الرَّحْمَن بْن عُلْوان. روى عَنْهُ: عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الأنصاري، وولده أبو بَكْر، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وآخرون. وآخر من روى عَنْهُ فخر النّساء شُهْدَة. تُوُفّي في رجب.
37-
عَبْد الوهّاب بْن رزق اللَّه بْن عَبْد الوهّاب2: أبو الفضل التَّميميّ، أخو عَبْد الواحد. سمع: أَبَاهُ، وأبا طَالِب بْن غَيْلان. وكان حَسَن الصورة، ظريفًا بارعًا في الوعظ.
روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدقاق، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ.
38-
علي بن محمد بن حسين خِذَام3. أبو الحَسَن الخِذاميّ الْبُخَارِيّ الواعظ. كَانَ معمّرًا مكثِرًا من السّماع. تفرَّد بشيوخ. روى عَنْ: القاضي أَبِي عليّ الحُسين بْن الخضر النَّسَفيّ، ومنصور الكاغدي، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن القاسم الفارسيّ، وأحمد بْن الحَسَن المراجليّ، وخلْق أخذ عَنْهُم الكبار.
روى عَنْهُ: عثمان بْن عليّ البِيكَنْديّ، وأبو ثابت الحَسَن بْن عليّ البَرْدعيّ وأبو رجاء مُحَمَّد بْن مُحَمَّد، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ، وعدّة. وعُمِّر تسعين سنة. مات في هذا العام.
"حرف الفاء":
39-
فارس بْن الحُسين بْن فارس بْن حسين بْن غرب. أبو شجاع الذُّهْليّ السَّهْرُوَرْديّ، ثمّ البغداديّ4.
شيخ فاضل، صالح، ثقة، لُغَوِيّ، شاعر. سمع: أبا عليّ بْن شاذان، وعبد المُلْك بْن بشران.
1 السير "19/ 128".
2 ذيل طبقات الحنابلة "1/ 85".
3 السير "19/ 180، 181".
4 لم نقف عليه.
روى عَنْهُ: قاضي المَرِسْتان، وإسماعيل السَّمَرْقَنْديّ، وابن ناصر. توفي في ربيع الآخر وقد تجاوز التّسعين رحمه الله. وابنه شجاع حافظ معروف.
40-
الفضل بْن علي بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد: أبو سعْد الأصبهاني المقرئ1. سمع: أبا سعيد محمد بن علي بن النّقّاش، وعليّ بْن ميْلة، ومَعْمَر بْن زياد. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وقال: تُوُفّي في رجب. وكنّاه أبا نَصْر.
"حرف الميم":
41-
المحسن بْن المحسن بْن مُحَمَّد بْن جُمْهُور: أبو الرِّضا الْأَنْصَارِيّ الدّمشقيّ الفرّاء2 المعدّل. إمام الجامع الأموي، ثمّ ولي نظر الأوقاف وعمادة الأملاك السُّلطانيّة، فظلم وجار. وحدَّثَ عَنْ: مُحَمَّد بْن عَوْف المُزَنيّ، وغيره. روى عَنْهُ: عُمَر الرُّؤاسيّ.
42-
مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُحَمَّد: أَبُو عَبْد اللَّه الميبذي البغدادي اللغوي3. من كببار أئمّة العربيّة. سمع: أبا جعفر بن المسلمة. روى عَنْهُ: ابن ناصر.
43-
مُحَمَّد بْن جامع بْن مُحَمَّد بْن عليّ: أبو بَكْر القطّان الهمذاني الجوهريّ4. روى عَنْ: أَبِيهِ، والزَّنْجانيّ. قَالَ شِيرُوَيْه: سَمِعْتُ منه، وكان كَيِّسًا صدوقًا.
44-
مُحَمَّد بْن الحُسين بْن مُحَمَّد. أبو سعْد الحرمي الْمَكِّيّ الحافظ5، نزيل هَرَاة. أحد الحفّاظ والزُّهّاد. سمع بمصر: مُحَمَّد بْن الحُسين الطّفّال، وأبا الفتح بْن بابشاذ، وعليّ بْن حِمّصة، وعليّ بْن بُغَا الورّاق. وبمكّة: أبا نَصْر السِّجْزيّ الحافظ، وعبد العزيز بْن بُنْدار الشِّيرازيّ. وببغداد: أبا بَكْر الخطيب، والموجودين. قَالَ مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ الهَمَذانيّ: كَانَ أبو سعْد الحَرَميّ من العباد، ولم أر بعيني
1 انظر السابق.
2 لم نقف عليه.
3 المنتظم "9/ 107".
4 لم نقف عليه.
5 السير "19/ 202"، والعقد الثمين "2/ 7، 8".
أحفظ منه. وقال الواعظ أبو حامد الخيّام: إنّ كَانَ لله بهَرَاة أحدٌ من أوليائه فهو هذا وأشار إلى أَبِي سعْد. مات فِي شَعْبان.
45-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد: أبو المحاسن المَحْمِيّ النَّيْسابوريّ الحنفيّ1.
أحد الرؤساء والأكابر. خالف أهل بيته؛ لأنّ المَحْمية شافعيّون. وقد سمع من أصحاب الأصمّ. وكان يضيف الطبلة. تُوُفّي في شَعْبان عَنْ ثمانين سنة. روى عَنْهُ: عُمَر بْن أحمد بْن الصّفّار، وعَبْد اللَّه بْن الفُرَاويّ. روى عَنْ: أَبِي بَكْر الحيري.
46-
محمد بن محمد: أبو سعيد الخداشيّ2. تُوُفّي بنسف وله ثمانٍ وثمانون سنة. سمع بهراة: إسحاق الفرات، وأبا عثمان القرشي.
47-
مروان بن عبد الملك: أبو محمد اللواتي الطنجي3، الفقيه المالكي، نزيل مصر. كان متفننًا في العلوم، بارعًا في المذهب. قرأ القراءات على أبى العباس أحمد بن نفيس، وسمع منه. ومن: أَبِي هاشم، وأبي محمد الوليد. قَالَ القاضي عِيَاض: كَانَ ذا عِلمٍ بالقراءات، والنَّحْو، واللّغة، خطيبًا مفَوَّهًا مِصْقَعًا، ولي القضاء والخطبة بسبتة في دول البرغواطيّ، وسمع منه كثيرًا. وكان ذا هَيْبة وسَطْوة. سمع عَلَيْهِ: القاضي عَبُّود بْن سَعِيد، وأبو إِسْحَاق بْن جعفر، وخالاي أبو عَبْد اللَّه وأبو مُحَمَّد ابنا الْجَوْزيّ. وله بَنُون نُجَباء أئمّة. وكان أخوه أبو الحَسَن من كبار الأئمّة. وله ابنان، أحدهما عَبْد اللَّه ولي قضاء غُرْناطة وغيرها، وعبد الرَّحْمَن ولي قضاء مِكْناسة مدّة؛ ثمّ ولي قضاء تِلمْسان بعد الثلاثين وخمسمائة عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن.
48-
المظفّر بْن عليّ بْن الحَسَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد: الصّدر أبو الفتح ابن رئيس الرؤساء أَبِي القاسم بن المسلمة4. ناب في الوزارة في خلافة المقتدي باللَّه بعد عزل الوزير عميد الدولة أَبِي منصور بْن جهير، إلى أنّ ولي أبو شجاع الوزارة. وكانت دار أَبِي الفتح مجمعًا لأهل العلم والدين.
1 لم نقف عليه.
2 انظر السابق.
3 السير "19/ 191".
4 البداية والنهاية "12/ 156".
ومن جملة من أقام في داره ومرض عنه، ومات أبو إِسْحَاق مصنّف "التّنبيه". وممّن كَانَ يقيم عنده أبو عَبْد اللَّه الحُمَيْديّ. سمع الحديث من: أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وأبي مُحَمَّد الجوهريّ بإفادة الخطيب. كُتُب عَنْهُ: الحُمَيْديّ، وغيره. وتُوُفّي في ذي القعدة وله أربعٌ وخمسون سنة.
49-
مكّيّ بْن منصور بْن مُحَمَّد بْن عِلّان السّلّار: الرئيس أبو الحَسَن الكَرَجيّ1. رئيس كَرَج ومعتَمَدُها. حدَّثَ عَنْ: أَبِي بَكْر الحِيّريّ، ومُحَمَّد بْن القاسم الفارسيّ، وأبي الحسين بن بشران المعدل، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وأبي القاسم هبة الله اللالكائي. قال شيرويه: رحلت إليه إلى الكرج، وسمّعتُ منه ولديَّ، وكان شيخًا لا بأس بِهِ، محمودًا بين الرؤساء، محسِنًا إلى الفقراء والعلماء. قلت: روى عَنْهُ: أبو الحَسَن مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك الكَرَجيّ الفقيه، وأبو المكارم أحمد بْن مُحَمَّد بْن عِلّان البلديّ، وأبو أحمد بْن نَصْر بْن دُلَف، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الدّقّاق، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، ورجاء بْن حامد المَعدّانيّ، ومُحَمَّد بْن أحمد بْن ماشاذة، وأبو زُرْعة طاهر المَقْدِسيّ والقاسم بْن الفضيل الصَّيْدلانيّ وأبو طاهر السِّلَفيّ. قَالَ ابن طاهر: دخلت بابني أَبِي زُرْعة الكَرَج حتّى سمع "مسند الشافعي" من السلارمكي، وكان قد سمعه بنَيْسابور، وورَّق لَهُ ابن هارون، وكانت أصوله صحيحة جيّدة. وقال السِّلَفيّ: كَانَ السّلّار جليل القدْر، نافذ الأمر، محبوبًا إلى رعيته بجود سَجِيِّته. وآخر ما قدِم إصبهان كنت أوّل من قرأ عَلَيْهِ. وقال السّمعانيّ: هُوَ من رؤساء الكَرَج، كانت لَهُ الثّروة الكبيرة والدُّنيا العريضة الواسعة، والتّقدُّم ببلده. عُمّر حتّى صار يُرحل إِلَيْهِ. ونُقل عَنْهُ الكثير؛ لأنّه لحِقَ إسناد العراق وخُراسان. وقال أبو زكريّا بْن مَنْدَهْ: تُوُفّي بأصبهان في سَلْخ جُمَادَى الأولى، ووُلِد سنة سبعٍ أو تسعٍ وتسعين وثلاثمائة.
"حرف النون":
50-
نَصْر بْن عَليّ بْن مُقَلّد بْن نَصْر بْن منقذ2: الأمير الجليل عزّ الدولة
1 السير "19/ 71، 72".
2 تاريخ دمشق "43/ 451".
أبو المُرْهَف الكِنَانيّ، صاحب شَيْزَر تملّكها بعد أَبِيهِ. ولمّا قدِم إلى الشام السّلطان ملكشاه سلَّم إِلَيْهِ أبو المُرْهَف الّلاذقيّة، وفامية، وكَفَرْطَاب، وبقيت لَهُ شَيْزَر. وكان سمحًا، كريمًا، شاعرًا فارسًا، عاقلًا، ديِّنًا، عابدًا، خيّرًا، وكان بارًّا أَبَاهُ، وأحسن إلى أخوته وربّاهم. وله برٌّ كثيرُ وصَدَقات، رحمه الله.
ويُحكَى عَنْهُ أنّه كَانَ يقوم عامّة اللّيل. تُوُفّي في شَيْزَر فِي جمادى الآخرة.
"حرف الهاء":
51-
هبة اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن اللَّيْث1: أبو الحَسَن الْأَنْصَارِيّ الأشهليّ السَّعْديّ البغداديّ، من ولد سعْد بْن مُعَاذ رضي الله عنه. سمع: هلال بْن مُحَمَّد الحفّار، وأبا الحُسين بْن بِشْران، وأبا الْفَضْلِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّمِيمِيُّ. وتفرّد بالرواية عَن التَّميميّ. وكان أحد قرّاء المواكب، ومن ذوي الهيئات النبلاء، وأرباب الديانات، وصحيح السِّماع. قَالَ ابن السّمعانيّ: ثنا عَنْهُ إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبو البركات الأَنْماطيّ، وعبد الخالق اليُوسُفيّ، وجماعة كبيرة. وسمعتُ بعض مشايخي يَقُولُ: إنّ الشّريف هبة اللَّه الْأَنْصَارِيّ كَانَ يأخذ عَلَى جزء الحفار دينارًا صحيحًا. وُلِد هبة الله في سنة اثنتين وأربعمائة، وتُوُفّي فِي الحادي والعشرين من ربيع الآخر. قلت: وروى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد الطُّوسيّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْعَبَّاس الحرّانيّ، وجماعة. وللسِّلَفيّ منه إجازة، ولكنّه ما درى بأنّ عنده مثل جزء الحفّار، ولا خَرَّج عَنْهُ شيئًا.
52-
هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هارون بْن مُحَمَّد. الأديب أبو غالب الهارونيّ التّانيّ الأصبهاني2. سمع من: جدّه هارون صاحب الطَّبَرانيّ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وقال: مات في رجب، وكان لَهُ حظٌّ وافر من الأدب، وإذا قرأ الحديث أطْرب.
1 السير "19/ 44، 45".
2 لم نقف عليه.
"حرف الياء":
53-
ياسين بْن سهل: أبو رَوْح القايَنِيّ الخشّاب الصُّوفيّ1 شيخ الصُّوفيّة ببيت المقدس طوف البلاد، وسمع، وأباه وأبا الحَسَن بْن الطّفّال، ورشأ بْن نظيف، وأبا الحَسَن بْن صخر، وطبقتهم.
روى عَنْهُ: هبة اللَّه بْن الأكفانيّ، وأبو المعالي مُحَمَّد بْن يحيى الْقُرَشِيّ، وإسماعيل بْن أَبِي سَعِد النَّيْسابوريّ، وابن السَّمَرْقَنْديّ، ويحيى بْن عَبْد الرَّحْمَن الطُّوسيّ. تُوُفّي في آخر السنة، وكان كبير القدر، زاهدًا. قال غيث الأرمنازي: تحدّث ياسين الصُّوفيّ، وكان عندهم محتشمًا مميَّزًا قدم علينا، ومات بالقدس في ذي الحجّة.
54-
يحيى بْن مُحَمَّد: أبو بَكْر بْن الفَرَضِيّ الدّاني النَّحْويّ2.
نزيل المَرِيّة. وكان رأسًا في العربيّة واللّغة. أخذ عَنْهُ: أبو الحَجّاج بْن سبعون، وأبو عبد الله بن سعيد ابن غلام الْقُرَشِيّ، وأبو بَكْر بْن خطاب، وجماعة. كان حيًّا في سنة إحدى هذه.
وفيات سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
55-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ بن طاوس بْن موسى: أبو البَرَكات المقرئ3.
ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ببغداد، وقرأ القراءات عَلَى أَبِي الحَسَن عَليّ بْن الحَسَن العطّار، وعلى: مُحَمَّد بْن عليّ بْن فارس الخيّاط.
وسمع: أبا عُبَيْد اللَّه الأزهريّ، وأبا طَالِب بْن بُكَيْر بْن غَيْلان، والعَتِيقيّ وجماعة. قدِم دمشق، سنة إحدى وخمسين وأربعمائة فسكنها، وسمع من: أَبِي القاسم الحِنّائيّ، وجماعة.
1 تاريخ دمشق "46/ 19، 20".
2 بغية الوعاة "2/ 344".
3 غاية النهاية "1/ 47".
وصنَّف في القراءات. وأقرأ النّاس. وكان إمامًا ماهرًا، مجوِّدًا، ثقة، ديِّنًا. روى عَنْهُ: الفقيه نَصْر المَقْدِسيّ وهو أكبر منه، وابنه هبة اللَّه بْن طاوس، والفقيه نَصْر اللَّه المصِّيصيّ، وحمزة بْن أحمد، وكردوس.
وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. وقرأ عَلَيْهِ ابنه.
56-
أحمد بن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن يوسف: أَبُو الحُسين البغداديّ1. قَالَ السّمعانيّ: شيخ ثقة، جليل القدر، خيّر، مرضيّ الطريقة، حَسَن السّيرة. سافر الكثير ووصل إلى الغرب. وسمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا عَمْرو بْن دُوَسْت، وأبا عليّ بْن شاذان، وأبا القاسم بْن بِشْران، وجماعة. وبمكة: أبا الحَسَن بْن صخر، وأبا نَصْر السِّجْزيّ؛ وبالرملة: مُحَمَّد بْن الحُسين بْن التّرجُمان؛ وبمصر: أبا الحَسَن بْن حِمِّصَة. روى عَنْهُ: بنوه عَبْد اللَّه، وعبد الخالق، وعبد الواحد، وأبو الفضل بْن ناصر، وأبو الفتح بْن البطّيّ، وشُهْدَة، وخطيب المَوْصِل، وآخرون. قَالَ ابن ناصر: كَانَ صالحًا ثقة. وقال عَبْد الخالق ابنه: حدَّثني أخي قَالَ: رأيتُ أَبِي في النّوم، فقلت: يا سيّدي، ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي. تُوُفّي فِي شَعْبان، وله إحدى وثمانون سنة.
57-
أحمد بن مسلم بن مُحَمَّد بْن عليّ: الشَّيْخ أبو منصور الشَّعيِريّ الأصبهاني2. قَالَ السِّلَفيّ: روى عَنْهُ عَبْد الواحد بْن أحمد الباطِرْقانيّ، وأبو نُعَيْم كَتْبنا عَنْهُ ومات في شوّال سنة اثنتين.
58-
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد: أَبُو القاسم الخليليّ الدُّهْقان3. حدَّثَ ببلْخ بمُسْنِد الهَيْثَم بْن كُلَيْب، عَنْ أَبِي القاسم الخُزاعيّ، عَنْهُ. وعاش مائة سنة وسنة، فإن أبا نَصْر اليُونَارتيّ قَالَ: سألته عَنْ مولده، فقال: في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة. وأنّه سمع من الخِزاعيّ لمّا قدِم عليهم بلخ في سنة ثمانٍ وأربعمائة.
1 السير "19/ 163، 164".
2 لم نقف عليه.
3 السير "19/ 73".
وقال السّمعانيّ: تُوُفّي في صَفَر. قلت: حدَّثَ عَنْهُ بالمُسْنِد أبو شجاع عُمَر البسْطانيّ، ومسعود بن مُحَمَّد الغانميّ، ومُحَمَّد بْن إسماعيل الفُضَيْليّ، واليُونارتيّ، وآخرون. قَالَ: وكان ثقة، صحيح السّماع. روى الشّمائل أيضًا.
59-
إِبْرَاهِيم بْن مسعود بْن محمود بْن سُبُكْتِكِين1: السّلطان أبو المظفّر. تُوُفّي بغَزْنَة في شوّال. وكان عادلًا، منصفًا، شجاعًا، جوادًا، منقادًا إلى الخير، محبوبًا إلى الرَّعيّة، واسع المملكة. عاش أكثر من سبعين سنة. وتُوُفّي في السَّلْطَنَة أكثر من أربعين سنة.
60-
أسعد بْن عليّ: أبو القاسم الزَّوْزَنيّ2، الشّاعر المشهور. تُوُفّي ليلة الأضحى بنَيْسابور. ذكره عَبْد الغافر فقال: شاعر عصره وواحد دهره في فنّه، وديوان شِعْره أكبر من أن يحصيه مجموع، وهو في الفضل ينبوع. لَهُ القصائد الفريدة قديمًا وحديثًا، والمعاني الغريبة. شاع ذِكْره، وسار في البلاد شْعره، ومدح عميد المُلْك الكُنْدُرِيّ وأركان دولة السّلطان طُغْرُلْبَك، ثمّ أركان الدولة الملكشاهيّة. وكان مَعَ ذَلِكَ سمع الحديث وكتبه.
61-
الأَطْهَرُ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن زيد3. الحسيني العلوي أبو الرضا ابن السّيّد الأجلّ الحافظ المعروف، مُسْنِد بغداد، نزيل سَمَرْقَنْد. كَانَ أبو الرِّضا يلقَّب بسيّد السّادات. ذكره عَبْد الغافر فقال: سيّد السّادات، الفائق حشمته ودولته ومالُه وجاهُه، مُطَّرِد العادات. وأبوه كان من الأفاضل السّادة وأكثرهم ثروة. وله السّماع العالي والتصانيف الحسان في الحديث والشِّعر وهذا النّحل السّريّ. ورد نَيْسابور بعد وفاة أَبِيهِ، وطلب ما كَانَ لَهُ من الودائع والبضائع، وأخذها وعاد. ولم يزل يعلو شأنُه ويرتفع إلى أنّ بلغت درجتُه المُلْك، وناصب الخان وباض شيطان الولاية في رأسه، وفرّخ.
وكان في نفسه وهمّته متكبّرًا أبلج. ما كَانَ همّته تسمح إلا بالملك، حتى سمعت
1 السير "19/ 156".
2 الأنساب "6/ 321".
3 لم نقف عليه.
أَنَّهُ أمر بضرب السُّكَّة عَلَى اسمه، ورتّب أُلُوفًا من الأعوان والشّاكريّة والأتباع. وكان يضبط الولاية ويجبي المال ويجمع ويفرّق، إلى أنّ انتهت أيّامه وامتلا صاعُ عُمره، واستعلى عَلَيْهِ من ناصَبَه، فسَعَى في دمه وقَدَّه1 نصفَيْن وعلّقه في السّوق، وأغار عَلَى أمواله وخَدمه، وسار حديثًا يُسْمَرُ بِهِ، ولم يبق منهم نافخٌ نار. قتل سنة اثنتين وتسعين.
62-
إِبْرَاهِيم بْن أَبِي نَصْر بْن إِبْرَاهِيم: أبو إِسْحَاق الأصبهاني الْبُخَارِيّ2، نزيل بَلْخ. شيخ صالح، تاجر متموّل. سمع من: منصور الكاغَديّ صاحب الهَيْثَم بْن كُلَيْب جزئين؛ وسمع من جماعة. تُوُفّي ببلْخ، حدَّثَ عَنْهُ: أبو شجاع عمر بن محمد البسطاني، وغيره. ورّخه السّمعانيّ.
"حرف الباء":
63-
بَرَكة بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه: أبو غالب الواسطيّ البزّار3. سمع: أبا القاسم بْن بِشْران، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بْن المَحَامليّ. روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأحمد بْن المقرئ، وهبة اللَّه بْن هلال الدّقّاق، وإسماعيل بْن الحافظ. وتُوُفّي في ذي الحجّة وله نيِّفٌ وثمانون سنة. وثّقه عَبْد الوهّاب.
64-
بَكْر بْن نَصْر بْن أحمد: أبو مُحَمَّد الْبُخَارِيّ الخيّاط4. شيخ صالح سمع ببُخَارى: عُمَر بْن منصور بْن خبّ؛ وبالرّيّ: عَبْد الكريم بْن أحمد الوزّان؛ وببغداد: أبا يَعْلَى بْن الفرّاء، وهناد بْن إِبْرَاهِيم، وطائفة. تُوُفّي ببخارى بعد هذه السنة أو فيها. روى عَنْهُ: عثمان بْن عليّ بْن البِيكَنْديّ، وصاعد بْن عَبْد الرَّحْمَن.
"حرف الحاء":
65-
الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن عليّ5: العلامة أبو علي ابن الشَّيْخ أَبِي جعفر الطُّوسيّ رأس الرّافضة. وُلِد ببغداد.
1 قده: قطعه.
2 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
3 المنتظم "9/ 110".
4 لم نقف عليه.
5 من رؤوس الشيعة.
وسمع من: أَبِي مُحَمَّد الخلّال، وأبي الطَّيِّب الطَّبَريّ. وأمَّ بالمشهد بالكوفة. روى عَنْهُ: عُمَر بْن مُحَمَّد النَّسَفيّ، وهبة اللَّه بْن السَّقَطيّ، وجماعة. بَقِيّ إلى هذه السّنة، وكان متديّنًا قاعر النَّسَب.
66-
الحُسين بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَلِيّ بْن أيّوب1: أبو عَبْد اللَّه العُكْبَريّ أحد الأذكياء النُّدمَاء. وُلِد سنة ثلاثٍ وأربعمائة. وسمع أحمد بْن عليّ بْن أيّوب العُكْبَريّ، وأبا الحُسين بْن بِشْران.
روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وعُمَر بْن ظفر، ومُحَمَّد بْن علي بْن هبة اللَّه بْن عَبْد السلام، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عطاف. ومات في رمضان. وقد أجاز للسِّلَفيّ، وذكره ولم يترجمْه ولا عَرَفَه.
67-
الحُسين بْن عَبْدُوس بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْدُوس2. أبو عَبْد اللَّه الهَمَذانيّ التّانيّ. روى عَنْ: أَبِي نَصْر الكسّار، ومُحَمَّد بْن عيسى، وحمد بْن سهل، ومنصور بْن ربيعة، وجماعة. قَالَ الحافظ شِيرُوَيْه: سَمِعْتُ منه: وكان صدوقًا. تُوُفّي في المحرَّم، ودفن بجنب والده.
"حرف الزاء":
68-
زيد بْن الْحَسَن بْن زَيْدُ بْن الْحَسَن بْن مُحَمَّد3: أبو مُحَمَّد بْن أميرك الحُسَينيّ الهَرَوِيّ الوضّاع الدّجّال. قَالَ السّمعانيّ: سافر إلى الشام، ومصر، والعراق، وفرّق حيَّاته وعقاربه بها، واختلق أربعين حديثًا تقشعرّ منها الْجُلُود. وكان يترك الجمعة فيما قِيلَ. وأكثر شيوخه مجاهيل. مات في ذي القعدة بنَيْسابور.
"حرف السين":
69-
سعْد بْن أحمد بْن مُحَمَّد. القاضي أبو القاسم النسوي4.
1 لم نقف عليه.
2 انظر السابق.
3 الميزان "2/ 17".
4 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 82".
سكن دمشق. حدَّثَ عَنْ: أَبِي الحَسَن بْن ضمر، وعبد الواحد بْن يوسف. وعنه: نَصْر اللَّه المصِّيصيّ، والخضر بْن عَبْدان، وأبو العشائر مُحَمَّد بن خليل الكردي. ولد سنة عشرين وأربعمائة. وقُتِل إلى رحمة اللَّه فيما قِيلَ يوم أخذت الفرنج البيت المقدس.
70-
سعْد بْن زيد بْن أَبِي نَصْر الهَرَوِيّ: عاش إلى هذه الحدود. وحدث عَنْ: عليّ بْن أَبِي طَالِب الخوارزمي.
"حرف الصاد":
71-
صاعد بْن سهل بْن بِشْر: أبو رَوْح الإسْفَرائينيّ1، ثمّ الدّمشقيّ. سمع: أبا القاسم الحِنّائيّ، وأبا بَكْر الخطيب، وغيرهما. وحدَّثَ. سمع منه: أبو مُحَمَّد، وأبو القاسم ابنا صابر. وتُوُفّي في الكهولة فِي رَمَضَان.
"حرف العين":
72-
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرّزّاق بْن عَبْد اللَّه بْن الحَسَن. أبو مُحَمَّد الكَلاعيّ الدّمشقيّ2. سمع: مُحَمَّد بْن عَوْف، ورشأ بْن نظيف، والعَتِيقيّ، وطبقتهم. قَالَ ابن عساكر: سمع منه خالي، وكان يكثر الرواية عَنْهُ لأجل خدمته بعض الْجُنْد. وثنا عَنْهُ أبو مُحَمَّد بْن صابر ووثَّقهُ.
73-
عَبْد الأعلى بْن عَبْد الواحد3: أبو عطاء بْن أَبِي عُمَر المَلِيحيّ الهَرَوِيّ. تُوُفّي في هذه السنة في رمضانها. روى عن: القاضي أبي عمر محمد بْن الحُسين البسْطاميّ، وإسماعيل بْن إِبْرَاهِيم المقرئ السَّرْخَسيّ، مصنف كتاب درجات التّائبين، والقاضي أَبِي منصور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْأَزْدِيّ. وعنه: عليّ بْن حمزة المُوسَويّ، وأبو النَّضْر عَبْد الرَّحْمَن الفامي، وأبو صالح
1 السابق "6/ 262".
2 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
3 الأنساب "11/ 476".
ذَكْوان بْن سيّار، وابن أخته مُحَمَّد بْن المفضل بْن سيّار، وعبد الرَّحْمَن بْن عَبْد الرحيم الدّارميّ، وعبد السّلام بْن مُحَمَّد المؤدّب، وأهل هَرَاة. وعاش نحوًا من تسعين سنة، فإن مولده في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمائة.
74-
عَبْد الباقي بْن يوسف بْن عليّ بْن صالح بْن عَبْد المُلْك بْن هارون1. أبو تراب المراغي التَّبْرِيزيّ. نزيل نَيْسابور. ذكره السّمعانيّ فقال: الْإِمَام، عديم النظير في فنّه، بهيّ المنظر، سُلَيْم النّفس، عاملٌ بعِلْمه، حَسَن الخُلُق، نفّاع للخَلق، فقيه النّفس، قويّ الحِفْظ. تفقّه ببغداد عَلَى القاضي أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ. وسمع أبا القاسم بْن بِشْران، وأبا عليّ بْن شاذان، وجماعة. وبأصبهان: أبا طاهر بْن عَبْد الرحيّم؛ وبالرَّيّ ونيسابور. روى عَنْهُ: عُمَر بْن سهل الدّامغانيّ، وأبو عثمان العصائديّ، وزاهر الشّحّاميّ، وابنه عَبْد الخالق بْن زاهر، وآخرون. وقرأت بخط أبي جعفر محمد بن أبي علي بهمذان قَالَ: سَمِعْتُ أبا بَكْر مُحَمَّد بْن أحمد البسطامي غيره يَقُولُ: كنّا عند الْإِمَام أَبِي تراب المراغيّ حين دخل عَلَيْهِ عَبْد الصَّمد، ومعه المنشور بقضاء همذان، فقال أبو تراب، وصلّى ركعتين، وأقبل علينا وقال: أَنَا بانتظار المنشور من اللَّه تعالى عَلَى يد عبده مَلَك الموت، وقدومي عَلَى الآخرة، أَنَا بهذا المنشور أَلْيَق من منشور القضاء. ثمّ قال: قعودي في هذا المسجد ساعة على القلب، أحب إليَّ من أنّ أكون ملك العراقين. ومسألة في الفقه يستفيدها منّي طالبٌ عالِم أحب إليَّ من عمل الثَّقَلْين2. سألت إسماعيل الحافظ عَنْ أَبِي تراب المراغي فقال: كَانَ مفتي نَيْسابور. أفتى سنين عَلَى مذهب الشّافعيّ، وكان حَسَن الهيئة، بهيًّا، عالمًا. وقيل: ولد سنة إحدى وأربعمائة، وتوفي في رابع ذي القعدة. وقيل: عاش ثلاثًا وتسعين سنة.
75-
عَبْد الجليل الرّازيّ3: الزّاهد القدوة. ممّن قتل بالقدس يوم أخذها.
76-
عَبْد العزيز: أخو أَبِي نَصْر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عليّ الزَّيْنَبيّ4.
1 السير "19/ 170، 171".
2 المنتظم "9/ 110، 111".
3، 4 لم نقف عليه.
حدث عن: أبي الحسن بْن أحمد الحمّاميّ بشيء يسير. ويُعرف بالشريف أَبِي الهيجاء. مات في المحرَّم. روى عَنْهُ: ابن المظفر الغادنيّ.
77-
عَبْد الكريم بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن خُشْنَام: أبو نَصْر الخُشْناميّ1 تُوُفّي في ذي القعدة بنَيْسابور. سمع أبا بَكْر الحِيّريّ. وعنه: عَبْد اللَّه بْن الفُرَاويّ، وعُمَر بْن أَحْمَد الصّفّار، وعبد الخالق بْن زاهر.
78-
عليّ بْن الحَسَن بْن الحُسين بْن مُحَمَّد2: القاضي أبو الحُسين المَوْصِليّ الأصل، الْمَصْرِيّ، الفقيه الشّافعيّ المعروف بالخِلْعيّ. وُلِد بمصر في أول سنة خمسٍ وأربعمائة. وسمع: أبا مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر النّحّاس، وأبا الحَسَن أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحاجّ الإشبيليّ، وأبا الحَسَن الخصيب بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد القاضي، وأبا سعْد أحمد بْن مُحَمَّد المالينيّ، وأبا العبّاس بْن منير بْن أحمد بْن الخشّاب، وأبا مُحَمَّد إسماعيل بْن رجاء الأديب، والحَسَن بْن جعفر الكِلَليّ، وأبا عَبْد اللَّه بْن نظيف الفرّاء، وجماعة. وكان مُسْنِد ديار مصر. رَوَى عَنْهُ: الحَمِيدِيُّ، وَمَاتَ قَبْلَهُ بِمُدَّةٍ، فَقَالَ فِي تَارِيخِهِ: أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَنَا ابْنُ الْحَاجِّ، أَنَا غُنْدَرٌ: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا أَبُو نُوَاسٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، مرفوعًا:"لا يموتن أحدكن حتى يحسن الله". الْحَدِيثَ. روى عَنْهُ: أبو عليّ بْن سكرة، وأبو الفضل بْن طاهر المَقْدِسيّ، وأبو الفتح سلطان بْن إِبْرَاهِيم الفقيه، وسليمان بْن مُحَمَّد بن أبي دَاوُد الفارسيّ، وعليّ بْن مُحَمَّد بْن سلامة الرَّوِحاني، وعبد الكريم بْن سَوَّار التِّكَكيّ، وعبد الحقّ بْن أحمد البايناسيّ الكاتب، ومُحَمَّد بْن حمزة العِرْقيّ اللُّغَويّ. وبقي إلى سنة {....} 3 وخمسين، وطائفة سواهم. وآخر من حدَّثَ عَنْهُ عَبْد اللَّه بْن رفاعة السَّعْديّ خادمه. وقال فيه ابن سكرة: ففيه لَهُ تصانيف، ولي القضاء وحكم يومًا واحدًا واستعفى وانزوى بالقرافة. وكان مُسْنِد مصر بعد الحبّال. وقال الفقيه أبو بَكْر بْن العربيّ: شيخ معتزل في القرافة، لَهُ عُلُوٌّ في الرّواية، وعنده فوائد. وقد حدَّثَ عَنْهُ: أبو عبد الله الحميدي، وكنى عنه
1 لم نقف عليه.
2 السير "19، 74، 75".
3 بياض في الأصل.
بالقرافيّ. وقال غيره: كَانَ يبيع الخِلَع لملوك مصر. قَالَ ابن الأَنْماطيّ: سَمِعْتُ أبا صادق عَبْد الحقّ بْن هبة اللَّه القضاعيّ المحدث بمصر: سَمِعْتُ العالم الزّاهد أبا الحَسَن عليّ بْن إبراهيم ابن بِنْت أَبِي سعْد يَقُولُ: كَانَ القاضي أبو الحسن الخلعي يحكم بين الجن، وأنهم أبطأوا عَلَيْهِ قدر جُمعة، ثمّ أتوه وقالوا: كَانَ في بيتك شيء من هذا الأُتْرُجّ، ونحن لا ندخل مكانًا يكون فيه.
قَالَ المحدث أبو الميمون عَبْد الوهّاب بْن وردان، فيما حكى عَنْ والده أَبِي الفضل، قَالَ: حدَّثني بعض المشايخ، عن أبي الفضل الجوهري ابن الواعظ قَالَ: كنت أتردّد إلى الخِلَعيّ، فقمت في ليلة مُقْمرة ظننت أنّ الفجر قد طلع، فلما جئت بباب مسجده وجدت فَرَسًا حَسَنَة عَلَى بابه، فصعدت، فوجدت بين يديه شابًا لم أر أحسن منه، يقرأ القرآن، فجلست أسمع، إلى أن قرأ جزءًا، ثم قان للشيخ: آجرك اللَّه. فقال لَهُ: نفعك اللَّه. ثمّ نزل، فنزلت خلفه من علو المسجد، فلمّا استوى عَلَى الفرس طارت بِهِ، فغشي عليَّ من الرُّعْب، والقاضي يصيح بي: اصْعَدْ يا أبا الفضل. فصعدت، فقال: هذا من مؤمني الجنّ الذين آمنوا بنصيبين، وإنّه يأتي في الأسبوع مرةً يقرأ جزءًا ويمضي1. قَالَ ابن الأَنْماطيّ: قبر الخِلَعيّ بالقرافة، يُعرف بقبر قاضي الجن والإنس، ويُعرف بإجابة الدّعاء عنده2. وسألت شجاعًا المُدْلجيّ وغيره من شيوخنا عَن الخِلَعيّ، نسبة إلى أيّ شيء؟ فما أخبرني أحدٌ شيء.
وسألت السديد الرَّبَعِيّ، وكان عارفًا بأخبار المصريين وكان معدّلًا، فقال: كَانَ أَبُوهُ يُزار، وكانت أمراء المصريّين وأهل القصر يشترون الخِلَع من عنده. وكان يتصدق بثُلُث مَكْسَبه. وذكر ابن رفاعة أَنَّهُ سمع من الحبّال، وأنّه أتى إلى الخِلَعيّ، فطرده مدّة. وكان بينهما شيء أظن من جهة الاعتقاد. وكان أبو الحَسَن عليّ بْن أحمد العابد: سَمِعْتُ الشَّيْخ ابن بَخِيسَاه قَالَ: ندخل عَلَى القاضي أَبِي الحَسَن الخِلَعيّ في مجلسه، فنجده في الشتاء والصَّيف وعليه قميص واحد، فسألته عَنْ ذَلِكَ، وقلت: يا سيدنا، إنّا لنُكْثِر من الثّياب في هذه الأيّام، وما يُغْني ذَلِكَ عنّا من شدّة البرد، ونراك عَلَى حالةٍ واحدة في الشّتاء والصيف لا يرتدّ عَلَى قميص واحد، فبالله يا سيدي أخبرني.
1 "خبر ضعيف": السير "19/ 76" فيه جهالة أحد الرواة.
2 هذا مما لا أساس له من الصحة.
فتغيرّ وجهه ودَمَعَتْ عيناه، ثمّ قَالَ: أتكتم عليَّ ما أقول؟ قلت: نعم. فقال: غشِيَتْني حُمّاه يومًا، فنمت في تِلْكَ الليلة، فهتف بي هاتف، فناداني باسمي، فقلت: لبيك داعيَ اللَّه. فقال: لا. قل: لَبَّيْك رَبّيَ اللَّه. مَا تجد من الألم؟ فقلت: إلهي وسيّدي، قد أَخَذَتْ منّي الحُمّى ما قد علمت. فقال: قد أمرتها أنّ تُقْلِع عنك. فقلت: إلهي والبرد أيضًا. فقال: قد أمرت البرد أيضًا أنّ يُقْلع عنك، فلا تجد ألم البرد ولا الحَرّ. قَالَ: فوالله ما أحسّ ما أنتم منه من الحر ولا من البرد. قَالَ ابن الأكفانيّ: تُوُفّي بمصر في السادس والعشرين من ذي الحجة.
79-
علي بن الحسين بن علي بْن أيّوب: البغداديّ البزّاز1. كَانَ يسكن باب المراتب. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ من خيار البغداديّين ومميَّزيهم، ومن بيت الصَّوْن، والعفاف، والنزاهة، والثّقة، والدّيانة. سمع أبا عليّ بْن شاذان، وأبا القاسم الحرفي، وعبد الغفار بْن مُحَمَّد المؤدِّب، وغيرهم. سأله أبو محمد السَّمَرْقَنْديّ عن مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. روى عَنْهُ: إسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، والفضل بْن ناصر، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأبو الفتح بْن البطّيّ، وشُهْدَة. وآخر من حدث عَنْهُ أبو الفضل خطيب المَوْصِل. تُوُفّي يوم عَرَفَة يوم الخميس، ودُفن ليومه. ومولده سنة 411. قَالَ شجاع الذُّهْليّ: صحيح السَّماع، ثقة. وقال ابن العربيّ: ثقة عدْل.
80-
عليّ بْن الفضيل بْن عَبْد الرّزّاق: القاضي أبو طاهر اليَزْديّ الأصبهاني2. روى عن: أبي بكر بن أبي علي الذكواني، والجمال، وأبي حفص الزعفراني. روى عنه: السلفي، وقال: تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وسمعته يَقُولُ: ولدت سنة سبعٍ وأربعمائة.
81-
عليّ بْن مُحَمَّد: أبو الحَسَن النَّيْسابوريّ3 المطرز، الزّاهد، العابد، الفقيه، ذكره عَبْد الغافر فقال: عديم النظير في زهده، وتُوُفّي في عاشر صفر وولد سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة. ولم يذكر له رواية.
1 السير "19/ 145، 146".
2 لم نقف عليه.
3 انظر السابق.
"حرف الغين":
82-
الغضنفر بْن فارس بْن حَسَن: أبو الوحش البلخي1، ثم الدمشقي البتلهي. سمع: ابن سلوان، وأبا القاسم السُّمَيْساطيّ. وعنه: أبو مُحَمَّد بْن صابر.
"حرف الفاء":
83-
فضلان بْن عثمان بْن مُحَمَّد بْن هُدْبَة بْن خَالِد بْن قيس بْن ثوبان2، وليس هُدْبَة بهدبة بْن خَالِد بْن الأسود صاحب حمّاد بْن سَلَمَة. أبو أحمد القَيْسيّ الأصبهاني. روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي بَكْر بن أبي علي، وعلي بن عبد كويه، وعبد الواحد الباطرقاني. وعنه السلفي، وقال: مات في ربيع الأوَّل. وكان أَبُوهُ عثمان من طلبة الحديث.
"حرف الكاف":
84-
كامل بْن ديسم بْن مجاهد: أبو الحَسَن العسقلاني3، الفقيه المعروف بالمقدسيّ. سمع: مُحَمَّد بْن الحُسين بْن التّرجُمان، وأبا نَصْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الهارونيّ، وعليّ بْن صالح العسقلانيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: ابنه أبو الحُسين، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وغيرهما. قتلته الفرنج يوم دخولهم القدس وهو يصلّي، رحمه الله.
"حرف الميم":
85-
المبارك عليّ بْن الحَسَن: أبو سعْد الْبَصْرِيّ البزّاز4، ويسمّى أيضًا: عليًّا. سمع: عَبْد المُلْك بْن بِشْران. روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وغيره.
86-
المبارك بْن مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه: أبو الحُسين بن السوادي الواسطي الفقيه5. نزيل نيسابور.
1 لم نقف عليه.
2 لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 لم نقف عليه.
5 السير "19/ 212، 213".
