المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة ست وثلاثين وخمسمائة: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٣٦

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌سنة ست وثلاثين وخمسمائة:

المُلْك إلى أرسلان خان. وكان من جُنْده نوع من التُرك يقال لهم القارُغليَّة، ونوع يقال لهم الغُزّ الّذين نهبوا خُراسان سنة ثمانٍ وأربعين كما يأتي.

القبض على المغربيّ الواعظ ببغداد:

وفيها أخذ المغربيّ الواعظ ببغداد مكشوف الرأس إلى باب النّوبى، وجدوا في داره خابيةَ نبيذ وعُودًا وآلات اللهو، فكان ينكر ويقول: امرأته مغنية والعُود لها.

تسليم البُرْدة والقضيب للمقتفي:

وفيها وصل رسول السّلطان سَنْجَر ومعه البُرْدة والقضيب، فسلّمه إلى المقتفي لأمر الله، وكانا مع الرّاشد لمّا قُتِلَ بظاهر أصفهان1.

غارة الفرنج على عسقلان:

وفيها غارت الفرنج على عمل عسقلان، فخرج جُنْدُها وقتلوا جماعة، وهزموا الفرنج.

1 المنتظم "10/ 90"، البداية والنهاية "12/ 217"، عيون التواريخ "12/ 361".

ص: 159

‌سنة ست وثلاثين وخمسمائة:

موت البهلوي رئيس الباطنية:

فيها مات رئيس الباطنيَّة إبراهيم البهلويّ، فاحرقه شِحنة الرَّيّ في تابوته.

دخول ملك خوارزم مدينة مَرْو:

وفيها دخل ملك خُوارَزْم أتْسِز بن محمد مدينة مَرْو، وفتك بها مُراغَمَةً للسّلطان سَنْجَر حين تمّت عليه الهزيمة، وقبض على رئيس الحنفيَّة أبي الفضل الكرمانيّ، وعلى جماعة من الفقهاء1.

إنجاز شقّ النهروان:

وفيها تمّ عمل شقّ النَهروان، وخلع المقدّم بهروز على الصناع جميعهم جباب

1 المنتظم "10/ 95"، الكامل في التاريخ "11/ 87"، عيون التواريخ "12/ 367".

ص: 159

ديباج روميّ، وعمائم مذهّبه. وبنى لنفسه هناك تُربة.

وجاء السّلطان مسعود عَقِيب فراغه، وعند جَرَيان الماء في النَّهر، فقعد بهروز والسلطان في سفينة، وسار في النّهر المحفور، وفرح السّلطان به.

وقيل: إنّه عاتبه في تضييع المال، فقال: أنفقت عليه سبعين ألف دينار، أنا أعطيك إياها من ثمن التَّبْن في سنة واحدة.

شحنكية بغداد:

ثمّ إنّه عزله عن شِحْنكية بغداد، وولّي قزل.

استفحال أمر العيّارين:

وظهر من العيّارين ما حيّر النّاس. وذاك أنّ كلّ قومٍ منهم اجتمعوا بأمير واحتموا به، وأخذوا الأموال، وظهروا مكشوفين.

وكانوا يكبسون الدُّور بالشّموع، ويدخلون الحمّامات، ويأخذون الثّياب، فلبس النّاس السّلاح لمّا زاد النَّهب، وأعانهم وزير السّلطان؛ والنَّهْب يعمل، والكبسات متوالية.

ثمّ أطلق السّلطان النّاس في العيَّارين فتتبّعوهم1.

العفو عن الوزير ابن طِراد:

وفيها عفى الخليفة عن الوزير عليّ بن طِراد بعد شفاعة السّلطان مسعود فيه غير مرَّة إلى الخليفة المقتفيّ، وزادت حُرْمتُه، وعَلَت كلمته.

هزيمة سَنْجَر أمام كافر تُرك:

وفيها كانت وقعة هائلة بين السّلطان سَنْجَر وبين كافر تُرك بما وراء النّهر، فانكسر سَنْجَر، وبلغت الهزيمة إلى تِرْمِذ، وأفلت سَنْجَر، في نفر يسير، فوصل بلْخ في ستَّة أنْفُس، وأُخذت زوجته وبنته زوجة محمود، وَقُتِلَ من جيشه مائة ألف أو أكثر.

وقيل: إنهم أحصوا من القتلى أحد عشر ألفًا، كلّهم صاحب عمامة، وأربعة آلاف امرأة.

وكان سَنْجَر قد قتل أخا صاحب خُوارَزْم، فاستنجد عليهم بكافر تُرْك، وكان مهادِنًا له وقد صاهره، فسار الملعون في ثلاثمائة ألف فارس، فأحاطوا بسَنْجَر.

ولم تُرَ وقعةٌ أعظم منها.

وكانت في المحرَّم، وقيل: في صفر2.

1 المنتظم "10/ 95، 96"، الكامل في التاريخ "11/ 89".

2 المنتظم "10/ 96، 97"، الكامل في التاريخ "11/ 85، 86"، العبر "4/ 98".

ص: 160