قَالَ السّمعانيّ: شيخ كبير فاضل، من أركان الفُقَهاء المكثِرين، الحافظين للمذهب والخلاف. تفقَّه بواسط، وقدم بغداد، فتفقَّه عَلَى القاضي أَبِي الطَّيِّب. وكان قويّ المناظرة، ينقل طريقة العراقيّين. درّس بالمدرسة الشّطبيّة بنَيْسابور، وكان متجملًّا قانعًا. وقد سمع الحديث بواسط، والبصرة، وبغداد، ومصر. وأضرّ في آخر عمره، وسُرِقت أصوله. سمع: أبا عليّ بْن شاذان، وأبا عَبْد اللَّه بْن نظيف. روى عَنْهُ: طاهر بْن مَهْديّ الطَّبَريّ بمرو، إسماعيل الحافظ بأصبهان وشافع بْن عليّ بنَيْسابور. وكان يُلْقي الدّرس فتُوُفّي فجأةً فِي ربيع الآخر، وله سبْعٌ وثمانون سنة. وقال السّمعانيّ فيما انتخب لولده: إمامٌ فاضل، ومُفت مُصلب، عديم النظير، وورِع، حَسَن السّيرة، متجمّل، قانع بقليل من التّجارة. ثنا عنه عبد الخالق بن زاهر، وعمران الصّفّار، وجماعة.
87-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَلِيّ1: أَبُو بَكْر الطُّوسيّ، الصُّوفيّ المقرئ، إمام صخرة بيت المقدس. روى عن عمر أحمد الواسطي. وعنه: أبو القاسم محمد بْن السَّمَرْقَنْديّ. قتلته الفرنج في شَعْبان فيمن قتلوا.
88-
مُحَمَّد بْن سليمان بْن لوبا: البغداديّ2. سمع: عَبْد المُلْك بْن بِشْران.
89-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن عُبَيْد اللَّه بْن بُرْدَة3: القاضي أبو طاهر الفَزَاريّ، قاضي شيراز.
حدَّثَ بأصبهان عَنْ: أَبِي بكر مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن اللَّيْث الصفار، وجماعة.
روى عَنْهُ: السِّلَفيّ وقال: تُوُفّي في صَفَر بشيراز.
90-
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حسين أبو سعْد ابن المؤذِّن الشِّيرازيّ ثمّ البغداديّ روى عَنْ أَبِي عليّ بْن دوما، وبِشْر بْن الفاتنيّ روى عَنْهُ: المبارك بْن المبارك بن السراج.
91-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الواحد بْن جعفر4. أبو غالب بن الصباغ
1 لم نقف عليه.
2 انظر السابق.
3 لم نقف عليه.
4 لا بأس به.
البغداديّ. سمع من: أَبِي الحَسَن أَحْمَد بْن محمد الزعفراني، وأحمد بن محمد بن قفرجل، وأبي إِسْحَاق البَرْمكيّ. وتفقّه عَلَى ابن عمه القاضي أبي النصر بْن الصّبّاغ. روى عَنْهُ: ابنه أبو المظفّر عَبْد الواحد، وهزارست الهَرَوِيّ. ومات في شَعْبان، وقد شهد عنه قاضي القضاة أَبِي عَبْد اللَّه الدّامغانيّ وقبله.
92-
مجد المُلْك1: أبو الفضل البلاشانيّ الوزير، واسمه أسعد بْن موسى. وَزَرَ للسلطان بَركيَارُوق. من أولاد الكُتّاب، فيه دين خير وقلّة ظُلْم وعدم سفْكٍ للدّماء. عاش إحدى وخمسين سنة. تقدّم في الدّولة الملكشاهيّة، وعظُم محلُّه، وصار يعتضد بالباطنية في مقاصده، فقيل: إنّه وضع باطنيا عَلَى قتل الأمير بُرسْقُ سنة تسعين، واتهمه أولاده بذلك، ونفرت الأُمراء منه، واختلفوا عَلَى بَركيَارُوق، وصعدوا فوق تلٍّ، وهم طُغْرُلْ، وأمير آخر، وبنو بُرْسُق، وراسلوا السلطان في أن يسلّمه إليهم فمنعهم سنةً ثمّ اضطرّ إلى أن يسلّمه إليهم واستوثق منهم بالأَيْمان، عَلَى أن يحبسوه؛ لأنّه كَانَ عزيزًا عَلَيْهِ، فلمّا توثّق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتّى قتلوه، سامحه اللَّه. وكان شيعيًّا قد أعدّ كَفَنَه فيه تربة وسعْفَة، فلمّا أُحضر بين يديه تفكّر وقال: ما أصنع بهذا؟ ومن يحفظه، واللَّه ما أبقى إلّا لقًا وطريحًا. فأنطقه اللَّه. بما يصير وأحس قلبه. وكان لَهُ وردٌ باللّيل يقومه، ولا يتعاطى مُسْكِرًا، ومولاته دارّة عَلَى العلويّين. قتلوه في ثاني عشر رمضان بطَرَف خُراسان.
93-
مُحَمَّد بْن الفَرَج بْن منصور بْن إِبْرَاهِيم2: أبو الغنائم الفارقيّ الفقيه. قدِم بغداد مَعَ أَبِيهِ سنة نيفٍ وأربعين. فسمع من: عَبْد العزيز الأَزَجيّ، وأبي إِسْحَاق البَرْمكيّ؛ وتفقّه عَلَى الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق، وبرع في المذهب، وعاد إلى ديار بَكْر، ثمّ قدِم بعد حين، وحدَّثَ ودرس. ثمّ عاد فسكن جزيرة ابن عُمَر. روى عَنْهُ: أبو الفتح بْن البطي. توفي في مستهل شَعْبان سنة اثنتين وتسعين. وكان موصوفًا بالزهد والورع.
94-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عليّ: أبو بَكْر الشِّبْليّ3 القصّار المدبر. شيخ مسند من أهل البصرة. وسمع: أبا القاسم الحرفيّ، وأبا عليّ بن شاذان، وأبا
1 انظر السابق.
2 السير "19/ 180".
3 الأنساب "7/ 281".
بَكْر البَرْقانيّ. وعنه: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، والمبارك بْن أحمد الكِنْديّ. تُوُفّي في ثامن عشر صَفَر. قَالَ الأَنْماطيّ: كَانَ رجلًا ثقة، خيّرًا.
95-
مقرّن بْن عليّ بْن مقرّن: العلّامة أبو القاسم الأصبهاني الحنفيّ1. من أعيان المناظرين. روى عَنْ: ابن رندة، وغيره. حدَّثَ عَنْهُ: السِّلَفيّ، وقال: تُوُفّي في صَفَر سنة اثنتين.
96-
مكّيّ بْن عَبْد السّلام بْن الحسين بْن القاسم: أبو القاسم بن الرُّمَيْليّ2، المقدسيّ الحافظ. قَالَ السّمعانيّ: أحد الجوّالين في الآفاق.
وكان كثير النَّصَب والسَّهَر، والتِّعَب تغرّب، وطلب، وجمع، وكان ثقة، متحرِّيا، ورِعًا، ضابطًا. شرع في "تاريخ بيت المقدس وفضائله" جمع فيه شيئًا وحدَّث باليسير؛ لأنّه قُتِل قبل الشيخوخة. سمع بالقدس: مُحَمَّد بْن يحيى بْن سلْوان المازنيّ، وأبا عثمان بْن ورقاء، وعبد العزيز بْن أحمد النَّصِيبيّ. وبمصر: عَبْد الباقي بْن فارس، وعبد العزيز بْن الحَسَن الضّرّاب. وبدمشق: أبا القاسم إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد الحِنّائيّ، وعليّ بْن الخضر. وبعسقلان: أحمد بْن الحُسين الشّمّاع. وبصور: أبا بَكْر الخطيب، وعبد الرَّحْمَن بْن عليّ الكامليّ. وبأطْرابُلُس: الحُسين بْن أحمد. وببغداد: أبا جعفر بن المسلمة، وعبد الصَّمد بْن المأمون، وطبقتهما. وسمع بالبصرة، والكوفة، وواسط، وتكريت، والموصل، وآمِد، وميّافارِقين. سمع منه: هبة اللَّه الشِّيرازيّ، وعُمَر الرُّؤاسيّ. وروى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد المهرجانيّ، بمَرْو، وأبو سعْد عمّار بْن طاهر التّاجر بهمذان، وإسماعيل بن السمرقندي بمدينة السلام، وجمال الإسلام، والسُّلَميّ، وحمزة بْن كَرَوَّس، وغالب بْن أحمد بدمشق. وُلِد يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين.
1 لم نقف عليه.
2 السير "19/ 178، 179".
قال السمعاني: أَنَا عمّار بهمذان: ثنا مكّيّ الرُّمَيْليّ ببيت المقدس، ثنا موسى بْن الحُسين: حدَّثني رَجُل كَانَ يؤذّن في مسجد الخليل عليه السلام قَالَ: كنت أُؤَذّن الأَذَان الصّحيح، حتّى جاء أمير من المصريين، فألزمني بأنْ أؤذّن الأذان الفاسد، فأذّنت كما أمرني، ونمت تِلْكَ الليلة، فرأيت كأنّي أذَّنت كما أمرني الأمير، فرأيت عَلَى باب القبة الّتي فيها قبر الخليل عليه السلام رجلًا شيخًا قائمًا، وهو يستمع أذاني. فلمّا قلت: مُحَمَّد وعليّ خير البشر، قَالَ لي: كذبت، لعنك اللَّه.
فجئت إلى رَجُل آخر غريب صالح فقلت: ما تحتشم من اللَّه تلعن رجلًا مسلمًا. فقال لي: واللَّه ما أَنَا لعنتك إِبْرَاهِيم الخليل لعنك1.
قَالَ ابن النجار: مكي بن عَبْد السّلام الْأَنْصَارِيّ المقدسيّ من الحفاظ، رحل وحصّل، وكان مفتيا عَلَى مذهب الشّافعيّ. سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن سلْوان. قَالَ المؤتمن: السّاجيّ: كانت الفتاوى تجيئه من مصر، والسّاحل، ودمشق. وقال أبو البركات السَّقَطيّ: جمعت بيني وبينه رحلةُ البصرة، وواسط. وقد عرّض نفسه ليخرج "تاريخ بيت المقدس"، ولما أخذ الفرنجي القدس، وقبض عليه أسيرًا، ونودي عَلَيْهِ في البلاد ليُفْتَدَى بألف مثقال، لمّا علموا أَنَّهُ من علماء المسلمين، فلم يَفْتَدِه أحدٌ، فقُتِل بظاهر باب أنطاكية، رحمه الله. وكان صدوقًا، متحريًّا، ثبتًا، كاد أنّ يكون حافظًا. وقال مكّيّ: ولدت يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وقال غَيْث الأرمنازيّ: حدَّثني مُحَمَّد بْن خَلَف الرَّمْليّ قَالَ: قُتِل مكّيّ بْن عَبْد السّلام، قَتَلَتْه الإفرنج بالحجارة في ثاني عشر سنة اثنتين وتسعين عند النزول، وكنت معهم إذا ذاك مأسورًا.
97-
مقرّن بن عليّ بْن مقرّن بْن عَبْد العزيز: أبو القاسم الحنفيّ الفقيه2. أحد أعيان فقهاء إصبهان. روى عَنْ: ابن رندة. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وقال: تُوُفّي في صفر.
1 "خبر ضعيف": فيه جهالة أحد الرواة.
2 سبقت الترجمة له.
"حرف النون":
98-
نجاح بْن عليّ بْن زقاقيم: أبو القاسم البغداديّ الطّحّان1. سمع: أبا عليّ بْن شاذان. وعنه: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ. تُوُفّي في ربيع الآخر.
99-
نَصْر بْن أحمد بْن الفتح: أبو القاسم الهَمَذانيّ المؤدِّب2. قدِم دمشق وسمع: أبا عَبْد اللَّه بْن سلْوان، ورشأ بْن نظيف، وجماعة. قَالَ ابن عساكر: ثنا عَنْهُ محفوظ بْن الحَسَن بْن صَصَرَى، وأبو القاسم بْن عَبْدان، وعبد الرَّحْمَن الدّارانيّ.
"حرف الهاء":
100-
هبة اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد السّميع3. أبو تمام الهاشْميّ. أحد الأشراف ببغداد. سمع: أبا الحَسَن بْن مَخْلَد. والبزّار. روى عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وأبو بَكْر بْن الزّاغُونيّ.
"حرف الياء":
101-
يوسف بْن إِبْرَاهِيم: أبو الفتح الزّنْجانيّ الصُّوفيّ. ممّن قُتِل بالقدس.
102-
يوسف بْن عليّ: أبو الحَجّاج بن الملجوم الْأَزْدِيّ الفاسيّ أحد الأعلام. تفقّه بأبيه، وولي قضاء الجماعة لابن تاشَفين وغزا معه مرّات. وكان رأسًا في الفقه والحديث والآداب. روى عَنْهُ: ابنه أبو موسى تُوُفّي في ذي الحجة.
وفيات سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
103-
أحمد بن الحسن بن الحسين بْن كيلان: أبو بَكْر البغداديّ المقرئ الخبّاز4. سمع: أبا القاسم الحرفي. روى عنه.
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به.
3 انظر السابق.
4 لم نقف عليه.
104-
أَحْمَد بْن عَبْد الوهّاب: أبو مَنْصُور الشِّيرازيّ الواعظ1 الشّافعيّ الفقيه المغسّل، نزيل بغداد. تفقّه عَلَى: أَبِي إِسْحَاق. وسمع من: أحمد بْن مُحَمَّد الزَّعْفرانيّ، وأبي مُحَمَّد الجوهريّ. سمع منه: ابن طاهر، وعبد اللَّه بْن أحمد بْن السَّمَرْقَنْديّ. ذكره ابن الصّلاح في "طبقات الشّافعيّة".
105-
أحمد بْن سليمان بْن خَلَف بْن سعْد بْن أيّوب بْن أيّوب2: الأستاذ أبو القاسم بن القاضي أَبِي الوليد الباجيّ. سكن سَرَقُسْطَة وغيرها. وروى عَنْ أَبِيهِ مُعْظَم عِلْمُه، وخلفه في حلقته بعد وفاته. وأخذ عَنْ: حاتم بن محمد، وابن جيان، ومحمد بن عتاب ومعاوية بن محمد العقيلي، ويوسف بن الفرج. وغلب عليه علم الأصول والنظر. وله تصانيف تدل على حذقه وتوسعه في المعارف. وله كتاب "العقيدة في المذاهب السديدة"، ورسالة "الاستعداد للخلاص من المعاد". وكان غاية في الورع، معدودا في الأذكياء. توفي بجدة بعد منصرفه. ودخل بغداد ولم يقم بها. وتحول منها إلى البحرين، وإلى اليمن، وأجاز للقاضي عياض. وقال ابن بشكوال: أَخْبَرَنَا عَنْهُ غير وأحد من شيوخنا، ووصفوه بالنّباهة والجلالة. وكان من كبار المالكيّة. وقال القاضي عِيَاض: خَلَف أَبَاهُ في الحلقة، وكان حافظًا للخلاف والمناظرة، أديبًا، ناظمًا، ورعًا، تخلى عَنْ تَرِكَة أَبِيهِ لقبوله جوائز السّلطان، وكانت وافرة. وخرج عَنْ جميعها، حتّى احتاج بعد ذَلِكَ رحمه الله.
106-
أَحْمَد بْن عُمَر بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن محمود بْن علّكان: الفقيه أبو بَكْر الهَمَذانيّ الشروطيّ3 البيّع. ويُعرف بابن المحتسب. روى عَنْ: عَبْد اللَّه بْن عبدان، وأبي عبد الله التوثي، وأبي سعد بن زيرك، وحمد بن المأمون، وبندار بن الحسين الزاهد، وأبي عبد الله بن خرجة النهاوندي، وغيرهم. قال شيرويه: إنه سمع منه، وإنّه كَانَ صدوقًا صالحًا، مثابرًا للمتعلّمين. تُوُفّي في رمضان. قلت: روى عَنْهُ شهردار بْن شِيرُوَيْه كتاب "الألقاب" لأبي بَكْر الشيرازي، وقد وقع لنا.
1 لا بأس به، في عداد المستورين.
2 الصلة "1/ 71".
3 لَا بأس به.
107-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن سميكة. البغداديّ1: أحد وكلاء الخليفة. روى عن: أبي علي بن شاذان. روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وغيره. مات فِي شوّال.
108-
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بن يوسف بن دينار: أبو طالب الكندلاني2. وكندلان من قرى إصبهان. روى عَنْ: أبي بكر بن أبي علي المعدل، وغلام محسن، والجمال.
روى عنه: السلفي، وغيره. وقيل: إنه سمّع لنفسه في شيء. قَالَ السِّلَفيّ: سَمِعْتُهُ يقول: ولدت سنة اثنتين وأربعمائة. ونا عَن النّقّاش. قَالَ السّمعانيّ: نا عَنْهُ مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد المَغَازليّ.
109-
أحمد بْن محمد: أبوالقاسم الأصبهاني الباغبان3. والد أَبِي الخير. وأبي بَكْر. حدَّثَ عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مَنْدَهْ. ومات كهْلًا.
110-
إِبْرَاهِيم بْن يحيى: أبو إسحاق التجيبي الطليطلي4، النقاش. المعروف بابن الزرقالة. كان واحد عصره في علم العدد والرصد، وعلل الأزياج. لم تخرج الأندلس أحدًا مثله، مع ثقوب الذهن والبراعة في عمل الآلات النجومية. وله رصد بقرطبة. وتوفى في ذي الحجّة.
111-
إسماعيل بْن إِبْرَاهِيم بْن عُبَيْد اللَّه: أبو الفَرَج البَردِيّ5. سمع: الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسْنَوَيْه. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وقال: مات في شَعْبان سنة 493.
112-
أحمد بْن عَبْد الرحيم بْن القاضي: أبو نَصْر الْبُخَارِيّ الحمّال الواعظ6. سمع: أَبَاهُ، وأحمد بْن القاسم، وطاهر بْن حسين المطَّوِّعيّ. وأملى مدّة. وُلِد سنة أربع عشر.
1 لم نقف عليه.
2 الأنساب "10/ 485".
3 المنتظم "9/ 114".
4، 5 لم نقف عليه.
6 تأتي ترجمته.
حدَّثَ عَنْهُ: عثمان بْن عليّ البِيكَنْديّ، ومُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر السِّنْجيّ، وعُمَر بْن أَبِي بَكْر الصّابونيّ، وأبو رجاء مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الْبُخَارِيّ.
"حرف الباء":
113-
بُرَيْدَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُرَيْدَةَ: أبو سهل الأسْلَميّ المَرْوَزِيّ1. سمع: إسماعيل بْن يَنال المحبوبيّ صاحب مُحَمَّد بْن أحمد بْن محبوب ومولاه، وأبا بَكْر مُحَمَّد الحَسَن بْن عبوَيْه. قَالَ ابن السّمعانيّ: هُوَ الشَّيْخ الصّالح بُرَيْدَةُ بْن مُحَمَّد بْن بُرَيْدَةَ بْن مُحَمَّد بْن بُرَيْدَةَ بْن أحمد بْن عَبَّاس بْن خَلَف بْن بُرْد بْن سرجس بْن عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَةَ بْن الخصيب، كَانَ صالحًا جميل الأمر، فقيه أهل بيته. تُوُفّي في ذي الحجة، كان مولده في سنة ثمان وأربعمائة، روى لنا عَنْهُ: مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر السِّنْجيّ، وجماعة.
"حرف الثاء":
114-
ثابت بْن رَوْح بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد: أبو الفتح الرَّارَانّي الأصبهاني2، جدّ خليل بْن أَبِي الرجاء. سمع: أبا بَكْر بْن رنْدة، وأبا طاهر بن عَبْد الرحيم. روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طاهر المَقْدِسيّ، وأبو عامر العبْدريّ، والسِّلَفيّ. صوفي كبير.
"حرف الجيم":
115-
جعفر بْن مُحَمَّد بْن الفضل: أبو طاهر الْقُرَشِيّ العَبَّادانيّ الْبَصْرِيّ3. حدَّثَ عَنْ أَبِي عُمَر الهاشمي بأجزاء من "مُسْنِد" عليّ بن إبراهيم المادرائي، وشيء من إملاء أَبِي عُمَر الهاشْميّ، وغير ذَلِكَ. روى عَنْهُ: أبو غالب مُحَمَّد بْن أَبِي الحَسَن الماوردي، وعلي بن عبد الله الواعظ، وطلحة بْن عليّ المالكيّ، وعبد اللَّه بن علي الطامذي، ومحمد بن طاهر
1 لا بأس به.
2 الأنساب "6/ 39".
3 السير "19/ 41-43".
المَقْدِسيّ، وعبد اللَّه بْن عُمَر بْن سَلِيخ، وآخرون. وآخر من حدَّثَ عَنْهُ: ابن سَلِيخ. وآخر من حدَّثَ عَنْهُ بالإجازة أبو طاهر السِّلَفيّ. وأمّا قول أَبِي نَصْر اليُونَارتيّ إنّه روى عَنْ أَبِي دَاوُد عَن الهاشْميّ، فقولٌ لا يُتَابَع عَلَيْهِ، فإنّ النّاس ازدحموا عَلَى أَبِي عليّ التُّسْتَريّ، ورحل إِلَيْهِ ابن طاهر، والمؤتَمَن السّاجيّ، وعبد اللَّه بْن السَّمَرْقَنْديّ، ومُحَمَّد بْن مرزوق الزَّعْفرانيّ، وطائفة سواهم. وقد مات من سنة تسع وسبعين، فلو كَانَ العَبَّادانيّ يروي الكتاب إلى عامنا هذا، لرحل النّاس إِلَيْهِ ممّا رُحِل إلى التُّسْتَريّ، وأيضًا، فلا نعلم أحدًا حدَّثَ بالسُّنَن عَن العَبَّادانيّ إلّا ما قاله أبو نَصْر واثبته لأهل إصبهان، ولو كَانَ هذا معروفًا بالعراق لسمعوا "السُّنَن" عَلَى ابن سَلِيخ بالإجازة من العَبَّادانيّ وأسمعه أهل مصر، عَلَى السِّلَفيّ، عَن العَبَّادانيّ، مَعَ أنّ الاحتمال باقٍ. قرأتُ عَلَى عَبْد المؤمن الحافظ: أخبركم ابن روَاج، أَنَا السِّلَفيّ، كُتُب إلينا أبو طاهر جعفر بن مُحَمَّد من البصرة، وحدثني عَنْهُ شجاع الكناني: أنا أبو عمر الهاشمي، ثنا علي بن إسحاق، ثنا علي بن حرب، ثنا عبد الله بن إدريس، عَن الأعمش، عَنْ شقيق قَالَ: كَانَ ابن مسعود يَقُولُ: إنّي لأُخْبَرُ بمكانكم، فما يمنعني أنّ أخرج إليكم إلّا كراهية أنّ أُمِلَّكُم. أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كَانَ يتخَولُّنا بالموعظة كراهية السّامة علينا1، قَالَ ابن سُكَّرَة: أبو طاهر رَجُل صالح أُمّيّ. قلت: قَالَ السِّلَفيّ في "مُعْجَم إصبهان": سَمِعْتُ يحيى بْن مُحَمَّد البَحْرانيّ يَقُولُ: تُوُفّي العَبَّادانيّ في جُمَادَى الأولى سنة ثلاثٍ. ونودي في البصرة عَلَى ابن العَبَّادانيّ الزّاهد فليحضُرْ، فلعله لم يتخلف من أهل البلدة إلّا القليل2.
قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ يروي عَن الهاشْميّ، وأبي الحَسَن النّجّاد. ومن مَرْوِيّاته كتاب السُّنَن لأبي دَاوُد. يرويه عَنْ أَبِي عُمَر الهاشْميّ. كذا قَالَ السِّلَفيّ:
"حرف الحاء":
116-
الحَسَن بْن تميم: أبو عليّ الْبَصْرِيّ3. سمع كتاب "الشهاب" من
1 "حديث صحيح": أخرجه البخاري "68"، ومسلم "2821"، وأحمد "1/ 377، 378، 425، 443، 462"، والترمذي "2855"، وأبو نعيم "1/ 116" في الحلية.
2 السير "14/ 134".
3 لا بأس به.
القُضاعيّ. وسمع ببغداد من ابن النَّقُّور، وبالبصرة من أَبِي عليّ التُّسْتَريّ. روى عَنْهُ: عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد المَدِينيّ في مشيخته. وسمع منه السِّلَفيّ بأصبهان بعض الشّهاب. تُوُفّي في رجب.
117-
حمزة بْن مكّيّ: أبو طاهر الخبّاز1. بغداديّ يروي عَنْ: عبد المُلْك بْن بِشْران. وعنه: عُمَر بْن ظَفَر المَغَازليّ. تُوُفّي في رجب.
118-
الحُسين بْن أَحْمَدَ بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ2. أبو عَبْد اللَّه النِّعَاليّ. شيخ مَعْمَر من كبار المُسْنَدين ببغداد. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ صالحًا، إلّا أَنَّهُ ما كَانَ يُعرف شيئًا. وكان حمّاميا. قلت: ولهذا يقال لَهُ: الحافظ؛ لأنّه كَانَ قعّادًا لحِفْظ ثياب النّاس في الحمّام. قَالَ شجاع الذُّهْليّ: صحيح السَّماع، خالٍ من العِلْم والفَهْم. سَمِعْتُ منه. وبخطّ أَبِي عامر العَبْدَريّ قَالَ: الحُسين بن طلحة عامّيّ، أُمّيّ، رافضيّ، لا يحلّ أنّ يُحمل عَنْهُ حرف. وبخطّه أيضًا: كَانَ أُمّيًّا، لا يدري ما يُقرأ عَلَيْهِ. لم يكن أهلًا أنّ يؤُخْذ عَنْهُ. وكذا نعته بعضُ شيوخ السّمعانيّ بعدم الفهم، وقال: لا أروي عَنْهُ. سمعه جَدّه من أَبِي عُمَر بْن مَهْديّ، وأبي سعْد الماليني، وأبي الحسين مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الحِنّائيّ، وأبي سهل العُكْبَريّ، وأبي القاسم بْن المنذر القاضي وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُمْ. قَالَ السّمعانيّ: ثنا عَنْهُ جماعة ببلاد. وسألت إسماعيل الحافظ بأصبهان عَنْهُ، فقال: هُوَ من أولاد المحدثين، سمع الكثير. وسألت أبا الفَرَج إِبْرَاهِيم بْن سليمان عَنْهُ، فقال: سَمِعْتُ منه، ولا أدري عَنْهُ. كَانَ لا يُعرف ما يُقرأ عَلَيْهِ. وسمعت عَبْد الوهّاب الأَنْماطي يَقُولُ: دلَّنا عَلَيْهِ أبو الغنائم بْن أَبِي عثمان فمضينا إِلَيْهِ، فقرأت عَلَيْهِ الجزء الّذي فيه اسمه وسألناه: هَلْ عندك من الأُصوُل شيء؟ فقال: كَانَ عندي شدة3 بعتها ابن الطيوري، وما أدري أيش فيها.
1 لم نقف عليه.
2 السير "14/ 168، 169".
3 شدة: أي بعض الأوراق أو الكتب المربوطة بالخيوط.
فمضينا إلى ابن الطُّيُوريّ، فأخرج لنا شدة فيها سماعاته من المالينيّ وغيره، فقرأناها عَلَيْهِ1.
قلت: روى عَنْهُ خلق كثير منهم: أبو الفتح بْن البطّيّ، ويحيى بْن ثابت بْن بُنْدار، وهبة اللَّه بْن الحَسَن الدّقّاق، والقاضي أبو المعالي حَسَن بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن جعفر الكَرْخيّ، والقاضي أبو مُحَمَّد عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمزة الثَّقْفي، وأبو القاسم هبة اللَّه بْن الفضل القطّان، ومسعود بْن عَبْد الواحد بْن الحصين، وأبو البركات سعْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن حمدي البزّاز، وأبو الغمْر خُرَيْفَة، والهاطر أو المبارك بْن هبة اللَّه بْن العقاد، وأبو المظفّر مُحَمَّد بْن أحمد بْن مُحَمَّد عَبْد الوهّاب بْن الدّبّاس، والمبارك بْن المبارك السمسار، وعبد الله بن المنصور المَوْصِليّ، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن الصّابئ، ومُحَمَّد بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن العلّاف، وصالح بْن الرِّخْلَة، وأبو عليّ أحمد بْن مُحَمَّد الرَّحْبيّ، وتركناز بنت عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الدّامغانيّ، وكمال بنت عَبْد اللَّه بْن السمرقندي، وشهدة الكاتبة، ونفيسة البزازة، وتجني الوهبانية، وأحمد بْن المقرّب2. ومات في صَفَر.
"حرف الخاء":
119-
خَلَف بْن مُحَمَّد بْن خَلَف. أبو الحزن العَبْدَريّ السَّرَقُسطيّ3. أجاز لَهُ جَدّه أبو الحزْم خَلَف بْن أحمد بْن هاشم قاضي وشقة. وسمع من خاله موسى بْن خَلَف وولي الأحكام. وكان فقيهًا صالحًا. مات في ذي الحجة عَنْ نيف وثمانين سنة. وكانت جنازته مشهودة. توفي جده سنة إحدى وعشرين.
"حرف السين":
120-
سعْد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد المُلْك: أبو منصور البغداديّ النَّحْويّ4. سمع الكثير، ونسخ، وحدَّثَ عَنْ: أَبِي طالب بن غيلان، والجوهري.
1، 2 السير "14/ 168، 169".
3 الصلة "1/ 173".
4 لا بأس به.
روى عَنْهُ: هبة اللَّه السَّقَطيّ. ومات في ربيع الأوَّل، وكان صحيح النَّقْل.
121-
سلمان بْن أَبِي طَالِب عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن الفتى، أبو عَبْد اللَّه النَّهْروانيّ النَّحْويّ1. من كبار أئمّة العربيّة. صنَّف كُتُبًا في اللُّغة من ذَلِكَ كتاب القانون في عشرة أسفار في اللغة، قليل المثل. وصنف كتاب في تفسير القرآن وشرح الإيضاح لأبي عليّ الفارسي. وصنف من عِلَل القراءات ونزل إصبهان، وتخرّج بِهِ أهلها. قرأ الأدب على: أبي الخطاب الجيلي، الثمانيني. وقدم بغداد بعد الثلاثين وأربعمائة. وله شعر جيد. وسمع: أبا طَالِب بْن غَيْلان، وأبا الطَّيِّب الطَّبَريّ. روى عَنْهُ: أبو زكريّا بْن مَنْدَهْ، وأبو القاسم إسماعيل الطّلْحيّ، وأبوى طاهر السِّلَفيّ. وهو والد مدرّس النّظاميّة أَبِي عليّ الحُسين بْن سلمان. قَالَ السِّلَفيّ: هُوَ إمامٌ في اللُّغة. أخذ عَن ابن برهان، وطائفة.
"حرف الصاد":
122-
صالح بْن الحافظ أَبِي صالح أحمد بْن عَبْد المُلْك النَّيْسابوريّ2. المؤذِّن أبو الفضل. تُوُفّي في شَعْبان. روى اليسير، ومات في الكُهُولة.
"حرف الطاء":
123-
طاهر بْن الحُسين بْن عليّ بْن عَبْد المطلب بْن حَمْد. أبو المظفّر النَّسَفيّ3. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ من العلماء الزُّهاد.
سمع: الحُسين بْن عَبْد الواحد الشِّيرازيّ الحافظ، وميمون بْن عليّ النَّسَفيّ الأديب. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ومات في رابع رمضان عن ثمانين سنة.
1 معجم الأدباء "11/ 234".
2 لم نقف عليه.
3 انظر السابق.
"حرف العين":
124-
عَبْد اللَّه بْن الْحُسَيْن بْن أَبِي منصور: الحافظ أبو مُحَمَّد الطَّبَسيّ1.
يوصف بالفهم والحفظ. سمع: ابن النَّقُّور، وعبد الوهّاب بْن مسور. وكان مشتغلًا بإخراج الصّحيح والموافقات. مات بخُراسان.
125-
عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن علي بْن صابر بْن عُمَر2: أبو القاسم السُّلَميّ الدمشقي أخو عَبْد الرحمن. ويُعرف بابن سيده. محدِّث مشهور؛ كُتُب الكثير وسمع واستنسخ. وروى عَنْ: الحافظ عَبْد العزيز الكتّانيّ وأبي عَبْد اللَّه بْن أَبِي الحديد، وأبي القاسم بن أبي العلاء. روى عنه: أبو القاسم بْن مقاتل. وعاش إحدى وأربعين سنة.
126-
عَبْد اللَّه بْن جَابِر بْن ياسين بْن الحُسين: أبو مُحَمَّد العسْكريّ الحِنّائيّ3، الفقيه الحنبليّ. تفقّه عَلَى: القاضي أَبِي يَعْلَى، وكان خال أولاده. وسمع: أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم بن بشران. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وابن أخيه أبو الحُسين بْن أَبِي يَعْلَى، وعُمَر بْن ظفر، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ صدوقًا. مليح المحاضرة، حسن الحظ، بهيّ المنظر. كَانَ يستملي للقاضي أَبِي يَعْلَى بجامع المنصور. وقال السِّلَفيّ: كَانَ من مشاهير المحدثين وثقاتهم. وقال أبو الحُسين: تُوُفّي خالي في العشرين من شوّال. وكان مولده سنة تسع عشرة.
127-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن العربيّ. أبو مُحَمَّد المعافري الإشبيليّ4.
قَالَ ابن بَشْكُوال: هُوَ والد شيخنا القاضي أَبِي بَكْر بْن العربيّ. سمع ببلده من مُحَمَّد بْن أحمد بْن منظور، ومن أَبِي مُحَمَّد بْن خزرج. وبقرطبة من مُحَمَّد بْن عتّاب. وأجاز لَهُ أبو عُمَر بْن عَبْد البر. ورحل مَعَ ابنه سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة، وحج.
1 لا بأس به.
2 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 287".
3 طبقات الحنابلة "2/ 252".
4 السير "19/ 30".
وسمعا بالشام والعراق. وكان أبي مُحَمَّد من أهل الآداب الواسعة، واللّغة، والبراعة، والذكاء، والتقدم في معرفة الخبر والشعر والافتتان بالعلوم وجمعها. تُوُفّي بمصر في المحرَّم منصرفًا عَن المشرق. وكان مولده في سنة خمسٍ وثلاثين وأربعمائة. وقال ابن عساكر في ترجمته: أنبأني أبو بَكْر مُحَمَّد بْن طَرْخان قَالَ: قَالَ لي أبو محمد العربيّ: صَحِبْتُ الْإِمَام أبا مُحَمَّد بْن حَزْم سبعَةَ أعوام، وسمعتُ منه جُمَيْع مُصَنَّفاته سوى المجلَّد الأخير من كتاب القصد، وسوى أكثر كتاب الإيصال. قلت: مدح الوزير عميد الدّولة ابن جَهِير بعدّة قصائد.
128-
عَبْد الجليل بْن مُحَمَّد بْن الحُسين أبو سعْد السّاوي1 التّاجر. كَانَ يتاجر في مصر والشام، ويسمع ويكتب. وشهد عند قاضي القضاة الدامغاني في سنة خمس وستين وأربعمائة. ثم ارتفع شأنه، ورتب في أعماله جليلة. سمع بمصر: اقاضي أبا عبد الله القضاعي، عبد العزيز بْن الحَسَن الضّرّاب. وبآمِد: أحمد بْن عَبْد الباقي بْن طوق المَوْصِليّ. وبتنيس: رمضان بْن عليّ. وبدمياط: عَبْد اللَّه بْن عَبْد الوهاب: وبدمشق: أبا القاسم الحُسين بْن مُحَمَّد الحِنّائيّ، وعبد الصَّمد بْن تميم. وبالبصرة أبا عليّ التُّسْتَريّ: وببغداد: أبا الحُسين بْن المهتدي بالله. وخلقًا سواهم. روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، ومُحَمَّد بْن البطّيّ، وشُهْدَة، وغيرهم. قَالَ شجاع الذُّهْليّ: مات في رجب.
129-
عَبْد الصَّمد بْن عليّ بْن الحُسين بن البدن: أبو قاسم الصّفّار البغداديّ2، والد الشَّيْخ عَبْد الخالق. سمع: أبا طَالِب بْن غَيْلان. روى عَنْهُ: ابنه، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ. كَانَ سُنِّيًّا قويّ النَّفس، يَضرب ويُعاقب بمحلّته.
130-
عَبْد العزيز بْن عُمَر بْن أحمد الزَّعْفرانيّ3. الأصبهاني. روى عَنْ: أَبِي بَكْر بْن أَبِي عليّ. وروى عَنْهُ: السِّلَفيّ. توفي في صفر.
1 تاريخ دمشق "39/ 448".
2 المنتظم "9/ 116، 117".
3 في عداد المجهولين.
131-
عَبْد الغفّار بْن طاهر بْن أحمد بْن جعفر بْن دوّاس1. البزّار، أبو أحمد. تُوُفّي في أواخر رمضان. روى عَنْ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأَرْدَسْتانيّ صحيح الْبُخَارِيّ، وروى عَنْ أَبِي مسعود البَجَليّ. قَالَ شِيرُوَيْه: سَمِعْتُ منه ولم يكن التحدث من شأنه.
132-
عَبْد القاهر بْن عَبْد السّلام بْن عليّ: أبو الفضل العبّاسيّ2 الشّريف النُّقيب الْمَكِّيّ. تلميذ أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحُسين الكارَزِينيّ. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ فقيه الهاشميّين. وكان من سراة النّاس، استوطن بغداد، وتصدّر للإقراء، وصار قدوة. كان قيمًا بالقراءات، أخذها عَن الكارَزِينيّ وسمع من: أَبِي الحَسَن بْن صخر، وسعد الزّنْجانيّ. قرأ عَلَيْهِ بالرّوايات: أبو مُحَمَّد سِبْط الخيّاط، وصنّف كتاب "المبهجي" في رواياته عنه. وقرأ عليه: أبو الكرم الشَّهْرَزُوريّ، ودعوان بْن عليّ. وقرأت بخطّ أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عطّاف قَالَ: رحمة اللَّه عَلَى هذا الشريف، فلقد كَانَ عَلَى أحسن طريقةٍ سلكها الأشراف من دين مكين وعقل رزين، قدِم من مكّة وأقام بالمدرسة النظامية، فأقرأ بها القرآن عَنْ جماعة، وحدَّث. جميل الأمر. وقال غيره: تُوُفّي في يوم الجمعة من جُمَادَى الآخرة، وقال: وُلِدت سنة خمس وعشرين.
133-
عَبْد الكريم بْن المؤمِّل بْن المحسن بْن عليّ. أبو الفضل السُّلَميّ3 الكفرطابيّ، ثمّ الدّمشقيّ البزار. سمع جزءًا من عبد الرحمن من أَبِي نَصْر التَّميميّ. روى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن صابر، وطاهر الخشوعي، وعُمَر الدهستاني، وأبو المكارم عبد الوهاب. ووثقه بْن صابر وقال: سألته عَنْ مولده فقال: سنة عشر وأربعمائة. وتُوُفّي في المحرَّم. ووقع لنا ذَلِكَ الجزء.
134-
عليّ بْن سَعِيد بْن محرز. العلّامة أبو الحَسَن العَبْدَريّ الميورقي4، نزيل بغداد. من كبار الشافعية. سمع من: القاضيين أَبِي الطَّيِّب، والماورديّ، وأبي مُحَمَّد الجوهريّ. وتفقّه بالشيخ أَبِي إِسْحَاق.
1 لم نقف عليه.
2 شذرات الذهب "3/ 400".
3 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
4 طبقات الشافعية "3/ 298" للسبكي.
وصنَّف في المذهب والخلاف كتبًا. وكان ديِّنًا حسن الطريقة. روى عن: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وسعد الخير وعبد الخالق بْن يوسف. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة سنة ثلاثٍ. ذكره ابن النّجّار.
135-
عَبْد الهادي بْن عبد الله بن محمد: أبو عروبة بن شيخ الإسلام الْأَنْصَارِيّ الهَرَوِيّ1.
136-
عليّ بْن المبارك بْن عُبَيْد اللَّه. أبو القاسم الوقاياتي2. مات ببغداد في شَعْبان. روى عَنْ: أَبِي القاسم بْن بِشْران. وكان صالحًا ضريرا فقيرا يسكن ترب الرصافة.
137-
علي بن محمد بن حسين: أبو الحسن البخاري3، ويعرف بابن خذام. روى عَنْ: أَبِي الفضل منصور الكاغدي. وقيّده أبو العلاء الفَرَضِيّ بالكسر وبدال مهملة، وقال: روى عَنْ منصور؛ وعن: جَدّه لأمّه الحُسين بْن الخضر النَّسَفيّ، وأبي نَصْر أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُسْلِم. وعنه: صاعد بْن مُسْلِم وأبو جعفر الخُلْميّ، وأبو المعالي بْن أَبِي اليُسْر المَرْوَزِيّ، وعُمَر بْن مُحَمَّد النَّسَفيّ الحافظ. سمع أبو سعْد السّمعانيّ وابنه من خلْق من أصحابه.
"حرف الكاف":
138-
كامكار بْن عَبْد الرّزّاق بْن محتاج أبو مُحَمَّد المحتاجي المَرْوَزِيّ الأديب4. كُتُب الكثير، وعلَّم العربية، وتخرَّج بِهِ جماعة. ورحل في الحديث. سمع: أحمد بْن مُحَمَّد بن إبراهيم الصدفي، أردشير بن محمد الهشامي، وطائفة. وعنه: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ، والنعمان بْن مُحَمَّد، وتميم بْن مُحَمَّد، وعتيق بْن عليّ، وعبد الكريم بْن بدر المراوزة شيوخ عَبْد الرحيم بن السّمعانيّ. وُلِد بعد عشر وأربعمائة، ومات في عاشر رمضان سنة 93.
1 في عداد المجهولين.
2 انظر السابق.
3 السير "19/ 180، 181".
4 لا بأس به، في عداد المستورين.
"حرف اللام":
139-
لامعة بنت سَعِيد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن سَعِيد بْن مَعْدان البقال1. الأصبهانية سَمِعْتُ من: أَبِي سَعِيد بْن حَسْنَوَيْه الكاتب. وروت كثيرًا بالإجازة من: أَبِي بَكْر الحِيّريّ، وعليّ بْن ميلة، وأبي القاسم بْن بشران. أخذ عنهما: أبو بَكْر الصقلي السمنطاري في سنة تسعٍ وعشرين وأربعمائة وهي شابة. وأكثر عَنْهَا: أبو طاهر السِّلَفيّ، وقال: مات أبو بَكْر بصقلية في سنة 464 قبلها بنحو ثلاثين سنة. قلت: وقع لنا من حديثها.
"حرف الميم":
140-
مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن أبرويْه الأسكوراني2. وأسكوران من ضياع إصبهان. قَالَ السِّلَفيّ: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى: وأنا قَالَ: أَنَا جدي منصور بن محمد بن بهران، أَنَا أبو الشَّيْخ، فذكر أحاديث.
141-
مُحَمَّد بْن الحُسين بْن هرمية. أبو منصور. بغداديّ3 من قدماء شيوخ شُهْدَة، يروي عَنْ: البَرْقانيّ وروى عَنْه: عُمَر بْن ظفر المَغَازليّ، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ.
142-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بن المحدث عبد الكريم بن موسى بن عيسى بْن مجاهد العلّامة أبو اليسر البزدوي النَّسَفيّ4، شيخ الحنفيّة بما وراء النهر. قَالَ عُمَر بْن مُحَمَّد النَّسَفيّ في كتاب القند: كَانَ إمام الأئمّة عَلَى الإطلاق، والموفود إِلَيْهِ من الآفاق. ملأ الشرق والغرب بتصانيفه من الأُصُول والفُروع.
وكان قاضي قضاة سَمَرْقَنْد.
وكان يدرس في الدّار الجوزجانيّة ويُمْلي فيها الحديث. توفي ببخارى في تاسع
1 حدث خلط في الأصل، فتقدمت تلك الترجمة في حرف "العين"، وهي لا بأس بها، مستورة.
2 في عداد المجهولين.
3 لم نقف عليه.
4 السير "19/ 49".
رجب. قَالَ السّمعانيّ: عرف بالقاضي الصدر، وُلِد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة. ثنا عَنْهُ: عثمان بْن عليّ البِيكَنْديّ، وأحمد بْن نَصْر الْبُخَارِيّ، ومُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر السِّنْجيّ، وعُمَر بْن أَبِي بَكْر الصّابونيّ، وأبو رجاء محمد بن محمد الخِرَقيّ.
143-
مُحَمَّد بْن سابق. أبو بَكْر الصقلي1. روى عَنْ: كريمة المَرْوَزِيّة بغرناطة. وكان خبيرًا بعلم الكلام.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر، وعليّ بْن أحمد المقرئ. مات بمصر في ربيع الأوَّل.
144-
المحسن أبو نَصْر الفرقدي الأصبهاني2. وُلِد سنة عشر وأربعمائة، وسمع في كِبَرِه من: هارون بْن مُحَمَّد الكاتب صاحب الطّرّاز. حدَّثَ عَنْهُ السِّلَفيّ، وترجمه هكذا فيها.
145-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن الحُسين بْن الدّوانيّ: أبو طاهر الدّبّاس3. شيخ بغداديّ. حدث عن أبي القاسم بن بشران. روى عَنْهُ: ابن السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الوهاب الأنماطي. ومات في شعبان.
146-
محمد بن إبراهيم بن الحسن: الزاهد أبو بكر الرازي، الفقيه الحنفي، الرجل الصالح4. قال ولد الزكي عبد العظيم: هو الشيخ الصالح، صاحب الكرامات الظاهرة، والدعوات المجانية السائرة. سكن الإسكندرية، وحدث عن: اسحاق الحبال الحافظ. وتوفي بالإسكندرية سنة ثلاثٍ وتسعين.
147-
مُحَمَّد بْن محمد بن جهير: الزير عميد الدّولة أبو منصور ابن الوزير فخر الدّولة5. وَزَرَ في أيّام والده، وخدم ثلاثة خُلفاء، ولمّا احتضر القائم بأمر اللَّه أوصى به ولده المقتدي باللَّه. وولي الوزارة للمقتدي سنة اثنتين وسبعين، فبقي فيها خمس سنين، وعُزِل بالوزير أَبِي شُجاع. ثمّ عاد إلى الوزارة عند عزْل أَبِي شجاع سنة أربعٍ وثمانين، فبقي في الوزارة تسعة أعوام. وكان خيِّرًا، كافيًا، مدبرًا،
1 الصلة "2/ 604".
2 في عداد المجهولين.
3 لم نقف عليه.
4 انظر السابق.
5 وفيات الأعيان "5/ 131"، السير "19/ 175".
شجاعًا، نبيلًا، رئيسًا، تياهًا مُعْجَبًا، فصيحًا، مفوّها، مرسلًا يتقعّر في كلامه، وله هَيْبة وسكون، وكلماته معدودة، وفضائله كثيرة. وللشعر فيه مدائح كثيرة وآخر أمره أنّ الخليفة حبسه في داره بعد أنّ صادره وزير السلطان بركياروق وأخذ في خمسة وعشرين ألف دينار في رمضان. ثم أخرج في دار الخلافة، ميتا في سادس عشر شوال، وحمل إلى بيته، وغسل ودفن بتربة له، فقيل: إنه أهلك في حمام أغلق عليه. وقيل: بل أهلك بأمراض وأوجاع مع شدة الخوف والفَرَق1. وكان قد اشتهر بالوفاء والعفة، وجودة الرأي، ووفور الهيبة، وكمال الرئاسة، لم يكن يعاب بأكثر من التكبر الزائد. فمن الذي كان يفرح بأن ينظر إِلَيْهِ نظرة أو يكلّمه كلمة. قَالَ مرّة لولد الشَّيْخ أَبِي نَصْر بْن الصّبّاغ: اشتغِلْ وتأدَّب، وإلّا كنت صبّاغًا، بغير أب فلمّا خرج من عنده هنَّأه من حضر بأن الوزير خاطبه بهذا، ولمّا تغيّر المستظهر عَلَيْهِ بسعْي صاحب الدّيوان هبة اللَّه بْن المطَّلِب، وناظر الخزانة الحَسَن بْن عَبْد الواحد بْن الحصين، وصاحب ديوان الإنشاء ابن الموصلايا إلى المستظهر وكانوا قد خافوا منه، وخرج المرسوم بحِفْظ باب العامة لأجله، فأمر زوجته بالخروج إلى الحلة، وهيأ لنفسه صدوقًا يدخل فيه، وبكون من جملة صناديق زوجته، فلمّا قعد فيه أسرع الخروج منه وقال: لا يتحدّث النّاس عنّي بمثل هذا. وكان خواصّ الخليفة أيضًا قد ملّوه وسئموه، فأُخِذ وحُبِس. قَالَ ابن الحُصَيْن المذكور: وجدتُ عميد الدّولة قد استحال في محبسه، واشتدّ إشفاقه، جعل يخاطبني ويقول: يا روحي ويا قُرّة عيني، وأنشد لي في عَرْض حديثه ثمّ قَالَ: نازلت الحصون وشهدت الوقائع والحروب فاستهنت بحظّنا، وقد قنطت من النّجاة، ولا أعرفها إلّا منك. وأريد المُقام في مُقامٍ آمر فيه بسفارتك، فقد غرقت بالمصيبة. فوعدته بأنّني أستعطف الخليفة، وخرجت وجلست أكتب ما أُرَقّق بِهِ قلب الخليفة عَلَيْهِ. فدخل عليَّ أبو نَصْر بْن الموصلايا، فجذب الورق مني، وقال: لأن خرج، فما يبعد هلاكنا بتوصُّلِه؛ لأنّه يعلم أنّ القبض عَلَيْهِ كَانَ من جانبك. فترك ابن الحُصَيْن الكتابة. وقال ابن الحُصَيْن: آخر ما سُمع منه التَّشهُّدُ والرجوع إلى اللَّه. وكان المستظهر باللَّه قد أقطع عميد الدّولة إقطاعًا بثلاثين ألف دينار؛ فعمَّره، فقال الّذين تكلّموا فيه للخليفة: إنّه قد أخرب نواحيك وعمر نواحيه، وأنه وأنه:
1 الفَرَق: الخوف الشديد الذي يبلغ حد الفزع.
فقنص عَلَيْهِ وكان مولده في أوّل سنة خمسٍ وثلاثين. وقدِم بغدادَ مَعَ أَبِيهِ وله عشرون سنة، فسمع الحديث في الكهولة من: أَبِي نَصْر النَّرْسيّ، وعاصم بْن الحَسَن، وأبي إسحاق الشيرازي، وأبي القاسم البسري، وسمع منه: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبو بَكْر مُحَمَّد بن عمر البخاري المعروف بِكَاك، وقاضي القُضاة أبو القاسم عليّ بْن الحسين الزينبي وغيرهم. وقد شكا إِلَيْهِ الحرّاس بأمر أرزاقهم، فكتب عَلَى رقعتهم: من باع حطبًا بقُوت يومه فسَبيله أنّ يُوَفَّى، وهؤلاء قوم ضُعفاء. وقال قاضي القُضاة أبو الحَسَن عليّ بْن الدّامغانيّ: كنّا بحضرة عميد الدّولة، فسقط من السَّقْف حيَّة عظيمة، واضطّربت بين يديه، فبعدنا، واستحالت ألوانُنا، سواه، فإنه جلس موضعه حتّى قتلها الفرّاشون، ومن شِعر عميد الدولة:
إلى مَتَى أنت في حل وترحال
…
تبغي العلا والمعالي مَهْرُها غَالي؟
يا طالبَ المجدِ، دونَ المجدِ مَلْحَمةٌ
…
في طَيِّها خَطَرٌ بالنّفسِ والمالِ
ولليالي صروف قل ما انْجَذَبَتْ
…
إلى مُرادها في سعي ولا مال
148-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد: أبو طَالِب بْن الصّبّاغ الأَزَجيّ1 أخو الْإِمَام أبو نصر منصف الشّامل. سمع: أبا القاسم بْن بِشْران. روى عَنْهُ: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ.
149-
مُحَمَّد بْن مأمون بْن عليّ. أبو بَكْر الأَبِيوَرْديّ المتولّي2. سمع بنَيْسابور أبا بَكْر الحِيّريّ. روى عَنْهُ: زاهر الشّحّاميّ، وابنه، وخيّاط الصّوف، وغيرهم، وقيل: سنة أربع.
150-
مُحَمَّد بْن المسلَّم بْن الحَسَن بْن هلال: أبو طاهر الْأَزْدِيّ الدّمشقيّ المعدّل3. سمع من: جَدّه لأمّه أَبِي القاسم بْن أَبِي العلاء المصِّيصيّ وغيره. ومات كَهْلًا. روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي الحُسين الدّارانيّ.
151-
المختار بْن مَعْبَد: أبو غالب الكاتب4. سمع: الجوهريّ، ومحمد بن
1 في عداد المجهولين.
2 لا بأس به، في عداد المستورين.
3 لم نقف عليه.
4 كانت هذه الترجمة في حرف "العين".
أحمد النَّرْسيّ، وطائفة. روى عَنْهُ: أبو البركات، والقسطي. وخرّج لَهُ أبو عامر العَبْدَريّ جزءًا تُوُفّي في ربيع الآخر عَنْ تسعٍ وسبعين سنة، وإنّما سمع وهو في عَشْر الأربعين.
152-
المظفّر بْن عَبْد الغفّار أبو الفتح البُرُوجِرْديّ1 قرأ بالروايات على أبي بكر محمد بن علي الخياط، وأبي علي بن البنا. وتفقه على الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق. قرأ عَلَيْهِ جماعة. قَالَ ابن ناصر: قرأت عَلَيْهِ القرآن؛ وأثنى عَلَيْهِ. وسمع من الجوهري. وسمع منه: الحسين بن خسرو البلخي. مات في ثامن ذي القعدة.
"حرف النون":
153-
نصر بن إبراهيم بن نصر2: السّلطان شمس المُلْك صاحب ما وراء النّهر. قال السمعاني: كان من أفاضل الملوك علما ورأيًا وحزمًا وسياسة، وكان حسن الحظ، كتب مصحفا ودرس الفقه في دار الجوزجانية، وخطب على منبر سمرقند وبخارى، وتعجب الناس من فصاحته، وأملى الحديث عَن الشّريف. حَمْد بْن مُحَمَّد الزُّبَيْريّ، وكتب النّاس عَنْهُ. ونجز بيده بابًا لمقصورة باب الخطابة. تُوُفّي في شهر ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين. أنبأت عَنْ أَبِي المظفّر بن السّمعانيّ: أَنَا أبو المعالي محمد بن النصر المديني الخطيب: ثنا الملك العالم شمْس المُلْك. فذكر حديثًا موضوعًا في فضل أَبِي بَكْر وعُمَر.
"حرف الهاء":
154-
هبة اللَّه بْن الحَسَن بْن أَبِي الغنائم3.
أبو مُحَمَّد البزّار: شيخ صالح، بغداديّ. روى عَنْ أَبِي طَالِب بْن غَيْلان أحاديث.
155-
هبة اللَّه بْن علي. أبو تراب بن الشُّرَيْحيّ البغداديّ البزّار4. سمع: ابن دُوما النِّعَاليّ. روى عَنْهُ: أبو الحَسَن بْن حرّاز الخيّاط والحافظ سعد الخير.
1 انظر السابق.
2 السير "19/ 192".
3، 4 لم نقف عليه.
"حرف الياء":
156-
يحيى بْن عيسى بْن جَزْلَة: أبو عليّ البغداديّ الطَّيِّب1، مصنِّف المنهاج في الأدوية والعقاقير.
كان نصرانيًّا فأسلم، وصنف رسالته في الرّدّ عَلَى النّصارى وبيان عوار مذهبهم. وكان يقرأ الكلام عَلَى أَبِي عليّ بْن الوليد المعتزلّي، فكان يورد عليهم الحجج والدّلائل حتّى أسلم. وبرع أيضًا في الطّبّ. وصنَّف كُتُبًا للإمام المقتدي باللَّه، فمن ذَلِكَ: تقويم الأبدان وكتاب الإشارة، وأشياء. تُوُفّي في شَعْبان. وكان إسلامه في سنة ست وستين وأربعمائة. ذكره بن خلكان، وابن النجار.
وفيات سنة أربع وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
157-
أحمد بْن عليّ بْن الفضل بْن طاهر بْن الفُرات2. أبو الفضل الدّمشقيّ سمع: أَبَاهُ، وأبا مُحَمَّد بْن أَبِي نَصْر ومنصور بْن رامش، وأحمد بْن مُحَمَّد العَتِيقّي، ورشأ بْن نظيف، وأبا عَبْد اللَّه بْن سَعْدان. قَالَ ابن عساكر: ثنا عَنْهُ هبة اللَّه بْن طاوس، ونصر بْن أحمد السُّوسيّ، والحسين بْن أُشْليها، وابنه عليّ بْن الحُسين، وأحمد بْن سلامة، قَالَ: وكان من أهل الأدب والفضل، إلّا أَنَّهُ كَانَ مُتَّهمًا برقة الدّين رافضيًّا. وهو واقف الكُتُب الّتي في الجامع في حلقة شيخنا أبو الحُسين بْن الشَّهْرَزُوريّ. قَالَ ابن صابر: سألته عَنْ مولده فقال: بدمشق في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة. قَالَ: وهو رافضيّ، سألته عَنْ نَسَبه، فانتمى إلى الوزير ابن الفُرات. وتُوُفّي في صَفَر. وله شِعرٌ جيّد. وقد هجاه جعفر بْن دَوّاس. قلت: آخر من روى عَنْهُ: عَبْد الرَّحْمَن الدّارانيّ شيخ كريمة. وهو راوي.
158-
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه: أبو إِسْحَاق العقيلي الجزري3، المقرئ نزيل نيسابور.
1 السير "19/ 188".
2 السير "19/ 128".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 289".
حدَّثَ عَنْ: أَبِي الحَسَن عليّ بْن السِّمْسار. وعن: أَبِيهِ مُحَمَّد، والحافظ أحمد بْن عليّ بن فنجويه الأصبهاني ثم النيسابوري والشريف بن القاسم الزَّيْديّ الحرّانيّ وغيرهم. قَالَ السّمعانيّ: ثنا عَنْهُ عمّي: وجماعة. وتُوُفّي في شَعْبان بنَيْسابور. وهو مقرئ صالح ثقة. قَالَ ابن عساكر: ونا عَنْهُ إسماعيل التَّيْميّ، وشافع بْن أَبِي الحَسَن.
159-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن عليّ. أبو ياسر الحربيّ1. سمع: أبا الحَسَن القَزْوينيّ. وأبا مُحَمَّد الخلّال. وعنه: عَبْد اللَّه بْن أحمد، وجحشَويْه، والقاضي عَبْد الواحد بْن مُحَمَّد المَدِينيّ. تُوُفّي في صَفَر.
160-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد. أبو منصور الصّبّاغ2. تفقّه عَلَى: عمّه أبي نصر، وأبي الطيب الطبري، وأستمتع منه. ومن: الجوهريّ. وقد ناب في القضاء، وولي الحسبة، وله منصفات. روى عَنْهُ: أبو الحَسَن بْن أنجل.
161-
إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عَقِيل بْن زيد: أبو إِسْحَاق الشَّهْرَزُوريّ الدّمشقيّ3، الفقيه الفَرَضيّ الواعظ.
خال جمال الإسلام أَبِي الحَسَن بْن المسلم الفقيه. سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن سلْوان، وعبد الوهّاب، وأبا القاسم الحِنّائيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: عليّ بْن نجا بْن أسد، والخضر بْن عَبْدان. ومات وقد قارب السّبعين.
162-
أسعد بْن مسعود بْن عليّ: أبو إِبْرَاهِيم العُتْبيّ4. من وُلِد عُتْبة بْن غَزْوان بنَيْسابور. مُسْنِد كبير، روى عَنْ: أَبِي بَكْر الحِيّريّ، وأبي سَعِيد الصَّيْرفيّ. روى عَنْهُ: عَبْد الخالق والفضل، وطاهر بنو زاهر الشّحّاميّ، وعَبْد اللَّه بن الفُرَاويّ، وآخرون.
1 الأنساب "4/ 99".
2 البداية والنهاية "12/ 160".
3 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 297".
4 المنتظم "9/ 125".
وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى وله تسعون سنة. وكان كاتبًا فضعُف ولِزم بيته. وقنع باليسير. وله نظم حسن. مات عَنْ سبْعٍ وثمانين سنة.
"حرف الحاء":
163-
الحَسَن بْن أَحْمَد بْن عليّ1. عَنْ: ابن شاذان، وأبي القاسم بن بشران. روى عنه: ابن المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ، وعُمَر بْن ظفر، وسعد الخير الأندلسيّ، وشُهْدَة الكاتبة، والسلفي، وتُوُفّي في رمضان.
"حرف السين":
164-
سَعْد بْن عليّ بْن الحَسَن: أبو منصور العِجْليّ الأَسَدَاباذيّ2، الفقيه، نزيل هَمَذَان. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ ثقة مُفْتيا، حَسَن المناظرة، كثير العِلْم والعمل، سمع: أبا الطَّيِّب الطَّبَريّ وأبا إسحاق البرمكي؛ وبمكة: كريمة المروزية، عبد العزيز بن بندار. وروى عَنْهُ: ابنه أحمد، وإسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، والسِّلَفيّ إذْنًا. وقال شِيرُوَيْه: قرأت عَلَيْهِ شيئًا من الفقه، كان حَسَن المناظرة، كثير العبادة، هيوبًا. مات في ذي القعدة.
165-
سَعْد بْن مُحَمَّد بْن جعفر أبو نَصْر الأَسَدَاباذيّ، ثمّ الحَلْوائيّ3، خدم أبا طَالِب يحيى بْن عليّ الدَّسْكَريّ. وسمع: ابن مسرور الزّاهد، وأبا عثمان الصّابونيّ، وعبد الغافر الفارسي. وروى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن سَعْد، وعبد الخالق بْن زاهر. تُوُفّي في شَعْبان عَنْ نيِّفٍ وتسعين سنة.
"حرف الظاء":
166-
ظَبْيان بْن خَلَف: أبو بَكْر المالكيّ4 المتكلّم. قَالَ ابن عساكر: كَانَ متورعًا في المعيشة، موسوسًا في الضوء. سمع: مُحَمَّد بْن مكّيّ الْمَصْرِيّ، والكتّانيّ. سمع منه: غيث الأرمنازي، وعمر الرؤاسي.
1 لم نقف عليه.
2 طبقات الشافعية "3/ 166" للسبكي.
3 بغية الوعاة "2/ 24".
4 تهذيب تاريخ دمشق "7/ 120".
"حرف العين":
167-
عاصم بْن أيّوب. أبو بَكْر البَطَلْيُوسيّ الأديب1. روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الغراب، وأبي عُمَر السّفاقُسِيّ ومكّيّ بْن أَبِي طَالِب وكان لُغَويًّا أديبًا، فاضلًا، خيّرًا، ثقة روى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد بْن السّيّد، شيخٌ لابن بَشْكُوَال.
168-
عَبْد اللَّه بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن ماهُوَيْه: أبو مُحَمَّد بْن أَبِي عليّ2 الطَّبَسيّ الحافظ، سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا الحسن بن المظفر الدوادي، وأبا صالح المؤذن، وخلقًا كبيرًا بخُراسان؛ وأبا مُحَمَّد الصَّرِيفينيّ، وابن النَّقُّور، وابن البُسْريّ وطبقتهم ببغداد. وانتقى عَلَى الشيوخ، واستوطن مَرْو الرُّوذ وكان رديء الكتابة. قَالَ شِيرُوَيْه: كَانَ ثقة يُحسِن هذا الشّأن، ورِعًا، مشتغلًا بإخراج الصّحيح والموافقات، مواظبًا عَلَى ذَلِكَ. وقال المؤتَمن السّاجيّ: لم يكن يتحرَّى فيما يحدِّث بِهِ الصِّدْقَ فسقط، وعاش نيّفًا وخمسين سنة.
169-
عَبْد اللَّه بْن عَبْد الصَّمد بْن أحمد: أبو بَكْر التُّرَابيّ المَرْوَزِيّ3. صالح خيِّر.
روى عَنْ: عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد الشّيرنخشِيرِيّ، وغيره. قَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد المقرئ بمَرْو: أَنَا التُّرَابيّ، فذكر حديثًا. مات بعد ربيع الأوَّل من العام.
170-
عَبْد الجبّار بْن سَعِيد: أبو نَصْر بْن البَحِيرِيّ أَبِي عثمان4.
رَجُل خيّاط خَيّر، سمّعه أَبُوهُ من: أَبِي سمعة الصَّيْرفيّ، وأبي بَكْر الحِيّرِيّ. روى عَنْهُ: أبو البركات الفُرَاويّ، وأحمد بْن مُحَمَّد البَيِّع، وجوهر نار بنت زاهر الشّحّاميّ، وأخوها عَبْد الخالق، وآخرون. مات في صَفَر.
171-
عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم بْن غَيْلان5.
1 بغية الوعاة "2/ 24".
2 البداية والنهاية "12/ 160".
3 الأنساب "3/ 36".
4 لا بأس به.
5 في عداد المجهولين.
أبو محمد ابن الشيخ أبي طالب البزار. روى عَنْ: أَبِيهِ. قَالَ ابن ناصر: ما كَانَ يُعرف شيئًا. مات في المحرَّم.
172-
عَبْد الحميد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد. أبو القاسم العَيْداني1 الحنفيّ. أحد الأئمّة. سمع: مُحَمَّد بْن أَبِي الهَيْثَم التُّرَابيّ، وخاله عليّ بْن الحسين الدهقان. خواهرزادة. ولم يكن في عصره حنفيّ أطْلَبَ للحديث منه.
173-
عَبْد الخالق بْن مُحَمَّد بْن خَلَف: أبو تراب البغداديّ المؤدِّب2، ويُعرف بابن الأبرص. سمع: هبة اللَّه بْن الحَسَن اللّالْكائيّ، وعبد الرحمن الحرفي. وعنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي. ولد سنة خمس وأربعمائة، وتُوُفّي في آخر رمضان. وقال الأَنْماطيّ: كَانَ رجلًا صالحًا، أدَّبني.
174-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن زاز بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن حُمَيْد بْن أَبِي عَبْد اللَّه النّوَيْزيّ3: فقيه مَرْو، الأستاذ أبو الفَرَج السَّرْخَسيّ، الفقيه الشّافعيّ، المعروف بالزّازّ. كَانَ أحد من يُضرب بِهِ المثل في حفظ المذهب. وكان رئيس الشافعية بمَرْو. ورحل إِلَيْهِ الأئمّة، وسارت تصانيفه. وكان ورعًا ديّنًا. تفقّه عَلَى القاضي حسين. وتُوُفّي في شهر ربيع الآخر، وله نيف وستون سنة. ومصنفه الّذي سمّاه الإملاء انتشر في الأقطار. وكان عديم النّظير في الفتوى، ورِعًا، ديّنًا، محتاطًا في مأكله وملبسه إلى الغاية. وكان يأكل الرُّزّ لكونه لا يزرعه إلّا الْجُنْد، ويأخذون مياه النّاس غالبًا ويسقونه. سمع: الحَسَن بْن عليّ المطَّوِّعيّ، وأبا المظفّر مُحَمَّد بْن أحمد التَّميميّ، وأبا القاسم القُشَيْريّ، وخلقًا. روى عَنْهُ: أحمد بْن إسماعيل النَّيْسابوريّ، وأبو طاهر السنجي، وعمر بن أبي مطيع، وآخرون.
1 الجواهر المضيئة "2/ 365، 366".
2 لا بأس به.
3 السير "19/ 154".
175-
عَبْد الغفّار بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر: الصُّوفيّ الهَمَذانيّ أبو بَكْر الصّائغ1. أجاز للسِّلَفيّ. رحل، وسمع من: أَبِي الحُسين بْن المهتدي باللَّه، وابن النَّقُّور، وجماعة. قَالَ شِيرُوَيْه: سَمِعْتُ منه، وكان أحد مشايخ الصُّوفيّة، كثير العبادة، تُوُفّي في شوّال.
176-
عَبْد الواحد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن بُنْدار: الْإِمَام أَبُو منصور2. خطيب هَمَذَان ومفتيها. يروي عَنْ: ابن عيسى، وابن مأمون، وابن مسعود البجلي. أجاز للسلفي. مات في فرات.
177-
عبد الواحد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زيد بن إبراهيم: الخطيب أبو القاسم النيسابوري، المعروف بالحكم3. مات بالشاش فِي جُمادى الآخرة وله سبعٌ وثمانون سنة. روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه الخطيب، وغيره.
178-
عَبْد الواحد بْن عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة. الإمام أبو سعيد ابن الْإِمَام أَبِي القاسم القُشَيْريّ النَّيْسابوريّ الخطيب4. قَالَ السّمعانيّ فيه: أوحد عصره فضلًا ونفسًا وحالًا، الثاني من ذُكور أولاد أَبِي القاسم. نشأ في العلم والعبادة، وكان قويّ الحفظ، بالغًا فيه. تخرّج في العربيّة وضرب في الكتابة والشِّعْر بسهمٍ وافر. وأخذ في تحصيل الفوائد من أنفاس والده، وضبط حركاته وسكناته وما جرى لَهُ وصار في آخر عُمره سيّد عشيرته، وحجّ ثانيا بعد الثّمانين. وحدَّثَ ببغداد والحجاز. ثمّ عاد إلى نَيْسابور مشتغلًا العبادة، لا يفتر عَنْهَا ساعة. سمع: عليّ بْن مُحَمَّد الطّرازيّ، وأبا نَصْر منصورًا المفسّر، وأبا سعد النصرويي. وببغداد: أبا الطَّيِّب الطَّبَريّ، وأبا مُحَمَّد الجوهريّ. ثنا عَنْهُ ابنه هبة الرَّحْمَن، وأبو طاهر السِّنْجيّ، وأبو صالح عَبْد المُلْك ابنه الآخر، وغيرهم. ومولده في صَفَر سنة ثمان عشرة وأربعمائة. ومات في جُمَادَى الآخرة. وقال غيره: خطب نحو خمس عشرة سنة، فكان يُنشئ الخُطَب ولا يكرِّرها. وروى عَنْهُ أيضًا: عَبْد اللَّه بْن الفُرَاويّ. وسماعه من الطّرازيّ والمفسّر حضورًا في الرابعة أو نحوها.
1 لم نقف عليه.
2 لا بأس به.
3 في عداد المجهولين.
4 طبقات الشافعية "3/ 284" للسبكي.
179-
عزيزيّ بْن عَبْد المُلْك بْن منصور: أبو المعالي الْجَيليّ القاضي، الملقب شَيْذَلَة1. ورد بغداد وسكنها، وولي قضاء باب الأَزَج مدّة، وكان مطبوعًا، فصيحًا، كثير المحفوظ حلو النّادرة. جمع كتابًا في "مصارع العشاق" ومصائبهم. وَسَمِعَ من: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن عليّ الصوري، والحسين بْن مُحَمَّد الوَني الفَرَضِيّ، وجماعة. وحدَّثَ بيسير، وكان شافعيّ المذهب. مات في سابع صَفَر. روى عَنْهُ: فخر النّساء شُهْدَة، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة وقال: كَانَ زاهدًا، متقلّلًا من الدّنيا، وكان شيخ الوعّاظ ومعلّمهم الوعظ بتصانيفه وتدريبه.
180-
عليّ بْن أحمد بْن عَبْد الغفّار: أبو القاسم البَجَليّ المؤدِّب2: سمع من: أبي العلاء محمد بن علي الواسطي، وأبي طالب عمر بن إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ. روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وعبد الخالق الغزّال، والسِّلَفيّ، وجماعة ببغداد. ومات في شَعْبان.
181-
عليّ بْن أحمد بْن أَبِي ذكرى النّجّاد3: شيخ صالح. سمع: ابن غَيْلان. روى عنه: عمر بن ظفر، وأبو المعمر الْأَنْصَارِيّ.
182-
عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن إسماعيل بْن أبي الطيب أخرم: أبو الحسن المديني ابن النَّيْسابوريّ، الصَّيْدلانيّ4 المؤذِّن الزّاهد. وُلِد في رجب سنة خمس وأربعمائة. ذكره عَبْد الغافر فقال: شيخ عابد، جليل، فاضل، من تلامذة الْإِمَام أَبِي مُحَمَّد الْجُوَينيّ. كَانَ يسكن المدينة الداخلة في المسجد المعروف به، لزمه سنين منزويًا عم النّاس، قلّ ما يخرج ويدخل. سمع: أبا زكريّا المُزَكيّ، والشيخ أبا عليّ عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن السّرّاج، وأبا بَكْر الحِيّريّ، وأبا سَعِيد الصَّيْرفيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: خلق كثير. وتُوُفّي في ثامن عشر المحرَّم سنة أربعٍ وتسعين. عقد مجلسًا للإملاء، وحضره الأعيان. روى عَنْهُ: أبو البركات الفُرَاويّ، والعبّاس العصاريّ، وعُمَر بْن الصّفّار، والفلكيّ، وعبد الخالق بن الشحامي.
1 السير "19/ 174".
2 لا بأس به، في عداد المستورين.
3 وردت هذه الترجمة وما قبلها في حرف "الميم" والصواب أنها ههنا.
4 السير "19/ 157، 158".
183-
علي بن محمد بن الحسين بْن أَبِي ثابت: أبو الحَسَن الزُّهْرِيّ الأَبِيوَرْديّ، عرف بالأيوبي1. إمام فاضل خليل. روى عَنْ: أَبِي منصور عَبْد القاهر بْن طاهر البغداديّ، وفضل اللَّه بْن أَبِي الخير المِيهَنيّ، وأبي حسّان مُحَمَّد بْن أحمد المُزَكيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الحارث الأصبهاني، وعدّة. وكان مولده بعد الأربعمائة. روى عنه: ابنه عَبْد القاهر بْن طاهر البغداديّ، وفضل اللَّه بْن أَبِي الخير المِيهَنيّ، وأبي حسّان مُحَمَّد بْن أحمد المُزَكيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن الحارث الأصبهاني، وعدة. وكان مولده بعد الأربعمائة. روى عَنْهُ: ابنه عَبْد المُلْك وجماعة. وتُوُفّي في هذه السنة، أو في الماضية.
"حرف الفاء":
184-
الفضل بْن عَبْد الواحد بْن الفضل: أَبُو العبّاس السَّرْخَسيّ، ثمّ النَّيْسابوريّ الحنفيّ2 التّاجر. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد السّرّاج، وأبا بَكْر الحِيرِيّ، وصاعد بْن مُحَمَّد القاضي. وسمع بمَرْو: أبا بَكْر بْن مُحَمَّد بن عبويه الأنباري، وأبا غانم الكراعي. وببخارى: أبا سهل الكَلَاباذيّ. وتفرَّد بالرّواية في الدّنيا عَنْ أَبِي سهل بْن حَسْنَوَيْه، وأبي عليّ بن عبدان صاحبي الأصم. ومولده سنة أربعمائة. قال السمعاني: شيخ حسن السيرة، مسن، معمر، ذو نعمة وثروة. ورد بغداد مع والده في سنة عشر وأربعمائة. روى لنا عنه: عمي الحسن بن منصور، وأبو طاهر السنجي، وأبو مضر الطبري، وعبد الله بن الفراوي، وناصر بن سليمان الأنصاري، وجماعة كبيرة. وكان صلبا في مذهب أبي حنيفة. وقرأت بخط إسماعيل بن عبد الغافر قَالَ: طلبوا من الفضل بْن عَبْد الواحد ألْفي دينار، وأخذوه وضربوه، وحملوه إلى دار القاضي صاعد، وضمِنه أبو المعالي بْن صاعد، وبقي أيّامًا في داره. وتُوُفّي في أوائل جُمَادَى الأولى سنة أربعٍ وتسعين، وخلّوه في التابوت في داره أيّامًا، وما وجدوا لَهُ شيئًا، فإنّ ابنه هرب وأصحابه.
1 لا بأس به. ووردت هذه الترجمة في حرف "النون" والصواب أنها ههنا.
2 السير "19/ 147".
"حرف الميم":
185-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن إسماعيل بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن لُقْمان. أبو بَكْر النَّسَفيّ1 المقرئ، والد أَبِي حفص عُمَر، مؤرخ سمرقند. ولد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة. وسمع من: القاضي أَبِي الفوارس النَّسَفيّ، والإمام يوسف بْن مُحَمَّد المَوْدُوديّ، وأحمد بْن جعفر الكاسَنيّ، وأبي بَكْر بْن إِبْرَاهِيم النُّوحيّ. ودخل بُخَارى، وسَمَرْقَنْد. وتُوُفّي في أوّل صَفَر.
186-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الباقي بْن طرق: أبو الفضائل الربعي الموصلي2. أحد الفُقَهاء الشّافعية. سكن بغداد، وسمع من: أبي إسحاق من البَرْمكيّ، وأبي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وابن غَيْلان. وتفقَّه عَلَى أَبِي إِسْحَاق الشِّيرازيّ. روى عَنْهُ: كثير بْن مماليق، وأبو نَصْر الحَرَشِيّ الشّاهد. تُوُفّي في صَفَر.
187-
مُحَمَّد بْن الحَسَن: الفقيه أبو عَبْد اللَّه الرّاذانيّ3. أحد العُبّاد الحنابلة. قَالَ السّمعانيّ: من الزُّهّاد والمنقطعين، والعُبّاد الورعين. مُجاب الدّعوة، صاحب كرامات.
سمع: أبا يَعْلَى الفقيه الحنبليّ، وغيره. حُكي عَنْهُ أَنَّهُ أراد أن يخرج إلى الصّلاة، فجاء ابنه إِلَيْهِ، وكان صغيرًا، فقال: أريد غزالًا ألعب بِهِ، فسكت الشَّيْخ، فالحَّ عَلَيْهِ وقال: لا بُدّ لي من غزال. فقال لَهُ: أسكت، غدًا يجيئك غزال. فجاء من الغد غزال، ووقف عَلَى باب الشَّيْخ، وجعل يضرب بقرنيه الباب، إلى أن فتحوا لَهُ ودخل، فقال الشَّيْخ: يا بني، جاءك الغزال. تُوُفّي رحمه الله فِي رابع عشر جُمَادَى الْأولى.
188-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد: أَبُو مسعود السوذرجاني4. شيخ السلفي.
1 لم نقف عليه.
2 البداية والنهاية "12/ 161".
3 السابق "12/ 161".
4 السير "19/ 194".
يروي عَنْ: عليّ بْن ميلة الفَرَضِيّ، وغيره. تُوُفّي فِي جُمَادَى الأولى عَنْ سِنٍّ عالية.
189-
مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد بْن عَبْد الرحيم بْن أحمد: العلّامة أبو سَعْد العيداني الخراساني المروزني، الحنفي1. ويُعرف بخُوَاهَرْزَادَة. كَانَ مائلًا إلى الحديث وكتابته. كبير الشّأن في مذهبه. روى عَنْ خاله القاضي عليّ بْن الحَسَن الدِّهْقان، والخطيب عَبْد الوهّاب الكسائي، وطائفة. ومات بمَرْو. ذكره ابن شيخنا قاضي الحَسَن.
190-
مُحَمَّد ابْن الوزير الشهيد أَبِي القاسم رئيس الرؤساء عليّ بْن الحسن بن المسلمة. أبو النصر2. ولد نصر. ولد سنة أربعين وأربعمائة، وولي الأستاذ داريّة في العراق. وكان صدرًا محتَشِمًا مُعَظَّمًا. مات في المحرَّم.
191-
مُحَمَّد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن وَدْعَان3.
القاضي أبو نَصْر المَوْصِليّ. قدِم بغداد في سنة ثلاثٍ وتسعين قبل موته بعام، وروى الأربعين الوَدْعَانيّة الموضوعة الّتي سرقها عمّه أبو الفتح بن ودعان من الكذاب زيد ين رفاعة. سمعها منه: هبة اللَّه الشِّيرازيّ، وعُمَر الرؤاسي. وكان مولده سنة اثنتين وأربعمائة. ومات بالموصل. قَالَ السّمعانيّ: حدَّثَ عَنْ عمّه أبي الفتح أَحْمَد بْن عُبَيْد اللَّه بْن أَحْمَد بْن سليمان بْن وَدْعَان، وأبي الحَسَن مُحَمَّد بْن عليّ بْن بحشل، والحسين بْن مُحَمَّد الصَّيْرفيّ. وروى عَنْهُ: أبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ. وقال السِّلَفيّ: قرأتُ عَلَيْهِ الأربعين جَمْعَه، ثمّ تبيّن لي حين تصفّحتها تخليطٌ عظيم يدلّ عَلَى كذِبه وتركيبه الأسانيد. وقال هُزَارسْت: سألته عن مولده، فقال: ليلة النصف من شعبان سنة إحدى وأربعمائة، أول سماعي سنة ثمان وأربعمائة. وقال ابن ناصر: رأيته ولم أسمع منه؛ لأنّه كَانَ متهمًا بالكذب، وكتابهُ في الأربعين سرقة من ابن رفاعة، وحذف منه الخطْبة، وركَّب عَلَى كلّ حديثٍ رجلًا أو رجلين إلى شيخ زيد بْن رفاعة واضع الكتاب. وكان كذابًا، وألف بين كلماتٍ قد قالها النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وبين كلمات من
1 الجواهر المضيئة "3/ 1358".
2 الكامل "10/ 326".
3 السير "19/ 164"، البداية والنهاية "12/ 161".
كلام لُقْمان والحُكماء، وطوَّل الأحاديث. وقال السِّلَفيّ: تُوُفّي في المحرَّم بالموصل، ولم يكن ثقة.
192-
مُحَمَّد بْن أَبِي القاسم عليّ بْن المحسن بْن عليّ بْن مُحَمَّد: أبو الحُسين التّنُوخيّ البغداديّ المعدّل1. شهد عند قاضي القُضاة أَبِي عَبْد اللَّه الدّامغانيّ فقبله. وروى عَنْ أَبِيهِ، وغيره، مقطّعات من الشِّعْر. روى عَنْهُ: مفلح الدُّونيّ. ومات في شوّال وانقرض بيته.
193-
مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن أحمد: أبو البركات بن الحُلْوانيّ البغداديّ2 من الوُكَلاء عَلَى باب قاضي القُضاة أَبِي عَبْد اللَّه بْن الدّامغانيّ، فمن بعده. سمع: أبا مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن مُحَمَّد الخلّال، ومُحَمَّد بْن عليّ الصُّوريّ، وجماعة. وعنه: الحافظ ابن ناصر، وغيره. تُوُفّي في ذي الحجّة؛ وقيل: في سنة ثلاثٍ.
194-
مُحَمَّد بْن القاسم بْن أَبِي غُدّان. أبو الفتح الفقيه3.
روى عَنْ: أَبِي إِسْحَاق القرّاب.
195-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عُبيد اللَّه بْن أَحْمَد بْن أبي الرعد العُكْبَريّ4: أبو الحَسَن. سمع: الحَسَن بْن شهاب العُكْبَريّ. روى عَنْهُ: أبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ. ومات في صَفَر. وقد أجاز للسِّلَفيّ.
196-
مُحَمَّد بْن مامُوَيْه بْن عليّ. أبو بَكْر المتولّي الأَبِيوَرْديّ5. كَانَ متولّي أمور مدرسة البَيْهقيّ، وكان في أسلافه من تولّى الأوقاف. سمع: أبا بَكْر الحِيّريّ، وغيره. روى عَنْهُ: زاهر الشّحّاميّ. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى وغسّلته امرأته، ودُفِن ليلًا مخافة الظَّلَمة والأعوان، وكان في زمان الغلاء والتّشويش. وقد مرّ عام أوّل.
197-
مُحَمَّد بْن المفرّج بْن إِبْرَاهِيم: أبو عَبْد اللَّه البَطَلْيُوسيّ المقرئ6. قَالَ ابن بَشْكُوَال: روى عَنْ أَبِي عَمْرو الدّانيّ فيما كَانَ يزعمُ، وذكر أنّ له رحلة
1 معجم الأدباء "14/ 113".
2 لم نقف عليه.
3 في عداد المجهولين.
4 في عداد المجهولين.
5 سبقت الترجمة له.
6 الميزان "4/ 46".
إلى المشرق روى فيها عَن الأهوازيّ. وكان يكذب فيما ذكره. وتُوُفّي بالمَرِيّة. قلت: وقد روى أبو القاسم بْن عيسى القراءات، وليس هو بثقة، عن عبد المنعم بن الخلوف، عَنْ أَبِيهِ، عَن ابن المفرّج هذا، وزعم أَنَّهُ قرأ عَلَى مكّيّ، وأبي عَمْرو الدّانيّ، وأبي عليّ الأهوازيّ، وأبي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحُسين الكارَزِينيّ.
198-
منصور بْن بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن حِيد بْن عَبْد الجبّار بْن النَّضْر. أبو أحمد بْن أَبِي منصور النَّيْسابوريّ التّاجر1. سمع: جَدّه أبا بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ صاحب الأصمّ. وقدِم بغداد وسكنها.
وسمع: أبا طَالِب بْن غَيْلان، وأبا عليّ بْن المذهب، وعبد العزيز بْن عليّ الأَزَجيّ. روى عَنْهُ: عُمَر بْن ظفر المَغَازليّ، وأبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وشُهْدَة، وخطيب المَوْصِل، وآخرون. تُوُفّي في شوّال.
"حرف النون":
199-
نَصْر بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن البَطِر: أبو الْخَطَّاب البغداديّ البزّاز المقرئ2. سمع بإفادة أخيه من: أَبِي مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن البَيِّع، وعُمَر بْن أحمد العُكْبَريّ، ومُحَمَّد بْن أحمد بْن رَزْقُوَيْه، وأبي الحسين بن بشران، وأبي بكر المنقي، ومكّيّ بْن عليّ الحريريّ، وجماعة. وتفرّد في وقته، ورُحِل إِلَيْهِ.
روى عَنْهُ: أبو بَكْر الْأَنْصَارِيّ، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وابن ناصر، وسعد الخير الأندلسيّ، وأحمد بْن عَبْد الغني البَاجِسْرَائيّ، وأبو الفتح بْن البَطِّيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن السَّكَن، وشُهْدَة الكاتبة، وخطيب المَوْصِل أبو الفضل الطُّوسيّ، وخلْق سواهم، آخرهم موتًا. قَالَ صاحب "المرآة": جرت لَهُ حكاية، كَانَ عَلَى دواليب البقر مشرفًا عَلَى عُلُوفاتهم، فكتب إلى المستظهر باللَّه رقعة: العبد ابْن البقر المشرف عَلَى البَطَر: فلمّا رآها الخليفة ضحك. وكان ذَلِكَ تغفُّلًا منه.
قَالَ أبو عليّ بْن سُكَّرَة: شيخ مستور. أَنَا الحَسَن بْن عليّ، أَنَا أبو الفضل الهمذاني، أنا أبو طهر السِّلَفيّ: سألتُ شُجاعًا الذُّهْليّ عَن ابن البَطَر فقال: كان
1 السير "19/ 181".
2 السابق "19/ 46".
قريب الأمر لَيِّنًا في الرّواية، فراجعْتُهُ في ذَلِكَ وقلت: ما عرَفْنا ممّا ذكرت شيئًا، وما قرئ عليه شي تشك فيه. وسماعاته كالشم وُضُوحًا. فقال: هُوَ لَعَمْرِي كما ذَكَرْت، غير أني وجدت في بعض الأحيان ما كَانَ لَهُ بِهِ نسخة سماعًا، يشهد القلب ببُطْلانه. ولم يُحْمَلْ عَنْهُ شيءٌ من ذَلِكَ. وقال السِّلَفيّ: سألت ابن البَطَر عَنْ مولده، فقال: سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وقد دخلت بغداد في الرّابع والعشرين من شوّال، فسَاعَةَ دخولي لم يكن لي شُغل إلّا أنّ مضيت إلى ابن البَطَر، وقد حكمت عَلَيْهِ، وكان شيخًا عِسرًا فقلت: قد وصلت من إصبهان لأجلك. فقال: اقرأ. وجعل موضع الراء من اقرأ غنيًّا. فقرأت عَلَيْهِ وأنا متكئ لأجل دمامل في موضع جلوسي. فقال: أبصِر ذا الكلب يقرأ وهو متّكئ! فاعتذرت بالدماميل، وبكيت من كلامه. وقرأت عَلَيْهِ سبعةً وعشرين حديثًا، وقمت. ثمّ تردّدتُ، وقرأت عَلَيْهِ خمسة وعشرين جزءًا، ولم يكن بذاك. تُوُفّي ابن البَطَر في سادس عشر ربيع الأول. وقد أنبأ بلال المغيثيّ عَن ابن رَواج، عَن السِّلَفيّ، عَنْهُ، بجزء حديث الإفك، للآجُرِّيّ.
وروى هذا الجزء أبو الفتح بْن شاتيل، وهو غلط من بعض الطلبة وجَهْل، فإنّ أبا الفتح لم يلْحقه. وقال السّمعانيّ: كَانَ أبو الخطّاب يسكن باب الغَرَبَة عند المَشْرَعَة، ممّا يلي البدريَّة، وعُمِّر حتّى صارت إِلَيْهِ الرِّحْلة من الأطراف، وتكاثر عَلَيْهِ الطّلبة. وكان شيخًا صالحًا صَدُوقًا، صحيح السّماع. سمع: ابن البَيِّع، وابن رزقوَيْه، وابن بشران، وهو آخر من حدَّثَ عَنْهُمْ.
"حرف الهاء":
200-
هبة اللَّه بْن حمزة: أبو الجوائز العبّاسيّ1. روى عَنْ: ابن غَيْلان. وهو ابن الكاتبة بنت الأقرع. تُوُفّي في صَفَر.
"الكنى":
201-
أبو الحَسَن بْن زفر العُكْبَريّ: المقرئ الفقيه الحنبليّ2. تُوُفّي عَنْ تسعين سنة، وقيل: إنه صام خمسًا وسبعين سنة.
1 لم نقف عليه.
2 طبقات الحنابلة "2/ 253".
وفيات سنة خمس وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
202-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عيسى: أبو العبّاس الكِنَانيّ القُرْطُبيّ1، ويُعرف بالبييرّس. روى عَنْ: مُحَمَّد بْن هشام المصحفي، وأبي مروان بْن سراج، وعيسى بْن خيرة، وخلف بْن رزق، وجماعة. وبرع في النَّحْو واللُّغة، وصار أحد أعلام العربية، مَعَ مشاركةٍ في الحديث والفقه والأصُول، وبذ أهل زمانه في الحفظ والإتقان، مَعَ خيرٍ وانقباض، وحُسْن خُلُق، ولِينِ جانب.
203-
إسماعيل بْن الحَسَن بْن عليّ بْن الحَسَن بْن علي بْن الْحَسَن بْن عليِّ بْن عُمَر بْن حَسَن بْن عليّ بْن عليّ ابن رَيْحَانَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الحُسين2 رضي الله عنه. أبو الهادي العَلَويّ الأصبهاني. كثير السّماع، نبيل.
سمع: بمكّة: أبا الحَسَن بْن صخْر الْأَزْدِيّ. وبأصبهان: أبا نُعَيْم، وأبا الحُسين بْن فاذشاه. وقدم بغداد في هذه السنة ليحج، فحدث. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وغيره. وقد قرأ بالرّوايات عَلَى أبي عَبْد اللَّه المليحي بأصبهان. وكان ناسكًا صالحًا. تُوُفّي في شَعْبان من أوّل السنة. قرأ بمكّة عَلَى: عليّ الكازَرُونيّ. قَالَ السِّلَفيّ: انتقى عَلَيْهِ أحمد بْن بِشْر، وإسماعيل التَّيْميّ؛ وكان مفسرًا.
204-
أحمد بْن مَعَدّ: أبو القاسم، الملقَّب بالمستعلي باللَّه بْن المستظهر بْن الظّاهر بن الحاكم بن العزيز بن المُعِزّ العُبَيْديّ3، صاحب مصر.
ولي الأمر بعد أَبِيهِ في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وسنه يومئذ إحدى وعشرون سنة. وفي أيّامه وهت دولتهم، واختلفت أمورهم، وانقطعت دعوتهم من أكثر مدن الشّام، واستولى عليها أتراك وفرنج، فنزل الفرنج عَلَى أنطاكية، وحاصروها ثمانية أشهر، وأخذوها في سادس عشر رجب سنة إحدى وتسعين، وأخذوا المَعَرّة سنة اثنتين وتسعين، والقدس فيها أيضًا في شَعْبان. واستولى الملاعين على كثير من مدن السّاحل. ولم يكن للمستعلي مَعَ الأفضل أمير الجيوش حُكْم. وفي أيّامه هرب أخوه
1 الصلة "1/ 71، 72".
2 غاية النهاية "1/ 163".
3 الدرة المضيئة "453"، وحسن المحاضرة "2/ 14".
نزار إلى الإسكندريّة، هُوَ منتسب أصحاب الدّعوة بقلعة الأَلموت، فأخذ لَهُ البيعة عَلَى أهل الثّغر أفتكين، وساعده قاضي الثّغر ابن عمّار، وأقاموا عَلَى ذَلِكَ سنة، فجاء الأفضل سنة ثمان وثمانين، وحاصَر الثغر، وخرج إِلَيْهِ أفتكين، فهزمه أفتكين. ونازلها ثانيا، وافتتحها عَنوة، فقتل جماعة، وأتى القاهرة بنزار وأفتكين، فذبح أفتكين صبرًا، وبنى المستعلي عَلَى أخيه حائطًا، فهو تحته إلى الآن. تُوُفّي المستعلي في ثالث عشر صَفَر سنة خمسٍ وتسعين، قاله ابن خَلِّكان، وغيره.
"حرف الجيم":
205-
جناح الدّولة: صاحب حمص، مر في الحوادث.
"حرف الحاء":
206-
الحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمَد: أبو عليّ الكَرْمانيّ السِّيرَجَانيّ الصالح الصُّوفيّ1، أحد من عُني بطلب الحديث وأكثر منه ببغداد، لكنّه أفسد نفسه وادّعى ما لم يسمعه. وهو الّذي دمّر عَلَى الطُّرَيثيثيّ وأَلْحَقَ اسمه في أجزاء، فعُرِفت. وكان قد كتب عَنْ مُحَمَّد بْن الحُسين بْن الترجمان بالشام. وحدَّثَ عَنْهُ السِّلَفيّ فقال: ثنا من أصله ببغداد، وسمع من عاصم، ورزق اللَّه. وكان صالحًا زاهدًا.
207-
الحُسين بْن عَليّ بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن المَرْزُبان: أبو عَبْد اللَّه الهَمَذانيّ الخطيب2. روى عَنْ: ابن حُمَيْد، وابن الصّبّاغ، ومُحَمَّد بْن يَنَال الصُّوفيّ، وابن عزو، وجماعة.
قال شيرويه: وكان صدوقًا فاضلًا، كثير النسخ، متدينا، عابدا.
208-
الحسين بن محمد بن أبي علي الحسين: الطبري، ثم البغدادي3، الفقيه الشافعي، توفي بأصبهان. وقد درس بنظامية بغداد مرتين، إحداهما استقلالا بعد الغزالي سنة تسع وثمانون. وقد تفقه علي أبي الطيب، وسمع منه، ومن: الجوهريّ. ثمّ لازم الشَّيْخ أبا إِسْحَاق حتّى برع في الفِقْه. ثمّ استُدْعِيّ إلى أصبهان من
1 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 244".
2 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
3 السير "19/ 210".
جهة أميرها، فقدمها، وأفاد أهلها ثلاث سنين، وانتقل إلى رحمة اللَّه تعالى. فهذا غير شيخ الحَرَم.
"حرف الخاء":
209-
خَالِد بْن عَبْد الواحد بْن أحمد بْن خَالِد الأصبهاني: أبو طاهر التّاجر1، أخو غانم. سمع: أبا نُعَيْم الحافظ؛ وبغداد: بشْرى بْن الفاتنيّ، ومُحَمَّد بْن رُزْمَة، وابن غَيْلان. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وجماعة. وُلِد سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وتوجفي في شَعْبان.
210-
خَلَف بْن عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عَبَّاس بْن مُدِير: أبو القاسم الْأَزْدِيّ الخطيب2 بجامع قُرْطُبَة. روى عَنْ: أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ كثيرًا، وأبي العبّاس العُذْريّ، وأبي الوليد الباجيّ، وأبي شاكر القَبْريّ، وجماعة. وسكن المَرِيّة ثمّ استوطن قُرْطُبَة، وأقرأ النّاس بها، وحدَّثَ. وكان ثقة، كثير الجمع والتفنيد. كتب بيده الكثير.
وُلِد سنة سبْعٍ وعشرين وأربعمائة، وتُوُفّي في رمضان.
"حرف السين":
211-
سَعِيد بْن هبة اللَّه بْن الحُسين: أبو الحَسَن البغداديّ3. شيخ الأطباء بالعراق. وكان بارعًا أيضًا في العلوم الفلسفية، مشتهرًا بها. وخدم المفتدي باللَّه بصناعة الطّبّ. وانتهى في عصره معرفة الطّبّ إِلَيْهِ.
212-
سلمان بْن حمزة بْن الخضِر السُّلَميّ الدمشقي4: أخو عَبْد الكريم: سمع: أبا القاسم الحِنّائيّ، وأبا بَكْر الخطيب. وحدَّثَ باليسير.
1 السابق "19/ 185".
2 الصلة "1/ 173".
3 وفيات الأعيان "6/ 73".
4 تهذيب تاريخ دمشق "6/ 212".
"حرف الصاء":
213-
صاعد بْن سَيَّار بْن يحيى بْن مُحَمَّد بْن إدريس: أبو العلاء الكِنَانيّ الهَرَوِيّ قاضي1 القُضاة بهَرَاة.
سمع: جَدّه القاضي أبا نَصْر يحيى، وأبا سَعِيد مُحَمَّد بْن موسى الصَّيْرفيّ، وعليّ بْن مُحَمَّد الطّرَازِيّ، والقاضي أبا العلاء صاعد بْن مُحَمَّد، وأبا بِشْر الحَسَن بن أحمد المُزَكيّ، وسعيد بْن العبّاس النَّرْسيّ. روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن طاهر، وجماعة آخرهم حفيده نَصْر بْن سيّار. وكان صَيِّنًا، نَزِهًا، إمامًا، انقاد لتقدُّمه جُمَيْع الطّوائف، وعُمَّر، وانتخب عَلَيْهِ شيخ الإسلام مع تقدمه. ولد سنة خمس وأربعمائة في جمادى الآخرة.
من الرواة عنه: حفيد شهاب بن يسار، وعليّ بْن سهل الشّاشيّ، وعبد المعز بْن بِشْر المُزَنيّ، ومُحَمَّد بْن المفضل الدّهّان، وعبد الواسع بْن عطاء، ومسرور بْن عَبْد اللَّه الحنفيّ. تُوُفّي في رجب سنة أربع. أخذ عَنْ: أَبِي العلاء بْن التّلميذ والد أمين الدّولة؛ وعن: أَبِي الفضل كتفات، وعَبْدان الكاتب. وصنَّف كُتُبًا كثيرة في الطّبّ وهو صغير، وكتاب "الإقناع" وهو كبير، وكتاب التّلخيص النظامي، كتاب خلْق الإنسان، كتاب اليرقان، مقالة في الحدود، مقالة في تحديد مبادئ الأقاويل الملفوظ بها. وعليه اشتغل أمين الدّولة بْن التّلميذ النصراني. توفي في سادس ربيع الأول عَنْ ثمانٍ وخمسين سنة. وله عدة تلاميذ.
"حرف العين":
214-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن إسْمَاعِيل بْن قُورْتس. أبو مُحَمَّد السَّرَقُسطيّ2. روى عَنْ: أَبِيهِ، وأبي الوليد الباجيّ. وأجاز لَهُ أبو عُمَر الطَّلَمَنْكيّ، وأبو عُمَر السّفاقُسِيّ. وكان وقورًا مهيبًا فاضلًا، ذا نظر، عليمًا في المسائل وولي قضاء سرقسطة. تُوُفّي في صَفَر.
1 السير "19/ 182"، وشذرات الذهب "3/ 402".
2 الصلة "1/ 289".
215-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن ثابت: أبو القاسم الثّابتيّ الخِرَقيّ1. من قرية خَرَق بمَرْو. كَانَ من أئمّة الشّافعيّة الكبار، ورِعًا زاهدًا.
تفقّه بمَرْو عَلَى أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن الفُورانيّ؛ وبمرو الرُّوذ عَلَى القاضي حسين. وأخذ ببغداد عَنْ أَبِي إِسْحَاق الشِّيرازيّ. وحجّ ورجع إلى قريته، وأقبل عَلَى العبادة والزُّهْد والفتوى.
سمع: عبد الله الشيرتحشيري، وأبا عثمان الصّابونيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: ابنه عَبْد اللَّه، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن بشّار. تُوُفّي في ربيع الأوَّل.
216-
عَبْد الصَّمد بْن موسى بن هزيل بْن تاجيت2.
أبو جعفر البَكْريّ قاضي الجماعة بقرطبة. روى عن: أبيه، وحاتم بن محمد، ناظر عند: أَبِي عُمَر بْن القطّان الفقيه. وولي قضاء قُرْطُبَة. وكان لَهُ حظٌّ من الفِقْه والشروط. وكان يؤم الناس في مسجده، ويلزم الأذان فيه. واستمّر عَلَى ذَلِكَ مدّة قضائه. وكان وقورًا شهمًا متصاونًا، من بيت عِلْم وجلة. ثم صرف عَن القضاء ولزم بيته إلى أنّ مات في ربيع الآخر، وله نحوٌ من سبعين سنة.
217-
عَبْد العزيز بْن الحُسين الدّمشقيّ الدّلّال3: سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن سَلْوان، وغيره. ووثَّقهُ أبو مُحَمَّد بْن صابر. روى عَنْهُ: علي بن زيد بن المؤدِّب.
218-
عَبْد العزيز بْن عَبْد الوهّاب بْن أَبِي غالب: أبو القاسم القَرَويّ4. روى بمكّة، أي سمع بها من القاضي أَبِي الحَسَن بن صخر، وأبي القاسم بن عَبْد العزيز بْن بُنْدار. قَالَ ابن بَشْكُوَال: حدَّثَ عَنْهُ جماعة من شيوخنا، منهم: يحيى بْن موسى القُرْطُبيّ، وعليّ بْن أحمد المقرئ. وقال: كَانَ شيخًا جليلًا لَهُ روايات عالية، قدِم علينا غرناطة. وكتب إليَّ أبو عليّ الغسّانيّ يَقُولُ: إنّه قدِم عليكم رَجُل صالح عنده روايات، فخُذْ عَنْهُ ولا يفوتك. تُوُفّي في ذي القعدة.
1 طبقات الشافعية "3/ 227" للسبكي.
2 الصلة "2/ 376".
3 لم نقف عليه.
4 الصلة "2/ 376".
219-
عَبْد الواحد بْن عَبْد الرَّحْمَن. أبو مُحَمَّد الزُّبَيْريّ الوَرْكيّ الفقيه الزّاهد1. ذكره أبو سَعْد السمعاني وقال: عمر مائة وعشر سِنين. رحل النّاس إِلَيْهِ من الأقطار، وروى عَنْ: عمّار؛ وعن: إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن يزداد الرّازيّ، وإسماعيل بْن الحَسَن الْبُخَارِيّ، وإِسْحَاق بن محمد المُهَلّبيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن سليمان الجوديّ. روى عَنْهُ جماعة من ابن السّمعانيّ، وقال: قبره بوركي عَلَى فرسخين من بُخَارى، زرت قبره.
قلت: هذا نظر لَهُ في العالم، ولو كَانَ قد سمع بأصبهان أو نَيْسابور ونحوهما لأدرك إسنادًا عظيمًا. ولكنه سمع بما وراء النهر، وما إسنادهم بعالٍ. وقد أدرك والله إسنادا عاليا بمرة، فإن شيخه أبا ذر المذكور روى عَنْ يحيى بْن صاعد. وقد ذكرنا في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة موته. روى عَنْهُ: عثمان بْن عليّ البِيكَنْديّ، وأبو العطاء أحمد بْن أَبِي بَكْر الحمّاميّ، ومحمد بن أبي بكر عثمان البَزْدَويّ، وأخوه عُمَر الصّابونيّ، ومُحَمَّد بْن ناصر السرخسي، ومحمود بْن أَبِي القاسم الطُّوسيّ، وخلْق سواهم. عندي جزءٌ من حديثه بعُلُوّ. أرّخ السّمعانيّ وفاته في سنة خمس هذه، وقال: هُوَ فقيه إمام زاهد. أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ التَّمِيمِيِّ: أَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَيْكَنْدِيُّ، أَنَا الْإِمَامُ أبو محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بِقَرْيَةِ وَرْكِي فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمَائَةٍ: ثنا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْقُرَشِيُّ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ: ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعَ عَمْرَو بْنَ الْحَمِقِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَه". فَقِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ: وَمَا عَسَلُهُ؟ قَالَ: "فُتح لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ بَيْنَ يَدَيْ مَوْتِهِ حَتَّى يُرْضِي عَنْهُ مَنْ حَوْلَهُ"2.
220-
عثمان بن عبد الله: أبو عمر النَّيْسابوريّ الجوهريّ3، نزيل بغداد. قَالَ: حضرت مجلس أَبِي بَكْر الحِيّريّ، وصحِبْت أبا عثمان الصّابونيّ، وصحبت
1 السير "19/ 104".
2 "حديث حسن": أخرجه أحمد "5/ 224"، "4/ 200"، والبخاري في تاريخه الكبير "8/ 302"، وابن حبان "1822"، وابن أبي عاصم "1/ 175" في السنة، والطبراني "8/ 130، 204" في الكبير، والطحاوي "3/ 261" في شرح المشكل.
3 ذيل تاريخ بغداد "2/ 209".
بصور الفقيه بن أيوب، وبمصر أبا عبد الله القضائي. روى السِّلَفيّ وسأله في هذه السّنة عَنْ سِنِّه فقال: جاوزت التّسعين.
221-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَصِيدة: أبو الحَسَن البغداديّ الغزّال1. أحد القرّاء الحذّاق. قَالَ شجاع الذُّهْليّ: كَانَ آخر من يذكر أَنَّهُ قرأ القرآن عَلَى أَبِي الحَسَن الحمّاميّ.
222-
عليّ بْن عَبْد الواحد بْن فاذشاه: أبو طاهر الإصبهانيّ. سمع: أَبَا نُعَيْم، وهارون بْن مُحَمَّد. وعنه: السِّلَفيّ. وبقي إلى هذه الحدود.
"حرف الميم":
223-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الكامَخِيّ2: أبو عَبْد اللَّه السّاويّ. قَالَ أبو سَعْد: إنّه محدّث مشهور، معروف بالطّلب. رحل وسمع بنفسه، وأكثر. سمع بنَيْسابور: أبا بَكْر الحِيّريّ، وأبا سَعِيد الصَّيْرفيّ. وببغداد: أبا القاسم هبة اللَّه اللَّالَكائيّ، وأبا بَكْر البَرْقانيّ. روى عَنْهُ: إسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، وغيره. وآخر من روى عَنْهُ أبو زُرْعة المَقْدِسيّ. قلت: أخبرتنا عَائِشَة بنت المجد عيسى بجزء سفيان بن عيينة، عَنْ جدّها أَبِي زُرْعة، عَنْهُ. وتُوُفّي في هذه السنة عَلَى ظَنٍّ، أو في حدودها. قد حدث بمسند الشّافعيّ، من غير أصل. قَالَ ابن طاهر: سماعه فيما عداه صحيح. وممّن روى عَنْهُ: سَعِيد بْن سَعْد اللَّه المِيهَنيّ، وأخواه راضية، وهبة اللَّه.
224-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن عَبْد الواحد: أبو بَكْر الشِّيرازيّ، البغداديّ، المعروف بابن الفقيرة3. رَجُل صالح من أهل النَّصْريّة، محلّة ببغداد. سمع: أبا القاسم بْن بِشْران. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وغيره. قَالَ عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ: كَانَ ابن الفقيرة يمضي ويخرّب قبر أَبِي بَكْر الخطيب ويقول: كَانَ كثير التحامل على أصحابنا الحنابلة. فرأيته يومًأ، فأخذت الفأس من يده، وقلت: هذا كَانَ إمامًا كبير الشأن. وتوّبته وتاب، وما رجع إلى ذَلِكَ. تُوُفّي يوم تاسع المحرم.
1 لم نقف عليه.
2 السير "19/ 184".
3 المنتظم "9/ 133".
225-
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز: أبو غالب الرّازيّ البغداديّ، المعروف بابن أخت الْجُنَيْد1. سمع أبا القاسم بْن بِشْران. وكان إمام جامع الرّصافة، وكان رجلًا صالحًا، توفي في المحرم.
وروى عَنْهُ: عُمَر بْن ظَفَر، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ السِّلَفيّ. وقع لنا حديثه في الثالث من البُسْرانيّات.
226-
مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز بْن عَبْد اللَّه: أبو ياسر البغداديّ الخيّاط2. سمع: البَرْقانيّ، وأبا عليّ بْن شاذان، وابن بُكَيْر النّجّار، وأبا القاسم بْن بِشْران. وكان رجلًا خيّرًا. تُوُفّي في جُمَادَى. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ، وأبو الفضل، خطيب المَوْصِل، وجماعة، وسعد الخير الأندلسيّ.
227-
مُحَمَّد بْن عَبْد الوهّاب: أبو الفرج الكوفي الخزاز3، ويعرف بالشعيري. روى ببغداد عَنْ: مُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ. وعنه: السِّلَفيّ.
228-
مُحَمَّد بْن عليّ: الْإِمَام أبو بَكْر الشّاشيّ4. قِيلَ: تُوُفّي في هذا العام، والأصحّ ما تقدَّم وهو سنة خمسٍ وثمانين.
229-
مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن ثابت. الْإِمَام أبو نَصْر البَنْدنَيْجيّ الشّافعيّ5، فقيه الحَرَم. كَانَ من كبار أصحاب الشَّيْخ أَبِي إِسْحَاق الشِّيرازيّ. وقد سمع من: أَبِي إِسْحَاق البَرْمكيّ، وأبي مُحَمَّد الجوهريّ، وجماعة. روى عَنْهُ: إسماعيل بْن مُحَمَّد الفضل الحافظ، ورفيقه أبو سعد أحمد بن محمد
1 لا بأس به.
2 انظر السابق.
3 لم نقف عليه.
4 سبقت الترجمة له.
5 السير "19/ 196".
البغداديّ، وعبد الخالق بْن يوسف. قَالَ السِّلَفيّ: سَمِعْتُ حُمَيْد بْن أَبِي الفتح الأصبهاني الشَّيْخ الصّالح بمكّة يَقُولُ: كَانَ الفقيه أبو نَصْر البَنْدنَيْجيّ يقرأ في كلّ أسبوع ستّة آلاف مرة: {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، ويعتمر في رمضان ثلاثين عُمْرة، وهو ضرير يؤخذ بيده. وقال غيره: تُوُفّي بمكّة وقد جاوز أربعين سنة، وعاش بضعًا وثمانين سنة. وكان مُفْتيا مدرّسًا، بارعًا، صاحب جدّ وعبادة.
230-
مقاتل بْن مَطْكُوذ بْن تمريان: أبو مُحَمَّد السُّوسيّ المغربي الضّرير1 المقرئ. قدِم دمشق، وقرأ بها عَلَى أَبِي عليّ الأهوازي. وسمع منه، ومن: عليّ بْن مُحَمَّد بْن شجاع، وأبي عليّ أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر. روى عَنْهُ: حفيده نَصْر بْن أحمد، وغيره. وقدم دمشق سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وعُمره إحدى وعشرين سنة. مات في صَفَر.
231-
منصور بْن المؤمِّل الغزّال. الضّرير2، أبو أحمد. سمع: ابن غَيْلان. روى عَنْهُ: أبو البركات السَّقَطيّ، والسِّلَفيّ. قَالَ الذُّهْليّ: تُوُفّي في شَعْبان.
"حرف الياء":
232-
يحيى بْن عَبْد اللَّه بْن الحُسين: القاضي أبو صالح الناصح3. ولد قاضي قضاة نَيْسابور. مدرّس، مفتٍ عَلَى مذهب أَبِي حنيفة. ناب في القضاء مدة. حدَّثَ عَنْ: أَبِيهِ؛ وعن أَبِي حسان المُزَكيّ، وأبي سَعْد عَبْد الرَّحْمَن بْن حَمْدان النَّصْرويّ. وعنه: ابناه عَبْد الرَّحْمَن، وأحمد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ، وإسماعيل العصائديّ. مات في ذي الحجة، وله سبعون سنة.
"الكنى":
233-
أبو الحَسَن بْن أَبِي عاصم العَبَّادي4: الفقيه الشّافعيّ، مصنِّف كتاب الرقم في المذهب. توفي عَنْ ثمانين سنة، وكان من كبار فقهاء المراوزة. له ذكر في الروضة.
1 السير "20/ 248".
2 لم نقف عليه.
3 لا بأس به.
4 السير "19/ 185".
وفيات سنة ست وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
234-
أحمد بن الحسن بن الحسن: البغداديّ البزّاز، المعروف بابن الزّرد1. شيخ صالح. سمع: عَبْد المُلْك بْن بِشْران، ومُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن رزْمة. وعنه: ابن ناصر، والسِّلَفيّ، وطائفة.
235-
أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد: أبو الفتح السُّوذَرْجانيّ الأصبهاني2. أخو أَبِي مسعود مُحَمَّد المتوفي سنة أربع وتسعين، وعاش أحمد بعده مدة. سمع: عليّ بْن مَيْلَة الفرضي، واحسبه آخر من روى عنه، أبا بكر بن علي بن الذّكْوانيّ. وعُمِّر تسعين سنة. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ، وأبو رُشَيْد إسماعيل بْن غانم البَيِّع، ومحمود بْن أَبِي القاسم بْن حَمَكا. ثمّ ظفرِتُ بوفاته في صَفَر سنة ستٍّ وتسعين. وآخر أصحابه أبو الفتح الخِرَقيّ. وكان من كبار الأُدباء والنُّحاة بأصبهان. خرَّج لَهُ الحُفّاظ.
236-
أحمد بْن عليّ بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَمْر بْن سِوار: الأستاذ أبو طاهر البغدادي3، مقرىء العراق، مصنف كتاب المستنير في القراءات العشْر. وُلِد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ ثقة أمينًا، مقرئًا فاضلًا، حَسَن الأخذ للقرآن. ختم عَلَيْهِ جماعة كتاب اللَّه، وكتب بخطّه الكثير من الحديث. سمع: مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن رزْمة، ومُحَمَّد بْن الحُسين الحرّانيّ، وأبا طَالِب بْن غَيْلان، والتّنُوخيّ، وجماعة. وهو والد شيخنا هبة اللَّه بْن مُحَمَّد. ثنا عَنْهُ: أبو الفضل بْن ناصر، والخطيب مُحَمَّد بْن الخضر المُحَوَّليّ، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ. قلت: وروى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وجماعة. قَالَ السّمعانيّ: سألتُ ابن ناصر عَنْهُ، فقال: نبيل ثبت، متقن أنبأونا عَنْ حمّاد الحرّانيّ أَنَّهُ سمع السِّلَفيّ يَقُولُ، وذكر ابن سَوَّار: كان فاضلًا عالمًا من أعيان أهل
1 لا بأس به.
2 السير "19/ 193، 194".
3 السير "19/ 225، 226"، البداية والنهاية "12/ 163".
زمانه في علم القراءات، وله كتاب فيها، سمعناه منه. وقرأ عَلَيْهِ خلْق كثير. وكان ثقة، ثبتًا، أمينًا. قلت: أَخْبَرَنَا بكتابه "المستنير" أبو القاسم عليّ بْن بَلبان إجازةً، بسماعه من أبي طالب بن النّبطيّ، أَنَا أبو بَكْر أحمد بْن المقرئ سماعًا، أَنَا المؤلِّف سماعًا. وممّن قرأ عَلَيْهِ القراءات العَشْر أبو عليّ بْن سُكَّرَة، وقال: هُوَ حنفيّ المذهب، ثقة، خيِّر، حبس نفسه عَلَى الإقراء والحديث. قلت: وممّن قرأ عَلَيْهِ: أبو مُحَمَّد المقرئ سِبْط الحنّاط. ومن شيوخه: أبو عليّ الشّرْمقانيّ، وعُتْبة العُثْمانيّ. وأسانيده موجوده في صدر كتابه. قَالَ ابن النّجّار: قرأ القرآن عَلَى: أَبِي القاسم فرج بْن عُمَر الضّرير، والقاضي أَبِي العلاء الواسطيَّيْن، وأبي نَصْر بْن مسرور، وعليّ بْن طلحة، وعُتْبة بْن عَبْد المُلْك، والحَسَن بْن عليّ العطّار. وكان إمامًا، ثقة، نبيلًا. قرأ عَلَيْهِ: سِبْط الحنّاط، والشَّهْرَزُوريّ. مات في رابع شَعْبان.
237-
إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد: أبو طاهر السلماني الواعظ1. روى عَنْ: أَبِي القاسم بْن عَلِيَّك النَّيْسابوريّ، وغيره. روى عَنْهُ: هبة بْن السَّقَطيّ، وأبو عامر العَبْدَريّ، وولده الواعظ يحيى بْن إِبْرَاهِيم، وآخرون. وكان شيخًا بهيا، فاضلًا، عظيم اللّحية. قَالَ ابنه: كَانَ أَبِي علّامةً في عِلم الأدب، والتفسير، والحديث، ومعرفة الأسانيد والمُتُون، وأوحد عصره في عِلْم الوعظ والتّذكير. أدرك جماعة من الأئمّة، وكتب بخطّه مائة وخمسين مجلّدًا. وكان من الورع وصِدْق الحديث بمكان. ولد سنة ثلاثة وثلاثين وأربعمائة، ومات بخُوَيّ في جُمَادَى الآخرة.
"حرف الحاء":
238-
حمد بن مراون بْن قيصر: أبو عُمَر الأُمَويّ، الزّاهد المعروف بابن اليُمنَالِش2. من أهل المَرِيّة أخذ عَنْ: المُهَلَّب بْن أَبِي صُفْرة، وغيره. قَالَ ابن بَشْكُوَال: فاق في الزُّهد والورع أهلَ وقته. وكان العمل أَمْلَك بِهِ. وُلِد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في صفر.
1 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
2 لم نقف عليه.
239-
الحُسين بْن الحُسين بْن عليّ بْن العبّاس: أبو أسعد الهاشْميّ الفانِيذيّ البغداديّ1. سمع: أبا عليّ بْن شاذان روى عَنْهُ: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وابن ناصر، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وآخرون. أثنى عَلَيْهِ عَبْد الوهّاب، وذكر شجاع الذُّهْليّ أَنَّهُ تغيّر في آخر عمره، وُلِد سنة ثمانٍ وأربعمائة، وتوفي في شوال. قال السلفي: نقص بآخرة.
240-
الحُسين بْن مُحَمَّد. أبو عبد الله الكتبي الحاكم2. محدث هراة. توفي عن سبْعٍ وثمانين سنة. صنف التاريخ، وسمع من: أَبِي مَعْمَر سالم بْن عَبْد اللَّه، وطبقته من أصحاب الرّفاء، وابن خميرُوَيْه. روى عَنْهُ: أبو النَّضْر الفامي، وأهل هَرَاة، وعبد الرّشيد بْن ناصر، وعبد المُلْك بْن عَبْد اللَّه العُمَريّ، ومسعود بْن مُحَمَّد الغانميّ، وعدة. أثنى عَلَيْهِ السّمعانيّ، وقال: يُعرف بحاكم كرّاسة، لَهُ عناية تامة بالتّواريخ.
سمع: سَعِيد بْن العبّاس الْقُرَشِيّ، وأبا يعقوب القرّاب. وُلِد سنة تسعٍ وأربعمائة، ومات في صَفَر بهَرَاة.
"حرف الخاء":
241-
خازم بْن مُحَمَّد بْن خازم: أبو بَكْر المخزوميّ القرطبي3. ولد سنة عشر وأربعمائة، وروى عَنْ: يونس القاضي، ومكّيّ بن أَبِي طَالِب، وأبي مُحَمَّد الشَّنْتَجاليّ، وأبي القاسم بْن الإفليليّ، وجماعة. قَالَ ابن بَشْكُوَال: وكان قديم الطَّلب، وافر الأدب. ولم يكن بالضّابط، وكان يخلط في أسمعته. وقفت لَهُ عَلَى أشياء قد اضطّرب فيها. وكان أبو مروان بْن سراج، ومُحَمَّد بْن فَرَج الفقيه يضعّفاه. قُلْتُ: آخِرُ من رَوَى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خليل نزيل مَرّاكش، قَالَ أبو الوليد بْن الدّبّاغ: كَانَ من جلة أهل الأدب، وله اعتناء بالحديث.
1 لا بأس به.
2 السير "19/ 152".
3 معرفة القراء الكبار "1/ 445".
"حرف السين":
242-
سليمان بْن أَبِي القاسم نجاح: مولى أمير المؤمنين بالأندلس المؤيَّد باللَّه بْن المستنصر الأُمَويّ، الأستاذ أبو دَاوُد المقرئ1.
سكن دانيَة، وَبَلَنْسِيَة. قرأ القراءات عَلَى أَبِي عَمْرو الدّانيّ، وأكثر عَنْهُ. وهو أثبت النّاس فيه. وروى عَنْ: عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبي العبّاس العُذْريّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن سعدون القَرَويّ، وأبي شاكر الخطيب، وأبي الوليد الباجيّ، وغيرهم. قرأ عَلَيْهِ خلْق كثير، وأخذوا عَنْهُ منهم: أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن محمد بن سعيد ابن غلام الفَرَس، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة، وأبو العباس بن أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي، وأحمد بْن عليّ الثَّقْفيّ، وأحمد بْن عليّ بْن سَحْنُون المُرْسي، وابن أحمد بْن خَلَف، وجماعة، وإبراهيم بْن البَكْريّ الدّانيّ، وجعفر بْن يحيى المعروف بابن غتّال، ومُحَمَّد بْن عليّ النوالشيّ، وعبد اللَّه بْن الفَرَج الزُّهَيْريّ، وأبو الحَسَن عليّ بْن هذيل، وأبو نَصْر فتح بْن خَلَف البَلَنْسِيّ، وأبو نَصْر فتح بْن أَبِي كُبَّة البَلَنْسِيّ، وأبو دَاوُد سلمان بْن يحيى القُرْطُبيّ، وآخرون. قَالَ ابن بَشْكُوَال: كَانَ من جلة المقرئين وفضلائهم وخيارهم. علمًا بالقراءات ورواياتها وطُرُقها، حَسَن الضِّبْط. أَخْبَرَنَا عَنْهُ جماعة ووصفوه بالعِلْم، والفضل، والدّين. وتُوُفّي ببَلَنْسِيَة، في سادس عشر رمضان. وكان مولده في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وأحفل النّاس بجنازته، وتزاحموا عَلَى نعشه. قلت: وقرأت بخطّ بعض أصحاب أَبِي دَاوُد: تسمية الكُتُب الّتي صنّفها أبو دَاوُد: كتاب البيان الجامع لعلوم القرآن، في ثلاثمائة جزء؛ وكتاب التّبيين بهجاء التّنزيل، وفي ستٍّ مجلدات؛ وكتاب الرَّجْز المسمّى بالاعتماد الذي عارض بِهِ المقرئ أبا عَمْرو في أصول القرآن وعقود الديانة، عشرة أجزاء، وهو ثمانية عشر ألف بيت وأربعمائة وأربعون بيتًا وكتاب الجواب عَنْ قوله:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] ، مجلَّد وذكر تتمة ستة وعشرين مصنفًا.
1 السير "19/ 168"، شذرات الذهب "3/ 403".
"حرف العين":
243-
عَبْد الباقي بْن مُحَمَّد بْن الشُّرُوطيّ1. عَنْ: ابن غَيْلان. وعنه: السِّلَفيّ. مات فجأة في رجب.
244-
عَبْد الرَّحْمَن بْن الحُسين بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم. أبو الحُسين بْن أَبِي القاسم الحِنّائيّ الدّمشقيّ2.
سمع الكثير من أَبِيهِ. ومن: أَبِي عليّ الأهوازيّ، وأبي عَبْد اللَّه بْن سَلْوان، وجماعة كثيرة. قَالَ ابن عساكر: ثنا عَنْهُ: أبو عَبْد اللَّه النَّسائيّ، وأبو الحُسين الأبّار. وثّقه أبو مُحَمَّد بْن صابر وقال: سألته عَنْ مولده، فقال: في رجب سنة أربعين وأربعمائة. وتُوُفّي في ذي القعدة. قلتُ: روى عَنْهُ: سليمان بْن عليّ الرَّحْبيّ المُتَوَفَّى سنة تسعٍ وستين وخمسمائة بدمشق.
245-
عُبَيْد اللَّه بْن طاهر بْن الحُسين: الشَّيْخ أبو الحَسَن الرَّوَقيّ3 سِبْط أَبِي بَكْر بْن فُورَك. من علماء طُوس. عُمِّر دهرًا في صيانةٍ وعِلْم. سمع: أَبَاهُ، وأبا عَبْد اللَّه بْن باكُوَيْه الشِّيرازيّ، وأبا مُحَمَّد الْجُوَينيّ، وأبا عثمان الصّابونيّ. مات في رمضان. قَالَ عَبْد الرحيم السّمعانيّ: روى لنا عَنْهُ: أبو حامد مُحَمَّد بْن الفضل الطّابَرَانيّ، والمُوَفَّق بْن مُحَمَّد الصّكّاك، وأبو طاهر السِّنْجيّ، وسعد بْن عُبَيْد عاش ثمانين سنة.
246-
عليّ بْن أحمد بْن عُمَر بْن الخَلِيّ: أبو الحَسَن الكَرْخيّ البغداديّ4. سمع: أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن الحاملي، وعبد المُلْك بْن بِشْران، وغيرهما. روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، والمظفر بْن جَهِير، ويحيى بْن ثابت، وأبو عليّ أحمد بْن مُحَمَّد الرَّحْبيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وغيرهم. وأحسبه قرابة الفقيه أَبِي الحَسَن مُحَمَّد بْن الخَلِيّ. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، وله ثمانٍ وتسعون سنة. والخَلِيّ بفتح الخاء.
247-
عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد: أبو الحَسَن بْن الدُّوش، ويقال: الدش، الشاطبي المقرئ5.
1 في عداد المجهولين.
2 تاريخ دمشق "22/ 512".
3 لا بأس به.
4 انظر السابق.
5 الصلة "2/ 422".
روى القراءات عَنْ أَبِي عَمْرو الدّانيّ تلاوةً. سمع منه: ومن: أَبِي عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وغيرهما. قَالَ ابن بَشْكُوَال: أقْرَأَ النّاس وأسمعهم الحديث، وكان ثقة فيما رواه، ثبتًا فيه؛ دَيِّنًا، فاضلًا. تُوُفّي في رابع شَعْبان بشاطبة. قلت: قرأ عَلَيْهِ القراءات: أبو عَبْد الله مُحَمَّد بْن الحسن ابن غلام الفَرَس، وأبو داود سليمان بْن يحيى بْن سَعِيد القُرْطُبيّ، وإبراهيم بْن مُحَمَّد بْن خليفة النِّفْزيّ الدّانيّ، وعلي بْن مُحَمَّد بْن أَبِي العَيْش الطَّرْطُوشيّ ثمّ الشّاطبيّ، ومُحَمَّد بْن عليّ بْن خَلَف التُّجَيْبيّ، وآخرون. وإبراهيم من آخرهم وفاةً.
248-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن فُورَجَة: أبو الحسن الأصبهاني التّاجر. يروي عَنْ: عليّ بْن عَبْدكَويْه، وغيره. تُوُفّي يوم عاشوراء. وروى عَنْ أَبِي بَكْر الذّكْوانيّ، والجمّال، وجماعة.
"حرف الفاء":
249-
الفَرَج بْن مُحَمَّد بْن المقرون: النّجّار. بغداديّ1، سمع: عَبْد اللَّه بْن شاهين، وأبا مُحَمَّد الخلّال. روى عَنْهُ: هبة اللَّه السَّقَطيّ. تُوُفيَ فِي ذي القعْدة.
"حرف الميم":
250-
مُحَمَّد بْن عَبْد الجبّار بْن مُحَمَّد الضَّبّيّ: الفُرْسانيّ الأصبهاني2، أبو العلاء. شيخ صالح مُكْثِر. سمع: أبا بَكْر بْن أَبِي عليّ الذكواني، وأبا القاسم بن الأَسْترَاباذيّ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وَأَبُو سَعْد أَحْمَد بْن مُحَمَّد البَغْدَادِيّ، وجماعة. تُوُفّي في ربيع الآخر. وهو من قرية فُرْسان بالضّمّ والكسْر؛ وقد ذكره ابن نقطة فقال: حدَّثَ عَنْ عليّ بْن عَبْدكَويْه، والجمّال. وحدَّثَ عَنْهُ: أبو نَصْر أحمد بْن مُحَمَّد طاهر الكواز، وإسماعيل بن محمد بن أحمد الزتاني. وكان يروي أبوه أيضًا عَنْ أَبِي بَكْر المقرئ. ومات قبل أبي نعيم الحافظ.
1 لم نقف عليه.
2 لا بأس به.
251-
محمد بن عبيد الله بن محمد كادش: أبو ياسر الحنبلي المحدِّث1، أخو أبي العِزّ. قرأ الكثير بنفسه ونَسَخَ وحصّل. وسمع: أقضى القضاة أبا الحُسين الماوَرْدِيّ، وأبا مُحَمَّد الجوهري، وأكثر عَنْ طراد بْن البَطَر، وطبقتهما.
وهو من شيوخ السِّلَفيّ. وكان قارئ أهل بغداد والمستملي بها. وكان يلْحن قليلًا، وله صوت جهوريّ.
252-
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَبْد اللَّه: أبو طاهر الكَرّانيّ2 الأصبهاني. سمع: ابن أَبِي عليّ الذّكْوانيّ، وغيره. وحدَّثَ.
253-
مُحَمَّد بْن عُمَر بْن إِبْرَاهِيم بْن جعفر: أبو بَكْر الأصبهاني ابن عزيزة الفقيه3. روى عَنْ: ابن فاذشاه، وابن رَيْدَة، وأبي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الذّكْوانيّ، وعُبَيْد اللَّه بْن العتر، وأبي ذَرّ الصالحاني، وجماعة. وعنه: أبو سعيد بن محمد حامد، وأبو طاهر السِّلَفيّ.
254-
مُحَمَّد بْن المُنْذِر بْن ظَبْيان بْن المُنْذِر: أبو البركات الكَرْخيّ المؤدِّب4. سمع أبا القاسم بْن بِشْران. وهو أحد شيوخ السلفي في عض أمالي ابن بِشْران. وروى عَنْهُ أيضًا: إسماعيل السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ. وتُوُفّي في صَفَر. قَالَ أبو سَعْد السّمعانيّ: سَمِعْتُ ابن ناصر يَقُولُ: كَانَ كذابًا. وقال السِّلَفيّ: هُوَ مُسْتَفاد ظبيان.
255-
معالي العابد5: أحد الزُّهاد المنقطعين إلى الله. كان مقيمًا بمسجد ببغداد، وتحكى عنه الكرامات ومجاهدات. قَالَ أبو مُحَمَّد سِبْط الحنّاط: كَانَ لا ينام إلا جالسًا، ويبلس ثوبًا واحدًا في الصيف والشّتاء، فإذا بُرْد شدّ المِئْزر عَلَى كتفه. مات في ذي الحجة.
1 ذيل طبقات الحنابلة "2/ 94".
2 الأنساب "10/ 377".
3 لم نقف عليه.
4 لا بأس به.
5 البداية والنهاية "12/ 163".
"حرف النون":
256-
نصر بن عبد الجار بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الجبّار: أبو منصور التَّميميّ القَزْوينيّ1 الواعظ.
سمع: أبا يَعْلَى الخليل بْن عَبْد اللَّه الحافظ، وأبا بَكْر أحمد بن الخضر القزويني، وجماعة. وبغداد: أبا مُحَمَّد الجوهريّ، وابن الفتح العشّاريّ. وسمع بأماكن، وجمع لنفسه مُعْجَمه. وكان من أهل الفضل والدين. وقدم بغداد في هذه السنة، وهو آخر العهد بِهِ. وروى عَنْهُ: إسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، والمعمر بْن البَيِّع، والسِّلَفيّ وقال: هو محدث ابن محدِّث ابن محدّث، وبيتهم بقزُّوين. كتب بني مندة بأصبهان، وكتب أولاد السّمعانيّ بمَرْو، وسألته عَنْ مولده فقال: في سنة خمسٍ وعشرين وأربعمائة.
"حرف الياء":
257-
يحيى بْن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي زيد: أبو الحَسَن اللَّوَاتيّ المُرْسِي، المعروف بابن البيّاز2. روى القراءات عَنْ: مكّيّ بْن أَبِي طَالِب، وأبي عَمْرو الدّانيّ، وجماعة. ورحل إلى المشرق. قَالَ ابن بَشْكُوَال: حجّ ولقي بمصر عَبْد الوهّاب القاضي المالكيّ، وأخذ عَنْهُ التّلقين من تأليفه. وأقرأ النّاس القرآن، وعُمّر وأَسَنَّ. قلت: وسمع القراءات من عَبْد الجبار بْن أحمد الطَّرَسُوسيّ، وهو آخر من روى عَنْهُمَا. قَالَ الحافظ أبو القاسم خَلَف بْن بَشْكُوَال: أَخْبَرَنَا عَنْهُ جماعة من شيوخنا، وسمعتُ بعضهم يضعفه وينسبه إلى الكذب، وادعاء الراوية عَنْ أقوامٍ لم يَلْقَهَم ولا كاتبوه. ويشبه أنّ يكون ذَلِكَ في وقت اختلاطه؛ لأنّه اختلط في آخر عُمره. تُوُفّي بمرسية في ثالث المحرَّم وله تسعون سنة. قلت: روى عَنْهُ القراءات: أبو عَبْد اللَّه بْن سَعِيد الدّانيّ، وعلي بْن عَبْد اللَّه بْن ثابت الخزرجي، وأبو داود، وسليمان بن يحيى بن سعيد المقرئ، وآخرون.
1 التدوين "4/ 161" للقزويني.
2 معرفة القراء الكبار "1/ 449".
وقد وقع لنا إسناده بالقراءات عاليا للإمام عَلَم الدين القاسم الأندلسيّ، فإنه تلا بها عَلَى أَبِي جعفر الحصّار، عَنْ أَبِي عَبْد اللَّه بْن سَعِيد المذكور. وقد روى الموطّأ عن يونس بن عبد الله بن مغيث.
258-
يحيى بْن منصور: أبو زكريّا الصُّوفيّ الْجَنْزيّ1، والد الْإِمَام مُحَمَّد بْن يحيى الفقيه. سكن بنَيْسابور، ونَفَقَ عَلَى نظام المُلْك، وصادِهُ بحُسْن كلامه. وسيرته قصيرة. شيخ رباطه، تُوُفّي في رمضان بنيسابور.
وفيات سنة سبع وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
259-
أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن يونس: الخطيب أبو الحَسَين المَقْدِسيّ2. سمع ببلده: أبا الغنائم مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الفرّاء، وأبا عثمان بْن ورقاء، وأبا زكريّا عَبْد الرحيم الْبُخَارِيّ. سمع منه: عَبْد الرَّحْمَن، وعبد اللَّه ابنا صابر. وتُوُفّي بدمشق.
260-
أحمد بْن بُنْدار بْن إِبْرَاهِيم: أبو ياسر البقّال القطّان3، أخو أَبِي المعالي ثابت. سمع: بِشْر بْن الفاتِنيّ، وأبا عليّ بْن دُوما، وأبا طاهر مُحَمَّد بْن عليّ العلّاف، وجماعة. روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأنماطي، وأبو المُعَمَّر المبارك بْن أحمد وأثنيا عَلَيْهِ، وشُهْدَة، والسِّلَفيّ، وجماعة. ومات في رجب.
261-
أحمد بْن عليّ بْن الحُسين: أبو المعالي بْن الحدّاد البغداديّ4 الدّلّال المستعمل. سمع: أبا عليّ بْن المذهب، والعشاريّ، والجوهريّ. وعنه: أبو نَصْر النُّوربانيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ. مات في ربيع الآخر ببغداد.
262-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن حمزة: القاضي أبو الحَسَن الكوفي، الثقفي5.
1 لم نقف عليه.
2 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
3 السير "19/ 186".
4 لا بأس به.
5 السير "19/ 186".
سمع: أبا طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن الصّبّاغ، ومُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن فدوَيْه، ومُحَمَّد بْن عليّ بْن الحَسَن العَلَويّ، وطائفة. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدّامغانيّ ببغداد. وسمع ببغداد من: البَرْمكيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن حبيب الفارسي. روى عَنْه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو الحَسَن بْن الخَلِيّ الفقيه، والسِّلَفيّ. وثّقه عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ. وقال أَبِي النَّرْسيّ: تُوُفّي في سادس عشر رجب. قلت: وله خمسٌ وسبعون سنة.
263-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن بِشْرُوَيْه: الأصبهاني1. قد مرّ في سنة إحدى وتسعين. وقال يحيى بْن مَنْدَهْ: مات في صَفَر سنة سبعٍ.
264-
أحمد بْن عليّ بْن الْحَسَن بْن زكريّا: أبو بَكْر الطُّرَيْثيثيّ، ثمّ البغداديّ الصُّوفيّ المعروف بابن زَهْراء2. قَالَ السّمعانيّ: شيخٌ لَهُ قَدَمٌ في التَّصَوُّف. رأى المشايخ وخدمهم، وكان حَسَن التّلاوة. صحب أبا سَعْد النَّيْسابوريّ. وسمع: أَبَاهُ، وابن الحسين القطان، وأبا القاسم اللاكائي الحافظ، وأبا القاسم الحرفي، وأبا الحسن بن مخلد، وأبا علي بن شاذان، وجماعة. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن السمرقندي، وابن ناصر، وأبو الفتح بن البطي، وأبو طاهر السلفي، وطائفة آخرهم موتا أبو الفضل خطيب الموصل. وسمع منه: الكبار: عبد الغافر الألمعي، وهبة الله الشيرازي، وعمر الرؤاسي، وابن طاهر المقدسي. قال السمعاني: صحيح السماع في أجزاء، لكنه أفسد سماعاته بأنْ روى منها شيئًا، وادّعى أَنَّهُ سمعه من أبي الحَسَن بْن رزقويه، ولم يصح سماعه منه. وقال فيه شجاع الذُّهْليّ: مُجْمَعٌ عَلَى ضعفه، وله سماعات صحيحة خلط بها غيرها. وقال أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ: دخلت عَلَى أحمد بْن زهراء الطُّرَيْثيثيّ وهو يقرأ عَلَيْهِ جزءٌ من حديث ابن رزقويه، فقلت: مَتَى؟ فقال: في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. فقلت: وابن رزقوَيْه في هذه السنة تُوُفّي. وأخذت الجزء من يده، وقد سمعوا فيه، فضربت عَلَى التسميع، فقام وخرج من المسجد. وقال ابن ناصر: كان كذابا لايحتج بروايته. قلت: ولهذا كَانَ السِّلَفيّ يَقُولُ: أَنَا الطريثيثي من أصل سماعه. وقال في معجمه: هذا أجلُّ شيخ شاهدته ببغداد، من شيوخ الصوفية،
1 في عداد المجهولين.
2 السير "19/ 160"، الميزان "1/ 122".
وأكثرهم حرمة وهيبة عند الصحابة. قد افتدى بأبي سَعِيد بْن أَبِي الخير المِيهَنيّ فيما أظن. وأنا عَنْ جماعة لم يحدثنا عَنْهُمْ سواه. ولم يقرأ عَلَيْهِ إلّا من أصول سماعة، وهي كالشمس وضوحًا. وكف بصره بآخر. وكتب لَهُ أبو عليّ الكَرْمانيّ أجزاء طرية، فحدث بها اعتمادًا عَلَيْهِ، ولم يكن ممن يُعرف طرق المحدثين، ودقائقهم وإلّا لكان من الثْقات الأثبات. وذكره ابن الصّلاح في طبقات الشّافعيّة. وقال أبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ: مولده في شوّال سنة إحدى عشرة. وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. قلت: قرأت بخطّ السِّلَفيّ أَنَّهُ سمع الطُّرَيْثيثيّ يَقُولُ: وُلِدتُ في شوّال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
265-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحُسين العُكْبَريّ: ثمّ الواسطي المقرئ أبو الحَسَن1. قرأ القراءات عَلَى أصحاب أَبِي عليّ بْن عَلّان. وسمع: الحَسَن بْن موسى الغَنْدَجانيّ. وقدِم بغداد فقرأ بها عَلَى: سليمان بْن أحمد السرقسطي، ورزق اللَّه التميمي. وسمع: أبا القاسم البُسْريّ. واقرأ النّاس. وهو الّذي سمع مُحَمَّد بْن عليّ الكتّانيّ المحتسب، ولمّا مات رثاه خميس الحوزيّ. روى عنه: الكتّانيّ المذكور.
266-
أرتاش، ويقال: ألْتاش، بْن السّلطان تُتُش بْن ألْب رسلان2: أخو صاحب دمشق دُقَاق. سجنه أخوه بعلبك، فلمّا مات دُقاق أطلقه الأمير طُغْتِكِين وأقدمه دمشق، وأقامه في السَّلْطَنَة في هذه السّنة، ثمّ خرج سرًّا بعد ثلاثة أشهر لأمر تخيله من طُغْتِكِين، فذهب إلى بَغْدَوِين ملك الفرنج طمعًا في أنّ يكون لَهُ ناصرًا، فلم يحصل منه على أمل، فتوجّه عَلَى الرَّحْبَة إلى الشّرق، فهلك هناك.
267-
إسماعيل بْن عليّ بْن حَسَن: الشَّيْخ أبو عليّ الجاجَرْميّ النَّيْسابوريّ الأصمّ الزّاهد3. كَانَ حَسَن الطّريقة صالحًا واعظًا. ولد سنة ست وأربعمائة، وسمع: أبا عَبْد اللَّه بْن باكُوَيْه الشِّيرازيّ، وأبا بَكْر أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحارث، وأبا سَعِيد فضل اللَّه بْن أَبِي الخَير المِيهَنيّ، وعبد القاهر بْن طاهر التَّميميّ، وأبا عثمان الصّابونيّ، وجماعة. وخرج لَهُ صالح المؤذِّن فوائد. روى عَنْهُ: إسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وجماعة من شيوخ السّمعانيّ، وقال: دفن عند ابن خزيمة.
1 لا بأس به.
2 تهذيب تاريخ دمشق "2/ 368".
3 المنتظم "9/ 139".
وذكره عَبْد الغافر فقال: شيخ ظريف، خفيف الحركة، اشتغل مدّة بنَيْسابور، وكان واعظًا بكاءً حصل لَهُ قبول زائد. تُوُفّي في المحرَّم.
268-
إسماعيل بْن عَبْد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَن: أَبُو عليّ النَّيْسابوريّ القلانسي، عُرِف بالتُّرْكيّ1. شيخ صالح، سمع من: أَبِي سَعِيد الصَّيْرفيّ. وعنه: عُمَر بْن أحمد الصّفّار، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ، وأبو الأسعد بْن القُشَيْريّ. مات في المحرَّم، وهو في عشر المائة.
269-
إسماعيل بْن أَبِي الفضل مُحَمَّد بْن عثمان: أبو الفَرَج القُومسانيّ، ثمّ الهَمَذانيّ2، الحافظ، شيخ هَمَذَان. قَالَ شيرويه: هو شيخ البلد والمشير إِلَيْهِ بالصَّلاح والدّيانة.
روى عَنْ: أَبِيهِ مُحَمَّد بن عثمان بن أحمد بن مزين، وجدّه عثمان، وابن هُبَيْرة، وعُمَر بْن جاباره الأَبْهَريّ، وأبي الحُسين بْن المهتدي باللَّه، والصَّرِيفِينيّ، وابن النَّقُّور، وابن عزْو النَّهاوَنْديّ، وهارون بْن طاهر بْن ماهلة، وطائفة. وكان حافظًا ثقة صدوقًا، حَسَن المعرفة بالرجال والمُتُون، أمينًا مأمونًا، وحيد عصره في حفظ شرائع الإسلام وشعاره. وكان ابن ثمانٍ وخمسين سنة. تُوُفّي في المحرم، وتولَّيتُ غسْلَه. قلت: قَالَ السّمعانيّ: ثنا عَنْهُ غير واحد، وهو القائل لابن طاهر المقدسي: ثلاثة لا أحبّهم لتعصّبهم: الحاكم، وأبو نُعَيْم، والخطيب. وذكره السِّلَفيّ ممّن أجاز لَهُ، وأنّه مشهور بالمعرفة التّامّة بالحديث.
270-
أردشير بْن أَبِي منصور: الأمير أبو الحسين المروزي العبادي الواعظ3، قدم نيسابور ووعظه فأبدع وأعجب المستمعين بحُسْن إيراده، ونُكَت أنفاسه، وملاحة قصصه. وظهر لَهُ القبول عند الخاصّ والعامّ بغرابة إشاراته، ووقْع كلماته المطابقة لجلالته. وكان لَهُ سكونٌ وهَيْبة وأَناة وتُؤَدَة، وطريقة غريبة في تمهيد كلام سَنيِّ غير مسبوق عَلَى نَسَقٍ واحدٍ، مشحون بالإشارات الدّقيقة والعبارات الرّشيقة الحُلْوة. خرج إلى العراق ولقي ببغداد قَبُولًا بالغًا، ثمّ عاد إلى نَيْسابور، وأقام بها مدة،
1 السير "19/ 155".
2 السابق "19/ 155".
3 البداية والنهاية "12/ 164".
وسُلِّم إِلَيْهِ المدرسة بباب الجامع المَنِيعيّ، فسكنها، ولم يزل قبوله في ازدياد. وسمع الحديث في كبره، ولم يحدث. ومات كهلًا في جُمَادَى الآخرة. قَالَ ابن النّجّار: هُوَ والد الواعظ المشهور أَبِي منصور بْن المظفّر. قدِم أبو الحُسين الأمير بغداد سنة خمسٍ وثمانين وأربعمائة ليحجّ، فحجّ وعاد ووعظ، وازدحموا، وازداد التعصب له إلى أنّ مُنِع من الجلوس فردّ إلى بلده. وكان بديع الأفاظ حُلْو الإيراد، غريب النُّكَت. سمع من: أَبِي الفضل بْن خَيْرُون، وغيره.
وحدَّثَ بمَرْو. قَالَ ابن السّمعانيّ: سَمِعْتُ عليّ بْن عليّ الأمين يَقُولُ: اتّفق أنّ واحدًا بِهِ عِلّة جاء إلى العبادي، قرأ عَلَيْهِ شيئًا، فعُوفي. فمضيت معه إلى زيارة قبر أحمد، فلمّا خرجنا إذا جماعة من العُميان والزمني عَلَى الباب، فقالوا للأمير: نسألك أنّ تقرأ علينا. فقال: لست بعيسى بْن مريم، وذلك قولٌ وافق القدر. وقيل: إنّ بعض النّاس دخل عَلَى العَبّاديّ، فقال لَهُ: قُم اغتسِل. فقام، وكان جُنُبًا. وجاء عَنْهُ زُهْد وتعبُّدٌ، وتكلّم عَلَى الخواطر، وتاب عَلَى يده خلْق كثير، وكان أمّارًا بالمعروف، مُرِيقًا الخُمُور، مُكَسِّرًا للملاهي، وصَلُح أهل بغداد تِلْكَ الأيام بِهِ، واللَّه يرحمه ويغفر لَهُ.
"حرف الجيم":
271-
جامع بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الحميد: أبو سهل النَّيْسابوريّ1. قَالَ السّمعانيّ: ثقة، صالح. سمع على: مُحَمَّد الطّرَازِيّ. روى عَنْهُ: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ، وغيره.
"حرف الحاء":
272-
الحَسَن بْن الحُسين بْن مُحَمَّد: أبو مُحَمَّد الكِلَابيّ الدّمشقيّ2. رئيس دمشق المعروف بابن الصُّوفيّ.
سمع: مُحَمَّد بْن عَوْف المُزَنيّ. وحدَّثَ باليسير؛ وأصلهم من حلب.
1 لم نقف عليه.
2 تهذيب تاريخ دمشق "4/ 174".
273-
الحُسين بْن عَبْد المُلْك بْن مُحَمَّد بْن يوسف: أبو مُحَمَّد اليُوسُفيّ البغداديّ1 ابن الشَّيْخ الأَجَلّ.
سمع: ابن غَيْلان، وإِسْحَاق البَرْمكيّ، وجماعة. وحدث. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابن الخَلِيّ، وخميس، وجماعة. وكان ذا أموال وحشمة.
274-
الحُسين بْن إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد: أَبُو عَبْد اللَّه الأصبهاني النظنزي الأديب. صاحب التّصانيف الأدبية. وله النَّظْم والنَّثْر. سمع: أبا بَكْر بْن ريذة، وغيره. وحدَّثَ. أظنّ أنّ السِّلَفيّ روى عَنْهُ. قَالَ يحيى بْن مَنْدَهْ: مات في المحرَّم.
275-
الحُسين بْن عليّ بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد: أبو عَبْد اللَّه بْن البُسْيريّ البُنْدار2. محدِّث بغداد وابن محدّثها، كَانَ رجلًا صالحًا. تفرّد بالرّواية عَنْ عَبْد اللَّه السُّكّريّ. وسمع أيضًا من: أَبِي الحَسَن بْن مَخْلَد وغيره. روى عَنْهُ: أبو علي بن سكرة، وسعد الخير الْأَنْصَارِيّ، والسِّلَفيّ، وشُهْدَة، وأبو الفتح بْن شاتيل، وأبو هاشم الدّوشانيّ، وآخرون كثيرون، آخرهم ابن شاتيل.
تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة، ووُلِد سنة تسعٍ أو عشر. قَالَ السِّلَفيّ: لم يرو لنا عن السكري سواه.
قال: وروى عَنْ: ابن مَخْلَد، والبَرْقانيّ، وأبي عليّ بْن شاذان.
"حرف الدال":
276-
دُقَاق: شمس الملوك أبو نَصْر بْن تُتُش بْن ألْب أرسلان3. ولي دمشق بعد قتل أبيه تاج الدولة، وذلك في سنة سبْعٍ وثمانين. وكان دُقاق بحلب، فراسَلَه خادمُ أَبِيهِ ونائبه بقلعة دمشق سرًا من أخيه رضوان ملك حلب، فخرج دقاق وقدم دمشق فتملكها. ثم عمل هو والأتابك طغتكين زوج أمه على خادم أبيه المذكور، واسمه ساوتكين، فقتلاه. ثمّ إنّ رضوان قدِم دمشق وحاصرها، فلم يقدر عَلَيْهِ، فرجع. ثمّ إنّ دُقَاق عرض لَهُ مرضٌ تطاول بِهِ إلى أن
1 لا بأس به.
2 السير "19/ 185".
3 السير "19/ 186"، البداية والنهاية "12/ 163".
تُوُفّي في ثامن عشر رمضان. فغلب طُغْتِكِين على دمشق، وأقام في اسم الملك بن طُغْتِكِين طفلٌ لَهُ سنة. ثمّ مات الطفل بعد قليل واستقل الأتابك ظهير الدين طُغْتِكِين بمملكة دمشق وأعمالها. وقيل: إنّ أمّ دُقَاق رتّبت لَهُ جاريةً فسمَّت لَهُ عُنْقُودَ عنب نقبته بإبرة فيها خيط مسموم، ثمّ أطعمته، فندمت بعد ذَلِكَ، وتهرَّى ومات ودُفِن بخانكاه الطّواويس.
"حرف الزاي":
277-
زيد بْن عَليّ بْن عَبْد اللَّه: أَبُو الْقَاسِم الفَسَويّ الفارسي النَّحْويّ1. ذكر أنّ أبا عليّ الفارسيّ النَّحْويّ خاله، فلعلّه خال أَبِيهِ أو أمّه، وإلّا فما يُمكن أنّ يكون أبو عليّ أخا أمّه لقِدَم زمانه. قدِم الشّام، وأخذ النّاس عَنْهُ بحلب، وسكن دمشق مدة، وأملى بها "شرح الإيضاح" لأبي عليّ، وشرح الحماسة، وحدَّثَ عَنْ أَبِي الحَسَن بْن أَبِي الحديد. سمع منه: عُمَر الدهستاني، وأبو المفضل يحيى الْقُرَشِيّ. وكانت وفاته بأطْرَابُلُس. وقرأ عَلَيْهِ بحلب، أبو البركات عُمَر بْن إِبْرَاهِيم العَلَويّ الكوفي كتاب الإيضاح. رواه عَنْهُ.
"حرف الطاء":
278-
طاهر بْن أسد بْن طاهر بْن عليّ بْن هاشم بْن نزار: أبو ياسر الطّبّاخ الأَجَمِيّ2 الشِّيرازيّ. ثمّ البغدادي. ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة. وسمع: أبا القاسم بْن بِشْران، وعبد الباقي بْن مُحَمَّد الطّحّان. روى عَنْهُ: أبو القاسم السِّلَفيّ، وآخرون. وقع لنا حديثه عاليا. وقد قَالَ السّمعانيّ: كَانَ يُعرف النّجوم، وكان متميزًا. سكن دار الخلافة، وكان صاحب الفنجان للصّلوات والسّاعات. تُوُفّي في منتصف رجب.
"حرف العين":
279-
عَبْد اللَّه بْن إسماعيل: أبو مُحَمَّد الإشبيليّ3. قال ابن بشكوال: كان
1 معجم الأدباء "11/ 176".
2 لا بأس به.
3 الصلة "1/ 289".
من أهل العلم التّام والحفظ للحديث والفقه. كَانَ يميل في فقهه إلى النظر واتباع الحديث. وكان متقشفًا. سكن المغرب مدة، وولي قضاء أغْمات. ثمّ نقل إلى قضاء الحضرة، فتقلدها إلى أنّ تُوُفّي.
وكان مشكور السيرة، حَسَن المخاطبة، كثيرًا ما يَقُولُ لمن يحكم عَلَيْهِ: خذوا بيدي سيّدي إلى السجن. وله تصنيفان في شرح المدوّنة، ومختصر ابن أَبِي زيد مُلِئت عِلْمًا.
280-
عَبْد الرَّحْمَن بْن عُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن: أبو مُسْلِم السِّمْنانيّ1، ثمّ البغداديّ ابن ابن القاضي أَبِي جعفر السِّمْنانيّ.
سمع: أبا علي بن شاذان. روى عنه: إسماعيل بن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبو طاهر السلفي، وجعفر بْن عَبْد اللَّه الدّامغانيّ، وآخرون. وثّقه الأنماطي. وولده سنة ست عشرة وأربعمائة، وتُوُفّي في تاسع عشر المحرَّم. وقال السِّلَفيّ: كان حنيفًا أشعريًّا قلت: أخذ الكلام عَنْ جَدّه أَبِي جعفر.
281-
عَبْد الرَّحْمَن بْن قاسم: أبو المطرِّف الشَّعْبِيّ المالقيّ. قَالَ ابن بَشْكُوَال: روى عَنْ: أَبِي العبّاس أحمد بْن أَبِي الربيع الإلبيريّ، وقاسم بْن مُحَمَّد المأمونيّ، وإسماعيل بْن حمزة، والقاضي يونس بْن عَبْد اللَّه إجازة، وغيرهم. وكان ذاكرًا للمسائل، فقيهًا، مشاورًا. سمع النّاس منه: وعُمّر وأسنّ، وشُهِر بالعِلْم والفضل. وُلِد سنة اثنتين وأربعمائة. وتُوُفّي في عاشر رجب.
وقال فيه القاضي عياض: فقيه بلدهم وكبيرهم في الفتاوى والراوية. سمع بالمرية من قاسم المأموني، وتفقّه عند أَبِي الحَسَن بْن عيسى المالقيّ. وأجاز لَهُ يونس القاضي والشّنتجاليّ. روى عَنْهُ شيخنا أبو عُبَيْد اللَّه بْن سليمان، وولي قضاء بلده في أيّام الصنهاجي. ثمّ عزله، وجعل سجنه داره الأشياء بَلَغَتْه عَنْهُ. فلمّا دخل المرابطون دعاه أمير المسلمين للقضاء، فامتنع، وأشار عَلَيْهِ بأبي مروان بن حسنون، فقلده جملة القضاة، فكان أبو مروان لا يقطع أمرًا دونه. وبينه وبين ابن الطّلّاع في الوفاة جُمعة.
1 المنتظم "9/ 140".
282-
العلاء بْن حَسَن بْن وهْب بْن الموصلايا: أبو سَعْد البغدادي1 الكاتب المنشئ بدار الخلافة.
أسلم، وكان نصرانيا، عَلَى يد المقتدي باللَّه، وحَسُن إسلامُه. وله الرّسائل المشهورة الرّائقة، والأشعار الفائقة. عُمِّر دهرًا، وكُفّ بَصَرُه. وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى. ذكره ابن خلكان وقال: لَقَبُهُ أمين الدّولة. وقال صاحب المرآة: خدم في كتابه الإنشاء خمسًا وستين سنة، وأسلم سنة أربعٍ وثمانين. ثمّ ناب في الوزارة مرّات. وكان كريم الأخلاق، حَسَن الفعال، أفصح أهل زمانه، كَانَ ظاهر اللّسان. كَانَ يُمْلي عَلَى ابن أخته العلّامة أَبِي نَصْر الإنشاء إلى أنّ مات فجأة. وكان الوزير عميد الدّولة ابن جَهِير يُثْني عَلَيْهِ وعلى تفهُّمه، ويقول: هما يمينًا الدّولة وأميناها. أَنْبَأَ أحمد بْن سلامة الخيّاط: أَنْبَأَنَا العماد والكاتب في الخريدة: أنشدني عبد الرحيم ابن الأُخُوَّة البغداديّ، أنشدني أبو سَعْد بن الموصلايا لنفسه:
يا خليليَّ خلِّياني ووجْدي
…
فملام العَذول ما لَيْسَ يُجْدِي
ودعاني فقد دعاني إلى الحكم
…
غَريم الغريم للدَّين عندي
فعساهُ يرِقُّ إذ بملك الرّقّ
…
بنقدٍ من وصْله أو بوعدي
ثمّ من ذا يُجيز عَنْهُ إذا جا
…
ر؟ ومَن ذا عَلَى تعدّيه يُعدي
قَالَ ابن الثير: كَانَ أمين الدولة أبو سَعْد بْن الموصلايا كثير الصدفة، جميل المحضر، صالح النية. وقف أملاكه عَلَى أبواب البِرّ. ولمّا مات خُلْع عَلَى ابن أخته أَبِي نَصْر، ولقب نظام الحضرتين. وقُلَّدَ ديوان الإنشاء. قَالَ ياقوت في تاريخ الأدباء: خرج توقيع الخليفة بإلزام الذّمّة بلُبْس الغيار، فأسلم بعضهم وهرب طائفة. وفي ثاني يوم أسلم الرئيسان أبو سَعْد بن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء، وابن أخته أبو نصر ابن صاحب الخبر عَلَى يد الخليفة، بحيث يَرَيَانِه ويسمعان كلامه. ناب أبو سَعْد في الوزارة عدّة نُوَب، ورسائله وأشعاره مدوَّنة متداولة. أخذ عَنْهُ: أبو منصور بْن الجواليقيّ، وأبو حرب الخياط، وعلي بن الحسن بْن دينار، وآخرون. ومن شعره:
أحَنّ إلى رَوض التّصابي وأرتاحُ
…
وأَمْتَحُ من حوض التّصافي وأمتاح
1 السير "19/ 198"، البداية والنهاية "12/ 164".
وأشتاق ريمًا كلّما رُمْتُ صَيْدَهُ
…
تَصُدُّ يَدِي عَنْهُ سُيُوفٌ وأرماحُ
غزالٌ إذا ما لاح أو فاح نشْرُهُ
…
تُعَذّبُ أرواحٌ وتَعْذُبُ أرواحُ
وتفتضح الأعذار فيهم إذا بَدَوا
…
ويفتضح اللّاحون منهم إذا لاحوا
ومات بعده بسنة وأشهر ابن أخته.
283-
أبو نَصْر هبة اللَّه1: صاحب ديوان الإنشاء.
284-
عليّ بْن الحَسَن: أبو القاسم العَلَويّ الخراساني2. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ عالمًا، ورعًا، رئيسًا. سمع عَبْد الرَّحْمَن بْن حَمْدان النَّصْرُويّيّ، وتُوُفّي بأَبِيوَرْد.
285-
عليّ بْن الحُسين بْن أَبِي نزار: الشَّيْخ أبو المعالي المردستيّ3. أحد الرؤساء ببغداد. سمع في الكهولة من: أَبِي مُحَمَّد الجوهريّ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ. عاش تسعين سنة.
286-
عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن هارون بْن عيسى بْن هارون بْن الجرّاح الرئيس أبو الخطّاب الشّافعيّ4، الكاتب، البغداديّ، المقرئ، النَّحْويّ. كَانَ حَسَن الإقراء والأخذ.
ختم عَلَيْهِ خلْق. وصنَّف منطومة في القراءات. سمع: أبا القاسم بْن بِشْران، ومُحَمَّد بْن عُمَر بْن بُكَيْر النّجّار، وغيرهما. روى عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأنماطي، وعمر المَغَازليّ، والسلفي، وخطيب الموصل، وجماعة. وذكر السِّلَفيّ فقال: إمام في اللغة، وشعره في أعلى درجة. وخطه من أحسن الخطوط، والقول يتسع في فضائله، وكان يصلّي بأمير المؤمنين المستظهر باللَّه التّراويح. وقال غيره: وُلِد سنة تسعٍ أو عشرة وأربعمائة، وتُوُفّي في العشرين من شهر ذي الحجّة سنة سبعٍ.
287-
عيسى بْن الحافظ أَبِي ذَرّ عَبْد بْن أحمد: أبو مكتوم الْأَنْصَارِيّ الهَرَوِيّ5، ثمّ السَّرَوِيّ. تزوج أبو ذَرّ في العرب في سروات بني شبابة، وسكن
1 الكامل في التاريخ "10/ 397" لابن الأثير.
2 لم نقف عليه.
3 انظر السابق.
4 المنتظم "9/ 140".
5 السير "19/ 171".
هناك مدّة، ووُلِد لَهُ أبو مكتوم في حدود سنة خمس عشرة وأربعمائة. سمع من أَبِي عَبْد اللَّه الصَّنعانيّ صاحب "التقوي" جملة من مُسْنِد عَبْد الرّزّاق. وسمع من أَبِيهِ صحيح الْبُخَارِيّ، وكتاب الدّعوات لأبيه، وغير ذَلِكَ. روى عَنْهُ الصحيح جماعة، منهم: أبو التوفيق مسعود بْن سعيد الأندلسي، وأبو عُبَيْد نعمة بْن زيادة اللَّه الغِفَارِيّ، وعليّ بْن حُمَيْد بْن عمار المكي. وروى عَنْهُ بالإجازة أبو طاهر السِّلَفيّ. أَخْبَرَنَا عَبْد المؤمن الحافظ قَالَ: قرأتُ على ابن رواج: أخبركم السِّلَفيّ قَالَ: قد اجتمعنا أَنَا وأبو مكتوم بن أبي ذَرّ في عرفات سنة سبعٍ وتسعين لمّا حَجَجْت مَعَ والدي، فقال لي الْإِمَام أبو بَكْر مُحَمَّد بْن السّمعانيّ: اذهب بنا إِلَيْهِ نقرأ عَلَيْهِ شيئًا. فقلت: هذا الموضع موضع عبادة، فإذا دخلنا إلى مكّة نسمع عَلَيْهِ، ونجعله من شيوخ الحرم. فاستصوب ذَلِكَ. وقد كَانَ ميمون بْن ياسين الصنهاجيّ من أمراء المرابطين رغب في السماع منه بمكّة، واستقدمه من سراة بُنيّ شَبَابةُ، واشترى منه "صحيح الْبُخَارِيّ" أصل أَبِيهِ الّذي سمعه منه بجملةٍ كبيرة، وسمعه عَلَيْهِ في عدّة أشهر، قبل وصول الحجيج. فلمّا حجّ ورجع من عرفات إلى مكّة رحل إلى السّراة مَعَ النَّفَر الأوَّل من أهل النَّفَر. قلت: وانقطع خبره من هذا الوقت. ورواية الصّحيح في وقتنا من طريقه حسنة عالية. رواه جماعة عَنْ أمّ حرميّ، عَن ابن عمّار، عَنْهُ.
"حرف الميم":
288-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن النَّقُّور1: أبو منصور بن أبي الحُسين البزّاز. سمع: أَبَاهُ، وأبا إِسْحَاق البَرْمكيّ، وأبا القاسم التّنُوخيّ، وجماعة. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وابنه أبو بَكْر عَبْد اللَّه. وقال السِّلَفيّ: لم يكن بذاك، ولكنه سمع الكثير، وكان ابنه أبو بَكْر يسمع معنا.
289-
محمد بن عبد الله بن محمد: أبو الفضل البغداديّ2، النّاقد السِّمْسار. سمع: ابن غَيْلان، وأبا منصور مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بن السّوّاق. وعنه: أبو المُعَمَّر الْأَنْصَارِيّ، والسلفي. وكان شيعيًّا. مات في المحرم.
1 لا بأس به.
2 السابق.
290-
محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز: أبو مطيع المديني1، صاحب الأمالي المشهورة. نسبه عَبْد الرحيم بن أبي الوفا الأصبهاني فقال: محمد بن عبد الواحد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أحمد بْن زكريّا. قلت: وبعد زكريّا أحمد بْن مُحَمَّد بْن يحيى بْن اللَّيْث بْن الضب بْن عَوْف الضَّبّيّ المجلد الناسخ المصاحف المعروف بالمصريّ. مُسْنِد أهل إصبهان. عاش بضعًا وتسعين سنة. وتفرّد بالرّواية عَنْ جماعة. سمع: من الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه ثلاثة مجالس، وأبي سَعِيد مُحَمَّد بْن عليّ النّقّاش، وأبي منصور مَعْمَر بْن أحمد بْن زياد الصُّوفيّ، وعبد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَقِيل البارودي، والحسين بْن إِبْرَاهِيم الإكماليّ، والفضل بْن عُبَيْد اللَّه، وأبي بَكْر بْن أَبِي عليّ، وأبي زُرْعة رَوْح بْن مجد الرّازيّ، والحافظ أَبِي نُعَيْم، وجماعة. روى عَنْهُ: إسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ، وأبو طاهر السِّلَفيّ، ومُحَمَّد بْن مَعْمَر اللنبانيّ، وأبو حنيفة مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الخطيبيّ، وأحمد بْن ينال التُّرْكيّ، وعبد اللَّه بْن أحمد أبو الفتح الخِرَقيّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عليّ الأصبهاني المقرئ، وعُمَر بْن أَبِي سَعْد، وخلق من الأصبهانيين. أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَرَّاءِ، أَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ قُدَامَةَ، أَنَا أَبُو حَنِيفَةَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِي، أَنَا أَبُو مُطِيعٍ: ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَافِظُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ حُمَيْدٍ الْحُصْرِيُّ: نبا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، أَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ عَامِرٍ، هُوَ الشَّعْبِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ الْبَارِقِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الْخَيْرُ"، قِيلَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: "الأَجْرُ وَالْمَغْنَمُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"2. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ حَدِيثِ حُصَيْنٍ. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ شيخًا صالحًا مُعَمّرًا، أديبًا فاضلًا.
291-
مُحَمَّد بْن فرج: أبو عَبْد اللَّه مولى مُحَمَّد بْن يحيى، المعروف بابن الطَّلّاع القُرْطُبيّ3، الفقيه المالكيّ، مفتي الأندلس ومُسْنِدها في الحديث. وُلِد في سلخ ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة. ذكره ابن بَشْكُوَال فقال: بقيّة الشّيوخ الأكابر في وقته، وزعيم المفتين بحضرته.
1 السير "19/ 176".
2 سبق تخريجه.
3 السير "19/ 199".
روى عَنْ: يونس بْن عَبْد اللَّه القاضي، ومكّيّ بْن أَبِي طَالِب، وأبي عَبْد اللَّه بْن عابد، وحاتم بْن مُحَمَّد، وأبي عليّ الحدّاد الأندلسيّ، وابن عَمْرو المرشانيّ، ومعاوية بْن مُحَمَّد العُقَيْليّ، وأبي عُمَر بْن القطّان. قَالَ: وكان فقيهًا عالمًا، حافظًا للفقه، حاذقًا بالفتوى، مقدَّمًا في الشُّورَى، مقدَّمًا في عِلَل الشُّرُوط، مشاركًا في أشياء، مَعَ دِينٍ وخير وفضل، وطول صلاة، قوالًا بالحقّ وإن أُوذِيَ فيه، لا تأخذه في اللَّه لومةُ لائم، معظَّمًا عند الخاصّة، والعامّة يعرفون لَهُ حقه. ولي الصّلاة بُقْرطُبة، وكان مجودًا لكتاب اللَّه. أفتى النّاس بالجامع، وأسمع الحديث، وعمّر حتّى سمع منه الكبار والصغار، وصارت الرّحْلة إليه. ألف كتابا حسنا في أحكام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قرأته عَلَى أَبِي رحمه الله عَنْهُ. وتُوُفّي لثلاث عشرة ليلة خَلَت من رجب، وشهده جَمْعٌ عظيم. وقال القاضي عِيَاض: كَانَ صالحًا قوالًا بالحق، شديدًا عَلَى أهل البِدَع، غير هَيُوبٍ للأمراء، شوور عند موت ابن القطّان، إلى أنّ دخل المرابطون فأسقطوه من الفُتْيا لتعصُّبه عليهم، فلم يُسْتَفْت إلى أنّ مات. سمع منه عالمٌ كثير، ورحل النّاس إِلَيْهِ من كلّ قُطْر لسماع المُوَطّأ ولسماع المدوَّنة لعُلُوّة في ذلك. وحدث عنه أبي عليّ بْن سُكَّرَة، وقال في مشيخته الّتي خرّجها لَهُ عِيَاض: سمع يونس بْن عَبْد اللَّه بْن مغيث، وحمل عَنْهُ المُوَطّأ وسُنَن النَّسَائيّ. وكان أسند من بقي، صحيحًا، فاضلًا، عنده بَلَهٌ تامّ بأمر دُنْياه وغَفْلَة، ويؤثر عَنْهُ في ذَلِكَ طرائف. وكان شديدًا عَلَى أهل البدع، مُجانبًا لمن يخوض في غير الحديث. وروى الْيَسَع بْن حَزْم عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ ابن الطّلّاع في بستانه، فإذا بالمعتمد بْن عَبّاد يجتاز من قصره، فرأى ابن الطّلّاع، فنزل عَنْ مركوبه، وسأل دُعاءه وتذمّم وتضرّع، ونذر وتبرَّع، فقال لَهُ: يا مُحَمَّد انتبه من غفلتك وسِنَتِك. قلت: وآخر من روى عَنْهُ عَلَى كثرتهم: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خليل القَيْسيّ اللّبليّ نزيل مراكش، وبقي إلى سنة سبعين وخمسمائة. وقد أجاز لنا رواية المُوَطّأ أبو مُحَمَّد بْن هارون الطّائيّ قَالَ: ثنا القاسم أحمد بْن بَقِيّ قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن عَبْد الحق الخزرجي القرطبي قال: ثنا الطّلّاع بإسناده.
وروى عَنْهُ: عليّ بْن حُنَيْن، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خليل كتاب المُوَطّأ، وهما من شيوخ ابن دِحْيَة.
292-
المؤمَّل بْن أحمد بْن المؤمَّل: أبو البركات المصِّيصيّ الدّمشقيّ1. سمع: ابن سلْوان، ورشأ بْن نظيف، والأهوازيّ. سمع منه: أبو مُحَمَّد بْن صابر وقال: كَانَ يكذب في انتمائه إلى عثمان رضي الله عنه.
"حرف الياء":
293-
يزيد: مولى المعتصم باللَّه مُحَمَّد بْن مَعْن بْن صُمَادح2. أبو خَالِد، من أهل المَرِية. روى الكثير عَنْ: أَبِي العبّاس العُذْريّ. قَالَ ابن بَشْكُوَال: روى عَنْهُ غير واحدٍ من شيوخنا، وكان معتنيا بالأثر وسماعه، ثقة في روايته. وكان مقرئًا فاضلًا. تُوُفّي في المحرَّم. قلت: روى عَنْهُ: أبو العبّاس بْن العريف الزّاهد، وأبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن عاصم الثقفي.
وفيات سنة ثمان وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
294-
أحمد بن الحسين بن محمد بْن إِبْرَاهِيم: أبو طَالِب الْبَصْرِيّ3، ثمّ البغداديّ الكَرْخيّ الخبّاز. شيخ عامي صحيح السَّماع. سمع سنة إحدى وعشرين وأربعمائة من عَبْد المُلْك بْن بِشْران. وتُوُفّي في جُمَادَى الآخرة. وهو من شيوخ السِّلَفيّ في البشْرانيّات.
295-
أحمد بْن خَلَف بْن عَبْد المُلْك بْن غالب: أبو جعفر بْن القَلَعيّ4، من أهل غَرْناطة. روى عَنْ: حاتم بْن مُحَمَّد، وأبي عَبْد اللَّه بْن عتّاب، وجماعة. قَالَ ابن بَشْكُوَال: كَانَ ثقة صدوقًا. أخذ النّاس عَنْهُ، وتُوُفّي في ربيع الآخر.
296-
أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد الخطيب: أبو منصور الهاشْميّ المعروف بابن الدبخ5 الكوفيّ. سمع: مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ، ومُحَمَّد بن
1 الميزان "6/ 137".
2 الصلة "2/ 690".
3 لم نقف عليه.
4 الصلة "1/ 72".
5 لا بأس به.
فَدُّوَيْه. وعنه: المبارك بْن أحمد الْأَنْصَارِيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ. تُوُفّي في ذي الحجّة.
297-
أحمد بْن نَصْر بْن أحمد: أبو منصور الخراساني الخوجاني الواعظ1. قدِم بغداد في هذا العام. وروى عَنْ: أَبِي عثمان الصّابونيّ. سمع منه: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وغيرهما.
298-
أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن حَسَن: الحافظ أبو عليّ البَرَدَانيّ2 البغدادي. ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة، وأوّل سماعه في سنة ثلاثٍ وثلاثين من أبي طالب العشاري. قال السمعاني: كان أحمد المتميّزين في صنعة الحديث وأحد حفاظه، خرّج لنفسه وللشّيوخ، وكتب الكثير. وكان ثقة صالحًا. سمع: عَبْد العزيز بْن عليّ الأَزَجيّ، وأبا الحَسَن القَزْوينيّ، وأبا طَالِب بْن غَيْلان، وأبا إِسْحَاق البَرْمكيّ، وأبا مُحَمَّد الجوهريّ، والقاضي أبا يَعْلَى، وأبا بَكْر الخطيب، وطبقتهم. وكان حنبليا؛ واستملى لأبي يَعْلَى. حَدَّثَنَا عَنْهُ: إسماعيل بْن مُحَمَّد الحافظ. قلت: وقد جمع مجلدًا في "المقامات النبوية"، انتخبه السِّلَفيّ، وسمعه منه، وهو مما يرى اليوم بعُلُوّ بالنسبة إِلَيْهِ. تُوُفّي في حادي وعشرين شوّال. قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ أبو عليّ أحفظ وأعرف من شُجاع الذُّهْليّ. وكان ثقة ثَبْتًا، لَهُ مصنَّفات. قَالَ: وكانا حنبَليَّيْن. قلت: وروى عَنْهُ: عليّ بْن طراد الوزير، وأحمد بْن المقرّب، وجماعة. قرات بخط أبي عليّ: أَنْبَأَ عثمان بْن مُحَمَّد بْن دُوست العلّاف إجازة كتبها لي سنة ثمانٍ وعشرين وأربعمائة، وفيها مات، أَنَا أبو بَكْر الشّافعيّ، فذكر حديثًا. وقد سأله السِّلَفيّ في كراسٍ عَنْ جماعة من الرجال، فأجابه جواب عارفٍ محقِّق.
299-
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن أحْمَد بْن مُوسَى بْن مَرْدُوَيْه بْن فُورَك بْن موسى: أبو بَكْر سِبْط الحافظ أَبِي بَكْر بْن مَرْدُوَيْه الحافظ3. سمع: أبا منصور محمد بْن سلمان الوكيل، وعُمَر بْن عَبْد اللَّه بْن الهَيْثَم الواعظ، وغلام محسن، والحسين بْن إِبْرَاهِيم الحمّال، وأبا بكر بن أبي علي
1 لم نقف عليه.
2 السير "19/ 219"، شذرات الذهب "3/ 408".
3 السير "19/ 207"، شذرات الذهب "3/ 408".
الذّكْوانيّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن قُولُوَيْه التّاجر، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم الثَّقْفيّ الواعظ، وجماعة. قَالَ السِّلَفيّ: كتبنا عَنْهُ كثيرًا، وكان ثقة جليلًا، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: كُتُب الحافظ. قلت: روى عَنْهُ: أبو رُشَيْد إسماعيل بْن غانم، وعدّة. تُوُفّي بسُوذَرْجان، إحدى قرى إصبهان. قَالَ يحيى بن منده: ولد سنة تسع وأربعمائة، وكان كثير السَّماع، واسع الرّواية. قلت: بقي حفيده عليّ بْن عَبْد الصَّمد إلى سنة 57 يحدِّث عَن الثَّقْفيّ، أمّا هُوَ فرأيت لَهُ "طُرُق طلب العِلم" تذكّر عَلَى معرفته، وحِفْظَه، لم يلحق الأخذ عَنْ جَدّه.
"حرف الباء":
300-
بَركيَارُوق: السُّلطان أبو المظفّر رُكْن الدين ابن السّلطان الكبير ملِكْشاه بْن ألْب أرسلان بْن دَاوُد بْن ميكائيل بْن سلْجُوق بْن دُقَاق السَّلْجوقيّ1 ويُلَقَّب أيضًا شهاب الدّولة. تملَك بعد موت أَبِيهِ، وكان أَبُوهُ قد ملك ما لم يملكه غيره. وكان السّلطان سَنْجَر نائب أخيه رُكْن الدين عَلَى بلاد خُراسان. وكان ملازمًا للشُّرْب. بقي في السَّلْطنة اثنتي عشرة سنة، وتُوُفّي ببرُوجِرْد في شهر ربيع الأوَّل، وقُتِل الآخر. وأمّا أخوه سَنْجَر، فامتدّت أيّامه، وعاش إلى بعد سنة خمسين وخمسمائة. وبركياروق فتح الباء الموحَّدة. تمرّض بأصبهان بالسُّلّ والبواسير، فسار منا في مِحَفَّة طالبًا بغداد، فضعُف في الطريق وعجز. ولمّا احتضر خلع عَلَى ولده ملكشاه، وله نحو خمس سنين، وجعله وليَّ عهده بمشورة الأمراء، وحلفوا لَهُ، ومات -وهو ببروجرد، ودُفن بأصبهان في تربة لَهُ. وعاش خمسًا وعشرين سنة، قاسى فيها من الحروب واختلاف الأمور ما لم يُقاسه أحد، واختلفت بِهِ الأحوال ما بين انخفاض وارتفاع، فلمّا قوي أمره، وصار كبير البيت السَّلْجوقيّ أدركته المنية. وكان مَتَى خُطِب لَهُ ببغداد وقع الغلاء، ووقفت المعايش، ومع ذَلِكَ يحبّونه ويختارونه. وكان فيه حلْم وكَرَم وعقْل وصَفْح، عفا الله عنه.
1 السير "19/ 195"، البداية والنهاية "12/ 164".
"حرف الثاء":
301-
ثابت بْن بُنْدار بْن إِبْرَاهِيم بْن بُنْدار: أبو المعالي الدِّيَنَوَريّ الأصل، البغداديّ، المقرئ البقّال1.
قَالَ السّمعانيّ: كَانَ صالحًا، ثقة، فاضلًا، واسع الرّواية. أقرأ القرآن، وحدَّثَ بالكثير. سمع: أبا القاسم الحرفي، وأبا بكر البرقاني، وأبا علي بن شاذان، وعثمان بْن دُوَسْت، وأبا عليّ بْن دوما. روى لنا عَنْهُ: ابنه يحيى، وابن السَّمَرْقَنْديّ، وابن ناصر، وعبد الخالق بْن أحمد اليُوسُفيّ، وجماعة كثيرة بمَرْو، وبلْخ، وبُوشَنْج. وقرأت بخطّ والدي: ثابت ثابت. وقال عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ: ثقة مأمون. وقال غيره: كَانَ يُعرف بابن الحمامي، ولد سنة ست عشرة وأربعمائة. وقرأ عَلَى: ابن الصقر الكاتب، وأبي تَغْلِب المُلْحَميّ. قرأ عَلَيْهِ سِبْط الخيّاط، وأحمد بْن مُحَمَّد بْن شُنَيْف. وروى عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ، وأحمد بْن المبارك المرقعاني، وأحمد وعُمَر ابنا تيمان المستعمل، وشُهْدَة الكاتبة، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة. تُوُفّي في جُمَادَى الأولى. وحدَّثَ عَنْهُ بالإجازة الفقيه نَصْر المَقْدِسيّ.
"حرف الحاء":
302-
الحَسَن بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز: أبو بَكْر الطّائيّ المُرْسِي النَّحْويّ2، ويُعرف بالفقيه الشّاعر لغلبة الشعر عَلَيْهِ. روى عن: أَبِي عَبْد اللَّه بْن عتاب، وأبي عمر بن القطان، وأبي محمد بن المأموني، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس، وابن أرفع رأسه. وجالس أبا الوليد بن مقيل. وله كتاب المقنع في النَّحْو. تُوُفّي في رمضان، وله ستٍّ وثمانون سنة.
303-
الحُسين بْن عليّ بْن الحُسين: أبو عَبْد اللَّه الطَّبَريّ الفقيه3. نزيل مكة ومحدثها.
1 السير "19/ 204"، شذرات الذهب "3/ 408".
2 الصلة "1/ 138".
3 السير "19/ 203"، شذرات الذهب "3/ 408".
ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة بآمُل طَبَرِسْتان، ورحل نَيْسابور سنة تسعٍ وثلاثين. سمع صحيح مُسْلِم من عَبْد الغافر الفارسيّ، وسمع: عمرو بْن مسرور، وأبا عثمان الصّابونيّ وسمع بمكّة صحيح الْبُخَارِيّ من كريمة. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ حَسَن الفتاوى، تفقّه عَلَى ناصر بْن الحُسين العُمَريّ المَرْوَزِيّ، وصار لَهُ بمكّة أولاد وأعقاب. قلت: روى عَنْهُ: إسماعيل الحافظ، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وأبو غالب الماوَرْدِيّ، وأحمد بْن مُحَمَّد العبّاسيّ الْمَكِّيّ، ورَزِين بْن معاوية العَبْدَريّ مصنِّف جامع الأصول، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة، وأبو بَكْر مُحَمَّد بْن العربيّ القاضي، وأبو الحَجّاج يوسف بْن عَبْد العزيز المَيُورقيّ، ووجيه الشّحّاميّ، وخلق بن المغاربة. قَالَ ابن سكرة في مشيخته التي خرّجها عِيَاض لَهُ: هُوَ شافعي أشْعَريّ جليل.
قَالَ: وبعضهم يكنّيه بأبي عليّ، ويُدْعَى إمام الحرمين، لازم التّدريس لمذهب الشّافعيّ والتّسميع بمكّة نحْوًا من ثلاثين سنة، وكان أسند من بقي في "صحيح مُسْلِم"، يعني بمكّة؛ سمعه منه عالم عظيم. وكان من أهل العلم والعبادة. وجرت بينه وبين أَبِي مُحَمَّد هياج بْن عُبَيْد الشّافعيّ وغيره من الحنابلة ممّن يَقُولُ من أصحاب الحديث بالحرف والصَّوت خُطُوب. وقال هبة اللَّه بْن الأكفانيّ: تُوُفّي بمكّة في العشر الأواخر من شَعْبان. وقال ابن السّمعانيّ: سَمِعْتُ أَنَّهُ انتقل إلى إصبهان، فمات بها.
304-
الحُسين بْن مُحَمَّد بْن أحمد: الحافظ أبو عليّ الغسّانيّ الْجَيَّانيّ1. ولم يكن من جَيّان، إنّما نزلها أَبُوهُ في الفِتْية، وأصلهم من الزهراء. رئيس المحدثين بقرطبة، بل بالأندلس.
قَالَ ابن بَشْكُوَال: روى عَنْ: حَكَم بْن مُحَمَّد الْجُذَاميّ، وأبي عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبي شاكر القَبْريّ عَبْد الواحد، وأبي عَبْد اللَّه بن عتاب، وحاتم بن محمد، وأبي عمر بن الحذاء، وسراج بن عبد الله القاضي، وأبي الوليد الباجيّ، وأبي العبّاس العُذْريّ، وجماعة كثيرين سمع منهم وكتب عَنْهُمْ. وكان من جهابذة المحدّثين وكبار العلماء المسندين، وعني بالحديث وضبْطه، وكان بصيرًا باللُّغة، والإعراب، والغريب، والشِّعْر، والأنساب، جمع من ذَلِكَ كلّه ما لم يجمعه أحدٌ في وقته. ورحل النّاس إليه، وعولوا في الرواية عليه. وجلس لذلك بجامع قرطبة.
1 السير "19/ 148"، شذرات الذهب "3/ 408".
وسمع منه الأعلام، وأنبأ عَنْهُ غير واحد، وصفوه بالجلالة، والحِفْظ، والنّباهة، والتّواضع، والصّيانة. قَالَ السهيلي في الروض: حدَّثني أبو بَكْر بْن طاهر، عَنْ أَبِي عليّ الغساني، أنّ أبا عُمَر بْن عَبْد البَرّ قَالَ لَهُ: أمانةُ اللَّه في عُنُقِك، مَتَى عبرتَ عَلَى اسمٍ من أسماء الصّحابة لم أذْكُرُه، إلّا أَلْحَقْتَه في كتابي الّذي في الصّحابة. وقال ابن بَشْكُوَال: قال شيخنا أبو الحسن بن مغيث: كان من أكمل من رأيت عِلْمًا بالحديث، ومعرفة بطُرُقُه وحِفْظًا لرجاله. عانى كُتب اللغة، وأكْثَرَ من رواية الأشعار، وجمع من سعة الرّواية ما لم يجمعه أحد. أدركناه، وصحّح من الكُتُب ما لم يصحّحه غيرُه من الحُفّاظ. كُتُبه حُجّةٌ بالغة. جمع كتابًا في رجال الصّحيحين سمّاهُ "تقييد المُهْمَل وتمييز المُشْكَل" وهو كتابٌ حَسَن مفيد، أخذه النّاس عَنْهُ. قَالَ ابن بَشْكُوَال: وسمعناه عَلَى القاضي أَبِي عَبْد اللَّه بْن الحَجّاج، عَنْهُ، وتُوُفّي ليلة الجمعة لاثنتي عشرة ليلةٍ خَلَت من شَعْبان، ومولده في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة. وكان قد لزم داره قبل موته بمدة لزَمانَةٍ لِحقَتْه. قلت: روى عَنْه: مُحَمَّد بْن الحَكَم الباهليّ شيخ العُمانيّ، والسِّلَفيّ في سماع "تقييد المُهْمَل"، ومُحَمَّد بْن أحمد بْن إِبْرَاهِيم الْجَيَّانيّ المشهور بالبغداديّ، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة، وأبو العلاء زهر بْن عَبْد المُلْك الإياديّ، وعَبْد اللَّه بْن أحمد بْن سماك الغَرْناطيّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن أَبِي ليلى الْأَنْصَارِيّ الحافظ، ويوسف بْن يَبْقى النَّحْويّ، وخلْق كثير، آخرهم فيما أرى وفاءً: مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن خليل التِّنِّيسيّ مُسْنِد مُرّاكش، سمع منه صحيح مُسْلِم، وتُوُفّي في سنة سبعين وخمسمائة.
"حرف السين":
305-
سقمان، ويقال: سكمان، ابن أُرْتُق بْن أَكْسَب التُّرْكُمانيّ1: ولي هُوَ وأخوه إيل غازي إمرةَ القُدس الشَريف بعد أبيهما، فقصدهما الأفضل شاهنشاه أمير الجيوش، وأخذ منهما في شوّال سنة إحدى وتسعين، فتوّجها إلى الجزيرة، وأخذا ديا بكر، ثم توفي سقمان بين طرابس وماردين هِيَ إلي اليوم لذُرِّيّته. وقد ساق صاحب الكامل أخباره في أماكن، إلى أنّ ذكر وفاته، فحكى أن ابن عمار طلبه ليكشف عنه الفرنج على مالٍ يعطيه، وأن صاحب دمشق مرض وخاف على دمشق،
1 السير "19/ 234"، شذرات الذهب "3/ 409".
فطلبه ليسلّم إِلَيْهِ البلد، فسار إلي دمشق ليملكها، ويتجهز منها لغزو الفرنج، فأخذته الخوانيق، وتُوُفّي بالقريتين، ونُقِل فدُفن بحصن كَيْفا. قَالَ: وأمّا ملكه ماردين فإنّ صاحب المَوْصِل كَرْبُوقا قصد آمِد، فجاء سُقْمان ليكشف عَنْهَا، فالتقوا، وكان عماد الدين زنكي بْن آقسُنْقُر حينئذٍ صبيًّا مع كربوقا، فتظهر سُقْمان عليهم، فألقى الصَّبيَّ إلى الأرض، وصاح مماليك أَبِيهِ: قاتِلُوا عَنْ زنكي. فصدقوا حينئذ في القتال، فانهزم سُقْمان، وأسروا ابن أخيه فسجنوه بماردين، وهي لإنسان مغني للسّلطان بَركيَارُوق، غنّاه مرّةً، فأعطاه ماردين، فمضت زوجة أُرْتُق تسأل لصاحب المَوْصِل أنّ يطلق الشاب من حبس ماردين، فأطلقه، فنزل تحت ماردين، وبقي يفكر كيف يتملكها. وكان الأكراد الذين يجاورونها قد طمعوا في صاحبها المغني، وأغاروا عَلَى ضياع ماردين، فبعث ياقوتي ابن أخي سقمان، أعني الذي كان مسجونًا بها، إلى صاحبها يَقُولُ: قد صار بيننا مَوَدَّة، وأريد أنّ أُعمِّر بلدك، وأمنع الأكراد منه، وأقيم في الرُّبَض. فأذِن لَهُ، فبقي يُغِير من بلاد خلاط إلى أطراف بغداد، وصار ينزل معه بعض أجناد القلعة، وهو يكرمهم، ويكسبون معه، إلى أنّ صار ينزل معه أكثرهم، فلمّا عادوا من الغارة أمسكهم وقيَّدهم، وساق إلى القلعة، فنادى أهاليهم: إنّ فتحتم الباب وإلّا ضربت أعناقهم. فامتنعوا، فقتل إنسانًا منهم، فسلّموا القلعة إِلَيْهِ. ثمّ جمع جمعًا، وأغار عَلَى جزيرة ابن عُمَر، فجاء صاحبها جَكَرْمِش، وكان ياقوتي قد مرض، فأصابه سهم فسقط. وجاء جَكَرْمِش، فوقف عَلَيْهِ وهو يجود بنفسه، فبكى عَلَيْهِ، فمضت امرأة أُرْتُق إلى ابنها سقمان، وجمعت التركمان، وطابت بأار ابن ابنها، وحاصر سُقْمان نصيبين. وملك ماردين عليّ أخو ياقوتي، ودخل في طاعة صاحب المَوْصِل، وسار إلى خدمته، واستناب بها أميرًا، فعمل عَلَيْهِ سُقْمان وقال: إنّ ابن أختك يريد أن يسلم ماردين لجكرمش، فتملكها سُقْمان.
"حرف العين":
306-
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن يوسف بن بشر: أبو محمد المعافري القرطبي1.
1 الصلة "1/ 290".
من بيت فقهٍ وقضاء. روى عَنْ: حَكَم بْن مُحَمَّد، وحاتم بْن مُحَمَّد، وأبي عَبْد اللَّه بْن عتاب، وأبي عُمَر بْن الحدّاد. وكان حَسَن الطّريقة، ذا سمتٍ وهديٍ صالح، وله اعتناء بالعِلْم والرّواية. سمع منه النّاس. توفي أبو محمد بن بشر في المحرَّم، وله أربعٌ وثمانون سنة، ومات معه ابنه عُبَيْد اللَّه قاضي الجماعة.
307-
عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن الْجُنَيْد: الحاكم أبو نَصْر النَّيْسابوريّ الحنفيّ1. شيخ صالح. سمع: أبا الحسن بن علي بن مُحَمَّد الطّرَازِيّ، وأبي سَعْد الصَّيْرفيّ. وعنه: عَبْد اللَّه بْن الفُرَاويّ، وعُمَر بْن الصّفّار، وعبد الخالق بْن زاهر، وأبو طاهر السِّنْجيّ. مات في شوّال في عَشْر التّسعين.
308-
عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عَبْد العزيز: أبو غالب بْن الدّهّان الطّرائفيّ2. بغداديّ. سمع: ابن غَيْلان، وغيره. وعنه: السِّلَفيّ. وقال شجاع الذُّهْليّ: لا بأس بِهِ.
309-
عليّ بْن خَلَف بْن ذي النُّون بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن هُذَيْل. أبو الحَسَن العَبْسيّ القُرْطُبيّ الإشبيليّ الأصل3، المقرئ، أحد الأعلام والزهاد والأئمة والأوتاد، أولو العِلْم والعمل. سمع من: أَبِي مُحَمَّد بْن خَزْرَج. ورحل فأخذ بمصر عَنْ: أَبِي العبّاس بْن نفيس تلاوة، وأبي عَبْد اللَّه القُضاعيّ كتاب الشّهاب، وعليه يعوَّل النَّاس فيه. وروى عَنْ: أَبِي مُحَمَّد بْن الوليد الأندلسيّ، والفقيه نَصْر المَقْدِسيّ. أخذ عَنْهُ: عَبْد الجليل بْن عَبْد العزيز الأُمَويّ، وعبد اللَّه بْن موسى القُرْطُبيّ، ويحيى بْن مُحَمَّد بْن سعادة المقرئ. قَالَ ابن بَشْكُوَال: كَانَ رحمه الله من جلة المقرئين، وفضلائهم، وعُلمائهم، وخيارهم. وأقرأ النّاس بالمسجد الجامع بُقْرطُبة، وأسمعهم الحديث. وكان ثقة، شُهِر بالخير والزهد في الدنيا، والتَّقَلُّل والصّلاح والتّواضع، وشُهِرت إجابة دعوته، وعُلِمَت في غير ما قصة.
1 لا بأس به، في عداد العلماء المستورين.
2 انظر السابق.
3 معرفة القراء الكبار "1/ 460".
تُوُفّي لثلاث عشرة تبقّى من جُمَادَى الأولى، وكانت جنازته مشهودة. ومولده في سنة سبْعٍ عشرة وأربعمائة.
310-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن قُنيْن. أبو الحَسَن العبْديّ الكوفي الخزّاز1. قدِم في هذه السّنة بغداد، وحدَّثَ بها عَنْ أَبِي طاهر مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الصّبّاغ، سمعه في سنة ثلاثٍ وثلاثين وأربعمائة. روى عَنْهُ: أبو بَكْر بْن السّمعانيّ، وأبو طاهر السِّنْجيّ.
311-
عليّ بْن مُحَمَّد بْن إسماعيل العراقي: أبو الحَسَن الشّافعيّ2، ويُلَقِّب بقاضي القضاة. ولي القضاء بطُوس، وتفقه عَلَى: أَبِي مُحَمَّد الْجُوَينيّ. وسمع: أبا حفص بْن مسرور، وأبا عثمان إسماعيل الصّابونيّ، وابن المهتدي باللَّه، وعدة. روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السِّنْجيّ. تُوُفّي بطوس في أوّل رمضان، وله أربع وثمانون سنة.
312-
عيسى بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم: الواعظ أبو المؤيد الغَزْنَويّ3. كاتب، شاعر، متفنّن، متعصُب للأشعريّ. قدِم بغداد ووعظ وحصّل لَهُ قبولٌ عظيم، ثمّ ذهب، فمات بإسْفَراين في هذه السّنة.
"حرف الفاء":
313-
الفضل بْن عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن الحُسين بْن الفضل بْن يعقوب4:
أبو عَبْد اللَّه بن أبي قاسم بن الشيخ أبي الحسن بْن القطّان المَتُّوثيّ. قَالَ السّمعانيّ: هُوَ والد شيخنا هبة اللَّه الشاعر. كَانَ من أولاد المحدّثين، وكان بقية بيته. سمع: مُحَمَّد بْن علي كردي، وأبا طَالِب بْن غَيْلان، وغيرهما. وروى لنا عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الحافظ، ومُحَمَّد بْن ناصر، وأبو طاهر السِّنْجيّ المَرْوَزِيّ. قلت: وروى عَنْهُ: السِّلَفيّ. وقع لي جزء من طريقه. ولد سنة ثمان عشرة وأربعمائة. وتوفي لست بقين من ربيع الأول.
1 المشتبه "2/ 538".
2 طبقات الشافعية "3/ 303" للسبكي.
3 البداية والنهاية "12/ 165".
4 لا بأس به.
314-
فِيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد بْن شاذي: أبو الحُسين الشَّعْرانيّ الهَمَذانيّ1. قدم بغداد سنة تسعين حاجًّا. وحدَّثَ: وسمع: أبا الفضل عُمَر بْن إِبْرَاهِيم الهَرَوِيّ، وعليّ بْن شُعَيْب القاضي، وأبا منصور أحمد بْن عُمَر، وأبا مسعود البجلي، وأحمد بن زنجويه، منصور بن رامش، وعلي بن إبراهيم سخْتام، ومُحَمَّد بْن عيسى محدِّث هَمَذَان، وأحمد بْن عَبْد الواحد بْن شاذي. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ صالحًا، مكثرًا، صدوقًا، من أولاد المحدثين، عُمِّر حتّى انتشرت عَنْهُ الرّواية. روى لنا عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وعُمَر المَغَازليّ، وأبو طاهر السنجي، وغيرهم. ولد فيد في جمادى الأولى سنة سبع عشرة وأربعمائة، وتُوُفّي في أواخر ربيع الآخر. قلت: وممّن روى عَنْهُ: أبو الفتوح الطّائيّ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ. مات بهَمَذَان.
"حرف الميم":
315-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن قَيْداس: أبو طاهر التُّوثيّ الحطّاب2، من محلّة التُّوثَة. سمع أبا علي بن شاذان، وأبا القاسم الحرفي. وأجاز لَهُ أبو الحُسين بْن بِشْران. وُلِد سنة عشر وأربعمائة. وتُوُفّي في المحرَّم. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ.
316-
مُحَمَّد بْن عَبْد السّلام بْن أحمد بْن مُحَمَّد: الشريف أبو الفضل الْأَنْصَارِيّ البزّار3. كَانَ ثقة صالحًا، من بيت حديثٍ وخير. سمع: أبا القاسم الحرفيّ. وأبا عليّ بن شاذان، وأبا بَكْر البَرْقانيّ. وغيرهم. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ، وشُهْدَة، وأبو المظفَّر يحيى بْن عليّ الخيميّ، وأبو طاهر السِّنْجيّ، وخطيب المَوْصِل. ومات في ربيع الآخر، وَلَهُ أربعٌ وثمانون سنة.
1 المشتبه "2/ 514".
2 المشتبه "1/ 102".
3 شذرات الذهب "3/ 309".
317-
محمد بن علي بن الحسن بن أبي الصَّقْر. أبو الحَسَن الواسطيّ الفقيه الشّافعيّ1 الكاتب. أحد الشُّعراء، لَهُ ديوان في مجلدٍ؛ وعاش بضعًا وثمانين سنة. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وغيره تفقّه عَلَى إِسْحَاق الشِّيرازيّ، وكان يتردّد ما بين واسط وبغداد. وحدَّثَ عَنْ: عُبَيْد اللَّه بْن القطّان. روى عَنْهُ: كثير بْن شماليق ناصر أيضًا. ومن شِعره:
من عارضَ اللَّه في مشيئته
…
فما من الدّين عنده خَبَرُ
لا يقدر النّاس باجتهادهم
…
إلّا عَلَى ما جرى بِهِ القَدَرُ
وعمل فيهم أشعارًا.
318-
مُحَمَّد بْن فَتُّوح بْن عليّ بْن وليد: أبو عَبْد اللَّه الْأَنْصَارِيّ الطَّلْبيريّ، قاضي غرناطة2. روى عَنْ: أَبِي جعفر بْن مغيث، والطَّلَمَنْكيّ، وأبي عُمَر بْن عَبْد البَرّ، وأبي عُمَر بْن سميق، وجماعة. وكان عالمًا بالرأي والوثائق. تُوُفّي بمالقة في صَفَر.
319-
مُحَمَّد بْن محمود بْن عَبْد اللَّه بْن القاسم: أبو عَبْد اللَّه الرّشِيديّ النَّيْسابوريّ الفقيه3. خَدَم أبا عثمان الصّابونيّ، وكان تقيًّا رضِيّ الأخلاق، منفقًا عَلَى أهل العلم. سمع: ببغداد من: أَبِي طَالِب بْن غَيْلان؛ ويحتمل أَنَّهُ سمع من أصحاب الأصمّ، فإنّه أدرَّ لهم. وأملى مجالس. وتُوُفّي في شوّال وله سبْعٍ وثمانون سنة. وقد سمع من أبي سعد فضل الله المهيني. روى عَنْهُ: أبو البركات بْن الفُرَاويّ، وأبو طاهر السِّنْجيّ، وعُمَر بْن أحمد الصّفّار، وأبو نَصْر أحمد بْن عَبْد الوهّاب، وجماعة.
320-
مُحَمَّد بن محمد بن محمد بن الطيب: أبو الفضل ابن الصّبّاغ البزّار. سمع: ابن دُوَسْت العلّاف، وأبا القاسم بْن بِشْران. وعنه: سِبْط الحناط، وابن ناصر، والسِّلَفيّ. مات في صَفَر.
1 السير "19/ 238"، البداية والنهاية "12/ 165".
2 الصلة "2/ 565".
3 لم نقف عليه.
"حرف النون":
321-
نَصْر اللَّه بْن أَحْمَد بْن عثمان: أبو عليّ الخُشْناميّ النَّيْسابوريّ1. ثقة صالح: قاله أبو سَعْد السّمعانيّ. سمع: أبا عَبْد الرَّحْمَن السُّلَميّ، وأبا بَكْر الحِيّري، وعليّ بْن أحمد بْن عَبْدان، وأبا سَعِيد الصَّيْرفيّ. وصار مُسْنِد خُراسان. وطال عُمره، وما أراه يروي عَنِ السُّلَميّ إلّا حُضورًا، فإن السّمعانيّ قَالَ: ولد في رمضان سنة تسعٍ وأربعمائة.
قَالَ: وتُوُفّي في شَعْبان. روى لنا عَنْهُ خلق. قلت: وقع لنا حديثه في جزء الفَلكَيّ. وروى عَنْهُ: حفيده مسعود بْن أحمد، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ، وعبد الخالق بْن زاهر، وعُمَر بْن الصّفّار، وخلْق.
322-
نَصْر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن هبة اللَّه بْن أحمد: أبو المكارم الوكيل2، شيخ بغداد. سمع من: القاضيَيْن: أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وأبي يَعْلَى بْن الفُرَاويّ. عَنْهُ: أبو طاهر السِّلَفيّ، وأبو الوفاء أحمد بْن مُحَمَّد بْن الحُصَيْن. تُوُفّي في المحرَّم.
"حرف الهاء":
323-
هبة اللَّه بْن الحسين بْن عليّ3: الكاتب تاج الرؤساء أبو نَصْر ابن أخت أمين الدّولة بْن المُوصلايا، وقد أسلما معًا. لأبي نَصْر رسائل مدوّنة، وعاش سبعين سنة. ذكره ابن خَلَّكان: أبو نَصْر بْن الموصلايا صاحب ديوان الإنشاء بدار الخلافة، قُلِّدَ الديوان بعد عمه أبي سعيد، فبقى نحو سنتين، ومات عَنْ سبعين سنة، وكان يبخل، إلّا أَنَّهُ كَانَ كثير الصدقة، ولم يخلف وارثًا.
وفيات سنة تسع وتسعين وأربعمائة:
"حرف الألف":
324-
أحمد بْن خَلَف: أبو عمر الأموي القرطبي المؤدب4. جود القرآن
1 السير "19/ 167"، شذرات الذهب "3/ 409".
2 لا بأس به.
3 وفيات الأعيان "3/ 480".
4 الصلة "1/ 72".
عَلَى أَبِي عَبْد اللَّه الطّرَفيّ المقرئ. وسمع من حاتم بْن مُحَمَّد. روى عَنْهُ: القاضي أبو عَبْد اللَّه بْن الحاجّ.
325-
أحمد بْن عَبْد المنعم بْن أحمد بْن بُنْدار: القائد أبو الفضل بْن الكُرَيْديّ1. سمع أبا القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن الطّبيز، وأحمد بْن مُحَمَّد العتيقي، وأبا بكر أحمد بن حريز السلماني، وعليّ بْن السِّمْسار. قَالَ ابن عساكر: ثنا عَنْهُ أبو الحَسَن النّابُلسيّ، وعبد اللَّه بْن خليفة وغالب بْن أحمد، وأبو الحَسَن بْن مهديّ الهلاليّ، وآخرون. وتُوُفّي في جُمَادَى الأولى بدمشق.
326-
أحمد بْن الفضل بْن أَبِي القاسم الأصبهاني2: أبو الفضل القصّار، شيخ صالح. سمع: أبا القاسم سِبْط بَحْرُوَيْه. وبمكّة: سَعْد بْن عليّ، وهَيّاج بْن عَبْد الزّاهد. تُوُفّي من البرد بطريق مكّة. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ.
327-
أحمد بْن عليّ بْن عَبْد الغفّار: أبو طاهر البَيِّع البغداديّ3. روى عَنْ أَبِي تمام، عَنْ عليّ بْن مُحَمَّد الواسطيّ، وأبي الحَسَن محمد بْن أحمد بْن الحُسين السُّكّريّ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وعبد الخالق بْن يوسف، وعُمَر بْن ظفر المَغَازليّ. وقد سمع: أبا مُحَمَّد الخلّال، وضاع سماعه. تُوُفّي في رمضان عَنْ نيف وثمانين سنة.
328-
أحمد بْن مُحَمَّد: أبو بَكْر المَوَازِينيّ الإسكاف4، شيخ بغداديّ. سمع منه: السِّلَفيّ. توفي في صفر.
"حرف الباء":
329-
بدر النشوي: أبو النجم الصوفي5: سافر الكثير، وصحب المشايخ، وسكن بغداد، وسمع بها من: أَبِي القاسم بن البسري، وأبي نصر الزينبي. وحدَّثَ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن حبيب بْن العامريّ، ومُحَمَّد بْن علي بن فولاذ الطبري. سمعوا من هذا العام. وقال: أَنَا في عشر الثمانين.
1 لا بأس به.
2 لم نقف عليه.
3 لا بأس به.
4 لم نقف عليه.
5 لم نقف عليه.
330-
بنجر بْن عليّ بْن مُحَمَّد بْن عَمُّوَيْه: أبو الوفاء الزّنْجانيّ، ثمّ الهَمَذانيّ1. قَالَ شِيرُوَيْه: كهل، سمعنا. روى عَنْ: أَبِي الفَرَج البَجَليّ، وعبد الحميد بْن الحَسَن الفُقَاعيّ، ومُحَمَّد بْن الحُسين، وعامة مشايخنا. مات في صَفَر، وكان صالحًا متديِّنًا صدوقًا.
"حرف الحاء":
331-
الحَسَن بْن أحمد بْن عليّ بْن فتحان بْن منصور بْن عَبْد اللَّه بْن دَلف ابن الأمير أَبِي دُلَف العِجْليّ ابن الشَّهْرَزُوريّ2: العطّار أبو منصور، من ساكني خرابة ابن جرادة. قرأ القرآن عَلَى: أَبِي نَصْر أحمد بْن مسرور. وسمع من: أحمد بن علي الثوري، وأبي علي المذهب، وطائفة. قرأ عَلَيْهِ ولده شيخ القراء المبارك. وحدَّثَ عَنْهُ هُوَ، والسِّلَفيّ. مات في جُمَادَى الآخرة. ذكره ابن النّجّار.
"حرف الدال":
332-
دارا بن العلاء بْن أحمد: أبو الفتح الفارسيّ3 الكاتب البليغ. ذو النَّظْم النَّضير كاتب السّلطان ملكشاه. سمع مَعَ نظام المُلْك من: ابن شكْرُويه الأصبهاني، وطائفة. وأخذ عَنْهُ: السِّلَفيّ، وهزارسْت. أرّخه ابن النّجّار.
"حرف الحاء":
333-
الحُسين بْن إِبْرَاهِيم: أبو عَبْد اللَّه النَّطَنْزِيّ الأصبهاني، النَّحْويّ، الملقب بذي اللّسانين4. من كبار أئمة العربية.
334-
الحُسين بْن سَعْد الآمِديّ5: الأديب. حدَّثَ بأصبهان عن ابن غيلان، وبها توفي.
1 لا بأس به.
2 الأنساب "7/ 420".
3 لم نقف عليه.
4 سبقت الترجمة له.
5 في عداد المجهولين.
"حرف الخاء":
335-
خمارتِكِن: أبو منصور الجستانيّ1، أمير الحاجّ. قَالَ السِّلَفيّ: قرأنا عَلَيْهِ بالمدينة النبوية: أخبركم أبو مُحَمَّد الجوهريّ. تُوُفّي بمراغة في المحرَّم.
"حرف السين":
336-
سهل بْن أحمد بْن عليّ: الحاكم أبو الفتح الأَرْغِيَانيّ2 الفقيه الشّافعيّ الزّاهد، أحد الأئمة. تفقّه عَلَى القاضي حسين؛ وأخذ الأصول والتفسير عَنْ شهفور الإسْفَرائينيّ بطُوس. وأخذ عَنْ أَبِي المعالي الْجُوَينيّ علم الكلام. وولى القضاء بناحيته أرغيان، وهي قرى كثيرة من عمال نَيْسابور. ثمّ تعبد وترك القضاء وآوى إلى الخانقاه، ووقف عليها، ولزم العبادة، وصحب الزّاهد حَسَن السِّمْنانيّ. وله فتاوى مجموعة معروفة بِهِ. وقد سمع: أبا حفص بْن مسرور، وأبا عثمان الصّابونيّ، وهذه الطبقة فأكثر. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّنْجيّ، وغيره. تُوُفّي في يوم النَّحْر.
"حرف العين":
337-
عَبْد اللَّه بْن عَلِيّ بْن إِسْحَاق بْن العبّاس: أبو القاسم الطُّوسيّ3، أخو نظام المُلْك. قَالَ السّمعانيّ: أحد مشايخ نَيْسابور في عصره، العفيف في نفسه، النّظيف في ملابسه ومجالسه وصلواته، المواظب عَلَى قراءته للقرآن في أكثر أحواله. دخل نَيْسابور في طلب العلم، وسمع الحديث؛ وكان من أولاد الدّهاقين، لهم ضيعةٌ موروثة، وكان يتجمّل بها. ثمّ استمرّ بِهِ الحال إلى أن تَرَقّى أمرُ أخيه، فما غير هيئته. سمع: أبا حسّان مُحَمَّد بْن أحمد المُزَكيّ، وأبا عثمان الصابوني، وحفص ابن مسرور. سمع منه والدي. روى لنا عَنْهُ جماعة. وحدَّثَ ببغداد، ثنا عَنْهُ بها ابن السَّمَرْقَنْديّ. وكان مولده في سنة أربع عشرة وأربعمائة، ومات في جُمَادَى الآخرة.
338-
عَبْد اللَّه بْن عُمَر بْن الخوّاص البغداديّ: أبو نَصْر الدّبّاس4.
1 لم نقف عليه.
2 طبقات الشافعية "3/ 169" للسبكي.
3 السابق "3/ 206".
4 لا بأس به.
سمع: أبا طَالِب بْن غَيْلان، وأبا القاسم التّنُوخيّ. روى عَنْهُ: المبارك بْن أحمد، والسِّلَفيّ، وغيرهما. قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ مشهورًا بالصلاح، وسماعه صحيح.
339-
عَبْد العزيز بْن مُحَمَّد بْن أحمد: أبو مُسْلِم الشِّيرازيّ1 اللُّغَويّ النَّحْويّ. لَهُ عدة مصنَّفات. قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ من أفراد الدّهر وأعيان العصر، متفنّنًا، نحويا، لُغَويا فقيهًا، متكلمًا، شاعرًا. لَهُ مصنَّفات كثيرة وكان حافظًا للتواريخ. ما رأينا في معناه مثله. تُوُفّي في ذي الحجة وقد نيّف على التّسعين. حضرت الصّلاة عَلَيْهِ.
340-
عليّ بْن الحَسَن بْن عَبْد السّلام بْن أَبِي الخَرَوَّر: الْأَزْدِيّ الدّمشقيّ2، أبو الحَسَن. سمع: أبا الحَسَن بْن السِّمْسار، ومُحَمَّد بْن عَوْف، وأبا عثمان الصّابونيّ. وعنه: الخضر بْن عَبْدان، ونصر بْن أحمد السُّوسيّ. تُوُفّي في ربيع الأوَّل. وكان يقرأ عَلَى القبور.
341-
عليّ بْن هبة اللَّه بْن الْحَسَن بْن أَبِي صادق: أبو سَعْد الحِيّريّ النَّيْسابوريّ3. حدَّثَ في آخر هذه السنة، ولا أعلم مَتَى مات. سمع: عليّ بْن مُحَمَّد الطّرَازِيّ صاحب الأصمّ، وأبا عُمَر، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الرَّزْجاهيّ، وأبا عَبْد اللَّه بْن باكُوَيْه، ومُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم المُزَكيّ. روى عَنْهُ: عَبْد اللَّه التَّفْتازَانيّ.
342-
عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن يوسف: أبو الحَسَن الْأَنْصَارِيّ العَبّاديّ الطُّلَيْطُليّ4، ويُعرف بابن اللونقه. روى عَنْ: أَبِي المطرِّف بْن سَلَمَة، وأبي سَعِيد الورّاق، وابن عَبْد البَرّ النمري. وكان فقيها، ورعًا، بصيرًا بالطب، أخذه عن أبي المطرف بن واقد. توفي بقرطبة في هذه السنة أو في التي قبلها. روى عنه: ابنه الحسن.
343-
عمر بن المبارك بن عمر بن عثمان بن الخرقي: أبو الفوارس المحتسب البغدادي5. قال السمعاني: شيخ صالح دين خير.
1 بغية الوعاة "2/ 102".
2 لا بأس به.
3 السير "19/ 224".
4 لا بأس به.
5 السير "19/ 224".
سمع أبا القاسم بْن بِشْران. ثنا عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، وعُمَر المَغَازليّ، ومُحَمَّد بْن مُحَمَّد السِّنْجيّ. قلت: وروى عَنْهُ السِّلَفيّ في البشرانيات. تُوُفّي في نصف جُمَادَى الآخرة.
"حرف الميم":
344-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَليّ بْن عَبْد الرّزّاق: الشَّيْخ أبو منصور الخياط البغداديّ1 المقرئ الزّاهد. قَالَ السّمعانيّ: ثقة صالح عابد، يقرئ النّاس ويلقن. قلت: سمع: أبا القاسم بْن بِشْران، وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الأخضر الفقيه، وعبد الغفار بْن مُحَمَّد المؤدِّب وحدث عنه بمسند الحُمَيْديّ. وقرأ القرآن عَلَى الشَّيْخ أَبِي نَصْر بْن مسرور المقرئ. وكان قديم المولد، فلو أنه سمع في حدود العشر وأربعمائة، فكان يمكن أنّ يقرأ عَلَى أَبِي الحَسَن الحمّاميّ، ولكنّ هذه الأشياء قسمية. روى عَنْهُ جماعة منهم: سِبْطاه أبو عَبْد اللَّه الحُسين، والمقرئ الكبير أبو مُحَمَّد عَبْد اللَّه شيخنا الكِنْديّ، وابن ناصر، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وأبو الفضل خطيب المَوْصِل، وسعد اللَّه بْن الدّجاجي، وأحمد البَاجِسْرَائيّ. قَالَ السّمعانيّ: كَانَ لَهُ ورد بين العشائين، يقرأ فيه سبعًا من القرآن قائمًا وقاعدًا، حتّى طعن في السّنّ وكان صاحب كرامات. قَالَ ابن ناصر: كانت لَهُ كرامات. وقال أبو منصور بْن خَيْرُون: ما رأيت مثل يوم صُلِّيَ عليّ أَبِي منصور الخيّاط من كثرة الخلْق والتبرك بالجنازة. وقال السّمعانيّ: وقد رُؤيَ بعد موته في المنام، فقيل لَهُ: ما فعل اللَّه بك؟ قَالَ: غُفِر لي بتعليمي الصبّيان فاتحة الكتاب. وكان إمام مسجد ابن جَرْدَة بالحَرَم الشّريف، واعتكف فيه مدة يعلِّم العُمْيان القرآن لله، ويسأل لهم، وينفق عليهم. قَالَ ابن النّجّار في تاريخه: إلى أنّ بلغ عدد من أقرأهم القرآن من العُميان سبعين ألفًا. قَالَ: هكذا رأيته بخط أَبِي نَصْر اليُونَارْتيّ. قلت: هذا غلطٌ لا ريب فيه، لعلّه أراد أنّ يكتب سبعين نفسًا، فكتب سبعين ألفًا. ولا شك أنّ من ختم عليه القرآن سبعون أعمى يعزّ وقوع مثله. قَالَ السِّلَفيّ: ذكر لي المؤتمن السّاجيّ في ثاني جمعة من وفاة منصور: اليوم ختموا عَلَى رأس قبره مائتين وإحدى وعشرين ختمة، يعني أنهم كانوا
1 السابق "19/ 222".
قد قرأوا الختم قبل ذَلِكَ إلى سَورَة الإخلاص، فاجتمعوا هناك، ودعوا عقيب كل ختمة. قال السلفي: وقال أبو عليّ بْن الأمير العُكْبَريّ، وكان رجلًا صالحًا: حضرت جنازة أَبِي منصور، فلم أر أكثر خلقًا منها، فاستقبلنا يهودي، فرأى كثرة الزّحام والخلْق فقال: أشهد أنّ هذا هُوَ الحقّ، وأسلم. تُوُفّي يوم الأربعاء سادس عشر محرَّم سنة تسعٍ، ودفن بمقبرة باب حرب.
345-
مُحَمَّد بن إبراهيم بن محمد بن خَلَف: أبو نعيم الواسطي ابن الْجُمَّاريّ1. روى مُسْنِد مسدَّد، عَنْ أحمد بْن المظفّر العطّار. روى عَنْهُ: عليّ بْن نغوبا، وهبة اللَّه بْن البوقي، وهبة اللَّه بْن الحلخت، وأبو طَالِب مُحَمَّد بْن عليّ الكتّانيّ. وثّقه الحافظ خميس الحَوْزيّ. آخر ما حدَّثَ في هذه السنة. ولم تُؤرَّخ وفاته.
346-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يحيى: أبو البركات بْن الوكيل، الخباز، المقرئ، الشِّيرَجيّ2. أحد الفُضَلاء بالكَرْخ. قرأ القراءات عَلَى: أَبِي العلاء الواسطيّ، والحسن بْن الصَّقْر، وعليّ بْن طلحة الْبَصْرِيّ، ومُحَمَّد بْن بُكَيْر النّجّار. وتفقّه عَلَى: أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ. وسمع ديوان المتنبيّ من عليّ بْن أيّوب. وسمع: أبا القاسم بْن بِشْران. قرأ عليه: أبو الكرم الشهروزري، والسِّلَفيّ، والسبط الحنّاط.
وروى عَنْهُ: أبو بَكْر محمد بن منصور السماعي، وابن ناصر، والسِّلَفيّ، وأبو بَكْر عَبْد اللَّه بْن النَّقُّور. قَالَ ابن ناصر: كَانَ رجلًا صالحًا، اتُّهِمَ بالإعتزال، ولم يكن يذكره، ولا يدعو إِلَيْهِ. وقال أبو المُعَمَّر المبارك بْن أحمد: دخلت عَلَيْهِ مَعَ المؤتَمَن السّاجيّ في مرضه، فقال لَهُ المؤتمن: يا شيخنا، بلغنا عنك أشياء. فقال: ذَلِكَ صحيح، وأنا قد رجعت إلى الله، وتبت عن ذَلِكَ الاعتقاد. وُلِد في رمضان سنة ستٍّ وأربعمائة، ومات في ربيع الأوَّل، وله ثلاثٌ وتسعون سنة.
347-
مُحَمَّد بْن عُبَيْد اللَّه بْن الحَسَن بْن الحُسين بْن أَبِي البقاء. أبو الفَرَج البصري3، قاضي القضاة بالبصرة.
1 السير "19/ 245".
2 غاية النهاية "2/ 187، 188".
3 البداية والنهاية "12/ 166".
كَانَ عالمًا، فهمًأ، فصيحًا، كثير المحفوظ، مهيبًا تام المروءة، متدينًا. قدِم بغداد وسمع: الطَّبَريّ، والتنوخي، وأبا الحَسَن الماوَرْدِيّ. وكان يقرئ كُتُب الأدب. تُوُفّي في المحرَّم بالبصرة. وقد سَمِعَ بالكوفة من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ. وبالبصرة من: الفضل بْن مُحَمَّد القصباني، وعيسى بْن موسى الأندلسيّ؛ وبواسط من: أبي غالب بْن أحمد بْن بِشْران.
وأملى مجالس بجامع البصرة. روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة الصَّدَفيّ وقال: كَانَ من أعلم النّاس بالعربية واللّغة. وله تصانيف، ما رأيت مجلسًا أوقر من مجلسه. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: أَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ، عَنِ ابْنِ رَوَاجٍ، عَنْهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْفَرَجِ قَالَ: أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ، أَنَا طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ، نا مُسَدَّدٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِ رجلٍ فَلَهُ وَلَاؤُهُ"1. قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ من أجلّاء القُضاة، وبنى دارًا للعِلْم بالبصرة في غاية الحَسَن والزخرفة، ووقف بها اثني عشر ألف مجلَّدة، ثمّ ذهبت عند فتنة العرب والتُّرْك لمّا نُهْبت البصْرة.
348-
المُعَمَّر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن إسماعيل: أبو البقاء الكوفيّ، الحبّال2، الخزّاز، المعروف في بلده. بخُرَيْبَة. روى بالكوفة وبغداد عَن الكبار. سمع: القاضي جناح بْن نذير المُحَارِبيّ، وزيد بْن أَبِي هاشم العَلَويّ، وأبا الطَّيِّب أحمد بْن عليّ الجعفري.
روى عنه: عَبْد الوهّاب الأنماطي، وكثير بْن سماليق، والمبارك بْن أحمد الْأَنْصَارِيّ، وعبد الخالق اليُوسُفيّ، وابن ناصر، والسِّلَفيّ. قَالَ السّمعانيّ: شيخ ثقة، صحيح السّماع، انتشرت عَنْهُ الرّواية، وعُمّر حتّى روى كثيرًا. وقال: قليل السّماع، إلّا أَنَّهُ بُورك لَهُ فيما سمع. روى لنا عَنْهُ: أبو طاهر السِّنْجيّ، وأبو المعالي الحُلْوانيّ بمَرْو؛ وأبو القاسم إسماعيل الحافظ بأصبهان.
1 "حديث ضعيف": أخرجه ابن عدي "6/ 2397" في الكامل، والدارقطني "4/ 181" في سننه، والطبراني "7781" في الكبير، وابن عبد البر "3/ 84" في التمهيد، والبيهقي "10/ 298" في سننه الكبرى.
2 السير "19/ 209".
وقد سأله هُزَارسْت بْن عوض عَنْ مولده، فقال: سنة عشرٍ وأربعمائة. وقال أبو بَكْر بْن طُرْخان، والحسين بْن خَسْرُو: وسألناه عَنْ مولده فقال: سنة ثلاث عشرة. تُوُفّي في جُمَادَى الآخرة بالكوفة.
349-
مكّيّ بن جبير بْن عَبْد اللَّه بْن مكّيّ بْن أحمد: أبو مُحَمَّد الهَمَذانيّ الشّعّار1. سمع من: شيخه أَبِي القاسم نَصْر بْن عليّ، وابن حُمَيْد، وابن أَبِي اللَّيْث، وأبي سَعْد بن الصّفّار، وأبي سَعْد بْن ممسوس وأبي طَالِب بْن الصّبّاح، وهارون بْن ماهلة، وابن مأمون، وعامّة مشايخ هَمَذَان. ورحل إلى بغداد، فسمع من أَبِي مُحَمَّد الجوهريّ، وأبي جعفر بْن المسلمة. وجمع كُتُبًا كثيرة في العلوم. قَالَ شِيرُوَيْه: كُنَّا نسمع بقراءته من مشايخ البلد ومن القادمين، وكان حسن السيرة، شديدًا في السُّنّة، متعصِّبًا لأهل الأثر، مؤمنًا، متواضعًا.
قلت: روى عنه: أبو طاهر محمد بن محمد السنجي: أبو الفتوح مُحَمَّد بْن مُحَمَّد الطّائيّ، وطائفة سواهم. تُوُفّي في ثامن وعشرين جُمَادَى الآخرة.
350-
مُهَارِش بْن مجلي بْن عُكَيْث: أبو الحارث مجير الدين العقيلي2 أمير العرب بعانة والحُدَيْثَة. كَانَ كثير الصلاة والخير والبِرّ، يتصدق كل يوم بثلاثمائة رطل خُبْز.
ولمّا خرج أرسلان البساسيريُ في سنة خمس وأربعمائة عَلَى الخليفة القائم، انحاز الخليفة، فآوى إلى مُهَارِش هذا كما تقدَّم، فكان يخدم الخليفة بنفسه تِلْكَ السّنة. ورد القائم شاكرًا لَهُ. وقد مدحه مُهَارِش بقصيدةٍ، وبعث بها إِلَيْهِ، أولها:
لولا الخليفة ذو الأفضال والمنن
…
نجل الخلائف آل الفرض والسنن
ما بعث قومي وهم خير الأنام ولا
…
أصبحت أعرف بغدادَ أو تعرفني
حاربتُ فيه ذوي القُرْبَى، وبعت به
…
ما كنت أهواه من دارٍ ومن سكن
ما استحق سواي مثل منزلتي
…
ما دام عَدْلُكَ هذا اليوم ينصفني
توفي عن سن عالية.
1 لا بأس به.
2 وفيات الأعيان "5/ 269"، السير "19/ 224".
351-
مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن الطَّيِّب بْن سَعِيد بْن الصّبّاغ: أبو الفضل البغدادي البزاز1. ولد الشَّيْخ أَبِي الحُسين. سمع: عثمان بْن مُحَمَّد بن دوست العلاف، وعبد الملك بن بشران، وجماعة. وعنه: ابن ناصر، وعبد الخالق اليُوسُفيّ، وأبو مُحَمَّد سِبْط الحناط، والسِّلَفيّ. قَالَ شجاع الذُّهْليّ: مات في أوّل ربيع الأوَّل سنة تسعٍ. وأمّا أبو عامر العَبْدَريّ فقال: مات في صفر سنة ثمانٍ وتسعين كما ذكرناه. وقال: في العشرين منه. قلت: ومولده سنة عشرين أو إحدى وعشرين وأربعمائة. نقله ابن النجار.
وفيات سنة خمسمائة:
"حرف الألف":
352-
أحمد بن الحسين بن علي بْن عَمْروَيْه: أبو منصور النَّيْسابوريّ2.
سمع: أَبَاهُ وأبا سَعِيد النَّصْرويّ، وعبد الغافر الفارسي، والكَنْجَرُوذيّ. وتوفي في سادس شعبان وله أربعٌ وثمانون سنة.
353-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن أحمد بْن سَعِيد: أبو الفتح الحدّاد المقرئ3 الأصبهاني التّاجر، سِبْط الحافظ أَبِي عَبْد اللَّه بْن مَنْدَهْ. كَانَ شيخًا جليل القدْر، ورعًا، خيِّرًا، كثير الصَّدقات. تفرّد بالإجازة من إسماعيل بْن يَنّال المحبوبيّ الّذي يروي عَن ابن محبوب "جامع التِّرْمِذيّ". وأجاز لَهُ أبو سَعِيد الصَّيْرفيّ، وعليّ بن مُحَمَّد الطّرَازِيّ.
وسمع: أبا سَعِيد مُحَمَّد بْن عليّ النّقّاش، وعليّ بن عبد كويه، وأحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن يَزْداد غلام محسن، وأبا سهل عُمَر بْن أحمد بْن عُمَر الفقيه، وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن الحُسين الدّشْتيّ، وأبا سعيد الحسين بن محمد عَبْد اللَّه بْن حَسْنَوَيْه، وعبد الواحد بْن أحمد الباطرقاني، وأبا الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شَهْرَيار، وطائفة كبيرة. روى عَنْهُ: أبو طاهر السلفي، وأبو الفتح عبد الله الخرقي، وجماعة. بأصبهان؛ وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، وصدقة بْن مُحَمَّد ببغداد. وقد قرأ القراءات عَلَى:
1 المنتظم "9/ 148".
2 لم نقف عليه.
3 السير "19/ 216"، وشذرات الذهب "3/ 410".
أَبِي عُمَر الخرقي، وشاكر بْن عليّ الأسْواريّ. وبمكّة عَلَى: أَبِي عَبْد اللَّه الكارَزِينيّ، وهو آخر أصحابه وفاة، وعبد اللَّه السِّلَفيّ العاصميّ إلى {حم عسق} . [الشورى: 1] وكان مولده في سنة ثمانٍ وأربعمائة. وتُوُفِّي فِي ذي القعدة.
354-
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن مُظَفَّر: الْإِمَام أبو المظفَّر الخَوَافيّ1 الفقيه الشّافعيّ، عالم أهل طُوس مَعَ الغزاليّ. كَانَ من أنظر أهل زمانه، وهو رفيق الغزالي في الاشتغال عَلَى إمام الحَرَمين. وخواف: قرية من أعمال نَيْسابور. وكما رُزِق الغزاليّ السّعادة في تصانيفه، رزق الخوافي السعادة في مناظرته. تُوُفّي بطُوس.
355-
أحمد بن مُحَمَّد بْن أحمد بْن زنْجُوِيه. الفقيه أبو بَكْر الزّنْجانيّ2. وُلِد سنة ثلاث وأربعمائة، وتُوُفّي في عشر المائة. سمع ببغداد من: أَبِي عليّ بن شاذان، وغيره. وسمع من: القاضي أَبِي عَبْد اللَّه الحَسَن بْن مُحَمَّد الفلاكي، وأبي طَالِب الدَّسْكَريّ، وأبي طَالِب عَبْد الله بن عمر الشاذني، وعبد القاهر بْن طاهر البغداديّ، والحَسَن بْن عليّ بْن معروف الزّنْجانيّ، وجماعة. قَالَ شِيرُوَيْه: كَانَ فقيهًا متقنًا، رحلتُ إِلَيْهِ مَعَ ابن شهردار، وسمعنا منه بزنجان. قلت: وروي عَنْهُ: سَعِيد بْن أَبِي شكر بأصبهان، والحافظ مُحَمَّد بْن طاهر، وأبو طاهر السِّلَفيّ. لا أعلم مَتَى تُوُفّي، لكنه حدَّثَ في العام. وكان شيخ ناحيته ومسندها ومفتيها. تفقّه بأبي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وسمع "مُسْنِد الْإِمَام أحمد الفلاكيّ" سنة نيف وعشرين، بسماعه من القَطِيعيّ. وسمع "مُسْنِد أَبِي يَعْلَى" من أَبِي عليّ المعروفي صاحب ابن المقرئ.
وسمع غريب أَبِي عُبَيْد، من ابن هارون التَّغْلِبيّ، عَنْ عليّ بْن عَبْد العزيز، عَنْهُ. وقرأ لأبي عَمْرو، عليّ ابن الصقر صاحب زيد بْن أَبِي بلال. وكان الرّحلة إِلَيْهِ، ومدار الفتيا عَلَيْهِ. ورأيت لَهُ ترجمة بخط الحافظ عَبْد الغنيّ سمعها من أَبِي طاهر السِّلَفيّ، فيها بعض ما قدَّمنا، وأنّه تلا بحرف أَبِي عَمْرو عليّ الحَسَن بْن عليّ بْن الصّقْر الكاتب. وقرأ كتاب المرشد عَلَى مؤلفه أَبِي يَعْلَى بْن السّرّاج. وتلا عَلَيْهِ بما في المرشد من الرّوايات. وكتب بنَيْسابور تفسير إسماعيل الضّرير، عَنْهُ. وسمع من أَبِي عليّ بْن باكُوَيْه الشِّيرازيّ. وكانت الرحلة إِلَيْهِ لفضله وعُلُوّ إسناده. سَمِعْتُهُ يَقُولُ: أَفْتَى من سنة تسعٍ وعشرين.
1 السير "19/ 251"، شذرات الذهب "3/ 410".
2 السير "19/ 236".
وقيل لي عَنْهُ: إنّه لم يفت خطأ قطّ، وأهل بلده يبالغون في الثناء عَلَيْهِ، الخواص والعوام، ويذكرون ورعه، وقلة طعمه.
356-
أحمد بْن عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد: الشَّيْخ أبو منصور بن الذنح، الهاشمي. الموسوي1، الكوفي، الخطيب. ولد سنة 22 وأربعمائة، وحدَّثَ ببغداد عَنْ: العَلَويّ، وابن فَدَويْه. وعنه: أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين، والسِّلَفيّ. لم أجد وفاته.
357-
إسماعيل بْن أحمد بْن مُحَمَّد بْن حِبّان: أبو عَبْد اللَّه النَسَويّ الصُّوفيّ. من خواص أَبِي القاسم القَسْريّ.
سمع: عَمْرو بْن مسرور، وغيره. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّنْجيّ. ومات في صَفَر.
"حرف الجيم":
358-
جعفر بْن أحمد: أبو مُحَمَّد البغداديّ السّرّاج القارئ2. سمع: أبا عليّ بْن شاذان، وأبا محمد الخلال، وعبيد الله بن عمرو بْن شاهين، ومُحَمَّد بْن إسماعيل بْن عُمَر بْن سُنْبُك، وأحمد بْن عليّ التَّوَّزيّ. وعليّ بْن عُمَر القَزْوينيّ، وابن غَيْلان، والبَرْمكيّ، والتّنُوخيّ، وأبا الفتح عَبْد الواحد بْن شيطا، وغيرهم ببغداد؛ والحافظ أبا نَصْر عُبَيْد اللَّه السِّجْزيّ، وأبا بَكْر مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الأَرْدَسْتانيّ بمكة؛ وأبا القاسم الحِنّائيّ، وأبا بَكْر الخطيب بدمشق؛ وعبد العزيز الضراب بْن الحُسين، وجماعة بمصر.
وخرج لَهُ الحافظ أبو بَكْر الخطيب خمسة أجزاء مشهورة مَرْوِيّة. روى عَنْهُ: ابنه ثعلب، وإسماعيل بْن السَّمَرْقَنْديّ، وعبد الوهّاب الأَنْماطيّ، ومُحَمَّد بْن ناصر، ومُحَمَّد بْن البطي، وأبو طاهر السِّلَفيّ، وسلمان بْن مسعود الشحام، وأبو الحَسَن بْن الخَلِيّ الفقيه، وعبد الحق بْن يوسف، وشُهْدَة الكاتبة، وأبو الفضل خطيب المَوْصِل، وخلق كثير. وكتب بخطّه الكثير. وصنَّف كتاب مصارع العشاق، وكتاب حكم الصبيان، وكتاب مناقب السودان. ونظم الكثير في الفقه، واللّغة، والمواعظ وشعره
1 لم نقف عليه.
2 السير "19/ 228"، شذرات الذهب "3/ 411".
حلو سهل في سائر فنون الشعر. وكان لَهُ اعتناء بالحديث. انتخب السِّلَفيّ من كتبه أجزاء عديدة. وحدَّثَ ببغداد، ودمشق، ومصر. قَالَ شجاع الذُّهْليّ. كَانَ صدوقًا، ألّف في فنون شتى. وقال أبو عليّ الصَّدَفيّ: هُوَ شيخ فاضل، جميل، وسيم، مشهور، يفهم. عنده لغة وقراءات. وكان الغالب عَلَيْهِ الشِّعْر. ونظم التنبيه لابن إِسْحَاق الشِّيرازيّ، ونظم "مناسك الحجّ". وذكره الفقيه أبو بَكْر بْن العربيّ، فقال: ثقة، علم، مقرئ، لَهُ أدب ظاهر، واختصاص بالخطب. وقال السِّلَفيّ: سألته عَنْ مولده، فقال: إمّا في آخر سنة سبْعٍ عشرة، وأمّا في أوّل سنة ثمان عشرة وأربعمائة ببغداد. وقال السِّلَفيّ: وكان ممّن يفتخر برؤيته وروايته لديانته ودرايته، وله تواليف مفيدة. وفي شيوخه كثرة. وأعلاهم إسنادًا ابن شاذان. وقال حمّاد الحرّانيّ: سُئل السِّلَفيّ عَنْ جعفر السّرّاج فقال: كَانَ عالمًا بالقراءات، والنحو، واللّغة، وله تصانيف وأشعار كثيرة. وكان ثقة، ثبتًا. وقال ابن ناصر: كان ثقةً، مأمونًا، عالمًا، فهمًا، صالحًا، نَظَمَ كُتُبًا كثيرة، منها المبتدأ لوهب بْن منبه، وكان قديمًا يستملي عَلَى القَزْوينيّ، وأبي مُحَمَّد الخلّال. تُوُفّي في صَفَر رحمه الله.
"حرف الخاء":
359-
خَلَف بْن مُحَمَّد. أبو القاسم الْأَنْصَارِيّ القُرْطُبيّ، المعروف بابن السّرّاج1. مُكْثِر عَنْ حاتم بْن مُحَمَّد. وكان رجلًا صالحًا ورعًا يشار إِلَيْهِ بإجابة الدّعوة، وكان النّاس يقصدونه ويتبرّكون بلقائه ودُعائه، وسمعوا منه. تُوُفّي ليلة سبعٍ وعشرين من رمضان.
"حرف العين":
360-
عَبَّاس بْن مُحَمَّد بْن أحمد البَرَدَانيّ2: أبو الفضل سمع: مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن غَيْلان، وغيره. تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
361-
عَبْد الرَّحْمَن بْن أحمد بْن عَبْد اللَّه: أبو الحسن التجيبي الطليطلي ابن المشاط.
1 الصلة "1/ 175".
2 الأنساب "2/ 135".
روى عَنْ: أحمد بْن مغيث، وجماهر بْن عَبْد الرَّحْمَن، وأبي مُحَمَّد الفارقيّ. قَالَ ابن بَشْكُوَال: كَانَ من أهل العلم، مقدمًا في الفهم، حافظًا، ذكيا، لغويا أديبًا، شاعرًا، متيقظًا. جمع كُتُبًا في غير ما فنّ. أخبرني عَنْهُ أبو الحَسَن بْن مغيث، وقال: تردّد في الأحكام بناحية إشبيلية، ثمّ صُرف عَنْهَا، وقصد مالقة فسكنها، وبها تُوُفّي في سابع رمضان، وشهده جمعٌ عظيم.
361-
عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الوَهَّاب بْن مُحَمَّد: الفاميّ الفارسيّ1، أبو مُحَمَّد، الفقيه الشّافعيّ. قدِم بغداد سنة ثلاثٍ وثمانين وأربعمائة على تدريس النظامية، وكان مدرسها يومئذٍ الحُسين بْن مُحَمَّد الطَّبَريّ، فتقرر أنّ يدرس كل واحد منهما يومًا. فبقيا عَلَى ذَلِكَ سنة وعُزِلا. فأملى أبو مُحَمَّد بجامع القصر عن: أبي بكر أحمد بن الحسين بْن اللَّيْث، الشِّيرازيّ الحافظ، ومُحَمَّد بْن أحمد بْن حَمْدان بْن عبدك، وعليّ بْن بُنْدار الحنفي، وجماعة من شيراز. قَالَ أبو عليّ بْن سُكَّرَة: قدِم عَبْد الوهّاب الفاميّ وأنا ببغداد، وخرج كافّة العلماء والقُضاة لتلقِّيه. وكان يوم قرئ منشوره يومًا مشهودًا، سَمِعْتُ عَلَيْهِ كثيرًا، وسمعته يَقُولُ: صنفت سبعين تأليفًا في ثمانية عشر عامًا.
ولي كتاب في التفسير ضمنه مائة ألف بيت شاهدًا. أملى بجامع القصر، وحُفِظ عَلَيْهِ تصحيفٌ شنيع. ثمّ أجْلِب عَلَيْهِ وطُولِب، ثمّ رمي بالإعتزال حتّى فر بنفسه. وقال السمعاني: أنا أَبُو الْعَلَاءِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْحَافِظُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ ثَابِتٍ الطَّرْقِيَّ الْحَافِظَ يَقُولُ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِمَّنْ أَثِقُ بِهِ، أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ الشِّيرَازِيَّ أَمْلَى بِبَغْدَادَ حَدِيثًا مَتْنُهُ:"صَلَاةٌ فِي أَثَرِ صَلَاةٍ كِتَابٌ فِي عليين" 2، فصحف وقال: كناز فِي عِلِّيِّينَ. وَكَانَ الْإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ الْخُجَنْدِيُّ حَاضِرًا فَقَالَ: مَا مَعْنَاهُ؟ فَقَالَ: النَّارُ في الغلس يكون أضوأ. قال الطرقي: وسألته بعض أصدقائي عَنْ جامع أَبِي عيسى التِّرْمِذيّ: هل لك بسماع؟ فقال: ما الجامع، ومن أبو عيسى؟ ما سَمِعْتُ بهذا قطّ. ثمّ رأيته بعد ذَلِكَ يعده في مسموعاته. قَالَ الطرقي: ولما أراد أن يملي بجامع القصر قلت لَهُ: لو استعنت بحافظٍ ما، ينتقي الأحاديث، ويرتبها عَلَى ما جرت به عادتهم؛ فقال: إنما
1 السير "19/ 248"، شذرات الذهب "3/ 413".
2 "حديث حسن": أخرجه أبو داود "1288"، وأحمد "5/ 263"، "5/ 268"، والطبراني "7582"، "7734"، "7887" في الكبير، و"1/ 173" في الصغير.
يفعل ذَلِكَ من قلت معرفته بالحديث، أَنَا حفظي يغنيني، وامتحنت بالاستملاء. فأول ما حدَّثَ رأيته يسقط من الإسناد رجلًا، ويبدل رجلًا برجل، ويجعل الواحد رجلين، وفضائح أعجز عَنْ ذكرها. ففي غير موضعٍ: نا الحَسَن بْن سُفْيَان، عَنْ يزيد بْن زريع، فأمسك أهل المجلس، وأشاروا إليّ، فقلت: سقط إمّا مُحَمَّد بْن منهال، أو أميّة بْن بِسْطام. فقال: اكتبوا كما في أصلي. وأورد: أَنَا سهل بْن بحر أَنَا سألته، فقال: إننا سالبة، وأما تبديل عَمْرو بعُمَر، وكذا جَميل بِجُمَيْل، وقال في سعيد بن عمرو والأشعثي: سعيد بن عمر، والأشعثي، فجعل واو عمرو واو العطف، فقلت: إنّما نسبه، فقال: لا. فقلت: فمن الأشعثي؟ قَالَ: فضول منك. وقال في الطور: الطَّوْد. وقال السّمعانيّ: كانت لَهُ يد في المذهب. وحدَّثَ عَنْ عَبْد الواحد بْن يوسف الخرّاز، وأبي زُرْعة أحمد بْن يحيى الخطيب، والحَسَن بْن مُحَمَّد بْن عثمان بْن كرامة، وجماعة من الفارسيين. روى لنا عَنْهُ: عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ، والحسين بْن عَبْد المُلْك الخلّال، ومحمود بْن ماشاذة. وقال يحيى بْن مَنْدَهْ: أبو مُحَمَّد الفاميّ أحفظ من رأيناه لمذهب الشّافعيّ. صنف كتاب "تاريخ الفُقَهاء"، وقال فيه: مات جدي أبو الفَرَج عَبْد الوهّاب سنة أربع عشرة وأربعمائة، وفيها وُلِدتُ. وقال غيره: تُوُفّي في الرابع والعشرين من رمضان بشيراز.
363-
عليّ بْن طاهر بْن جعفر: أبو الحَسَن الدّمشقيّ1، النَّحْويّ. سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن سلوان: وأبا نَصْر الكَفَرْطابيّ، وعليّ بْن الخضر السُّلَميّ، وأبا القاسم الحِنّائيّ، وأبا القاسم السُّمَيْساطيّ. روى عَنْهُ: جمال الإسلام أبو الحسن، وأبو المعالي محمد بن يحيى الْقُرَشِيّ، وجميل بْن تمام، وحفاظ بْن الحَسَن، والخضر بْن هبة اللَّه بْن طاوس، وأبو المعالي بْن صابر. قَالَ ابن عساكر: كَانَ ثقة. وكان لَهُ حلقة في الجامع وقف عندها كُتُبه. تُوُفّي فِي ربيع الأوَّل.
"حرف الميم":
364-
مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن أحمد بْن الحَسَن بْن خُذَاداذا: أبو غالب الباقلّاني2، البقال، الفاميّ، البغداديّ، الشَّيْخ الصالح المحدّث. سمع من أَبِي علي
1 بغية الوعاة "2/ 170".
2 السير "19/ 235"، شذرات الذهب "3/ 412".
ابن شاذان، وأبي بَكْر البَرْقانيّ، وأحمد بْن عَبْد اللَّه بْن المَحَامليّ، وطائفة. روى عَنْهُ أبو بكر السمعاني، وإسماعيل بن محمد بن التَّيْميّ، وابن ناصر، والسلفي، وخطيب المَوْصِل، وشُهْدَة، وخلق. أثنى عَلَيْهِ عَبْد الوهّاب الأَنْماطيّ.
وقال ابن ناصر: كَانَ كثير البكاء من خشية اللَّه. قلت: عاش ثمانين سنة أو أزيد، وتُوُفّي في شهر ربيع الآخر سنة خمس مائة. وهو أخو الشيخ الإمام أبي طاهر أحمد بن الحسن الكَرْخيّ المذكور.
365-
المبارك بْن عَبْد الجبّار بْن أحمد بْن القاسم بْن أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه. الشَّيْخ الأمام، المحدث، العالم المفيد، بقية النقلة المكثرين، أبو الحُسين البغداديّ، الصَّيْرفيّ ابن الطيوري1. ولد سنة إحدى عشرة وأربعمائة. سمع: أبا القاسم الحرفيّ، وأبا عليّ بن شاذان، ثمّ أبا الفَرَج الطَّنَاجِيريّ، وأبا مُحَمَّد الخلال، وابن غيلان، وأبا الحَسَن العَتِيقيّ، ومُحَمَّد بْن عَلَى الصُّوريّ، وعليّ بْن أحمد الغاليّ، وأبا طَالِب العُشاريّ، وعددًا كثيرًا. وارتحل فسمع بالبصرة أبا عليّ بْن الشّاموخيّ، وغيره. قَالَ السّمعانيّ: أكثر عَنْهُ والدي، وثنا عَنْهُ أبو طاهر السِّنْجيّ، وأبو المعالي الحَلْوانيّ بمَرْو، وإسماعيل بْن مُحَمَّد بأصبهان، وخلق يطول ذكرهم. وكان المؤتمن الساجي سيئ الرأي فيه، وكان يرميه بالكذب ويصرح بذلك. وما رأيت أحدًا من مشايخنا الثّقات يوافقه، فإني سألت جماعة مثل عَبْد الوهّاب الأنماطي، وابن ناصر، وغيرهما، فأثنوا عَلَيْهِ ثناء حسنًا، وشهدوا لَهُ بالطلب والصدق والأمانة، وكثرة السماع. وسمعت سلمان بْن مسعود الشحام يَقُولُ: قدِم علينا أبو الغنائم بْن النَّرْسيّ، فانقطعنا عَنْ مجلس ابن الطُّيُوريّ أيامًا، واشتغلنا بالسماع منه. فلمّا مضينا إلى ابن الطُّيُوريّ قَالَ لنا: لم انقطعتم عني هذه الأيام؟ قُلْنَا: قدِم شيخ من الكوفة كُنَّا نسمع منه. قَالَ: فانشرا عليَّ ما عنده. قُلْنَا: حدَّثَ عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن البكائي. فقال الشَّيْخ أبو الحُسين، وأخرج لنا شدة من حديث البكائي، وقال: هذا من حديثه، سماعي من أَبِي الفَرَج بْن الطَّنَاجِيريّ.
قَالَ السّمعانيّ: وأظن أنّ هذه الحكاية سمعها من الحافظ ابن ناصر. وُلِد ابن
1 السير "19/ 213".
الطيوري في سنة إحدى عشرة وأربعمائة. وقد روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وشُهْدَة، وعبد الحق اليُوسُفيّ، وخطيب المَوْصِل، وأبو السّعادات. وذكره أبو عليّ بْن سُكَّرَة فقال: الشَّيْخ الصالح الثقة. كَانَ ثبتًا فهمًا، عفيفًا، متفننًا، صحب الحفاظ ودرب معهم. وسمعت أبا بكر ابن الخاضبة يَقُولُ: شيخنا أبو الحُسين ممّن يستشفى بحديثه. وقال ابن ناصر في أماليه: ثنا الثبت الصدوق أبو الحُسين. وقال السِّلَفيّ: ابن الطُّيُوريّ محدث كبير، مفيد، ورع، لم يشتغل قطّ بغير الحديث، وحصّل ما لم يحصّله أحد من التفاسير، والقراءات، وعلوم القرآن، والمسانيد، والعلل، والكُتُب المصنفة، والأدبيات في الشعر. رافق الصُّوريّ، واستفاد منه، والنخشبيّ، وطاهر النَّيْسابوريّ. وكتب عَنْهُ مسعود السِّجْزيّ، والحُمَيْديّ، وجعفر بْن الحكاك، فأكثروا عَنْهُ. ثمّ طوّل السِّلَفيّ الثناء عَلَيْهِ: وذكر أبو نَصْر بْن ماكولا فقال: صديقنا أبو الحُسين بن الحمّاميّ مخففًا، سمع: أبا عليّ بْن شاذان، وخلْقًا كثيرًا بعده؛ وهو من أهل الخير والعفاف والصّلاح. قَالَ ابن سُكَّرَة: ذكر لي شيخنا أبو الحُسين أنّ عنده نحو ألف جزءٍ بخطّ الدَّارَقُطْنيّ، أو أخبرت عنه بمثل ذلك. وأخبرني أنّ عنده نحو ألف جزءٍ بخطّ الدَّارَقُطْنيّ، أو أخبرت عَنْهُ بمثل ذَلِكَ. وأخبرني أنّ عنده لابن أَبِي الدّنيا أربعة وثمانين مصنفًا. وقال علي بن أحمد النهراوني: تُوُفّي في نصف ذي القعدة.
366-
المبارك بْن فاخر بْن مُحَمَّد بْن يعقوب بْن فاخر بن محمد بن يعقوي: أبو الكرم بن الدّبّاس1، النَّحْويّ. من كبار أئمة العربية واللُّغة، لَهُ فيهما باعٌ طويل. وُلِد سنة ثمانٍ وأربعمائة. وقيل: سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وهو أصح، والأوّل غلط. أخذ عَنْ: أَبِي القاسم عَبْد الواحد بْن برهان الأَسَديّ. وسمع الحديث من: أَبِي الطَّيِّب الطَّبَريّ، وأبي مُحَمَّد الجوهريّ. أخذ عَنْهُ: الشَّيْخ أبو مُحَمَّد سِبْط الحناط. وروى عنه: أبو المعمر النصاري، وجماعة. وله كتاب المعلّم في النَّحْو، وكتاب نحو العرف، وكتاب شرح خطبة أدب الكاتب. وكان ابن ناصر يرميه بالكذب، ويقول: كَانَ يدَّعي سماع ما لم يسمعه. وقال أبو منصور بْن خَيْرُون: كانوا يقولون: إنه كذاب. توفي في ذي القعدة.
1 السير "19/ 302"، وشذرات الذهب "3/ 412".
367-
مطهر بْن أحمد بْن عُمَر بْن صالح: أبو الفَرَج الهَمَذانيّ1. روى عَنْ: أَبِي طَالِب بْن الصّبّاح، وهارون بْن طاهر، وأبي الفتح بْن الضّرّاب، وابن غزْو، وعامّة مشايخ هَمَذَان الّذين أدركهم. قَالَ شِيرُوَيْه: كَانَ صدوقًا، حَسَن
السيرة، لين الجانب، فاضلًا. مات فِي جُمَادَى الآخرة.
"حرف الياء":
368-
يَحْيَى بْن سَعِيد بْن حبيب: أبو زكريّا المُحَارِبيّ الْجَيَّانيّ2. قرأ بالسبع عَلَى: أَبِي عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَحْمَد الفرّاء الزّاهد. وسمع من: مُحَمَّد بْن عتّاب الفقيه، وسراج القاضي. وأقرأ النّاس بُقْرطُبة، ثمّ استقضي بجَيّان، وخطب بها. قَالَ عِيَاض: شيخ صالح مسن، أندلسي، سكن فاس، وقدم سَبْتَةَ مِرارًا، وحجّ. وكان مباركًا في الأصول، مائلًا إلى النَّظَر، لكنْ لم يكن يستعمل
…
3.
369-
يوسف بْن تاشَفِين: السّلطان أبو يعقوب اللُّمْتُونيّ المغربيّ البربريّ4، الملقَّب بأمير المسلمين، وبأمير المرابطين، وبأمير الملثَّمين. والأوّل هُوَ الّذي استقرّ. كَانَ أحد من ملك البلاد، ودانت بطاعته العباد، واتسعت ممالكه، وطال عُمره. وقلَّ أنّ عُمِّرَ أحدٌ من ملوك الإسلام ما عُمِّر. هُوَ الّذي بنى مدينة مراكش، وهو الّذي أخذ الأندلس من المعتمد بْن عَبّاد وأسره. فمن أخباره أنّ بَرّ البربر الجنوبيّ كَانَ لزَنَاتَة، فخرج عليهم من جنوبيّ المغرب من البلاد التي تتاخم أرض السودان الملثَّمون عليهم أبو بَكْر بْن عُمَر، وكان رجلًا خيِّرًا ساذجًا، فأخذت الملثَّمة البلادَ من زنَاتَة من تِلمْسان إلى البحر الأكبر. فسمع أبو بَكْر أنّ امرأةً ذهبت ناقتها في غارةٍ فبكيت وقالت: ضيَّعَنَا أبو بَكْر بدخوله إلى المغرب. فتألم واستعمل عَلَى المغرب يوسف بْن تاشَفِين هذا، ورجع أبو بَكْر إلى بلاد الجنوب. وكان ابن تاشَفِين بطلًا شجاعًا، عادلًا، اختطّ مراكش، وكان مكمنًا للّصوص مأوى الحَرَاميّة، فكان المارون به يقول
1 تأخرت هذه الترجمة في الأصل إلى حرف الياء، وموضعها ههنا.
2 الصلة "2/ 671".
3 بياض في الأصل.
4 السير "19/ 252"، شذرات الذهب "3/ 412".
بعضُهم لبعض: مُرّاكش. وكان بناء مدينة مُرّاكش في سنة خمسٍ وستين وأربعمائة، اشتراها يوسف بماله الّذي خرج بِهِ من الصحراء. وكان في موضعها غابة من الشَّجَر وقرية. فيها جماعة من البربر، فاختطهّا، وبنى بها القصور والمساكن الأنيقة. وهي في مرجٍ فسيحٍ وحولها جبال على فراسخ منها، وبالقرب منها جبل عَلَيْهِ الثلج، وهو الّذي يعدّل مِزَاجَها. وقيل: كانت لعجوزٍ مَصْمُوديّة. فأسكن مُرّاكش الخَلْق، وكثرت جيوشه وبعد صِيتُه، وخافتْه ملوك الأندلس، وكذلك خافته ملوك الفرنج؛ لأنّها علمت أَنَّهُ ينجد الأندلسيّين عليهم. وكان قد ظهر للملثَّمين في الحروب ضَرَبات بالسّيوف تقدّ الفارس، وطعنات تنظم الكُلَى، فكتب إِلَيْهِ المعتمد يتلطّف بِهِ، ويسأله أنّ يعرض عَنْ بلاده لمّا رأى هِمَّتَه عَلَى قصْد الأندلس، وأنه تحت طاعته. فيقال كان في المتاب: فإنك إنّ أعرضت عنّا نُسِبْتَ إلى كَرَمٍ، ولم تُنْسَب إلى عَجْز، وإنْ أَجَبْنا داعيك نُسِبنا إلى عقلٍ، ولم نُنْسَب إلى وهْن، وقد اخترنا لأَنْفُسِنا أجمل نسبتَيْنا. وإنّ في استبقائك ذوي البيوت دوامًا لأمرك وثبوت. وأرسل لَهُ تُحَفًا وهدايا. وكان بربريًّا لا يكاد يفهم، ففسَّرَ لَهُ كاتبه تِلْكَ الكلمات، وأحسن في المشورة عَلَيْهِ، فأجاب إلى السلم. وكتب كاتبه عَلَى لسانه: من يوسف بْن تاشَفِين، سلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته تحيّة من سالمكم، وسلّم إليكم، حكَّمَهُ التّأييد والنَّصْر فيما حكم عليكم، وإنّكم في أوسع إباحة ممّا بأيديكم من المُلْك، وأنتم مخصوصون منّا بأكرم إيثار، فاسْتَدِيموا وفاءنا بوفائكم، واستصلحوا إخاءنا بإصلاح إخائكم، واللَّه وليُّ التّوفيق لنا ولكم، والسلام. ففرح بكتابه ابن عَبّاد وملوك الأندلس، وقويت نفوسهم عَلَى دفع الفرنج، ونَوَوْا إنْ رأوا من ملك الفرنج ما يرِيُبهُم أن يستنجدوا بابن تاشَفِين. وصارت لابن تاشَفِين بفعله محبّةٌ في نفوس أهل الأندلس. ثمّ إنّ الأذفُونْش أَلحَّ عَلَى بلاد ابن عَبّاد، فقال ابن عَبّاد في نفسه: إنْ دُهِينا من مُداخله الأضداد، فأَهْوَن الأمرَيْن أمر الملثَّمين، ورعاية أولادنا جمالهم أهون من أن يَرْعَوْا خنازير الفرنج. وبقي هذا الرأي نصب عينه، فقصده الأذفونش في جيشٍ عَرَمْرَمٍ، وجفل النّاس، فطلب من ابن تاشَفِين النجدة، والجهاد. وكان ابن تاشَفِين عَلَى أتم أهبةٍ، فشرع في عُبور جيشه. فلمّا رأى ملوك الأندلس عبور البربر للجهاد، استعدوا أيضًا للنجدّة، وبلغ ذَلِكَ الأذفونش، فاستنفر دِينَ النَّصرانيّة، واجتمع لَهُ جنودٌ لا يُحْصِيهم إلّا اللَّه. ودخل مَعَ ابن تاشفين شيء عظيمٌ من الجمال، ولم يكن أهل جزيرة
الأندلس يكادون يعرفون الجمال، ولا تعوَّدتها خيلُهُم، فتجافلت منها ومن رُغائها وأصواتها. وكان ابن تاشفين يحدق بها عسكره، ويحضرها الحروب، فتنفر خيل الفرنج عنها. وكان الأذفونش نازلًا بالزّلّاقة بالقرب من بَطَلْيُوس، فقصده حزب اللَّه، وقدم ابن تاشَفِين بين يديه كتابًا إلى الفرنج يدعوهم إلى الإسلام، أو الحرب، أو الجزية. ثمّ أقبلت الجيوش، ونزلت تجاه الفرنج فاختيار ابن عَبّاد أنْ يكون هُوَ المصادم للفرنج أوّلًا، وأن يكون ابن تاشَفِين ردفًا لَهُ. ففعلوا ذلك، فخذل الفرنج، استمر القتل فيهم، فقيل: إنه لم يفلت منهم إلا الأذفونش في أقل من ثلاثين. وغنم المسلمون غنيمة عظيمة. وذلك في سنة تسع وسبعين وأربعمائة. وعفّ يوسف عَن الغنائم، وآثر بها ملوك الأندلس ليتمّ لَهُ الأجر، فأحبوه وشكروا لَهُ. وكانت ملحمةً عظيمةٍ قَلَّ أنْ وقع في الإسلام مثلها. وجرح فيها ملك الفرنج، وجمعت رؤوس الفرنج، فكانت كالتّلّ العظيم. ثمّ عزم ابن عَبّاد عَلَى أمير المسلمين يوسف، ورام أنّ ينزل في ضيافته. فأجابه فأنزله الله في قصوره عَلَى نهر إشبيلية. فرأى أماكن نزهة، كثيرة الخير والحُسْن والرّزْق. وبالغ المعتمد بْن عَبّاد وأولاده في خدمة أمير المسلمين، وكان رجلًا بربريا. قليل التّنعُّم والتّلذُّذ والرّفاهية، فرأى ما هاله من الحشمة والعرش والأطعمة الفاخرة، فأقبل خواصّه عَلَيْهِ ينبهونه عَلَى تِلْكَ الهيئة ويحسنونها، ويقولون: ينبغي أنّ تتخذ ببلادك نحو هذا. فأنكر عليهم، وكان قد دخل في الشيخوخة وفنيت إرادته، وأدمن عَلَى عيش بلاده. ثمّ أخذ يعيب طريقة المعتمد وتنعمه المُفْرِط، وقال: مَن يتعانى هذه اللّذات لا يمكن أنّ يعدل كما ينبغي أبدًا. ومن كَانَ هذا همته في حفظ بلاده ورعيته. ثمّ سأل يوسف: هَلْ يفعل المعتمد هذا التنعم في كلّ أوقاته؟ فقيل لَهُ: بل كلّ زمانه عَلَى هذا. فسكت، وأقام عنده أيّامًا، فأتى المعتمد رجلٌ عاقل ناصح، فخوّفه من غائلة ابن تاشَفِين، وأشار عَلَيْهِ بأن يقبض عَلَيْهِ، وأن لا يُطْلقه حتّى يأمر كلَّ من بالأندلس من عسكره أنّ يرجع من حيث جاء: ثمّ تتّفق أنت وملوك الأندلس عَلَى حراسة البحر من سفينة تجري له، ثم تتوثق منه الأيمان أن لا يغدر، ثمّ تُطْلِقه، وتأخذ منه عَلَى ذَلِكَ رهائن. فأصغى المعتمد إلى مَقَالته واستوصبها، وبقي يفكّر في انتهاز الفرصة، وكان لَهُ نُدَماء قد انهمكوا معه في الّلذّات، فقال أحدهم لهذا الرجل: ما كَانَ أمير المؤمنين، وهو إمامُ أهل المَكْرُمات ممّن يُعامل بالحَيْف ويغدر بالضَّيْف. قَالَ: إنّما الغَدْر أَخْذُ الحقّ
ممّن هُوَ لَهُ، لا دفْع المرء عَنْ نفسه. قَالَ النّديم: بل كَظْمٌ مَعَ وفاءٍ، خيرٌ من حزْمٍ مَعَ جفاء. ثمّ إنّ ذَلِكَ النّْاصح استدرك الأمر وتلافاه، وشكر لَهُ المعتمد، وأجازه، فبلغ الخبرُ ابن تاشَفِين، فأصبح غاديا. فقدَّم لَهُ المعتمد هدايا عظيمة، فقبِلَها وعبر إلى سَبْتَة. وبقي جُلُّ عسكره بالجزيرة يستريحون. وأمّا الأذفونش، فقدم إلى بلده بأسوأ حال، فسأل عَنْ أبطاله وبَطَاركته، فوجد أكثرهم قد قتلوا، وسمع نَوْح الثُّكَالَى عليهم، فلم يأكل ولا الْتَذّ بعيشٍ حتّى مات غَمًّا، وخلَّف بنتًا، فتحصَّنت بطُلَيْطُلَة. ثمّ أخذ عسكرُ ابن تاشَفِين يغيرون، حتّى كسبوا من الفرنج ما تجاوز الحدّ، وبعثوا، بالمغانم إلى مُرّاكش. واستأذن مقدّمهم سِير بْن أَبِي بَكْر لابن تاشَفِين في المقام بالأندلس، وأعلمه أَنَّهُ قد افتتح حصونًا، ورتّب فيها، وأنّه لا يستقيم الأمر إلّا بإقامته. فكتب إِلَيْهِ ابن تاشَفِين يأمره بإخراج ملوك الأندلس من بلادهم وإيجافهم في العدْوَة، فإن أَبَوْا عَلَيْهِ حاربهم. وليبدأ بالثغور: ولا تتعرّض للمعتمد. فابتدأ سير بملوك بُنيّ هود يستنزلهم من قلعة روطة، وهي منيعة إلى الغاية، وماؤها يُنْبُوعٌ في أعلاها، وبها من الذخائر المختلفة ما لا يوصف. فلم يقدر عليها، فرحل عَنْهَا. ثمّ جَنَّد أجنادًا عَلَى زِيّ الفرنج، وأمرهم أنّ يقصدوها كالمُغِيرين، وكمن هُوَ والعسكر، ففعلوا ذَلِكَ. فرآهم ابن هود، فاستضعفهم، ونزل في طلبهم، فخرج عَلَيْهِ سير فأسره وتسلَّم القلعة. ثمّ نازل بُنيّ ظاهر بشرق الأندلس، فسلموا إِلَيْهِ، ولحِقُوا بالعدْوَة. ثمّ نازل بني صُمَادِح بالمَرِيّة، فمات ملكهم في الحصار، فسلّموا المدينة. ثمّ نازلوا المتوكلّ عُمَر بْن الأفطس ببَطَلْيُوس، فخامر عَلَيْهِ أصحابه، فقبضوا عَلَيْهِ، ثمّ قتل صبرًا. ثمّ إنّ سير كُتُب إلى ابن تاشَفِين أَنَّهُ لم يبق بالجزيرة غير المعتمد فأمره أن يعرض عَلَيْهِ التّحوّل إلى العدْوَة بأهله وماله، فإن أبى فنازله. فلمّا عرض عَلَيْهِ سير ذَلِكَ لم يُجِبْ، فسَار وحاصره أشْهُرًا ثمّ دخل عَلَيْهِ البلد قهرًا، وظفر بِهِ، وبعثه إلى العدْوَة مقيَّدًا، فحُبِس بأَغْمات إلى أن مات. وتسلّم سير الجزيرة كلَّها. وقال ابن دحية أو غيره: نزل يوسف عَلَى مدينة فاس في سنة أربع وستين وأربعمائة وحاصرها. ثم أخذها، فأقر العامة، ونفا البربر والجند عنها، بعد أن حبس رؤوسهم، وقتل منهم، وكان مؤثرًا إلى يوم العلم والدّين، كثير المَشُورَة لهم. وكان معتدل القامة، أسمر، نحيفًا، خفيف العارضيْن، دقيق الصوت، حازمًا، سائسًا. وكان يخطب لبني العبّاس. وهو أوّل من سُمّي بأمير المسلمين. وكان يحبّ العفْو والصَّفْح، وفيه خيرٌ وعدل. وقال أبو الحجاج البيّاسيّ في كتاب تذكير الغافل: إنّ يوسف بن
تاشَفِين جاز البحر مرة ثالثة، وقصد قُرْطُبَة، وهي لابن عَبّاد، فوصلها سنة ثلاثٍ وثمانين، فخرج إِلَيْهِ المعتمد بالضيافة، وجري معه عَلَى عادته. ثمّ إنّ ابن تاشَفِين أخذ غرناطة من عَبْد اللَّه بْن بلقين بْن باديس، وحبسه، فطمع ابن عَبّاد في غَرْناطة، وأن يُعطِيَه ابن تاشَفِين إيّاها، فعرض لَهُ بذلك، فأعرض عَنْهُ ابن تاشَفِين إلى مُرّاكش في رمضان من السّنة. فلمّا دخلت سنة أربع عزم عَلَى العبور إلى الأندلس لمنازلة المعتمد بْن عَبّاد، فاستعدّ لَهُ ابن عَبّاد، ونازلته البربر، فاستغاث بالأذفونش، فلم يلتفت إِلَيْهِ. وكانت إمرة يوسف بْن تاشَفِين عند موت أَبِي بَكْر بْن عُمَر أمير المسلمين سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكانت الدولة قبلها لزَنَاتَة، وكانت دولة ظالمة فاجرة. وكان ابن تاشَفِين وعسكره فيهم يبس وديانة وجهاد، فافتتح البلاد، وأحبته الرعية. وضيق لثمامه هُوَ وجماعته. فقيل: إنهم كانوا يتلثّمون في الصّحراء كعادة العرب، فلمّا تملّك ضيّق ذَلِكَ اللثام. قال عزيز: وما رأيته عيانًا أَنَّهُ كَانَ لي صديقٌ منهم بدمشقٍ، وبيننا مودة. فأتيتُه، فدخلت وقد غسَل عمامته، وشدّ سِرواله عَلَى رأسه، وتلثَّم بِهِ. هذا بعد أنّ انقضت دولتهم، وتفرقوا في البلاد. وحكى لي ثقة أَنَّهُ رأى شيخًا من الملثَّمين بالمغرب مترديا في نهر يغسل ثيابه وهو عريان، وعورته بادية، ويده اليُمْنى يغسل بها، ويده اليُسْرى يَسْتر بها وجهه. وقد جعل هَؤُلَاءِ اللّثام جُنَّةً، فلا يُعرف الشيخ منهم من الشباب، فلا يزيلونه ليلًا ولا نهارًا، حتّى أنّ المقتول منهم في المعركة لا يكاد يعرفه أهله، حتّى يجعلوا عَلَى وجهه لثامًا.
ولبعضهم:
قوم لهم درك العلا في حميرٍ
…
وإن انتموا صنهاجة فهم هموا
لما حووا إحراز كل فضيلةٍ
…
غلب الحياء عليهم، فتلثموا1
وتزوج ابن تاشَفِين بزينب زوجة أَبِي بَكْر بْن عُمَر، وكانت حاكمة عَلَيْهِ، وكذلك جُمَيْع الملثمين يكبرون نساءهم، وينقادون لأمرهم، وما يسمّون الرَجل منهم إلّا بأمّه. وهنا حكاية، وهي أنّ ابن خلوف القاضي الأديب كَانَ لَهُ شِعْرٌ، فبلغ زينبَ هذه أَنَّهُ مدح حوّاء امرأة سير بْن أَبِي بَكْر، وفضَّلها عَلَى جُمَيْع النّساء بالجمال، فأمرت بعزْله عَن القضاء. فسار إلى أَغْمات، واستأذن عليها، فدخل البوّاب فأعلمها بِهِ، فقالت: يمضي إلى التي مدحها ترده إلى القضاء.
1 وفيات الأعيان "7/ 130".
فأبلغه، فَعَزَّ عَلَيْهِ، وبقي بالحضرة أيّامًا حتّى نفيت نَفَقَتُه، فأتى خادمها فقال: قد أردت بيع هذا المهر، فأعطني مثقالين أتزود بهما إلى أهلي، وخذه فأنت أولى. فسرَّ الخادم وأعطاه، ودخل مسرورًا بالمهر، وأخبر السّتّ، فرقَّت لَهُ، وقالت: ائتني بِهِ. فأسرع وأدخله عليها، فقالت: تمدح حواء وتسرف، وزعمت أَنَّهُ لَيْسَ في النّساء أحسن منها، وما هذه منزلة القُضاة. فقال في الحال:
أنت بالشمس لاحِقَهْ
…
وهي بالأرض لاصقهْ
فمتى ما مدحتها
…
فهي في سيرَ طالقهْ
فقالت: يا قاضي طَلّقْتَها؟!. قَالَ: نعم. ثلاثة وثلاثة وثلاثة. فضحكت حتّى افتضحت، وكتبت إلى يوسف يردّه إلى القضاء. قلت: ولا رَيْب أنّ يوسف ملكٌ من الملوك، بَدَت منه هنّات وزلّات، ودخل في دهاء الملوك وغدرهم. ولمّا أخذ إشبيلية من المعتمد شن عسكر ابن تاشَفِين الغارة بإشبيلية، وخلّوا أهلها عَلَى برْد الدّيار، وخرج النّاس من بيوتهم يسترون عوراتهم بأيديهم، وافتُضَّت الأبكار. وتتابعت الفتوحات لابن تاشَفِين، وكانت فقهاء الأندلس قالوا: له لا يجب طاعتُك حتّى يكون لك عهد من الخليفة. فأرسل إلى العراق قومًا من أهله بهدايا. وكتابًا، يذكر فيه ما فعل بالفرنج. فجاءه أمر المستظهر باللَّه أحمد رسول بهديّة، وتقليد وخِلْعة، وراية. وكان يقتدي بآراء العلماء، ويعظّم أهل الدين. ونشأ ولده عليّ في العفاف والدّين والعِلْم، فولّاه العهدَ في سنة تسعٍ وتسعين وأربعمائة. وتُوُفّي يوسف في يوم الإثنين ثالث المحرَّم سنة خمسمائة، ورخه ابن خلكان، وقبله عز الدين بن الأثير، وغيرهما. وعاش تسعين سنة. قَالَ الْيَسَعُ بْن حَزْم: فمِن فضله أَنَّهُ لما أراد بناء مُرّاكش ادّعى قومٌ مَصَامِدَةٌ فيها أرضًا، فأرضاهم بمالٍ عظيم. وكان يلبس العباء، ويُؤثر الحياء، ويقصد مقاصد العز في طُرُق المعالي، ويكره السفساف، ويحب الشرف المتعالي، ويقلد العلماء، ويؤثر الحُكَماء، يتدبّر مَرْضَاتهم. وإذا دخل عَلَيْهِ من طَوْل ثيابه وجرّها
…
1 إِلَيْهِ وجهه، وأعرض عَنْهُ، فإن كَانَ ذا ولاية عزله. وكان كثير الصدقة عظيم البِرّ والصّلة للمساكين، رحمه الله.
1 بياض في الأصل.
370-
يوسف بْن عليّ الزّنْجانيّ1: أبو القاسم الشّافعيّ من كبار أصحاب أَبِي إِسْحَاق الشِّيرازيّ. مات في صَفَر.
المتوفون تقريبًا:
371-
أحْمَد بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن: أَبُو العبّاس الْأَنْصَارِيّ، الشّارقيّ الواعظ2. حجّ وسمع كريمة، وتفقّه عَلَى أَبِي إِسْحَاق الشِّيرازيّ. ودخل العراق وفارس، وسكن سَبْتَةَ، وفاس. وكان صالحًا، دينًا، ذاكرًا، بكاءً، واعظًا. توفي بشرق الأندلس في نحو الخمسمائة. قال ابن بَشْكُوَال.
372-
أحمد بْن مُحَمَّد بْن الفضل بْن شَهْرَيار: أبو عليّ الأصبهاني3. سمع: أبا الفَرَج مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شَهْرَيار، وغيره. وكان من أبناء التسعين. روى عَنْهُ: السلفي، وأبو طاهر السنجي. مات قبل الخمسمائة بقليل.
* أحمد بْن عَبْد اللَّه السُّوذَرْجانيّ4:
373-
عَبْد الرحيم بْن مُحَمَّد بْن أحمد: أبو منصور الشرابي الأصبهاني5 توفي قبل الخمسمائة أو بعدها. روى عَنْ: أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن اللَّيْث الصّفّار صاحب ابن خميروَيْه الهَرَوِيّ. روى عَنْهُ: أَبُو سَعْد مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد الصائغُ.
374-
عَبْد الرَّحْمَن بْن إسماعيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَحْمَد. أبو بَكْر ابن الْإِمَام أَبِي عثمان الصّابونيّ النَّيْسابوريّ6. خَلَف أَبَاهُ في حضور المجالس، وكان لَهُ قبول تامّ لأجل والده. وكان مليح الشّمائل، متجمّلًا بهيًّا. بَقِيّ عَلَى التّصوّن قليلًا، ثمّ لعب وأخذ في الصّيد والتنزه، فقبر أمره، ثمّ أصابه في الآخر نقْرس وزَمِنَ، فباع بقية ضيعةٍ لَهُ. سمع: أَبَاهُ، وعمّه أبا يَعْلَى، وأبا حفص بْن مسرور. روى عَنْهُ: محمد بن
1 البداية والنهاية "12/ 169".
2 الصلة "1/ 73".
3 لا بأس به.
4 سبقت الترجمة له.
5 لم نقف عليه.
6 لا بأس به.
الحُسين الآمُليّ، وعَبْد اللَّه بْن الفُرَاويّ، وعُمَر بْن أَحْمَد الصَّفَّار، وآخرون. وقد سمع صحيح مُسْلِم من عَبْد الغافر الفارسيّ.
روى عَنْهُ أيضًا: هبة الله بن محمد بْن حَسَنة، وتيمان بْن أَبِي الفوارس، وأبو رُشَيْد بْن إسماعيل بْن غانم، وَأَبُو الفتح عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد الخِرَقيّ، وعدد كبير.
375-
أسعد بْن مسعود بْن عليّ: أبو إِبْرَاهِيم النَّيْسابوريّ1، أحد الرؤساء والعُلماء. تأدَّب عَلَى منصور بْن عَبْد الملك الثّعالبيّ.
وسمع من: الحِيّريّ، والصَّيْرفيّ. ومن جَدّه أَبِي نَصْر العُتْبيّ، وقال: مات جدي سنة أربع عشرة. روى عَنْهُ: مسعود بْن أحمد الحوافيّ، وأبو طاهر السِّنْجيّ، وعبد الخالق الشّحّاميّ، وجماعة. تزهد بأخرة. عاش بضعًا وثمانين سنة.
376-
غالب بْن عيسى بْن نعم الخَلَف: أبو تمّام الْأَنْصَارِيّ الأندلسيّ2. طوّف الشّام، والعراق، واليمن. وجاور مكة. سمع: أبا مُحَمَّد الجوهريّ، وجماعة ببغداد؛ وأبا غالب بن بشران النحوي بواسطة؛ وأبا العلاء بْن سليمان بالمَعَرَّة؛ وأحمد بْن الفضل الباطرقاني بأصبهان. سمع منه: أبو بَكْر السّمعانيّ في سنة ثمانٍ وتسعين بمكّة، وقال: كَانَ قد نيَّف عَلَى المائة وزمِن وعُمِّر.
377-
المظفّر بْن الحُسين بْن إِبْرَاهِيم بْن هَرْثَمَة: أبو منصور الفارسيّ الأَرَّجانيّ، ثمّ الغَزْنَويّ3. قَالَ السّمعانيّ: شيخ، إمام، فقيه، عارف بالحديث وطُرُقه. صنف تصانيف في الحديث. وسمع بغَزْنَة حنبل بْن أحمد بْن حنبل البَيِّع، وبالهند أبا الحَسَن مُحَمَّد بْن الحَسَن الْبَصْرِيّ، وببغداد أبا الطَّيِّب الطَّبَريّ، وأبا القاسم التّنُوخيّ، وبدمشق أبا عَبْد اللَّه بْن سلوان، وبمصر أبا الحَسَن الطّفّال، وعبد الملك بْن مسكين. قدِم بلْخ فحدَّث بها. روى عَنْهُ: أبو شجاع عُمَر البسطامي، وأبو حفص بْن عُمَر الأشهبيّ، وغيرهما. وتُوُفّي بعد التّسعين وأربعمائة.
1 سبقت الترجمة له.
2 لا بأس له.
3 انظر السابق.
378-
عَبّاد بْن الحُسين بْن غانم الطّائيّ: الوزير أبو منصور1. وَزَرَ لبعض ملوك العجم، وحدَّثَ ببغداد عَن ابن رَيْدَة الأصبهاني. روى عَنْهُ: أبو الوفاء أحمد بْن الحُصَيْن، وأبو طاهر السِّلَفيّ.
379-
إِبْرَاهِيم بْن عليّ بْن الحَسَن. أبو أحمد الْبَصْرِيّ البُجَيْرميّ2. سمع: إِبْرَاهِيم بْن طلحة بْن غسّان.
وعنه: السِّلَفيّ.
380-
مُحَمَّد بْن المظفّر بن عُبَيْد اللَّه النَّهَاوَنْديّ3: المعدّل. سمع: القاضي أحمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الرّاوي عَن البكّائيّ. أخذ عَنْهُ السِّلَفيّ بنهاوند.
381-
مُحَمَّد بْن عَبْد الواحد بْن عليّ. أبو الفتح الأصبهاني الزّجّاج4. سمع: علي بن ماشذة، وأبا عليّ أحمد بْن مُحَمَّد بْن حَسَن المرزوقيّ، وأبا بَكْر بْن أَبِي عليّ، والحسين بْن أحمد بْن سَعْد الرّازيّ. قَالَ السِّلَفيّ: لم يروِ منّا عَن المرزوقي سواه.
382-
مُحَمَّد بْن إدريس بْن خَلَف: أبو تمّام القَرَتَّائي الْبَصْرِيّ5. روى عَنْ: إِبْرَاهِيم بْن طَلْحة بْن غسان. سمع منه: السِّلَفيّ بالبصرة.
383-
سَعْد بْن عليّ بْن حُمَيْد: أبو علّان المُضَريّ المَرَاغيّ6. روى عن:
أحمد بن الحسين التراسي. وعن السِّلَفيّ.
384-
عليّ بْن هبة اللَّه التّرّاسيّ7. عَنْ: أحمد بن الحُسين التّرّاسيّ. وعنه: السِّلَفيّ، وغيره.
1 لم نقف عليه.
2 في عداد المجهولين.
3 لم نقف عليه.
4 لا بأس به.
5 لم نقف عليه.
6 انظر السابق.
7 في عداد المجهولين.
385-
مُحَمَّد بْن علي بْن عَبْد الرّزّاق: أبو الحَسَن الأصبهاني الكاغدي1. شيخ مسن، مُسْنِد. روى عَنْ: عليّ بْن ميلة الفَرَضِيّ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ.
386-
أحمد بْن أبي هاشم: أبو طَالِب الْقُرَشِيّ الأصبهاني2. سمع أبا سَعِيد مُحَمَّد بْن عليّ النّقّاش، وأبا سَعِيد الحَسَن بْن مُحَمَّد بْن حَسْنَوَيْه الكاتب، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن شاذان الأعرج. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ عَنْهُمْ، وعن: أَبِي بَكْر بْن أَبِي عليّ.
387-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن سَعِيد: أبو المظفّر الأصبهاني3 الفاشاني المعدل. سمع: سفيان بْن مُحَمَّد بْن حَسَنْكُوَيْه، وأبا نُعَيْم. وعنه: السِّلَفيّ.
388-
لاحق بْن مُحَمَّد بْن أحمد: أبو القاسم التَّميميّ، الأصبهاني الإسكاف4. سمع: أبا عليّ أحمد بْن مُحَمَّد بْن يزداد، وأبا بَكْر بْن أَبِي عليّ، وإبراهيم بْن عليّ الخيّاط، والفضل بْن شَهْرَيار، وأبا عَبْد اللَّه الجمّال، وابن عَبْدكَويْه، وأبا حفص الزعفراوي، وأبا نعيم.
وأجاز له أبو سعيد النقاش، وعلي بن ميلة، والقاضي أبو بكر الحيري. روى عنه السلفي فأكثر عنه، ولم يؤرّخ وفاته.
389-
مُحَمَّد بْن أحمد بْن جعفر: أبو صادق الأصبهاني5. سمع: الفضل بْن عُبَيْد اللَّه بْن شَهْرَيار، وأبا بَكْر بْن أَبِي عليّ الذّكْوانيّ. وجماعة. وعنه: السِّلَفيّ وقال: كَانَ كاتبًا مكثِرًا، من رؤساء البلد.
390-
مُحَمَّد بْن الحُسين بْن مُحَمَّد: أبو إِبْرَاهِيم البالويّ النَّيْسابوريّ6. صالح سديد. سمع الْإِمَام أبا إِسْحَاق الإسْفَرائينيّ، وحدَّثَ عَنْهُ بثلاثة أجزاء. وعاش إلى سنة ثلاثٍ وتسعين. روى عَنْهُ: أبو طاهر السِّنْجيّ، وأبو البركات الفُرَاويّ، وعبد الخالق الشحامي.
1 لم نقف عليه.
2 لا بأس به.
3 لم نقف عليه.
4 لا بأس به.
5 لا بأس به.
6 السابق.
391-
مُحَمَّد بن عَبْد العزيز بْن أحمد: أبو بَكْر الأصبهاني العسّال1. سمع: أبا نُعَيْم الحافظ، وسُفْيَان بْن مُحَمَّد بن حسنويه. وعنه: السِّلَفيّ.
392-
حَمْد بْن عُمَر بْن سَهْلُوَيْه. أبو العلاء الأصبهاني الشّرابيّ2 سمع: أبا نُعَيْم الحافظ، ويوسف بن حسن الرّازيّ. وعنه: السِّلَفيّ.
393-
أحمد بْن الحسن بْن أحمد بْن عليّ بْن الخصيب: الفقيه أبو سَعِيد الْجَرْبَاذْقانيّ الخانساريّ3. سمع: أبا طاهر بْن عَبْد الرّحيم الكاتب، وأحمد بْن الفضل الباطرقانيّ. روى عَنْهُ السِّلَفيّ جزءًا من حديثه سمعناه.
394-
عَبْد اللَّه بْن يوسف: الحافظ أبو مُحَمَّد الْجُرْجانيّ القاضي4. صنَّف "فضائل الشّافعيّ"، وفضائل أحمد بْن حنبل، وغير ذَلِكَ. وسمع الكثير. قَالَ أبو النضر الفامي: توفي بعد العشرين وأربعمائة.
395-
عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عُمَر بْن عَلُّويَه: أبو الفتح الأصبهاني5. سمع: أبا بَكْر الذّكْوانيّ. وحدَّثَ في سنة اثنتين وتسعين، وهو إنّ شاء اللَّه من شيوخ السِّلَفيّ. وآخر من روى عَنْهُ: أبو الفتح الخِرَقيّ.
396-
سداد بن محمد بن أحمد بن جعفر: القاضي أبو الرجاء الخلقاني الأصبهاني6. روى عن: أبي نعيم الحافظ، والهيثم بن محمد الخراط، وأبي القاسم عبد الله بن الحسن المطيعي. قال السلفي: كان مكثرًا من الطلب والمعرفة، وتكلم فيه بغير حجة. روى عنه: السلفي، وجماعة. وآخر أصحابه أبو الفتح الخرقي.
1 السابق.
2 السابق.
3 لا بأس به.
4 السير "19/ 159".
5 لا بأس به.
6 السابق.
397-
محمد بن أحمد بن طاهر بن حمد: أبو غالب البغدادي1. حدَّث في هذه السنة؟ بواسط عَنْ أَبِي القاسم التّنُوخيّ بالطّوالات. رواها عَنْهُ أبو طَالِب مُحَمَّد بْن عليّ الكتّانيّ.
398-
إسماعيل بْن الحُسين بْن حمزة: السّيد أبو الحَسَن العَلَويّ الهَرَوِيّ2. رئيس محتشم، كبير الشّأن، علي الرتبة ببلده. سمع: أبا عثمان بْن العبّاس الْقُرَشِيّ، وغيره. روى عَنْهُ: عَبْد الغافر بن إسماعيل، وذكر أنه عاش إلى سنة نيفٍ وتسعين وأربعمائة، وأنّه حدَّثَ بنَيْسابور سنة أربعٍ وتسعين.
399-
عَبْد الملك بْن الحَسَن بْن بِتِنَّة: أبو مُحَمَّد الْأَنْصَارِيّ3. شيخ صالح، مجاور بمكّة. سمع: أبا القاسم عليّ بْن الحُسين بْن مُحَمَّد الفَسَويّ، والشيخ عبد العزيز بن بُنْدار الشِّيرازيّ. سمع منه: أبو طاهر السِّلَفيّ، وأبو بَكْر السّمعانيّ، وغيرهما بمكّة. ذكره السِّلَفيّ في معجمه، وأنّه حجّ سبْعًا وسبعين حَجَّة، وزار النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَ عَشْرَةَ مرّة. وله في كلّْ سنة مائة عمرة في رجب، وشعبان ورمضان، وذي الحجّة. وبِتِنَّة: بكسر الباء والتّاء، ثمّ تشديد النُّون، ورأيتها مرّةً بفتْحها.
400-
مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي دَاوُد: أبو الحَسَن الفارسي ثمّ الْمَصْرِيّ الورّاق، الكُتُبيّ4. شيخ فاضل. حدَّثَ عَنْ: أَبِي عَبْد اللَّه بْن نظيف، وغيره. وكان ذا هيئة ومعرفة. روى عَنْهُ: أبو عليّ بْن سُكَّرَة، وأبو بَكْر بْن الفَزَاريّ، وقال: شيخ مفيد له علو.
قلت: بقي إلى حدود الخمسمائة، وأظن سمع منه الشريف الخطيب أبو الفتوح.
1 البداية والنهاية "12/ 180".
2 بياض في الأصل.
3 لا بأس به.
4 السابق.
401-
مُحَمَّد بْن خَلَف بْن قاسم الخَوْلانيّ: الإشبيلي1. أبو عَبْد اللَّه. يروي عَنْ: ابن حَزْم، وأبي مُحَمَّد بْن خَزْرَج. قرأ عَلَيْهِ: أبو العبّاس أحمد بْن مُحَمَّد "صحيح مُسْلِم" في سنة أربعٍ وتسعين وأربعمائة.
402-
المطهر بْن الفضل بْن عَبْد الوهّاب بْن أحمد بْن بطَّة: أبو عليّ الأصبهاني2. وُلِد سنة ست وأربعمائة. وسمع: أبا عبد الجمال، وأبا نعيم، وجماعة. وعنه: السلفي.
403-
المظهر بْن عليّ: أبو الفتح البَنْدنَيْجيّ المالحانيّ3.
سمع: الجوهريّ. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ. لقيَه في سنة سبعٍ وتسعين.
404-
إِبْرَاهِيم بْن أحمد بْن إِبْرَاهِيم بْن أحمد بْن أسود: أبو إِسْحَاق الغساني المريي4. من علماء أهل المَرِيّة من الأندلس. روى عَنْ: أَبِيهِ إِبْرَاهِيم، وحاتم بْن مُحَمَّد، وأبي عمر بن عبد البر، وأبي لأصبغ عيسى بْن مُحَمَّد، وطائفة. وكان شديد العناية بالرّواية. ذكره الأَبّار فقال: روى عَنْهُ: ابنه القاضي أَبُو عَبْد اللَّه مُحَمَّد، وعبد الرحيم بْن مُحَمَّد الخَزْرَجيّ، وأبو عَبْد اللَّه بْن إحدى عشرة. توفي نحو الخمسمائة.
405-
أحمد بْن نَصْر بْن أحمد: أبو العلاء الهَمَذانيّ5. روى عَنْ: ابن حُمَيْد، وابن الصّبّاح، وهارون بْن ماهلة، وأبي الفَرَج بْن عَبْد الحميد، ونصر بن علي الفقيه، وعدد كبير. روى عنه السلفي، وغيره. وكان حافظا أديبا ناصرا للسنة عارفا بمذهب أحمد، ثقة. أملى مجالس من حفظه.
يأتي في سنة 51.
406-
عَبْد اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن هاشم: أبو مُحَمَّد القَيْسيّ المَرِيّيّ الفقيه، ويُعرف بحفيد هاشم6. شرح كتاب التفريع لابن الجلاب في ست مجلدات، وأجمع
1 لا بأس به.
2 لم نقف عليه.
3 السابق.
4 لا بأس به.
5 السابق.
6 لم نقف عليه.
أهل المَرِيّة عَلَى تقديمه للقضاء، فقال: إنّ فعلتم فررت عَنْ أهلي وولدي، واللَّه أسألكم. فتركوه. قرأ عَلَيْهِ صِهْره الخطيب أبو عَبْد الله الحمزي. وكان موجودًا في حدود الخمسمائة.
407-
مُحَمَّد بْن جابار بْن عليّ: الواعظ المذكّر أبو الوفاء الهَمَذانيّ1. ممن أجاز للسِّلَفيّ سنة أربعٍ وتسعين. ذكره شِيرُوَيْه فقال: صالح، ديّن، زاهد، صدوق، متعصب للحنابلة جدًّا. روى عَنْ: عليّ بْن حُمَيْد، وحُمَيْد بْن المأمون، وطائفة. سَمِعْتُ منه أحاديث.
408-
الحَسَن بْن الفتح بْن حمزة بْن الفتح: أبو القاسم الهَمَذانيّ2 الأديب.
من أولاد الوزراء والأعيان. كما يرجع إلى معرفة باللّغة، والمعاني، والبيان. قدِم بغداد سنة ثمانٍ وتسعين وأربعمائة، فكتب عَنْهُ: هُزَارسْت الهَرَوِيّ، والحسين بْن خَسْرُو. ذكر السّمعانيّ، ولم يذكر لَهُ وفاة. وقال السِّلَفيّ: كَانَ من أهل الفضل والتّقدُّم في الفرائض، والتّفسير، والآداب، وله تفسير حَسَن، وشِعْرٌ فائق. علّقت عَنْهُ حكايات وشِعْر. وقد صحب أبا إِسْحَاق الشِّيرازيّ، وتفقه عَلَيْهِ. وله:
نسيم الصَّبا إنّ هجت يومًا بأرضها
…
فقولي لها حالي علت عَنْ سؤالك
فها أنذا إنّ كنت يومًأ تعتبي
…
فلم يبقَ لي إلّا حشاشة هالك
قال ابن صلاح: رأيت مجلدين من تفسيره من تجزئة ثلاث مجلّدات، واسمه كتاب البديع في البيان عَنْ غوامض القرآن فوجدته ذا عناية بالعربيّة والكلام ضعيف الفقه.
409-
الحُسين بْن أحمد بْن أحمد: القاضي أبو عَبْد اللَّه بْن الصّفّار3. من فُقهاء هَمَذَان. كَانَ ينوب عَن القضاة بها. وهو من رُواة الزُّهْد. أخذ عَن ابن المُذْهِب.
سمع: ابن الكسار، وبِشْر بْن الفاتنيّ، والحسن بْن دوما النِّعَاليّ، والحسين بْن عليّ الطَّنَاجِيريّ، وابن غَيْلان، وخلقًا سواهم. كُتُب عَنْهُ: أبو شجاع شيرويه الديلمي
1 لا بأس به.
2 الوافي بالوفيات "12/ 200".
3 لا بأس به.
وقال: كان صحيح السماع، من الأشعريه. وذكر ابن السّمعانيّ، ولم يذكر لَهُ وفاة.
410-
عليّ بْن الحسن بْن أَبِي سهل: أبو القاسم النَّيْسابوريّ الأَدَميّ السّرّاج1.
شيخ مبارك، سمع: على بن محمد الطرازي، وجماعة. وبقي إلى سنة بضعٍ وتسعين. روى عَنْهُ: محمد بْن محمد السّنْجيّ، وعبد الله بن الفراوي، ومحمد بن أحمد الصفار، وجماعة.
1 السابق.